ما هي الزاوية التاريخية و السيميولوجية التي يُوظّفها الباحث لتفسير "طقوس" يناير الوثنية ؟

[سندباد علي بابا]

ما هي الزاوية التاريخية و السيميولوجية التي يُوظّفها الباحث لتفسير "طقوس" يناير الوثنية ؟


من بين الشعائر الوثنية التي نلاحظها في شهر يناير في مختلف ارجاء المستعمرات الرومانية (بلغاريا، رومانيا…) القديمة هي ظاهرة التّشبّه بالماعز و التّبرّك بجلودها إعتقاداً انها تجلب الصحة و العافية لصاحبها.



هذه المعتقدات الوثنية تتجسّد في رمز كوكبة/constellation "الجدي/Capricorne" و التي تمثل في علم الفلك الحديث بكوكبة Lyra /ليرا و كانت كوكبة أو الإله "الماعز " في العصر البابلي تمثل القمّة في السّحر و التفوًق في علم الدراية و التنجيم و كانت تُسمى ب "Lady of divination ، سيدة العرافة " .



البروفسور E. Kurtik في مجلة "تاريخ علم الفلك" العدد 3 من المجلد 50 الصادر 5 اوت 2019 المقال بعنوان " الماعز، الإله قولة و بداية تاريخ الكواكب البابلية " يؤكد لنا ريادة الحضارة البابلية في علوم الفلك و مكانة حيوان " الماعز" في المعتقدات الوثنية لتلك الفترة بحيث كانت كوكبة المعزة تحت سلطة و سيادة إله الصّحة و "العلاج من كلّ الأمراض" المُسمى بالإله "قولة/ GULLA" .


يقول البروفسور E. Kurtik أن هذه الكواكب في المعتقدات الوثنية البابلية كانت تُعبَد و تُقَدّس إعتقاداً أنها آلهة و تُقامُ لها الحفلات و الطقوس مثل الآلهة و لكلّ كوكبة فترة زمنية معينة و رمزية فلكية خاصة بها و كلّ هذه النظريات للتقسيم الفلكي القديم و تطوّراته كان محفوظاً و مُدوَّناً فيما يُسمى ب كتاب MUL APIN و الذي تمّ إكتشافه في مدينة "نيناوا/Ninev" الأشورية .


الإسم الأكادي لكوكبة "الماعز " هو " العّنْزي" و نلاحظ أنّ هذا الإسم لا يزال مُتداولاً ليومنا هذا في الجزائر بحيث كلمة "المْعيزْ " تُنطَقُ عندنا بتسمية " العَنزي" كذلك مثلما كانت تُنطق باللغة الأكادية القديمة .


يُضيف الباحث أنّ النجم المضيء اللامع في كوكبة " الماعز " التي تُعادل كوكبة Lyra حالياً، هو النّجم "فيقا / Vega" و نعرف تبعاً للمعادلات الفنولوجية في الجزائر أنّ " ف=ب= م" و ربما كلمة " مقاس " البابلية جاءت من هنا و تعني " الخير و البركة و اللمعان مثل النّجم المضيء فيقا أو ميقا " .






منقول