هل مقياس الحقيقة المنفعة أم الوضوح ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل مقياس الحقيقة المنفعة أم الوضوح ؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-01-12, 08:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
el-bachir
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 هل مقياس الحقيقة المنفعة أم الوضوح ؟

هل مقياس الحقيقة المنفعة أم الوضوح ؟
المقدمة:
لا يختلف إثنان على أن الإنسان كائن فطر على البحث الدائم عن الحقيقة غير ان مشكلة مقياسها تباينت حولها الآراء و إختلفت المواقف الفلسفية خيث نجد بعض الفلاسفة يتخذون من الوضوح مقياسا لها ، و البعض الآخر يتخذ من النفع معيارًا من هذا و ذاك ، هل معيار الحقيقة، المنفعة أم الوضوح؟

التحليل

القضية :
ينتصر أقطاب البراغماتية أمثال " وليلم جيمس"، بيرس"، جون ديوي "إلى أطروحة مفادها أن الحكم الصادق يكون صادقا متى دلت التجربة على أنه مفيد نظريا و عمليا بذلك تعد المنفعة المحك الوحيد لتميز صدق الأحكام من باطلها يقول بيرس" إن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج ، و أن الفكرة خطة للعمل و مشروع له و ليست حقيقة في ذاتها.
يقول " وليام جيمس " آية الحق النجاح و آية الباطل الإخفاق "لأن الآثار العملية هي التي تعكس مدى صدق الفكرة و وضوحها ، كل ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي و أن كل ما يعطينا قسطا أكبر من الراحة و ماهو صلح لأفكارنا و مفيد لنا فلأفكار أدوات عمل تحل مشاكل الحياة حجتهم في ذلك إن التفكير يرتبط بالعمل و المزاولة يتوجه إلى غاية نفعية ما لا نفكر من أجل التفكير إنما من أجل العمل و المزاولة .فكل الأفكار و لاتجاهات و التيارات مهما كانت ميتافيزيقية أو علمية أو دينية يمكن قبولها بشرط ان تكون عملية و يترتب عنها آثارا مفيدة للحياة و الوقع يقول بيرس " أن تصورنا لموضوع ما لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر "
الإنجازات التي حققها الإنسان على الزمن و الحقائق التي وصل إليها الدافع الأول لها كان السعي إلى النجاح و المنفعة فماهي قيمة حكم صادق ما لم ينتفع منه الإنسان في حياته العملية ، حيث يقول "وليام جيمس " (إن الإنسان يحب أن يشاهد صحة رأيه أو خطأه في تجربته العملية فإن جاءت هذه العملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة صحيحة وإلا فهي باطلة )لكن مقياس المنفعة معيار احتمالي بعدي لا يلغي البعد اللاخلاقي لان تحقيق المنافع يكون على حساب مظالم و شرور لأناس آخرين .

نقيض القضية :
في المقابل يرى أقطاب النزعة العقلانية أمثال "ديكارت ، و سبينوزا" أن الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقه و هو الوضوح الذي يرتفع عن كل شيئ فمعيار الحقيقة في نظرهما هو الوضوح و يتجلى ذلك في البديهيات الرياضية التي تبدو ضرورية وواضحة بذاتها لا تحتاج إلى برهان مثل "الكل أكبر من الجزء" و قد شك "ديكارت" في كل شيئ على أنه حق مالم يتبين بالبداهة أنه كذلك و أوصله شكه ا إلى حقيقة واضحة لا تحتاج إلى برهان مفادها "الكوجيتو" أنا أفكر فأنا موجود" و يتفق مع "سبينوزا" على أن معيار الحقيقة الوضوح فالفكرة الصادقة هي الفكرة الواضحة كما ان النور يكشف عن نفسه و عن الظلمات كذلك الصدق هو معيا نفسه و معيار الكذب .لان الفكرة الواضحة واضحة لذاتها تفرض نفسها على العقل

نقد البرهنة: مما لاشك فيه أن الوضوح علامة من علامات الحقيقة و يتجلى ذلك في البديهيات أين يتحقق إنطباق الفكر مع نفسه لكن معيار الوضوح مقياس ذاتي لان ما يكون واضحا لعمر قد يكون غامضا و مبهما لعلي الكل حسب مداركه العقلية و الحسية فقد كانت فكرة أن الأرض ثابتة و مسطحة حقيقة لوضوحها ليتبين في ما بعد خطأها و ما يؤكد ذلك ظهور الهندسة اللاقليدية " لو باتشفسكي ، ريمان" ثم إن الوضوح يقوم على الافتراض
ثم ما فائدة من حكم صادق في ذاته ما لم تبين التجربة صدقه على أرض الواقع لذلك اتهمت النزعة العقلية أنها فلسفة تعيش في برج عاجي بعيد عن الواقع
التركيب : و على ضوء ذلك نجد أن كل مقياس يبقى صحيحا طبقا للنسق الفلسفي الذي ينتمي إليه لان هناك حقائق يكون الوضوح معيارا لها و لصدقها كما هو الشأن في الحقيقة الرياضية و الفلسفية لأن صدق النتائج فيها مرتبط بمدى إنطباق الفكر مع نفسه كما يوجد حقائق آخرى يكون النفع مقياسا لها كما هو الشأن في الحقيقة العلمية و التجريبية لأن صدق النتائج فيها مرتبط بمدى إنطباق الفكر مع الواقع و منه لا يمكن رفض أي مقياس فكل واحد منهما صحيح في إطار مجال البحث عن الحقيقة و الأدوات المستعملة و الغايات النشودة من وراء السعي نحو الحقيقة ما يؤكد ذلك أن الحقيقة أصناف فلسفية , و علمية ، و ذوقية ثم ألا يمكن أن يكون هناك تكامل بين المعيارين ما هو نافع سرعا نما يصبح واضح
الخاتمة : لا يوجد مقياسا واحدا للحقيقة قد يكون الوضوح أحيانا و النفع أحيانا أخرى لتعدد مجالات الحقيقة .
هذا التعدد يتطلب منا عدم الاكتفاء بمعيار واحد للحكم على صدق الأحكام









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc