إن الجهاز العصبي المركزي مسئول عن نشاطات المخ المختلفة كما انه مسئول عن جهاز الانتباه
واليقظة . إن السبب المباشر للنوم هو وجود مادة السيروتونين في الجسم إذ تقوم الخلايا العصبية
الخاصة في المخ بإفراز تلك المادة فتؤثر على التكوين الشبكي الموجود في الجهاز العصبي
المركزي .
يحدث عدم توازن في نسبة السيروتونين التي تفرز من تلك الخلايا أحيانا ، فإذا زادت كمية تلك
المادة الكيماوية فإنها تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء ، وعندها يشعر الفرد بالحاجة إلى النوم .
يحدث ذلك كثيرا في المناطق الحارة وخاصة عند الظهيرة أو عند الإرهاق والتعب الفكري
والجسمي أو بعد اخذ حمام حار . أما إن قلت كمية السيروتونين في الجسم فان الفرد لا يستطيع
النوم و لا يشعر بالحاجة إليه مما يؤدي إلى الإصابة بالأرق . وأهم ما في الأمر هو التوازن في
كمية تلك المادة ، لكي ينام ويستيقظ الفرد بشكل اعتيادي .
كما إن هناك صعوبات يعاني منها بعض الأفراد مما يؤدي إلى الأرق ، وتختلف تلك الصعوبات
باختلاف الأفراد وظروفهم النفسية والاجتماعية . إن كان الفرد متوترا أثناء النهار أو مصابا بمرض
الكابة أو القلق النفسي سيكون احتمال إصابته بالأرق كبير. كما يصيب الذين يعانون مشاكل
اقتصادية أو مشاكل تتعلق بالعمل الذي يمارسونه . كما يحدث الأرق للمراهقين أيضا .
هناك أسباب أخرى تؤدي إلى الأرق كشرب الشاي والقهوة لاحتوائهما على المادة المنبهة
للجهاز العصبي .
الطرق العلاجية للأرق هي ما يأتي :
1 ـ شرب كوب حليب دافئ وذلك لاحتواء الحليب على الحامض الأميني الذي يطلق عليه ترينيوفان
ـ ش . يساعد هذا الحامض على تكوين المادة الكيماوية المسماة بالسروتونين مما يبعث على
الاسترخاء ويعجل بالنوم .
2 ـ التقليل من كمية وجبة العشاء وتناولها على الأقل قبل ثلاث ساعات لان إتخام المعدة قبل
النوم يؤدي إلى عدم الراحة وبالتالي إلى تعذر النوم وإذا نام الفرد تنتابه الكوابيس والأحلام
المزعجة .
3 ـ المشي في الهواء الطلق وان تعذر ذلك اخذ نفسا عميقا 15 مرة قبل الذهاب إلى النوم مع
ممارسة التمارين الرياضية البسيطة .
4 ـ اخذ حمام دفيء قبل الذهاب إلى النوم لمدة 15 دقيقة مما يؤدي إلى تبديد الكهربائية
الموجودة في الجسم من جراء العمل اليومي ويعمل هذا على ارتخاء خلايا الجسم وراحتها ومن ثم
الاسترخاء والنوم .
5 ـ التأكد من اعتدال درجة حرارة غرفة النوم لان الحرارة والبرودة الزائدتين تؤديان إلى تعذر النوم
6 ـ تجنب أخذ أعمال تتعلق بالعمل اليومي إلى غرفة النوم أو الفراش وإن رغب المرء في القراءة
عليه قراءة المواضيع التي تبعث على التسلية والاسترخاء .
7 ـ إذا لم تنفع تلك الإرشادات المذكورة آنفا على المرء أن يترك الفراش ويذهب إلى مكان آخر
لممارسة نشاط معين لقضاء الوقت وعليه تجنب الإلحاح في طلب النوم لان الإلحاح يؤدي إلى نتائج
عكسية .
الأحلام كعلاج :
هذه طريقة جديدة لعلاج الأرق ، وهي عبارة عن استدعاء حلم معين من أحلام اليقظة التي كثيرا ما
يمارسها المرء وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة . وأحلام اليقظة معروفة من تسميتها وهي
الأحلام التي تراود الفرد في حالة اليقظة , وتنقسم هذه الأحلام إلى قسمين هما ما ياتي :
1 ـ الأحلام غير الإرادية : ـ هي التي تسيطر على الفرد ولا يستطيع التخلص منها . وكثيرا ما تؤدي
إلى العزلة والانطواء وذلك لانشغاله بتلك الأحلام وتفاعله معها مما يبعده عن التعامل والانسجام
مع المجتمع وتعتبر هذه الحالة مرضية .
يجب علاجها والتخلص منها وذلك بالطرق والوسائل النفسية العديدة ومنها التحليل النفسي .
2 ـ الأحلام الإرادية : وهي الأحلام التي يستدعيها الفرد متى أراد وأينما شاء ، أي إن الفرد هو
المسيطر على تلك الأحلام . تضفي تلك الأحلام على الفرد الراحة والاسترخاء والتمتع بها . كما إنها
مفيدة لعلاج الأرق . وعلى المصاب بالأرق أن يستدعي حلما معينا يستمتع به ويؤدي به إلى
الاسترخاء ثم النوم . والطريقة التي يمكن إتباعها في هذا الموقف هو أن يذهب الفرد إلى النوم
وفي رأسه شريط سينمائي لهذا الحلم . يضع الفرد رأسه على الوسادة ويبدأ بالاسترخاء التام ثم
يستعرض الحلم الذي أعده لنفسه . ففي الليلة الأولى ينتهي الحلم وقد يستغرق في النوم بعدها ،
أو يبقى مؤرقا لفترة ثم ينام ، أما في الليلة الثانية فإنه يستغرق في النوم بعد الانتهاء من ذلك
الحلم ، وبتكرار العملية يغفو الفرد في منتصف استعراضه لذلك الحلم وهكذا يقضي على الأرق الذي
عانى منه الفرد ما عاني بطريقة سهلة ومريحة .
عليك أن لا تبدل ذلك الحلم إلا بعد فترة لان كل حلم يحتاج إلى فترة معينة كي يستطيع الجهاز
العصبي على التكيف عليه ليتمكن من التغلب على حالة الأرق . نوما سعيدا هانئا وأحلام وردية
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-08-21, 11:14
العرض العادي
