لقد توفي رجاء جارودي رحمه الله تعالى المسلم صاحب المواقف ضد الصهيونية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لقد توفي رجاء جارودي رحمه الله تعالى المسلم صاحب المواقف ضد الصهيونية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-23, 21:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B11 لقد توفي رجاء جارودي رحمه الله تعالى المسلم صاحب المواقف ضد الصهيونية

ولد روجي جارودي في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. اعتنق البروتستانتية ثم أسلم في 2 يوليو 1982 أشهر جارودي إسلامه، في المركز الإسلامي في جنيف ،
حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 54 من جامعة موسكو
.
معاداته للصهيونية

بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة لوموند الفرنسية بعنوان معنى العدوان الإسرائيلي وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.
في عام 1998 أدانت محكمة فرنسية جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ
من مؤلفاته: "وعود الإسلام"، و"المسجد مرآة الإسلام"، و"الإسلام وأزمة الغرب"، و"فلسطين مهد الرسالات"، و"الولايات المتحدة طليعة التدهور"، و"وعود الإسلام"، و"الإسلام دين المستقبل"، و"الإرهاب الغربي"، و"جولتي وحيدًا حول هذا القرن"، و"حوار الحضارات"، و"الإسلام وأزمة الغرب".


توفي في 13/06/2012 رحمه الله تعالى ولم يحظى بالتفاتة من حكام المسلمين ولم يسمع بموته الكثيرون.








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:14   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عقاب الظلام
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

لو التفتت فرنسل وأمريكا وإسرائيل لوفاته ..لهب الحكام المسلمون..للإشادة بما قدمه في حياته..والقيام بواجب التعزية لذويه ..










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنصور3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله من دافع عن الإسلام والمسلمين أيما دفاع .










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
smaa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية smaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibra34 مشاهدة المشاركة
ولد روجي جارودي في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد. اعتنق البروتستانتية ثم أسلم في 2 يوليو 1982 أشهر جارودي إسلامه، في المركز الإسلامي في جنيف ،
حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 54 من جامعة موسكو
.
معاداته للصهيونية

بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة لوموند الفرنسية بعنوان معنى العدوان الإسرائيلي وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.
في عام 1998 أدانت محكمة فرنسية جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ
من مؤلفاته: "وعود الإسلام"، و"المسجد مرآة الإسلام"، و"الإسلام وأزمة الغرب"، و"فلسطين مهد الرسالات"، و"الولايات المتحدة طليعة التدهور"، و"وعود الإسلام"، و"الإسلام دين المستقبل"، و"الإرهاب الغربي"، و"جولتي وحيدًا حول هذا القرن"، و"حوار الحضارات"، و"الإسلام وأزمة الغرب".


توفي في 13/06/2012 رحمه الله تعالى ولم يحظى بالتفاتة من حكام المسلمين ولم يسمع بموته الكثيرون.
ليت هذه الالتفاتة الطيبة جاءت لعالم من العلماء الذين يدافعون عن السنة
بيان حكم الشرع في الجارودي على ضوء المقابلة معه في مجلة المجلة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد كثر في الآونة الأخيرة في الصحف، والمجلات، الكلام عن الرجل المسمى (روجيه جارودي) الشيوعي الفرنسي، الذي ادعى أنه دخل الإسلام عن اقتناع ومحبة، ففرح بذلك بعض المسلمين، وأظهروا حفاوة به وأكرموه ومنحوه الثقة، وجعلوه عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي، وصار يحضر الندوات واللقاءات التي تعقد في العالم الإسلامي عن الإسلام متحدثاً ومناظراً. ثم لم يلبث أن تكشفت حقيقته، وافتضح أمره، وبان ما كان يخفيه في صدره من حقد على الإسلام والمسلمين، وأنه لم يزل على كفره وإلحاده، فانضم إلى أشكاله من المنافقين الذين قال الله فيهم: وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ[1]، وآخر ما نشر عنه الحوار الذي أجرته معه مجلة المجلة في عددها (839) حيث جاء فيه أنه لم يتخل عن اعتقاداته الخاصة، وأنه لم يعتنق الإسلام الذي عليه المسلمون، وإنما اعتنق إسلاما آخر تخيله بذهنه، زعم أنه خليط من الأديان: اليهودية والنصرانية، ومن الإسلام الذي تخيله هو لا الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا الإسلام المزعوم هو دين إبراهيم عليه السلام، فإبراهيم بزعمه هو أول المسلمين، فالإسلام بدأ من عهد إبراهيم، قال: ولم يكن إبراهيم يهوديا، ولا مسيحيا، ولا مسلما بالإسلام التاريخي للكلمة أي الذي عليه المسلمون اليوم.

وكذب في ذلك، فإن الإسلام الذي هو توحيد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه هو موجود من قبل إبراهيم من عهد آدم ونوح والنبيين من بعده، وهو دين جميع الرسل. وهو الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[2]، وهو دين المسلمين اليوم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[3]، وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[4]، وقال تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[5]، ولم يكن دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليطا من الحق والباطل كما زعم هذا الضال، بل كان دينه التوحيد الخالص لله عز وجل والبراءة من الشرك وأهله، قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[6]، وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ويرى هذا الضال أن البراءة من الكفر والشرك وما عليه اليهود والنصارى من الوثنيات والتحريفات الباطلة دين تفرقة؛ لأن الإسلام في مخيلته معناه التوحيد والتقارب بين المسلمين، وغير المسلمين، يريد إسلاماً يجمع بين المتناقضات والمتضادات ويكفر المسلمين الذين يخالفونه في ذلك.

ويرى أيضا: "أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الفقه الإسلامي المستنبط من الكتاب والسنة انتهت صلاحيتهما في هذا الزمان؛ لأنهما كانا لزمان معين، وأنه يجب إحداث فقه جديد وهذا معناه ترك دين الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يصلح لهذا الزمان وإحداث دين جديد، وهذا كفر بعموم رسالة الرسول لكل زمان ومكان، ولكل جيل، ولكل البشرية إلى أن تقوم الساعة، وكفر بختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وكفر بصلاحية رسالته لكل زمان ومكان، وهذا كفر صريح، وقول قبيح مناقض لقول الله سبحانه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[7]، وقوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[8]، وقوله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[9]، وقوله سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[10]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[11] متفق على صحته.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[12] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد أجمع العلماء رحمهم الله من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إجماعاً قطعياً على أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم هو رسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن، وهو خاتم النبيين لا نبي بعده.

ثم يتناول هذا الملحد الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وهو الصلوات الخمس الثابت بالكتاب والسنة والمعلوم من الدين بالضرورة، فيرى أن الصلوات ثلاث صلوات في اليوم والليلة لا خمس صلوات ويزعم أن هذا هو ما يدل عليه القرآن.

وهذا القول الباطل بل الكفر الصريح ناتج عن كفره بالسنة التي بينت الأوامر التي جاءت في القرآن ومن ذلك الصلوات، فقد بينت السنة الصحيحة المتواترة أنها خمس صلوات في اليوم والليلة، وأجمع المسلمون على ذلك. ثم بين هذا الضال الصلاة التي يعنيها، وأنها ليست الحركات التي هي عبارة عن القيام والقراءة والركوع والسجود، وإنما هي التفكير العميق في الذات الإلهية، وذلك يستغرق عنده ساعات الليل والنهار الأربع والعشرين ساعة.

وهذه صلاة الباطنية الملاحدة لا صلاة الأنبياء وأتباعهم، وهذا القول كفر صريح وردة عن الإسلام عند جميع أهل العلم.

ثم تناول الركن الرابع من أركان الإسلام وهو الصيام، وقال: إنه ليس هو الامتناع عن الأكل والشرب، وإنما هو معاني الصيام وأهدافه، ثم إنه أعفى سكان المناطق القطبية من الصيام، لأنه لا يمكن تطبيقه في مناطقهم؛ لأنه ليس عندهم طلوع فجر ولا غروب شمس، وهذا تكذيب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين في أن الصيام ترك الأكل والشرب وسائر المفطرات، قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[13]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم))[14] متفق على صحته.

فمن أعظم منافيات الصيام الأكل والشرب، وأما الاقتصار على معاني الصيام وأهدافه، فليس صياماً شرعياً، وإنما هو صيام الباطنية الذين يقولون: الصيام هو كتم الأسرار، وهذا إلحاد في دين الله عز وجل، وكذلك لا يعفى أحد من الصيام في جميع أقطار الأرض؛ لأن أحكام الشريعة عامة للبشرية أينما كانت، وإنما يصوم المسلم حسب استطاعته.

وكيفية صيام أهل المناطق القطبية قد بحثها علماء المسلمين قديما وحديثا وقرروا فيها رأيهم حسب ما ظهر من أدلة الكتاب والسنة..

ثم إن هذا الملحد يُجَهِّل علماء المسلمين فيقول: قد عملت معهم عندما كنت عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد واكتشفت أنهم أناس جهلة، بل إنهم من أجهل الناس إطلاقاً، يرددون بطرق آلية الأحاديث النبوية وآراء فقهاء القرون الوسطى التي حفظوها عن ظهر قلب، ولا أعتقد أن لدي استعداداً للتعاون مع هؤلاء بشأن أي موضوع كان، بسبب الانطباعات السيئة التي تركوها في ذهني.

هذا شعوره نحو علماء الإسلام الذين اغتر الكثير منهم به، وأحسنوا به الظن، وأكرموه وأشركوه معهم في مؤتمراتهم وندواتهم. وإنها لموعظة للعلماء أن لا يتسرعوا بمنح الثقة لكل من تظاهر بالإسلام خصوصاً من أمثال جارودي ممن عرفوا بالإلحاد والزندقة والشيوعية قبل ادعاء الإسلام حتى يتثبتوا في شأنه.

ومن كفر جارودي الصريح أنه يدعو إلى تعطيل حد السرقة وتغيير مقادير المواريث، فيرى أن قطع يد السارق اليوم غير مناسب، وهذا اتهام للإسلام بالقصور وعدم صلاحيته لكل زمان ومكان. بل هو وصف لله سبحانه بالجهل، وأنه لا يعلم ما يجد في المستقبل وما يناسبه من العقوبة، فإن الله سبحانه أمر بقطع يد السارق والسارقة جزاء بما كسباً، ثم ختم الآية بقوله سبحانه: وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[15]، فهو سبحانه يشرع لكل ذنب من العقوبة ما يناسبه ويمنع وقوعه في كل زمان ومكان.

ثم يقول: لو كنت قاضياً وجاءني أخ وأخت يتنازعان في قضية ميراث لأعطيت البنت ضعف ما أعطي الذكر، وهذا مصادم لقول الله تعالى في شأن الإخوة في آخر سورة النساء: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[16]، ولقوله تعالى في أول السورة: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[17]، فهو اعتراض على الله في حكمه وكفى بذلك كفرا وإلحادا.

ثم يدعو علماء الإسلام أن يتمردوا على شرع الله كما تمرد المسيحيون على البابا وثاروا في وجه الكنيسة، فهو يسوي بين الدين الحق الذي هو دين الإسلام ودين الكفر الذي هو دين البابوات ورجال الكنيسة المغير لشرع الله.

وأخيراً: فإن روجيه جارودي لا يحكم عليه بأنه مرتد عن دين الإسلام كما توهمه بعضهم، وإنما هو كافر أصلي لم يدخل في الإسلام كما اعترف هو بذلك حيث يقول: (انتهيت إلى الإسلام دون التخلي عن اعتقاداتي الخاصة وقناعاتي الفكرية).

إن دين الإسلام لا يجتمع مع القناعات الإلحادية، ولا يجتمع مع اليهودية والنصرانية؛ لأنهما ديانتان محرفتان ومنسوختان بدين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[18]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[19] أخرجه مسلم في صحيحه كما تقدم، وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[20].

وبذلك يعلم أنه لا يسع أحدا من هذه الأمة جنها وإنسها إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يقبل الله من أحد بعد بعثته إلا دينه، ودينه هو الإسلام، وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[21]، وقال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[22]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[23]، وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ[24]، وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[25]، وذلك أن الله سبحانه أخذ الميثاق على الأنبياء كلهم من أولهم إلى آخرهم بالإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته، وأنه لو بعث وأحد منهم حي وجب عليه اتباعه وطاعته ومناصرته، وهذا الحكم يتناول أتباعهم أيضا، فإن من زعم أنه يتبع موسى وعيسى يجب عليه أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما بعثه الله ويتبعه؛ لأن رسالته ختمت الرسالات، وشريعته نسخت الشرائع، ولم يبق دين مقبول عند الله سوى الدين الذي بعثه الله به، كما قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[26].

وهذا الحكم واجب على جميع المكلفين من الجن والإنس إلى يوم القيامة، كما تقدم ذلك في قوله سبحانه آمرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[27] الآية من سورة الأعراف. وتقدم قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[28]، وقوله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[29]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[30] متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[31]، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا المعنى كثيرة.

وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يثبتنا وإياهم على دينه، وأن يمنحنا جميعا الفقه فيه والاستقامة عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شر أعداء الله ومكائدهم كالجارودي وأشباهه من سائر الملحدين والكافرين، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مفتي عام المملكة العربية السعودية

ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس

التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة

عبد العزيز بن عبد الله بن باز









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 22:54   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
smaa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية smaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أفي كل موطن لا تفقهون؟! هذه حقيقة روجيه جارودي

[كُتبت في سنة 1998، بمناسبة محاكمة جارودي،
وما كان من الإسلاميين من صخب وضجيج لدعمه،
وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي]

مقدمة:
أكتب هذه الكلمات وقلبي يكاد يتقطّع وأنا أَلْحظُ أيدي الباطنية، وهي تمكر بأمتنا، وتعمل لعدوان شامل على عقيدتنا ومقدساتنا، وفاءً لابن سبأ، وقرمط، وبني عبيد، والنصير الطوسي، وسيراً على خطاهم في الكيد للإسلام والمسلمين. ثم يزداد ألمي وهمي عندما أجد أن معظم المسلمين ليسوا فقط في حالة جهلٍ بالمشروع الباطني ـ الذي يُخَطَّطُ له ويُنفَّذُ بدقة وذكاء ـ بل إن مجاميع من كبار المثقفين والدعاة الإسلاميين، خاصة من كان منهم من أدعياء: "فقه الواقع"؛ هم أول الناس جهلاً به، بل وسقوطاً في شباكه، حتى أنهم صاروا أداةً للدعاية لدعاته، والترويج لأفكاره. فها هو ذا رأس من رؤوسهم؛ يهودي يدَّعي الإسلام، يتلقَّى دعماً وتأييداً منقطع النظير من "الإسلاميين"، لا لشيء إلا لأنه اختلف مع أبناء جلدته من اليهود في بعض المسائل الفرعية! وكأن القاعدة عند هؤلاء "الإسلاميين": أن كل من اختلف مع اليهود في مسألة من المسائل، فلا بدَّ أن يكون: "عبد الله المؤمن"!!
ولو أن هذا اليهودي ـ بعد أن أظهر الإسلام ـ أخفى وجهه الحاقد القبيح؛ كان يمكن أن نقول: أن أمره انطلى على فقهاء الواقع! وإنهم عاملوه بالظاهر من أمره! فكيف وهو لم يفتأ ـ منذ أول يوم ادَّعى فيه الإسلام، وحتى يوم الناس هذا ـ: يحارب دِينَ الله، ويُنَاقض القرآن، ويهدم أُصول وقطعيات الإسلام جهاراً نهاراً، دون حياءٍ ولا خوفٍ ولا ترددٍ!
فمن هو هذا اليهودي؟ وما هي قصته؟ وما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستخلصها من خلال استعراض فكره ودعوته وتأييد الإسلاميين له؟
هذه أسئلة تطرح نفسها، وقد رأيت أن الإجابة عليها، وبيان الحق فيها، واجب عليَّ نصيحة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين وعامتهم، وغيرةً على دين الله، وإقامةً للحجة على المغالطين والحالمين. وجعلت هذه المقالة في جزأين، الأول في بيان حقيقته، والثاني: في استخلاص الدروس.
وفي الجزء الأول اعتمدت على البحث القيم الذي أصدره الأستاذ عادل التل؛ بعنوان: "فكر جارودي بين المادية والإسلام" (دار البينة، بيروت ط 2 / 1997). مع إضافة قليلة من مصادر أخرى، والله أسأل أن ينفع به عباده المؤمنين.
عقيدة (جارودي) ودعوته:
1- بطاقة تعريف:
ولد (روجيه جان شارل جارودي) في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا عام 1913 من أبوين يهوديين، كما صرحت بذلك الكاتبة حياة الحويك العطية [1] ـ وهي مقرَّبة جدًّا من جارودي ـ، ولكن مصادر "الإسلاميين" تصرُّ على إخفاء هذه الحقيقة، والاكتفاء بالقول: بأنه ولد ونشأ في عائلة علمانية محافظة[2].
اعتنق النصرانية في مرحلة الشباب، وفي عام 1933 انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وبدأ دراسة مؤلفات ماركس وأنجلز ولينين. وفي عام 1953 حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون على دراسته (النَّظرية المادية في المعرفة). اختلف مع الحزب الشيوعي، فاضطر الحزب لفصله 1970. ثم بدأ سنة 1972 مرحلة حوار الحضارات، وأصدر عدة دراسات في ذلك، وفي سنة 1976 أسس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات، وهو مدير هذا المعهد. وفي 2 / 7 / 82 أعلن إسلامه أمام المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، وقد أصدر مجموعة من الكتب حول الإسلام، قبل وبعد إسلامه.

شخصية جارودي قبل ادعائه الإسلام:
عُرف جارودي بالتناقض، وازدواجية الشخصية، والقلق والحيرة، وظهر ذلك جلياً عندما وجد نفسه الوقت ذاته عضوا بارزاً في الحزب الشيوعي، ورئيساً لجمعية الشباب المسيحيين البروتسانت. ولقد دفع هذا أباه أن يتهمه بالجنون والتناقض [3] ولهذا اضطر الحزب الشيوعي إلى اتهامه بالتآمر واللعب على الحبلين [4].
هذا التآمر واللعب على الحبلين لازم جارودي، والتزم هو به حتى بعد إسلامه كما سنرى.

الجمع بين الماركسية والمسيحية والإسلام:
يعلن جارودي أن انتسابه للإسلام لا يعني التخلي عن الماركسية، أو ترك النصرانية، ويقول بالحرف الواحد: "دخلتُ الإسلام وبإحدى يديَّ الإنجيل، وباليد الأخرى كتاب رأس المال لماركس، ولست مستعداً للتخلي عن أيٍّ منهما" [5].
وصرّح أيضاً بأنه لم يتخل عن الماركسية [6].
ويصرّح بأنه يحافظ على الازدواجية، حتى بعد إسلامه، فيقول: "اخترت المسيحية ديناً، ثم انتسبت إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، وقادتني حكمة الحكماء وفي مقدمتهم كيركغارد إلى العقيدة الإبراهيمية ... ورغم حيرتي وقلقي فقد حافظتُ على هذه الازدواجية طيلة خمسة وثلاثين عاماً، ولست نادماً على ذلك" [7].
ويلاحظ أن جارودي لم يذكر هنا أخيراً: الإسلام، بل ذكر "العقيدة الإبراهيمية" ويعني بذلك: وحدة الأديان الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام، واعتبارها كلها: العقيدة الإبراهيمية.
ونحن نقول -كما قال ربُّنا عز وجل-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67]

موقف جارودي من أصول الإسلام:
ولا سبيل هنا إلى تفصيل القول في بيانه، ولكني سأُلخص هنا الخطوط العريضة لعقيدته في النقاط التالية:
1- مفهوم الإيمان: يستبعد جارودي أن يكون للإيمان مبادئ محددة، أو قواعد مقررة، إنما هو مثل الفرضية السياسية، فيقول: "ثم إن الإيمان حاله حال النظرية السياسية، فهو ليس إرثاً من المبادئ والطقوس المسبقة، بل مهمة لابد من إنجازها. إن إيماني بالإسلام هو انجاز" [8]
2- لا يكفر بالطاغوت: فهو يقول بوحدة الأديان، ولا يتخلَّى عن عقائده السابقة، ويقول: "إن إيماني بالإسلام هو انجاز وليس انشقاقاً، في الوقت الذي لا أنكر فيه المسيح، ولا ماركس، ولا قضية حياتي المركزية، وأنا سعيد الآن، وأنا في السبعين من عمري لأنني بقيت مخلصاً لأفكاري" [9].
3- إنكار القدر وقيُّومية ربَّ العالمين: يؤمن جارودي بالمادية الماركسية، وينكر القدر، فيقول –مثلاً-: "فالله والإنسان والطبيعة يشتركون في مغامرة واحدة، ليست نهايتها مكتوبة في أي مكان. فلسنا عبيد قدر ما، والقدر ليس بأيدينا. فنحن أيدي هذا القدر، ونحن مسؤولون عن خلق العالم المستمر" [10].
ويقول: "إن الله لم يخلق منفذين مستسلمين للقدر، إنه جعل من الإنسان خليفةً، أي خليفة الله على الأرض، والخليفة ليس منفذاً قدرياً، إنه إنسان يأخذ القرارات عندما يكون الحاكم غائباً، ولا يمكن لأي كان أن ينزع منا هذه المسؤولية" [11].
4- إنكار البعث والنشور: يقرر جارودي بجزم أن الحساب الأخير ليس هو الذي يأتي بعد انتهاء الحياة الدنيا، بل هو: "أن نحيا في صفاء مع الله في كل آن" [12]. وينكر البعث والنشور صراحةً فيقول: "ذلك هو البعث، فهو ليس ظاهرة كيميائية غريبة يسوى بموجبها لحمنا ودمنا وعظمنا من جديدٍ. إن الأمر يتعلق بمثلٍ ضربه الله لنا، وهو اللغة الوحيدة التي اعتمدها الله المتعالي، الذي ليس كمثله شئ ليوحي إلينا بحقيقته التي لا تدركها حواسنا ولا فهمنا، فالبعث ممكن كل يوم لأن قدرتنا على تقويم ماضينا تمكننا رغم هفواتنا وذنوبنا من بعثِ إنسانٍ جديدٍ واعٍ.
إن البعث والحياة الحقيقية هو ذلك الإسلام اللا مشروط لهذا التعالي الإلهي، والرابطة الجماعية التي أوكل لنا الله مهمة إرسائها [13].
5- إنكاره لحجية السنة النبوية: يقول جارودي: "إن سنة النبي لم توضع لأجل المستقبل، لما بعد وفاة محمد فحسب، إذ أن الله يذكر رسوله في عدة مناسبات أن من الواجب عليه، خارج الوحي الذي يبلغه في القرآن، أن يقول: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110] {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 21-22] في القرآن أمر بطاعة النبي، لا بتقليده، اللهم إلا في إيمانه وعقيدته" [14].
وقد حاول جارودي أن يحدد الدوافع التي جعلته لا يرى التقيد بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومن الأمور التي ذكرها:
المسوغ الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب أن لا تدون أحاديثه. قال جارودي: "لم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن تدون أقواله الشخصية، بل أراد فقط أن تكتب آيات القرآن حتى لا يخاطر بالخلط بينها وبين كلام الله" [15].
قلت: وهذه شبهة باطلة، وإنما كان هذا في أول الإسلام ثم كتب بعض الصحابة حديثه بإذنه وإقراره بل وبأمره كما في حديث أبي شاهٍ، عند البخاري وغيره.
المسوغ الثاني: زعم جارودي أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يرى أن تفسيراته الشخصية لا أهمية لها إلا عندما تسترجع إلى القرآن: "بعد وفاتي، ستتكاثر الأحاديث والروايات المنسوبة إليَّ، مثلما ينسب إلى الأنبياء السابقين عدد كثير من الأحاديث التي لم تكن صادرة عنهم. وما يشاع قوله وكأنه صادر عني يتعين عليكم أن تقارنوه بكتاب الله: فما كان متوافقاً معه فهو مني، سواء قلته في الحقيقة أم لا" [16].
قلت: وهذا حديث موضوع كما قال السَّاجي، وعلي بن المديني، وابن بطة [17]، وغيرهم من الأئمة.
المسوغ الثالث: يذكر جارودي قولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وعندما أبلغكم أمراً بخصوص الدين تقبلوه، ولكن عندما أخبركم أمراً بخصوص أمر الدنيا، فعندها لا أكون سوى بشر مثلكم" [18].
قلت: وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" وذلك في موضوع تأبير النخل.
وفي الحقيقة إن أمر الدنيا الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم هو موضوع محدد في القضية، يقاس على تأبير النخل وما في موضوعه من الأساليب الزراعية والوسائل الصناعية المحضة، دون تشريعاتها التي يجب أن تخضع للشَّرْع الإسلامي بشكل كلي.
وهذا أمر واضح -كما يرى القارئ- فهو دنيوي تماماً لا يختص بالتشريع، وثمة فرق كبير بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم المتعلق بتقنية من تقنيات الزراعة وبين ما جاء من نصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم تنظم شؤون المسلمين بوحيٍ من الله تعالى.
المسوغ الرابع: يقول الجارودي: "لقد أُدخِلَ مفهوم السنة من خارج القرآن وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" [19].
قلت: وهكذا يتهم هذا اليهودي المسلمين بأنهم أدخلوا مفهوم السنة من خارج القرآن، وهذا افتراء عظيم على أمة الإسلام. والقرآن الكريم نفسه يبين كذب وافتراء جارودي: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
المسوغ الخامس: تضخم الأحاديث النبوية: يقول جارودي: "وفي خلال قرنين –وبعد أحاديث صحيحة- كانت تضخم الأحاديث. كتب ابن خلدون: لم يكن كبار الأئمة يعلمون كلهم مقداراً واحداً من الأحاديث فلم يرو أبو حنيفة سوى 17 حديثاً واكتفى مالك برواية 300 حديثاً في كتابه "الموطأ". وروى ابن حنبل 30 ألف حديث في "مسنده"" [20].
قلت: وهذا اتهام واضح لأئمة الإسلام الذين دونوا السنة النبوية بأنهم ضخموا الأحاديث، وقد رد عليه الأستاذ التل رداً جيداً فليراجع.
والخلاصة: أن جارودي يدعو إلى إنكار حجية السنة، والاكتفاء بالقرآن. ويؤكد جارودي عدائه للسنة النبوية، واستخفافه بصاحبها عليه الصلاة والسلام وذلك في نصين:
الأول يقول فيه: " السنة: التراث. وهذه الكلمة غالباً ما تستعمل في القرآن بمعنى ازدرائي: فهي تدل على العادات الجاهلية التي يدعو القرآن للقطع معها. إن سنة النبي لم توضع لأجل المستقبل ...".
وهكذا فسنة النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تكون -عند جارودي-: تراثاً جاهلياً داعياً للازدراء.
والثاني يقول فيه: "الشرط الأساسي لتجنب الانغلاق على التفسير الحرفي هو أن نستعيد القرآن نفسه بعيداً عن تحجر 1200 سنة من التفسير، ومن المدرسية، ومن التقليد. مهما كانت قيمة التراث: سنة النبي، أقوال كبار المفسرين، كبار الفقهاء القدماء ... ومهما كان الاحترام الذي يتوجب علينا تجاه هذا التراث لما نستمد منه من تجارب، لا يمكننا وضع القرآن –الكلام الإلهي- في مرتبة واحدة مع التراث الذي هو كلام إنساني، ولا يحق لنا ترك كلام الناس يحجب كلام الله" [21].
قلت: وهكذا يجعل جارودي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من التراث الإنساني، ويجعلها مما يحجب كلام الله عز وجل.
6- جارودي والتشريع:
يعتبر جارودي أحكام القرآن قانوناً أخلاقياً، وليست حكماً تشريعياً يجب الالتزام به، بل تشريع الأحكام الذي يسميه (الفقه) موكول إلى البشر، ولهذا يقول: "إن الشريعة أو الطريق/الشرعة تدل إذن على توجه أخلاقي شامل، وليس عدد معين من الوصايا الفقهية المرتبطة بأوضاع تاريخية تتبدل" [22].
وبما أن جارودي يؤمن بالتوراة والإنجيل على صورتهما المحرفتين الموجودتين الآن ويؤمن بالقرآن –أيضاً-، والثلاثة عنده بمنزلة واحدة، وفيها أحكام مختلفة لا يمكن الأخذ بها جميعاً، لهذا فإنه يرى في نظريته هذه حلاً لهذه الإشكالية، فجعل هذه الكتب الثلاثة مصدراً لـ "قانون الله الأخلاقي" –وصرف النظر عن الأحكام التشريعية الواردة فيها-، وهو الباب الذي يستطيع منه أن يلج إلى وحدة الأديان، والوحدة الإبراهيمية الفيديرالية، يقول جارودي تفسيراً لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]:
"يعبر هذا النص بوضوح عن كون الشريعة (الطريقة) هي تلك التي تقود الإنسان إلى الله، وهذه لا يمكنها أن تكون حكماً قانونياً لأن التشريعات تتباين في التوراة والأناجيل والقرآن، بينما يشدد الله على تواصل رسالته: ينصح بالرجوع إلى أولئك الذين تلقوا الرسالة قبل القرآن، وبالتالي يوصي بالعودة إلى التوراة والأناجيل" [23].
قلت: ما أجرأك على الكذب على الله تعالى، ونحن نقرأ في القرآن نفسه –وإن رغم أنفك-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
ويفسر جارودي القرآن حسب النظرية المادية التاريخية فيعتبره: "تاريخ شعب ومن ثقافته وحياته" [24].
وقد أطال الأستاذ عادل التل في هذا الفصل، فليرجع إليه.
7- الوحدة الإبراهيمية:
يؤكد جارودي دائماً اتباعه لنبي الله تعالى إبراهيم، وإيمانه به، وإذا سئل عن إسلامه فإنه يبادر إلى ذكر إبراهيم عليه السلام، والهدف من ذلك واضح جداً وهو: اعتبار اليهودية والنصرانية والإسلام ديناً واحداً ضمن "الفيديرالية الإبراهيمية".
يقول: "إن الفكرة الأولى لعلاقات المسلمين مع بقية الطوائف الدينية في فكر ورأي النبي كانت إقامة ما نسميه اليوم "وحدة فيديرالية للطوائف الدينية"، لكن حصل أن هذا الأمر لم يتحقق أبداً في التاريخ، لا في المسيحية، ولا في اليهودية أو في الإسلام لكني أعتقد أن هذه المعادلة قابلة للتعايش والاستمرار، أي أن تصل بنا إلى روابط الجماعة" [25].
وهكذا يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى لإقامة الوحدة الفيديرالية، ثم يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالفشل في رسالته!!
ويبلغ جنون جارودي حداً لا يطاق عندما يستنبط التثليث من القرآن لايجاد التوافق بين النصرانية والإسلام فيقول: "سنضع جانباً –أيضاً- الاتهامات الموجهة من المسلمين إلى المسحيين حول سر التثليث، لأن محتوى سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) يطابق تماما مع قول مجمع (لاتران) المنعقد عام 1215 حول التثليث "الله: آب، وابن، وروح قدس" وهذه حقيقة معنى (لم يلد ولم يولد) القرآنية" [26].
ومن هنا فإن كل من يريد التمييز بين الأديان، والفرقان بين الحق والباطل، فإنه أصولي متطرف يجب مقاومته ولهذا السبب ألف جارودي كتابه "الأصوليات المعاصرة".
ولهذا الغرض –أيضاً- أسس جارودي "المعهد الدولي للحوار بين الحضارات" في قرطبة. ولعلنا نفصل القول في هذا لاحقاً.
8- طعنه في السلف الصالح:
إذا كانت جميع فرق الضلال والباطنية متواصية على مناصبة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه العداء، والطعن فيه قديماً وحديثاً، فلا تعجب أن جارودي يشارك في نفس الجريمة [27]. ثم يتبع ذلك بالطعن في بالخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وقبله الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وأخيراً: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى.
ولا عجب –أيضاً- أن يثني على الماسوني: جمال الدين الأفغاني –كذباً والإيراني حقيقة- ويعتبر عمله التخريبي في الأمة: "محاولة تجديد إسلام حي في مواجهة إسلام حجرته الأصولية" [28].
9- التفسير المادي التاريخي للقرآن الكريم:
وقد ظهر لنا شئ من هذا عند ذكر انكاره تشريعات القرآن كأحكام قانونية، وهنا نكتفي بنص واحد له، إذ يقول: "لغة الرسالة ليست رمزية فقط بل تاريخية أيضاً" [29]. ويقول أيضاً: "تاريخانية القرآن تستنج أيضاً من واقعة أن الوحي بالرسالة الخالدة موجه إلى شعب معين في فترة محددة من تاريخه، وبلغة تمكنه من فهمها" [30].
10- جارودي والتصوف:
ويشيد جارودي بالفكر الصوفي، ويثني على غلاتهم كابن عربي، بل ويظهر اهتمامه واعجابه بالصوفية الهندية الهندوكية [31]. وهكذا يهيأ جارودي الطريق من وحدة الأديان إلى وحدة الوجود.
11- جارودي والرافضة:
الباطنية جميعاً أمة واحدة وإن تعددت وجوهها، أو اختلفت في بعض المواقف والتفاصيل، وهكذا نجدها جميعاً في صف الثورة الرافضية التي فجرها كاهن النجف: الخميني، وجارودي منهم، ولذلك نجده يقول: "مع هالة الظفر الهائل للطف والقوة الروحية في مواجهة قوة الأسلحة المادية، صار الإمام الخميني القائد الباهر للبلاد باسم الأخلاقية الإلهية المقاومة لقمع "الشيطان" الأمريكي وربيبه؛ الشاه السابق" [32].
وبعد: فهذه عقيدة جارودي المصادمة لأصول وقطعيات دين الإسلام، ولا يظنن ظان أنه قد تخلى عن شيء منها، فهو في كل مناسبة يؤكد على تمسكه بها، ومضيه في الوجهة التي هو عليها، ولعل من آخر اللقاءات الصحفية التي جرت معه ما نشرته مجلة "المجلة" بعددها 839، وفيه تأكيد منه على مجمل ما تقدم.

موقف إمام العصر من جارودي
ولقد تصدى لهذا اليهودي الخبيث إمام العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، فأصدر بياناً في حكم الشرع في جارودي، نشر في مجلة البحوث الإسلامية عدد 50/ ص 361 – 371 ، وبين سماحته: "أن الجارودي لا يحكم عليه بأنه مرتد عن الإسلام، بل يقال أنه كافر أصلي، لم يدخل في الإسلام كما توهم بعضهم، وإنما هو كافر أصلي لم يدخل في الإسلام كما اعترف هو بذلك حيث يقول: "انتهيت إلى الإسلام دون التخلي عن اعتقاداتي الخاصة وقناعاتي الفكرية" انتهى.
ابن باز عالمٌ رباني، فقيه النفس، ذو اطلاع واسع على واقع وحال الأمة، وهو يبني أقواله ومواقفه على أساس العلم والعدل، أما أولئك الحركيون الإسلاميون فلا علم عندهم بالشريعة ولا فقه لديهم بالواقع، لهذا تراهم يجمعون بين الجهل والظلم.
قال عبد الحق التركماني: هذا ما تيسر الآن من بيان حقيقة جارودي، ولي عودة إلى هذا الموضوع بجزءه الثاني، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ علينا ديننا، ويرد عنا كيد الأعداء، بمنه وكرمه.


[1]في مقال لها بصحيفة الدستور 6/7/1996.
[2]انظر مثلاً موقع مناصرة جارودي على الانترنت من قطر على هذا العنوان:
www.garaudy.net/Arabic/whosa.htm
[3]R. Garaudy Bigrapgie du 20e siecle p.42
[4]جارودي: الحقيقة كلها، ص 207 - 208، تعريب فؤاد أيوب.
[5]MonTour du 20e siecle p.337
[6]السبيل الأردنية، العدد 104 بتاريخ 12/11/95.
[7]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[8]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[9]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[10]جارودي: حفاروا القبور ص 89.
[11]الموقف 1984.
[12]مقدمة جارودي لكتاب: المشكلة الدينية، ص 7.
[13]مقدمة جارودي لكتاب: المشكلة الدينية، ص 8.
[14]الأصوليات المعاصرة، ص 82 لجارودي.
[15]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[16]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[17]ابن بطَّة: الإبانة 1/267.
[18]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[19]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[20]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[21]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[22]الأصوليات المعاصرة، ص 86.
[23]الأصوليات المعاصرة، ص 86.
[24]الأصوليات المعاصرة، ص 93.
[25]الموقف 1984.
[26]الإسلام الحي لجارودي، ص 18.
[27]الأصوليات ص 78.
[28]الأصوليات ص 75.
[29]الإسلام الحي، ص 68.
[30]الإسلام الحي، ص 68.
[31]وقد فصل القول في هذا الأستاذ عادل التل، وإنما غرضي هنا الإشارة المجملة.
[32]الأصوليات ص 66.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 23:23   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ياسا20
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smaa مشاهدة المشاركة
ليت هذه الالتفاتة الطيبة جاءت لعالم من العلماء الذين يدافعون عن السنة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smaa مشاهدة المشاركة
بيان حكم الشرع في الجارودي على ضوء المقابلة معه في مجلة المجلة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد كثر في الآونة الأخيرة في الصحف، والمجلات، الكلام عن الرجل المسمى (روجيه جارودي) الشيوعي الفرنسي، الذي ادعى أنه دخل الإسلام عن اقتناع ومحبة، ففرح بذلك بعض المسلمين، وأظهروا حفاوة به وأكرموه ومنحوه الثقة، وجعلوه عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي، وصار يحضر الندوات واللقاءات التي تعقد في العالم الإسلامي عن الإسلام متحدثاً ومناظراً. ثم لم يلبث أن تكشفت حقيقته، وافتضح أمره، وبان ما كان يخفيه في صدره من حقد على الإسلام والمسلمين، وأنه لم يزل على كفره وإلحاده، فانضم إلى أشكاله من المنافقين الذين قال الله فيهم: وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ[1]، وآخر ما نشر عنه الحوار الذي أجرته معه مجلة المجلة في عددها (839) حيث جاء فيه أنه لم يتخل عن اعتقاداته الخاصة، وأنه لم يعتنق الإسلام الذي عليه المسلمون، وإنما اعتنق إسلاما آخر تخيله بذهنه، زعم أنه خليط من الأديان: اليهودية والنصرانية، ومن الإسلام الذي تخيله هو لا الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال: إن هذا الإسلام المزعوم هو دين إبراهيم عليه السلام، فإبراهيم بزعمه هو أول المسلمين، فالإسلام بدأ من عهد إبراهيم، قال: ولم يكن إبراهيم يهوديا، ولا مسيحيا، ولا مسلما بالإسلام التاريخي للكلمة أي الذي عليه المسلمون اليوم.

وكذب في ذلك، فإن الإسلام الذي هو توحيد الله بالعبادة، وترك عبادة ما سواه هو موجود من قبل إبراهيم من عهد آدم ونوح والنبيين من بعده، وهو دين جميع الرسل. وهو الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[2]، وهو دين المسلمين اليوم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[3]، وقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[4]، وقال تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[5]، ولم يكن دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام خليطا من الحق والباطل كما زعم هذا الضال، بل كان دينه التوحيد الخالص لله عز وجل والبراءة من الشرك وأهله، قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[6]، وهو الدين الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم، ويرى هذا الضال أن البراءة من الكفر والشرك وما عليه اليهود والنصارى من الوثنيات والتحريفات الباطلة دين تفرقة؛ لأن الإسلام في مخيلته معناه التوحيد والتقارب بين المسلمين، وغير المسلمين، يريد إسلاماً يجمع بين المتناقضات والمتضادات ويكفر المسلمين الذين يخالفونه في ذلك.

ويرى أيضا: "أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الفقه الإسلامي المستنبط من الكتاب والسنة انتهت صلاحيتهما في هذا الزمان؛ لأنهما كانا لزمان معين، وأنه يجب إحداث فقه جديد وهذا معناه ترك دين الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا يصلح لهذا الزمان وإحداث دين جديد، وهذا كفر بعموم رسالة الرسول لكل زمان ومكان، ولكل جيل، ولكل البشرية إلى أن تقوم الساعة، وكفر بختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وكفر بصلاحية رسالته لكل زمان ومكان، وهذا كفر صريح، وقول قبيح مناقض لقول الله سبحانه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[7]، وقوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[8]، وقوله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[9]، وقوله سبحانه: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[10]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[11] متفق على صحته.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[12] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد أجمع العلماء رحمهم الله من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إجماعاً قطعياً على أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم هو رسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن، وهو خاتم النبيين لا نبي بعده.

ثم يتناول هذا الملحد الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وهو الصلوات الخمس الثابت بالكتاب والسنة والمعلوم من الدين بالضرورة، فيرى أن الصلوات ثلاث صلوات في اليوم والليلة لا خمس صلوات ويزعم أن هذا هو ما يدل عليه القرآن.

وهذا القول الباطل بل الكفر الصريح ناتج عن كفره بالسنة التي بينت الأوامر التي جاءت في القرآن ومن ذلك الصلوات، فقد بينت السنة الصحيحة المتواترة أنها خمس صلوات في اليوم والليلة، وأجمع المسلمون على ذلك. ثم بين هذا الضال الصلاة التي يعنيها، وأنها ليست الحركات التي هي عبارة عن القيام والقراءة والركوع والسجود، وإنما هي التفكير العميق في الذات الإلهية، وذلك يستغرق عنده ساعات الليل والنهار الأربع والعشرين ساعة.

وهذه صلاة الباطنية الملاحدة لا صلاة الأنبياء وأتباعهم، وهذا القول كفر صريح وردة عن الإسلام عند جميع أهل العلم.

ثم تناول الركن الرابع من أركان الإسلام وهو الصيام، وقال: إنه ليس هو الامتناع عن الأكل والشرب، وإنما هو معاني الصيام وأهدافه، ثم إنه أعفى سكان المناطق القطبية من الصيام، لأنه لا يمكن تطبيقه في مناطقهم؛ لأنه ليس عندهم طلوع فجر ولا غروب شمس، وهذا تكذيب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين في أن الصيام ترك الأكل والشرب وسائر المفطرات، قال تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[13]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم))[14] متفق على صحته.

فمن أعظم منافيات الصيام الأكل والشرب، وأما الاقتصار على معاني الصيام وأهدافه، فليس صياماً شرعياً، وإنما هو صيام الباطنية الذين يقولون: الصيام هو كتم الأسرار، وهذا إلحاد في دين الله عز وجل، وكذلك لا يعفى أحد من الصيام في جميع أقطار الأرض؛ لأن أحكام الشريعة عامة للبشرية أينما كانت، وإنما يصوم المسلم حسب استطاعته.

وكيفية صيام أهل المناطق القطبية قد بحثها علماء المسلمين قديما وحديثا وقرروا فيها رأيهم حسب ما ظهر من أدلة الكتاب والسنة..

ثم إن هذا الملحد يُجَهِّل علماء المسلمين فيقول: قد عملت معهم عندما كنت عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد واكتشفت أنهم أناس جهلة، بل إنهم من أجهل الناس إطلاقاً، يرددون بطرق آلية الأحاديث النبوية وآراء فقهاء القرون الوسطى التي حفظوها عن ظهر قلب، ولا أعتقد أن لدي استعداداً للتعاون مع هؤلاء بشأن أي موضوع كان، بسبب الانطباعات السيئة التي تركوها في ذهني.

هذا شعوره نحو علماء الإسلام الذين اغتر الكثير منهم به، وأحسنوا به الظن، وأكرموه وأشركوه معهم في مؤتمراتهم وندواتهم. وإنها لموعظة للعلماء أن لا يتسرعوا بمنح الثقة لكل من تظاهر بالإسلام خصوصاً من أمثال جارودي ممن عرفوا بالإلحاد والزندقة والشيوعية قبل ادعاء الإسلام حتى يتثبتوا في شأنه.

ومن كفر جارودي الصريح أنه يدعو إلى تعطيل حد السرقة وتغيير مقادير المواريث، فيرى أن قطع يد السارق اليوم غير مناسب، وهذا اتهام للإسلام بالقصور وعدم صلاحيته لكل زمان ومكان. بل هو وصف لله سبحانه بالجهل، وأنه لا يعلم ما يجد في المستقبل وما يناسبه من العقوبة، فإن الله سبحانه أمر بقطع يد السارق والسارقة جزاء بما كسباً، ثم ختم الآية بقوله سبحانه: وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[15]، فهو سبحانه يشرع لكل ذنب من العقوبة ما يناسبه ويمنع وقوعه في كل زمان ومكان.

ثم يقول: لو كنت قاضياً وجاءني أخ وأخت يتنازعان في قضية ميراث لأعطيت البنت ضعف ما أعطي الذكر، وهذا مصادم لقول الله تعالى في شأن الإخوة في آخر سورة النساء: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[16]، ولقوله تعالى في أول السورة: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[17]، فهو اعتراض على الله في حكمه وكفى بذلك كفرا وإلحادا.

ثم يدعو علماء الإسلام أن يتمردوا على شرع الله كما تمرد المسيحيون على البابا وثاروا في وجه الكنيسة، فهو يسوي بين الدين الحق الذي هو دين الإسلام ودين الكفر الذي هو دين البابوات ورجال الكنيسة المغير لشرع الله.

وأخيراً: فإن روجيه جارودي لا يحكم عليه بأنه مرتد عن دين الإسلام كما توهمه بعضهم، وإنما هو كافر أصلي لم يدخل في الإسلام كما اعترف هو بذلك حيث يقول: (انتهيت إلى الإسلام دون التخلي عن اعتقاداتي الخاصة وقناعاتي الفكرية).

إن دين الإسلام لا يجتمع مع القناعات الإلحادية، ولا يجتمع مع اليهودية والنصرانية؛ لأنهما ديانتان محرفتان ومنسوختان بدين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[18]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[19] أخرجه مسلم في صحيحه كما تقدم، وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[20].

وبذلك يعلم أنه لا يسع أحدا من هذه الأمة جنها وإنسها إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يقبل الله من أحد بعد بعثته إلا دينه، ودينه هو الإسلام، وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا[21]، وقال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ[22]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[23]، وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ[24]، وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[25]، وذلك أن الله سبحانه أخذ الميثاق على الأنبياء كلهم من أولهم إلى آخرهم بالإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعموم رسالته، وأنه لو بعث وأحد منهم حي وجب عليه اتباعه وطاعته ومناصرته، وهذا الحكم يتناول أتباعهم أيضا، فإن من زعم أنه يتبع موسى وعيسى يجب عليه أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بعدما بعثه الله ويتبعه؛ لأن رسالته ختمت الرسالات، وشريعته نسخت الشرائع، ولم يبق دين مقبول عند الله سوى الدين الذي بعثه الله به، كما قال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[26].

وهذا الحكم واجب على جميع المكلفين من الجن والإنس إلى يوم القيامة، كما تقدم ذلك في قوله سبحانه آمرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[27] الآية من سورة الأعراف. وتقدم قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[28]، وقوله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[29]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))[30] متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))[31]، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا المعنى كثيرة.

وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يثبتنا وإياهم على دينه، وأن يمنحنا جميعا الفقه فيه والاستقامة عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شر أعداء الله ومكائدهم كالجارودي وأشباهه من سائر الملحدين والكافرين، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

مفتي عام المملكة العربية السعودية

ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس

التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة

عبد العزيز بن عبد الله بن باز


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smaa مشاهدة المشاركة
أفي كل موطن لا تفقهون؟! هذه حقيقة روجيه جارودي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smaa مشاهدة المشاركة

[كُتبت في سنة 1998، بمناسبة محاكمة جارودي،
وما كان من الإسلاميين من صخب وضجيج لدعمه،
وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي]

مقدمة:
أكتب هذه الكلمات وقلبي يكاد يتقطّع وأنا أَلْحظُ أيدي الباطنية، وهي تمكر بأمتنا، وتعمل لعدوان شامل على عقيدتنا ومقدساتنا، وفاءً لابن سبأ، وقرمط، وبني عبيد، والنصير الطوسي، وسيراً على خطاهم في الكيد للإسلام والمسلمين. ثم يزداد ألمي وهمي عندما أجد أن معظم المسلمين ليسوا فقط في حالة جهلٍ بالمشروع الباطني ـ الذي يُخَطَّطُ له ويُنفَّذُ بدقة وذكاء ـ بل إن مجاميع من كبار المثقفين والدعاة الإسلاميين، خاصة من كان منهم من أدعياء: "فقه الواقع"؛ هم أول الناس جهلاً به، بل وسقوطاً في شباكه، حتى أنهم صاروا أداةً للدعاية لدعاته، والترويج لأفكاره. فها هو ذا رأس من رؤوسهم؛ يهودي يدَّعي الإسلام، يتلقَّى دعماً وتأييداً منقطع النظير من "الإسلاميين"، لا لشيء إلا لأنه اختلف مع أبناء جلدته من اليهود في بعض المسائل الفرعية! وكأن القاعدة عند هؤلاء "الإسلاميين": أن كل من اختلف مع اليهود في مسألة من المسائل، فلا بدَّ أن يكون: "عبد الله المؤمن"!!
ولو أن هذا اليهودي ـ بعد أن أظهر الإسلام ـ أخفى وجهه الحاقد القبيح؛ كان يمكن أن نقول: أن أمره انطلى على فقهاء الواقع! وإنهم عاملوه بالظاهر من أمره! فكيف وهو لم يفتأ ـ منذ أول يوم ادَّعى فيه الإسلام، وحتى يوم الناس هذا ـ: يحارب دِينَ الله، ويُنَاقض القرآن، ويهدم أُصول وقطعيات الإسلام جهاراً نهاراً، دون حياءٍ ولا خوفٍ ولا ترددٍ!
فمن هو هذا اليهودي؟ وما هي قصته؟ وما هي الدروس والعبر التي يمكن أن نستخلصها من خلال استعراض فكره ودعوته وتأييد الإسلاميين له؟
هذه أسئلة تطرح نفسها، وقد رأيت أن الإجابة عليها، وبيان الحق فيها، واجب عليَّ نصيحة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين وعامتهم، وغيرةً على دين الله، وإقامةً للحجة على المغالطين والحالمين. وجعلت هذه المقالة في جزأين، الأول في بيان حقيقته، والثاني: في استخلاص الدروس.
وفي الجزء الأول اعتمدت على البحث القيم الذي أصدره الأستاذ عادل التل؛ بعنوان: "فكر جارودي بين المادية والإسلام" (دار البينة، بيروت ط 2 / 1997). مع إضافة قليلة من مصادر أخرى، والله أسأل أن ينفع به عباده المؤمنين.
عقيدة (جارودي) ودعوته:
1- بطاقة تعريف:
ولد (روجيه جان شارل جارودي) في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا عام 1913 من أبوين يهوديين، كما صرحت بذلك الكاتبة حياة الحويك العطية [1] ـ وهي مقرَّبة جدًّا من جارودي ـ، ولكن مصادر "الإسلاميين" تصرُّ على إخفاء هذه الحقيقة، والاكتفاء بالقول: بأنه ولد ونشأ في عائلة علمانية محافظة[2].
اعتنق النصرانية في مرحلة الشباب، وفي عام 1933 انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وبدأ دراسة مؤلفات ماركس وأنجلز ولينين. وفي عام 1953 حصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون على دراسته (النَّظرية المادية في المعرفة). اختلف مع الحزب الشيوعي، فاضطر الحزب لفصله 1970. ثم بدأ سنة 1972 مرحلة حوار الحضارات، وأصدر عدة دراسات في ذلك، وفي سنة 1976 أسس المعهد الدولي للحوار بين الحضارات، وهو مدير هذا المعهد. وفي 2 / 7 / 82 أعلن إسلامه أمام المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، وقد أصدر مجموعة من الكتب حول الإسلام، قبل وبعد إسلامه.

شخصية جارودي قبل ادعائه الإسلام:
عُرف جارودي بالتناقض، وازدواجية الشخصية، والقلق والحيرة، وظهر ذلك جلياً عندما وجد نفسه الوقت ذاته عضوا بارزاً في الحزب الشيوعي، ورئيساً لجمعية الشباب المسيحيين البروتسانت. ولقد دفع هذا أباه أن يتهمه بالجنون والتناقض [3] ولهذا اضطر الحزب الشيوعي إلى اتهامه بالتآمر واللعب على الحبلين [4].
هذا التآمر واللعب على الحبلين لازم جارودي، والتزم هو به حتى بعد إسلامه كما سنرى.

الجمع بين الماركسية والمسيحية والإسلام:
يعلن جارودي أن انتسابه للإسلام لا يعني التخلي عن الماركسية، أو ترك النصرانية، ويقول بالحرف الواحد: "دخلتُ الإسلام وبإحدى يديَّ الإنجيل، وباليد الأخرى كتاب رأس المال لماركس، ولست مستعداً للتخلي عن أيٍّ منهما" [5].
وصرّح أيضاً بأنه لم يتخل عن الماركسية [6].
ويصرّح بأنه يحافظ على الازدواجية، حتى بعد إسلامه، فيقول: "اخترت المسيحية ديناً، ثم انتسبت إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، وقادتني حكمة الحكماء وفي مقدمتهم كيركغارد إلى العقيدة الإبراهيمية ... ورغم حيرتي وقلقي فقد حافظتُ على هذه الازدواجية طيلة خمسة وثلاثين عاماً، ولست نادماً على ذلك" [7].
ويلاحظ أن جارودي لم يذكر هنا أخيراً: الإسلام، بل ذكر "العقيدة الإبراهيمية" ويعني بذلك: وحدة الأديان الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام، واعتبارها كلها: العقيدة الإبراهيمية.
ونحن نقول -كما قال ربُّنا عز وجل-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67]

موقف جارودي من أصول الإسلام:
ولا سبيل هنا إلى تفصيل القول في بيانه، ولكني سأُلخص هنا الخطوط العريضة لعقيدته في النقاط التالية:
1- مفهوم الإيمان: يستبعد جارودي أن يكون للإيمان مبادئ محددة، أو قواعد مقررة، إنما هو مثل الفرضية السياسية، فيقول: "ثم إن الإيمان حاله حال النظرية السياسية، فهو ليس إرثاً من المبادئ والطقوس المسبقة، بل مهمة لابد من إنجازها. إن إيماني بالإسلام هو انجاز" [8]
2- لا يكفر بالطاغوت: فهو يقول بوحدة الأديان، ولا يتخلَّى عن عقائده السابقة، ويقول: "إن إيماني بالإسلام هو انجاز وليس انشقاقاً، في الوقت الذي لا أنكر فيه المسيح، ولا ماركس، ولا قضية حياتي المركزية، وأنا سعيد الآن، وأنا في السبعين من عمري لأنني بقيت مخلصاً لأفكاري" [9].
3- إنكار القدر وقيُّومية ربَّ العالمين: يؤمن جارودي بالمادية الماركسية، وينكر القدر، فيقول –مثلاً-: "فالله والإنسان والطبيعة يشتركون في مغامرة واحدة، ليست نهايتها مكتوبة في أي مكان. فلسنا عبيد قدر ما، والقدر ليس بأيدينا. فنحن أيدي هذا القدر، ونحن مسؤولون عن خلق العالم المستمر" [10].
ويقول: "إن الله لم يخلق منفذين مستسلمين للقدر، إنه جعل من الإنسان خليفةً، أي خليفة الله على الأرض، والخليفة ليس منفذاً قدرياً، إنه إنسان يأخذ القرارات عندما يكون الحاكم غائباً، ولا يمكن لأي كان أن ينزع منا هذه المسؤولية" [11].
4- إنكار البعث والنشور: يقرر جارودي بجزم أن الحساب الأخير ليس هو الذي يأتي بعد انتهاء الحياة الدنيا، بل هو: "أن نحيا في صفاء مع الله في كل آن" [12]. وينكر البعث والنشور صراحةً فيقول: "ذلك هو البعث، فهو ليس ظاهرة كيميائية غريبة يسوى بموجبها لحمنا ودمنا وعظمنا من جديدٍ. إن الأمر يتعلق بمثلٍ ضربه الله لنا، وهو اللغة الوحيدة التي اعتمدها الله المتعالي، الذي ليس كمثله شئ ليوحي إلينا بحقيقته التي لا تدركها حواسنا ولا فهمنا، فالبعث ممكن كل يوم لأن قدرتنا على تقويم ماضينا تمكننا رغم هفواتنا وذنوبنا من بعثِ إنسانٍ جديدٍ واعٍ.
إن البعث والحياة الحقيقية هو ذلك الإسلام اللا مشروط لهذا التعالي الإلهي، والرابطة الجماعية التي أوكل لنا الله مهمة إرسائها [13].
5- إنكاره لحجية السنة النبوية: يقول جارودي: "إن سنة النبي لم توضع لأجل المستقبل، لما بعد وفاة محمد فحسب، إذ أن الله يذكر رسوله في عدة مناسبات أن من الواجب عليه، خارج الوحي الذي يبلغه في القرآن، أن يقول: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110] {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} [الغاشية: 21-22] في القرآن أمر بطاعة النبي، لا بتقليده، اللهم إلا في إيمانه وعقيدته" [14].
وقد حاول جارودي أن يحدد الدوافع التي جعلته لا يرى التقيد بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، ومن الأمور التي ذكرها:
المسوغ الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب أن لا تدون أحاديثه. قال جارودي: "لم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن تدون أقواله الشخصية، بل أراد فقط أن تكتب آيات القرآن حتى لا يخاطر بالخلط بينها وبين كلام الله" [15].
قلت: وهذه شبهة باطلة، وإنما كان هذا في أول الإسلام ثم كتب بعض الصحابة حديثه بإذنه وإقراره بل وبأمره كما في حديث أبي شاهٍ، عند البخاري وغيره.
المسوغ الثاني: زعم جارودي أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يرى أن تفسيراته الشخصية لا أهمية لها إلا عندما تسترجع إلى القرآن: "بعد وفاتي، ستتكاثر الأحاديث والروايات المنسوبة إليَّ، مثلما ينسب إلى الأنبياء السابقين عدد كثير من الأحاديث التي لم تكن صادرة عنهم. وما يشاع قوله وكأنه صادر عني يتعين عليكم أن تقارنوه بكتاب الله: فما كان متوافقاً معه فهو مني، سواء قلته في الحقيقة أم لا" [16].
قلت: وهذا حديث موضوع كما قال السَّاجي، وعلي بن المديني، وابن بطة [17]، وغيرهم من الأئمة.
المسوغ الثالث: يذكر جارودي قولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وعندما أبلغكم أمراً بخصوص الدين تقبلوه، ولكن عندما أخبركم أمراً بخصوص أمر الدنيا، فعندها لا أكون سوى بشر مثلكم" [18].
قلت: وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قال صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" وذلك في موضوع تأبير النخل.
وفي الحقيقة إن أمر الدنيا الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم هو موضوع محدد في القضية، يقاس على تأبير النخل وما في موضوعه من الأساليب الزراعية والوسائل الصناعية المحضة، دون تشريعاتها التي يجب أن تخضع للشَّرْع الإسلامي بشكل كلي.
وهذا أمر واضح -كما يرى القارئ- فهو دنيوي تماماً لا يختص بالتشريع، وثمة فرق كبير بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم المتعلق بتقنية من تقنيات الزراعة وبين ما جاء من نصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم تنظم شؤون المسلمين بوحيٍ من الله تعالى.
المسوغ الرابع: يقول الجارودي: "لقد أُدخِلَ مفهوم السنة من خارج القرآن وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" [19].
قلت: وهكذا يتهم هذا اليهودي المسلمين بأنهم أدخلوا مفهوم السنة من خارج القرآن، وهذا افتراء عظيم على أمة الإسلام. والقرآن الكريم نفسه يبين كذب وافتراء جارودي: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
المسوغ الخامس: تضخم الأحاديث النبوية: يقول جارودي: "وفي خلال قرنين –وبعد أحاديث صحيحة- كانت تضخم الأحاديث. كتب ابن خلدون: لم يكن كبار الأئمة يعلمون كلهم مقداراً واحداً من الأحاديث فلم يرو أبو حنيفة سوى 17 حديثاً واكتفى مالك برواية 300 حديثاً في كتابه "الموطأ". وروى ابن حنبل 30 ألف حديث في "مسنده"" [20].
قلت: وهذا اتهام واضح لأئمة الإسلام الذين دونوا السنة النبوية بأنهم ضخموا الأحاديث، وقد رد عليه الأستاذ التل رداً جيداً فليراجع.
والخلاصة: أن جارودي يدعو إلى إنكار حجية السنة، والاكتفاء بالقرآن. ويؤكد جارودي عدائه للسنة النبوية، واستخفافه بصاحبها عليه الصلاة والسلام وذلك في نصين:
الأول يقول فيه: " السنة: التراث. وهذه الكلمة غالباً ما تستعمل في القرآن بمعنى ازدرائي: فهي تدل على العادات الجاهلية التي يدعو القرآن للقطع معها. إن سنة النبي لم توضع لأجل المستقبل ...".
وهكذا فسنة النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تكون -عند جارودي-: تراثاً جاهلياً داعياً للازدراء.
والثاني يقول فيه: "الشرط الأساسي لتجنب الانغلاق على التفسير الحرفي هو أن نستعيد القرآن نفسه بعيداً عن تحجر 1200 سنة من التفسير، ومن المدرسية، ومن التقليد. مهما كانت قيمة التراث: سنة النبي، أقوال كبار المفسرين، كبار الفقهاء القدماء ... ومهما كان الاحترام الذي يتوجب علينا تجاه هذا التراث لما نستمد منه من تجارب، لا يمكننا وضع القرآن –الكلام الإلهي- في مرتبة واحدة مع التراث الذي هو كلام إنساني، ولا يحق لنا ترك كلام الناس يحجب كلام الله" [21].
قلت: وهكذا يجعل جارودي سنة النبي صلى الله عليه وسلم من التراث الإنساني، ويجعلها مما يحجب كلام الله عز وجل.
6- جارودي والتشريع:
يعتبر جارودي أحكام القرآن قانوناً أخلاقياً، وليست حكماً تشريعياً يجب الالتزام به، بل تشريع الأحكام الذي يسميه (الفقه) موكول إلى البشر، ولهذا يقول: "إن الشريعة أو الطريق/الشرعة تدل إذن على توجه أخلاقي شامل، وليس عدد معين من الوصايا الفقهية المرتبطة بأوضاع تاريخية تتبدل" [22].
وبما أن جارودي يؤمن بالتوراة والإنجيل على صورتهما المحرفتين الموجودتين الآن ويؤمن بالقرآن –أيضاً-، والثلاثة عنده بمنزلة واحدة، وفيها أحكام مختلفة لا يمكن الأخذ بها جميعاً، لهذا فإنه يرى في نظريته هذه حلاً لهذه الإشكالية، فجعل هذه الكتب الثلاثة مصدراً لـ "قانون الله الأخلاقي" –وصرف النظر عن الأحكام التشريعية الواردة فيها-، وهو الباب الذي يستطيع منه أن يلج إلى وحدة الأديان، والوحدة الإبراهيمية الفيديرالية، يقول جارودي تفسيراً لقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]:
"يعبر هذا النص بوضوح عن كون الشريعة (الطريقة) هي تلك التي تقود الإنسان إلى الله، وهذه لا يمكنها أن تكون حكماً قانونياً لأن التشريعات تتباين في التوراة والأناجيل والقرآن، بينما يشدد الله على تواصل رسالته: ينصح بالرجوع إلى أولئك الذين تلقوا الرسالة قبل القرآن، وبالتالي يوصي بالعودة إلى التوراة والأناجيل" [23].
قلت: ما أجرأك على الكذب على الله تعالى، ونحن نقرأ في القرآن نفسه –وإن رغم أنفك-: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
ويفسر جارودي القرآن حسب النظرية المادية التاريخية فيعتبره: "تاريخ شعب ومن ثقافته وحياته" [24].
وقد أطال الأستاذ عادل التل في هذا الفصل، فليرجع إليه.
7- الوحدة الإبراهيمية:
يؤكد جارودي دائماً اتباعه لنبي الله تعالى إبراهيم، وإيمانه به، وإذا سئل عن إسلامه فإنه يبادر إلى ذكر إبراهيم عليه السلام، والهدف من ذلك واضح جداً وهو: اعتبار اليهودية والنصرانية والإسلام ديناً واحداً ضمن "الفيديرالية الإبراهيمية".
يقول: "إن الفكرة الأولى لعلاقات المسلمين مع بقية الطوائف الدينية في فكر ورأي النبي كانت إقامة ما نسميه اليوم "وحدة فيديرالية للطوائف الدينية"، لكن حصل أن هذا الأمر لم يتحقق أبداً في التاريخ، لا في المسيحية، ولا في اليهودية أو في الإسلام لكني أعتقد أن هذه المعادلة قابلة للتعايش والاستمرار، أي أن تصل بنا إلى روابط الجماعة" [25].
وهكذا يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى لإقامة الوحدة الفيديرالية، ثم يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالفشل في رسالته!!
ويبلغ جنون جارودي حداً لا يطاق عندما يستنبط التثليث من القرآن لايجاد التوافق بين النصرانية والإسلام فيقول: "سنضع جانباً –أيضاً- الاتهامات الموجهة من المسلمين إلى المسحيين حول سر التثليث، لأن محتوى سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) يطابق تماما مع قول مجمع (لاتران) المنعقد عام 1215 حول التثليث "الله: آب، وابن، وروح قدس" وهذه حقيقة معنى (لم يلد ولم يولد) القرآنية" [26].
ومن هنا فإن كل من يريد التمييز بين الأديان، والفرقان بين الحق والباطل، فإنه أصولي متطرف يجب مقاومته ولهذا السبب ألف جارودي كتابه "الأصوليات المعاصرة".
ولهذا الغرض –أيضاً- أسس جارودي "المعهد الدولي للحوار بين الحضارات" في قرطبة. ولعلنا نفصل القول في هذا لاحقاً.
8- طعنه في السلف الصالح:
إذا كانت جميع فرق الضلال والباطنية متواصية على مناصبة الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه العداء، والطعن فيه قديماً وحديثاً، فلا تعجب أن جارودي يشارك في نفس الجريمة [27]. ثم يتبع ذلك بالطعن في بالخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، وقبله الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وأخيراً: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى.
ولا عجب –أيضاً- أن يثني على الماسوني: جمال الدين الأفغاني –كذباً والإيراني حقيقة- ويعتبر عمله التخريبي في الأمة: "محاولة تجديد إسلام حي في مواجهة إسلام حجرته الأصولية" [28].
9- التفسير المادي التاريخي للقرآن الكريم:
وقد ظهر لنا شئ من هذا عند ذكر انكاره تشريعات القرآن كأحكام قانونية، وهنا نكتفي بنص واحد له، إذ يقول: "لغة الرسالة ليست رمزية فقط بل تاريخية أيضاً" [29]. ويقول أيضاً: "تاريخانية القرآن تستنج أيضاً من واقعة أن الوحي بالرسالة الخالدة موجه إلى شعب معين في فترة محددة من تاريخه، وبلغة تمكنه من فهمها" [30].
10- جارودي والتصوف:
ويشيد جارودي بالفكر الصوفي، ويثني على غلاتهم كابن عربي، بل ويظهر اهتمامه واعجابه بالصوفية الهندية الهندوكية [31]. وهكذا يهيأ جارودي الطريق من وحدة الأديان إلى وحدة الوجود.
11- جارودي والرافضة:
الباطنية جميعاً أمة واحدة وإن تعددت وجوهها، أو اختلفت في بعض المواقف والتفاصيل، وهكذا نجدها جميعاً في صف الثورة الرافضية التي فجرها كاهن النجف: الخميني، وجارودي منهم، ولذلك نجده يقول: "مع هالة الظفر الهائل للطف والقوة الروحية في مواجهة قوة الأسلحة المادية، صار الإمام الخميني القائد الباهر للبلاد باسم الأخلاقية الإلهية المقاومة لقمع "الشيطان" الأمريكي وربيبه؛ الشاه السابق" [32].
وبعد: فهذه عقيدة جارودي المصادمة لأصول وقطعيات دين الإسلام، ولا يظنن ظان أنه قد تخلى عن شيء منها، فهو في كل مناسبة يؤكد على تمسكه بها، ومضيه في الوجهة التي هو عليها، ولعل من آخر اللقاءات الصحفية التي جرت معه ما نشرته مجلة "المجلة" بعددها 839، وفيه تأكيد منه على مجمل ما تقدم.

موقف إمام العصر من جارودي
ولقد تصدى لهذا اليهودي الخبيث إمام العصر عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، فأصدر بياناً في حكم الشرع في جارودي، نشر في مجلة البحوث الإسلامية عدد 50/ ص 361 – 371 ، وبين سماحته: "أن الجارودي لا يحكم عليه بأنه مرتد عن الإسلام، بل يقال أنه كافر أصلي، لم يدخل في الإسلام كما توهم بعضهم، وإنما هو كافر أصلي لم يدخل في الإسلام كما اعترف هو بذلك حيث يقول: "انتهيت إلى الإسلام دون التخلي عن اعتقاداتي الخاصة وقناعاتي الفكرية" انتهى.
ابن باز عالمٌ رباني، فقيه النفس، ذو اطلاع واسع على واقع وحال الأمة، وهو يبني أقواله ومواقفه على أساس العلم والعدل، أما أولئك الحركيون الإسلاميون فلا علم عندهم بالشريعة ولا فقه لديهم بالواقع، لهذا تراهم يجمعون بين الجهل والظلم.
قال عبد الحق التركماني: هذا ما تيسر الآن من بيان حقيقة جارودي، ولي عودة إلى هذا الموضوع بجزءه الثاني، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ علينا ديننا، ويرد عنا كيد الأعداء، بمنه وكرمه.


[1]في مقال لها بصحيفة الدستور 6/7/1996.
[2]انظر مثلاً موقع مناصرة جارودي على الانترنت من قطر على هذا العنوان:
www.garaudy.net/arabic/whosa.htm
[3]r. Garaudy bigrapgie du 20e siecle p.42
[4]جارودي: الحقيقة كلها، ص 207 - 208، تعريب فؤاد أيوب.
[5]montour du 20e siecle p.337
[6]السبيل الأردنية، العدد 104 بتاريخ 12/11/95.
[7]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[8]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[9]جريدة تشرين السورية، 25/3/84.
[10]جارودي: حفاروا القبور ص 89.
[11]الموقف 1984.
[12]مقدمة جارودي لكتاب: المشكلة الدينية، ص 7.
[13]مقدمة جارودي لكتاب: المشكلة الدينية، ص 8.
[14]الأصوليات المعاصرة، ص 82 لجارودي.
[15]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[16]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[17]ابن بطَّة: الإبانة 1/267.
[18]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[19]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[20]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[21]الأصوليات المعاصرة، ص 83.
[22]الأصوليات المعاصرة، ص 86.
[23]الأصوليات المعاصرة، ص 86.
[24]الأصوليات المعاصرة، ص 93.
[25]الموقف 1984.
[26]الإسلام الحي لجارودي، ص 18.
[27]الأصوليات ص 78.
[28]الأصوليات ص 75.
[29]الإسلام الحي، ص 68.
[30]الإسلام الحي، ص 68.
[31]وقد فصل القول في هذا الأستاذ عادل التل، وإنما غرضي هنا الإشارة المجملة.
[32]الأصوليات ص 66.


ما اتيت به من قدح في الرجل هو من طرف السلفيين فقط !!
و معروف ان اراء السلفيين المعاصرين ....في المسلمين ....ليست موضوعية و كثير منها تشنيع و تاويل للكلام ضد مخالفيهم
و لم ينجو من مراوغاتهم احد من مخالفيهم حتى من تربى في الاسلام و عرف المسلمين ظاهره و باطنه ...!!

---------

لذلك فراي السلفيين ..في هذا الرجل يُضرب به عرض الحائط ..و لا يؤخذ به ..!!

الا اذا سمعنا قدح غيرهم فيه ممن تؤتمن موضوعيتهم ..و نقلهم الصادق في الرجال و الاشخاص !!



----------









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-23, 23:43   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
smaa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية smaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسا20 مشاهدة المشاركة



ما اتيت به من قدح في الرجل هو من طرف السلفيين فقط !!
و معروف ان اراء السلفيين المعاصرين ....في المسلمين ....ليست موضوعية و كثير منها تشنيع و تاويل للكلام ضد مخالفيهم
و لم ينجو من مراوغاتهم احد من مخالفيهم حتى من تربى في الاسلام و عرف المسلمين ظاهره و باطنه ...!!

---------

لذلك فراي السلفيين ..في هذا الرجل يُضرب به عرض الحائط ..و لا يؤخذ به ..!!

الا اذا سمعنا قدح غيرهم فيه ممن تؤتمن موضوعيتهم ..و نقلهم الصادق في الرجال و الاشخاص !!



----------
هب ان هذه الاقوال والكلام صدر من سلفي كيف يكون حاله عندكم هل يبقى في دائرة الاسلام ام يكفر ولما جاءت من حبيبكم فيعذر لانه لا يفهم قوله اقول سحقا للسياسة والسياسيين الذين باعو دينهم من اجل اقل من جناح بعوضة لو كانت نصرتكم لرسول الله او اقل بقليل كنصرتكم لهؤلاء وامثالهم لقامت دولة الاسلام لكن تاخذكم العزة لكل من ينتقص بالاسلام من هو المؤتمن الصادق لديكم مادام ابن باز ليس مؤتمنا ولا صادقا عقوا المؤتمن ليكم من يحلل الحر والحرير والمعازف والحلق اللحى ومخالطة النساء ونزع الحجاب وشرب اليسير من الكحول ووحدة الاديان وتقارب المذاهب وامامة المراة
اقترح عليك اعادة قراءة طوام حبيبك جارودي لعلك تاخذك غيرة على دينك ان كانت لك غيرة على الاسلام وليس على جماعة او حزب









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 00:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ياسا20
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smaa مشاهدة المشاركة
هب ان هذه الاقوال والكلام صدر من سلفي كيف يكون حاله عندكم هل يبقى في دائرة الاسلام ام يكفر ولما جاءت من حبيبكم فيعذر لانه لا يفهم قوله اقول سحقا للسياسة والسياسيين الذين باعو دينهم من اجل اقل من جناح بعوضة لو كانت نصرتكم لرسول الله او اقل بقليل كنصرتكم لهؤلاء وامثالهم لقامت دولة الاسلام لكن تاخذكم العزة لكل من ينتقص بالاسلام من هو المؤتمن الصادق لديكم مادام ابن باز ليس مؤتمنا ولا صادقا عقوا المؤتمن ليكم من يحلل الحر والحرير والمعازف والحلق اللحى ومخالطة النساء ونزع الحجاب وشرب اليسير من الكحول ووحدة الاديان وتقارب المذاهب وامامة المراة
اقترح عليك اعادة قراءة طوام حبيبك جارودي لعلك تاخذك غيرة على دينك ان كانت لك غيرة على الاسلام وليس على جماعة او حزب
--------
ان كنت تدعي ان السلفيين فقط ..هم وحدهم من يحرمون الزنى و يحرمون الخمر و الباقي كلهم يحلونهم !! و تشهد شهادة الزور هاته في مسلمين تربوا في الاسلام و نعرفهم جيدا !!

فكيف نصدقك ...و نعتمد شهادتك ....يا هذا في رجل دخل الى الاسلام و لا نعرف عنه شيئا ؟؟ !!
---------
مشكلة السلفيين ..انهم احترفوا الكذب و اشتهروا به بين المسلمين ..الى درجة انهم حتى و لو جاؤوا بالصدق لا يصدقهم احد !!









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 00:26   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
smaa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية smaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسا20 مشاهدة المشاركة
--------
ان كنت تدعي ان السلفيين فقط ..هم وحدهم من يحرمون الزنى و يحرمون الخمر و الباقي كلهم يحلونهم !! و تشهد شهادة الزور هاته في مسلمين تربوا في الاسلام و نعرفهم جيدا !!

فكيف نصدقك ...و نعتمد شهادتك ....يا هذا في رجل دخل الى الاسلام و لا نعرف عنه شيئا ؟؟ !!
---------
مشكلة السلفيين ..انهم احترفوا الكذب و اشتهروا به بين المسلمين ..الى درجة انهم حتى و لو جاؤوا بالصدق لا يصدقهم احد !!
[
QUOTE][/QUOTE]
طلبت من صاحبك قراءة كتابات حبيبه جارودي وكذللك بالنسبة اليط عليك بقراءة اولا ثم تكلم ياخي اقرا اقرا اقرا اقرا اقرا مايقول حبيبك الجارودي
اما من تعرفهم هل يسمعون الاغاني ام لا ان انكرت كذبت فهي مسجلة ومصورة وان كنت اعلم انكم لا تعترفون لا بالتسجيل ولا بالصور ولا بكلام العلماء تعترفون بما تجود به اهواؤكم لماذا صاحبك لم يتذكر هذا الشيخ الذي مات منذ ايام ام هو ليس من رابطةالعالم الاسلامي









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 00:39   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أخ كريم
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية أخ كريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ليست غريبة من السلفيين، فلم يسلم من لسانهم أحد، وكما قال الأخ ياسا20، فنحن لا نعتد بجرحهم ولا تعديلهم في مثل هذه الأمور. ويكفي ان الرجل حارب الصهيونية ولم يساندها.

...///...










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 01:01   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
smaa
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية smaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخ كريم مشاهدة المشاركة
ليست غريبة من السلفيين، فلم يسلم من لسانهم أحد، وكما قال الأخ ياسا20، فنحن لا نعتد بجرحهم ولا تعديلهم في مثل هذه الأمور. ويكفي ان الرجل حارب الصهيونية ولم يساندها.

...///...
[quote][/quote
اري ان البليدي على حق انكم اذا فراتم لا تفهمون
وارجو ان تطبق القاعدة الاخوانية يكفي على جميع المسلمين وان تذكروا حسنة من حسنات الذين تستهزؤون بهم واظن ان اقل حسناتهم انهم يحافظون على سنة رسول الله ظاهرا قشور كما تقولون يكفيهم هذه حسنة وعدالة انهم يجاهدون انفسهم في سبيل تطبيق سنة نبيهم في عصر المودة والكرفات والتفنن في حلق اللحية
لماذا صاحبك لم يتذكر هذا الشيخ الذي مات منذ ايام ام هو ليس من رابطةالعالم الاسلامي
اقتباس:









رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 07:56   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ibra34
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف حكمتم عليه بفتاوي من التسعينات والثمانينينات وهو توفي في 2012 وسميتموه ملحداً ربما تراجع عن أفكاره، استغفروا ربكم فهذا المسلم لم يمض على وفاته سوى عشرة أيام.
"ما أسهل الخوض في أعراض الناس"
على الأقل ترحموا عليه.










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-24, 22:55   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
silent scarf
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
وإنما اعتنق إسلاما آخر تخيله بذهنه، زعم أنه خليط من الأديان: اليهودية والنصرانية، ومن الإسلام
اقتباس:
ويرى أيضا: "أن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الفقه الإسلامي المستنبط من الكتاب والسنة انتهت صلاحيتهما في هذا الزمان؛
اقتباس:
فيرى أن الصلوات ثلاث صلوات في اليوم والليلة لا خمس صلوات ويزعم أن هذا هو ما يدل عليه القرآن.
اقتباس:
الصيام، وقال: إنه ليس هو الامتناع عن الأكل والشرب، وإنما هو معاني الصيام وأهدافه،
اقتباس:
يدعو إلى تعطيل حد السرقة وتغيير مقادير المواريث، فيرى أن قطع يد السارق اليوم غير مناسب
اقتباس:
ويقول بالحرف الواحد: "دخلتُ الإسلام وبإحدى يديَّ الإنجيل، وباليد الأخرى كتاب رأس المال لماركس، ولست مستعداً للتخلي عن أيٍّ منهما
الى صاحب الموضوع ثم الى الاخوة ياسا و اخ كريم بارك الله فيكم
هل هذا الكلام قاله الرجل فعلا ام ان الاخ يفتري عليه لاني اظنه كلام خطير و يشسير فعلا ان الرجل لم يتبنى الاسلام فعلا ام ماذا ؟؟ ان لم يكن فاتونا بدليل من فضلكم
انا لاحظت انكم جميعا هاجمتم الاخ و اتهمتموه بانه يكذب على الرجل فهل من دليل تردون به عليه و لو باقوال واحد من العلماء









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الصهيونية, تنفي, دارنيي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc