فكرة الزعيم الملهم بين الباديسية النوفمبرية والإيمان بها وعبد الرزاق مقري والتشكيك فيها ورفضها .

[الزمزوم]

فكرة الزعيم الملهم بين الباديسية النوفمبرية والإيمان بها وعبد الرزاق مقري والتشكيك فيها ورفضها .

.

"بين (عبد الرزاق مقري) و(الباديسية النوفمبرية) خِلافٌ حول الزعيم الملهم المخلص والمنقذ ، فالأول لا يؤمن به بينما الفريق الثاني آمن بوجوده وسار إلى جانبه ودعمه ، ولكن الأجل (الموت) قد يكون دليلاً على صحة كلام (عبد الرزاق مقري) وخطأ تصور (الباديسية النوفمبرية) ، كما أن اليد الأمينة التي ترك لها (أحمد قايد صالح) رحمه الله تعالى أمانة الشهداء والمتمثلة في الرئيس المنتخب والفريق المتكامل على امتداد مؤسسات الجمهورية الجديدة والنظام السياسي الجديد قد يجعل من تصور (النوفمبرية الباديسة) واختيارها صحيحاً وقد يجعل من كلام (عبد الرزاق مقري) واختياره خاطئاً ، الأيام وحدها هي من ستكشف من كان على صواب ومن كان على خطأ " .
"عبد الرزاق مقري" رئيس حركة حمس الجزائرية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين قال كلاماً على غاية من الأهمية والذي وجههُ تحديداً وبشكل خاص إلى جماعة "الباديسية النوفمبرية" وعتابه لهم لأنهم تركوا النضال الذي يعتبره السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف والتطلعات والآمال أياً كانت هذه الأهداف والتطلعات والآمال وتشبثوا بالوهم في رأيه من خلال إيمانهم المفرط بالزعيم الملهم والمخلص والمنقذ الذي لا وجود له إلا في كتب الأساطير والحكاوي والقصص الغابرة للأسباب التالية:
- أن جزءً كبيراً من شباب الحراك ممن يُطلقُون على أنفسهم تسمية "الباديسيين النوفمبريين" الذين يحرصُون على مبدأ الهوية ويرافعُون على قضية الجزائر العربية الإسلامية سارُوا خلف نائب وزير الدفاع الوطني "أحمد قايد صالح" وهُو كان صادق النية ، ولكن الأجل عجل بوفاته رحمه الله تعالى برحمته الواسعة .
- وأن النظام السياسي الجديد الذي تركهُ الرجل خَلفهُ ووصفهُ وقولهُ بأنهُ "ترك الجزائر في أيدٍ أمنة " زعزعته بعض القرارات غير الشعبية التي اتخذتها حكومة النظام الجديد والجمهورية الجديدة الأول، والذي يعد أخطرها على الإطلاق هدنة السلطة مع أحزاب البديل الديمقراطي المحسوبين على مشروع التقسيم الجغرافي والإثني واللغوي والثقافي والديني في إطار مشروع "تمازغا الكبرى" في شمال افريقيا ، والثاني، هو الغزل الذي أبدته حكومة ما بعد انتخابات 12/12/2019 نحو المنطقة المقاطعة لكل شيء وللأقلية العدمية التي ترفض كل شيء قال الله - عز وجل -: " قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ " (غافر: 29) .
والتي كانت تسعى لضرب الجمهورية والدولة في مقتل بسعيها لهدم ما جاء في 1954 وما جاء بعد 1962 وإلى اليوم وبناء مشروع مُجتمعي واقتصادي وثقافي وسياسي على مقاسها هي فقط ، بالإضافة إلى تراجع الحكُومة فيما يتعلق بوضعية اللغة الفرنسية في المدرسة والجامعات وفي جميع مؤسسات الدولة وفي حياة الجزائريين ، النقطة الأخيرة عودة حكُومة ما بعد حراك 22 فيفري لملفات وقضايا سابقة تكون هي السبب الرئيس وراء غضب الشعب طيلة العقُود الماضية وهي على ما يبدُو التي حركت هذا الشارع وأخرجت الناس في مسيرات وتظاهرات واحتجاجات في حراك 22 فيفري 2019 وكأن لسان حالهم: " وكـأنك يا أبوزيد ما غزيت " ملفات ومواضيع غير شعبية يرفضُها الشعب برُمته ، لذلك يُهيئُ للشعب الجزائري أن الوضع مع المجاهد الفريق "أحمد قايد صالح" رحمه الله تعالى شيء والوضع مع الرئيس "عبد المجيد تبون" شيء آخر ، وكأننا أمام مسارين في بناء الجزائر الجديدة مسار مُختلف حد التناقض مع المجاهد الفريق "أحمد قايد صالح" رحمه الله تعالى برحمته الواسعة ومسار يُشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما كان موجوداً في النظام السابق ، فهل ما يَجري هُو هُدنة مُؤقتة أم خيار استراتيجي نهائي لا رجعة فيه ؟ وهل هُو ضرورة حتمية أم اختيار حُر ؟
"عبد الرزاق مقري" لا يؤمن بـــ"الرجل الخارق" ولا بـــ"سوبرمان" ولا بـــ "الرجل المخلص" ولا بـــ "الزعيم الملهم" (إلا إذا كان يحملُ ختماً وعلامةً إخوانيةً مثل: محمد مهاتير الذي يُعجب بهِ الرجل لدرجة الهوس ، وطيب رجب أردوغان الذي يعجب الرجل بهِ حد الهُيام ، ومرسي العياط الذي يُعجب بهِ الرجل حد العاشق المُتيم ، وعبد الإله بن كيران الذي يعجبُ بهِ الرجل حد العشق الممنوع) ... لذلك تهكَم على بعض الحراكيين من فصيل "الباديسبة النوفمبرية"الذين تركوا الشارع والمسيرات وانصرفوا إلى بيوتهم وجلسوا وراء شاشات الحواسيب وساروا خلف المجاهد الفريق "أحمد قايد صالح" رحمه الله تعالى اعتقاداً منهُم أنه الزعيم المُلهم (المنقذ والمخلص) ويُحاول "عبد الرزاق مقري" بلغة قاسية تهكُمية القول أن الحُقوق ونجاح أي ثورة للتغيير لا تكُون بالسكون والبقاء في البيوت والتعلق بالزعيم المُلهم الذي في النهاية تُوفي وبوفاته انتهى حُلمُ هؤُلاء في بناء جزائر جديدة على حد زعمه وأن هذا النوع من بناء الدولة ومن التغيير الذي ينشدهُ هؤلاءِ وينشدهُ الناس جميعاً والذي رأوهُ في مشرُوع المجاهد الفريق "أحمد قايد صالح" رحمه الله تعالى ذهبَ وتبخرَ و انتهى إلى غير رجعةٍ برحيل الرجل (المشرُوع ذهب بذهاب الرجُل) ووجدنا أن النظام يتجهُ أو يعُود لا ندري لحدِ اللحظة كيف ستكُون عليه الأُمور إلى أشياء شبيهة بما كان موجوداً عند النظام السابق... لكن من المُؤكد أن الفصيل السياسي"الباديسية النوفمبرية" وخَصمهم السياسي من جماعة الإخوان المسلمين "عبد الرزاق مقري" شعرُوا كما غيرهم من الجزائريين بِتغييرٍ في سياسة النظام الجديد بدرجة 360 درجة الذي تركهُ المجاهد الفريق "أحمد قايد صالح" رحمه الله تعالى على الأقل رئيس الجمهورية الذي يسير بعكس المسار الذي كان يسير فيه الفقيد ألف رحمة ونور تنزل على روحه الطيبة الطاهرة المجاهد والشهيد .
لكن مدة شهر غير كافية للحكم على النظام الجديد ، أقلها سنتان حتى يمكن الحكُم على النظام وعلى الجمهورية الجديدة وعلى الرئيس الجزائري الجديد "عبد المجيد تبون" .
بقلم: الزمزوم