كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-02-07, 17:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

لفظ النفس ورد في القرآن مائتين وخمسًا وتسعين مرة، باختلاف تصاريفه .

وهو من الألفاظ التي تحمل عدة معان، فليست من المتشابهات

كما ذكرت، وإنما من الألفاظ المشتركة

ويبحث عنه في كتب (الوجوه والنظائر) .

أما معانيها في القرآن، فمنها ما ذكره الإمام ابن الجوزي:

" وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه:

أحدها: آدم.

ومنه قوله تعالى في سورة النساء: (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)

وفي الأنعام: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) .

والثاني: الأم.

ومنه قوله تعالى في النور: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)

أي: بأمهاتهم. والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها.

والثالث: الجماعة.

ومنه قوله تعالى في آل عمران: (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ)

وفي براءة: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).

والرابع: الأهل.

ومنه قوله تعالى في البقرة: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ)

قيل: إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد

والأخ الذي لم يعبد أن يقتل (أخاه) العابد.

والخامس: أهل الدين.

ومنه قوله تعالى في النور: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)

أي: على أهل دينكم. وفي الحجرات: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ).

والسادس: الإنسان.

ومنه قوله تعالى في المائدة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ)

أي: الإنسان بالإنسان.

والسابع: البعض.

ومنه قوله تعالى في البقرة: (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)

أي: يقتل بعضكم بعضا.

والثامن: النفس بعينها.

ومنه قوله تعالى في سورة النساء: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) "


انتهى من "نزهة الأعين النواظر" (597) .

أثر القرآن الكريم في ضبط نفس الإنسان

يتمحور موضوع البحث حول مفهومين أساسيين

أولهما النفس البشرية

وثانيهما أثر القرآن في ضبطها وانضباطها.

فالانسان مكون من ثلاث لطائف

" العقل والقلب والنفس".

حيث إن دين المرء عقله

ومن لا عقل له لا دين له

وبعض الأفعال التي تقتضيها صورة الانسان كالغضب والرضا

والجرأة والخوف

والجود والشح والسخط والقبول

محلها القلب

وبالنفس يشتهي الانسان ما يستلذه من المطاعم والمشارب والمناكح.


1 : النفس البشرية، قواها وأنواعها:

حديثنا إذن يهم النفس

الهوية الحقيقية للانسان الآدمي

ومحتواها الحقيقي هو الذي يحدد وجهة الانسان نحو السعادة

ويبين مصيره المستقبلي .

فالنفس في الانسان هي صورته وهواه ورغباته وشهوته

هي أثر من آثار الروح التي تمنح النفس القوة

لأداء خواصها بأمر الله تعالى كما ورد عن بعض السلف:

" إذا دخلت الروح الجسد سمي نفسا

وبها تحس النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشم وتتذوق ".

فالنفس ترى بالعين

وتسمع بالأذن

وتحس بواسطة مسام الجلد

وتتذوق بواسطة الخلايا الموجودة في اللسان.

هذه الأحاسيس والادراكات العقلية بمجموعها غير المادية هي ما يسمى بالنفس الانسانية

فإذا أخذ الله الروح وخلي الجسد منها

انقطعت تلك الطاقة عن الأسلاك العصبية

وفقدت تلك الحواس

ماتت النفس التي عبر القرآن عنها في قوله تعالى:" كل نفس ذائقة الموت ". (آل عمران/185.).

فعن طريق النفس ينصرف الانسان الى أمانيه المادية وشهواته الدنيوية فينحط بقدر اشتغاله في تلبية ذلك

وانصرافه عما يسمو به من فضائل وطاعات

أو يعلو ويسمو بانصرافه للفضائل الايجابية فيرتقي بقدر إعمال نفسه في الدرجات .

وهذا يعني ويبين أن للنفس مراتب

وأنها تخضع للتغيير والتبديل من حالة الى حالة

كما حقق القرآن ذلك في قوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".(الرعد/11).

فإذا نظرنا إليها في تقلباتها هذه وجدناها تمر عبر قوى أساسية تتمثل في :

-قوة الشهوة وقوة الغضب وقوة العقل

فبالعفة تهزم الشهوة

وبالشجاعة ينهزم الغضب

وبالحكمة والحرص عليها يسمو العقل

ولجميعها يحتاج الانسان

فلو كان عقلا فقط لكان ملَكا

لكن الله خلق الانسان الذي يخطئ ويصيب

ولو كان غضبا فقط لكان سبعا

لكنه يحتاج الى القوة الغضبية ليدافع عن نفسه

ولو كان شهوة فقط لكان بهيمة

لكنه يحتاج الى الشهوة ليعيش ويتناسل.

وحسب استخدام هذه القوى المذكورة

تمر النفس الانسانية بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث هي :

1-1-النفس اللوامة: قال تعالى:" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ".(القيامة /1-2.)

حيث أقسم سبحانه بيوم عظيم لتحقيق وقوعه وبيان هوله

وإيقاظ النفوس النائمة الغافلة عنه

فتصحو وتنتبه من سباتها .

وقد ذكر الله تعالى النفس اللوامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيام ذلك اليوم

حيث تقف فيه وحيدة دون نصير

فهي نفس تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصية وتكرهها

نفس تعيش في داخلها صراعا بين الخير والشر .

فالانسان في بداية أمره إذا ارتكب ذنبا أو خطيئة ابتداء

شعر في داخله بإحساس يؤنبه

وتمنى لو لم يفعله

وإذا عاد إليه ثانية ضعفت خاصية الشعور بالذنب والخطيئة

وانتقل صاحبها الى مرحلة الميل الى المعصية واستحسانها لتنتقل نفسه من لوامة الى أمارة بالسوء....

1-2-النفس الأمارة : حيث تميل النفس الى السوء وحب العصيان

والغفلة عن الطاعة والعبادة

ويطلق عليها النفس الأمارة بالسوء؛ نفس استحوذ عليها الشيطان

وسيطر على سلوكها وذوقها

وقتل فيها الحياء والعفة. هذه النفس تعلل فجورها واستمرارها في المعصية

بنسبة كل ما يفعله الانسان الى البيئة والآباء أوالمجتمع.

قال تعالى:"وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا". (الاعراف/28).

فتستكبر وتقع في الظلم لتقع في الخسران الأبدي

قال تعالى: " إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ". (الشورى/45).

وسبب ذلك حدده الشارع في قوله تعالى:" لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا...".(الفرقان/21.).

1-3-النفس المطمئنة: نفس راضية استسلمت لخالقها برضا وقناعة

لا تفعل إلا ما تيقن لها صلاحه

نفس تحقق لها الورع والاخلاص

وسمت عن الدنيا وشهواتها

واشتغلت عنها بعمارة عالم الآخرة الباقية الخالدة المحددة

في قوله تعالى:" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين".(السجدة/17)

نفس استحقت الذكر والتمجيد في قوله تعالى:" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ". (الفجر /27.).


2- مفهوم الضبط والانضباط :


الارتقاء بالنفس والنهوض بها باعتبار طبيعتها التغييرية

يحتاج الى ضبط وانضباط خاصين

يستمدان أصولهما من كتاب الله، الذي تحدث عن مراتب النفس

وبينه من خلال سوره وآياته.

وقبل تحديد ذلك نحتاج الى بيان مفهوم الضبط والانضباط.

فالضبط هو لزوم الشيء وحبسه

والضابط هو الذي يلازم ما يضبطه

ويصبر نفسه معه حفظا وحزما

والأضبط الذي يعمل بيديه جميعا

و" ضبط " فعل يتعدى بنفسه

بمعنى أن له فاعلا ومفعولا

فالفاعل هو الضابط والمفعول هو المضبوط، أي الموضوع والمجال،

الذي يقع فيه أو به أو عليه الفعل والعملية الضبطية.


لسان العرب مادة ضبط

فإذا انصرف المعنى الى ضبط النفس وانضباطها دل على حبس النفس عن الشر وإلزامها بالخير مع الصبر عليها والحزم معها.

وهو ما أطلق عليه علماء التربية بتزكية النفس



اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc