بتحيّة الإسلام بادرتكم وتحت لواء لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هيّأت لنفسي مكانا في مجلسكم ، طبعا بعد إذنكم لأنفُضَ الغبار عنّي وأستأنس قلمي لأليّن ضرعَهُ فأحلبه أحرفا سائغة تكفيني لمداخلتي معكم ...فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
إني ألتمس من خلال موضوعكم وكأنّه ترويض للضمير تهذيب للنفس تجديد للإيمان إستكثار للخير إحياء للسنّة ....وماذكرت لم يكن على سبيل الحصر
إرتأيت أن أَجمُلَ الكلام في :
القول الأول : ــ اتّسع الخرق على الرَّاقع .
أردت أن أستند بــ :
عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)
القول الثاني : ــ الصراع بين الحق و الباطل .
أردت أن أستند بــ :
من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عنه الناس.
القول الثالث : ــ كشف الحقيقة و تجليتها .
أردت أن أستند بــ :
قوله عزّوجلّ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)
القول الرابع : ــ روى الإمام ابن ماجه، وابن أبي عاصم وغيرهما من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:*«إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ».
أردت أن أستند بــ :
قال أميرالمؤمنين هارون الرشيد رحمه الله لرجل يوماً أمر بأسره بعدما تتبّعه مدة طويلة :
ما تريد أن أفعل بك ؟
فقال له : الذي تريد أن يصنع الله بك وذنوبك إليه أكبر من ذنبي إليك.
فأُعجِب هارون الرشيد بقوله وأمر بإطلاق سراحه وبعد أن خرج الرجل أخذ جلساء هارون يُوسوسون له كيف يا أمير المؤمنين لقد أتعب الحرس في كل مكان وكل هاته المدة الزمنية وقد عفيت عنه بمجرّد قول صدر منه وقد كان يريد الخروج عنك ؟؟
فأعاد الأمر بإرجاعه قبل خروجه من القصر فتفطن الرجل بأن ذلك تدبير جلساءه فلمّا دخل على الأمير قال له قبل أن يُبادره هارون الرشيد : يا أمير المؤمنين لا تُطِع قول أحد في أسيرك .
فقال له هارون : ولِـــمَا ؟
قال له الرجل : لأنّ الله تعالى لو أطاع فيك غيرك ما اِستخلفك عليهم ساعة واحدة.
فـأُعجِب هارون الرشيد بردّه وقوّة حجّته وأمر بالإعفاء عنه وقال له إذهب إنّك في أمان.