رغم أن منظومة الحكم لا تبالي بمشاركة منطقة القبائل من عدمها في الإنتخابات المحلية القادمة، كما في المواعيد الإنتخابية التي مضت، وهي السبب في إنعزال المنطقة، وإرتماء الكثير من شبابها في أحضان حركة الماك الإنفصالية.
إلا أن حزب جبهة القوى الإشتركية (الإفافاس) المتشبع بأفكار زعيمه الخالد المجاهد حسين آيت أحمد " ثاني رئيس للمنظمة الخاصة بعد محمد بلوزداد، ومن خطط للهجوم على بريد وهران رفقة أحمد بن بلة قبل الثورة، أحد قادة الثورة المعروفين، من أعضاء الوفد الخارجي، ومن قاد وفد جبهة التحرير الوطني بمختلف الإجتماعات الدولية كمؤتمر باندونغ بأندونيسيا لحركة عدم الإنحياز وإجتماعات نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن الخمسة(آيت أحمد، بن بلة، بوضياف، خيذر ومصطفى الأشرف)، المخطوفين من طرف السلطات الإستعمارية الفرنسية بعد قرصنة الطائرة التي تقيلهم، ومن السجناء الخمسة المشهورين(آيت أحمد، بن بلة، خيذر، بوضياف وبيطاط رابح)، أختار التخندف تحت مظلة المجموعة الوطنية على طموحه الحزبي باعتبار أن قاعدته النضالية الواسعة تتمركز بالمنطقة، عندما أعلن قراره بالمشاركة في المحليات القادمة، رغم أن التيار الغالب بالمنطقة فهو ضد أية مشاركة في مواعيد السلطة الإنتخابية.
مرة أخرى يثبت الإفافاس أنه حزب وطني يختار دائما الوقوف إلى جانب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، ولا يبالي بتماسك قاعدته الحزبية عندما يتعلق الأمر بحرمة التراب الوطني، لأن إستمرار مقاطعة منطقة القبائل للمواعيد الإنتخابية قد يضر بالوحدة الترابية للجزائر، أمام الظرف العصيب التي تمر به البلاد داخليا وخارجيا بتكالب الجيران بالإستقواء بالأعداء.
وبقرار الإفافاس المشاركة في الإنتخابات البلدية والولائية القادمة يكون قد صدم حركة الماك الإنفصالية وحساسيات أخرى تتمركز بالمنطقة.
الأستاذ/ محند زكريني