التوحيد .. سؤال وجواب - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التوحيد .. سؤال وجواب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-19, 04:01   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

ما رد فضيلتكم على هذا القول : أن الله تعالى لا يتحيز في مكان ، إنما السماء قبلة الدعاء ، ومهبط الرحمات ، قال تعالى : ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) ، السماء إلى فناء ، تعالى الله أن يتحيز فيها ، وقال عليه الصلاة والسلام : (أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئط فليس فيها مكان إلا فيها ملك قائم أو راكع أو ساجد) فتعالى الله أن يتحيز بين الملائكة .

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الكلام الوارد في السؤال هو من إنشاء أهل البدع والأهواء نفاة العلو لله الواحد القهَّار ، وقد شاع بين " الأشاعرة " ، وكانوا قد ورثوه عن " الجهمية " .

وأصل ذلك :

أنهم أرادوا نفي علو ذات الله تعالى ، وغاظهم ما يجده الناس في فطَرهم ضرورةً من توجه قلوبهم نحو السماء ، ومن رفع أيديهم تجاهها ، فزعموا أن " السماء قبلة للدعاء " ! وأن توجه المسلمين بقلوبهم نحوها ، ورفع أيديهم باتجاهها : هو توجه لقبلة الدعاء ، كما يتوجهون للكعبة قبلة الصلاة ! حتى روى بعض الكذَّابين نفاة الصفات عن الله تعالى في ذلك حديثاً نسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، بلفظ : (السماءُ قِبلةُ الدعاء) !

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :

لم أقف له على أصل ، إلا ما قاله الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/259 ، 260) في "آداب الدعاء" :

"قلت : أما الاستقبال : فلم أرَ فيه شيئاً صريحاً يختص به ، وقد نقل الروياني أنه يقول رافعاً بصره إلى السماء ، وقد تقدم ذلك فِي حَدِيثِ عمر ، وفي حديث ثوبان : " السماء قبلة الدعاء " ، فلعل ذلك مراد مَن أطلق" .

كذا قال ! وحديث ثوبان تقدم عنده (1/245) ، وليس فيه ما ذكر ، ولا رأيتُ ذلك في كتاب من كتب السنَّة التي وقفتُ عليها ، بل ظاهر كلام شارح "العقيدة الطحاوية" ابن أبي العز (ص 327) وغيره : أن هذا الحديث المزعوم هو من قول بعض المؤولة ، أو المعطلة الذين ينكرون علو الله على خلقه ، واستواءه على عرشه ، وما فُطر عليه الناس من التوجه بقلوبهم في دعائهم جهة العلو ، فقال الشارح :

"إن قولكم : إن "السماء قبلة الدعاء" : لم يقله أحدٌ من سلف الأمة ، ولا أنزل الله به من سلطان ..." .

"السلسة الضعيفة" (13/443) .

وقد تكررت هذه العبارة "السماء قبلة الدعاء" في كتب الأشاعرة ، وهو ينفون عن الله تعالى صفة العلو ، والاستواء على العرش حتى ظنها كثيرون عقيدة صحيحة ، والحق أحق أن يُتبَّع ، ولا ينبغي التوقف في خطأ هذه العبارة ، وضلال معناها .











 


رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:02   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد أجاب ابن أبي العز الحنفي رحمه الله على هذا القول من عدة أوجه :

"أحدها :

أن قولكم : إن السماء قبلة للدعاء - لم يقله أحد من سلف الأمة ، ولا أنزل الله به من سلطان ، وهذا من الأمور الشرعية الدينية ، فلا يجوز أن يخفى على جميع سلف الأمة وعلمائها .

الثاني :

أن قبلة الدعاء هي قبلة الصلاة ، فإنه يستحب للداعي أن يستقبل القبلة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل القبلة في دعائه في مواطن كثيرة ، فمن قال إن للدعاء قبلة غير قبلة الصلاة ، أو إن له قبلتين : إحداهما الكعبة والأخرى السماء - فقد ابتدع في الدين ، وخالف جماعة المسلمين .

الثالث :

أن القبلة :

هي ما يستقبله العابد بوجهه ، كما تستقبل الكعبة في الصلاة والدعاء ، والذكر والذبح ، وكما يوجه المحتضر والمدفون ، ولذلك سميت " وجهة " ، والاستقبال خلاف الاستدبار ، فالاستقبال بالوجه ، والاستدبار بالدبر ، فأما ما حاذاه الإنسان برأسه أو يديه أو جنبه فهذا لا يسمى " قبلة " ، لا حقيقة ولا مجازاً ، فلو كانت السماء قبلة الدعاء لكان المشروع أن يوجه الداعي وجهه إليها ، وهذا لم يشرع ، والموضع الذي ترفع اليد إليه لا يسمى " قبلة " ، لا حقيقة ولا مجازاً ، ولأن القبلة في الدعاء أمر شرعي تتبع فيه الشرائع ، ولم تأمر الرسل أن الداعي يستقبل السماء بوجهه ، بل نهوا عن ذلك .

ومعلوم أن التوجه بالقلب ، واللجأ والطلب الذي يجده الداعي من نفسه أمر فطري ، يفعله المسلم والكافر والعالم والجاهل ، وأكثر ما يفعله المضطر والمستغيث بالله ، كما فطر على أنه إذا مسه الضر يدعو الله ، مع أن أمر القبلة مما يقبل النسخ والتحويل ، كما تحولت القبلة من الصخرة إلى الكعبة ، وأمر التوجه في الدعاء إلى الجهة العلوية مركوز في الفطر ، والمستقبل للكعبة يعلم أن الله تعالى ليس هناك ، بخلاف الداعي ، فإنه يتوجه إلى ربه وخالقه ، ويرجو الرحمة أن تنزل من عنده" انتهى .

"شرح العقيدة الطحاوية" (ص 327 ، 328) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"إن الذين يرفعون أيديهم ، وأبصارهم ، وغير ذلك ، إلى السماء وقت الدعاء : تقصد قلوبُهم الربَّ الذي هو فوق ، وتكون حركة جوارحهم بالإشارة إلى فوق : تبعاً لحركة قلوبهم إلى فوق ، وهذا أمرٌ يجدونه كلهم في قلوبهم وَجْداً ضروريّاً ، إلا من غُيِّرت فطرتُه باعتقاد يصرفه عن ذلك ، وقد حكى محمد بن طاهر المقدسي عن الشيخ أبي جعفر الهمذاني أنه حضر مجلس أبي المعالي – أي : الجويني - فذكر العرش ، وقال : "كان الله ولا عرش" ، ونحو ذلك ، وقام إليه الشيخ أبو جعفر ، فقال : يا شيخ دعنا من ذِكر العرش ، وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا : فإنه ما قال عارف قط : "يا الله" : إلا وجد في قلبه ضرورةً لطلب العلو ، لا يلتفت يمنة ، ولا يسرة ، قال : فضرب أبو المعالي على رأسه ، وقال : "حيرني الهمذاني" .

فأخبر هذا الشيخ عن كل من عرف الله : أنه يجد في قلبه حركة ضرورية إلى العلو إذا قال : "يا الله" ، وهذا يقتضي أنه في فطرتهم ، وخِلقتهم : العلم بأن الله فوق ، وقصده ، والتوجه إليه : إلى فوق" .

"بيان تلبيس الجهمية" (2/446 ، 447) ، وفي (4/518 ، 519) طبعة المدينة .

ثم إننا عندما نقول : إن الله تعالى في السماء ليس معنى ذلك أن السماء تحيط به ، أو كما يعبر هؤلاء بأن الله ساكن السماء ! تعالى الله عن ذلك .

بل نقول : إن الله تعالى في السماء يعني على السماء ، وفوق السماء ، مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى ، كقول الله تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) الأنعام/11 . أي : على الأرض .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:03   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

لقد قرأت عدة ترجمات باللغة الانجليزية للقرآن الكريم , وعندما قرأت تفسير بعض الآيات أصبح عندي نوع من الضياع والوساوس . قال تعالى : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) فالتفاسير التي قرأتها تقول أن الله في السماء ، وهذا خلاف ما أنا مؤمن ومعتقد به ، وما قرأته ـ أيضا ـ في بعض التفاسير ، وهو أن الله فوق السماء . كما أنني قرأت في بعض التفاسير ، في قول الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) ، يقول: " استوى بمعني أرتفع وعلا " ، علواً يليق بجلاله جل في علاه . وسأكون ممتناً جداً لفضيلتكم إذا ما شرحتم هذا لي بالتفصيل الدقيق .

الجواب:

الحمد لله


في مسألة علو الله تعالى على خلقه واستوائه جل وعلا على عرشه قاعدتان مهمتان يجب تقريرهما والتنبيه عليهما :

القاعدة الأولى :

إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه المحكم المبين ، حيث وصف نفسه بالعلو على جميع خلقه ، وباستوائه عز وجل على عرشه بعد أن خلق السماوات والأرض ، وذلك في آيات محكمات بينات من الذكر الحكيم :

يقول الله تعالى : ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ . يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل/49-50. ويقول جل وعلا: ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ . أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ) الملك/16-17.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِى السَّمَاءِ ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ) رواه البخاري (4351) ومسلم (1064) ويقول أيضا : ( ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) رواه الترمذي (رقم/1924) وقال: حسن صحيح. ويقول أيضا ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي ) رواه البخاري (رقم/3194) ومسلم (2751)












رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:04   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الثانية :

أن الله عز وجل لا يحيط به شيء من خلقه ، ولا تحويه مخلوقاته ، وهو سبحانه غني عنها ، فقد تنزه عن الحاجة إليها ، وتعالى أن يحيط به المخلوق المحدَث الناقص.

يقول الله عز وجل : ( لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) الأنعام/103.

ويقول تعالى : ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ) طه/110.

ومن هاتين القاعدتين يقرر أهل السنة أن علو الله تعالى على عرشه وعلى جميع خلقه يعني كونه سبحانه وتعالى فوق المخلوقات كلها ، فوق السماء ، وفوق الجنة ، وفوق العرش ، وأنه سبحانه وتعالى لا يحويه شيء من هذه المخلوقات ، ولا يحتاج إلى شيء منها ، بل هو خالقها والقيوم عليها ، وأن النصوص التي تصف الله تعالى بأنه ( في السماء ) تعني أنه سبحانه عالٍ على خلقه ، ولا تعني أنه عز وجل تحويه السماء وتحيط به ، وذلك لأن السماء هنا بمعنى العلو، وليست السماء المخلوقة ، أو يقال بأن حرف الجر ( في ) هنا بمعنى : على ، أي : على السماء .

ثبت عن علي بن الحسن بن شقيق ، شيخ البخاري ، قال :

قلت لعبد الله بن المبارك : كيف نعرف ربنا ؟

قال : في السماء السابعة على عرشه . وفي لفظ : على السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض .

فقيل لأحمد بن حنبل ، فقال : هكذا هو عندنا .

قال الإمام الذهبي معلقا على هذا الأثر :

" هذا صحيح ثابت عن ابن المبارك ، وأحمد رضي الله عنهما ، وقوله : " في السماء " رواية أخرى ، توضح لك أن مقصوده بقوله " في السماء " أي : على السماء ، كالرواية الأخرى الصحيحة التي كتب بها إلى يحيى بن منصور الفقيه " انتهى.

" العرش " (2/189)

وننقل هنا كلام أهل العلم الذي يشرح ويوضح هذا الموضوع :

يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :

" وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة/2 أي : على الأرض . وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) طه/71 " انتهى.

" التمهيد " (7/130) .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" السلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا قالوا " إنه فوق العرش ، وإنه في السماء فوق كل شيء " لا يقولون إن هناك شيئا يحويه أو يحصره أو يكون محلا له أو ظرفا ووعاء سبحانه وتعالى عن ذلك ، بل هو فوق كل شيء ، وهو مستغن عن كل شيء ، وكل شيء مفتقر إليه، وهو عالٍ على كل شيء ، وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته ، وكل مخلوق مفتقر إليه ، وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق .

وما في الكتاب والسنة من قوله : ( أأمنتم من في السماء ) ونحو ذلك قد يفهم منه بعضهم أن " السماء " هي نفس المخلوق العالي ، العرش فما دونه ، فيقولون : قوله ( في السماء ) بمعنى " على السماء " ، كما قال : ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي : على جذوع النخل ، وكما قال: ( فسيروا في الأرض ) أي : على الأرض .

ولا حاجة إلى هذا ، بل " السماء " اسم جنس للعالي ، لا يخص شيئا ، فقوله : ( في السماء ) أي : في العلو دون السفل .

وهو العلي الأعلى فله أعلى العلو ، وهو ما فوق العرش ، وليس هناك غيره العلي الأعلى سبحانه وتعالى " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (16/100-101) .

والخلاصة :

أن ما تعقتده من أن الله تعالى مستو على عرشه ، فوق سمائه ، وفوق جميع خلقه ، هو الذي يجب على كل مؤمن اعتقاده ، وما قرأته في التفاسير المشار إليها من أن الله تعالى في السماء ، هو أيضا صحيح ، موافق لما تعتقده ، قد نطق به الكتاب والسنة

لكن بشرط أن يفهم أن السماء هنا تعني : جهة العلو ، أو أن في تعني : على ، كما فصلناه في الجواب ؛ فإن كان المفسر يريد معنى آخر سوى ما ذكرنا ، فكلامه مردود ، ويحسن بك أن تزودنا بكلامه كاملا ، حتى نرى ما فيه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:06   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

ما معنى من أحصاها دخل الجنة ؟

الجواب :

الحمد لله

روى البخاري (2736) ومسلم (2677) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .

والإحصاء المذكور في الحديث يتضمّن ما يلي :

1- حفظها .

2- معرفة معناها .

3- العمل بمقتضاها : فإذا علم أنّه الأحد فلا يُشرك معه غيره ، وإذا علم أنّه الرزّاق فلا يطلب الرّزق من غيره ، وإذا علم أنّه الرحيم ، فإنه يفعل من الطاعات ما هو سبب لهذه الرحمة ... وهكذا .

4- دعاؤه بها ، كما قال عزّ وجلّ : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الأعراف/180 .

وذلك كأن يقول : يا رحمن ، ارحمني ، يا غفور ، اغفر لي ، يا توّاب ، تُبْ عليّ ونحو ذلك .

قال الشيح محمد بن صالح العثيمين :

" وليس معنى إحصائها أن تكتب في رقاع ثم تكرر حتى تحفظ ولكن معنى ذلك :

أولاً : الإحاطة بها لفظاً .

ثانياً : فهمها معنى .

ثالثاً : التعبد لله بمقتضاها ولذلك وجهان :

الوجه الأول :

أن تدعو الله بها ؛ لقوله تعالى : ( فادعوه بها ) الأعراف/180 ، بأن تجعلها وسيلة إلى مطلوبك ، فتختار الاسم المناسب لمطلوبك ، فعند سؤال المغفرة تقول : يا غفور ، اغفر لي ، وليس من المناسب أن تقول : يا شديد العقاب ، اغفر لي ، بل هذا يشبه الاستهزاء ، بل تقول : أجرني من عقابك .

الوجه الثاني :

أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى الرحيم الرحمة ، فاعمل العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله ، هذا هو معنى إحصائها ، فإذا كان كذلك فهو جدير لأن يكون ثمناً لدخول الجنة " انتهى .

"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/74) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:08   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

سمعت بعض الناس يقول بأنه لا يصح أن يوصف الله تعالى بأنه موجود ، لأن كلمة "موجود" اسم مفعول ، وكل موجود لا بد له من موجد أوجده ، وهذا المعنى باطل في حق الله تعالى .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

الواجب على من أراد أن يتكلم في الأمور الشرعية أن يكون كلامه مبنياً على علم صحيح ، ومن نفى عن الله تعالى صفة ثابتة له ، أو أثبت له صفة لا تليق به لمجرد ظن أو وهم توهمه ، فهو على خطر عظيم ، قال الله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 .

ثانياً :

قد ذكرنا فتوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : في ثبوت هذه صفة الوجود لله تعالى ، ونزيد هنا بعض النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ، وغيرهما من العلماء .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

"وهو سبحانه قديم واجب الوجود ، رب كل شيء ومليكه ، هو الخالق وما سواه مخلوق" انتهى .

"بيان تلبيس الجهمية" (1/304).

وقال أيضاً :

"فإن الله موجود حقيقةً ، والعبد موجود حقيقةً ، وليس هذا مثل هذا" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (5/198) .

وقال أيضاً :

"ولا ريب أن الله موجود قائم بنفسه" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (5/420) .

وقال أيضاً :

"ومعلوم أنه غني بنفسه ، وأنه واجب الوجود بنفسه ، وأنه موجود بنفسه" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (11/395) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

"تفرد الحق تعالى بالوجود أزلا وأبداً ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، والآخر الذي ليس بعده شيء ، ووجود كل ما سواه قائم به ، وأثر صنعه ، فوجوده هو الوجود الواجب الحق الثابت لنفسه أزلا وأبدا..... فوجوده تعالى وجود ذاتي .... ليس مع الله موجود بذاته سواه ، وكل ما سواه فموجود بإيجاده سبحانه" انتهى بتصرف .

"مدارج السالكين" (3/34) .

ومن هذه النقول يتبين أن قول القائل : كل موجود لا بد له من أحد أوجده غير صحيح ، وذلك لأن الوجود نوعان :

الأول :

وجود ذاتي ، بحيث يوصف الشيء بأنه موجود ، ولم يوجده أحد ، وهذا هو الوجود الذي يوصف الله تعالى به ، ولا يكون لأحد سواه .

والنوع الثاني :

وجود بغيره ، أي أن الشيء موجود ، ولكن أوجده غيره ، وهذا هو الوجود الذي يوصف به جميع المخلوقات ، فالله تعالى هو الخالق وحده ، وكل ما سواه مخلوق ، وهو الواجد وحده ، وكل ما سواه موجود بهذا المعنى .

وقد سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله :

كلمة "موجود" أليس كل موجود لابد له من واجد؟

فأجاب :

"لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،.... وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود"

انتهى باختصار من "فتاوى كبار علماء الأمة" ص (43) .

وهو يشير بقوله : "ليس كل موجود يحتاج لموجد" ، إلى تقسيم الوجود إلى نوعين كما سبق .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح العقيدة الواسطية" ، في معرض رده على من نفى عن الله تعالى الصفات ، قال :
"لهذا، كان الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله، لو لم يكن من صفات الله إلا أنه موجود واجب الوجود، وهذا باتفاق الناس، وعلى هذا، فلا بد أن يكون له صفة" انتهى .

فإثبات صفة الوجود لله تعالى مما لا ينازع فيه أحد من المسلمين ، بل ولا سائر أهل الملل .
ومن أنكر هذه الصفة الثابتة لله تعالى من غلاة أهل البدع ، فلم ينكروها للسبب المذكور في السؤال ، وإنما أنكروها لأنهم ينكرون جميع الصفات .

قال شيخ الإسلام في "التدمرية" بعد أن ذكر جملة من الآيات التي فيها إثبات صفات الكمال لله تعالى ، قال :

"فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة المتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم : فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ، ولا يثبتون إلا وجوداً مطلقا لا حقيقة له في الأعيان ، فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ، فإنهم يمثلونه بالممتعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات .

فإنهم يسبلون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ، ولا حي ولا ميت ، ولا عالم ولا جاهل ، لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات ، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات ، فسلبوا النقيضين ، وهذا ممتنع في بداهة العقول ، ووقعوا في شر مما فروا منه ، فإنهم شبهوه بالممتنعات ، إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات.

وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه [وهو الله تعالى وحده لا شريك له] .

وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه ، وما هو محدَث ممكن يقبل الوجود والعدم : فمعلوم أن هذا موجود ، وهذا موجود ، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ، بل وجود هذا يخصه ، ووجود هذا يخصه" انتهى باختصار .

وبهذا الكلام لشيخ الإسلام يتبين أن الوجود والعدم نقيضان ، والنقيضان لابد من اتصاف الشيء بواحد منهما ، فلا يمكن أن يوصف بهما معاً ، ولا أن يخلو منهما معاً ، ونفي أحدهما إثبات للآخر بالضرورة .
فليتنبه الذين ينفون عن الله تعالى صفة الوجود ، فإنه يلزم من ذلك نفي وجود الله تعالى . وإننا لنتعجب أن يصدر هذا القول من بعض من يزعم أنه من أهل السنة والجماعة وعلى طريقة السلف ، وقد أوقعه في هذا الخطأ سببان :

الأول :

ظنه أنه لابد لكل موجود من موجِد أوجده ، وهو ظن خاطئ كما سبق .

الثاني :

عدم الرجوع إلى أهل العلم ، وعدم الاستنارة بأقوالهم ، وقد قال الله تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 .

ونزيد سبباً ثالثاً :

إعجاب المتكلم برأيه ، وظنه أنه هدي لما ضل عنه جميع الأمة !

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:09   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

لم أجد في أسماء الله وصفاته اسم ( الموجود ) ، وإنما وجدت اسم (الواجد) وعلمت في اللغة أن الموجود على وزن مفعول ولا بد أن يكون لكل موجود موجد ، كما أن لكل مفعول فاعل ، ومحال أن يوجد لله موجد . ورأيت أن الواجد يشبه اسم الخالق ، والموجود يشبه اسم المخلوق ، وكما أن لكل موجود موجد فلكل مخلوق خالق ، فهل لي بعد ذلك أن أصف الله بأنه موجود ؟


الجواب :

الحمد لله

" وجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين ، بل صفة لله عند جميع العقلاء حتى المشركين لا ينازع في ذلك إلا ملحد دهري ، ولا يلزم من إثبات الوجود صفة لله أن يكون له موجد لأن الوجود نوعان :

الأول :

وجود ذاتي ، وهو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه ، لا مكسوبا له من غيره ، وهذا هو وجود الله سبحانه وصفاته ، فإن وجوده لم يسبقه عدم ، ولا يلحقه عدم : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحديد/3 .

الثاني :

وجود حادث ، وهو ما كان حادثا بعد عدم ، فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده ، وخالق يحدثه وهو الله سبحانه ، قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ . لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) الزمر/62 ، 63 ، وقال تعالى : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) الطور/35 ، 36 .

وعلى هذا ؛ يوصف الله تعالى بأنه موجود ، ويُخْبَرُ عنه بذلك في الكلام ، فيقال : الله موجود ، وليس الوجود اسما ، بل صفة.

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/190، 191) .

والله أعلم
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:10   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

يروي الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش ، والقلم ، وآدم ، وجنة عدن ، ثم قال لسائر الخلق : كن فكان ) الدارمي في رده على المريسي (ص90) ، الأسماء والصفات للبيهقى (ص233) لكننا نجد في سورة يس ، آية/71 أن الله تعالى يقول : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون ) ، فأرجو توضيح هذا الأمر .

الجواب :

الحمد لله

هذه الآية من سورة " يس " لا تدل على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأنعام بيده كما خلق آدم عليه السلام بيده ، فمن تأمل قوله عز وجل : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُوْن ) يس/71 ، ظهر له من المعنى العام والسياق أن المقصود هو ذكر منّة الله تعالى على البشر بما خلق لهم من هذه الأنعام ، وليس المقصود النص على ذكر الخلق بـ " اليد " التي هي صفة من صفات الله تعالى ، وذلك لعدة قرائن :

1- ذكر الأيدي بلفظ الجمع ، مضافاً إلى ضمير الجمع أيضاً " نا " الذي يقصد به التفخيم والتعظيم .

2- عدم تعدية الفعل " عَمِل " بالباء ، فلم يقل : عملنا بأيدينا ؛ لأن التعدية بالباء هي التي تؤكد إرادة الحقيقة في السياق ، كما جاء ذلك في قوله عز وجل : ( خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )

3- ولو كان كل شيء خلقه الله بيده التي هي صفته سبحانه لما كان لخلق آدم بيده على سائر الخلق فضيلة ، ولاحتج إبليس على ربه عز وجل بقوله : وأنا خلقتني بيدك يا رب ، فلماذا أمرتني بالسجود لآدم ؟!!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فقوله : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) : لا يجوز أن يراد به القدرة ؛ لان القدرة صفة واحدة ، ولا يجوز أن يعبر بالاثنين عن الواحد ، ولا يجوز أن يراد به النعمة ؛ لأن نعم الله لا تحصى ، فلا يجوز أن يعبر عن النعم التي لا تحصى بصيغة التثنية ، ولا يجوز أن يكون : " لما خلقت أنا " ؛ لأنهم إذا أرادوا ذلك أضافوا الفعل إلى اليد ؛ فتكون إضافته إلى اليد : إضافة له إلى الفاعل ؛ كقوله : ( بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ) ، و ( قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ) ، ومنه قوله : ( مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاما) .

أما إذا أضاف الفعل إلى الفاعل ، وعدي الفعل إلى اليد بحرف الباء كقوله: ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) ، فإنه نص في أنه فعل الفعل بيديه .

ولهذا لا يجوز لمن تكلم أو مشى : أن يقال : " فعلتَ هذا بيديك " ويقال : " هذا فَعَلَته يداك "؛ لأن مجرد قوله : " فعلت " كاف في الإضافة إلى الفاعل ، فلو لم يرد أنه فعله باليد حقيقة كان ذلك زيادة محضة من غير فائدة " انتهى.

"مجموع الفتاوى" (6/366)

وقال ابن القيم رحمه الله :

" لفظ : " اليد " جاء في القرآن على ثلاثة أنواع : مفرداً ، ومثنى ، ومجموعاً :

فالمفرد كقوله : ( بِيَدِهِ المُلكُ )

والمثنى كقوله : ( خَلَقتُ بِيَدَيَّ )

والمجموع كقوله : ( عَمِلَت أَيدِينَا )

فحيث ذكر اليد مثناة أضاف الفعل إلى نفسه بضمير الإفراد ، وعدَّى الفعل بالباء إليهما ، فقال ( خلقت بيدي )

وحيث ذكرها مجموعة أضاف العمل إليها ، ولم يعد الفعل بالباء ، فهذه ثلاثة فروق ، فلا يحتمل ( خلقت بيدي ) من المجاز ما يحتمله : ( عملت أيدينا )

فإن كل أحد يفهم من قوله : ( عملت أيدينا ) ما يفهمه من قوله : عملنا ، وخلقنا . كما يفهم ذلك من قوله : ( فبما كسبت أيديكم )

وأما قوله : ( خلقت بيدي ) فلو كان المراد منه مجرد الفعل لم يكن لذكر اليد بعد نسبة الفعل إلى الفاعل معنى ، فكيف وقد دخلت عليها الباء ، فكيف إذا ثنيت !!

وسر الفرق أن الفعل قد يضاف إلى يد ذي اليد ، والمراد الإضافة إليه ، كقوله : ( بما قدمت يداك )، ( فبما كسبت أيديكم )

وأما إذا أضيف إليه الفعل ، ثم عدي بالباء إلى يده ، مفردة أو مثناة ، فهو ما باشرته يده ، ولهذا قال عبد الله بن عمرو : ( إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا : خلق آدم بيده ، وغرس جنة الفردوس بيده ، وذكر الثالثة )

فلو كانت اليد هي القدرة لم يكن لها اختصاص بذلك ، ولا كانت لآدم فضيلة بذلك على شيء مما خلق بالقدرة .

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الموقف يأتونه يوم القيامة فيقولون : ( يا آدم ! أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، فاشفع لنا إلى ربك ) فذكروا أربعة أشياء كلها خصائص ...

وهذا التخصيص إنما فهم من قوله : ( خلقت بيدي ) ، فلو كانت مثل قوله : ( مما عملت أيدينا ) لكان هو والأنعام في ذلك سواء ، فلما فهم المسلمون أن قوله : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) موجبا له تخصيصا وتفضيلا بكونه مخلوقا باليدين على من أمر أن يسجد له ، وفهم ذلك أهل الموقف حين جعلوه من خصائصه : كانت التسوية بينه وبين قوله : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً ) خطأ محضاً " انتهى.

"الصواعق المرسلة" (ص/75-76)

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" وليس المراد هنا الصفة الذاتية - بغير إشكال- ، وإلا استوى خلق الأنعام وخلق آدم عليه السلام " انتهى.

"فتح الباري" لابن رجب (1/7)

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:11   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما حكم التسمية باسم ( أبو الطيب ) ، هل تجوز ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

اختلف أهل العلم في عدِّ " الطيب " مِن أسماء الله تعالى ، فذكره ابن منده ، وابن العربي ، والشيخ ابن عثيمين ، في تعدادهم لأسماء الله عز وجل ، ولم يذكره الأكثرون من العلماء : كسفيان بن عيينة ، والخطابي ، والحليمي ، والبيهقي ، وابن حزم ، والقرطبي ، وابن القيم ، وابن حجر ، والسعدي ، وغيرهم ممن جمعوا أسماء الله الحسنى .

انظر "معتقد أهل السنة في أسماء الله الحسنى" محمد بن خليفة التميمي (ص/157).

والصواب مع هؤلاء الجمهور إن شاء الله تعالى ، إذ لا دليل على اعتبار " الطَّيِّب " من الأسماء الحسنى ، وأما الحديث الذي استدل به الفريق الأول ، وهو ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَيُّهَا النَّاسُ ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ : يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) رواه مسلم (1015).

فالجواب أن هذا الحديث ليس فيه إثبات " الطَّيِّبِ " من أسماء الله تعالى ، بل فيه إثباته من الصفات ، وفرقٌ بين الأمرين يدل عليه السياق ؛ فالحديث مسوق أصلا لمقصد آخر ، وهو الحث على أكل الحلال واجتناب الحرام ، فبدأ بإثبات وصف الطيب له سبحانه للتقديم بين يدي ما يحبه الله وما يرضاه ويحله ، وسياقه لفظ " طيب " من غير أل التعريف قرينة على ذلك ، فأسماء الله تعالى غالبا ما تساق معرفة للدلالة على الاستغراق ، وأما قوله " إن الله طيب " فالمقصود وصف الله تعالى بالطيب ، وليس تسميته به ، فالتسمية قدر زائد على الوصف المجرد ، وباب الصفات والأخبار أوسع من باب الأسماء .

ثانيا :

وعلى فرض كون " الطيب " من أسماء الله تعالى ، فهو ليس من الأسماء المختصة التي لا تنصرف إلا إليه عز وجل ، إذ الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز التسمي بأسماء الله التي لا تختص به ، مثل : علي ، حكيم ، رشيد ، فقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء ، والممنوع فقط هو الأسماء المختصة بالرب عز وجل ، مثل : الله ، الرحمن .

جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :

" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى .

وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم :

" التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى : كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز ؛ لأنه من الأسماء المشتركة ، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى .

انظر: "بريقة محمودية" (3/234) نقلا عن التتارخانية .

وهو المفهوم من كلام ابن القيم في "تحفة المودود" (ص/125) :

" ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى .

فالحاصل مما سبق هو جواز التسمي والتلقب بـ " الطيب " ، وجواز التكني بـ " أبي الطيب " ؛ إذ لا محذور في ذلك ، وفي علماء المسلمين وفقهائهم وحفاظهم عشرات ممن تسموا أو تكنوا بهذه الكنية الطيبة ، من غير نكير من أحد عليهم على حد بحثنا وعلمنا ، منهم فقيه الشافعية بخراسان الإمام أبو الطيب الصعلوكي (404هـ) شيخ الحاكم والبيهقي ، ومنهم شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري (450هـ) شيخ الخطيب البغدادي ، وغيرهم كثير .

فمن يدعي تحريم هذه الكنية فعليه الدليل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:13   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل اسم ( الولي ) من أسماء الله الحسنى ؟

و نسمع أحياناً أشخاص يقولون لشيخ مولانا أو لفلان مولانا , فهل هذا يجوز ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الولي والمولى اسمان من أسماء الله عز وجل ، لقوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الشورى/9 ، وقوله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) البقرة/257 ، وقوله : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال/40 ، وقوله : (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة/286 ، وقوله : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة/51

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا ) رواه مسلم (7081).

وينظر : فيض القدير (2/613) ، القواعد المثلي ص 15

ثانيا :

يجوز أن يقال للمخلوق : مولانا ، إذا كان مسلما ، ولا يجوز أن يقال هذا للكافر .

وجوز بعض أهل العلم إطلاق (المولى) بالتعريف على المسلم الفاضل بعلم أو صلاح .

وقد قال النبي لزيد بن حارثة : ( أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا ) رواه البخاري (2552).

والمولى يُطلق على المالك والصاحب والقريب والجار والحليف والناصر والمحبّ والمنعِم والمنعَم عليه والعبد والمعتق ، ينظر القاموس المحيط

قال ابن الأثير : " وقد تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولى أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه وقد تختلف مصادر هذه الأسماء فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق والولاية بالكسر في الإمارة والولاء المعتق والموالاة من والى القوم " اهـ

من النهاية في غريب الحديث (5/227)

ولهذا لا حرج في إطلاقه على المخلوق ما لم يكن كافراً .

قال ابن القيم رحمه الله : " فصل: لا يخاطب الذمي بسيدنا ونحوه.

وأما أن يخاطب بسيدنا ومولانا ونحو ذلك فحرام قطعاً

" انتهى من "أحكام أهل الذمة" (2/771).

وقال النووي : " قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه " صناعة الكتاب " : أما المولى فلا نعلم اختلافاً بين العلماء أنه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين : مولاي . قلت : وقد تقدم في الفصل السابق جواز إطلاق مولاي ولا مخالفة بينه وبين هذا فإن النحاس تكلَّم في المولى بالألف واللام ، وكذا قال النحاس : يقال سيد لغير الفاسق ولا يقال السيد بالألف واللام لغير اللّه تعالى ، والأظهر أنه لا بأس بقوله : المولى والسيد بالألف واللام بشرطه السابق " يعني قوله : " إذا كان المُسوَّد فاضلا خيرا ، إما بعلم ، وإما بصلاح ، وإما بغير ذلك ، وإن كان فاسقا ، أو متهما في دينه ، أو نحو ذلك ، كره له أن يقال سيد

" انتهى من "الأذكار" ص 840

وينظر : معجم المناهي اللفظية ص 535.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:14   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما معنى ( الله بكل شيء عليم ).

الجواب :

الحمد لله

- الله بكل شيء عليم .. لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .. من الأقوال والأعمال .. والحركات والسكنات .. والطاعات والمعاصي .. ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) الحج/70 .

- والله سبحانه قد أحاط بكل شيءٍ علماً .. وكتبه في اللوح المحفوظ كما قال سبحانه : ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) يونس/61 .

- والله وحده علام الغيوب .. يعلم ما في السماوات وما في الأرض كما قال الله سبحانه عن نفسه : ( إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) البقرة/33.

- والله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء .. ومفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو كما قال سبحانه : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) الأنعام/59.

- والله وحده هو الذي يعلم قيام الساعة .. ونزول المطر .. وما في الأرحام .. وعمل الإنسان .. وزمان ومكان أجله قال تعالى : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) لقمان/34.

- والله سبحانه معنا ولا يخفى عليه شيء من أمرنا .. ( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ) الحديد/4.

- والله مطلع علينا .. يعلم أعمالنا خيراً كانت أو شراً .. ثم يخبرنا بها ويجازينا عليها يوم القيامة .. كما قال سبحانه : ( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) المجادلة/7.

- والله سبحانه يعلم وحده الغيب والشهادة .. والسر والجهر كما قال سبحانه عن نفسه : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) الرعد/9.

وقال سبحانه : ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ) طه/7.

من كتاب أصول الدين الإسلامي : تأليف الشيخ : محمد بن ابرهيم التويجري.









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:15   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

ما الفرق بين الستير والستار ، وأيهما اسم من أسماء الله عز وجل ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

أسماء الله تعالى توقيفية ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه ، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"أسماء الله تعالى توقيفية ، لا مجال للعقل فيها :

وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة ، فلا يُزاد فيها ولا ينقص ؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء ، فوجب الوقوف في ذلك على النص ؛ لقوله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36

وقوله : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33

ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ، أو إنكار ما سمى به نفسه ، جناية في حقه تعالى ، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (3/275)
.











رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:16   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانياً :

لفظ "الستار" لم يثبت - فيما نعلم - في نصوص الكتاب والسنة أنه اسم من أسماء الله تعالى .

وقد سُئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : هل السَّتَّار من أسماء الله الحسنى ؟

فأجاب :

" الستار لا أعلم أنه من أسماء الله ، ولكن من أسماء الله : "الستير" ، كما جاء في الحديث : ( إن الله حيي ستير ) ، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله ، وإنما هو من باب الخبر ، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار ، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى .

"نقلاً : عن شريط شرح الإبانة الصغرى لابن بطة" .

أما لفظ الستير ، فقد روى أبو داود (4012) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وقال ابن القيم رحمه الله في "نونيته" :

وهو الحيي فليس يفضح عبده ***** عند التجاهر منه بالعصيان
لـكنه يـلـقي عليه ستره ***** فهو الستير وصاحب الغفران

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" :

هل المحيي والستير يعتبران من أسماء الله ؟

فأجاب :

" المحيي ليس من أسماء الله ، بل هو صفة فعل من أفعال الله ، قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) غافر/68 ، فالمحيي اسم فاعل من أحيا ، فهو من صفات الأفعال وليس من الأسماء .

وأما الستير فقد ورد فيه حديث ، ولكن يحتاج إلى نظر في صحته ، فإذا صح فهو من أسماء الله ؛ لأن مذهب أهل السنة والجماعة أن كل ما صح في أسماء الله عن رسول الله فإنه يثبت ، أي : ثابت التسمية به " انتهى .

وأما الفرق بين "الستير" و "الستار" فكلاهما يدل على المبالغة في الستر ، فالله تعالى يستر على عباده كثيراً .

واسم الفاعل إذا أريد المبالغة في الوصف به جاء على عدة أوزان منها : فَعَّال ، وهذا كثير مشهور ، ومنه : "ستَّار" .

ومنها : فِعِّيل ، ومن هذه الصيغة : اسم " سِتِّير" ، وقد ورد استعمال هذه الصيغة في القرآن الكريم ، قال الله تعالى : (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) يوسف/46

وقال تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) المائدة/82 .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-19, 04:18   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل العدل من أسماء الله سبحانه و تعالى ؟

الجواب :

الحمد لله

فالعدل لم يرد إطلاقه اسما لله تعالى في القرآن ولم يصح به حديث، ولكن ورد في حديث عد الأسماء المشهور الذي رواه الترمذي وغيره، وقد تكلم العلماء في هذا الحديث وضعفوا رفع هذا العد إلى النبي صلى الله عليه وسلم

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري (11/217):

(قال ابن العربي: يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة وهو الأظهر عندي.)

وقال الصنعاني في سبل السلام (4/108):

(اتفق الحفاظ أن سردها –أي عد أسماء الله تعالى في الحديث- إدراج من بعض الرواة.)

لكن ورد العدل مقيداً بكونه وصفاً لكلمات الله تعالى، كقوله سبحانه: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً.) الأنعام (115) .

ولذا اختلف العلماء في عد العدل من أسماء الله تعالى ، فجماعة منهم عدوه من الأسماء ، كما فعل الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في آخر تفسيره حيث قال وهو يعدد أسماء الله تعالى ويتكلم عن معانيها – : ( الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه.) انتهى.

وقال البيهقي في الأسماء والصفات (1/198):

(ومنها العدل وهو في خبر الأسامي مذكور.) انتهى .

وبهذا القول قال جماعة من أهل العلم منهم الخطابي وابن منده وآخرون .

وذهب فريق آخر إلى عدم عده من أسماء الله ، لما ذكرناه من أنه لم يرد إطلاقه اسماً على الله تعالى في نص صحيح ، ومن هؤلاء الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، حيث عد تسعة وتسعين اسماً من الكتاب والسنة في كتابه القواعد المثلى، ولم يذكر اسم (العدل) منها وهكذا فعل الحافظ ابن حجر العسقلاني وآخرون .

على أنه قد ثبت وصفه سبحانه بالعدل في أفعاله ، كما في البخاري (3150) ومسلم (1062) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود ، في شأن الذي اعترض على قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فَقَالَ : فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

والعدْلُ من أوصافهِ في فعلهِ ومقالِهِ والحكم في الميزانِ

وورد في معناه عن معاذ رضي الله عنه ، أنه كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ حِينَ يَجْلِسُ ، إِلَّا قَالَ : ( اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ ... ) رواه أبو داود (4611) ـ موقوفا على معاذ ـ وصححه الألباني .
قال في عون المعبود : " أي حاكم عادل " .

والله أعلم.



و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-02-21, 02:57   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السؤال :

ما معنى كلمة (وما ترددت في شيء أنا فاعله) في الحديث القدسي وهل يتردد ربنا سبحانه وتعالى ؟ وكيف نرد على من ينفى صحة أن الله سبحانه وتعالى يتردد؟

الجواب :

الحمد لله

روى البخاري (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
فالتردد الوارد في الحديث هو التردد في قبض نفس المؤمن ، رحمةً وشفقةً عليه ، ومحبةً له ؛ لأنه يكره الموت ، وربه سبحانه يكره مساءته .

وليس هذا كتردد المخلوق الناشئ عن الشك في القدرة ، أو في المصلحة .

ولهذا يجب أن يقيد وصف الله بالتردد بقولنا : التردد في قبض نفس المؤمن ، فهذا هو الوارد في النص ، ولا يوصف الله تعالى بالتردد المطلق الذي يشمل أنواعا من العجز والنقص التي لا يجوز نسبتها إلى الله تعالى .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ورد في حديث: (من عادى لي ولياً) في نهاية الحديث يقول الله عز وجل: (وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن) فهل في هذا إثبات صفة التردد لله عز وجل؟ أو كيف التوفيق في هذا الأمر؟

فأجاب :

" إثبات التردد لله عز وجل على وجه الإطلاق لا يجوز؛ لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة: ( ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن )، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة ، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء ، بل هو من أجل الرحمة بهذا العبد المؤمن ، ولهذا قال في نفس الحديث: ( يكره الموت وأكره إساءته، ولا بد منه )، وهذا لا يعني أن الله عز وجل موصوف بالتردد في قدرته أو في علمه، بخلاف الآدمي فهو إذا أراد أن يفعل الشيء يتردد؛ إما لشكه في نتائجه ومصلحته، وإما لشكه في قدرته عليه؛ أي: هل يقدر أو لا يقدر، أما الرب عز وجل فلا " انتهى من "لقاءات الباب المفتوح" (59/12).

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

عن معنى تردد الله في هذا الحديث؟

فأجاب :

" هذا حديث شريف ، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة ، وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء ، وقد ردَّ هذا الكلام طائفة ، وقالوا : إنَّ الله لا يوصف بالتردد ، وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور ، والله أعلم بالعواقب ، وربما قال بعضهم : إنَّ الله يعامل معاملة المتردد .

والتحقيق :

أنَّ كلام رسوله حق ، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ، ولا أنصح للأمة منه ، ولا أفصح ولا أحسن بياناً منه ، فإذا كان كذلك ؛ كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس وأجهلهم وأسوئهم أدباً ، بل يجب تأديبه وتعزيره ، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة والاعتقادات الفاسدة ، ولكن المتردد منا ، وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه لا يعلم عاقبة الأمور ؛ لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنْزلة ما يوصف به الواحد منا ؛ فإن الله ليس كمثله شيء ؛ لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، ثم هذا باطل ؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب ، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد ، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة ، ويكرهه لما فيه من المفسدة ، لا لجهل منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه ؛ كما قيل :

الشَّيْبُ كُرْهٌ وكُرْهٌ أَنْ أفَارِقَهُ فاعْجَبْ لِشَيْءٍ عَلى البغضاءِ محبوبُ
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه ، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب ، وفي الصحيح : ( حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكاره ) ، وقال تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ) الآية.

ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث ؛ فإنه قال : ( لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) ؛ فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوباً للحق محباً له ، يتقرب إليه أولاً بالفرائض وهو يحبها ، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها ، فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق ، فأحبه الحق ...

والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه ، .....والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت ، فكل ما قضى به ؛ فهو يريده ، ولا بد منه ؛ فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه ، وهو مع ذلك كارهٌ لمساءة عبده ، وهي المساءة التي تحصل له بالموت ، فصار الموت مراداً للحق من وجه ، مكروهاً له من وجه ، وهذا حقيقة التردد ، وهو أن يكون الشيء الواحد مراداً من وجه مكروهاً من وجه، وإن كان لابد من ترجح أحد الجانبين ، كما ترجح إرادة الموت ، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده ، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته " انتهى

من "مجموع الفتاوى" (18/129) باختصار .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc