العقيدة بين التفعيل الايجابي و سلبيات مسائل الهوية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العقيدة بين التفعيل الايجابي و سلبيات مسائل الهوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-11, 12:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي العقيدة بين التفعيل الايجابي و سلبيات مسائل الهوية

العقيدة بين التفعيل الايجابي و سلبيات مسائل الهوية
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيَّ بعده.
لقد طبع علم الكلام ~ طيلة قرون طويلة ~ العقيدة الإسلامية بمباحثه وجدله فعقَّد البسيط وطوَّل القصير؛ و اختلف الناس في سبب ظهوره، فبعضهم ~ كان ولا يزال ~ يرى أنه لا سبب لوجوده إلا قطع الطريق على النص و التحايل في الالتفاف عليه ؟
وهذا و إن انطبق على بعض المتكلمين،أو في حالات مخصوصة لا ينطبق على كل المتكلمين، وفي جميع القضايا العلمية ،و أظن أن سبب ظهوره طبيعي، يعني: هو نتيجة اتصال العرب بأعراق و حضارات أخرى ،فالأفكار تسافر مع الناس، لكن تمدده عند فئة من المعتزلة وبعد ذلك عند الأشاعرة هو لملء فراغ و شرخ سببه احتكاك العرب مع الوافدين الجدد، فمن طبيعة المجتمعات في طور النشوء الحضاري أن تظهر فيها العلوم و تتفاعل بينها الأفكار.
وكما هو حاصل اليوم ~ وفي كل وقت ~ تستقر الأفكار الجديدة أولا عند نخبة تكون في العادة ذات خبرة تحتاجها الدولة فتمكنهم من مؤسساتها، ومنها ينشرون فكرهم، إضافةً إلى عامل الطوائف المخالفة التي في حاجتها إلى القوة و الدفاع عن مصالحها تقوم ببلورة المذاهب كما فعل الشيعة لم يكن لهم علم كلام ولا فقه خاص بهم فاضطروا لتقوية مذهبهم إلى استلاف مذهب المعتزلة و التحوُّل من التجسيم إلى التأويل في زمن ابن أبي الحديد ،و بعد ذلك و تحت هيمنة ابن سينا و تلامذته كالطوسي تحوَّلوا إلى الفلسفة المحضة ممزوجة بإشراق السهروردي.
وهكذا بدأت اللغة العلمية في التغير، ولم يشعر بها أهل الحديث كما يجب فكان تجاوبهم مع الوضع الجديد فيه تدرج [قد فصَّلنا الأسباب المعرفية في مقال " حكم العلوم الدقيقة"] فأولا استعملوا إستراتجية الإهمال: " رفض الرد و المناظرة و المقاطعة التامة " .
ومنهم ~ كالإمام أحمد و غيره ~ من رفض كتابة العلم إلا الحديث؛ جاء في " مسائل ابن هانئ"{164/2}:" .. لا يعجبني شيء من وضع الكتب و من وضع شيئا من الكتب فهو مبتدع"، و ".... كتاب مالك و الشافعي أحب إليك؟ أو كتب أبي حنيفة و أبي يوسف؟ فقال: الشافعي أعجب إلي، هذا و إن كان وضع كتابا، فهؤلاء يفتون بالحديث، وهذا يفتي بالرأي، فكم بين هذين ؟"
فقوله :"هذا و إن كان و ضع كتابا" يفيد كراهته لوضع الكتب و لكن يعجبه منها ما كان من تأليف أهل الحديث، أو ما كان في فقه الحديث و علومه.
و قال:" سألت أبا عبد الله عن كتب أبي ثور ؟ فقال: كل كتاب ابتدع فهو بدعة "
قال الميموني:" ذاكرت أبا عبد الله خطأ الناس في العلم، فقال:" و أي الناس لا يخطئ؟ ولا سيما من وضع الكتب، فهو أكثر خطأ"{الطرق الحكمية:ص:267}.
توجيه هذه النقول ، وهذا الموقف مع موقف الأئمة الذين كتبوها فصلته في بحث قديم بعنوان" كيف نعامل المخالف".
ثم لما لم تنفع هذه الخطة و كان مردودها ضعيفا، لم يمنع العقائد الجديدة من الانتشار انتقلوا إلى الرد بالكتابة و المناظرة، وكانوا أولا لا يرون المناظرة إلا أمام السلطان لاجتناب التشغيب و تثبيت العقوبة على المتعمد،فأدوا ما عليهم، و حافظوا على أصالة العقيدة بلغتها الأولى ، وكانوا رمانة الميزان التي تشير إلى مدى الابتعاد أو الاقتراب من النص.
وفي ظني شدة تمسكهم بالعبارات الواردة، و ميل جمهورهم إلى رفض الكلام في العلوم الدقيقة دون التفريق بين القادر عليها و الضعيف فيها، وبين من يحتاج أن يخاطب بها ومن لا يحتاج من المسلمين هو السبب الرئيس في ظهور الكلام السني.
و أَّثَّر عليهم علم الكلام فأحدث فيهم بعض الشروخ و النزاعات، فإنه دفعهم إلى الخوض في مسائل لم تتناولها النصوص، و اضطروا إلى الاستنباط و الاستخراج و البحث في اللوازم فحدثت فيهم فتنة " اللفظ" لعدة قرون ، و اختلفوا حول بعض المصطلحات كـ " الحد" ، و " الحركة"؛ و قد أشار ابن تيمية بلغته المتزنة إلى هذا في كتبه كـ " بيان تلبيس الجهمية" عندما وقف عند مشكلة المصطلحات المتجددة و حكمها، وما عناه هو شخصيا عندما قال : (ولم يقل أحد من أئمة السنة:إن السني هو الذي لا يتكلم إلا بالألفاظ الواردة التي لا يفهم معناها، بل من فهم معاني النصوص فهو أحق بالسنة ممن لم يفهمها، ومن دفع ما يقوله المبطلون مما يعارض تلك المعاني، وبين أن معاني النصوص تستلزم نفي تلك الأمور المعارضة لها فهو أحق بالسنة من غيره.) بيان تلبيس الجهمية {445/1 }.
وواضح من نفسه أن هذا الكلام موجه لأهل الحديث فهم من اتخذ موقف المقاطعة مع المصطلحات المتجددة.
المهم اصطدم ابن تيمية بمشكلة المصطلحات مع المتكلمين ومع المحدثين على حد سواء، مع المتكلمين رفض القول المشهور " لا مشاحة في الاصطلاح" فلم يسلم لهم بها إلا بعد اعتبار مدلولاتها بالكتاب و السنة.
ومع المحدثين حاول أن يفهمهم أنه قد تجددت الألفاظ بعد عهد السلف بحكم تجدد المسائل، و أنها بمنزلة تنوع اللغات و تركيب الألفاظ المفردات، و أن رفضها لأجل أنها جديدة لا معنى له ،ولا أصل شرعي له، بل يجب أن ترفض إذا خالفت مدلولات الكتاب و السنة و ليس لأنها مستحدثة ، و أنه لا يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له ، و أن الكتاب و السنة يدل بالإخبار تارة، ويدل بالتنبيه تارة، و الإرشاد و البيان للأدلة العقلية تارة. المنهاج 2/110.
ومع ذلك لا يزال السلفيون ~ الذين لم يفهموا أن ابن تيمية هو التطور الطبيعي أو التجاوب الفعلي لأهل الحديث مع الأوضاع المعرفية المستجدة من غير أن يلزم عن هذا تقليده حرفيا ~ يعانون من هذه العُقدة و يُشغِّبون على العلماء و طلبة العلم؟
و لعله من المفيد في هذا الباب الاطلاع على رسالة الأشعري ~ رحمه الله ~ " استحسان الخوض في علم الكلام "، وقد سبق و فصَّلتُ موقف ابن تيمية من المسألة في مقالي المطول " مسارح النظر و مطارح الفكر"، و كذلك في" حكم المصطلحات المتجددة"، " حكم العلوم الدقيقة".
فمن المشاكل المعرفية العويصة التي يعاني منها المسلمون المعاصرون مشكلة اختلاف المصطلح العلمي أو المصطلحية، خاصة و أن صياغة هذا العلم لا يشارك فيها أهل علوم الوحي .
المهم، ومع ذلك فقد كان لعلم الكلام بعض الايجابيات، إما في جهد المتكلمين في مواجهة الإلحاد الفلسفي و الديانات الأخرى، و إما ~ و هذا أثر ارتدادي غير مقصود ~ في مساهمته في تكوين المتكلمين السنة على شاكلة ابن كلاب ،و الأشعري و الباقلاني و ابن تيمية، فإن تكوين هذا الأخير الحديثي أولا ثم الكلامي ثانيا هما السبب المعرفي المباشر في قوة نقده للفلسفة، فليس من المنطق الصحيح أن نقول: إنه طفرة، أو خرج من لا شيء، بل استعان كثيرا بما كتبه المتكلمون في تصور القضايا الفسلفية و الانطلاق بعد ذلك في النقد المنهجي، فمن الصعب جدا على الباحث أن ينطلق في نقد النظريات و بناء أخرى مناقضة لها من لا شيء بدون أن تكون لديه قاعدة يشرف منها على الأقوال المختلفة، و بعد ذلك يشق طريقه الخاص به، و يعود على القاعدة بالنقد و التصحيح.
و أنا أذكر أنه بدأ مسألة خطيرة مثل نقد "نظرية الصدور" بنقد ابن ملكا لها، فهو من أقوى الردود على ابن سينا، ولم يكن ابن تيمية يُعاني من عقدة نقص مثل كثير منَّا يخشى الاستشهاد بمتكلم أو فيلسوف فيما هو حق ، حتى إنك تجد التسطيح عند بعض طلبة العلم ~ في مواقع الكترونية سلفية مشهورة ~ ينتقدون كتابا لأنه أورد فيه أسماء بعض المفكرين الغربيين، ويحكمون لأجل هذا أنه متأثر بمدارس الفكر الغربية !
وكان ميزانه دائما يميل لصالح المتكلمين عند مقارنتهم بالفلاسفة، ولم يجعلهم في كفة واحدة كما يصنع جمهور السلفيين المعاصرين، بل كان يفضل بعضهم على بعض الحنابلة ، و يفاضل بينهم، و يعلم أنهم ليسوا سواء لا في القصد ولا في العلم ، و يجعلهم طبقات فيجعل بعضهم مباشرة بعد طبقة أئمة السنة كمالك و الشافعي و أحمد، قال: ( ومعلوم أن طريقة أئمة الصوفية وأئمة الفقهاء أكمل من طريقة أبي القاسم القشيري ،ومن طريقة أبي طالب والحارث، ومن طريقة أبي المعالي وأمثاله، وأولئك الأئمة كانوا أعلم بطريقة الصحابة وأتبع لها من أتباعهم فالقاضي أبو بكر الباقلاني وأمثاله أعلم بالأصول والسُّنَّة وأتبع لها من أبي المعالي وأمثاله، والأشعري والقلانسي ونحوهما أعلى طبقة في ذلك من القاضي أبي بكر ،وعبد الله بن سعيد بن كلاب، والحارث المحاسبي أعلى طبقة في ذلك من هؤلاء ،ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد، والليث بن سعد وأمثالهم أعلى طبقة من هؤلاء، والتابعون أعلى من هؤلاء، والصحابة أعلى من التابعين.) الأصفهانية،1/129.
المهم، الاستعانة بالغزالي و ابن حزم و متكلمة أهل السنة واضح في كتبه، وقد يستعين بفيلسوف كابن رشد في الرد على ابن سينا في مسائل النفس وغيرها، و لعل أبلغ أعماله " نقض المنطق" استأنف فيها موقف النظار المسلمين و طوَّره ليصبح نقدا كاملا ، و هذا واضح فإن الخروج المعرفي من فراغ ممتنع ،لمن أراد أن يفهم .
وقد يُفضِّل آخر أن يقول: لقد اعتمد على الصحيح من علم الكلام، و لأني أقصد الوصول إلى قضية أخرى فلن أناقش هنا هذا الجواب، فلعلي أعود إليه في مناسبة أخرى، وهي أهمية علم الكلام السني في مواجهة ظاهرة الإلحاد المادي المعاصر.
و الذي يعنينا ~ هنا ~ بالدرجة الأولى أن علم الكلام انحرف عن القصد الأول، وهو: "الجدال عن العقيدة النصية بالأدلة العقلية" إلى استحداث عقيدة سلبية تقوم على النفي أو التوقف المسمى اصطلاحا " التفويض"، وهو ~ كما طوَّره المتكلمون للتفريق بين التفويض لعدم العلم و التفويض المنهجي ~ نفي مقنع أو غير مباشر ، فبدلا من الاهتمام بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، يعني: الحديث عن الله عز وجل بالحديث عن أوصافه ، و التعريف به بالنص انحرف إلى الحديث عن كل ما ليس هو الله، أو ما ليس عليه الله، بما يمكن أن نسميه "علم الكلام السلبي" المبني على النفي و السلب، لا على الإثبات ، وهو ما يُسمى بـ السلوبية " L’apophatisme "
هذه السلوبية عبارة عن مقاربة فلسفية مبنية على النفي،وهي عقيدة مناقضة للقرآن الذي جاء بالإثبات الوصفي، ولم يستعمل النفي " السلب" إلا لخدمة الإثبات فلقد بيَّن القرآن أنه يجوز الإخبار عن الله تعالى بالسلوب التي تتضمن ثبوتا كما في قوله تعالى:{ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ }،فإنه يتضمن إثبات كمال حياة الله و قيوميته.
وكذلك قوله تعالى:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } يتضمن إثبات كمال قدرته،لأن نفي مس اللغوب الذي هو التعب والإعياء يدل على كمال القدرة ونهاية القوة، بخلاف المخلوق الذي يلحقه من التعب والكلال ما يلحقه.
وقوله تعالى:{ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ } يتضمن إثبات كمال علمه و إحاطته بأقل الأشياء وهي الذرة .
وقوله تعالى:{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} يتضمن إثبات كمال صمديته،وغناه عن خلقه.
وكذلك قوله :{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} يتضمن إثبات تفرده بكماله، و أنه لا نظير له،وهذا مطرد في كل سلب ورد في حقه في القرآن أو السنة،لا ينفي شيئا عنه إلا ليثبت ما يحمد به، و يثنى به عليه، و يمجد به من الصفات.
ومن المعلوم لدى كافة المسلمين أن النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين و أئمة السلف لم يكونوا يعظمون الله تعالى بشيء من هذه السلوب،بل لم يثبت عنهم إلا طريقة الإثبات المفصل و السلب المجمل.
المهم، أنه لا يوصف بصفة سلب إن لم تتضمن معنى ثبوتيا،فكل صفة سلبية لا تتضمن ثبوتا فلا يوصف بها إلا المعدوم.
وكل صفة تصلح للمعدوم المحض فإنها لا تصلح أن يوصف بها الله تعالى، لأنها حينئذ صفة لا مدح فيها بحال،إذ المعدوم المحض لا يمدحه عاقل،وما لا يكون فيه مدح، فإن الله لا يوصف به،فله الأسماء الحسنى و المثل الأعلى.
ومعلوم ~ أيضا ~ أن السلوب لا نهاية لها ،ومهما كثرت لم يزداد الموصوف بها تميّزا،فعندما يقولون : " إن الله واحد ليس كمثله شيء، و ليس بجسم، ولا شبح، ولا جثة، ولا صورة، ولا شخص، ولا جوهر، ولا عرض، ولا بذي لون، ولا طعم ولا رائحة، ولا مجسة،ولا بذي حرارة، ولا برودة، ولا رطوبة ،ولا يبوسة ، ولا طول، ولا عرض، ولا عمق، ولا اجتماع، ولا افتراق، ولا يتحرك، ولا يسكن، ولا يتبعض، و ليس بذي أبعاض و أجزاء، و ليس بذي جهات، لا يمين، ولا شمال، و أمام، و خلف، و فوق، و تحت، ولا يحيط به مكان، ولا يجري عليه زمان، ولا تجوز عليه المماسة، ولا العزلة، ولا الحلول في الأماكن، ولا يوصف بأنه متناه، ولا يوصف بمساحة، ولا ذهاب في الجهات، و ليس بمحدود، ولا تحيط به الأقدار، ولا تحجبه الأستار، ولا تدركه الحواس، وكل ما يخطر بالبال و تصور بالوهم فغير مشبه له،لا تراه العيون، ولا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأوهام، ولا يسمع بالأسماع، شيء لا كالأشياء"
يلزمهم أنه معدوم، إذ هذه صفات العدم المحض؟
ومعلوم أننا لو زدنا على هذه السلوب آلاف السلوب الأخرى لما ازداد إلا غموضا، و ازددنا جهلا به، فكل هذه السلوب و آلاف أخرى لا يعرف بها المؤمن ربه، لأنه لم يعرف صفاته التي يحمد بها و يمجد، وهي الصفات الثبوتية التي تعيّن و تميّز وجوده عن غيره.
[ تجد هذه المسألة مفصلة في مقالي " الموقف الشرعي من طريقة السلوب و أحكام الوهم و الخيال"
كذلك وجدناه سبحانه في القرآن يُعرف نفسه ، يتكلَّم عنها بـ " أنا"و،"هو"،كما في قوله تعالى: { إنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه]، و قوله:{ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[النمل]، و قوله:{ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[القصص].
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[الحشر]. فأجرى كل الأسماء صفات لاسم الجلالة.
{ لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ [الزمر]}،{ قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}،{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }.
فالقرآن يخبر من هو الله من خلال صفات ثبوتية ،وفي السلوبية لا نتحدث إلا عما ليس هو .
تعمل هذه الطريقة الفلسفية بطريقين :
الأول: بالنفي وهما ما نُسميه "السلوب".
الثاني: بالحذف، حذف الصفات الثبوتية الذي جاء نتيجة لعملية الطرح و التقليص في التعريف المنطقي.
لقد بدأت السلوبية كعقيدة دينية عند المسيحيين في القرن الثاني، عند المدعو كليمان الاسكندراني [Clément d'Alexandrie] لكن جذورها تعود إلى الفلسفة القديمة إلى دينوسيوس المسيحي الذي استلفها من [Damascios] وهو فيلسوف من الأفلاطونية المحدثة كان معاديا للمسيحية، وهذا يذكرنا بـ"الذرية" التي نشأت عند الإغريق كفلسفة مادية إلحادية وتحوَّلت عند بعض المسلمين إلى أدلة إثبات وجود الله.
كما نجدها في فلسفات الشرق الأقصى في البوذية و الطاوية و الهندوسية، انتقلت إلى الإسلام عن طريق المعتزلة ،نقل الأشعري في(المقالات){43/1} هذا القول عن ضرار بن عمرو، قال:
(( قال ضرار بن عمرو:معنى أن الله عالم أنه ليس بجاهل، ومعنى أنه قادر أنه ليس بعاجز، ومعنى أنه حي أنه ليس بميت.
وقال النظام: معنى قولي "عالم" إثبات ذاته ونفي الجهل عنه، ومعنى قولي "قادر" إثبات ذاته ونفي العجز عنه، ومعنى قولي "حي" إثبات ذاته ونفي الموت عنه، وكذلك قوله في سائر صفات الذات على هذا الترتيب)).
نقل ابن حجر في ( الفتح){13/164} كتاب الإيمان عن بعض المحققين، ولم يسمه، مقرا له أنه قال: (( الحقائق الإلهية لا تعرف إلا بطريق السلب كما في العلم لا يدرك منه إلا أنه ليس بجاهل))؟
وفي الحقيقة لم يفهم بعض الأفاضل طريقة السلوب على حقيقتها وبعدها الفلسفي و استهوتهم العبارات الجميلة فحقيقة السلوبية أن كل فكرة نكوِّنها عن الإله تجد نفسها مشلولة في عدم كفاءتها في تحديد ما لا حد له، يعني: أن العجز عن الإحاطة بالكل يوجب حتما إنكار وجود الجزء،أو بتعبير أدق: عدم إدراك الكيفية يوجب نفي العلم بأجزائها، فإذا لم نعرف كيفية الله فالواجب أننا لا نعرف صفاته؟
فمثلا إذا جئنا إلى الإثبات التالي " الله موجود" فلا يمكن في السلوبية تصور معناه تماماً كما لو قلنا : "الله عليم" لأن التعبير عن التعالي يمكن فقط بقضايا سلبية، و باللجوء إلى الحذف، وفي نهاية المطاف بالصمت " التوقف الذي يسميه المسلمون " التفويض"
يعني أن السلوبية مرحلة تأتي ما بعد التأويلية تنتهي عند أقطاب الفلسفة وعلم الكلام و التصوف بالتوقف " الواقفية أو التفويض"، لأنه بالنسبة إليهم حتى القضية ذات المظهر السلبي هي ثبوتية بالنسبة للمطلق " الخالي من الوصف ، أو اللا موصوف" الذي لا يمكن أن نثبت له شيئا، فقولنا: " الله غير جاهل" هو في النهاية إثبات ايجابي تماماً كقولنا: " الله عليم" ما دام الله ليس بعليم ولا لا عليم؟
لماذا ينتهون إلى إنكار السلب هو الآخر كما أنكروا الإثبات ؟
لأن السلب عند المناطقة المتفلسفة المتكلمة هو نفي معنى زائد على نفسه،أو نفي المادة عنه، أو نفي الغيبة عنه،وكل سلب خاص لا يتضمن سلبا عاما،و السلب إنما يتضمن غيره إذا كان أعم منه.
قال ابن سينا في( منطق الإشارات):
(( السلوب لوازم للأشياء بالقياس إلى اعتبار معان ليست لها،فإن غير الناطق أمر يعقل باعتبار الناطق))
أي:لا يعقل السلب إلا بعد أن يعقل الإثبات،فهو فرع على الإثبات،أو هو درجة ثانية من الإثبات كما سأبينه لاحقا،فمن لم يعقل العلم و القدرة لا يعقل الجهل و العجز.
و السلوب عند ابن سينا لا تصح إلا عن المعدومات،وذلك لأن إيجاب المعاني الموجودة لها يكذب عليها إلا بشرط وحال،فقولنا: "الحجر صحيح، و الحجر ليس بصحيح"، الصدق هو السالب منهما،فإثبات الصحة المضادة للمرض للحجر كاذب، بينما نفيها عنه صادق،وهذا ما يبين بوضوح أن السلوب من صفات المعدوم لا الموجود.
يقع الاشتراك في السلوب عند بعض المتكلمين،وهي عندهم مغايرة للأحوال إذ هي أعدام محضة، بينما الحال لا يوصف عندهم بالعدم،كما لا يوصف بالوجود،إذ هو أمر نسبي و إضافي،و عليه فالسلوب التي يوصف بها الموجود فإنها معدومة لا أحوال،والفلاسفة يعتقدون أن الله تعالى واحد من جميع جهاته لا تعدد فيه أصلا،بل جميع صفاته راجعة إلى السلوب و الإضافات.
وقد علم العقلاء أن الاختلاف بين معاني الصفات و الأسماء يستدعي مميزا بينها و إلا كانت شيئا واحدا،وقولهم يجوز أن يسند ذلك إلى السلوب و الإضافات فمندفع، وذلك أن السلب عمن لا تقع بينهما المشاركة من الصفات المختلفة كالجبار و الرحيم و العليم و القدير يعني إثبات صفة زائدة أو معنى زائد،فقولنا ليس بعاجز غير قولنا ليس بجاهل.
المهم ، تهدف السلوبية إلى الوصول المباشر للمطلق بإلغاء كل انضمام عقلي للمفاهيم، بتعبير آخر: تهدف هذه الطريقة إلى نفي ذاتها ، يعني: نفي الثبوت في المرحلة الأولى ثم نفي السلوب في المرحلة الثانية لتتحد بالمطلق.
قال دينوسيوس في كتابه " اللاهوت الصوفي "[ De la théologie mystique] : " هنا، في اللاهوت الإثباتي ينزل خطابنا من أعلى إلى أسفل مادام أنه يتسع تدريجيا مع نزوله لكن الآن لأننا نصعد من الأسفل إلى المتعالي يتقلص خطابنا [بالحذف و الطرح] بحسب صعودنا، و إذا وصلنا إلى النهاية نكون صامتين تماما و موحدين مع اللا موصوف".
ومثل هذه المعاني موجودة بكثرة عند الفلاسفة الإسلاميين وعند أصحاب وحدة الوجود، وحتى في تعريف الفلسفة حاصرتهم هذه الطريقة ، فعرف الفارابي الفلسفة بأنها العلم بالموجودات بما هي موجودة، و يعرفها ابن سينا في"الشفا" حيث يقول: موضوع العلم الإلهي الوجود المطلق،و منه أخذه الجرجاني في" التعريفات" عندما قال: هي العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه،وكذلك قال ابن خلدون في "المقدمة":علم الإلهيات علم ينظر في الوجود المطلق".
وهذه العبارات كما ترى أخذت من كتاب أرسطو "ما بعد الطبيعة" من المقالة الأولى، و اختصارا انتهى المعاصرون منهم إلا في الفلسفة الوضعية التي لا تعترف بوجود المطلق إلى أن الفلسفة هي علم المطلق.
و المطلق عندهم ~ في الميتافيزيقا ~هو الشيء الذي هو بنفسه أو الموجود كما هو موجود وراء ما يبدو لنا من صفاته ،أي: الشيء في ذاته،و هذا المعنى المتفق عليه بينهم في وصف الله، أو الذي لا يتوقف على أي شيء، الذي هو بدون أية علاقة يعني: الخالي من الاستثناء و الشرط و الصفة و القيد.
إذا عرفنا هذا فهمنا أن كل تعريفات الفلسفة تجعل موضوعها المطلق،و في الواقع العلة الأولى هي الكائن أو الكينونة، منهم يأتي كل الواقع، أو هم كل الواقع ،فالبحث عن العلة الأولى هو المبدأ الأول، هو البحث عن البدائي المطلق،سواء في عالم المعرفة أو عالم الوجود، ومع ذلك فما هو المطلق في الأول (المعرفة) انه عقل الإنسان، في الثاني (الوجود) إنه الله ، من هنا تلتقي كل التعريفات في هذا : " الفلسفة هي علم المطلق".









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-11, 12:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ومعلوم أن مثل هذه المعاني " الكليات" ليست صالحة لأن تفيد وجود الأشياء، ولا حركتها ولا حياتها فما الحاجة إليها؟
المهم، أثَّرت الأفلاطونية المحدثة وهي مذهب تلفيقي يقوم على اختيار عناصر من فلسفات مختلفة لصياغة نظام فلسفي مستقل على الفلاسفة الإسلاميين بسبب نظرية التزاوج بين الفلسفة و التصوف، فوضعت لهم القاعدة التي انطلقوا منها جميعا إلى أنه واحد فوق الوحدة، لا ينطبق عليه شيء مما نتخيله بأوهامنا، ولا مما نتصوره بأفكارنا،وهو فوق الوجود،وفوق العقل، وفوق الحياة، وفوق كل نسبة و تعيين، لا تدركه العقول،و تبلغ إليه الأفكار، نتحقق وجوده دون أن نتبين كنهه، لا يسوغ لنا التعبير عنه إلا باسم الواحد المحض، والأول المطلق.
ومن هذا جاءت وحدة الوجود، و جاء كلامهم في النفس و الروح و غير ذلك.
بدأ أول بحث عند الإغريق بعد عهد الشعراء الذي سبق العهد الفلسفي حول المادة يلتمسون ماهية هذا الوجود المحسوس فانتهوا إلى ثلاثة أقوال هي: الوجود هو هذا المحسوس ـ هو المعقول لا المحسوس ـ هو المعقول و المحسوس معاً، يعني إلى المذاهب الفلسفية الكبرى:
1 ـ الدهرية، وهم قدماء الماديين أمثال ديموقريطس و أبيقور قالوا بوحدة الطبيعة ولا إله.
2 ـ قول أفلاطون و أرسطو و قبلهما سقراط بوجود عالمين"عالم الإله وعالم الطبيعة" إلا أنهم عجزوا في إثبات الاتصال بينهما فبدون نبوة الطريق مقطوع.
3 ـ الرواقيون " وحدة الوجود" أمثال شيشرون و زينون ومارك أورال ، قالوا بوحدة الطبيعة و الإله، وهو آخر المذاهب نشوءا عند الإغريق، وقد نشأ من قول سقراط في الفرق بين الروح و المادة، ولذلك نفس مثالهم يضربه أصحاب الكليات ،و هو أن وجود العقل في المادة ووجود الكلي في الأشياء كوجود ماء الورد في الورد و الدم في الجسم، و الشجرة في البذرة.
وحقيقة مذهب الرواقيين ليس إلا الرجوع إلى مذهب الدهريين" الماديين" إذ لا فرق بين من يقول: ليس هناك إلا المادة، ومن يقول: إن المادة و العقل شيء واحد، وكيف يتصور اقتران المادة بالعقل مع عدم النسبة بينهما، و استحالة جواز صفات أحدهما على الآخر، لذلك كل ما يتوجه على الدهرية يتوجه عليهم من دون تفاوت.
ولهذا يعتبر أهل الكتاب عقيدة وحدة الوجود من المذاهب الإلحادية ، و إذا فهمنا قول الطبيب ابن النفيس ~ كما نقله عنه ابن تيمية ~ بأنه لا يوجد في الحقيقة إلا قول أهل الحديث و قول الفلاسفة أمكننا أن ندققه فنقول : لا يوجد في الحقيقة إلا قول الأنبياء وقول الملاحدة، أو : قول الله و قول إبليس.
لكن هذا بالصعود مع الآراء إلى مراجعها الأصلية لا يجب أن نسقط فيه أو نستعمله في الحكم فإن الثنائية هي أبعد ما يكون عن الإنصاف لأن ما بين القولين مئات الأقوال ومئات الأنواع من الناس،فيهم أهل صدق و أهل إيمان .
و لهذا نقول: تنتهي كل الفلسفات إلى المادية أو إلى وحدة الوجود وهي نوع من المادية ، ولما كان هذا حال الفلسفة إما الشك في الحقائق، و إما الرجوع إلى المادة صراحة أو تحت مظلة الوحدة مع الله جمع بين كل المتأثرين بالفلسفة من أهل الديانات مذهب الأفلاطونية المحدثة إذ سمح لهم بالتفلسف لكن مع البقاء ضمن حظيرة الدين كما يتصورنه، وهذا الذي نفق عند اليهود و النصارى و المسلمين على حد سواء.
يمكن الرجوع بخصوص هذه القضية إلى كتاب دافيد سانتيلانا .
المهم،بالنسبة لموضوعنا انتقل مفهوم الحذف من الفلسفة القديمة، من فلسفة مدرسة "الأكاديمية" و الفلسفة المشائية كعملية عقلية تزعم الفصل في الشكل بين ما هو جوهر، و ما ليس بجوهر.
و هذا النوع من الحذف و الطرح طُبق أولا في الرياضيات، ثم في المنطق المشائي كعملية ذهنية تجريدية للفصل بين ما يعدونه من الماهية وما هو خارج عنها ،وما هو إلا نوع من النفي للحقائق الخارجة عن الذهن، لأن الحد و التصور الذي هو أساس علم المنطق لإدراك ماهية الأشياء هو باقي طرح، في حين أن الفكر في سائر العلوم هو حاصل جمع،أي أن المنطقي يطرح كل صفة يرى أنها ليست ضرورية فتصوره عبارة عن باقي طرح لكل ما يتعلق بالمتصور من صفات لازمة وغير لازمة، في حين أن غيره لا يُعتبر قد أحاط معرفةً بالشيء حتى يتصوره بكل خصائصه و مميزاته ، فكلما صعد في التصور ازداد الفكر غنى و خصوبة ومعرفة، بينما المنطقي كلما صعد بتدقيق الحد افتقر الفكر عنده.
فالماهية في المنطق: ليست الفكرة العامة ،حاصل جمع، بل باقي طرح، أي كلما ارتفعنا على سلم الكائنات بواسطة التعميم كلما افتقر مضمون التصورات، فالفكرة العامة تتكون لا بجمع جميع صفات الأنواع الدنيا التي تحتوي عليها، بل بحذف جميع الصفات التي تختلف من نوع إلى آخر.










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-11, 12:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعتبر المناطقة " الصوريين" أن الصفات اللازمة للحقيقة تنقسم إلى ذاتي وعرضي ، ذاتي داخل في الحقيقة، وعرضي خارج عنها ،وهذا التقسيم لا يقوم عليه دليل صحيح معتبر، بل الدليل يقوم على نقيضه، ولهذا لما لم يكن في نفس الأمر بينهما فرق معتبر لم يحدد المفرقون بينهما حدا يفصل بينهما بوضوح، بل ما ذكروه من الضوابط منتقض بالاعتبار التالي:
إذا كانت الصفتان متلازمتين في الوجود والعدم والثبوت والانتفاء، لا توجد هذه إلا مع هذه، وإذا انتفت هذه انتفت هذه كان التفريق بجعل إحداهما مقومة والأخرى عرضية تحكما وتخرصا.
ثم وجدت هذه الطريقة السلوبية دعما في المثالية، في حدود أن المعرفة ليست كما في الإسلام نازلة مصدرها الإله و المخاطب بها الإنسان بل تصاعدية بالطرح و النفي ، الانتقال من الحقيقة الملموسة إلى الحقيقة الغيبية ، من الفيضي إلى المتعال.
بالنسبة إليهم لها في نفس الوقت مظهر سلبي يتمثل في عملية التقليص ، تقليص الصفات ، و مظهر ايجابي هو الإدراك الحدسي للحقائق العليا، فيقدمون الحذف على أنه خطوات وجودية تسمح بالوصول إلى الأشكال العليا للمعرفة التي هي في الحقيقة المعقولات ما بعد الثانية المجردة من المادة و الصورة، فكلما صعدنا في هذه الطريقة تزداد المعرفة بالحذف فقرا لأن المعرفة عندهم هي باق طرح بينما هي في جميع العلوم حاصل جمع.
المهم، التقى علم الكلام الذي تشبَّع بالفلسفة مع وحدة الوجود و التصوف الكشفي على هذه الطريقة،و أدخلوا العالم الإسلامي في عصر الظلمات، وتحولت النظرية الفلسفية المعقدة إلى ثوب بالي تمزق إلى قطع وهي الطرق الصوفية التي انحرف جمهورها عن مقصود التصوف الصحيح فأصبح المسلم نصف إنسان كما يصفه أحدهم جمع كل الصفات السيئة وركبه الجهل وترك العمل إلا من رحم الله ، وصار يتصور الدين كاملا أو فاعلا بدون عمل حتى دخلت عليه الحضارة الغربية فشيعته إلى قبره كميت الأحياء، و هو ما سماه النبي صلى الله عليه و سلم " الوهن".
المهم،نحن هنا لا يهمنا الفيلسوف و المتكلم و العالم فهؤلاء قد يخوضون في مسائل أدق من خيط العنكبوت لكن ما علاقة المسلم الذي يشكل غالبية الأمة بهذا النوع من العقيدة، هل في مقدوره هضمها، هل يمكنها أن تُفعِّل فيه العمل؟
كيف يميز هذا المسلم الله المعبود الذي يجب أن يعبد بحق عن سائر الآلهة ،و المعبودات المزعومة ،إن كان أقصى ما سنصل إليه في عقيدة السلوب أنه أشبه بالعدم، لهذا أصبحت عقيدة المسلم ~ في المرحلة النهائية التي امتزج فيها علم الكلام بالفلسفة و التصوف الكشفي الفلسفي ـ ميتة عاجزة عن تفعيل حركيته ، جعلته في مرتبة بين الموت و الحياة هي الوهن ومعه يأتي الهوان.
إذن لدى المسلم عقيدة مجملة صريحة في القرآن و السنة لكنها ميتة لا تصنع إلا الأشباح قتلها علم الكلام و التصوف البدعي تحركت لدى بعض الشباب برد فعل مضاد لعقيدة انحرفت عن المصدرين فولدت فيهم الغلو و قتلت فيهم الفهم و الاعتدال ؟
والعقيدة وحدها لا تصنع أمة أو تبني دولة بدون فكر نابع عنها،فأي انقطاع بينها وبين المقاصد منها و منظومة الأخلاق يفقدها حيويتها ،فعندنا عقيدة الوهابية أصح عقائد المسلمين في التوحيد العملي عجزت عن بناء دولة حقيقية لأن الإطار السياسي لم يكن نابعا منها ، بل مستعينا بها ،فقد كان لها دور التحريك الروحي لكن لم يكن لها في يوم من الأيام الدور السياسي، ولا صناعة الرؤية السياسية.
وعليه لنسأل ما الذي يحتاجه المسلم في باب العقيدة أو بالأحرى ما هو الشيء الذي يجعله فاعلا متحركا بايجابية قابلا للتحدي، قائما على واجباته؟
بطبيعة الحال أصل التوحيد هو أن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا جوهر رسالة الأنبياء، وهذا يرجع إلى الأحكام الشرعية يعني إلى قسم المنهيات في التوحيد، و لهذا نقول: الإيمان بالقرآن و بالرسول هو من تمام الإيمان بالله وتوحيده،و يبقى أصل الإيمان هو الإيمان بالله و اليوم الآخر، ولهذا أجملت النصوص موضوع الإيمان فيه، فمتى آمن الإنسان بالله ربا قصده، ومتى آمن باليوم آخر راقب أفعاله ، وقد لخص الشيخ العارف عبد القادر الجيلاني في كتابه " الغنية" هذا الأمر، فكأنه يخبرنا أن جميع الإيمان ينتهي إلى صفتين من صفات الرب وهي : أنه قريب رقيب.










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-11, 13:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فالقرب يقتضي المعية و المعونة و التأييد، كما ينفي الوسطاء، فمن كان قريبا منك لا تحتاج إلى وسطاء لتصل إليه ،كما يستلزم العلم و السمع و البصر و الإحاطة،قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ - وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ - وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ - فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ - تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الواقعة].
و قيل بأن قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق] المراد به الملائكة.
و الرقيب يستلزم المسئولية ،وهي لا تتحقق إلا بمراقبة الأفكار و الأعمال و الأقوال، فمن عرف أن الله رقيب عليه صحَّح عمله وراقبه، جاء مؤكدا عاما في قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [] ، وخاصا في قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [] ، و في قوله: {كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [] ، وكذلك في قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة].
فليكون المسلم فاعلا متحركا بمسئولية شرعية يجب أن يكون مشاهدا للصفتين: القرب و الرقابة.
فالعمل الصالح ثمرة الإيمان بالله و اليوم الآخر، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة]
وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}.
وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}.
فيجب مجملا أن يجمع المسلم بين الإيمان بالله و اليوم الآخر ،وهو مصدر العمل الصالح الذي شرطه متابعة الرسول، فكيف نفسر حال رجل يصلي الصبح و يأكل الربا أو الرشوة، يقرأ القرآن و يكذب أو ينمم، كيف نفسر من ظاهره الإيمان يستلذ بما هو شر كالغيبة و النميمة و بمصائب الناس ؟
وهذا ما تضمنه حديث جبريل عليه السلام : (الْإِسْلَامُ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. وَقَالَ: الْإِيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) .
المقصود أن المسلم لا يحتاج إلى علم الكلام لا السلبي و لا الايجابي، وهذا لا يمنع أن يتكلم فيه طالب العلم و يبحث عن الصحيح الموافق للقرآن و السنة لكن لا يجعله موضوع الدعوة، فلا دخل له في بناء المجتمع الإيماني ، والعقيدة كما جاءت في النصوص عباراتها مفهومة، و يتلقاها الناس على الفطرة، و أهم ما فيها هو أن يكونوا مؤمنين بالله موقنين باليوم الآخر، فهذا ما يدفعهم للعمل و الحركة، و أن يكونوا شرطةً على أنفسهم، و يجعل عقيدتهم حية.
ومهما بلغ المسلمون في علم الكلام ولو صححوه كله فإنه لن يحرك فيهم شيئا لأنه نظري يدخل في الهوية، و قليل منهم من يملك القدرة على ربطه بالعمل القلبي، و يشهده في أعماله.
فالعقيدة التي نحتاجها في بناء الأفراد قادرين على المساهمة في بناء الدولة و النهضة بالأمة هي هذه العقيدة النصية المجملة، و إخراج غير ذلك عن مجاله الأكاديمي و إنزاله إلى عموم المسلمين أثره سلبي، هو أحد المثبطات في النزاعات التي لا طائل منها اجتماعيا و سياسيا، و استهلاك الطاقة في المراوحة في المكان، و إن كانت الحقيقة العلمية في أي مسألة مهما دقَّت تقتضي التقييم العلمي لكل شيء، لكن ليس في الدعوة، ولا في التوعية، ولا في الترشيد، و لكن فيما بين نوع من العلماء.
إن الطريقة العفوية التي يتبعها الوعاظ في إلقاء النصوص الصحيحة على الناس دون التوقف عند اللوازم الكلامية و الجدلية ليتلقوها بفطرتهم هي الطريقة الصحيحة و الشرعية الوحيدة، و لهذا نقول: لقد انحرف جمهور السلفيين مع المتكلمين فبالغوا في شحن خطابهم الدعوي بمسائل الكلام ، و بالنزاع المنصوب مع الأشاعرة، وحتى مسائل الأسماء و الأحكام خاضوا فيها بلغة كلامية محضة، ودخلوا في الافتراض و التوقع و لم يقفوا عند النصوص في المجال الدعوي، و استعملوها في إقصاء بعضهم بعضا ، و الفتنة التي وقعت بين المنتسبين للسلفية في هذا الباب سببها سياسي امتطى الكلام .
فعندما تدعو إنسانا لإقامة الصلاة بالنصوص الترغيبية و تحذره من تركها بالنصوص الترهيبية تفعل فيه الموعظة ما لا يفعله فيه قولك " تارك الصلاة كافر" إذ الرجل أساسا يشكو من خلل في الإيمان بالله و باليوم الآخر؟










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-11, 13:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم وقع لهم خلط بين تجريد التوحيد العملي وبين التصوف الشرعي فأنكروا بطريقة أو أخرى الأحوال و الإلهام و الوجد الصحيح، و ذموا حتى دعاتهم الذين اشتغلوا على علم السلوك، و أطلقوا عليهم أسماء " القصاص، الحكواتي ] و سموا الكلام بالقرآن و السنة " موعظة " و الكلام في الناس "علما" ؟
و بحجة تجريد التوحيد أنكروا الحقائق فقيدوا الرقية بعدم الدليل السمعي، وهي من العادات لأنها من الاستطباب و ليست من العبادات التي يشترط فيها التوقف قبل الدليل، فهي عرفية لها قيود شرعية، لقوله صلى الله عليه و سلم " لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك" فمنعوا الرقية ببعض المواد، بل منهم من منع القراءة على الماء أو الزيت؟
وهكذا ومع أن عقيدتهم هي أصح عقائد المسلمين لم تسلم من تأثير غير مباشر أو بالارتداد من علم الكلام و التصوف الكشفي، و أقصد هنا في شدة الموقف وفي صياغة خطابهم الدعوي.
لهذا نجد أن دعوة ابن باديس أنجح و أنفع من دعوة غيره من السلفيين ، فهو و إن ركز على تصحيح التوحيد إلا انه جرده من مسائل التكفير ~ بخلاف السلفيين المعاصرين الذين قدموا قضايا التكفير في خطابهم الدعوي وحتى السياسي ~ مما جعل خطابه مقبولا في المجتمع الجزائري، فإن اصطدم مع الرؤوس لم يصدم مع العوام، كما لم ينحرف فقهيا فيجعل من المذاهب عدوا له يهاجمها و تهاجمه، و يملأ المساجد بالنزاعات الفقهية، فهذا ما أقصده بتفعيل العقيدة بعيدا عن مسائل الهوية .
لقد ترَّكزت فكرة التَّجديد و الإصلاح الدِّينيِّ عند ابن باديس على نشر اللُّغة العربيَّة ،و حمايتها باعتبارها لغة القرآن، وحاملة هويَّة الشُّعوب الإسلاميَّة الدِّينيَّة، و أنَّها أداة التَّجديد، ووعاء الإصلاح الدِّينيِّ ، يقول في خطبة ختم تفسير القرآن سنة 1938 م: (( إنَّني أعاهدكم على أنَّني أقضي بياضي على العربيَّة و الإسلام كما قضيت سوادي عليها، و إنَّها لواجبات .. وإنِّي سأقصر حياتي على الإسلام و القرآن، و لغة الإسلام و القرآن، هذا عهدي لكم ،و أطلب منكم شيئًا واحدا، وهو أن تموتوا على الإسلام و القرآن، و لغة الإسلام و القرآن)).
فكان المقصود عنده من إصلاح عقليَّة الجزائريِّين :العمل على تثبيت الوسائل العقليَّة الصَّحيحة لبناء عقليَّة الدُّعاة و المصلحين من خلال انضباط منهجي يقوم على الاعتماد القويِّ على النُّصوص بعقليَّة متجرِّدة عن التَّعصُّب، تُفكِّر في معالجة أسباب التَّخلُّف، مع تبصُّر في الأحداث، و التفات مستمر إلى الواقع الاجتماعيِّ، متشبِّعة بالقرآن، عفيفة اللِّسان،بعيدة عن أساليب الجدل و التَّهريج، و الإسراف في القول.
وكان عماده في إصلاح العقيدة: القرآن، يعتمد عليه في إعداد الشَّباب تأسِّيًا بالنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ،يقول في (الشِّهاب) عدد جوان 1938 : ((فإنَّنا نربِّي و الحمد لله تلامذتنا على القرآن، ونوجِّه نفوسهم إلى القرآن من أوَّل يوم، وفي كلِّ يوم، و غايتنا الَّتي ستتحقَّق أن يُكوِّن القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم، وعلى هؤلاء الرِّجال القرآنيِّين تُعلِّق الأمَّة آمالها ،وفي سبيل تكوينهم تلتقي جهودنا وجهودها)).
فجاء اليوم سلفي لا يتحدث عن العقيدة بالقرآن ولكن بقال فلان و فلان، وهذا المشكل لا يكشفون القرآن بإنزال الآية على الحادثة بل يفسرونه فتضيع القوة في "قال فلان و قال فلان..."
ثم تناحر مشايخ السَّلفية على ما ليس جوهريَّا في السَّلفيَّة، كلُّ واحد منهما يغرس في نفوس الشَّباب النَّاشئ اتِّجاهات متضادَّة لا يقدر على هضمها، مثقلة بالاصطلاحات كالطَّلاسم بالنِّسبة للعوامِّ، فيقحمهم هذا الصِّراع في أزمة ضمير، وهم لا يملكون وسائل الفحص و المقارنة، فإمَّا يكفرون بالجميع للتَّناقض و التَّضارب كما حصل للكثير فيصبحون أشباحا لا حياة فيها، و إمَّا ينساقون وراء الرَّأي البسيط و يستسهلون السَّطحيَّة عند الغلاة.
في حين وقد وفَّر لهم أمثال ابن باديس منهجية صحيحة كان عليهم أن يطوِّرها ، وأن لا يكتفوا بما تيسر من أسباب الحياة الفكريَّة و العلميَّة عند الرواد ، فلا يَفصِلون أنفسهم عن الثَّقافة الحديثة، فيُفصلون عن المعارك الفكريَّة الحديثة، و يُغيَّبون عنها إلاَّ كبيادق فيها،لأنَّ دعاة اليوم يجب أن يتسلَّحوا بوسائل اليوم.
لكن مع السَّيطرة الكاملة على المواضيع، و الضَّبط الدَّقيق لها بسبب تعدُّد المعارف وتوسُّعها الثَّقافيِّ في مختلف العلوم، و إتقان الحدود الموجودة بينها، والتَّمسُّك بالنَّقد و النِّقاش الاستدلاليِّ الهادئ مع المخالف، و تتبُّع العبارات و الأفكار بأمانة، ولا نتعرَّض للأشخاص، و لا نشنِّع عليهم ،ولا نعرِّض بأهل العلم،مجتنبين الجدل لأنَّنا نقصد الحقيقة بذاتها ،ولا نقصد الانتصار لمذهب بالتَّعصُّب وتبريراته.










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-17, 08:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
brahimdca
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية brahimdca
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-18, 03:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
إيثار عرفات
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على هذا الطرح الرائع










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-19, 14:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
dalves29
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-19, 21:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Oussama benahcene
عضو جديد
 
الصورة الرمزية Oussama benahcene
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-09-22, 13:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
غفرانك ربي أرجو
بائع مسجل (ج)
 
الصورة الرمزية غفرانك ربي أرجو
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc