سلكت طريقي ولا لن أحيد عزمت المسير بعزم الحديد
وودع دنياي قلب عليل فوجه طرفي لأرض الأسود
أراني أيا دار أهل التقى إليكم أحن إلى الملتقى
وفيكم أتوقُ إلى المرتقى لجنة رب غفور ودود
فودعت أمي ودمعي جرى على الخد رقراق بل الثرى
فضجت بكاء قبيل السرى وقلت لقانا بدار الخلود
فقالت بني فؤادي حرمت من الأنس فالدار لما كبرت
أتذكر ثوبا جميلا أردت أتذكر ليلا حديث الجدود
فقلت أيا أم كيف الهناء و إخواننا في خضم العناء
فتبا حياتي حياة الشقاء إذا لم أكن من أباة الجنود
وسيرت رحلي بركب جميل لأرض العراق أنار السبيل
تذكرت أمي وقلبي العليل فهلت دموعي تبل الخدود
وقال رفاقي أتخشى الردى وخوض الحروب وعيش الشقى
فقلت هنائي بسفك الدماء ولكنني قد ذكرت الودود
تذكرت أمي أيا قوم هل ألام وبعضي عن بعضي أرتحل
قد كانت حياتي وكنت الأمل وودعتها وهي ترجوا الوعود
لقد بعت قلبي بأرض الحفر وسرت بجسمي لألقى القبر
فلا خير في العيش بين الحفر سأمضي ودربي دماء القيود
رماني عدوا الإله اللعين وراء جدار قديم دفين
فأدمى الرصاص فؤداي السخين وسالت دمائي بأرضي تسود
وحشرج صدري وزاد النداء فودعت صحبي و أرض الصراع
سألقى إلهي وداعا وداع قد صرت شهيدا فيال السعود
ألا أبلغوا أمي أني شهيد بأرض العراق فتي شديد
أجاب إلهي دعائي وحيد فبلغني ربي ما قد أريد
تحياتي عاشقة القسام