خلال الحصة وأنا أناقش الدرس مع التلاميذ ورحت أشرح فكرة بتفصيل ممل وإذا بصمت ممل أيضا يخيم على الفصل وأرى في الخلف تلميذا يتثاءب فشعرت بأن الامر فيه إن كما يقال ، هناك مشكلة ! كل التلاميذ خارج مجال التغطية ! وفي الخلف تلميذ يتثاءب بشدة !! فماذا أفعل ؟ !
هناك خياران :
الخيار الأول : أتي من الخلف لأباغت التلميذ المتثائب بضربة على قفاه و أقوم بتأنيبه واصرخ في وجهه ( راك نعسان مارقدتش البارح بت سهران مع كاش فيلم ؟؟؟) وأكيل له كل عبارات الشتم والسخرية ليضحك عليه زملاؤه وأعاقبه بخصم نقطة ووو....حتى يصدم هذا التلميذ ويكون مشروعا سهلا للأفات الإجتماعية في المستقبل القريب !!!! لحسن الحظ لم أجرب هذا الخيار( لأنه مجرب كثيرا وأكل عليه الدهر وشرب ) .
الخيار الثاني : ( والذي جربته )
توقفت عن الكلام برهة حتى ينتبه التلاميذ وفعلا لم أصدق أن الصمت ملفت للإنتباه أكثر من الصراخ إلى هذه الدرجة وتذكرت أن الصمت حكمة ودون أن أطرح أي سؤال راح بعض التلاميذ يهتفون أستاذ أستاذ لكسر هذا الصمت الغير عادي ولكني قاطعتهم قائلا : أنا لم أطرح أي سؤال ! ولكن لدي لعبة في دقيقة من فضلكم ، فقال التلاميذ تفضل أستاذ وهم يضحكون ومتشوقين إلى اللعبة : فطلبت من الجميع أن يقف وقلت لهم عندما أدق على الطاولة مرة واحدة (دق)تجلسون وعندما أدق مرتين ( دق دق )تقفون ففرح التلاميذ باللعبة قائلين تفضل نحن مستعدين ، وبدأت أدق مرة دقة واحدة ومرة دقتين حتى أحدث حركات رياضية وأطرد النعاس اللئيم ،، ولزيادة الإثارة في اللعبة كنت بعض المرات أدق دقتين متتاليتين فيختلط الأمر على بعض التلاميذ فيضحك الجميع على ما يحدث ، كانت لعبة طريفة وممتعة ومنشطة جعلت النعاس والملل يرحلان عن الفصل بسرعة كبيرة ، حتى التلميذ الذي كان يتثاءب صار منشطا للفصل بتعليقاته ، والغريب انني لم أسمع صوته منذ شهور وأصبح في دقيقة خطيبا ماهرا في الفصل بين أقرانه وهكذا عادت الحيوية إلى الفصل بلعبة تبدو بسيطة جدا لكن أليس أفضل من عجزنا عن إبتكارأي شئ من أساليب جديدة في التدريس !! ؟
- - - - - - - - - - - - - - - - -
منقول من يوميات أستاذ
- - - - - - - - - - - - - - - - -