مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ونشأة البدع في يوم عاشوراء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ونشأة البدع في يوم عاشوراء

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-24, 12:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه ونشأة البدع في يوم عاشوراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استمع و استفد و احمد الله على ان اراك الحق

https://ia802601.us.archive.org/35/i...0%28108%29.mp3









 


قديم 2015-12-24, 13:20   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بلقاسم 1472
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما قتله إلا غدر الشيعة المتباكين عليه هذه الأيام وخيانتهم، كما خذلوا أباه وطعنوا أخاه، ولقد توسم ذلك معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه بأن أهل العراق لا يتركوه حتى يخرجوه، ووصى ابنه اليزيد به خيرا. ولا يتحمل دمه إلا من دعاه وترجاه وأكثر عليه ووعده النصرة وأرسل له البيعة، ثم تخلى عنه ولزم بيته.
وفي الحقيقة يعتبر استشهاد الحسين درسا تاريخيا لباقي الأمة ألا تثق في الروافض والباطنية

شكرا لك أخي ولو أن النت يعاندي
ولعله يسعفني فيما بعد
جزاك الله خيرا









قديم 2015-12-25, 09:35   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

يَوْمُ عَاشُورَاء وَمَقْتَل الْحُسَيْن
خطبة جمعة بتاريخ / 9-1-1437 هـ

إنَّ الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإن في تقواه خلَفًا من كل شيء ، وليس من تقوى الله خلَف ، اتقوا الله عز وجل وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلمُ أن ربَّه يسمعُه ويراه .
عباد الله : يوم عاشوراء يومٌ عظيمٌ مبارك كان لله عز وجل فيه آيةٌ ظاهرة وحجةٌ باهرة ؛ فهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه ، فما أعظمها من آية وما أجلَّها من منَّة وعطية ؛ ولذا فإن نبينا عليه الصلاة والسلام صام هذا اليوم شكرًا لله عز وجل كما صامه نبي الله موسى عليه السلام شكرًا لله عز وجل ، وصامه المسلمون تأسيًا بهما شكرًا لله تبارك وتعالى .
ولقد عظَّم النبي عليه الصلاة والسلام من أمر صيام يوم عاشوراء ؛ ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ )) فهنيئًا لمسلمٍ صام هذا اليوم شاكرًا محتسبًا راجيًا ثواب الله طامعًا في عظيم موعوده جل في علاه .
عباد الله : إن يوم عاشوراء في شريعة الإسلام يومُ شكرٍ لله جل وعلا ، ويتمثل هذا الشكر في عبودية الصيام ، صيامه شكرا لله جل وعلا ؛ ولهذا فإنَّ نفوس أهل الإيمان في هذا اليوم العظيم تعيش سكونًا وطمأنينة وأُنسًا وراحة وعافيةً عظيمة بما أكرمهم الله عز وجل به من قيامٍ بهذه القربة لله جل وعلا شاكرين له على نعمائه ومنه وفضله وعطائه .
عباد الله : وشاء الله جل وعلا أن حدث في يوم عاشوراء في عام واحد وستين للهجرة حدثًا عظيمًا ومصابًا كبيرا وخطبًا جلَلا ؛ ألا وهو يا عباد الله : أنه في يوم عاشوراء من تلك السنة قُتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ظلْمًا وجورا . ولا يرتاب مسلم ولا يشك مؤمن أن مقتله رضي الله عنه وأرضاه كان ظلمًا وحيفًا وجورًا وعدوانا ، ولاشك أن قتله مصاب جلل ومصيبة عظيمة ؛ ولكن -يا عباد الله- إن المؤمن مأمور في مصابه أن يصبر ويحتسب وأن يسترجع كما أمره الله تبارك وتعالى حيث قال عز وجل : ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة:١٥٥-١٥٦] ، ولهذا ثبت في صحيح مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا)) .
فهذا هو المطلوب من المسلم في المصاب ، فليس عند المسلمين في مصائبهم أيًا كانت إقامة مآتم أو إقامة نياحة على الميت مهما كان المصاب ، ولهذا -عباد الله- قد قُتل من قبل الحسين خلْقٌ من أنبياء الله وأوليائه ، بل قُتل قبله والده عليه وهو خير وأفضل منه ، وقُتل من قبله عثمان رضي الله عنه ، وقُتل من قبله عمر رضي الله عنه ، وجميعهم قُتلوا ظلما وجورا ولم يؤمر الناس في مثل هذه المصائب أن تُتخذ يوم مأتم ونياحة ، بل جاءت الأحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم ذلك والتحذير منه ؛ فقال عليه الصلاة والسلام : ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ )) ، وقال عليه الصلاة والسلام : (( إني بريء من النائحة والصالقة والشاقة )) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ((النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ)) ؛ فهكذا جاءت الشريعة محذرةً من هذه الأعمال مهما كان مصاب العبد وفاجعته .
ولهذا عباد الله : من يتخذ يوم عاشوراء يوم نياحة ومأتم يكون فيه البكاء وشق الجيوب ولطم الخدود والصدور ونحو ذلك فهذا كله ليس من دين الله في شيء ، بل هو من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بالتحذير منها والنهي عنها ، بل قد روي في المسند وغيره من حديث فاطمة بنت الحسين بن علي تروي عن أبيها الحسين بن علي رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُهَا وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا -قَالَ عَبَّادٌ قَدُمَ عَهْدُهَا- فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا إِلَّا جَدَّدَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَأَعْطَاهُ مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا)) .
فيا أيها المؤمنون عباد الله : إن واجب المسلم في مثل هذا المقام أن يكون على الهدي القوام الذي دل عليه كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ؛ فهذا حال المسلم مع المصاب مهما كان وفي أي وقت كان ، وأما حال المسلم مع يوم عاشوراء فهو في صيام له شكرًا لله عز وجل على نعمة نجاة موسى ومن معه وهلاك فرعون ومن معه . فلنكن -يا عباد الله- لشرع الله معظمين ، وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم سائرين ، وبسنَّته متمسكين ، ولنحذر من طرائق أهل الجاهلية وسبل أهل الضلال وإن زعموا أنهم يفعلون ذلك محبةً للحسين ولآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام .
عباد الله : وإن أهل السنة والجماعة لأعظم الناس حبًا لآل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم وإدراكًا لمكانتهم العظيمة وحفظًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ، وأما تلك الأعمال فإنها ليست من محبتهم في شيء . فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعمر قلوبنا أجمعين بمحبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومحبة الصحب الكرام ، وأن لا يجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ، وأن يعيذنا أجمعين من طرائق أهل الضلال وسُبل أهل الباطل إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
الخطبة الثانية :
الحمد لله كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى ؛ فإنَّ من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه .
أيها المؤمنون عباد الله : مما جاء في مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) ، وروى الإمام أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنهما : ((هُمَا رَيْحَانَتِي مِنْ الدُّنْيَا)) ، وثبت في الترمذي وغيره من حديث أسامة ابن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن الحسن والحسين : ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا ؛ فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا)) ؛ فحبهما قربة وديانة يتقرب بها المسلم إلى الله تبارك وتعالى .
ويجب -عباد الله- أن يكون حب الحسن والحسين وسائر آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام حبَّ إسلام لا حبَّ بدعة وضلالة ، ومن وفَّقه الله للزوم جادة اهل السنة حقق الأمرين : المحبة الصادقة ، والسلامة من البدعة والضلالة؛ وهذا ما منَّ الله سبحانه وتعالى به على أهل السنة وميزهم به عن الطوائف الأخرى . فنسأل الله جل وعلا أن يحيينا على السنة وأن يميتنا عليها وأن يعيذنا من البدعة والضلالة إنه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب .
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً ومعِينا وحافظاً ومؤيدا ، اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين . اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها . اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقَّه وجلّه ، أوله وآخره ، علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما آخرنا ، وما أسررنا وما أعلنا ، وما أنت أعلم به منا ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا ، اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم أغِثنا ، اللهم إنا نسألك غيثًا مُغيثا ، هنيئًا مريئا ، سحًا طبقا ، نافعًا غير ضار ، عاجلًا غير آجل ، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إبله إلا أنت يا رحمن يا رحيم أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين ، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرق ، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك ، اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقُصنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .










قديم 2015-12-28, 08:38   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

والنَّاسُ في أمرِ الحسين طَرَفَان ووسط: فَطَرَفٌ هم النَّوَاصب مِنْ قَتَلَةِ الحُسين ومِنْ مُبْغِضِي آل البيت يقولون: إنَّ الحُسين قد قُتِلَ بحق، وقد خرجَ على الإمام خروجًا لا ينبغي له أن يخرجه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول - كما يقولون - والحديث عند مسلم في الصحيح: (من جاءكم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ العصا فاقتلوه كائِنًا من كان) معنى الحديث.

قالوا: فقد قُتِلَ الحسين بحق.

وهم لا يُحبُّون الحسين ولا عليًّا ولا آل البيت, بل إنّهم يُظهرون السرور لمقتله رضي الله عنه, فهذا طَرَف.

وطَرَفٌ آخر يقولون: إنَّهُ كان إمامَ الوقت وكان مُتَوَلِّيًا، وكان هو الذي بيده أَزِمَّةُ الأمور, فإنَّه يعقد الرَّايات لأهل الجهاد, ويُولِّي من يُولِّي من العُمَّال, ولا يُصَلَّى إلا خلف من وَلَّاه - رضي الله عنه -.

وهذا خطأ؛ فإنَّ الحُسين لم يكن مُتَوَلِّيًا رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين فهذا طرف.

طَرَفٌ قد أفرطَ فيه جدًّا, وطَرَفٌ فرَّطَ في أمرهِ جدًّا, وأمَّا أهل السُّنَّة فإنهم يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه قد قُتِلَ شهيدًا مظلومًا, وإنَّهُ رضي الله عنه لمَّا أنْ حُوصِرَ ولمَّا أنْ جَدَّ الجِدُّ وانفضَّ عنه الناس - رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين - طَلَبَ من عُمَر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - وكان ابن زياد قد أرسله في جيشٍ لمقاتلة الحسين أو الإتيانِ به - فلمَّا جدَّ الجِدُّ قال الحسين: إمَّا أنْ تدعوني كي أرجعَ إلى المدينةِ من حيث خرجت, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى يزيد فأضعَ يدي في يده, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى ثَغْرٍ من ثُغُورِ المسلمينَ فَأُرَابِطَ هنالك مجاهدًا في سبيل الله.



وأَبَوا عليه إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم - ولم يكن ذلك واجبًا عليه -، وأَبَوا عليه إلا أنْ يضعَ يدَه في يد ابن زياد, وأن يصير أمرُه إليه؛ فأَبَى رضي الله تبارك وتعالى عنه, فقتلوه, فَقُتِلَ مظلومًا شهيدًا رضي الله عنه.

فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه ما كان مُوَفَّقًا في الخروج رضي الله عنه.

ولذلك كما يقول علماؤنا رحمة الله عليهم وكما قرروه بعد في كتبِ العقيدة من عدم الخروج على وُلَاةِ الأمرِ, وأنَّ ذلك يَجُرُّ من الشر ما يَجُرُّ, وصار ذلك مُدَوَّنًا في كتب العقيدة كما قال شيخ الإسلام في ((مِنهَاج السُّنَّة)) وفي غيره رحمة الله عليه.

فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ حُسينًا رضي الله عنه لمَّا جَدَّ الجِدُّ عَرَضَ عليهم ما عرض، وكان واجبًا عليهم أنْ يُنصفوه رضي الله عنه، فإمَّا أنْ يتركوه لكي يعودَ إلى المدينةِ, وإمَّا أنْ يَدَعُوه حتى يذهب إلى يزيد، وإمَّا أن يدعوه حتى يذهبَ فيُرابطَ في سبيل الله رب العالمين مجاهدًا - وقد أَنْصَفَهُم رضي الله عنه -, ولكن أَبَوا إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم, وأَبَى أنْ يُعطِيَ الدَّنِيَّةَ من أمرِهِ, وأنْ يأتيَ الأمرَ الذي فيه المَذَلَّة؛ فَتَأَبَّى عليهم فقتلوه, ومَنَعُوا عنه الماء والماءُ مَبذُول رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.

أهل السُّنَّة لا يأخذون بالخُرافات التي نُسِجَت في هذا الموضعِ وفي ذلك الأمرِ، فأهل السُّنَّة يعلمون مُوقِنِينَ أنَّ يزيدَ لم يَأمر بقتل الحسين رضي الله عنه, وأنَّه لمَّا حُمِلَ نَعيُهُ إليهِ استَعبَرَ بَاكِيًا وقال: لَعَنَ اللهُ ابنَ مَرْجَانَةَ - ويقصد بذلك ابنَ زياد، فاستَمْطَرَ عليه لَعَنَات الله ربِّ العالمين - وقال: قد كنت أرضى منهم بما دون ذلك - وهو: قتل الحسين، يعني: كنت أرضى منهم بما دون قَتلِهِ رضي الله تبارك وتعالى عنه -, فما أمر بقتله, ما أمر بقتل الحسين وما رَضِيَ به، وأمَّا الذي نُقِلَ بعد ذلك من تلك الأساطير فشيءٌ قد نَسَجَهُ أهلُ الكذبِ.

ومعلوم أنه لم تُسبَ هاشميةٌ قط، وأمَّا أهل الكذبِ فَيُرَوِّجُونَ في كتبهم أنَّ آل البيت من النساء قد سُبِينَ, وذلك لم يكن قط, ولم تُسبَ هاشميةٌ أبدًا، ولم يحدث من ذلك شيء, بل إنَّهُنَّ لمَّا حُمِلن فدخلن دارَ يزيد علا النُّوَاحُ هنالك في دارِهِ, وأُكْرِمنَ غايةَ الإكرام، وكلُّ الذي نُسج من ذلك إنَّما هو من الخُرافات من خُرافات الروافض.

والروافض لم يأتِ إلى آل البيت شيء يَضُرُّ إلا مِن قِبَلِهِم, وما أُصيبَ آل البيت إلا بسببهم.

وآل البيت هؤلاء الشيعة أسلَمُوهم مرةً ومرةً ومرة، هم الذين خَذَلُوا الحسنَ رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا حُسينًا رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه, وهم الذين رَفَضُوه وبها سُمُّوا (روافض).
هؤلاء الذين خذلوا حُسينًا رضي الله تبارك وتعالى عنه حتى قُتِلَ في اليوم العاشر من شهر الله الحرام الذي يُقال له المحرم سَنَةَ إحدى وستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بكربلاء, أسلموه بعدما استقدموه فاستفزوه حتى أخرجوه ثم انفضُّوا عنهُ فكانوا هباءً كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى، فصار إلى ما صار إليه رضي الله تبارك وتعالى عنه. هؤلاء الروافض يُحيُون النُّواح عليه.

منقول من خطبة للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله










قديم 2015-12-29, 17:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ighil ighil 18
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تبرروا جرائم الامويين بالصاقها بالشيعة
الامويون هم سبب انقسام المسلمين الى سنة و شيعة و خوارج
هم من الغوا الحكم بالشورى و جعلوه وراثيا










قديم 2015-12-29, 18:01   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ighil ighil 18 مشاهدة المشاركة
لا تبرروا جرائم الامويين بالصاقها بالشيعة
الامويون هم سبب انقسام المسلمين الى سنة و شيعة و خوارج
هم من الغوا الحكم بالشورى و جعلوه وراثيا
هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين









قديم 2015-12-29, 18:36   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ..
أم سمية ..
خطبة الشيخ رسلان ما إن أتيت على قراءتها الا وظهر لي بعض الغموض بمواطن فيها ...فأرجو أن تفيديني بما يرفع اللبس بارك الله فيك ..
أولا قوله ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oum soumaya مشاهدة المشاركة
والنَّاسُ في أمرِ الحسين طَرَفَان ووسط: فَطَرَفٌ هم النَّوَاصب مِنْ قَتَلَةِ الحُسين ومِنْ مُبْغِضِي آل البيت يقولون: إنَّ الحُسين قد قُتِلَ بحق، وقد خرجَ على الإمام خروجًا لا ينبغي له أن يخرجه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول - كما يقولون - والحديث عند مسلم في الصحيح: (من جاءكم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ العصا فاقتلوه كائِنًا من كان) معنى الحديث.
قالوا: فقد قُتِلَ الحسين بحق.وهم لا يُحبُّون الحسين ولا عليًّا ولا آل البيت, بل إنّهم يُظهرون السرور لمقتله رضي الله عنه, فهذا طَرَف.
وطَرَفٌ آخر يقولون: إنَّهُ كان إمامَ الوقت وكان مُتَوَلِّيًا، وكان هو الذي بيده أَزِمَّةُ الأمور, فإنَّه يعقد الرَّايات لأهل الجهاد, ويُولِّي من يُولِّي من العُمَّال, ولا يُصَلَّى إلا خلف من وَلَّاه - رضي الله عنه -.
وهذا خطأ؛ فإنَّ الحُسين لم يكن مُتَوَلِّيًا رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين فهذا طرف.
طَرَفٌ قد أفرطَ فيه جدًّا, وطَرَفٌ فرَّطَ في أمرهِ جدًّا, وأمَّا أهل السُّنَّة فإنهم يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه قد قُتِلَ شهيدًا مظلومًا,
الشيخ يقول أن الناس في مقتل الحسين رضي الله عنه طرفان ..ومن الطرفين النواصب من فرح بمقتله ..
من هم هؤلاء النواصب في ذلك الزمن ؟
هل يقصد مسلمي الكوفه ؟؟
ثم قوله ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oum soumaya مشاهدة المشاركة

، فأهل السُّنَّة يعلمون مُوقِنِينَ أنَّ يزيدَ لم يَأمر بقتل الحسين رضي الله عنه, وأنَّه لمَّا حُمِلَ نَعيُهُ إليهِ استَعبَرَ بَاكِيًا وقال: لَعَنَ اللهُ ابنَ مَرْجَانَةَ - ويقصد بذلك ابنَ زياد، فاستَمْطَرَ عليه لَعَنَات الله ربِّ العالمين - وقال: قد كنت أرضى منهم بما دون ذلك - وهو: قتل الحسين، يعني: كنت أرضى منهم بما دون قَتلِهِ
منقول من خطبة للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
صحيح أنه لم يأمر بقتله ولكن ...هل أمر بقتال الحسين ؟
شكرا ..









قديم 2015-12-29, 19:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

فتوى محررة لشيخِ الإسلامِ ابن تيمية في يَزِيد بن مُعاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
سئل شيخ الإسلام الإمام العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية رضي الله عنه:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في يزيد بن معاوية هل كان صحابيًّا؟ وما حكمُ مَنْ يعتقدُ أنه [كان] صحابيًا أو أنه كان نبيًّا؟ وهل في الصحابة مَنْ اسمه يزيد؟
فأجاب رضي الله عنه فقال:
الحمدُ لله رب العالمين. يزيدُ بن معاوية بن أبي سُفيان الذي تولَّى على المسلمين بعد أبيه معاوية بن أبي سفيان لم يكن من الصحابة، ولكن عمه يزيد بن أبي سفيان من الصحابة. فإن أبا سفيان بن حرب كان له عدّة أولاد: منهم يزيد بن أبي سفيان، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، ومنهم أمُّ حبيبة أمُّ المؤمنين، تزوَّجها رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وكانت قد آمنت قبل أبيها وأخويها، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ثم حَلَّتْ من زوجها، فخطبها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وزوَّجَها ابن عمها خالدُ بن سعيد . وأصدقَ النجاشيُّ صَداقَها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وزوجة أبي سفيان هندُ بنت عتبة بن ربيعة.
فلما كان عامُ فَتْحِ مكة أسلم أبو سفيان وامرأتُه وأولاده، وأسلم سائرُ رؤساء قريش مثل سُهَيْل بن عمرو، والحارث بن هشام أخي أبي جهل بن هشام، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عمّ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وغير هؤلاء، وأسلم أيضًا عِكْرِمَةُ بن أبي جهل، وصَفْوان بن أمية، وغيرُهما.
وهؤلاء كانوا سادات قريش وأكابرَهم بعد الذين قُتلوا منهم ببدْر، وكانوا قبل ذلك كُفَّارًا مُحاربين لله ورسوله، قد قاتلوه يوم أحُد ويوم الأحزاب، ثم لما فتح النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة مَنَّ عليهم وأطلقهم فسُمّوا الطلَقَاء.
وكان قد أخذ بعضادتَي البيت فقال : ماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نقولُ: أخٌ كريم وابنُ عم كريم، قال: إني قائل لكم ما قال يوسف لإخوته: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .
وكان إسلامُ أبي سفيان قبل دخول النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة بمرّ الظهران.
وهرب منه عكرمة ثم رجع فأسلم. وصفوان وغيره شهدوا حُنينًا وهم كُفّار، ثم أسلموا بعد ذلك.
وعامةُ هؤلاء الذين أسلموا عام الفتح حَسُنَ إسلامُهم، مثل سُهَيْل بن عمرو، ومثلُ عِكْرِمَة بن أبي جهل، ومثل يزيد بن أبي سفيان، ومثل الحارث بن هشام، ومثل أبي سفيان بن الحارث.
فإنّ هؤلاء صاروا من خيار المسلمين.
فلما توفي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واستُخْلِفَ أبو بكر وقام بجهاد المرتدِّين والكافرين أمَّر الأمراءَ لقتال النصارى بالشام وفَتْحِ الشام. فكان ممن أمَّره يزيدُ بن أبي سفيان أخو معاوية وعمُّ يزيد الذي تولّى الملك. وأمر خالدَ بن الوليد، وأمَّر عمرو بن العاص، وأمَّر شرحبيل بن حَسَنَة، وهؤلاء كلُّهم من الصحابة.
ومشى أبو بكر الصديق في ركاب يزيد بن أبي سفيان ووصاه بوصية معروفة عند العلماء ذكرها مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة وغيرهم، واعتمد عليها العلماء في الجهاد.
ففي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد أنّ أبا بكر الصدّيق بعث جيوشًا إلى الشام، فخرج معه يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع. فزعموا أنَّ يزيد قال لأبي بكر: إمَّا أن تركب وإما أن أنزل. فقال أبو بكر: ما أنت بنازل وما أنا براكب. إني أحتسب خُطاي هذه في سبيل الله.
ثم قال: إنك ستجد قوما حَبَّسوا أنفسهم لله، فَذَرْهُمْ وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له. وستجد قومًا فَحَصُوا عن أوساط
رؤوسهم، فاضربْ ما فحصوا عنه بالسيف. وإنِّي موصيك بعشرٍ : لا تقتلنّ امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرِمًا، ولا تَقطعنَّ شجرًا مثمرًا، ولا تخربنّ عامرًا، ولا تعقرنّ شاةً ولا بعيرًا إلاَّ لمأكلة، ولا تحرقنّ نخلاً ولا تُفَرِّقنه، ولا تَجْبُنْ ولا تغلُلْ. وذكر وصية أخرى.
ويزيد هذا الذي أمَّرهُ الصدّيقُ وكان من الصحابة هو عند المسلمين من خيار المسلمين، وهو رجلٌ صالح، وهو عند المسلمين خَيْر من أبيه أبي سفيان ومن أخيه معاوية.
فلما فتح المسلمون بلاد الشام في خلافة أبي بكر وعمر وتُوفي أبو بكر واستُخلِفَ عمر، كان أبو عبيدة بن الجراح ويزيدُ بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيلُ بن حَسَنَة نُوّابًا لعمر بن الخطاب على الشام.
وكان الشامُ أربعةَ أرباع:
الربعُ الواحد: ربعُ فلسطين، وهو بيتُ المقدس إلى نهر الأردُنّ الذي يقال له الشريعة.
والربعُ الثاني: ربع الأردُنّ وهو من الشريعة إلى نواحي عجْلون إلى أعمال دمشق.
والربع الثالث: دمشق.
والربع الرابع: حمص.
وكانت سِيْسُ وأرضُ الشمال من أعمال حمص.
ثم إنه في زمن معاوية أو يزيد جُعل الشام خمسة أجناد، وجُعلت قِنِّسْرين والعواصمُ أحدَ الأخماس.
وكان المسلمون قد فتحوا الشام جميعها إلى سيْس وغيرها، وفتحوا قبرص. كان معاويةُ قد فتحها في خلافة عثمان بن عفّان.
وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أخبر بغزوات البحر، وأخبر أمّ حَرَام بنت ملحان أنها تكون فيهم ، فكان كما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
فلما كان في أثناء خلافة عمر بن الخطاب مات في خلافته أبو عُبيدة بن الجرّاح، ومات أيضًا يزيد بن أبي سفيان.
ولما كان المسلمون يُقاتلون الكفّار، ويزيد بن أبي سفيان أحدُ الأمراء، كان أبوه أبو سفيان وأخوه معاوية يُقاتلان معه تحت رايته، وأُصيب يومئذ أبو سفيان، أُصيبتْ عينُه في القتال.
فلما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر، ولى عمر مكانه على أحد أرباع الشام أخاه معاوية بن أبي سفيان.
وبقي معاوية أميرًا على ذلك، وكان حليمًا كريمًا، إلى أن قُتِلَ عمر. ثم أقرّه عثمانُ على إمارته، وضم إليه سائرَ الشامِ، فصار نائبًا على الشام كُلّه.
وفي خلافة عثمان وُلد لمعاوية ولدٌ سمّاه يزيد باسم أخيه يزيد.
وهذا يزيد الذي وُلد في خلافة عثمان هو الذي تولّى الملك بعد أبيه معاوية، وهو الذي قُتِل الحسينُ في خلافته، وهو الذي جرى بينه وبين أهل الحرّة ما جرىَ. وليس هو من الصحابة، ولا من الخلفاء الراشدين المهديين، بل هو خليفةٌ من الخلفاء الذين تولَّوا بعد الخلفاء الراشدين، كأمثاله من خلفاء بني أمية وبني العباس.
وهؤلاء الخلفاء لم يكنْ فيهم مَنْ هو كافر، بل كلهم كانوا مسلمين، ولكن لهم حَسَنات وسَيئات، كما لأكثر المسلمين، وفيهم مَنْ هو خير وأحسنُ سيرةً من غيره، كما كان سليمانُ بن عبد الملك الذي وَلّى عمر بن عبد العزيز الخلافة من بني أمية، والمهديُّ والمُهْتَدي، وغيرُهما من خلفاء بني العباس، وفيهم مَنْ كان أعظم تأييدًا وسلطانًا، وأقهرَ لأعدائه من غيره، كما كان عبدُ الملك والمنصورُ.
وأما عمرُ بن عبد العزيز فهو أفضل من هؤلاء كلهم عند المسلمين، حتى كان غيرُ واحد من العلماء كسُفيان الثَّورِيّ وغيره يقولون: الخلفاءُ خمسة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعمرُ ابن عبد العزيز. وإذا قيل: "سيرة العمرين" فقد قال أحمد بن حنبل وغيرُه: العُمران عمرُ بن الخطاب وعمرُ بن عبد العزيز. وأنكر أحمد على من قال: العمران أبو بكر وعمر.
وكان عمر بن عبد العزيز قد أحيا السُنَّة، وأمات البدعة، ونشر العدل، وقَمَعَ الظَّلَمَة مِنْ أهل بيته وغيرهم، وردَّ المظالم التي كان الحجاجُ بن يوسف وغيرُه ظلموها للمسلمين، وقمع أهلَ البدع - كالذين كانوا يسبّون عليًّا، وكالخوارج الذي كانوا يكفّرون عليا
وعثمان ومَن والاهما، وكالقدرية مثل غيلان القَدَريّ وغيره، وكالشيعة الذين كانوا يثيرون الفتن- بعلمه ودينه وعدله.
وأما غيره من الخلفاء فلم يبلغوا في العلم والدين والعدل مبلغه، ولكن كانوا مسلمين باطنًا وظاهرًا، لم يكونوا معروفين بكفرٍ ولا نِفاقٍ ، وكان لهم حسناتُ كما لهم سيئات. وكثير منهم أو أكثرُهم له حسناتٌ يرحمُه الله بها، وتترجح على سيئاته، ومقاديرُ ذلك على التحقيق لا يعلمه إلاّ الله.
ويزيدُ هذا الذي ولي الملك هو أول مَن غزا القسطنطينية، غزاها في خلافة أبيه معاوية. وقد روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "أول جيشٍ يغزو القسطنطينية مغفورٌ له".
ومَن قال إنَّ يزيد هذا كان من الصحابة فهو كاذب مُفْتَرٍ ، يُعَرَّفُ أنه لم يكن من الصحابة، فإن أصرَّ على ذلك عوقب عقوبةً تردعُه.
وأما من قال إنه كان من الأنبياء فإنه كافر مرتدٌّ يُستتاب، فإن تابَ وإلا قُتل.
ومَن جعله من الخلفاء الراشدين المهديين فهو أيضًا ضالٌّ مُبْتَدِعٌ كاذب.
ومَن قال أيضًا إنه كان كافرًا، أو إنَ أباه معاوية كان كافرًا،
وإنه قتل الحسينَ تشفّيًا وأخذًا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضًا كاذبٌ مفترٍ ، ومَن قال إنه تمثل لما أُتي برأس الحسين:
لمّا بدتْ تلك الحمولُ وأَشْرَفَتْ ... تلكَ الرؤوسُ على رُبى جَيْرونِ
نَعَقَ الغُرابُ فقلتُ نُحْ أو لا تَنُح ... فَلَقَدْ قضيْتُ مِنَ النَّبيّ دُيوني
أو "من الحسين ديوني".
والديوان الشعري الذي يُعزى إليه عامته كذب، وأعداءُ الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد :
ليْتَ أَشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا … جَزَعَ الخزْرجَ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ
قَدْ قَتَلْنا الكَبْشَ مِنْ أَقْرَانِهم … وَعَدلْناهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
وأنه تمثل بهذا ليالي الحرّة فهذا كذب.
وهذا الشعر لعبد الله بن الزّبَعْرَى أنشده عام أُحُدٍ لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرًا ثم أسلم بعد ذلك وحَسُن إسلامُه، وقال أبياتًا يذكر فيها إسلامه وتوبته.
فلا يجوز أن يُغْلَى لا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز أن يتكلم في أحدٍ إلا بعلم وعدل.
ومن قال: إنه إمام ابنُ إمام، فإن أراد بذلك أنه تولّى الخلافة كما تولاها سائر خلفاء بني أمية والعباس فهذا صحيح، لكن ليس في ذلك ما يوجب مدحَه وتعظيمَه، والثناء عليه وتقديمه، فليس كلُّ مَن تولّى أنه كان من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، فمجرّدُ الولاية على الناس لا يُمدحُ بها الإنسانُ ولا يستحقُّ على ذلك الثواب، وإنما يُمدحُ ويثابُ على ما يفعلُه من العدل والصدق، والأمرِ بالمعروف والنهْي عن المنكر، والجهاد وإقامة الحدودِ، كما يُذمُّ ويُعاقَبُ على ما يفعلُه من الظلم والكذب والأمرِ بالمنكر والنهْي عن المعروف وتعطيلِ الحدودِ، وتضييع الحقَوق، وتعطيلِ الجهاد.
وقد سُئل أحمد بن حنبل، عن يزيد أيُكتب عنه الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل الحرَّة ما فعل؟
وقال له ابنه: إنَّ قومًا يقولون إنا نحب يزيد. فقال: هل يحبّ يزيد أحد فيه خير؟ فقال له: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتَ أباكَ يلعنُ أحدًا؟
ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري" ، ولا طِيْفَ برأسه
في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين، بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهلُ العلم والنُّصْحِ بأن لا يقبلَ منهم، فأرسل ابنَ عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرُهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكر مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
وكان بالعراق طائفتان: طائفة من النواصب تُبغِضُ عليًّا وتشتمه، وكان منهم الحجاج بن يوسف، وطائفة من الشيعة تُظهِر موالاة أهل البيت منهم المختارُ بن أبي عبيد الثقفي. وقد ثبتَ في "صحيح مسلم" عن أسماء، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "سيكون في ثقيف كذّابٌ ومُبير" فكان الكذّاب هو المختارُ بن أبي عبيد الثقفي، والمبير هو الحجاجُ بن يوسف الثقفي.
وكان المختارُ أظهرَ أولاً التشيّعَ والانتصارَ للحسين، حتى قَتل الأمير الذي أمَرَ بقتل الحسين وأحضر رأسه إليه، ونكتَ بالقضيب على ثناياه: عُبيد الله بن زياد.
ثم أظهر أنه يوحى إليه، وأنّ جبريل يأتيه، حتى بعث ابنُ الزبير إليه أخاه مُصعبًا فقتله، وقتل خَلْقًا من أصحابه. ثم جاء عبد الملك ابن مروان فقتل مصعب بن الزبير. فصار النواصبُ والروافض في يوم عاشوراءَ حزبيْن، هؤلاء يتخذونه يوم مأتم ونَدْبٍ ونياحة،
وهؤلاء يتخذونه يوم عيدٍ وفرح وسرور. وكلّ ذلك بدعة وضلالة.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية".
وروى الإمام أحمد عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّه قال: "ما من مسلمِ يُصابُ بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدُمَتْ فيُحْدِثُ لها استرجاعًا إلاًّ أعطاه من الأجر مثل أجره يوم أُصيب بها".
فدلّ هذا الحديث الذي رواه الحسين على أنّ المصيبة إذا ذُكِرتْ وإن قَدُم عهدُها فالسنّة أن يُسترجع فيها، وإذا كانت السنة الاسترجاع عند حدوث العهد بها فمع تقدّم العهد أولى وأحرى.
وقد قُتل غيرُ واحدٍ من الأنبياء والصحابة والصالحين مظلومًا شهيدًا، وليس في دين المسلمين أن يجعلوا يوم قتل أحدهم مأتمًا، وكذلك اتخاذُه عيدًا بدعة. وكلُّ ما يُروى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في يوم عاشوراء غير صومه فهو كذب ، مثل ما يُروى في الاغتسال يوم عاشوراء، والاكتحال، وصلاة يوم عاشوراء، ومثل ما يُروى: "مَن وسّع على أهله يوم عاشوراء وَسّع الله عليه سائر سنته" . قال أحمد بن حنبل: لا أصلَ لهذا الحديث. وكذلك طبخ طعام جديد فيه الحبوبُ أو غيرُها، أو ادّخارُ لحم الأضحية حتى يُطبخ به يوم عاشوراء.
كلُّ هذا من بدع النواصب، كما أن الأول من بدع الروافض.
وأهلُ السنّة في الإسلام كأهل الإسلام في الأديان، يتولّون أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأهل بيته ويعرفون حقوق الصحابة وحقوق القرابة كما أمر الله بذلك ورسولُه، فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد ثبت عنه في الصحاح من غير وجهٍ أنه قال: "خيرُ القرون القرنُ الذي بُعِثتُ فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
وثبت عنه في الصحيحين أنه قال: "لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدُكم مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه".
وثبت عنه في "صحيح" مسلم عن زيد بن أرقم أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب الناسَ بغدير يُدعى خُما بين مكة والمدينة، وذلك منصرفَه
ن حجّةِ الوداع. فقال: "يا أيها الناس! إني تاركٌ فيكم الثقَلَيْن أحدهما كتاب الله". فذكر كتاب الله وحضّ عليه، ثم قال: "وأهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بَيتي، أُذكّركُم الله في أهل بيتي". قيل لزيد بن أرقم: مَنْ أهلُ بيته؟ قال: الذين حُرِموا الصدقة: آل عليّ، وآل العبّاس، وآل جعفر، وآل عقيل. قيل له: كلُّ هؤلاء من أهل بيته؟ قال: نعم.
وهذه أمور مبسوطة في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أنّ يزيد بن معاوية الذي تولّى على المسلمين بعد أبيه لم يكن من الصحابة، بل وُلد في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ولكن عمّه يزيد بن أبي سفيان من الصحابة، وهو من خيار طبقته من الصحابة، لا يُعرف له في الإسلام ما يُذَمُّ عليه، بل هو عند المسلمين خير من أبيه أبي سفيان، ومن أخيه معاوية. ولما مات يزيد بن أبي سفيان ولّى عمرُ أخاه معاوية مكانه، ثم بَقي متوليًّا خلافة عمر وعثمان، ثم لما قُتل عثمان وقعت الفتنةُ المشهورةُ.
وكان عليٌّ ومَنْ معه أولى بالحقّ مِنْ معاوية ومَنْ معه. كما ثبت في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "تَمرقُ مارقةٌ على حينِ فُرْقَةٍ من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين". فمرقت الخوارج لما حصلت الفُرْقة، فقتلهم عليٌّ وأصحابه. فدلَّ على أنهم كانوا أولى بالحق من معاوية وأصحابه.
ثم لما قُتل عليّ وصالَحَ الحسنُ معاوية، وسلّم إليه الخلافة كان هذا من فضائل الحسن التي ظهر بها ما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي بكرة قال: سمعتُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقولُ للحسن: "إن ابني هذا سيّد، وسيُصْلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".
ومات الحسن في أثناء مُلْكِ معاوية.
ثم لما مات معاويةُ تولّى ابنُه يزيد هذا، وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال: "سيكون نبوّة ورحمة، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك عضوض" .
فكانت نبوّةُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبوّة ورحمة، وكانت خلافةُ الخلفاء الراشدين خلافةَ نبوّةٍ ورحمة، وكانت إمارةُ معاوية مُلكًا ورحمة، وبعده وقع مُلكٌ عَضُوض.
وكان عليّ بن أبي طالب لما رجع من صِفّين يقول: لا تسبّوا معاوية، فلو قد مات معاوية لرأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها.
وكان كما ذكره أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد روى مسلم في "صحيحه" عن أبي موسى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "النجومُ أمَنَة لأهل السماء، فإذا ذهبت النجومُ أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَة لأصحابي، فإذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يُوعدون، وأصحابي أمَنَة لأمتي فإذا ذهبتْ أصحابي أتى أمتي ما يوعَدون".
وكان كما أخبر النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . فإنّه لمّا توفي ارتدّ كثير من الناس، بل أكثر أهل البوادي ارتدّوا، وثبتَ على الإسلام أهلُ المدينة ومكة والطائف، وهي أمصار الحجاز التي كان لكل مصر طاغوت يعبدونه من الطواغيت الثلاثة المذكورة في قوله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) .
فكانت اللاّت لأهل الطائف، والعُزى لأهل مكة، ومَنَاةُ لأهل المدينة، حتى أذهب اللهُ ذلك وغيرَه من الشرك برسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فلما ارتدّ مَن ارتدّ عن الإسلام وقَعَ في أكثر المسلمين خوف وضَعْف، فأتاهم ما يُوعَدون، فأقام الله أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه وجعل فيه من الإيمان واليقين، والقوّةِ والتأييد، والعلمِ والشجاعة، ما ثبَّتَ الله به الإسلامَ، وقمع به المرتدّين، حتى عادوا كلهم إلى الإسلام، وقتل اللهُ مُسَيْلِمةَ الكذّاب المتنبي المدّعي للنبوة، وأقر جاحدو الزكاة بها.
ثم شرع في قتال فارس والروم: المجوس والنصارى، ففتح
الله بعضَ الفتوح في خلافته.
ثم انتشرت الفتوحُ والمغازي في خلافة عمر بن الخطاب، ففي خلافته فُتحت الشام كلها، ومصر، والعراق، وبعض خراسان.
ثم فُتحت بعض المغرب وتمام خراسان وقبرص وغيرُها في خلافة عثمان.
ثم لما قُتل كان المسلمون مشتغلين بالفتنة، فلم يتفرغوا لقتال الكفّار وفتح بلادهم، بل استطال بعضُ الكفّار عليهم حتى احتاجوا إلى مداراتهم، وبذلوا لبعضهم مالاً. ولما اجتمعوا فتحوا في خلافة معاوية ما كان قد بقي مِن أرض الشام وغيرها. وكان معاوية أوّلَ الملوك. وكانت [ولايتُه] ولايةَ ملكٍ ورحمةٍ .
فلما ذهبت إمارة معاوية كثرت الفتن بين الأمة، ومات سنة ستين، وكان قد مات قبله عائشةُ والحسنُ وسعدُ بن أبي وقّاص وأبو هُريرة وزيدُ بن ثابت وغيرُهم من أعيان الصحابة، ثم بعده مات ابنُ عمر وابنُ عباس وأبو سعيد وغيرُهم من علماء الصحابة.
فحَدَثَ بعد الصحابة من البدع والفتنِ ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وكان المسلمون لمَّا كانوا مجتمعين في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يكن لأهلِ البدع والفجورِ ظهور، فلما قُتلَ عثمان وتفرّق الناسُ ظهرَ أهلُ البدع والفَجور، وحينئذ ظهرتِ الخوارجُ، فكفَّروا عليَّ بن أبي طالب وعَثمانَ بن عفان ومن والاهما حتى قاتلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب طاعةً لله ورسوله وجهادًا في سبيله.
واتّفق الصحابةُ على قتالهم، لم يختلفوا في ذلك كما اختلفوا في الجَمَلِ وصِفّين. وقد صحّ الحديثُ فيهم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما قال الإمام أحمد بن حنبل من عشرة أوجه. وقد رواها مسلم في صحيحه، وروى البخاري حديثهم من غير وجهٍ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وحدثَتْ أيضًا الشيعةُ، منهم مَنْ يفضل عليًّا على أبي بكر وعمر، ومنهم من يعتقد أنّه كان إمامًا معصومًا نصّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على خلافته، وأنّ الخلفاء والمسلمين ظلموه، وغاليتُهم يعتقدون أنّه إله أو نبيّ، والغاليةُ كفّار باتفاق المسلمين، فمن اعتقد في نبيٍّ من الأنبياء كالمسيح أنه إله، أو في أحدٍ من الصحابة كعليّ بن أبي طالب، أو في أحدٍ من المشايخ كالشيخ عَدِيّ أنّه إله، أو جعل فيه شيئًا من خصائص الإلهية فإنه كافرٌ يستتاب، فإن تاب وإلاّ قُتِل.
وقد عاقب عليّ بن أبي طالب طوائف الشيعة الثلاثة فإنه حرق الغالية الذين اعتقدوا إلهيّته بالنار، وطَلَبَ قَتْلَ ابن سبإٍ لما بلغه أنّه يسبّ أبا بكر وعمر فهربَ منه. وروي عنه أنه قال: لا أُؤتَى بأحدٍ يُفضّلني على أبي بكر وعمر إلا جلدتُه حدَّ المفتري . وقد تواتر عنه أنه قال: خيرُ هذه الأمَّة بعد نبيّها أبو بكر ثم عمر . ولهذا كان أصحابه الشيعة متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر عليه.
ثم في أواخر عصر الصحابة حدثت المرجئة والقدريَّة، ثم في أواخر عصر التابعين حدثت الجهميَّة، فإنما ظهرت البدع والفتن لما خفيت آثار الصحابة. فإنهم خير قرون هذه الأمة وأفضلها، رضي الله عنهم وأرضاهم.
والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا.



جامع المسائل (5/139)










قديم 2015-12-29, 19:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ في قلوب أهل السنة والحديث

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي وسع كل شيءٍ رحمةً وعلماً، ورفع بعض خلقه على بعض منةً منه وفضلاً، وإكراماً وإعزازاً، وله الحجة البالغة، والحِكَم الباهرة فيما اختار، ومن اصطفى، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن لا إله إلا هو، الملك الكريم، الحكيم الخبير، السميع العليم، الرقيب الحفيظ.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي خُتمت به الأنبياء والمرسلون، وفَتح به ربه قلوباً غلفاً، وعيوناً عمياً، وآذاناً صماً، فﷺ وبارك، وعلى أزواجه وذريته وباقي آل بيته، وعلى أصحابه السادة الغُرر، الأئمة الكُبَر، البررة الأنجاب، السابقين إلى تصديقه ونصرته، والناقلين لسننه وأحكامه، وأقواله وأفعاله وأحواله، والباذلين أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لنشر دينه، وهداية الناس إليه، حتى كان جميعه راجعاً إلى نقلهم وتعليمهم، ومتلقى من جهتهم، فلهم مثل أجور كل من اهتدى بشيء منه على مر الأزمان، واختلاف البلدان، وتنوع الأجناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

أما بعد فيا أيها الناس:

إن جرأة الشيعة الرافضة والزيدية والخوارج على الصحابة بالقدح والطعن والتنفير والتشويه ليست بغريبة منهم، ولا جديدة على أهل السنة، وكتب أهل السنة والحديث من مختلف الأقطار وتعاقب الأزمان في الرد عليهم متكاثرة، ولا تزال في ازدياد، ومشهورة متداولة قريبة المنال، وذلك نصرة لله ولدينه ولرسوله وللمؤمنين.
وكذلك بغض أهل السنة لهم بسبب ما هم عليه من الباطل في جانب الصحابة وغيره، معروف ومستقر في النفوس، ولا تزال الأجيال تتوارثها، وتتقرب إلى الله بها، إلا من جهل عقيدتهم، أو لبَّس عليه دعاة البدع دينه، أو كان في قلبه شيء من دغش وهوى لا ترويه نصوص الوحي المنزل، وإنما العجب والغريب أمران:
أولهما: أن يتجرأ بعض الكتاب والمؤلفين والمتصدرين للناس في الفضائات ممن يعدون أنفسهم دعاة ومصلحين وموجهين للأمة إلى الطعن والقدح في بعض الصحابة الأخيار، لا سيما الأمير المبجل الموقر، والملك الصالح العادل، والمجاهد النبيل: معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه، وعن أبيه ـ.
وثانيهما: أن يخرج أقوام فيبجلون هذا الطاعن ويلقبونه بألقاب شريفةٍ أو يلتمسون له المعاذير والمخارج، ويبقى عندهم موقراً مبجلاً، مُكْرماً مقدماً، لا تتأثر مكانته، ولا تنزل رتبته.

أيها الناس:

إن القدح والعيب في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ جريمة منكرة، وسيئة شنيعة، وقبيحة شديدة.
ومن قدحه أو عابه أو أطلق قلمه أو لسانه فيه فقد خالف القرآن العظيم، وعارض السنة النبوية، واهتدى بغير هداهما، وكان منحرفاً إلى هواه.
وذلك لأن كل نص فيهما قد جاء فيه فضل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، ووجوب محبتهم، ولزوم توقيرهم واحترامهم وتبجيلهم، وحرمة سبهم والطعن فيهم، فمعاوية ـ رضي الله عنه ـ داخل فيه، وهو من أهله، لأنه من الصحابة، بل هو صحابي ابن صحابي وأخ لصحابة، بل أخ لأم المؤمنين زوج رسول الله أم حبيبة – رضي الله عن الجميع -.
وقد قيل للإمام عبد الله بن المبارك ـ رحمه الله ـ:
أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لتراب في منخري معاوية مع رسول الله ﷺ خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز.اهـ
وقيل للإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ:
أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله ﷺ أحداً، قال النبي ﷺ: (( خير الناس القرن الذي بعثت فيهم )).اهـ

وقيل للمعافى بن عمران ـ رحمه الله ـ:
أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فغضب على السائل وقال له: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين، معاوية صاحبه ـ يعني: صاحب النبي ﷺ ـ وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله.اهـ
أيها الناس:

إن مناقب هذا الأمير المبجل، والصحابي الموقر، ملك أهل الإسلام، كثيرة مشهورة، ظاهرة غير خفية، وحسنٌ إمتاع قلوب أهل السنة، وتشنيف أسماعهم، وتنوير عقولهم بشيء منها.
فمن هذه المناقب:

أنه كان من أصحاب رسول الله ﷺ الذين آمنوا به وصدقوه، ونصروه وآزروه، وجاهدوا معه بأموالهم وأنفسهم لإقامة ونشر دين الله الإسلام، وتلقوا العلم على يديه، ولا ريب أن شرف الصحبة لرسول الله ﷺ لا يعدله شرف.

ومن هذه المناقب:

أنه كان كاتباً لرسول الله ﷺ، يكتب عنه الوحي الذي أُنزل عليه هداية ورحمة للخلق أجمعين.
ومن المؤكد عند جميع أهل السنة والحديث أن رسول الله ﷺ لا يختار لكتابة الوحي عنه إلا من كان عنده أميناً عدلاً مرضياً.

ومن هذه المناقب:

أنه من الخلفاء الذين لا زال الإسلام في زمن حكمهم ودولتهم عزيزاً ظاهراًعلى الأديان كلها، فقد قال النبي ﷺ: (( لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ )) رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
ومعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – أحد هؤلاء الخلفاء المُشار إليهم في هذا الحديث.

ومن هذه المناقب:

دخوله في قول النبي ﷺ: (( أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا )) رواه البخاري.
قال العلماء: ومعنى (( قد أوجبوا )) أي: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة بذلك.اهـ
وأول ما ركب المسلمون البحر غزاة في سبيل الله مع معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ، فقد كان أمير هذا الجيش المجاهد وقائده، وذلك في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ.
فهنيئاً له هذا الوعد الجميل من رسول الله ﷺ، وهنيئاً له هذه البشارة العظيمة الطيبة.

ومن هذه المناقب:

تولية ثلاثة من الخلفاء الراشدين المهديين – رضي الله عنهم – له إبان خلافتهم وحكمهم.
حيث ولاه أبو بكر على بعض المدد الذي أرسله إلى بلاد الشام ناشراً للإسلام، ومجاهداً في سبيل الرحمن، ثم ولاه عمر على بعض أقاليم الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان، ثم ولاه عثمان أميراً على بلاد الشام كلها.
وهذا يدل على رضاهم به، وأنه ذو مكانة طيبة عندهم، وأهل وكفؤ أن يُولى.

ومن هذه المناقب:

اتساع رقعة الإسلام، وتوسع حدود المسلمين في عهده – رضي الله عنه -، حتى وصلت إلى حدود القسطنطينية، وإلى شمال أفريقية، وإلى حدود روسياً.
ويا لله كم ترتب على كثرة الفتوح لأمصار الناس وبلدانهم في عهده – رضي الله عنه – من إسلام الألوف، ومئات الألوف، بل الملايين.
فهنيئاً له ما سيأتيه من الأجور الكثيرة، والثواب العظيم، بسب إسلام هؤلاء، وقد قال النبي ﷺ: (( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا )) رواه مسلم.

وقال ﷺ لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حين أرسله مجاهداً وداعياً: (( عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) رواه البخاري.

أيها الناس:

إن سبب الكلام عن هذا الصحابي الجليل، والمجاهد النبيل، والأمير الكبير، والحاكم العادل، والفقيه الصالح، ثلاثة أمور:
أولهما: ما عليه الشيعة الرافضة والزيدية المخذولة من تشويه لصورته الطيبة، ونسف لتاريخه المشرق المضيء، وهدم لأعماله الجليلة البارزة في الأقطار، عبر كتب ومؤلفات ملاليهم ودعاتهم ومرشديهم، ووسائل إعلامهم المقروءة والمسموعة والمرئية، فمناسب أن يُدَافع عنه، وتُحيى فضائله، ويُذَكَّر أهل السنة بشيء من مناقبه.
وثانيهما: تجرأ بعض الدعاة الناسبين أنفسهم إلى أهل السنة، وليسوا من أهل السنة حقيقة، بل من أهل البدع والأهواء المتعاضدين مع الشيعة الروافض، والذين تصدروا لتوجيه الناس في بعض الفضائيات إلى الطعن والقدح في هذا الصحابي – رضي الله عنه -، والتشويه والتشويش على سيرته العطرة.
وثالثهما: أن هذا الصحابي ـ رضي الله عنه ـ بوابة الصحابة الباقين، فمن تجرأ عليه بعيب أو قدح أو تشويش وتشويه انطلق إلى غيره من الصحابة، فالدفاع عنه ونصرته – رضي الله عنه – غلق وسد للتوسع في جانب الصحابة بالقبيح أو تخفيف لشروره وأضراره على الناس.
وقد قال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ـ رحمه الله ـ:
معاوية سترٌ لأصحاب محمد ﷺ فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه.اهـ

وقال الفضل بن زياد – رحمه الله -:
سمعت أبا عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وقد سئل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له: رافضي؟.
فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ إلا وله داخلة سوء، قال رسول الله ﷺ: (( خير الناس قرني )).اهـ

وقال إبراهيم بن ميسرة – رحمه الله -:
ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطاً.اهـ
وسئل الإمام مالك بن أنس – رحمه الله – عمن يشتم معاوية – رضي الله عنه – وغيره من الصحابة بالمشاتمات المعروفة بين الناس؟.
فقال: إن شتمهم مشاتمة الناس نُكِّل نكالاً شديداً.اهـ
وسئل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – عن الذي يشتم معاوية أيصلى خلفه؟.
فقال: لا يصلى خلفه، ولا كرامة.اهـ

فإنا لله وإنا إليه راجعون، هو حسبنا وحسب أصحاب نبيه ﷺ، وناصرهم ورافع ذكرهم في العالمين، والمخذول المهزوم الذي أردى بنفسه، وأزراها بين الناس، وأساء إليها في الدنيا والآخرة، هو من تعرض لجانبهم الكريم أو جناب أحد منهم، ودخلت في قلبه داخلة سوء عليهم أو على أحدهم.
وأما أهل السنة والحديث – طيب الله ذكرهم – فلن يستعملوا مع الصحابة – رضي الله عنهم – ولا جنابهم الكريم الشريف إلا الأدب الذي أدبهم الله به، ودعاهم إليه، ورغبهم في أن يكونوا من أهله بعد ذكره وثنائه على الصحابة الأخيار في سور الحشر، فقال سبحانه: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.

بارك الله لي ولكم فيما سمعتم، وجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأحسنه الموافق للقرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح، ومنه حب معاوية – رضي الله عنه – وجميع الصحابة، والثناء عليهم، ونصرتهم والدفاع عنهم، وبغض معاديهم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله معز أوليائه، ومحب أهل طاعته، ومخزي شانئيهم ومن قلاهم، والصلاة والسلام على نبيه المؤيد بالبراهين والمعجزات، وعلى آل بيته، وعلى الصحابة الكرام المكرمين المرضيين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء والمصير.

أما بعد أيها الناس:

فإن من أعظم خصال التقوى، وأجل صفات أهل الإيمان، وأحسن خلال المسلم، ودلائل جميل الديانة، وشواهد صلاح الباطن، وعلامات وفور العقل وصحته، هو حب جميع أصحاب رسول الله ﷺ، وسلامة القلوب والألسن جهتهم، وذكرهم بين الناس بالجميل، وإعزازهم وإجلالهم وتوقيرهم.
وعلى هذه العقيدة الطيبة الزاكية سار أهل السنة والحديث على مر الأزمان، وتباين الأقطار، واختلاف الأجناس والألوان واللغات، وسيستمرون عليها إلى قيام الساعة.
ومن قرأ القرآن المجيد فلن يجد إلا هذه العقيدة، ومن نظر أقوال رسول الله ﷺ الثابتة عنه زادته إيماناً وتمسكاً بهذه العقيدة، ومن وقف على أقوال أجلة أهل بيت رسول الله ﷺ الصحيحة إليهم وجد أنهم لا يخرجون عن هذه العقيدة الطيبة المباركة، ومن قلب دواوين السنة المطولة والمختصرة زادته ثباتاً إلى ثبات على هذه العقيدة، وهذا الموقف من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ.

أيها الناس:

إن من المسائل التي قررها السلف الصالح أهل السنة والحديث وذكروها في كتب الاعتقاد والسنة على اختلاف عصورهم وبلدانهم ولغاتهم، هذه الثلاث مسائل:

المسألة الأولى:

الذم والقدح والتحذير والبغض والكراهية لكل من يذكر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أو أحداً منهم بسوء وعيب وقدح وطعن، وأنه مبتدع.
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ:
من انتقص واحداً من أصحاب رسول الله ﷺ أو أبغضه لحدث كان منه، أو ذكر مساويه كان مبتدعاً، حتى يترحم عليهم جميعاً، ويكون قلبه لهم سليماً.اهـ
وقال الإمام أبو زرعة الرازي ـ رحمه الله ـ:
إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول ﷺ عندنا حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله ﷺ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.اهـ

المسألة الثانية:

السكوت عما شجر بين الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من الخلاف بعد مقتل عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ حتى لا تنجر الألسن أو القلوب إلى ذم أو بغض أحد منهم فتضل وتهلك.
ولأن أكثر ما يروى من الأقاويل والقصص في ذلك كذب، ومنه ما زيد فيه أو نُقص حتى تغير عن معناه الصحيح، والصحيح منه قليل، وهم فيه إما مجتهدون مصيبون أو مجتهدون مخطئون، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم.

المسألة الثالثة:

وجوب لزوم ما كان عليه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في سائر أبواب الدين في باب العقيدة، وفي باب العبادات، وفي باب المعاملات، وفي الفعل والترك، وفي العمل بالسنن واجتناب البدع، وفي فهم نصوص القرآن والسنة.
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ في مطلع رسالته المشهورة في “السُّنِّة”:
أصول السنة عندنا – يعني: عند أهل السنة والحديث – التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة.اهـ
فاللهم اجعلنا من المتبعين لنبييك ﷺ، والمتمسكين بسنته وهديه، والسائرين على طريقه.
اللهم اجعلنا ممن يحب صحابة نبيك ﷺ حباً كثيراً، وممن يتولاهم وينصرهم، ويجلهم ويوقرهم، ويترضى عنهم، ويعرف لهم سابقتهم وفضلهم، ويستغفر لهم، ويسير على طريقهم، ويقتدي بهم.
اللهم ارفع الضر عن المتضرين من المسلمين، وارفع عنهم القتل والاقتتال، وأزل ما بهم من خوف وجوع، وأعذهم من الفتن ما ظهر منها ومابطن، ووفق ولاة أمورهم للقضاء على الشرك والبدع والمعاصي، وإقامة الدين والعدل.
اللهم صل على عبدك ورسولك الكريم الموقر المبجل محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي العدناني، وعلى أزواجه وذريته، وجميع قرابته، وسائر أصحابه، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، وسلم تسليماً كثيراً.


خطبة ألقاها:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد الحسيني الهاشمي القرشي.










قديم 2015-12-29, 20:01   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

مقتل الحسين رضي الله عنه (1) / خطبة جمعة لفضيلة الشيخ أزهر سنيقرة -وفقه الله- ليوم: 14/محرم/1436
تفريغ الخطبة:

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله،
﴿يَا أَيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الذِّي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًا وَاتَّقُوا اللهَ الذِّي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم ْرَقِيبًا﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِع اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
أمّا بعد، فإنّ أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة،
أيّها المسلمون، لقد مرّت على الأمّة الإسلاميّة قبل أيّام مناسبة عظيمة هي موسم من مواسم الخير، أمر النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بصيامه ورغّب فيه، وقد سأل عنه النبيّ عليه الصلاة والسلام اليهود لمّا رأوهم يصومونه ويعظّمونه، فقالوا: إنّه اليوم الذّي نصر الله عزّ وجلّ فيه موسى على فرعون، فقال صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: «نحن أولى بموسى منهم» فأمر بصيامه، وقال: «لئن عشت إلى قابلٍ لأصومَنّ التاسع والعاشر»، يصوم التاسع إمعانا في مخالفة اليهود، وهذا أصل من الأصول في هديه الكريم وسنّته المطهّرة،
مثلُ هذه المناسبة التّي يتجلّى فيها الولاء لأهل الإيمان ولأولياء الرّحمن: "نحن أحقّ بموسى منهم"؛ نقولها لليهود، "ونحن أحقّ بعيسى منهم"؛ نقولها للنّصارى، "ونحن أولى بآل البيت منهم"؛ نقولها للشّيعة الرافضة الذّين جعلوا من هذه المناسبة مناسبةً للشرّ والفساد والإفساد، وإظهار ما عليه القوم من مخالفتهم للسنن وإمعانهم في المحدثات والبدع بكلّ أنواعها وأشكالها، من أعظمها: الشرك بالله تبارك وتعالى؛ مِنْ جَعْل قبر الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه مسجدا يُقصد وبيتا يُطافُ عندها ويُتمسّحُ بجدرانها، ليس هذا فحسب، يفعلون في هذا اليوم من المنكرات والقبائح ما يندى له الجبين، منكراتٌ تشوِّه دين الإسلام، وهو بريء من جميع شرورهم؛ من عقائدهم وشعائرهم وعباداتهم التّي خالفوا فيها الهدي المنير وتمسّكوا بالضّلال المبين، قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
مناسبةٌ واحدة، يوم من أيّام الله، تعظيمُ أهل الحقّ وأهل السنّة له: باتّباع هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام، رغّب في صيامه فصاموه تقرّبا إلى ربّهم جلّ وعلا، بيّن لهم فضله قال: أحسب على الله أن يغفر ذنوب سنةٍ ماضية، فصاموه رغبةً فيما عند الله، امتثلوا أمر الله تبارك وتعالى إيمانا واحتسابا،
غيرهم ممّن يدّعي أنّه من أهل الإسلام والإسلام منه براء، والله الذّي رفع السماء بغير عمد إنّهم على دين غير الدّين الذّي جاء به نبيّنا عليه الصلاة والسلام، فلا تقولوا عن الشيعة أنّها فرقة من الفرق أو طائفة من الطوائف بل هي دين على خلاف دين الإسلام، وخذ في هذا في أيّ عبادة من العبادات، وفي كلّ شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة المباركة، يومٌ يأمر فيه النبيّ عليه الصلاة والسلام بصيامه هو عند جمهور الشيعة يومُ صيام النّواصب، لا يتقربّون إلى الله بصيامه ولا يعتقدون فضلا في صيامه، بل يعتقدون الفضل في تلك الشعائر البدعيّة، وتلك المنكرات والقبائح التّي تُقام في حُسَينِيّاتهم قبّحهم الله جلّ وعلا، إذ ينسبون مثل هذا الشرّ والفجور والضّلال إلى سيّد من سادات أصحاب رسول الله، بل إلى سيّد من سادات آل بيته الطاهرين المطهَّرين، فكما قال ربّنا جلّ في علاه في هذه الآية الكريمة تقريرا لأصل من الأصول العظيمة أنّهما لا يستويان، لا يستوي المسلم ولا المجرم، لا يستوي من استقام على أمر الله جلّ وعلا ومن أمعن في مخالفة أمره والإعراض عن هدي نبيّه، وقال ربّ العزّة والجلال: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الذِّينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ كَالمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالفُجَّارِ﴾، إنّها والله ناطقةٌ في حقّهم، أفيُسوِّي ربّنا جلّ وعلا وهو الحكَم العدل ويجعل الذّين آمنوا وعملوا الصالحات وهم بحقٍّ أهل الإسلام، كأولئك الذّين عملهم فساد وإفساد كَالمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالفُجَّارِ أعاذنا الله جلّ وعلا من شرّهم وضلالهم،
هي مناسبة عندهم يعتقدون فيها مثل هذه الاعتقادات، هي مناسبة أليمة بالنسبة لنا كذلك فيما حصل فيها لريحانة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم؛ للحسين بن عليّ بن بنت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، الذّي نحبّه ونحبّ أباه وأمّه ونتقرّب إلى الله جلّ وعلا بحبّهم جميعا، ولا نفرّق بين أحد منهم، لا من أصحابه الكرام البررة ولا من آل بيته الطاهرين المطهَّرين رضي الله تعالى عنهم أجمعين، هؤلاء الذّين يزعمون أنّهم يحزنون لمقتل الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ويقيمون تلك المآتم المنكرَة وما فيها من تلك القبائح والمحدثات التّي ربّما ما عُرفت إلّا في الديانات المجوسيّة عياذا بالله تبارك وتعالى، تصوّروا لو أنّ الحسين قام في ذلك اليوم في كربلاء يوم وقوع هذه المنكرات ماذا يكون تصرّفه؟ وكيف يكون حاله؟ لا شكّ ولا ريب أنّه يتبرّأ من هؤلاء ويتبرّأ من فِعالهم وأعمالهم كلّها، لأنّ هؤلاء جميعا أتباع النبيّ المصطفى عليه الصلاة والسلام الذّي أرسله الله جلّ وعلا بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه، هل من الهدى لطم الخدود وشقّ الجيوب التّي هي عادة الجاهليّة والتّي هي من الكفر بنصّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، هل من دين الإسلام تعظيم القبور بتلك الصوَر والتعبّد عندها والاستغاثة بأصحابها؟، هل ثمّة قبر على وجه الأرض أشرف من قبر نبيّنا عليه الصلاة والسلام؟ هل يُفعل بمثل هذه المنكرات عند قبره؟ أم أنّ تلك الأرض هي أفضل من تلك التربة التّي دُفِن فيها خير ولد آدم على الإطلاق؟ وإنّها والله لعقيدتهم يعتقدونها في أرض كربلاء وهذا عند كبارهم وفي مراجعهم ومصادرهم، اسمع إلى قول أحدهم ألا وهو الحر العاملي في كتاب له: "كتاب الوسائل" قال في حقّ تربة كربلاء نقلا كذبا وزورا عن أبي عبد الله الصادق أنّه قال: "إنّ أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُنيَ بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كلّ فجّ عميق وجُعِلتُ حرَم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أي: إلى أرض مكّة، كفّي وقَرِّي فأفضل ما فُضِّلتِ به فيما أعطيت أرض كربلاء، إلّا بمنزلة الإبرة غُمِست في البحر فحملت من ماء البحر": فضل أرض كربلاء على أرض مكّة بما فيها المسجد الحرام وهو أفضل المساجد على الإطلاق؛ وأفضل البقاع على وجه الأرض هي مساجد الله تبارك وتعالى، وأشرف المساجد وأعظمها عند الله هو المسجد الحرام يعتقدون فيه هذا ويصرّحون به ويقولونه: "كمثل الإبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا من ضمّنته كربلاء، -أي: من دُفن فيها- لما خلقتك ولا خلقت الذّي افتخرت به، فقرّي واستقرّي، وكوني ذنَبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلّا مسختك وهويت بك في نار جهنّم"، هذا خطاب ربّنا بزعم هؤلاء الكذبة الفجرة في حقّ بيته الحرام، أنّها لولا أرض كربلاء لما خلق الله عزّ وجلّ مكّة ولا أرضها ولا الحرم ولا البيت عياذا بالله،
ويروي كذلك كذبا وزورا وبهتانا عن عليّ بن الحسين أنّه قال: "اتّخذ الله أرض كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام"،
وأنّها "إذا بدّل الله الأراضين رفعها الله كما هي برُمّتها نورانية صافية فجُعلت في أفضل روض من رياض الجنّة وأفضل مسكن في الجنّة، لا يسكنها إلّا النبيّون والمرسلون"، أرض كربلاء إذا بدّل الله جلّ وعلا، أي: إذا قامت القيامة؛ يوم تُبدّل الأرض غير الأرض والسموات يرفعها الله جلّ وعلا كما هي، ويقول بعض دجاجلتهم: "كما هي بأرضها وأهلها وشجرها، وتُوضع في أفضل روضة من رياض الجنّة، ولا يسكنها إلّا النبيّون والمرسلون"، تكذيب لكلام الله ولكلام رسوله عليه الصلاة والسلام، الذّي بيّن أنّ الجنّة جنان وأفضل الجنّة الفردوس الأعلى، عند هؤلاء أفضل الجنّة كربلاء الجنّة التّي ربّما اعتقدوا أنّها هي الفردوس نعوذ بالله من الضلال المبين،
هذا شيء من ضلال القوم في هذه المناسبة التّي عظّمها الله تبارك وتعالى وأُمرنا بتعظيمها، جعلوها مناسبة للشرّ وللنّدب وللتطبير، مناسبة بكاء وعويل وصراخ ونياحة على المقتول؛ على الشهيد الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه،
وأهل الحقّ وأهل السنّة أولى بالحسين منهم لأنّ الحسين بريء من شرّهم ومن بدعهم ومنكراتهم، الحسين الذّي قال النبيّ عليه الصلاة والسلام في فضله كما روى هذا بن عمر رضي الله تعالى عنهما لمّا جاءه أهل العراق يسألون عن دم الذباب أو دم البعوض، فقال: «أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا بن بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: «هما ريحانتي من الدّنيا»، أي: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في فضلهما، في الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما، وهؤلاء يُعظّمون الحسين أكثر من الحسن لأنّ الحسن رضي الله تعالى عنه صدقت فيه نبوّة نبيّنا عليه الصلاة والسلام لمّا نظر إليه يوما وهو صبيّ صغير فقال: «إنّ ابني هذا سيّد -ووالله إنّه لسيّد- ولعلّ الله أن يصلح به بين طائفتين من المؤمنين عظيمتين»، وجمع الله به بين طائفة أبيه عليّ بن أبي طالب وطائفة معاوية رضي الله تعالى عنهم أجمعين، هذا السيّد أخوه قُتِل كما قال عبد الله بن عمر من طرف هؤلاء لأنّهم هم الذّين استقدموه وهم الذّين خذلوه وتركوه وحيدا يواجه ذلك الجيش والقصّة في هذا ذكرها أهل التاريخ والسير، ممّن يُعتمد عليهم لصدقهم فيما ينقلون ولتجرّدهم عن الكذب والافتراء من مثل الحافظ بن كثير عليه رحمة الله تبارك وتعالى، الذّي قال حين وصل إلى قصّة مقتل الحسين أنّه قد قيل فيها الشيء الكثير من الأكاذيب التّي روّجها الرافضة، روّجها الشيعة لتعظيم منكراتهم ولإعطاء الشرعيّة لبدعهم وضلالاتهم سنذكر شيئا منها بإذن الله لأخذ العبرة والاتّعاظ من تلك المواقف العظيمة التّي وقفها الصحابة مع سبط رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، مع الحسين ومن كان معه من آل بيته وذريّته، الحسين بن عليّ الذّي قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حقّه كذلك هو وأخوه: «اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما»، أي: أن يحبّهما الله تبارك وتعالى وقال في فضلهما كذلك: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» نعتقد فيهم هذا ولا نزيد على هذا، لا نعتقد كما يعتقد هؤلاء الضلّال أنّه لولا الحسين ما خلق الله الأرض ولا السماوات، ولولا الحسين لما بُعِث رسول اله صلّى الله عليه وسلّم، يعتقدون هذا كما يعتقدون في كربلاء ما سمعتم وهو شيء يسير ممّا شُحِنت به كتبهم التّي فيها من الضلال والعقائد الباطلة ما الله جلّ وعلا به عليم،
قُتِل الحسين ومقتله رزيّة عظيمة وفتنة كبيرة ابتُلِيت بها هذه الأمّة، كما رُزِيت هذه الأمّة كذلك بمقتل غيره ممّن هو قبله من السادات والعظماء الذّين هم في الفضل أولى من الحسين رضي الله تعالى عن الجميع، قُتِل أبوه عليّ رضي الله تعالى عنه وأرضاه، من طائفة الخوارج قتله الخبيث بن ملجم له من الله ما يستحق، وقُتِل مِن قبله الخليفة الراشد عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه وأرضاه، شهيدا مظلوما محتسبا من قِبل أولئك الأشرار الفجّار الذّين زعموا أنّهم ثوّار، وقبل هؤلاء جميعا قُتل فاروق هذه الأمّة وهو في محرابه قتله عدوّ الله أبو لؤلؤة المجوسيّ، أبو لؤلؤة المجوسي قاتِل فاروق هذه الأمّة، أتعلمون أنّ هذا الرجل معظّم عند الشيعة الأخباث؟ أتعلمون أنّ لهذا الرجل مشهدا ومزارا وقبّة في إيران، والرجل قُتل في المدينة، وما أدري كيف نُقل إلى كاشان في بلاد إيران؟ وله مزار مكتوب على جداره: بقعة متبرَّكة: بابا: يعني صاحبها، بابا شجاع الدّين أبو لؤلؤة فيروز، وبابا شجاع هو لقب أبو لؤلؤة عند الشيعة الأخباث، ويعظّمونه بل ويترحّمون عليه وقبره وهو مجوسي لنعلم أنّ هؤلاء إنّما حنينهم إلى مجوسيّتهم التّي اجتّثها الإسلام من أرضهم والتّي قطع دابرها والتّي نسأل الله جلّ وعلا ألّا تعود إلى قيام الساعة وأن يطهّر الله عزّ وجلّ تلك الأرض من مجوس هذا العصر من هؤلاء الشيعة الأخباث الذّين يعيثون في الأرض فسادا باسم الإسلام وباسم نصرة المظلومين وباسم البكاء على خير ذريّة النبيّ عليه الصلاة والسلام، وهم من أكذب خلق الله، وهم من أفجر خلق الله، نسأل الله جلّ وعلا أن يكفي المسلمين شرّهم، سنذكر بإذن الله تبارك وتعالى قصّة مقتل الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، الذّي قتله الشيعة الذّين يتباكون عليه الآن، يخدعون عقول المستضعفين من المسلمين الذّين لا يعرفونهم على حقيقتهم،
نسأل الله جلّ وعلا أن يفضحهم وأن يفضح مكائدهم، وأن يعصم الأمّة الإسلاميّة من شرّهم وكيدهم وفسادهم وإفسادهم في بلاد الشام والعراق وفي بلاد اليمن وفي بلدنا هذا وفي سائر بلاد المسلمين، اللهمّ اعصم ديار الإسلام والمسلمين من شرّ هؤلاء الفجّار ومن كيدهم وخبثهم إنّك سميع الدعاء أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كلّ ذنب فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك.










قديم 2015-12-29, 20:04   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أم سمية ...بالله عليك ..لاأحسن قراءة مطولات النقل لاأحسن كونها ترهقني ....الله الله لو تنتقي لي منها ما يفيد الإجابة على السؤالين المطروحين أعلاه ..ويجازيك الله كل خير عني ..










قديم 2015-12-29, 20:18   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا يزيد الذي وُلد في خلافة عثمان هو الذي تولّى الملك بعد أبيه معاوية، وهو الذي قُتِل الحسينُ في خلافته، وهو الذي جرى بينه وبين أهل الحرّة ما جرىَ. وليس هو من الصحابة، ولا من الخلفاء الراشدين المهديين، بل هو خليفةٌ من الخلفاء الذين تولَّوا بعد الخلفاء الراشدين، كأمثاله من خلفاء بني أمية وبني العباس.

وهؤلاء الخلفاء لم يكنْ فيهم مَنْ هو كافر، بل كلهم كانوا مسلمين، ولكن لهم حَسَنات وسَيئات، كما لأكثر المسلمين، وفيهم مَنْ هو خير وأحسنُ سيرةً من غيره، كما كان سليمانُ بن عبد الملك الذي وَلّى عمر بن عبد العزيز الخلافة من بني أمية، والمهديُّ والمُهْتَدي، وغيرُهما من خلفاء بني العباس، وفيهم مَنْ كان أعظم تأييدًا وسلطانًا، وأقهرَ لأعدائه من غيره، كما كان عبدُ الملك والمنصورُ.

ويزيدُ هذا الذي ولي الملك هو أول مَن غزا القسطنطينية، غزاها في خلافة أبيه معاوية. وقد روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "أول جيشٍ يغزو القسطنطينية مغفورٌ له".

ومَن قال أيضًا إنه كان كافرًا، أو إنَ أباه معاوية كان كافرًا،
وإنه قتل الحسينَ تشفّيًا وأخذًا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضًا كاذبٌ مفترٍ ، ومَن قال إنه تمثل لما أُتي برأس الحسين:
لمّا بدتْ تلك الحمولُ وأَشْرَفَتْ ... تلكَ الرؤوسُ على رُبى جَيْرونِ
نَعَقَ الغُرابُ فقلتُ نُحْ أو لا تَنُح ... فَلَقَدْ قضيْتُ مِنَ النَّبيّ دُيوني
أو "من الحسين ديوني".
والديوان الشعري الذي يُعزى إليه عامته كذب، وأعداءُ الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد :
ليْتَ أَشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا … جَزَعَ الخزْرجَ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ
قَدْ قَتَلْنا الكَبْشَ مِنْ أَقْرَانِهم … وَعَدلْناهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ
وأنه تمثل بهذا ليالي الحرّة فهذا كذب.
وهذا الشعر لعبد الله بن الزّبَعْرَى أنشده عام أُحُدٍ لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرًا ثم أسلم بعد ذلك وحَسُن إسلامُه، وقال أبياتًا يذكر فيها إسلامه وتوبته.

فلا يجوز أن يُغْلَى لا في يزيد ولا غيره، بل لا يجوز أن يتكلم في أحدٍ إلا بعلم وعدل.

ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في "صحيح البخاري" ، ولا طِيْفَ برأسه
في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين، بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهلُ العلم والنُّصْحِ بأن لا يقبلَ منهم، فأرسل ابنَ عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرُهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكر مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
وكان بالعراق طائفتان: طائفة من النواصب تُبغِضُ عليًّا وتشتمه، وكان منهم الحجاج بن يوسف، وطائفة من الشيعة تُظهِر موالاة أهل البيت منهم المختارُ بن أبي عبيد الثقفي. وقد ثبتَ في "صحيح مسلم" عن أسماء، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "سيكون في ثقيف كذّابٌ ومُبير" فكان الكذّاب هو المختارُ بن أبي عبيد الثقفي، والمبير هو الحجاجُ بن يوسف الثقفي.
وكان المختارُ أظهرَ أولاً التشيّعَ والانتصارَ للحسين، حتى قَتل الأمير الذي أمَرَ بقتل الحسين وأحضر رأسه إليه، ونكتَ بالقضيب على ثناياه: عُبيد الله بن زياد.
ثم لما مات معاويةُ تولّى ابنُه يزيد هذا، وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال: "سيكون نبوّة ورحمة، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك عضوض" .
فكانت نبوّةُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبوّة ورحمة، وكانت خلافةُ الخلفاء الراشدين خلافةَ نبوّةٍ ورحمة، وكانت إمارةُ معاوية مُلكًا ورحمة، وبعده وقع مُلكٌ عَضُوض.
وكان عليّ بن أبي طالب لما رجع من صِفّين يقول: لا تسبّوا معاوية، فلو قد مات معاوية لرأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها.
وكان كما ذكره أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.


وفي الاخير بما انكم في الجزائر انصحكم بالذهاب للشيخ فركوس حفظه الله و سيجيبكم عن كل تساؤلاتكم
حفظكم الله و هداكم الصرط المستقيم
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه










قديم 2015-12-29, 20:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

أعلم أن التاريخ عج بالخرافات والأكاذيب خاصة من الرافضة وما أرادوا تشويه صورة خلفاء بني امية ..دعينا من الرافضة وخزعبلاتهم ..

الشيخ رسلان قال في خطبته أن يزيدا لم يأمر بقتل الحسين رضي الله عنه وأنا سألتك ..هل أمر بقتاله أم لم يفعل ..؟ .فيم نقلته عن ابن تيمية لم أقف على ذلك واضحا ثم حضرني سؤال آخر ..ماذا فعل يزيد بقتلة الحسين ..؟
افهميني بارك الله فيك ...حينما نتناول واقعة تاريخية يجب أن نسلط الضوء عليها بكل موضوعية ونتجرد من شعورنا بما مارسه الرافضة من ترويج للأباطيل ..
أفيديني بما عندك بالله عليك ..










قديم 2015-12-29, 21:17   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اتصلت بشيخ سني له تزكيات من عدة شيوخ فسألته و اجاب
اتركوا هذه الاشياء ففي معرفتها لا يوجد نفع و ان جهلتها لا تضرك
لا فائدة من وراء البحث عنها / مالفائدة ان كان امر بهذا ام لم يامر / هل يزيد ايمانك / اسيسالك الله عن هذا يوم القيامة

تلك دماء طهر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها انتهى

****إن السكوت سلامةٌ ولربما ... زرع الكلام عداوةً وضِرارا
فإن ندمتَ على سكوتكَ مرةً ... فلتندمنَّ على الكلام مِرارا

********وفي اخبار التاريخ منه ما هو كذب و منه ما هو صحيح ومنه ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهته










قديم 2015-12-29, 21:32   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

يا أم سمية ..
السكون يكون ابتداء وليس انتهاء ..أنت طرحت موضوع قتل الحسين رضي الله عنه ..فتلا ذلك مباشرة التبرئة الكلية ليزيد من دمه ...وكأن يزيدا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..نعم يجب الكف عما شجر بين الصحابة لكن يزيد لم يكن صحابيا ...
ومن الإنصاف ..ألا نلمع صورة يزيد على هذا النحو من القول .ونذهب للإشادة بمآثره ...هو لم يأمر بقتل الحسين رضي الله عنه ولكنه أمر بقتاله والأمر بالقتال لايسلم منورائه حدوث القتل . فعلام نخفي هذه ؟؟؟؟
أوَسيحل بنا غضب من الله لو قلناها صريحة ؟
أفي ذلك من جهتنا دعما لمخالفيه من الرافضة أبدا والله إنما نقول الذي لنا والذي علينا دونما وجل ولاخوف من أحد ...بل يصدق إيماننا حين قول الحق ولو كان علينا ..
كما أستغرب لم يتم الإنتقاء لبعض الكلام مما صدر عن الشيخ ابن تيمية دون غيره ..
تابعي ما يقوله شيخ الإسلام في إمارة يزيد ..ولك أن تتبيني جيدا ما لونته بالأحمر ...

قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ : - أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ ، وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الشَّامِ .
لَكِنْ أَمَرَ بِمَنْعِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَبِدَفْعِهِ عَنْ الْأَمْرِ ، وَلَوْ كَانَ بِقِتَالِهِ ؛ فَزَادَ النُّوَّابُ عَلَى أَمْرِهِ ؛ وَحَضَّ الشمرُ بن ذي الْجَوشَن عَلَى قَتْلِهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ؛ فَاعْتَدَى عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ ، فَطَلَبَ مِنْهُمْ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَجِيءَ إلَى يَزِيدَ ؛ أَوْ يَذْهَبَ إلَى الثَّغْرِ مُرَابِطًا ؛ أَوْ يَعُودَ إلَى مَكَّةَ ؟ فَمَنَعُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَّا أَنْ يَسْتَأْسِرَ لَهُمْ ... فَقَتَلُوهُ مَظْلُومًا وطَائِفَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ،
وَكَانَ قَتْلُهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنْ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ؛ فَإِنَّ قَتْلَ الْحُسَيْنِ ، وَقَتْلَ عُثْمَانَ قَبْلَهُ : كَانَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْفِتَنِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَقَاتلُهُمَا مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ .
وَلَمَّا قَدِمَ أَهْلُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ : أَكْرَمَهُمْ ، وَسَيَّرَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ لَعَنَ ابْنَ زِيَادٍ عَلَى قَتْلِهِ ، وَقَالَ : كُنْت أَرْضَى مِنْ طَاعَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ !!
لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ إنْكَارُ قَتْلِهِ ، وَالِانْتِصَارُ لَهُ ، وَالْأَخْذُ بِثَأْرِهِ : كَانَ هُوَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ ، فَصَارَ أَهْلُ الْحَقِّ يَلُومُونَهُ عَلَى تَرْكِهِ لِلْوَاجِبِ ، مُضَافًا إلَى أُمُورٍ أُخْرَى .
وَأَمَّا خُصُومُهُ فَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْفِرْيَةِ أَشْيَاءَ " .
انتهى ، بتصرف واختصار يسير من "مجموع الفتاوى" (3/ 410-411) .










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
عاشوراء بدعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc