السلام عليكم
قصة حقيقية في اخد مدن الخليج
ماذا تفعل إذا جاءك مَلَك يحمل منديلا من الجنة؟!!
كان هناك محل لبيع وصياغة الذهب و المجوهرات، وكان يديره رجل كبير السن يظهر عليه الورع والتعلق بالدين.
وفي ليلة من الليالي دخل إليه شيخ نظيف أبيض البشرة جميل الهيئة ذو لحية طويلة بيضاء وذو عمامة وثياب بيض تفوح منها رائحة العطور، وكان معه خاتم مكسور، وبعد أن حيّا الصائغ بتحية الإسلام، أخرج خاتما مكسوراً وطلب من الصائغ إصلاحه.
أخذ الصائغ الخاتم وهو متعجب من هيئة الرجل، ثم استدرك وقال: هل لك ياسيدي أن تستريح على هذا الكرسي، حتى أنتهي من تصليح خاتمك.
جلس الشيخ دون أن ينطق بكلمة، وفي هذه الأثناء دخل رجل وزوجته إلى المحل وأخذا يستعرضان مقتنياته، ومن ثم طلبت المرأة أن يخرج لها الصائغ بعض الحلّي الذهبية، لتنظر إليها وأن يعطيها فكرة عن أسعارها.
فقال لها الصائغ : أعطني دقيقة ياسيدتي حتى أنهي تصليح خاتم هذا الشيخ وأشار بيده حيث يجلس.
نظر الزوجان فلم يجدا شيخا فأسرّت المرأة في أذن الرجل بكلمة، وأخذت بيده وخرجا من المحل بسرعة وقد بدا على وجههما الاضطراب والخوف!!
تعجب الصائغ من سبب رحيلهما بهذا الشكل وأكمل عمله، فإذا برجل يدخل المحل وبيده إسوارة مكسورة ويقول: إني في عجلة من أمري وأريد تصليح هذه الإسوارة.
فقال الصائغ : حاضر ياسيدي ولكن دعني أنهي خاتم هذا الشيخ الجالس على يمينك.
تلفت الرجل يميناً وشمالاً ولم يجد أحداً، فقال : أجننت يارجل لا أحد هنا، وخرج غاضباً... عندها اصفرّ لون الصائغ وشعر بالخوف وبدأ يذكر الله ويستعيذ من الشيطان الرجيم.
بصوت هادىء قال الشيخ صاحب الخاتم مهدئاً من روع الصائغ: لاتخف أيها الرجل المؤمن إنما أنا مَلَك مرسل من عند ربك الرحيم لك خاصة، ولا يراني إلا أنت، وقد أرسلني ربي لأبشرّك بأنك من أهل الجنة.
وتابع حديثه بعد أن بدأ يهدأ الصائغ وقال: كنت قبل قليل بجنتك وقصورك، وقد شربت من ماء نهرك العذب وأكلت من بساتينها، فطار عقل الصائغ فرحاً وبدأ يحمد الله.
وأكمل الرجل قائلاً : كما أني أحمل منديلا أخذته من بيتك بالجنة، فأبشر برائحة الجنة، فأخرج المنديل من جيبه وقال: أيها العبد الصالح شم رائحة الجنة..
أخذ الصائغ المنديل فشمه شمة قوية ثم قال: أأ الله... إنها رائحة لا تخطر على بال البشر، ثم أخذ شمة أخرى أقوى من الأولى، ثم قال : يالها من رائحة تذهب العقل يالها من رائحة وغط في نوم عميق....
بعد فترة ليست بطويلة أستعاد الصائغ وعيه، وإذا به يلتفت بكل الاتجاهات ويجد أن محله قد سُرق بالكامل ولم يبق فيه أي شي.
لقد كانت الرائحة القوية بالمنديل لمادة مخدّرة، وكان الرجل ذواللباس الابيض عضواً في عصابة، ومعه أيضاً الزوجان، والرجل ذو الاسوارة المكسورة.
والقانون لا يحمي المغفّلين؟؟