التعالم وآثاره الخطيرة على الأمة ! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التعالم وآثاره الخطيرة على الأمة !

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-27, 16:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B11 التعالم وآثاره الخطيرة على الأمة !

فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد : فلابد للأمة من العلم والعلماء لأن الله سبحانه بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وأنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .

قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) . والهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث بالعلم والعمل وإذا رفع العلم بقبض العلماء ( اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً ؛ فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) ؛ كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - .

والعلم لا يحصل إلا بالتعلم والتلقي عن العلماء . قال الله تعالى : ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) .

لا يؤخذ العلم من مجرد الكتب من دون قراءتها على العلماء وتلقي شرحها وبيانها منهم ، ولا يؤخذ العلم عن المتعالمين الذين يأخذون علمهم عن الأوراق ويشرحونها من أفكارهم وأفهامهم .

فالتعالم معناه ادعاء العلم نتيجة للاقتصار على مطالعة الكتب ، ومثل هذا يقال له : الجاهل المركب ، وهو الذي يجهل ولا يدري أنه جاهل بل يظن أنه هو العالم ، وكم جنت هذه الطريقة على الأمة - قديمًا وحديثًا - من الويلات ، فأول خريجي مدرسة التعالم هم الخوارج ؛ الذين كفروا الصحابة وقاتلوهم ، وقتلوا عثمان ، وعليًا ، وطلحة ، والزبير ، وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم - .

ولا تزال أفواج خريجي هذه المدرسة يتوالى خروجها على الأمة ، وما حادث الحرم ، وحوادث التفجيرات وترويع الآمنين في عصرنا الحاضر إلا امتدادًا لهذه المدرسة المشؤومة ؛ كما أنه لا يزال يتخرج من هذه المدرسة من يكفرون أو يبدعون المسلمين ، ويتخرج منها من يفتون بغير علم فيحلون ما حرم الله ، أو يحرمون ما أحل الله ، ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من أضرار هؤلاء الذين يحتقرون العلماء ويصفونهم بأنهم : علماء سلطة ، وأنهم مداهنون ، وأصحاب كراسي وغير ذلك . وينفرون من تلقي العلم عنهم .

والواجب على شباب الأمة الحذر من هؤلاء المتعالمين ، والحرص على تلقي العلم عن العلماء والرجوع إليهم في حل مشكلاتهم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء ، وقد ميزهم الله عن غيرهم بالعلم ؛ فقال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) .

كما أنه يجب ألا يمكن من التدريس والافتاء إلا من عرف بالعلم ، وعرف أين تلقى العلم .

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 16:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحلول المعالجة لداء التعالم:


السؤال : من المعلوم أن مقاصد الشريعة الكلية تزكية النفوس، ولكن نرى بين أوساط الشباب وخاصة ما يطلق عليهم الدعاة إلى الله يعني : الموجهين للناس، يتعلم العلم الشرعي لا لتزكية النفس، وإنما ليماري به السفهاء، ويجاري به العلماء.

الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

السائل : فتكثر وتتغلغل الفتن بكل سهولة بين أوساط الشباب يا شيخ! فالتفرقة واقعة، وأهل الدين الذين يريدون النصر لدين الله والعلو له، يتذمرون من هذا الشيء، فما هو الحل الجذري لهذه المشكلة، إن الناس عندما تتأمل الواقع لا ترى فيها ديناً وإنما أي فتنة تتخللهم وتتغلغل فيهم، فما هو الواقع السليم الذي يجب أن يطبق حتى ترتفع هذه الظاهرة؟



الجواب: الواقع السليم تقوى الله عز وجل، الذي يرفع هذا الأمر هو تقوى الله عز وجل، وأن يعلم المفتي أنه أجرؤ الناس على النار، كما جاء في الأثر: [ أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار]. وليعلم المفتي أنه يتكلم عن الله عز وجل، فليحذر أن يقول على الله ما لا يعلم،



لكن المشكل كما تفضلت : أن بعض الناس يريد أن يجاري العلماء، ويماري السفهاء، ويجعل لنفسه منصباً، وكما يقول العوام: (خالف تذكر) وهذه مشكلة، هذا عمله حابط وما تجر فتواه من مخالفة الشريعة فإثمه عليه.



والحمد لله -يا أخي- أنت في سعة في حِلّ، كان الصحابة يتدافعون الإفتاء حتى ترجع المسألة إلى الأول، وما بالنا نتعجل السيادة، إن أراد الله أن تكون إماماً للمسلمين أو للمتقين سيحصل لك، لكن ثق بأنك لن تكون إماماً للمتقين وأنت تقول على الله ما لا تعلم، أو تسلك بنيات الطريق لتذكر، ويقال: قال فلان .. قال فلان.



فما أرى حلاً لهذا إلا تقوى الله عز وجل، ويعلم الإنسان أن أي كلمة تصدر منه فهي مكتوبة، وأي كلمة يكون بها ضرر الناس فهو مسئول عنها وعليه إثمها وإثم من اتبعها.




السائل: نتيجة هذا الأمر يا شيخ! أن هناك في بعض الإخوان والجماعات الدعوية لا يوجد لديهم كفاية من العلم وكذا تجد منهم التحمس الزائد عن حده الذي يفسد الأمر من أصله، وبعضهم مقصر جداً، وكل ذلك ناتج عن بعض الموجهين أو التمسك بفتاوى من غير أمر يقتضي هذا التمسك، تأتي فتوى على عاتقها فتتمسك بها هذه الجماعات وأخرى تنبذها وهكذا يا شيخ! فما هو الحل؟


الشيخ: كما قلت لك يا أخي! الحل التقوى.

السائل: من الناحية العلمية يا شيخ.



الشيخ: حتى من الناحية العلمية، أما من ناحية الشباب الذين لا يتصدرون لهذا نقول: احذروا أنصاف العلماء،

قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه: الفتوى الحموية يقال: ما أفسد الدنيا والدين إلا نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب. فنصف المتكلم أفسد الأديان، ونصف الفقيه أفسد البلدان، ونصف النحوي أفسد اللسان، ونصف الطبيب أهلك الأبدان،




وهذا صحيح يجب أن يحذر من هؤلاء ويحذر منهم أيضاً ويقال: الحمد الله عندكم علماء راسخون اسألوهم. ولهذا قال بعض السلف : [إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم]. ثم إن بعض المتحمسين لو فكرت في أحوالهم لوجدت عندهم تقصيراً كثيراً في أمور كثيرة، وكم من نساء الآن يبكين ندماً حين تزوجن ملتزمين ووجدن أنهم من أسوأ الناس معاملة لزوجاتهم، مع أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) يحتج هذا المسكين يقول: الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن النساء عوان عندكم) والعواني: جمع عانية وهي الأسيرة، ولكن يقال: الرسول قال هذا حثاً على الرفق بهن، لا فتحاً لأبواب الاسترقاق لهن. إلى الله المشتكى يا إخوة! الله المستعان.



سلسلة لقاءات الباب المفتوح - للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله











رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 16:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين

اما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

اما بعد: فمن تجنب التــعالم فهو ســـالم


قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33)

وقال تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا ) (الإسراء:36)

وقال النبي : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) .

ويقول : ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) .

إن من شر الأسقام ، وأقبح صفات الأنام ، وخاصة طالب العلم : التعالم ! ، في مظهره ، ولسان حاله ومقاله ! ، ولا يُشك أن مبدأ ( التعالم ) وإدعاء العلم لمن لا يعلم ممقوت عند كل عاقل ، وهذا لا خلاف فيه ، كما لا يخفى .

ولكن الأمر الأدق : صور هذا التعالم ! ، فإنه صفة نفسية تحمل صاحبها على تجشم ما ليس كفوا له ، وتقمص شخصية من هم أجل منه ، والتكلم بلسانهم حالاً ومقالاً .

فإن زاد على ذلك تمجيد الذات ، ومدح القدرات ، ودعوى العلم والتحقيق كان أوضح بيانٍ لهذه الصفة الدنية .

وروي عن علي بن أبي المديني أنه قال : ( إذا رأيت الحدث يتعالم فاختم على قفاه : لا يفلح ) .

وما قاله عين الصواب والعقل والواقع ! ، وذلك لأن من ادعى بلوغ منزلة العلماء ، وتمام العلم ، فقد قال لنفسه - الخائبة - : استريحي فقد بلغتِ المنزلة ! ، لأنه يعتقد أنه قد حوى العلم كله ! ، وكمل !! ، وليس بعد الكمال إلاّ النقصان ، فيسري إلى ( علمه القليل ) النقص ، فماذا يبقى عنده بعد .

وقد شوهد الكثير من أمثال هذا الصنف ما إن يلازم حلقات العلم السنة والسنتين ، ثم يتصدر للتدريس ، إلاّ ويكف عن مجالس مشايخه ، وعن مجالس العلماء عموماً ، بل يستشرف للناس ويدعوهم إلى حضور مجلسه في وقت مجلس شيخه ؟! ، بل ربما عرّض برأي شيخه وانتقده علانية واستنقص علمه !! ، فما تبرح الأيام والليالي إلاّ وتحل عليه ( معرة العقوق ) و ( آفة المتكبرين ) حيث يقصمهم الله تعالى ، ويهون على الناس ، ويُنسى علمه ، ويصبح من الهمج الرعاع .

وإن من صور التعالم - وهي كثير - :

[ 1 ] دعوى أنه لم يسبق إلى إيضاح هذه المسألة أحدٌ قبله ! .

[ 2 ] ومنها : التكلم بـ ( نا ) الفاعلين ، بـ ( كنا ) و ( رأينا ) و ( ذهبنا ) و ( زارنا ) ، ويزداد القبح إذا كان التعبير في مسائل الاجتهاد - مقام العلماء - بقوله : مذهبنا ، واختيارنا ، وترجيحنا ، وعندنا !!! .

[ 3 ] ومن صوره : لوك اللسان على غير عبارته محاكاة لبعض أهل العلم في طرحه للفتوى ! ، فتجد من يقلد جماعة من أكابر العلماء في أصواتهم ، بل في بعض الحركات العادية والجبلية من هز الرأس ، وخفضه ورفعه ، وتحريك اليد ونحوها .

[ 4 ] ومن صوره : الحرص على الإخبار بسابق بحوثه وتقريراته في محضر شيخه ، بل ومنهم من يصدم قول الشيخ إذا منحه بالفائدة فيقول : هذا معروف ، أو قد قرأته قبل ذلك في الكتاب الفلاني !! ، وكان من الأدب أن يظهر للشيخ فرحه بالفائدة ، وجلالتها ، والدعاء له .

[ 5 ] ومن صور التعالم : تنصيب الشخص نفسه للكلام في معضلات الأمور ، ومحدثات النوازل ، وقد وقاه الله حرارة الفتيا ، والظهور للأمة بالتحليل والتحريم ، فتجد اليوم ( أنصاف المتعلمين ) يتجادلون في ( موطن نزهتهم ) أو بجانب ( ملعب كرتهم !!! ) عن مسألة : كفر المعين ، والعذر بالجهل ، ومولاة الكفار ، والحكم بغير ما أنزل الله ، وحل الإسقاط ، وإباحة التأمين ، وطلاق الثلاث ، وسباق الرهان ، بل ربما تباهلوا على ما يقولون !! .

وهم لم يعرفوا ما أوجب الله من أصول التوحيد ، وفروض الدين ، وآداب المسلم مع نفسه و والديه وإخوانه ومشايخه وسائر المسلمين ! .

[ 6 ] ومن صور التعالم : لف الفتيا ، والهروب من : لا أدري ؟! ، وهذه بلية قد ذكر صوراً منها ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " .

فعندما يأتيه العامي الجاهل ، ويسأل عن مسألةٍ يجهل هذا المفتي جوابها ! ، تتعاظم نفسه أن يقول بصوت المعتذر الخجول : والله لا أدري ، لعلي أراجع لك ونحو هذا .

وإنما يجيبه عن مسألة أخرى شبيهة أو قريبة لمسألته ، ويكل الفهم إلى هذا المستفتي - الجاهل - فيدبر ويظن بأنه أفتاه ؟! .

[ 7 ] ومن صور التعالم : سوء الأدب مع أكابر العلماء في الخطاب ! ، وتجريدهم عن صفة العلم والديانة والمشيخة ، و وصفهم بما يليق بهم ، فيجرد اسمه ويقول : فلان ، أو ابن فلان - من غير أن يشتهر به - ويزداد الطين بِلّة إذا قال : أخونا فلان ، وفلان من أصحابنا .

ومن ذلك - وهو خفي - إرداف ذكره مع ذكرهم !! ، فيقول : هو قول الأئمة الأربعة واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ ابن باز ، وهو قولي !!!!!! ، وكان الأدب أن يقول : وهو الصواب .

[ 8 ] ومن صور التعالم : ما ينطق به بعض طلاب العلم في بعض التصانيف الفقهية بقولهم : أفتى به الأصحاب ، ويعني المذهب الفقيه المنتَسب إليه ، وهذه العبارة في أي مذاهب من المذاهب المتبوعة لا يطلقها إلاّ من بلغ رتبة عليّة في الفقيه حتى ( يصحب ) بها أولئك القوم ، وإلاّ فليقل : أفتى بها مشايخنا وأئمتنا ، أو مشايخ المذهب وأئمته ، ونحوه .

[ 9 ] ومن صور التعالم : - وقد سبق الإشارة إلى مثلها - عقوق الشيخ ! ، فقد ينشأ طالب العلم على يد شيخ أو طالب علمٍ متوسط ، فيعلمه مبادئ العلوم ، وأصول الدين ، ثم تذهب الأيام والليالي ، فيشب الطالب ، ويقوى عوده ، فيتجلى له قصور ذلك الشيخ المعلم ، وربما جهله في بعض جوانب العلم ، فيتعاظم عليه ، ويتكبر ، وربما يستهجنه ، ويستثقل احترامه ، وهذا من صميم عقوق المشايخ ، ومقابلة الإحسان بالإساءة ، ويكفي ذلك الشيخ فخراً أن هذا المسكين المتعالم كان في يومٍ من الأيام : منكسراً بين يديه يعلمه ويربيه ، وكان الواجب عليه أن يتواضع له ، ويكرمه ، ويجله ، ويظهر فضله أمام الناس ، ويقول : اعلموا أن هذا الشيخ معلمي ، وإذا دخل المجلس قام له بالترحيب والتبجيل ، ويصدره في المجلس ، كما يصنع الابن مع والده .

[ 10 ] من صور التعالم : حضور الممتحن ، وجلوس المترصد ، واللامبالاة ! عندما يجلس عند من ذُكر بالفضل وهو لا يعرفه ، فإن هذا يحرم بركة هذا الشيخ بنيل الفائدة منه .

ولو جلس عنده جلوس المستجدي ، وحضور طالب الفائدة مع نظرة الإكبار والإجلال : لفُتح عليه من ذلك الباب العظيم ، وهذا مجرّب أكيد : فقد ذكر لي مسنٌّ في بعض أحياء الرياض ممن أدرك سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم رحمه الله وقرأ عليه ، فزرته واستأذنته في قراءة مسموعاته على الشيخ محمد بن إبراهيم ، فأذن لي ، فلما بدأت في القراءة لم يظهر لي منه كبير فائدة ، فراجعت نفسي ، وقلت : شيخ مسنٌ سابق بالهجرة والإسلام ، لازم مجالس الأئمة ، لماذا لا أكثر من إجلاله واحترامه ، فاستحضرت ذلك في قلبي ، وألقيت بين يديه جسدي ولبّي ، ونظرت إليه نظرة التلميذ المستجدي من شيخه ، وأكثرت من قولي : ( سم أحسن الله عملكم ) ( نعم بارك الله فيكم ) ( كيف حالكم شيخنا ) ( كيف أصبحت الله يرعاكم ) ، وقدمت له من خدمة الطالب لشيخه ما قدمت ، فوالله لقد سجلت منه بعد ذلك من الدرر والفوائد ما لم أجدها عند غيره ، وهو حي يرزق - بارك الله في عمره - .

[ 11 ] ومن صور التعالم : التبرئة المبطَّنة !! ، فعندما يحضر ( الطالب الناشئ ) فيُثنى عليه بما ليس فيه ، فيتكلم في تبرئة نفسه بأسلوب ( أهل الورع ) وكأن لسان حاله أقول هذا حتى يقول الناس : ما أجلّه يتواضع !! ، بينما ربما تكون حقيقة حاله خلاف ذلك تماماً !! ، إذ التواضع يكون عن أصل موجود من الخلق الحسن ، فيكره إظهاره ، وهذا لا وجود لهذا الخلق فيه أصلاً .

فوجب عليه أن لا يكتفي بمثل هذه التبرئة المبطنة !! ، وإنما يغلظ النكير على صاحب الإطراء ، ويقول للناس : والله لستُ كذلك ، وأنا أعرف بنفسي من غيري ، ولو ذكر بعض ما ينقصه من العلم لكان أتم ، كما حصل في قصة حصين بن عبدالرحمن مع سعيد بن جبير عندما قال له : إنني لدغت البارحة ، ثم قال : أما إني لم أكن في صلاة .

[ 12 ] ومن صور التعالم : التساهل في تقديم الرؤوس للتقبيل ، بغض النظر عن أصل مشروعيته ، بل ربما من البعض من يطأطئ رأسه لذلك .

[ 13 ] ومن صور التعالم : محبة الإلتفاف من حوله في المساجد ، وخاصة في ساحات الحرم !!! ، وكان من السلف من كان إذا جلس إليه أكثر من اثنين قام وتركهم .

[ 14 ] ومن صور التعالم : السير بين مجموعة من ( طلابه !! ) يكتنفونه يميناً وشمالاً ومن خلفه !! ، وقد كره جماعة من السلف أن توطأ أعقابهم ، وقالوا بأنها : ذلة للتابع فتنة للمتبوع .

[ 15 ] ومن صوره التعالم : قول طالب العلم المتصدر للتدريس : فلان من طلابي !!! ، ويزيد الأمر قبحاً إذا قال : من طلابنا ، أو من تلاميذنا !! ، والأولى أن يقول : من إخواني ، أو من جملة أصحابي ، أو من المواظبين على حضور دروسي ونحو هذا ؟! .


[16]ومن صور التعالم : محبة التصدر في المجالس وأن يكون سياق الكلام منه وإليه مع غض الطرف عن كل من حضر المجلس ولو كانوا أعلم منه .


[17] ومن صور التعالم : تضخيم العبارات في التحدث كقوله وقد كنا تكلمنا بهذا من قبل غير مرة في إخواننا وقلنا لهم

كذا ونهيناهم عن كذا ونحو تلك العبارات مع أنه قد يكون ممن تزبب ولما يتحصرم بعد (كما قاله

الألباني) . أو طار ولما يريش (كما قاله ابن حجر ) .



[18] ومن صور التعالم : الاتيان بقول لعالم سمعه فأعجبه فينسبه لنفسه كذبا وزورا ومن بركة العلم نسبة لأهله (كما يقوله الألباني ).


[19] ومن صور التعالم : سرقة بحوث غيره وينسبها لنفسه ادعاء للعلم عياذا بالله وقد يحيل بعضهم على نفس مصادر

من ألف تلك البحوث كل ذلك قد يكون حبا للظهور وقد قيل حب الظهور يقصم الظهور (كما قاله

الألباني )

[20] ومن صور التعالم : التشبع بمالم يعطى فتجده يطلق في المجالس التحدي لفلان أو علان وأنه أعلم منه كما يقول بعضهم يتنزل عالما (انزل في الميدان ياحميدان ).

صور التعالم . للشيخ بدر العتيبي










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 22:01   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


ما هُوَ التّعَالُم؟ ومَا نَصِيحتُكم للشّبَاب المَفْتُون بالمُتَعَالِمِيْن؟ يجيب العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-

المادة الصوتية من هنا

يقول السائل:

ما هُوَ التّعَالُم؟ ومَا نَصِيحتُكم للشّبَاب المَفْتُون بالمُتَعَالِمِيْن؟

الجواب:


التعالم: ادعاء العلم، ادعاء العلم، أن الإنسان يدعي العلم وهو ليس بعالم لم يسبق له أن تلقى العلم عن العلماء، وإنما تلقى العلم عن الكتب، والمطالعة فقط، وليس عنده قواعد علمية يبني عليها وإنما يطالع في الكتب ويمشي على فهمه، وقد يكون ما يخطئ فيه أكثر مما يصيب هذا هو.
المتعالم: وهو خطر على نفسه وخطر على الناس لأنه يتلاعب بدين الله -عز وجل-، لو خرج واحد على الناس وقال: أنا طبيب أنا دكتور أنا أعالج وهو ما معه شهادات طبية ما معه شهادات طبية هل يُمَكّن من العلاج؟ هل يمكن من الجراحة وشق بطون الناس والعمليات وإجراء العملية في القلب؟ ما يمكن هذا لأن هذا خطر، فكيف يُمكّن هذا المتعالم يتلاعب بالدين! التلاعب بالدين أشد من التلاعب بالأبدان، فيجب على هؤلاء أن يتقوا الله وأن لا يقولوا على الله بغير علم فإن الله جعل القول عليه بغير علم فوق الشرك.
(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
فيجب على هؤلاء أن يتقوا الله وأن يتعلموا أولا، يتعلموا قبل أن يتكلموا . نعم "اهـ










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-30, 15:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

خطر التعالم وضرره


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد: فاعلم أرشدني الله و إياك لمعرفة الحق والعمل به أن الشيء إنما يعظم قدره بسليم كنهه وماهيته وعميم خيره ونفعه وعظيم أثره ، كذلك – بالمقابل المضاد – يعظم جرمه بفساد ماهيته وتضرر العباد بضرره وأثره ، فالضرر يزال وذرائعه تسد ، وان من أعظم مبادئ الشريعة الغراء وأكرم مقاصدها السمحاء القائمة على المحجة البيضاء جلب المصالح ودرء المفاسد فقعدت لذلك قواعد دقيقة وقررت وسائل وثيقة ، وكم من مفسدة ظنها الناس هينة وكانت المفاسد منها ناشئة وفيها مجتمعة ظاهرها مغر وباطنها مضر مؤذ ، ومن أجل صيانة العباد من الأضرار وحمايتهم من الأخطار أمر الشارع الحكيم بترك كل ما غلبت عليه شوائب الفساد وشوهته دخائن أدران الكساد ، فلا يؤخذ الشيء إلا إذا تمحض حسنه وتمحص في معينه وتمخض به في مناهله ،فإذا علمنا كون العلم نورا وهدى وسبيل العباد إلى السعادة في الدنيا والآخرة والاستقامة على الجادّة السنّية وسلّم الارتقاء والسناء ومنافعه كثيرة من غير احصاء ومقاصد شريفة وعزيزة بلا مراء ، وحملته علماء حلماء ، وبلّغوه حكماء نزهاء ، ومن أجل صيانته من البعث والتحريف قّيض الله له حفظة عدولا أمناء ، ينفون عنه تحريف الغلاة ودعاوى وتخريف الجهلاء ، ويكشفون عن خزايا المتعلمين والدخلاء ، قال ابن حزم رحمه الله {لا آفة على العلوم وأهلها أضّرمن الدخلاء فيها وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون}.

فالعلم ميراث الأنبياء تركوه أمانة في كنف العلماء – وليس غير العلماء – فكانوا عن حياضه ذا بين ولما لايمت له بصلة رادين ، ولمن تجاسرو وغامر في رحابه من المتعاملين محذّرين ، وله منذرين من سوء العاقبة يوم الدين وشّدة عقوبة رب العالمين ، إن في ذلك لذكرى للناس أجمعين فضلا عن المتعلمين.

وإن للتعالم أضرارا وخيمة ومفاسد جسيمة ممتدّة أثارها فكانت بشّى الفنون والعلوم ملمّة وعميمة وهو سوء حلة وذميمة ، فقد طال التعالم النقول تحريفا وانتحالا وتلفيقا وكذبا نال العقول تصريفا وتخريفا ، فصال في العالم مغربا ومشرقا فيغتر الناس بما تكسبه كلماته تزيينا وتنميقا ، فترى العامي إذا سمع المتعالم يجيش بتعالمه الكذاب ويبوؤه منزلة ذوي الألباب وهو منه محل أعجاب وأنّه حامل فقه السنة والكتاب ، وأهل للحديث والفتيا في كل باب ، وأثره خطير على الفكر والكتاب قال قتادة رحمه الله : {من حدث قبل حينه افتضح في حينه}.

وذلك بكشف الأجلّة عن حقيقته وهتك باطله وما ينطوي عليه من خسف وإفك ومسلك مرد فجّ تبيانا لنزع الثقة منه والتحذير من الاغترار به، وهذا واجب أهل الإسلام أمام كلّ متعالم يدّعي العلم وليس بعالم ، أخذا بحجزهم عن النار، وتبصيرا لهم بوضع الأقدام، ودفعا لسيل تعالمهم الجرار كفاحا عن بيضة الإسلام وصرحة الممرّد من كل متمرّد صيانة لذويه عن التذبذب و الانفصام والتبدد والانقسام بسيرورة التعالم بين العباد وهذا عين الحكمة والسداد ، وصدق النصح والرشاد ، وحسن توجيه السواد ، ودفع عنهم كل ما يفسد عليهم صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، فكما يحجر على الطبيب المتعالم لصالح الأبدان فإن من باب أولى وأحرى أن يحجر على العالم والفتي المتعالم من الفتيا والتوجيه لصالح الديانة ، إذ الأبدان في خدمة الأديان ، قال صلى الله عليه وسلم : {من تطّبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن} [السلسة الصحية رقم 645] ، وقال في الثاني سبحانه وتعالى{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الاسراء 36] ففي هذين النصين الوحيين زواجر وقوارع لخوارم المتعاملين المتلاعبين بكتاب رب العالمين والمستهزئين بسنّة سيد المرسلين والمدلّسين على عوام المسلمين ، ألا يخاف هؤلاء يوم يبعثهم الله يوم الدين ويسألهم أجمعين ، عمّا قالوه وكانوا له عاملين ، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق :37 ].

ولا يخفى على الأريب أن التعالم ذريعة وعتبة الولوج في مجال قد لا يجد بعده سبيلا للخروج منه بحال ، ولقد ذكر الكثير من العلماء أكثر من مقال محذّرين الأمة من خطر التقول على الله ولانتحال ، ولقد عدّ الله تعالى التقول عليه بلا علم جرما عظيما وإثما جسيما فقال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] فقد ذكر في هذه الأية تلك المحرمات الأربع مرتبطة على سبيل التعالي باعتبار ما في كل واحدة من التأذي والتعدي فبدأ بالفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم ذكر ما هو أشد منها وأفحش وهو الإثم والبغي بغير الحق فذكر بعدها ما هو أعظم وأدق ثم بعد ذلك ذكر ما كان سببا و لأصلا لكل الموبقات والسيئات فبد القول على الله بلا علم من أعظم تلك الجنايات ويتعد ضررها إلى أعلم المجلات نسأله الله العصمة من هذه الطامات.

ولقد تظاهر الشكوى منهم على مدى العصور وتظافرت الفتوى في الحجر عليهم درء لما فيهم من الشرور وتناقلت المحتوى شتّى الصحائف والسطور ونذكر
بعض ذلك ترشيدا للعقل وإثلاجا للصدر ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ، ونسأل الخلاص يوم النشور ، وهو على ذلك جدّ مشكور فان من ظواهر التعالم :


1. التزيد في الكلام والمجاهرة بمخالفة الأعلام : بدعوى أنه على علم بدقائق الأفهام ، وسلامة فكر المتأخرين في موافقة نهج المتقدمين ، قال أبو اسحاق الشاطبي رحمه الله : {قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا مما أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة} [التعالم ص42]، فليس العبرة بكثرة القيل والقال وإنما العبرة بما هو عليه القول من الحال فرحمه الله على ابن القيم حيث قال : {كلام المقدمين قليل فيه البركة وكلام المتأخرين كثير قليل البركة}. ولقد جمع الحفاظ ابن رجب رحمه الله تعالى أقوالا نافعة وماتعة في الباب وجعلها محتوى الكتاب المرسوم بفضل علم السلف على الخلف.

2. التجرؤ على الفتيا : فتراهم – المتعالمين – يسارعون إلى الكلام في مسائل يتوقف فيها شيوخ الإسلام وأئمة الأعلام قال ابن القيم رحمه الله :{قل من حرس على الفتيا وسابق اليها ، وثابر عليها إلى قل توفيقه واضطرب أمره ، وان كان كارها لذلك غير مختار له ما وجد ممدوحةعنه ، وقدر أن يحيل بالأمر فيه إلى غيره ، كانت المعونة له من الله أكثر والصلاح في فتاويه وجوابه أغلب} [بدائع الفوائد (3/277)] ، فإذا كان المتعاملون يقولون مالا يعلمون ويهرفون بما لا يعرفون ويسرون بذلك ويفرحون ، فإن كثيرا من العلماء عليهم يشفقون ومن تعالمهم يتعجبون بل يبكون. ذكر أبو عمر عن مالك : أخبرني رجل انه دخل على ربيعة فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ أمصيبة دخلت عليك ؟ و ارتاع لبكائه ، فقال : لا ولكن أستفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم ، قال ربيعة ( ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالحبس من السراق ) قال بعض أهل العلم فكيف لو راى ربيعة زماننا وإقدام من لا علم عنده على الفتيا ، وتوثبه عليها ، ومدى باع التكليف اليها ، وتسلقه بالجهل والجرأة عليها مع قلة الخبرة وسوء السيرة وشؤم السريرة وهو من بين أهل العلم منكر وغريب ، فليس له في معرفة الكتاب والسنة وأثارالسلف نصيب ، وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية ، قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم ومسارعة أجهل منهم إليهم ، تعج منهم الحقوق إلى الله عجيجا وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا . فمن أقدم بالجرأة على ماليس له بأهل من فتيا أو قضاء أو تدريس إستحق اسم الذم ولم يحل قبول فتياه ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام.
وإن رغمت أنوف من أناس ** فقل يارب لا ترغم سواها


فإذا كان المتعالمون لا لا يتورعون ولا من الله تعالى يستحون ولا عاقبة يخشون ويخافون وذلك بما هم على الله يقولون ما لا يعلمون ، فإن غيرهم من العلماء كانو مع علمهم يسكتون ولا ينطقون و الفتوى لبعضهم بعضا يدفعون ، ولمؤنتها يكفون وهم عالمون ، ومن قول لا أدري لا يستنكفون ، وعدم الاجابة لا يستحبون فهذا ثعلب إمام الكوفيين – رحمه الله – سأله سائل عن شيء فقال لا أدري فقال له لا أدري فقال له : أتقول لا أدري واليك تضرب الأكباد الإبل ، وإليك الرحلة من كل بلد ؟ فقال ثعلب : لو كان لأمك بعدد لا أدري بعر لاستغنت وهذا الإمام الشعبي – رحمه الله – روي أنه قيل له:{إن نستحي لك من كثرة ما تسأل فتقول لا أدري ، فقال : لكن ملائكة الله المؤمنين لم يستحوا إذا سئلوا عما لا علم لهم به فقالوا : (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا)}.

3. ومن ظواهر التعالم – الاقدام على الكتابة العلمية – تأليفا و تحقيقا(2) - مع ازجاء البضاعة ، وانتفاء الامة ، وعدم الالمام بالموضوع و الاحاطة ، وذلك باقتحام المرء قحما ليس من رجالها وولوج مجالات ليس من أهلها ، طمعا في نيل ، سؤددها ودرتها وهو لا يستحقها ، وكان متشبها بصفات لم يعطها ، وكم من علوم طرقها من غير بابها وهو لا يحسن ما فيها ، فأخطأها وأفسدها و الساحة العلمية تعج بالمتعاملين عجيجا ، وأحدث فيها ضجيجا ، فتجد تحقيقاتهم العجائب وفي تعليقاتهم الغرائب ، وهذا عين الصائب ، فإن العلم – خطاب وكتابة – له رجاله و مجاله وله قواعده وأصوله ، وله حماه وحدوده ، وله حماته وحراسه ، ولذلك تجد كل من ادعى و تظاهر بالعلم فضحته الشواهد وعرته وبنيانه على غير قواعد. فإن في هذا موعظة و عبرة لهؤلاء لو كان يعلمون ولكن أكثرهم لا يعقلون بل لا يفقهون .
كل من يدعي بما ليس فيه *** فضحته شواهد الامتحان
كم من عالم أخذ على عاتقه مؤنة تصفية التراث مما شابه و شوهه من دسائس الدخلاء و الأدعية, متسليين إلى رحابه و الملحقين به أضرار كبيرة و المحدثين فوضى عارمة في صفوف طلابه فعاثوا فسادا و ضلوا بعيدا و أضلوا عبادا, فرحم الله محمد بن سيرين حيث قال : {إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم} [رواه مسلم في مقدمة صحيحه]
و جهود العلماء(3) تناولت بالنقد عبث العابثين و تدليسات المتعالمين في مصنفات كثيرة سواء في المقدمات و الحواشي وعموم الموضوعات تحذيرا للمتعلمين و نكيرا على المتعالمين, فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : {إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا} [متفق عليه], فهذا الحديث يدل على أهمية العلم و عظم شأن العلماء فإن وجودهم نشر للعلم و قبضهم و رفع له ,فما على الطلاب إلا أخذ العلم من أهله و ذويه والسير إليهم كل حسب مكان تواجده ولو في بلده و لقد كان السلف يضربون أكباد الإبل و يقطعون المسافات الطوال من أجل الظفر بفضل العلم و نيل خيره و إن العلم لا ينال براحة الجسم.

و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
كتبه عبد الغني عوسات الجزائري
مجلة منابر الهدى العدد -3- السنة الثانية محرم / صفر 1422

__________________
(1) راجع التعالم وأثره على الفكر والكتاب لبكر بن عبد الله أبي زيد
(2) راجع في هذا الباب (الرقابة على التراث ) لبكر بن عبد الله أبي زيد .
(3) منهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمات سلاسله الذهبية كالصحيحة والضعيفة حيث ذكر فيها الكثير من التنبيهات المبنية لخطل وزلل أولئك المقتحمين لهذا المجال من غير أهلية ولا أمانة









رد مع اقتباس
قديم 2012-02-08, 09:39   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع مرة أخرى .










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-12, 08:59   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*أميرةالجزائرية*
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية *أميرةالجزائرية*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-12, 12:38   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ياسا20
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

و بذلك فان عقول المسلمين ستصادر ..بدعوى التعالم !!

و لن يبق للمسلمين كلهم سوى اربع او خمس عقول يفكرون بها ...منها عقل الشيخ فوزان !!

و يتحولون رغما عنهم الى بهائم .......حتى لا يشكلون خطرا على الامة ..او قل خطرا على الحكام !! و ينجون من التعالم !!

-------------------

التعالم ...كما تسمونه ............ليس خطرا على الامة ...لان المتعالم مهما كان سيفتضح امره و ترفض منطقه و علمه.. العقول و القلوب !!

ما يشكل خطرا على الامة .....هو تكميم الافواه و تقديس الاشخاص و تعطيل العقول ...بدعوى محاربة التعالم !!

هذا هو الخطر الحقيقي على الامة و التي نخرها ..و لا يزال ينخرها !!!.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-12, 18:10   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسا20 مشاهدة المشاركة
و بذلك فان عقول المسلمين ستصادر ..بدعوى التعالم !!

و لن يبق للمسلمين كلهم سوى اربع او خمس عقول يفكرون بها ...منها عقل الشيخ فوزان !!

و يتحولون رغما عنهم الى بهائم .......حتى لا يشكلون خطرا على الامة ..او قل خطرا على الحكام !! و ينجون من التعالم !!

-------------------

التعالم ...كما تسمونه ............ليس خطرا على الامة ...لان المتعالم مهما كان سيفتضح امره و ترفض منطقه و علمه.. العقول و القلوب !!

ما يشكل خطرا على الامة .....هو تكميم الافواه و تقديس الاشخاص و تعطيل العقول ...بدعوى محاربة التعالم !!

هذا هو الخطر الحقيقي على الامة و التي نخرها ..و لا يزال ينخرها !!!.
بالله عليكم يا إخوة !!! أيقول هذا الكلام عاقل يدري ما يخرج من رأسه ؟؟؟

اللهم لطفك .....










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-25, 11:16   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
farid1982
عضو متألق
 
الصورة الرمزية farid1982
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-25, 11:59   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
الصمت احسن لا تجبه
فالصمت حكمة
والحكمة ضالة المؤمن










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-22, 00:56   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
mami10
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

كل الشكر و الاحترام لك










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-22, 00:57   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
mami10
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل هناك مراجع اضافية










رد مع اقتباس
قديم 2012-06-29, 06:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
مهاجرة إلى ربي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مهاجرة إلى ربي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم جدا
جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-07, 16:54   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الحضني28
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسا20 مشاهدة المشاركة
و بذلك فان عقول المسلمين ستصادر ..بدعوى التعالم !!

و لن يبق للمسلمين كلهم سوى اربع او خمس عقول يفكرون بها ...منها عقل الشيخ فوزان !!

و يتحولون رغما عنهم الى بهائم .......حتى لا يشكلون خطرا على الامة ..او قل خطرا على الحكام !! و ينجون من التعالم !!

-------------------

التعالم ...كما تسمونه ............ليس خطرا على الامة ...لان المتعالم مهما كان سيفتضح امره و ترفض منطقه و علمه.. العقول و القلوب !!

ما يشكل خطرا على الامة .....هو تكميم الافواه و تقديس الاشخاص و تعطيل العقول ...بدعوى محاربة التعالم !!

هذا هو الخطر الحقيقي على الامة و التي نخرها ..و لا يزال ينخرها !!!.
يعطيك ألف عافية ، بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمة, التعامل, الخطيرة, وآثاره


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc