نصيحة أخوية من القلب إلى القلب

[عاشق العفة]

نصيحة أخوية من القلب إلى القلب
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا وعبده محمد صلى الله عليه وعلى على آله بعده أما بعد:هذه رسالة كنت قد كتبتها إلى خالي الذي كان كثيرا ما يحب كتاب رياضالصالحين...ثم رأيت أن أنشرها لتعم الفائدة وتزول الشبه ونصحا لإخواني الأفاضل وتبرئة للذمة وتبليغ الدعوة لهاته الأمة فأقول وبالله التوفيق :

قال تعالى:كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ] {آل عمران:110}
وقال تعالى:[وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {التوبة:71}
فهذا مما لا شك فيه حث بالغ في طاعة الله ورسوله وكذلك التواصي بالحق والتواصي بالصبر,والنصح بين المسلمين واجب باتفاق الأمة وبتواتر الأدلة ,فتلك أدلة من القرآن وهذا دليل من السنة من حديث تميم بن أوس الداري –رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :الدين النصيحة, قلنا لمن ؟:قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. –رواه مسلم(انظر رياض الصالحين 1/181) وهنا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله يشمل النصح لمختلف الشرائح.
ومن هذا المنطلق فهاك نصيحة لك لبعض السنن الواجبة عليك تطبيقها لكنك تساهلت في أمرها وهي في واقع الأمر عظيمة في مغزاها لمن فهم سبب تشريعها وأطاع الله ورسوله. وهي مأخوذة من كتابك هذا (رياض الصالحين) جزى الله مؤلفه خيرا ,ولتكون حجة عليك:
1-الإسبال(وهوالإرخاء) في الثياب للرجال:وهذا كما تعلم ورد فيه أحاديث عديدة نذكر منها :
1-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)-رواه البخاري-انظر رياض الصالحين رقم793-
فإن قلت هذا الحديث وارد في الإزار فقط فلا يشمل السروال وما أشبه ذلك ؟قلنا لك بل عمم النبي صلى الله عليه وسلم في الإزار وغيره والدليل:
2-عن أبي ذر –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ,ولا ينظر إليهم ,ولا يزكيهم :ولهم عذاب أليم)قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.قال أبو ذر:خابوا وخسروا,من هم يا رسول الله؟قال(المسبل,والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب).رواه مسلم(انظر رياض الصالحين5/794).
فإن قلت لست أفعل ذلك خيلاء ودليلي حديث بن عمر –رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من جرَّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر :يا رسول الله إن إزارييسترخي إلا أن أتعاهده ,فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لست ممن يفعله خيلاء )-رواه البخاري ومسلم وانظر رياض الصالحين2/791).
قلنا لك قال أبو بكر الصديق (إن إزاري يسترخي) والضمير في فعل يسترخي عائد على الإزار ولو كان هو يريد أن يرخي فالأحرى به أن يقول (إني أرخي إزاري)وحاشى أبي بكر أن يخطئ مثل هذا الخطأ اللغوي وهو من أهل اللغة؟ ثم إنه قال (إلا أن أتعاهده ) أي أتعاهده برفعه,فالهاء عائد على الإزار أي(إلا أن أتعاهد رفع الإزار).
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم(إنك لست ممن يفعله خيلاء) ذلك أن أبا بكر صديقه وحبيبه فلهذا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم أخلاقه وتواضعه ولهذا زكاه هذه التزكية ,فنقول لك ائتي بتزكية من النبي صلى الله عليه وسلم تثبت أنك لست ممن يفعله خيلاء ؟ [إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي] {يوسف:53} فقد تفعله خيلاء وأنت لاتدري.
أخي هذا أمر ثابت من عند النبي صلى الله عليه وسلم واجب عليك تطبيقه لا خيرة فيه واسمع إلى قوله تعالى:[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا] {الأحزاب:36}
فإن كنت تحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم-وما أظنك إلا كذلك-فعليك باتباع كتابه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتطبيقها وتأمل قوله تعالى:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31}
ومن فوائد عدم الإسبال:1-طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي من طاعة الله ,قال تعالى)مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] {النساء:80}
2-إتباع الصحابة في ذلك كابن عمر وأبي ذر الغفاري وأبي هريرة..رضي الله عنهم أجمعين ولقد أمرنا صلى الله عليه وسلم باتباعهم في الحديث الآتي:- عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
3-مخالفة اليهود والنصارى فكما ترى أنهم يُسبلون ثيابهم ونحن مأمورون بمخالفتهم لقول النبي r ( قُصُّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا اليهود والنصارى) رواه البخاري ومسلم.
وهذا تحذير شديد من حلق اللّحى وكذلك فيه أمرٌ بمخالفة اليهود والنصارى في الأمر كلّه كما قال تعالى: ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16] فأمرنا أن لانكون كالذين أوتوا الكتاب( وارجع إلى حديث رقم:9/1204 في رياض الصالحين للنووي رحمه الله وكذلك قوله عند إعفاء اللحية أي :لا يقص منها شيئا.وفي الأخير أرجوا أن تتقبل هذه النصيحة بصدر رحب وأقول لك كما قال نبي الله صالح(يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَرَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) [الأعراف : 79] اللهم فاشد قد بلغت وآخر دعوانا أن الحمد الله ربّ العالمين.
وكتبه :هـ.س ..عاشق العفة

[الرميساء المتحجبة]

بارك الله فيك

بالرغم من أنها تخص الرجال

لكن المغزى هو علينا مخالفة اليهود

شكرا

[سرور.]

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله.............

[عاشق العفة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرور

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله.............

اللهم آمين أجمعين