التحذير من المتصدرين للجرح والتعديل وليسوا أهلا لذلك

[tarek.const]

التحذير من المتصدرين للجرح والتعديل وليسوا أهلا لذلك
الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم وبعد:
فإني أقول وللأسف فقد انفتح باب الجرح والتعديل[1] لكل من هب ودب ودرج وليسوا أهلا لأن يتعرضوا لتلك المسائل بل إلى مسائل هي أقل من هذا بكثير ومع ذلك فقد تصدر لهذا الباب كل أحد ونصب نفسه يتكلم في هذا الباب بغير علم ولا هدى ولا ورع وهويقول : فلان عندي كذا وفلان عندي كذا[2] وإن نصحت أحدا في هذا قال : أنا أجرح وأعدل قلنا : ياهذا أربع على نفسك فوالله لست أهلا وشروط المجرح والمعدل معلومة لدى أهل العلم[3] فلم تبلغ مبالغهم ولاسلكت بعد مسالكهم ولكن وللأسف تزبب كثير منهم ولما يتحصرموا بعد أو كما قيل : طاروا ولما يريشوا فليتق الله هؤلاء الشرذمة فليسوا والله في قليل ولا كثير وإلى الله المشتكى واللهم غفرا وسأذكر ملخصا لأخطاء هذه الطائفة فمنها :
1-أن فيهم صغار الأسنان وكثير منهم لم يتعلم شيئا من العلم مطلقا وكثير منهم يرى أنه بلغ مبلغ علماء الجرح والتعديل وفتح الباب لنفسه ولأصحابه يغتابون الناس بحجة الجرح والتعديل ولاحول ولاقوة إلا بالله وهؤلاء كثر –لاكثرهم الله -
2-أن منهم من تعلم شيئا من العلم ورأى في نفسه أنه بلغ مبالغ العلماء فتجده يتكلم في كل نازلة ولايترك الباب للعلماء ظنا منه أنه قد بلغ مبالغهم فأين الورع ياهذا ؟! وفي المقابل يجرح ويعدل من هواه عياذا بالله .
3-أن كثيرا من هؤلاء لايتثبتون فيما يقولون[4] وإنما يوردون الجرح أو التعديل بإسناد الأمر لمن وصفوهم بالثقات عندهم وحقيقة الأمر أن هؤلاء الموصوفين بالثقة ليسوا بثقات أصلا أو أنهم جهال أو أنهم ممن طعن في عدالتهم .
4-هذه الطائفة تتسرع في الجرح ومنهم من يجرح بعض من عرفوا بعلمهم وفضلهم مع أن العلماء بالجرح والتعديل لايجرحون هؤلاء الفضلاء ولكن قد لايرتضون عندهم بعض المسائل وإذا سئلوا عنهم ذكروهم بخير[5] .
5-وكذلك فإن هذه الطائفة تجهل كثيرا من علوم الشريعة [6] وبالأخص باب الجرح والتعديل فهم لايحسنون الألفاظ التي يختارونها التي تناسب حال المجروح ولايعدلون في جرحهم بل يختارون ألفاظا تدل على البغض والحقد أو الحسد ونحو هذا والله جل وعلا يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8


[1] باب الجرح والتعديل مفتوح للعلماء أهل الثقة والورع مادام هناك أهل بدع وأهواء ونحوهم وليس لكل أحد ممن هب ودب ومفاسد هؤلاء كثر ولاحول ولاقوة إلا بالله .
[2] يقال لهذا المسيكين : ومن أنتم ياهذا حتى يكون لكم عند؟ فاعرف لنفسك قدرها .
[3] له شروطه وضوابطه ومنها : أن يكون المجرح نفسه : عالما تقيا ورعا صادقا ثقة في نفسه منصفا واشترط بعض العلماء علمه باللغة ليضع اللفظة المناسبة لحال المجروح ..، ومع تلك الشروط فلا بد من تفسير الجرح وبعض العلماء لم يشترطه من العالم الثقة العالم بهذه الأمور بشرط أن العالم بالجرح والتعديل لم يعرف بحسد أو منافسة على الدنيا ونحوهذا والله أعلم ، فهل واحدة من تلك الشروط متوفرة في المتصدرين لهذا الباب ممن لايخافون الله ولايتقونه ؟!
[4] ولهذا تجد كثيرا من هؤلاء مضطربون فيما قالوه فمرة يجرحون ومرة يعدلون وكل هذا مصدره أهواؤهم عياذا بالله .
[5] قد يذم العالم بعض ماعليه بعض أهل العلم في مجلس من مجالسه لبعض المسائل التي صدرت عنهم فيظن من ليس عنده علم بهذا الباب أنه يطعن فيهم .
[6] كثير منهم قد لايحسن باب الطهارة بل ولا أبواب العقيدة التي هي أولى بالاهتمام من غيرها وإلى الله المشتكى .

[باهي جمال]

بارك الله فيك على الموضوع القيم المفيد

[tarek.const]

و فيك بارك الله

[أحمدالسني]

بارك الله فيك