المقامات السلطانية..المقامة الزواجية

[سفيان الحسن]

حدثنا توفيق الليري قال

قال أوصى شيخنا جلال الدين البوسي إبنه قبل زواجه قائلا


بني أوصيك وصية والوصية هدية فأقرن ما أهديك ناصيتك ونجديك،وإياك والنسيان فالنسيان للوصية كالفقد للعطية ،بني انت مقبل على إتخاذ زوجة والزوجة للرجل صاحبة وساحبة،ومجلبة خير أو نادبة،،فلا تختار ما منه تحتار بل تخير المراة التي تسعدك أن حزنت وتأمنك إن خفت إياك والبخيلة فالبخيلة مقتولة أو قتيلة إن تحملت بخلها مت شهيدا وإن تحالمت عشت شريدا،ولا تشبعك الأكل حتى تأكلك الثكل ،وتلبسك لباس اليأس وتشربك شراب البأس وتطرق رأسك طرقا وتحرق قلبك حرقا ،فلا تنعم بغير الهم ولا تريك غير الغم فأن صبرت قبرت وأن تركت هلكت،،بني وإياك والثرثارة فكثرت الكلام للنساء كالغيوم الحمر في السماء،لا تمطر غير الصراخ والرعود لسانها ممدود وعقلها مشدود ،والثرثارة شرارة تشعل النار وتكسر الجدار وتفسد ود الجار فاحدرها أشد الحدر وأندر لذالك خالص النذر،بني وأوصيك والمراة المتعالية بجمالها فالجمال زينة يفتر تارة ويشرق حينا فلا تسرق أمراة جميلة عقلك بالجمال فعقلك أمانة فلا تضيع الأمانة للاجل فلانة،والمراة جمالها عفة وحياء وخلق ووفاء وبعد ذالك كل النساء يشربنك الهم والشقاء فالطلب تعب والرضا محال، فالمراة وإن أغرقتها ببحر العطاياو الوفاء لقالت ما رأيت منك غير الشقاء ورب السماء،فستعن من ذالك باللين واللطافة ولا تستعن بالعصا فقد تعود عليك بالأسى وتكسر فوق رأسك بين عشية ومسا،ثم همس في أدنإابنه بكلام قائلا بني أترى أمك قد كانت لي رفيقة درب وعشنا انا وهي في كنف الحب ،فلما طال بنا الأمد اصبحت تنسى الايام الجميلة وتدفن الدكريات كأن ما كان لم يكن غير فتات وانا الأن أاخشى سطوتها فتراني أتوسد البراءة وأتلبس اللطف عساني انال بعض العطف ،فما كاد شيخنا جلال الدين يكمل الكلام حتى ذخلت أم البنين صارخة ما بك يا شيخ أين ما طلبت منك احضاره اركب بساط الريح ولا تستريح واحضر ما طلب وما وجب ،فما أدرك الأين إلى واباه قد حلق وتصعد الجبل وتسلق، مسرعا نحو السوق يطلب ما امر به غير عاصي ولا ناسي




.....رابطة أحرار القلم..........عضو3