السطو على حقوق تأليف الغير
إن حقوق التأليف وقف إطلاق النار بليبيا يعود إلى روسيا باعتبارها قوة عالمية ولرئيسها بوتين وإلى تركيا باعتبارها قوة إقليمية فاعلة ولرئيسها أردوغان، اللتين دعتا إلى وقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين.
الإجراء تم قبوله في حينه من طرف حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا التي على رأسها فايز السراج، أما المشير خليفة حفتر قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي فتريث قليلا، إلا أنه قبله ودخلت الهدنة من الأحد 12/01/2020على الساعة الصفر، بعدها ليدخل الإخوة الأعداء بليبيا في مفاوضات غير مباشرة بموسكو تحت رعاية كل من روسيا وتركيا.
إن صحافة الهف والبندير في بلادي وبعض الأبواق تريد السطو على وقف إطلاق النار بليبيا، وإلحاقة بإنجازات السلطة التي على رأسها السيد تبون.
يا ناس لولى الطلب الملح لفايز السراج من أنجيلا ميركل، ومرافعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإشراك جوار ليبيا خاصة الجزائر وتونس ما أقدمت ميركل على دعوة الجزائر لحضور مؤتمر برلين، التي كانت قد استبعدت منه، رغم مرافعات إسماعيل شرقي مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي.
إن فايز السراج في زيارته إلى روما، وفي لقاءه بالصحافة حي المستشارة الألمانية على قبول طلبه في دعوة الجزائر وتونس إلى مؤتمر برلين.
إن الجزائر لو كانت فاعلة وعاصمتها تشكل مركز ثقل بالنسبة لحفتر لقام بزيارتها، مثلما فعل مع القاهرة وأثينا وروما، بل أرسل إليها وفدا نيابة عنه ومهمته أغلب الظن هي طلب توضيحات ليس إلا.
أما عن زيارتها من طرف فايز السراج فأمره كذلك الغريق الذي يحاول الإمساك في كل شيء يطفو على سطح البحر لطلب يد العون وتقديم توضيحات عن اتفاقيتيه مع الجانب التركي، التي تزامنت مع زيارة وزير خارجية تركيا فكانت لمعرفة موقف الرئيس الجديد وتقديم تطمينات عن نشرها لعسكرها بطرابلس، أما وزير خارجية مصر فقد تكون لطلب توضيحات عن نتائج زيارة الوزير التركي وشرح وجهة نظر مصر، وهي نفس المهمة لوزير خارجية ايطاليا.
إن الجزائر لو كانت تشكل مركز ثقل إقليمي لقام بزيارتها الرئيس التركي وليس وزير خارجيته مثلما فعل مع تونس، وكذلك ليفعل الرئيس المصري.
إن سياسية الناي بالنفس وعدم التدخل في شؤون الغير وحكم الكادر وفوضى الجبهة الداخلية التي لازالت بدون حل، هي التي أضرت بالجزائر.
إن بلادي الجزائر هي التي استبعدت نفسها من المسرح الدول بعدم الخوض في الشؤون الإقليمية وانكفائها على نفسها.
أخشى أن تتوالي الهزائم الدبلوماسية تبعا على الجزائر وما فتح بعض العواصم الإفريقية قنصليات بمدينة الدخلة الصحراوية إلا دليل، وعليه أمام السيد تبون عدة تحديات لاسترجاع مكانة الجزائر الدولية، لكن لا نكون جاحدين ، ونثمن خطواته للعودة إلى الساحة الإقليمية ومنها إلى الساحة الدولية.
بقلم الأستاذ محند زكريني