إنه الفجر...فجر صنعاء
ناس أفسدوا الدولة...
فقد سرقوا الوطن...
فقد باعوا الوطن...
لا ينتمون إلى الوطن لا أخلاقيا ولا حبا ولا إنتماءا...
وطاردوا الضحايا في أرجاء هذه الأرض...
أرسلوا المواطن حتى أسفل الأرض...
جوعا...ومرضا...وضياعا...
واليوم جاؤوا ليقسموا لنا أنهم يعملون من أجل الوطن...
يريدون سرقة وقيادة بقيادتهم وتحت مظلتهم الفاسدة...
أنظر الى السماء أطلب من الله الأمن والأمان...
وهؤلاء لن يستطيعوا أن يصلحوا ما أفسدوه...
الرجاء معا تعالى نتجول في هذا الوطن من شرقه الى غربه...
من شماله إلى جنوبه...
لن ترى إلا عينا حزينة...
لا أزهارا ولا ورودا إنما فقط أزهار الصبار...
نعم شجر الصبار لأنهم لن يستطيعوا الوصول إليه...
يخافونه ولا يخافون من الله...
في كل مكان سترون ظلالا أو بقايا الظلال السوداء...
والكل أصبح غريبا عن الوطن...الأرواح نزفت وما زالت...
تنظر الى الشجر التي كنت تحبها بالأمس فتجدها اليوم جثة هي أيضا حزينة الأوراق...
هي في النهار حالتها مظلمة...
لا تبحث كثيرا لن ترى على وجه إنسان يمر بك إبتسامة...
بالأمس ينام المواطن مع الدموع وطوال الليل يندم لأن الله خلقه هنا...
مليون جرح وجرح في أعماقه وفي عالمه وفي حياته...
ولماذا عليه أن يستيقظ باكرا ليختلط صباحه بالحزن والألم...
يبقى في الفراش يخشى أن يستيقظ يخاف أن تجلده الحقيقة...
نعم بالأمس إحترقت وظيفته وتلاشت وماتت ...
تحطم كل شيء وصاحب المصنع يقول وللجميع غدا سوف نقفل المصنع...
يا لفظاعة الألم...
تمنى لو أن زوجته لم توقظه وهي بالحب تكلمه...سوف تتأخر عن العمل...
نظر إليها بشيء من الحب هي أقرب الناس إليه...
وهو لا يريد أن يخبرها لأنه خاف أن يتساقط الجليد عليها وهي أجمل ما لديه في هذه الدنيا...
خجل أن يقول لها الحقيقة...وبما أنها تعيش الحياة معه وتشاركه فيها إبتسمت...
وصوتها جاء من عيونها قبل فمها...إن الله هو الرزاق...
هنا نهض بكبرياء وجلس معها يحتسي هذه القهوة اللذيذة...
إنه الفجر...فجر صنعاء...
اليوم فجرا...طعم القهوة غير...
تحياتي