تحريـــر محلّ النزاع ..... !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحريـــر محلّ النزاع ..... !!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-24, 00:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي تحريـــر محلّ النزاع ..... !!

السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك
و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله .

أمّا بعدُ :

فإن تحرير موطن النزاع بين المتنازعَين قبل سَوْقِ الدليل، ودَحض حُجة الخصم من أهم ما عليهما
أن يحرصا عليه ويلتفتا إليه.
وكثيراً ما يكتشف خصمان لدودان -بعد جهلٍ منهما وظلمٍ وعدوان- أنهما لتفريطهما
في تحرير موطن النزاع بينهما كان متخاصمين فيما الخلاف فيه بينهما لفظيٌّ لا حقيقي!
وقد يستهينان بما فيه الخلاف بينهما؛ لأنهما يظنان -أو أحدهما- أن الخلاف بينهما
لفظيٌّ وهو حقيقي!

قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى –: "كثيرٌ من نزاع الناسِ سببه ألفاظٌ مجمله ومعانٍ مشتبهة؛
حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها، ولم يَلْزَم أن المخالفَ يكون
مخطئًا بل يكونُ في قوله نوعٌ من الصواب، وقد يكون هذا مصيباً من وجه، وهذا مصيباً
من وجه، وقد يكون الصواب في قول ثالث"
.اهـ
ومقصود المجادلةِ والمناظرة في حقيقةِ الأمرِ وصدقِ القصدِ هو قطعُ النزاع ورفعه، ولا يتأتى هذا
باستعمال المجمل من الألفاظ والمشتبهِ من المعاني؛ فهذا يزيد النزاعَ نزاعًا، ويطيل الكلام في غير طائل
وربما أدى ذلك إلى انصراف المتناظرَين عن أصل المسألة والحَيدةِ عنه إلى تلك الألفاظ المجملة
والمعاني المشتبهة.

والمجادلة فيما لا يُحررُ فيه موطن النزاع، مجادلةٌ فيما لا يعلم المُحاجُّ وهى مذمومةٌ في كتاب الله
-تعالى-، قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وقد ذمَّ الله في القرآنِ ثلاثة أنواعٍ من المجادلة:
المحاجةُ فيما لا يعلم المحاجُ، فقال تعالى: ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ﴾ [غافر:5].
وقال تعالى -وقد ذمَّ المجادلة في الحق بعد ما تبين-: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ﴾ [الأنفال:6].
وكذا ذمَّ اللهُ -تبارك وتعالى- الذي يجادلُ بالباطلِ ليدحضَ الحق كما دلت عليه الآيةُ التي ذكر
رحمه الله تعالى"
.اهـ
وقبول الحق والانقيادُ له وإيثارهُ من أجَلِ نِعم الله على العبد، قال (أبو محمدٍ) -هو ابن حزم رحمه الله-
في كتابه " مداواةُ النفوس": "أفضل نِعمِ اللهِ على العبدِ أن يطبعه على العدلِ وحبه،
وعلى الحقِ وإيثاره"
.اهـ
ومدافعةُ الحقِ إذا صار في جهةِ المخالفِ نوعُ كبر، وهى صفةُ مَن لم تتهذب نفسه باتباع الحق.
قال الخطيب البغدادي - رحمه الله – في كتابه "الفقيه والمتفقه": "فينبغي لمن لزمته الحُجة ووضحت له
الدلالة أن ينقاد له ويصير إلى مُوجباتها؛ لأن المقصود من النظر والجدل: طلبُ الحق واتباع تكاليف
الشرع، قال الله -عز وجل: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ﴾
[الزُّمر:18]"
.
اهـ
وقال - رحمه الله تعالى – في موضعٍ آخر: "ينبغي للمجادل أن يقدِّمَ على جداله تقوى الله لقوله
-سبحانه- : ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن:16]،

ولقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل:128].

ويخلص النية في جداله بأن يبتغي به وجه الله -تعالى-، وليكن قصدهِ في نظرهِ إيضاحَ الحق وتثبيته
دونَ المغالبةِ للخصم، قال الشافعي- رحمه الله–: "ما كلمتُ أحدًا قطُّ إلا أحببتُ أن يُوفقَ ويُسددَ
ويُعانَ وتكونَ عليهِ رعايةً من اللهِ وحفظ، وما كلمتُ أحدًا قطُّ إلا ولم أبالي بيّن الله الحق
على لساني أم لسانه"
.اهـ
وكان الشافعي -رحمه الله- يحلفُ ويقول: "ما ناظرتُ أحدًا إلا على النصيحة".اهـ
وقال أيضًا: "ما ناظرتُ أحدًا، فأحببتُ أن يخطأ".اهـ
وهذا من صدقه -وقد أحله الله -تبارك وتعالى- المحل الذي أحله، وجعله في الإمامةِ من مكانةٍ سامقةٍ
عالية بحيث يعلم ذلك كلُّ مسلم-؛ فصدقُ نيةٍ وصلاحُ طَويةٍ وحرصٌ على الوصول إلى الحق
ومحبةٌ للخلق.
على المجادِل أن يبني أمره على النصيحةِ لدين الله، والنصيحة للذي يجادله؛ لأنه أجمعُ في الدين،
مع أن النصيحة واجبةٌ لجميع المسلمين.
فعن جرير بن عبد الله -رضي الله تبارك وتعالى عنه- فيما أخرجه الشيخان قال: بايعتُ رسول الله
-صلى الله عليه وآله وسلم- على النُّصح لكل مسلم"."مَن غشنا فليس منا".




من خطبة الجمعة بعنوان :
موطن النزاع في التكفير والحاكمية
للشيخ رسلان حفظه الله تعالى ..

و فيما يلي نقل مفيد لتفصيل هذه المسألة على نحو ما يلي :

1- معنى تحرير محل النزاع لغة واصطلاحًا.

2- أهمية تحرير محل النزاع.
3- أسباب ظاهرة عدم تحرير محل النزاع.
4- كيفية تحرير محل النزاع.
5- ثمرات تحرير محل النزاع.















 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
....., مخلط, النزاع, تحريـــر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc