ا...... ب............ت مسابقة جديدة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > قسم المسابقات الإسلامية

قسم المسابقات الإسلامية قسم خاص بالمسابقات الإسلامية والألغاز...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ا...... ب............ت مسابقة جديدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-08-28, 21:10   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي صهيب بن سنان

[align=center]عاش طفولة ناعمة وسعيدة في قصر والده علي شاطيء الفرات وعندما تعرضت البلاد لهجوم الروم واسروا الكثير من اهلها كان الغلام صهيب بن سنان منهم .


ويقتنصه تجار الرقيق، وينتهي طوافه الى مكة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن قضى طفولته وشبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم.

ويعجب سيده بذكائه ونشاطه واخلاصه، فيعتقه ويحرره، ويهيء له فرصة الاتجار معه. وذات يوم يوم يسمع عن الدين الجديد يتجه خفية الي الارقم ويسلم علي يد رسول الله ولم يكن وحده فقد اسلم معه عمار بن ياسر

ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين، أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يكين الرسول..

يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا. يومئذ. امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية. وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها. والأهوال فيروّعها.

ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور.ز فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر.. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم.. وعن شهوة الحياة، الى عشق الخطر وحب الموت..


وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول:

" لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره..

ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها..

ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها..

ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أ، شماله..

وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم..

ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم..

وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه"..!!



ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته، ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة.. تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص.

فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول.. وأبو بكر.. وصهيب..

بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول..

ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله..

وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا..

بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوهخ.. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا:

" يا معشر قريش..

لقد علمتم أني من أرماكم رجلا.. وأيم والله لا تصلون اليّ حتى ارمي كبل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم..

وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني"..



ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له:

أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك..؟؟

فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه، وقفلوا الى مكة راجعين..



والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك، وفي غير حذر، فلم يسألوه بيّنة.. بل ولم يستحلفوه على صدقه..!! وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من العظمة يستحقها كونه صادق وأمين..!!

واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا، حتى أردك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء..



كان الرسول حالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم صهيب ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهلاا:

" ربح البيع أبا يحيى..!!

ربح البيع أبا يحيى..!!

وآنئذ نزلت الآية الكريمة:

( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد)..



أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون..

فمال المال، وما الذهب وما الدنيا كلها، اذا بقي له ايمانه، واذا بقيت لضميره سيادته.. ولمصيره ارادته..؟؟

كان الرسول يحبه كثيرا.. وكان صهيب الى جانب ورعه وتقواه، خفيف الروح، حاضر النكتة..

رآه الرسول يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد..

فقال له الرسول ضاحكا:" أتأكل الرطب وفي عينيك رمد"..؟

فأجاب قائلا:" وأي بأس..؟ اني آكله بعيني الآخرى"..!!

وكان جوّادا معطاء.. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا.. يغيث مكروبا.." ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".

حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له: أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف..؟

فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول:

" خياركم من أطعم الطعام".


**


ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة..

فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر..

وعندما احس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة قال:

" وليصلّ بالناس صهيب"..

لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد..



وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، من يؤم المسلمين في الصلاة..؟

ان عمر وخاصة في تلك الللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار.. فاذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار..

ولقد اختار عمر صهيبا..

اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد.. بأعباء مهمته..

اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان.. [/align]









 


رد مع اقتباس
قديم 2007-08-29, 11:04   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ferhat39
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

واصلي أختنا بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2007-08-29, 13:36   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عيشة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

و الآن مع حرف الطاء ويمثله الصحابي المقداد طلحة بن عبيد الله هو ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي التيمي المكي أبو محمد.
قال أبو عبد الله بن منده كان رجلا آدم كثير الشعر ليس بالجعد القطط ولا بالسبط حسن الوجه إذا مشى أسرع ولا يغير شعره. وعن موسى بن طلحة قال كان أبي أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر هو أقرب رحب الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم القدمين إذا التفت التفت جميعا.
بق إلى الإسلام وأوذي في الله ثم هاجر فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبته فضرب له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسهمه وأجره قال أبو القاسم بن عساكر الحافظ في ترجمته كان مع عمر لما قدم الجابية وجعله على المهاجرين وقال غيره كانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد.

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله"

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله إهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.

قال ابن أبي خالد عن قيس قال رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد شلاء (أخرجه البخاري)

له عدة أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وله في مسند بقي بن مخلد بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا، له حديثان متفق عليهما وانفرد له البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة أحاديث حدث عنه بنوه يحيى وموسى وعيسى والسائب بن يزيد ومالك بن أوس بن الحدثان وأبو عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والأحنف بن قيس التميمي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون

قال الترمذي حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو عبد الرحمن نضر بن منصور حدثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت عليا يوم الجمل يقول سمعت من في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة

وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود.

قال مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه.

وروي عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله كم ترك أبو محمد من العين قال ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومن الذهب مائتي ألف دينار فقال معاوية عاش حميدا سخيا شريفا وقتل فقيدا رحمه الله.

وأنشد الرياشي لرجل من قريش:

أيا سائلي عن خيار العباد صادفت ذا العلم والخبرة

خيار العباد جميعا قريش وخير قريش ذوو الهجرة

وخـير ذوي الهجرة السابقون ثمانية وحدهم نصرة

عـلي وعثمان ثم الزبير وطلـحة واثنان من زهرة

وبـران قد جـاورا أحمدا وجاور قبرهـهما قبـره

فمن كان بعـدهم فاخرا فلا يذكـرن بعـدهم فخـره










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-04, 09:07   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ليتيم مراد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم مراد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي مع حرف الشين ** شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري الحجبي :
صاحب مفتاح الكعبة
كان أبوه ممن قتله علي بن أبي طالب يوم أحد كافراً ، و أظهر شيبة الإسلام يوم الفتح ، و شهد حنيناً و في قلبه شيء من الشك ، و قد هم بالفتك برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأطلع الله على ذلك رسوله فأخبره بما هم به فأسلم باطناً و جاد إسلامه ، و قاتل يومئذ و صبر فيمن صبر . قال الواقدي عن أشياخه : إن شيبة قال : كنت أقول و الله لو آمن بمحمد جميع الناس ما آمنت به ، فلما فتح مكة و خرج إلى هوازن خرجت معه رجاء أن أجد فرصة آخذ بثأر قريش كلها منه ، قال : فاختلط الناس ذات يوم و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بغلته فدنوت منه و انتضيت سيفي لأضربه به ، فرفع لي شواظ من نار كاد يمحشني ، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : " يا شيبة ادن مني ، فدنوت منه فوضع يده على صدري و قال : اللهم أعذه من الشيطان . قال : فو الله ما رفع يده حتى لهو يومئذ أحب إلي من سمعي و بصري ، ثم قال : اذهب فقاتل ، قال : فتقدمت إلي العدو و الله لو لقيت أبي لقتلته لو كان حياً ، فلما تراجع الناس قال لي : يا شيبة الذي أراد الله بك خير مما أردت لنفسك ، ثم حدثني بكل ما كان في نفسي مما لم يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل ، فتشهدت و قلت : أستغفر الله ، فقال : غفر الله لك . ولى الحجابة بعد عثمان بن طلحة و استقرت الحجابة في بنيه و بيته إلى اليوم ، و إليه ينسب بنو شيبة ، و هم حجبة الكعبة . قال خليفة بن خياط و غير واحد : توفي سنة تسع و خمسين و قال محمد بن سعد : بقي إلى أيام يزيد بن معاوية " .










آخر تعديل أختكم 2007-09-04 في 10:55.
رد مع اقتباس
قديم 2007-09-11, 14:28   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
fulla-dj
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية fulla-dj
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الضّحّاك بن سفيان
رضي الله عنه


من هو؟

الضّحّاك بن سفيان بن الحارث العامريّ الكِلابيّ ، صحابيّ ولاه الرسول -صلى الله
عليه وسلم- على من أسلم من قومه ، وعقد له لواء يوم فتح مكة ، وكان سيّاف
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على رأسه متوشّحاً بالسيف ، ويُعدّ وحده
مائة فارس


فتح مكة

لمّا سار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى فتح مكة أمّرَهُ على بني سليم ، لأنهم كانوا تسعمائة ، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هل لكم في رجل يعدلُ مائةً يوفّيكم ألفاً ) فوفّاهم بالضحاك وكان رئيسهم ، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سرية

ولمّا رجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الجِعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم وكان صاحب راية بني سُلَيم ورأسهم ، وقال لهم حين تَبِعوا الفُجـاءةَ السُّلَمِي ( يا بني سُلَيـم بئسَ ما فعلتـم ) وبالغ في وعظـهِ ، فشتموهُ وهمُّوا به ، فارتحلَ عنهم فندمـوا وسألوه أن يُقيـمَ فأبى ، و قال ( ليس بيني وبينكم مُودّة) وقال في ذلك شعراً ، ثم رجع مع المسلمين الى قتالهم ، فاستشهد










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-13, 20:31   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
fulla-dj
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية fulla-dj
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ظُهير بن رافع بن عديّ رضي الله عنه
شهد العقبة الثانية، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بها، ولم يشهد بدرا وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد.

رضي الله تعالى عنه










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-13, 20:41   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
fulla-dj
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية fulla-dj
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

علي بن أبي طالب

هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ولد الامام علي قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان الامام علي يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب.

ولمّا هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أمر الامام علي أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر الامام علي من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً.

شهد الامام علي المشاهد كلها مع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له وزوجه بنته فاطمة الزهراء وأعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن، كان الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه آدم اللون، أدعج العينين عظيمها، حسن الوجه، ربعة القد، كثير الشعر عريض اللحية، أصلع الرأس، ضحوك السن، أشجع الصحابة وأعلمهم في القضاء، وأزهدهم في الدنيا لم يسجد لصنم قط رضي الله عنه.

فضائل الامام علي هذا العالم العامل الزاهد:

كان الامام علي رضي الله عنه وأرضاه غزير العلم، زاهداً ورعاً شجاعاً وقد ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال: "ما جاء لأحد من فضائل ما جاء لعلي".

ويكفي الامام علي خصوصية أنه من المغفور لهم حيث جاء في حديث عبد الله بن مسلمة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك؟

قال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين" أخرجه الترمذي.

وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إني وليكم" قالوا: صدقت يا رسول الله ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: "هذا وليي ويؤدي عني دَيني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه" أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

الامام علي رجل يحبه الله ورسوله:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن ادعي لها قال: فدعا علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ثم قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرح: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.

وكان الامام علي كرّم الله وجهه لا يجد حراً ولا برداً بعد أن دعا الرسول له قائلا: "اللهم اكفه أذى الحر والبرد".

فكان الامام علي رضي الله عنه يخرج في البرد في الملاءتين ويخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ". أخرجه النسائي في خصائص أمير المؤمنين.

وكان الامام علي ذا قوة متميزة، فقد روى الطبراني عن أحد الصحابة أنه قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يديه، فتناول الامام علي بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه الامام علي من يده حين فرغ فقد رأيتني في نفر سبعة نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نستطع.

من أقوال الامام علي ومواعظه المأثورة:

لقد كان لسيدنا الامام علي كرم الله وجهه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."

وقال الامام علي أيضا: ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم العمل ولا حساب وغدا الجزاء ولا عمل رواه البخاري.

وفاة الامام علي رضي الله عنه:

لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج الامام علي رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.










رد مع اقتباس
قديم 2007-09-14, 11:21   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي حرف الفاء ............. الفضل بن العباس

[align=center]هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبوه العباس بن عبد المطلب شيخ قريش وزعيمها، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.


شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع ،وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من جُمع (المزدلفة) إلى منى ، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، و أبو هريرة و ربيعة بن الحارث ، و عباس بن عبيد الله بن العباس و غيرهم .


أنجب الفضل ابنة واحدة هي أم كلثوم بنت الفضل ، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.


شهد الفضل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في غسله وهو الذي كان يصب الماء على علي بن أبي طالب .


اختلف الرواة في تاريخ وفاته، وأصح الروايات في ذلك، أنه خرج إلى بلاد الشام مجاهداً، وتوفي في طاعون عمواس من نواحي الأردن سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب ، رحمه الله ورضي عنه
[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-14, 13:31   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي حرف القاف : قتادة بن النعمان

إنه الصحابي الجليل قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد

بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري

الأوسي ، يكنى أبا عمرو، وقيل ‏:‏ أبو عمر، وقيل‏ :‏ أبو عبد الله‏.‏

وهو أخو أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لأمه .


كان قتادة رضي الله عنه يشعر في قرارة نفسه أن للكون إلها

عظيما , وأن هذا الليل لن يطول ، وعندما سمع ببعثة النبي صلى

الله عليه وسلم ، ذهب إليه وكان أحد الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة ،

وأعلن إسلامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وعاهد الرسول

صلى الله عليه وسلم مع الأنصار على أن ينصروه ويمنعوه مما

يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم .

وما إن لامس الإيمان شغاف قلبه حتى جعل حياته كلها وقفا

لله عز وجل ونصرة دينه ، وظل ملازما للنبي صلى الله عليه

وسلم يقتبس من هديه وعلمه وأخلاقه إلى أن توفى النبي صلى

الله عليه وسلم فحزن عليه قتادة رضي الله عنه حزنا شديدا كاد

أن يمزق فؤاده.






جاهد قتادة رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وسلم جهادا

عظيما ، وعندما اشتد القتال يوم أحد ، ولاحت في سماء المعركة

هزيمة المسلمين ، وانتهز المشركون هذه الفرصة ليتخلصوا من

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خاصة بعد أن انفض عنه أكثر

أصحابه ، ولم يبق معه إلا قليل ، كان قتادة رضي الله عنه واحدا

من أولئك القليل ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دفع إليه قوسا ،

فأخذها وظل يرمي بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

حتى لم تعد صالحة للرمي ، فوجد قتادة رضي الله عنه نفسه ، وليس

معه ما يدافع به عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو أحب الناس إليه ،

فوضع جسده أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتلقى عنه السهام

المصوبة نحوه.

فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة رضي الله عنه على خده ،

ورأى الصحابة أن عين قتادة بن النعمان رضي الله عنه قد أصيبت ،

فسالت حدقته على وجنته ، ورأى الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا

عليه بقطعها ، ولكنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو

يحمل عينه في كفه ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم رَق له ،

ودمعت عيناه ، وقال :

" اللهم إن قتادة قد وقى وجه نبيك بوجهه ، فاجعلها أحسن عينيه

وأحدهما نظرا "

فاستجاب الله لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم .



وشهد قتادة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد

كلها , وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر .

وظل قتادة رضي الله عنه يبذل نفسه وماله لله ونصرة دين الله في

عهد ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وكانا يعرفان له قدره ومكانته

السابقة.

وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما

سار إلى الشام وكان من الرماة المعدودين



وتوفي قتادة بن النعمان رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن

خمس وستين سنة‏ ، وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ونزل

في قبره أبو سعيد الخدري ، ومحمد بن مسلمة‏ رضي الله عنهم أجمعين .










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-15, 21:08   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
زهرة القدس
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية زهرة القدس
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان وسام أفضل موضوع 
إحصائية العضو










M001

كعب بن مالك رضي الله عنه

" أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك "
حديث شريف
قال كعب بن مالك -رضي الله عنه- يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في غزوة تبوك 000

تخلفه عن بدر
لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاة غزاها قط الا غزاة تبوك ، غير أني كنت تخلفت في غزاة بدر ، ولم يعاتب أحد تخلف عنها ، وانما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريد عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ، ولقد شهدت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام ، وما أحب أن لي بها مشهد بدر ، وان كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر000
حاله في تبوك
وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك ، أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتها في تلك الغزاة000
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها ، حتى كانت تلك الغزوة ، فغزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ومفاوز ، واستقبل عددا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم ، فأخبرهم وجهه الذي يريد، والمسلمون مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثير ، لا يجمعهم كتاب حافظ ( الديوان ) 0 قال كعب : فقل رجل يريد أن يتغيب الا ظن أن ذلك سيخفى عليه ، ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل 000
تباطؤه في التجهيز
وغزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الغزاة حين طابت الثمار والظلال ، وأنا والله أصعر (أميل للبقاء) ، فتجهز اليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون معه ، فطفقت أغدو لكي اتجهز معهم فأرجع ولم أقض من جهازي شيئا ، فأقول لنفسي : أنا قادر على ذلك ان أردت !00فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس بالجد ، فأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غاديا والمسلمون معه ، ولم أقض من جهازي شيئا ، وقلت : أتجهز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه !00فغدوت بعدما فصلوا (خرجوا) لأتجهز فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا ، ثم غدوت فرجعت ولم أقض من جهازي شيئا ، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو (فات وقته) ، فهممت أن ارتحل فألحقهم ، وليت اني فعلت ، ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت اذا خرجت في الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحزنني أني لا أرى الا رجلا مغموصا (متهما) في النفاق ، أو رجلا ممن عذره الله عز وجل 000
الرسول يسأل عنه
ولم يذكرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بلغ تبوك ، فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك ؟!)000فقال رجل من بني سلمة حبسه يا رسول الله براده والنظر في عطفيه )000فقال معاذ بن جبل بئسما قلت ، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا )000 فسكت الرسول -صلى الله عليه وسلم- 000
عودة الرسل من تبوك
قال كعب بن مالك : فلما بلغني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي ، وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا ؟!)000وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ، فلما قيل ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أظل قادما زاح عني الباطل ، عرفت أني لم أنج منه بشيء أبدا ، فأجمعت صدقه000
صدقه مع الرسول
فأصبح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ، ثم جلس للناس ، فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون ، فطفقوا يعتذرون اليه ويحلفون له ، وكانوا بضعة وثمانين رجلا ، فيقبل منهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علانيتهم ، ويستغفر لهم ، ويكل سرائرهم الى الله تعالى ، حتى جئت 0 فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ، ثم قال لي تعال !)000فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ،فقال لي ما خلفك ! ألم تكن قد اشتريت ظهرا ؟!)000فقلت يا رسول الله ، اني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر ، لقد أعطيت جدلا ، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ، ولئن حدثتك اليوم بحديث تجد علي فيه اني لأرجو عقبى ذلك من الله عز وجل 0 ما كان لي عذر ، والله ما كنت قط أفرغ ولا أيسر مني حين تخلفت عنك )000قال : فقال الرسـول -صلى اللـه عليـه وسلم- أما هذا فقد صدق ، فقم حتى يقضي الله فيك )000
فقمت وقام الي رجال من بني سلمة وأتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما اعتذر به المتخلفون ، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك )000قال : فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ، قال : ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد ؟)000قالوا نعم ، لقيه معك رجلان ، قالا مثل ما قلت ، وقيل لهما مثل ما قيل لك )000فقلت فمن هما ؟)000قالوا مرارة بن الربيع العامري ، وهلال بن أمية الواقفي )000 فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا ، لي فيهما أسوة 000 قال : فمضيت حين ذكروهما لي000
النهي عن كلامه
قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه ، فاجتنبنا الناس ، وتغيروا لنا ، حتى تنكرت لي في نفسي الأرض ، فما هي بالأرض التي كنت أعرف ، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة ، فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان ، وأما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم : فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين ، وأطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد000 وآتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم ، وأقول في نفسي أحرك شفتيه برد السلام علي أم لا ؟!00 ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر ، فاذا أقبلت على صلاتي نظر الي فاذا التفت نحوه أعرض عني000 حتى اذا طال علي ذلك من هجر المسلمين ، مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة ، وهو ابن عمي وأحب الناس الي ، فسلمت عليه ، فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة ، أنشدك الله ، هل تعلم أني أحب الله ورسوله ؟)000قال : فسكت000قال : فعدت له فنشدته000فسكت000فعدت له فنشدته فسكت000 فقال الله ورسوله أعلم )000 قال : ففاضت عيناي ، وتوليت حتى تسورت الجدار ، فبينما أنا أمشي بسوق المدينة اذا أنا بنبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك ؟)000قال :فطفق الناس يشيرون له الي ، حتى جاء فدفع الي كتابا من ملك غسـان فاذا فيه أما بعد ، فقد بلغنا أن صاحبـك قد جفاك ، وأن اللـه لم يجعلك في دار هوان ولا مضيعـة ، فالحق بنا نواسك )000قال : فقلت حين قرأته وهذا أيضا من البلاء 0قال : فيممت به التنور فسجرته به (أحرقته فيه)000
الأمر بالاعتزال
حتى اذا ما مضت أربعون ليلة من الخمسين ، اذا برسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتيني يقول يأمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعتزل امرأتك )000قال : فقلت أطلقها أم ماذا أفعل ؟)000فقال بل اعتزلها ولا تقرنها )000قال : وأرسل الى صاحبي بمثل ذلك000 قال : فلبثنا عشر ليال ، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا000

قال : ثم صليت صلاةالصبح صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا ، فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى منا :قد ضاقت علي نفسي ، وضاقت علي الأرض بما رحبت ، سمعت صارخا أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته أبشر يا كعب بن مالك )000 قال : فخررت ساجدا ، وعرفت أن قد جاء الفرج من الله عز وجل بالتوبة علينا 000فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله علينا حين صلى الفجر ، فذهب الناس يبشروننا ، وذهب قبل صاحبي مبشرون ، وركض الي رجل فرسا ، وسعى ساع من "أسلم" وأوفى على الجبل ، فكان الصوت أسرع من الفرس ، فلما جائني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما اياه ببشارته ، والله ما أملك يومئذ غيرهما 000
البشارة والفرج
واستعرت ثوبين فلبستهما ، وانطلقت أؤم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بتوبة الله ، يقولون ليهنك توبة الله عليك )000 حتى اذا دخلت المسجد ، فاذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد والناس حوله ، فقام الي طلحة بن عبدالله يهرول حتى صافحني وهنأنـي ، فلما سلمت على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- قال (وهو يبرق وجهه من السرور) أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك )000قال : قلت أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟)000قال لا، من عند الله )000

قال : وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، حتى يعرف ذلك منه ، فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ، ان من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة الى الله والى رسوله)000قال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك )000قال : فقلت فاني أمسك سهمي الذي بخيبر )000 وقلت يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق ، وان من توبتي ألا أحدث الا صدقا ما بقيت )000 قال فوالله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن مما أبلاني الله تعالى ، ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى يومي هذا ، واني لأرجو أن يحفظني الله عز وجل فيما بقى )000
وأنزل الله تعالى لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم ، وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم ، يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )000
سورة التوبة(117-119)000










آخر تعديل زهرة القدس 2007-10-16 في 05:57.
رد مع اقتباس
قديم 2007-10-15, 21:48   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي

العزيزة زهرة

بوركت وجوزيت علي التعديل










آخر تعديل النيلية 2007-10-16 في 18:41.
رد مع اقتباس
قديم 2007-10-16, 12:39   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
abdo_spectrum
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية abdo_spectrum
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بوركت واصلي تميزك










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-16, 17:21   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
زهرة القدس
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية زهرة القدس
 

 

 
الأوسمة
المركز الثاني في  مسابقة التميز في رمضان وسام أفضل موضوع 
إحصائية العضو










افتراضي

آسفة جدا

لقد صححت الخطأ

الآن حرف اللام










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-16, 19:09   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي حرف الميم : ـ معاذ بن جبل

[align=center]إنه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أحد السبعين رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وقد تفقه معاذ في دين الله، فوصفه الرسول ( بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام) [الترمذى].


وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر. ومدحه عبد الله بن مسعود فقال عنه: كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه يقصد إبراهيم عليه السلام، فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما الأمَّة؟ وما القانت؟ فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله وللرسول)


وكان معاذ أحد الذين يفتون على عهد رسول الله (، وهم: عمر، وعثمان، وعلي من المهاجرين، وأبي بن كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار. بل قدمه عمر في الفقه، فقال: من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله ( إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له واحتراما



وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه: لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك ( يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة ( مسافة كبيرة )


وقد بعثه رسول الله ( إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله (، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله ( ولا في كتاب الله؟) قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله ( صدره، وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)


وقابله النبي ( ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال معاذ: وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال (: (أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود والنسائي الحاكم].


وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله (، حتى قال عنه النبي (: (استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل) [متفق عليه].



يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب أجحل العينين (من الاكتحال)، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا اختلف القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا.


وكان معاذ يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.


وكان معاذ حريصا على تمام سنة المصطفى (، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره أن يأتي الله عز وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن من سنن الهدى، ومما سنه لكم نبيكم (، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى فيه، فإنكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم ( (لضللتم).



وكان كريمًا، كثير الإنفاق، فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليه بأربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام، انتظر حتى ترى ما يصنع؟ فذهب بها الغلام وقال لمعاذ: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال معاذ: رحم الله وصله، تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ وقالت: نحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما إياها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره بما حدث، فسر عمر بذلك.



وكان كثير التهجد يصلي بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم نامت العيون وغارت النجوم، وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ولما حضرته الوفاة قال لمن حوله من أهله: أنظروا أأصبحنا أم لا؟ فقالوا: لا ثم كرر ذلك، وهم يقولون: لا. حتى قيل له أصبحنا فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب (أي خير) وحبيب جاء على فاقة (حاجة)، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر (يقصد الصوم)، ومكابدة الساعات (أي قيام الليل)، ومزاحمة العلماء بالركب عن حلق الذكر.


ومات معاذ سنة (18هـ) على الأصح وعمره (38) سنة
.[/align]










رد مع اقتباس
قديم 2007-10-25, 19:06   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
النيلية
قدماء المنتدى
 
الأوسمة
**وسام تقدير** وسام أفضل مشرف عام وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع وسام أحسن مشرف 
إحصائية العضو










افتراضي حرف النون : نعيم بن مسعود

[align=center]إنه صحابي من ذوي العقل الراجح ، انه الرجل الذي رزقه الله فطنة

وذكاء ، ويقظة ودهاء ، إنه أبو سلمة نُعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي ،

الذي كان في الجاهلية على صلة وثيقة بيهود بني قريظة وغيرهم ،

وكان يجلس في مجالسهم يسمر ويشرب معهم وكانوا يحبونه ويثقون

فيه ويحترمونه.



اسلامه


كان نعيم بن مسعود رضي الله عنه مع معسكر الكفار والمشركين في

غزوة الأحزاب ، وكان مستلق على فراشه في الخيمة ، يتقلب على مهاده

أرقا ، وفجأة رأى نفسه تسأله قائلة :

( ويحك يا نعيم ما الذي جاء بك من تلك الأماكن البعيدة في نجد لحرب

هذا الرجل ، ومن معه ؟

فأنت لا تحاربه انتصارا لحق مسلوب ، ولا حمية لعرض مغصوب ،

وإنما جئت لتحاربه لغير سبب معروف ، أيليق برجل له عقل مثل عقلك

أن يقاتل فيقتل ، أو يقتل لغير سبب ..

ويحك يا نعيم ما الذي يجعلك تشهر سيفك في وجه هذا الرجل الصالح

الذي يأمر أتباعه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ..

ويحك يا نعيم ما الذي يحملك على أن تغمس رمحك في دماء أصحابه

الذين اتبعوا ما جاءهم به من الهدى والحق )

هذه المناقشة كانت سبب سعادته إلى الأبد ، فاتخذ هذا الصحابي الجليل

قرارا حازما ، ونهض من توه لتنفيذه .



الخدعة

قال نعيم بن مسعود رضي الله عنه :

( لما سارت الأحزاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرت مع قومي ،

وأنا على ديني ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفا ، فأقامت

الأحزاب ما أقامت حتى أجدب الجناب وهلك الخف والكراع وقذف الله

عز وجل في قلبي الإسلام وكتمت قومي إسلامي ، فخرجت حتى آتي

رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء فوجدته يصلي ،

فلما رآني جلس ثم قال ما جاء بك يا نعيم ؟

قلت : إني جئت أصدقك وأشهد أن ما جئت به حق ، فمرني بما شئت

يا رسول الله فوالله لا تأمرني بأمر إلا مضيت له ، فقومي لا يعلمون بإسلامي

ولا غيرهم .

قال ما استطعت أن تخذل الناس فخذل قال قلت :

أفعل ولكن يا رسول الله أقول فأذن لي .

قال قل ما بدا لك فأنت في حل .

قال فذهبت حتى جئت بني قريظة فلما رأوني رحبوا وأكرموا وحيوا

وعرضوا علي الطعام والشراب فقلت :

إني لم آت لشيء من هذا إنما جئتكم نصبا بأمركم وتخوفا عليكم

لأشيرعليكم برأي وقد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم .

فقالوا : قد عرفنا ذلك وأنت عندنا على ما تحب من الصدق والبر .

قال : فاكتموا عني .

قالوا : نفعل .

قال إن أمر هذا الرجل بلاء يعني ( النبي صلى الله عليه وسلم )

صنع ما قد رأيتم ببني قينقاع وبني النضير وأجلاهم عن بلادهم

بعد قبض الأموال .

وكان ابن أبي الحقيق قد سار فينا فاجتمعنا معه لنصركم وأرى

الأمرقد تطاول كما ترون وإنكم والله ما أنتم وقريش وغطفان

من محمد بمنزلة واحدة أما قريش وغطفان فهم قوم جاءوا سيارة

حتى نزلوا حيث رأيتم فإن وجدوا فرصة انتهزوها ، وإن كانت

الحرب أو أصابهم ما يكرهون انشمروا إلى بلادهم .

وأنتم لا تقدرون على ذلك البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم

وقد غلظ عليهم جانب محمد أجلبوا عليه أمس إلى الليل فقتل رأسهم

عمرو بن عبد وهربوا منه مجرحين وهم لا غناء بهم عنكم لما

تعرفون عندكم ، فلا تقاتلوا مع قريش ولا غطفان حتى تأخذوا منهم

رهنا من أشرافهم تستوثقون به منهم ألا يناجزوا محمدا .

قالوا : أشرت بالرأي علينا والنصح .

قال : ولكن اكتموا عني .

قالوا : نعم نفعل .

ثم خرج إلى أبي سفيان بن حرب في رجال من قريش فقال :

يا أبا سفيان قد جئتك بنصيحة فاكتم عني .

قال : أفعل .

قال : تعلم أن قريظة قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد

وأرادوا إصلاحه ومراجعته ، أرسلوا إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من

قريش وغطفان من أشرافهم سبعين رجلا نسلمهم إليك تضرب أعناقهم

وترد جناحنا الذي كسرت إلى ديارهم ( يعنون بني النضير ) ونكون

معك على قريش حتى نردهم عنك .

فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم على

أشرافكم ولكن اكتموا عني ولا تذكروا من هذا حرفا .

قالوا : لا نذكره .

ثم خرج حتى أتى غطفان ( وقال لهم مثل ما قال لقريش )

وكان رجلا منهم فصدقوه .

وأرسلت اليهود غزال بن سموأل إلى أبي سفيان بن حرب وأشراف

قريش : إن ثواءكم قد طال ولم تصنعوا شيئا وليس الذي تصنعون برأي

إنكم لو وعدتمونا يوما تزحفون فيه إلى محمد فتأتون من وجه وتأتي

غطفان من وجه ونخرج نحن من وجه آخر لم يفلت من بعضنا .

ولكن لا نخرج معكم حتى ترسلوا إلينا برهان من أشرافكم يكونون

عندنا ، فإنا نخاف إن مستكم الحرب وأصابكم ما تكرهون شمرتم

وتركتمونا في عقر دارنا وقد نابذنا محمدا بالعداوة .

فانصرف الرسول إلى بني قريظة ولم يرجعوا إليهم شيئا ، وقال

أبو سفيان : هذا ما قال نعيم .

فخرج نعيم إلى بني قريظة فقال يا معشر بني قريظة أنا عند أبي سفيان

حتى جاء رسولكم إليه يطلب منه الرهان فلم يرد عليه شيئا فلما ولى

قال لو طلبوا مني عناقا ما رهنتها أنا أرهنهم سراة أصحابي يدفعونهم

إلى محمد يقتلهم فارتأوا آراءكم حتى تأخذوا الرهن فإنكم إن لم تقاتلوا

محمدا وانصرف أبو سفيان تكونوا على مواعدتكم الأولى .

قالوا : ترجو ذلك يا نعيم ؟

قال : نعم .

قال كعب بن أسد : فإنا لا نقاتله والله لقد كنت لهذا كارها ولكن حيي

رجل مشئوم .

قال الزبير بن باطا : إن انكشفت قريش وغطفان عن محمد لم يقبل

منا إلا السيف .

قال نعيم : لا تخش ذلك يا أبا عبد الرحمن .

قال الزبير : بلى والتوراة ، ولو أصابت اليهود رأيها ولحم الأمر

لتخرجن إلى محمد ولا يطلبون من قريش رهنا ، فإن قريشا لا تعطينا

رهنا أبدا ، وعلى أي وجه تعطينا قريش الرهن وعددهم أكثر من

عددنا ، ومعهم كراع ولا كراع معنا ، وهم يقدرون على الهرب

ونحن لا نقدر عليه ؟

وهذه غطفان تطلب إلى محمد أن يعطيها بعض تمر الأوس وتنصرف

فأبى محمد إلا السيف فهم ينصرفون بغير شيء .

فلما كان ليلة السبت كان مما صنع الله تعالى لنبيه أن قال أبو سفيان

يا معشر قريش ، إن الجناب قد أجدب وهلك الكراع والخف ، وغدرت

اليهود وكذبت وليس هذا بحين مقام فانصرفوا قالت قريش :

فاعلم علم اليهود واستيقن خبرهم .

فبعثوا عكرمة بن أبي جهل حتى جاء بني قريظة عند غروب الشمس

مساء ليلة السبت فقال يا معشر اليهود إنه قد طال المكث وجهد الخف

والكراع وأجدب الجناب ، وإنا لسنا بدار مقامة اخرجوا إلى هذا

الرجل حتى نناجزه بالغداة .

قالوا : غدا السبت لا نقاتل ولا نعمل فيه عملا ، وإنا مع ذلك لا نقاتل

معكم إذا انقضى سبتنا حتى تعطونا رهانا من رجالكم يكونون معنا

لئلا تبرحوا حتى نناجز محمدا ، فإنا نخشى إن أصابتكم الحرب

أن تشمروا إلى بلادكم وتدعونا وإياه في بلادنا ولا طاقة لنا به معنا

الذراري والنساء والأموال .

فرجع عكرمة إلى أبي سفيان فقالوا : ما وراءك ؟

قال أحلف بالله إن الخبر الذي جاء به نعيم حق ، لقد غدر أعداء الله .

وأرسلت غطفان إليهم مسعود بن رخيلة في رجال منهم بمثل

رسالة أبي سفيان فأجابوهم بمثل جواب أبي سفيان .

وقالت اليهود حيث رأوا ما رأوا منهم نحلف بالله إن الخبر الذي

قال نعيم لحق .

وعرفوا أن قريشا لا تقيم فسقط في أيديهم فكر أبو سفيان إليهم

وقال إنا والله لا نفعل إن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا .

فقالت اليهود مثل قولهم الأول وجعلت اليهود تقول الخبر

ما قال نعيم ، وجعلت قريش وغطفان تقول الخبر ما قال نعيم .

ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء

واختلف أمرهم فكان نعيم يقول أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا

في كل وجه وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره )




توفي نعيم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه


فتسلل رضي الله عنه من معسكر قومه تحت جنح الظلام ، ومضى يحث

الخطى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم

ماثلا بين يديه قال :

" نعيم بن مسعود !! "

قال رضي الله عنه : ( نعم يا رسول الله )

قال صلى الله عليه وسلم : " ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ "

قال رضي الله عنه : ( يا رسول الله .. جئت لأشهد أن لا إله إلا الله ،

وأنك عبد الله ورسوله ، وأن ما جئت به الحق ، ثم أردف يقول :

لقد أسلمت يا رسول الله وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمُرني

بما شئت )

فقال صلى الله عليه وسلم :

" إنما أنت فينا رجل واحد ، فاذهب إلى قومك وخذّل عنا إن استطعت ،

فإن الحرب خدعة "
[/align]










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc