لماذا تسقط ورقة قمع الحراك

[Su2013]

لم يتم قمع الاحتجاجات...الاستدلال المفضل لبعض الاخوة والدافعين في اتجاه "تحسين شروط العبودية بدل كسر قيودها",متناسين الدلائل المنطقية والواقعية التي تمنع استخدام خيار القمع والعنف,ومن بينها السياسي و الاجتماعي و حتى ما يتعلق بقواعد توازن القوى الجيواستراتيجية
زيارة موسكو المأساوية :
ان أكبر صدمة نفسية تعرض لها جسد النظام المتهالك كانت تلك الاجابة البراغماتية الصادرة عن الروس..أين أرسل لعمامرة لطلب الاسناد الروسي في حالة انتهاج سبيل القمع,كان الرد قاسيا جدا و غير متوقع من الجانب الروسي كان الرفض في المطلق لسببين أولهما أن بيان "المرادية" المهزلة بخصوص تمديد العهدة الرابعة قد مررت نسخة سرية منه للايليزي (طبعا للاستشارة) اذ بارك ماكرون وثمن الرسالة قبل أن تكمل صحفية نشرة الثامنة قراءتها على مسامع الجزائريين..والسبب الثاني هو كون روسيا أصلا عالقة في وحل مستنقع الحرب الأهلية السورية والذي كان من بين أسبابه الاسناد الدبلوماسي الغير مدروس لخيار الأسد في القمع والتمادي في هذا المسار الدموي كاسرا كل حدود المنطق و مستنزفا كل قدرات التحمل حتى أضحى مصدر ازعاج داخل الكرملين وحملا ثقيلا على كاهل الروس وحجرة تعقد عملية المقاربة والتوازن في العلاقات الدولية الروسية (شد..ارخاء) عودة لعمامرة كانت مخيبة جدا لأمال النظام في النجاة عبر القمع.

-------------------------------------------------------------------------------------

الطابع الشعبي للقوات المسلحة :
ان التركيبة الاجتماعية لقاعدة القوات المسلحة من جنود وضباط صف تعكس الطبيعة الأخوية بين هؤلاء الأفراد البسطاء وأبناء الشعب المدنيين,هذا الطابع الشعبي واستفحال ظاهرة "الحقرة" داخل المؤسسة وفساد كبار المسؤولين يجعل من أوامر القمع حبيسة مكاتب كبار الضباط قد لا تنقل و قد لا يتجاوب معها قطاع واسع من أفراد المؤسسة, اضافة لهذا انتشار الوعي وترفع المستوى التعليمي لأفراد المؤسسة الشباب يجعل خيار القمع خيارا غير صائب وقد يفتح حتى باب الانشقاق والانقسام وهذا أبشع كوابيس النظام,لهذا يفضل تفادي المغامرة


-----------------------------------------------------------------------------

سلمية...سلمية كلمة السر
ان الجامع لهذا الشعب بمختلف المشارب الفكرية والايديولوجية.ووحدة الشعب وعفوية المسيرات جعل كل هذا الحراك يكتسب قوة و زخما,عبقرية الشعارات والتفطن لكل ألاعيب و مراوغات النظام جعلت من الحراك أكثر قوة و أكسبته مناعة ضد المؤامرات,عدم الأخذ في الرد على الاستفزازات التي تتعدد من خلال غلق الطرق والاعتقال والابعاد والضرب الغير مبرر..تسامح الشعب ومظاهر الورود وضعت أركان النظام الشيب في حيرة وصعبت مهمة القمع حتى أصبحت شبه مستحيلة.


---------------------------------------------------------------------------------------

غياب الغطاء السياسي...سقوط خيار القمع نهائيا
ضروري أن تجتمع كل الأسباب المذكورة سالفا لتتلخص في أهم و أخر مرتكز لخيار القمع..الغطاء السياسي والذي يتجلى في تسريع عملية التفويض..ليس انتخابات اذ أن الانتخابات في ظل هذه الظروف "الغير صحية" تعتبر عملية تفويض "غير أخلاقي" لمرشح النظام..مرشح النظام الوحيد و الفائز الوحيد طبعا اذ سيعكف النظام على تصحير الساحة السياسية واخلاء القواعد النضالية وابعاد كل مترشح عبر تعديل الدستور على هوى النظام أو عبر التخويف والتهديد المباشر...كل هذا سيجعل اصدار الفتوى السياسية "اقمع الشعب" أمرا ممكننا على كبار كهنة معبد الطاغية,لكن على الصعيد المشرق اذا تمكن الشعب من تجاوز هذه المرواغة سيغيب تماما خيار القمع..ليحذف نهائيا من لائحة مهام النظام لا وبل قد يفضي هذا التجاوز الى فتح باب الحوار الجدي حوار التسليم والأمان وليس حوار منطق القوة "الاشراف بنكهة أنا أصدر الأوامر والشعب ينفذ"..