|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-02-14, 10:10 | رقم المشاركة : 7111 | ||||
|
قال أبو بكر الأعْيَن عن أبـي سَلَـمة الـخُزاعيِّ : كان مالك بن أَنَس إذا أراد أن يَخْرج يُحدِّث توضأ وضوءَهُ للصَّلاة ، ولبسَ أحسنَ ثِـيابه ، ولَبس قلنسوة ومَشّط لـحيَتَه، فقـيـل له فـي ذلك، فقال: أُوَقِّر به حديثَ رسول الله.
|
||||
2017-02-14, 10:10 | رقم المشاركة : 7112 | |||
|
قال إبراهيـم بن الـمنذر الـحِزامي عن مَعْن بن عيسى: كان مالك بن أنس إذا أرادَ أن يجلسَ للـحديثِ اغتسل وتَبَخَّرَ وتَطَيَّبَ فإن رَفعَ أحدٌ صوتَهُ فـي مـجلسهِ زَبَرَه، وقال: قال الله تعالـى: ( يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِـيِّ ) فمن رفعَ صوتَهُ عند حديث رسول الله فكأنـما رفعَ صوتَهُ فوقَ صوتِ رسول الله . |
|||
2017-02-14, 10:15 | رقم المشاركة : 7113 | |||
|
|
|||
2017-02-14, 10:23 | رقم المشاركة : 7114 | |||
|
إمام دار الهجرة -مالك ابن أنس-
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن وفى ثم أما بعد=
قال النبي =(يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة)رواه الترمذي واحمد وغيرهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه إنه إمام مالك وما أدراك ما مالك قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم وقال: "مالك وسفيان قرينان، ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق" ترجمة الامام مالك ابن انس = هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر أنس بن الحارث بن غيمان الأصبحي المدني وينتهي نسبه إلى يعرب بن يشجب بن قحطان. جده مالك بن أنس من كبار التابعين وأحد الذين حملوا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ليلا إلى قبره كما ذكر ذلك القشيري، ووالد جده هو الصحابي أبو مالك الذي شهد المغازي كلها مع رسول الله ما خلا بدرًا، وأما والدة الإمام مالك رضي الله عنه فهي العالية بنت شريك بن عبد الرحمـٰن الأسدية، والإمام مالك هو أحد أصحاب المذاهب الأربعة المدونة المعروفة والمشهورة في بلاد المسلمين. ولد في المدينة المنورة سنة 95 للهجرة وقيل 93 للهجرةوهو العام الذي مات فيه خادم رسول الله انس بن مالك نشأ مُجدًا في التحصيل والرواية وقد أخذ العلم وروى عن عدد كبير من التابعين وتابعيهم الذين يعدون بالمئات نذكر منهم: نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري، وأبا الزناد وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ويحيى بن سعيد الأنصاري. أبناءه= ولد للإمام مالك رحمه الله تعالى أربعة وأبناؤه هم: يحيى ومحمد وحماد. أبناء وبنت هي أم البهاء وكانت ممن يحفظون علمه. علمه= ونشأ في بيت اشتغل بعلم الحديث. وكان أكثرهم عناية عمه نافع المكنى بـ "أبي سهيل", ولذا عد من شيوخ ابن شهاب. وكان أخوه النضر مشتغلا بالعلم وملازما للعلماء حتى أن مالك كان يكنى بأخي النضر لشهرة أخيه. حفظ القرآن الكريم، ثم اتجه لحفظ الحديث، وكان لابد لكل طالب علم من ملازمة عالم من العلماء، فلازم في البداية ابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ سبع سنين لم يخلطه بغيره,عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد. سئل مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال: «حسن جميل ولكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه». وكان رحمه الله في تعظيم علم الدين على درجة عالية، حتى إذا أراد أن يحدّث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرّح لحيته واستعمل الطيب وتمكن من الجلوس على وقار وهيبة ثم حدّث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظِـّم حديث رسول الله ، وإرادته وجه الله تعالى بالعلم، فقد جاء عن مالك رضي الله عنه أنه سئل ثمانية وأربعين سؤالًا فأجاب عن ستة وقال عن البقية لا أدري. ولقد كان رحمه الله إمام دار الهجرة، فانتشر علمه في الأمصار واشتهر في سائر الأقطار وضربت إليه أكباد الإبل وارتحل الناس إليه من شتى الأنحاء، فكان يدرّس وهو ابن سبع عشرة سنة، فمكث يُفتي ويعلم الناس، حتى إن كثيرًا من مشايخه رووا عنـه كمحمد بن شهاب الزهري، وربيعة بن أبي عبد الرحمـٰن فقيه أهل المدينة، ويحيى ابن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة وروى عنه كثير من الرواة حتى إن القاضي عياضًا ألف كتابًا عدَّ فيه ألفًا وثلاثمائة اسم ممن روى عن الإمام رضي الله عنه، أشهرهم سفيان الثوري والإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي وعبد الله بن المبارك. ومن أقرانه الأوزاعي والثوري والليث بن سعد. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل ثلاثمائة من التابعين وستمائة من أتباع التابعين ، تحلق الناس عنده لطلب العلم وهو ابن سبع عشرة سنة ولم يفتي إلا بعدما استشار سبعون عالما من علماء المدينة وهو ابن اربعين سنة. مناقبه= ولقد كان الإمام مالك بن أنس معظمًا للعلم حتى إنه إذا أراد أن يحدث توضأ وصلى ركعتين وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته واستعمل الطيب وتمكن في الجلوس على وقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله ولا أحدث به إلا متمكنًا على طهارة. وكان الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه معظمًا للنبي موقرًا له، فقد قال مصعب بن عبد الله: كان مالك إذا ذكر النبي يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك فقال: «لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت أرى جعفر بن محمد كان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي اصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانًا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصليًا وإما صامتًا وإما يقرأ القرءان، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان مِن العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل. يروى من أن الخليفة هارون الرشيد قدم إلى المدينة المنورة وكان قد بلغه أن الإمام مالكًا يقرأ الموطأ على الناس، فأرسل إليه البرمكي وقال له: اقرأ عليه السلام وقل له يحمل إليَّ الكتاب فيقرأه عليَّ، فأتاه البرمكي فأخبره فقال الإمام رضي الله عنه: اقرأ على أمير المؤمنين السلام وقل له إن العلم يُزَار ولا يزور، وإن العلم يؤتى ولا يأتي، فقصد الرشيد منزل الإمام واستند إلى الجدار فقال له الإمام مالك: يا أمير المؤمنين، من إجلال رسول الله إجلال العلم. ولم يكن هذا الفعل من الإمام تكبرًا على الخليفة، بل كان ذلك لمصلحة شرعية هي بيان فضل العلم والعلماء وتعليم الناس سواء كانوا حكامًا أو محكومين أن يُجلّوا العلم ويوقروه ويكون له في نفوسهم رهبة وهيبة، وإلا فالإمام مالك رضي الله عنه كان من أشد أهل عصره تواضعًا ولينًا. وكان الناس إذا أتوا الإمام مالكًا خرجت إليهم جارية له فتقول لهم: يقول لكم الشيخ تريدون الحديث أو المسائل فإن قالوا المسائل خرج إليهم، وإن قالوا الحديث دخل مغتسله واغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا ولبس ساجه وتعمم ووضع رداءه وتلقى له منصة فيخرج فيجلس عليها وعليه الخشوع ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله وكان رحمه الله لا يجلس على تلك المنصة إلا إذا حدث عن رسول الله وقيل في ذلك لمالك فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنًا. قال الدراوردي رحمه الله: رأيت في المنام أني دخلت مسجد رسول الله فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام يعظ الناس إذ دخل عليه مالك فلما رءاه النبي قال=-إليَّ إلي-فأقبل حتى دنا منه فنزع النبي خاتمه من أصبعه فوضعه في خنصر مالك رضي الله عنه فأولته بالعلم وكان العلماء يقتدون بعلمه والأمراء يستضيئون برأيه، والعامة منقادين إلى قوله، فكان يأمر فيمتثل بأمره بغير سلطان. ولقد قال الإمام ابن حبان في *الثقات*=كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ، ولم يروِ إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك. ثم إن أقوال الكثيرين من علماء عصره جعلنا نتبين مدى حرصه على دين الله فقد قال الإمام الشافعي عنه: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال ابن معين: مالك من حُجج الله على خلقه، وقال يحيى بن سعيد القطان: مالك أمير المؤمنين في الحديث، وقال ابن سعيد: كان مالك ثقة مأمونًا ثبتًا ورعًا فقيهًا عالمًا حجة. عقيدته= كان الإمام رضي الله عنه مقتديًا بالسنة المطهرة التي كان عليها النبي وصحابته الكرام وأهل بيته، وكان مولده بالمدينة المنورة وتفقهه على علمائها سببًا في اطلاعه بالسنة النبوية المطهرة وأحوال أهل مهاجر النبي فكان على عقيدة التنزيه لله عن مشابهة الخلق وعن المكان وعن الهيئة والصورة والحركة والانتقال والتغير. اشتهر ب= هو أول كتاب وُضعت فيه الأحاديث مصنفة ومبوبة، ومعناه الممهد كما أنه أول كتاب أُلّف في الحديث والفقه معًا، واستغرق تأليفه أربعين سنة. وقد اشتمل على الكثير من الأسانيد التي حكم المحدثون بأنها أصح الأحاديث. وقال عن موطأهدعوهم، فلن يبقى إلا ما أريد به وجه الله لأن غير واحد من العلماء قد صنع موطأ كموطئه. وقد قال الشافعي في الموطأ: ما ظهر كتاب على الأرض بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي عصره قيل فيه =( أيفتى ومالك في المدينة). وفاة إمام عظيم= كانت وفاته في المدينة المنورة لعشر خلون من ربيع الأول سنة مائة وتسعة وسبعين للهجرة، ودفن في البقيع بجوار إبراهيم ولد النبي ورثاه العديد من الشعراء منهم جعفربن أحمد السراج بقوله: سقى جَدَثًا ضمَّ البقيعُ لمالك من المزن مرعاد السحائب مبراقُ إمـــــــــام موطاه الذي طبقت به أقاليم في الدنيا فساح وءافاقُ أقاــــــــــم به شرع النبي محمد له حذر من أن يضام وإشفاقُ لــــــــه سند عال صحيح وهيبة فللكل منه حين يرويه إطراقُ وأصحاب صدق كلهم علم فسل بهم إنهم إن أنت ساءلت حذاق ولــــو لم يكن إلا ابن إدريس وحده كفاه ألا إن السعادة أرزاق |
|||
2017-02-14, 10:30 | رقم المشاركة : 7115 | |||
|
مالك بن أنس إمام دار الهجرة
اسمه ونسبه هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن جثيل ـ بجيم وثاء مثلثة وياء ساكنة- وقيل خثيل، بخاء معجمة - بن عمرو بن الحارث، بن ذي أصبح، واسمه الحارث الأصبحي المدني، وكنيته مالك (تهذيب الكمال:27/93). وذو أصبح أحد الأذواء، والأذواء يمنيون، وهو لقب من ألقاب ملوكهم قديما، وقد أوصل ابن خلكان نسب ذي أصبح إلى يعرب بن قحطان، وقال عن أسرته اليمنية إنها قبيلة كبيرة باليمن، وإليها تنسب السياط الأصبحية وينسب مالك إلى ذي أصبح فيقال له: الأصبحي. والأصبحيون كانوا من عظماء اليمن، فنسبه من جهة أبيه يصل إلى ملوك حمير في الجاهلية، أما أمه، فهي: العالية بنت شريك بن عبد الرحمن القحطانية الأزدية. وقد كانت لهذه الأم شأن ـ و أي شأن- في نشأة ابنها وحسن توجيهه. مــولــده قال الذهبي: "مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل"، (سير أعلام النبلاء: 8/49). وقد ذكر بعض الرواة أنه ولد قبل ذلك، وقال بعضهم: ولد بعد ذلك، ومن هؤلاء ابن خلكان الذي يقول: ولد سنة خمس وتسعين وحمل به ثلاث سنوات. (وفيات الأعيان: 2/200) صـفـتـه عن مطرف بن عبد الله، قال: "كان مالك بن أنس طويلا، عظيم الهامة، أصلع، أبيض الرأس واللحية، شديد البياض إلى الشقرة." (صفة الصفوة: 2/177). وعن عيسى بن عمر المدني قال: ما رأيت بياضا قط، ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك" (سير أعلام النبلاء: 8/62، وتاريخ الإسلام: 1/319) وعن عبد الرحمن بن مهدي، قال: "ما رأيت أهيب من مالك بن أنس، ولا أتم عقلا ولا أشد تقوى". (تاريخ الإسلام: 11/323). ابتداء طلبه العلم وثناء العلماء عليه قال الذهبي: وطلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات". (سير أعلام النبلاء: 8/5). وعن عبد الله بن المبارك قال: ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة. (حلية الأولياء: 6/330). وابن عيينة : "مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانه". (سير أعلام النبلاء: 8/57). و قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. (الحلية: 6/318). قال الذهبي: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه زيد بن ثابت، وعائشة، ثم ابن عمر، ثم سعيد بن المسيب، ثم الزهري، ثم عبيد الله بن عمر، ثم مالك". (السير: 8/57). وقال كذلك: لم يكن بالمدينة عالم بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه والجلالة والحفظ، فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب، والفقهاء السبعة، والقاسم وسالم، وعكرمة، ونافع، وطبقتهم، ثم زيد بن أسلم، وابن شهاب، وأبي الزناد، ويحيى بن سيد، صفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم، فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن الماجشون، وفليح بن سليمان والدراوردي، وأقرانهم، فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق، والذي تضرب غليه آباط الإبل من الآفـــاق".( سير أعلام النبلاء :8/58). قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري، ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد. وقال: "ما رأيت أحدا أعقل من مالك". (السير:8/76). قال الواقدي: كان مالك يجلس في منزله على ضجاع ونمارق مطروحة يمنة ويسرة في سائر في سائر البيت لمن يأتي وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان مهيبا نبيلا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه، وكان له كاتب يقال له: حبيب قد نسخ كتبه ويقرأ للجماعة، فإذا أخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليل". (السير :8/79). عزة نفسه وتوقيره لحديث النبي "عليه السلام" عن ابن أبي أويس، قال: "كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار، وهيبة، ثم حدث . فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا. وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو مستعجل، فقال: أحب أن يفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". (حلية الأولياء :6/388). وعن معن بن عيسى قال: كان مالك بن أنس إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب، فإذا رفع أحد صوته في مجلسه زجره، قال: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، فمن رفع صوته عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، (تهذيب الكمال: 11/111). عن ابن القاسم، قال: "قيل لمالك لم لم تأخذ عن عمرو بن دينار؟ قال: أتيته فوجدته يأخذون عنه قياما، فأجللت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخذه قائما". (سير أعلام النبلاء 8/67). نصره للسـنة وشدته على أهل البدع عن مطرف بن عبد الله، قال: "سمعت مالكا يقول: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سننا، الأخذ بها إتباع لكتاب الله، واستكمال بطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها، ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها واتبع غير سبيل المومنين ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا". (حلية الأولياء 6/324، وسيرأعلام النبلاء :8/98). وفي المصدر السابق نفسه، عن يحيى بن خلف، قال: كنت عند مالك فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق، اقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته، قال: إنما سمعته منك وعظم هذا القول". وقال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك ـ رحمه الله- أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقذا للعراقيين، ثم قال القاضي عياض: قال سفيان بن عيينة: سأل مالكا فقال: الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فسكت مالك حتى علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنك ضالا أخرجوه. فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله لقدة سألت عنها أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له". (سير أعلام النبلاء: 8/107). وعن أبي ثور، قال: سمعت الشافعي يقول: كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما أنا فعلى بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه. وكان يقول لست أرى لأحد يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء سهما". (حلية الأولياء 6/324). من تـلاميذ الإمام مالك بن أنس إن من علامات التفوق عند التلميذ، وأمارات الانصاف عند المعلم أن يستفيذ الأخير ما لا يعلمه من تلميذه، ولقد حدث ذلك مع مالك حيث يقول: "قل رجل كنت أتعلم منه ما مات حتى يجيئني ويستفتيني" طبقات الفقهاء للشيرازري:68 فقد روى عنه عدد من شيوخه من التابعين: كمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وأيوب السختياني، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأنصاري. ومن شيوخه من غير التابعين: نافع ابن أبي نعيم القارئ .كما روى عنه من أقرانه من الأئمة المشاهير: سفيان بن سعيد الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وغيرهم. ومن طبقة أخرى بعد هؤلاء: المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة، وعبد الله بن وهب المصري، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي المصري، وأشهب بن عبد العزيز المصري وعلي بن زياد الطرابلسي القيرواني، وآخـرون. ولقد اهتم هؤلاء وغيرهم بمرويات الإمام مالك وما تعلموه منه، فجمـعوا رواياته ومختاراته، ولخصوها وحرروها، وشرحوها وخرجوا عليها، وتكلموا في أصولها ودلائلها، ونشروها في الآفاق. مؤلفات الإمام مالك بن أنس قال القاضي عياض: "اعلموا وفقكم الله أن لمالك رحمه الله، أوضاعا شريفة مروية عنه، أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم لكنه لم يشتهر عنه منها، ولا واظب على إسماعه ورواياته، غير الموطأ، مع حذفه منه وتلخيصه له شيئا بعد شيء. وسائر توا ليفه إنما رواها عنه من كتب بها إليه، أو سأله إياها، أو آحاد من أصحابه، ولم تروها الكافه. فمن أشهرها رسالته إلى ابن وهب في القدر، والرد على القدرية، وهو من خيار الكتب في هذا الباب، الدال على سعة علمه بهذا الشأن رحمه الله." و منها كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر، وهو كتاب جيد مفيد جدا، قد اعتمد عليه الناس في هذا الباب، وجعلوه أصلا، وعليه اعتمد أبو محمد عبد الله بم مسرور القروي في تأليفه، وقد أدخل جميعه صاحبا كتاب الاستيعاب لأقوال مالك: أبو عبد الله المعيطي، وأبو عمر بن المكوي، وفي جامع كتابهما الكبير." ترتيب المدارك:1/90-91 قال سحنون: وهو مما انفرد بروايته عن مالك: عبد الله بن نافع السائغ، قال سحنون: سمعته من ابن نافع. ومن ذلك رسالة مالك في الأقضية، كتب بها لبعض القضاة، عشرة أجزاء، رواها عنه عبد الله بن عبد الجليل. ومن ذلك رسالته إلى أبي غسان محمد بن مطرف في الفتوى، وهي مشهورة، يرويها عنه خالد بن نزار ومحمد بن مطرف، وقد نقل إسحاق بن سعيد أقوال مالك في هذه الرسالة، منها في كتابه. ومن ذلك رسالته إلى هارون الرشيد المشهورة في الآداب والمواعظ، وقد علق عليها القاضي عياض قائلا: أنكرها بعض مشايخنا: إسماعيل القاضي، والأبهري، وأبو محمد بن أبي زيد، وقالوا: إنها لاتصح، وإن طريقها لمالك ضعيف، وفيها أحاديث لا نعرفها، قال الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدث بها لأدبه، وأحاديث منكرة تخالف أصوله ....... وقد أنكرها أصبغ بن الفرج أيضا، وحلف ما هي من وضع مالك " المدارك: 1/92 قال الشيخ أبو زهرة رحمه الله: "وإننا إذ نحكم بأن هذه الرسالة لا يمكن أن يكون كلها، ولا جلها منسوبا لمالك رضي الله عنه، فإنه يغلب على الظن أن بعضها تصح نسبته إليه، بل نرجح نسبته إليه، لأنا وجدنا في إحدى روايته لهذه الرسالة ما يليق أن يكون موعظة للخلفاء. ومن ذلك كتابه في التفسير لغريب القرآن الذي يرويه عنه خالد بن عبد الرحمن المخزومي. ومن ذلك رسالته إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة." المدارك:1/94 وهي رسالة مطبوعة متداولة الموطأالمشهور......... |
|||
2017-02-14, 10:39 | رقم المشاركة : 7116 | |||
|
مالك بن أنس (93- 179هـ)
هو عالم المدينة ومؤسس المذهب المالكي. قال عنه سفيان بن عيينة: "مالك عالم أهل الحجاز". وقال الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم". نسبه هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري المدني(1)، أبو عبد الله، إمام دار الهجرة، أحد الأئمة الأربعة الفقهاء، ولد في المدينة سنة ثلاث وتسعين على أرجح الأقوال، بدأ رحلته العلمية وهو ابن بضع عشرة سنة. أول شيخ تلقى عنه العلم هو: ربيعة الرأي الفقيه المدني المعروف، ثم لزم ابن هرمز سبع سنين أو ثمان، لم يخلطه بغيره، فأخذ عنه علم الحديث، ثم مال إلى ابن شهاب الزهري، كما أخذ عن نافع، وابن المنكدر، وعبد الله بن دينار، وصالح بن كيسان، وسعيد المقبري، وغيرهم كثير ممن أخذ عنهم مالك، حتى قيل إن عدد شيوخه فاق تسعمائة شيخ، منهم ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابعي التابعين. جلوسه للتدريس والإفتاء لم يجلس مالك لتدريس العلم حتى شهد له شيوخه بأنه أهل لذلك، وهو نفسه يحدث بذلك فيقول: "ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل والجهة من المسجد، فان رأوه لذلك أهلا جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم، أني موضع لذلك"(2)، وكان يقول: "ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة ويحيى بن سعيد، فأمراني بذلك". وقد كان من منهجه في التدريس أن يهتم بالمسائل الواقعة، ولم يفترض المتوقعات، ولا يحب أن يسأل عنها، على خلاف أهل العراق الذين شغفوا بالفقه التقديري. منزلته العلمية كان حافظا الحديث الشريف وعالما به، إماماً في نقد الرجال، لا يروي إلا عمن هو ثقة عنده، وكان بارعاً في الفقه، لم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبهه... وقد كان للبيئة التي عاش فيها مالك أثر في تكوينه العلمي؛ فالمدينة المنورة موطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجمع الصحابة والتابعين من بعده فيها سن الله لرسوله سنن الإسلام وشريعته، وإليها كانت الهجرة إلى الله، وبها كان كبار الصحابة من الأنصار والمهاجرين وهم أكثرهم عددا، وأوسعهم علما، وأعلمهم بسلوك نبيهم، فتأثر مالك بآرائهم وأفكارهم، وحفظ فتاواهم ومسائلهم، وتعرف على أقضيتهم وأحكامهم، وكان حريصا على الأخذ بما يجري في بلده يعطيه الأهمية القصوى، ويرى حجيته في الأحكام التشريعية العملية إذ كان يرى سلوك أهل المدينة، مأخوذا من سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاقتداء بهم، وحديثهم أصح الأحاديث.. مؤلفاته ولمالك رحمه الله مؤلفات، منها: - رسالة في القدر، كتبها إلى ابن وهب وإسنادها صحيح. - وله مؤلفات في النجوم ومنازل القمر. رواه سحنون، عن ابن نافع الصائغ، عنه، ورسالة في الأقضية، وله جزء في التفسير، ورسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة. مواقفه ولما حج المنصور، دعا مالك فسأله وأجابه، فقال له المنصور: عزمت أن آمر بكتبك هذه ـ يعني الموطأ ـ فتنسخ نسخاً، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ويدعوا ما سوى ذلك من العلم المُحْدَث، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم. فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سيق إليهم، وعملوا به ودانوا به، من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم. وإن ردّهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتني لأمرت بذلك. محنته ووفاته تعرض مالك لمحنة شديدة في إمارة جعفر بن سليمان بن علي العباسي أمير المدينة سنة 147هـ فقد وشي إليه بأنه يرى أن أيمان البيعة ليست ملزمة إذا كانت بالإكراه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس على مستكره طلاق)، فنهي عن رواية هذا الحديث فلم ينته، فأمر به فجردت ثيابه وضرب سبعين سوطاً، وحلق شعره، وحمل على بعير وقيل له: ناد على نفسك، فقال: ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جعفر بن سليمان: أنزلوه. وما زال بعدها في رفعة وعلو. قال الذهبي: هذا ثمرة المحنة المحمودة، أنها ترفع العبد عند المؤمنين(3). وتوفي مالك رحمة الله صبيحة يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 179هـ في خلافة هارون الرشيد، ودفن بالبقيع. قيل فيه قال عنه سفيان بن عيينة: "مالك عالم أهل الحجاز". وقال الشافعي: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم". بعض مصادر سيرة الإمام مالك - ترتيب المدارك للقاضي عياض - الانتقاء لابن عبد البر - مناقب مالك للشيخ الزواوي - تزيين الممالك للسيوطي - في الديباج المذهب - وفيات الأعيان - تهذيب التهذيب - صفة الصفوة - حلية الأولياء - تاريخ خليفة - سير أعلام النبلاء - تذكرة الحفاظ - التعريف بابن خلدون - معجم المطبوعات - مفتاح السعادة - مالك بن أنس إمام دار الهجرة لعبد الحليم الجندي - مالك ترجمة محررة لأمين الخولي - مالك حياته وعصره، آراؤه وفقهه للشيخ أبي زهرة وغيرها من الكتب. الهوامش (1)- انظر الانتقاء ص: 10 لابن عبد البر، والمدارك للقاضي عياض1/104 (2) - المدارك 1/140. (3) - الانتقاء ص 44. |
|||
2017-02-15, 01:46 | رقم المشاركة : 7117 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 01:47 | رقم المشاركة : 7118 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 01:48 | رقم المشاركة : 7119 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 15:42 | رقم المشاركة : 7120 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 15:46 | رقم المشاركة : 7121 | |||
|
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ». |
|||
2017-02-15, 15:48 | رقم المشاركة : 7122 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 15:52 | رقم المشاركة : 7123 | |||
|
عن عبد الله بن وهب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ﴿ من نصب شجرة فصبر على حفظها و القيام عليها حتى تثمر ، كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عز وجل ﴾ أخرجه أحمد . |
|||
2017-02-15, 15:53 | رقم المشاركة : 7124 | |||
|
|
|||
2017-02-15, 15:54 | رقم المشاركة : 7125 | |||
|
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc