صار الأمر مقززا ومستفزا

[محمد محمد.]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشهد في هذا العصر العديد من المذاهب الفكرية المدمرة للمجتمع الإسلامي والمزعزعة لنسيجه وتماسكه ووحدته والتي تدعو إلى رايات عصبية يتم الولاء والبراء عليها بدلا من رابطة الإيمان التي شرفنا الله بها والتي هي من أسمى الروابط .

و من بين هذه الدعوات ، دعوة التجمع على أساس العرق فيكون الفرق بين الناس على أساس أعراقهم والدعوة إلى التجمع على أساس اللون ، فيكون البراء والولاء على حسب لون الإنسان ، و الدعوة إلى التجمع على أساس الأرض والجغرافيا فيكون الولاء والبراء على أساس الأرض ............؛ إلخ من مختلف دعوات الجاهلية النتنة .

ولكن أغرب دعوة رأيتها والتي لا أعتقد أن لها سابقة هي الدعوة إلى التجمع على أساس الجنس ، فيكون الولاء والبراء على أساس الجنس وهو ما ينتهجه المذهب النسوي femnism والذي يدعو إلى موالاة النساء وعداوة الرجال مع إختلاف اطيافهم من حيث شدة التطرف بين من يطلبون المساواة مع الرجل وبين من وصل بهم التطرف إلى السعي إلى إقامة مجتمع نسوي خال من الرجال .

لا أريد أن اتوسع في هذا الأمر لعلي أفرده في موضوع مستقل في قسمه المناسب ، فالذي يهمني في هذا الموضوع هو أن هذا الفكر تسرب إلى الكثير من نساء المسلمات حتى وإن لم يكنن على دراية وعلم بهذا المذهب الفكري الشاذ وأسسه إلا أن انتشاره في مختلف الأدبيات والإعلام والسياسة والفكر الحديث جعل من نساء المسلمات يتلفظن بما يوحي وقوعهن في هذه العصبية البغيضة ، ومن أمثلة ذلك ما نشاهده في قضايا الزواج والطلاق والخصومات كيف أن بعض النساء يتحيزون دائما للمرأة بعيدا عن العدل الذي أمر الله به حتى بلغ الغلو ببعضهن إلى جعل كل مشكلة أو خطأ أو خصومة سببها الرجل مبررة ذلك بأن المرأة لن تجد فيها إلا ما زرعته !!!

سبحان الله لم اعتقد يوما أن الغلو سيصير إلى هذه الدرجة ، فمعنى هذا الكلام أن المرأة ملاك لا يمكن أن يأتي العيب من عندها بل العيب دائما من عند الرجل فإن أحسن إليها فستكون حسنة وإن أساء إليها فستكون سيئة !!

حسنا و ماذا لو قلنا هذا الكلام عن الرجل بمعنى أن المرأة لن تجد فيه إلا ما زرعته ، هل سيكون مقبولا !!! ؟

حسنا وماذا عن المشعوذات ؟ وماذا عن الزانيات ؟ و ماذا عن الناشزات ؟؟ وماذا عن الساحرات ؟ أهؤلاء أيضا لم يحسن الرجل الزرع فيهن !!

التربية والإستقامة والإنحراف والإيمان بالدرجة الأولى والصلاح غير مقيد بجنس أو بكرموزوم الذكورة والأنوثة ، فكم من رجل صالح تضرر من زوجة فاسدة وكم من رجل محسن سعى جاهدا لأن يصلح زوجته المفسدة دون جدوى ، والعكس صحيح ، فمثلما تعاني الزوجة من فساد الزوج فإن الزوج يعاني من فساد الزوجة وإنه لمن المؤلم أن يتألم رجل من أجل أولاده و يحبس نفسه مع زوجة تضره ثم تأتي من تأتي لتبرئها وتلقي اللوم على الزوج بحجة أن المرأة لا تجد فيها إلا ما زرعت وليس من وراء هذا مبرر إلا هذه العصبية النتنة التي جعلت منها تحيد عن نصرة أخيها المظلوم لصالح إمرأة ظالمة لأنها من نفس جنسها ولديهما نفس الكرموزوم ، فيا لها من رابطة ظالمة جائرة مفسدة .

وأصبح الوضع مشمئزا ومقززا ومنفرا حتى من الزواج عندما يرى من يرى مثل هذه الحالات التي أصبحت ظاهرة على كثير من نساء المسلمين .

نسأل الله أن يهدينا و أن يلهمنا رشدنا و نعوذ به من شرور أنفسنا .

[محمد محمد.]

للرفع نظرا للأهمية