" ˚ღ أوفياء الألم ღ˚ "

[أثيلة]

في حياتنا نصادف العديد من الناس قد نحبهم و قد نشعر بعدم التوافق معهم أبدا
و هنالك صنف من الناس و قد أكون أنا أو انتَ أو أنتي أو نحن جميعا منهم
صنف يحمل نفسه بالألم و يأبى البوح للآخرين
يتحمل كل أنواع الألم و الخذلان و التجاهل و الخيانة و الفشل و الحقرة و التهميش
و في لحظة يجدك ويظن أنك الشخص المناسب ليفشي بك مايعتري نفسه و مايحمله قلبه الضيق من هموم فاقت خلاياه و جدرانه البالية
يجذك المنفذ و الشمس التي ستضيء أيامه المقبلة الباقية
فيحتضنك في لحظة مباغتة و يرتمي في أحضانك طالبا منك النجدة
يروي لك همومه و أحزانه و شعوره
يتعمد قص مختلف حيثيات حياته بالتفصيل المملل
خاصة عندما يجدك نفس الصدر الحنون الذي طالم حلم به في منتصف الليالي المرة التي عاشها
يحملك ماأثقل ظهره و أحناها ويطلب منك النصيحة
و ماللقلب الحنون الطيب إلا إسداءها و ترميم الجدران البالية ودهن مرهم رطب على الخدشات القديمة التي خدشت كل مافي وجود هذا الطرف

وبين ليلة وضحاها يصبح الشخص الميت الذي أتاك طالبا النجدة مبتسما فرحا ومسرورا
يصبح إنسانا آخر محب للحياة و دائم الإبتسام بفضل دوائك الشافي الذي إرويته إياه
نعم ربما وقتها سيكون هو مصدر إلهامك و ربما قد يكون بدون قصد منه قد حملك آلاما فوق آلامك أو ذكرك بآلام قديمة كانت مختبئة في ملكة النسيان
لكن ستبتسم و تعيش بسعادة معه لأنك تفرح بإنجازك العظيم

ولكن ماا لو؟؟
ماذا لو.؟؟؟
ماذا لو...
ماذا لو اختفى هذا الشخص من حياتك فجأة؟؟
حينها ستجد نفسك لا إراديا تتذكر ظلمه الكبير لك و تتذكر جرأته في التعرض لك و تحطيم ابتسامه تكبدت عناء المحافظة لها
وقتها ستتذكر همومك التي تشكلت مما مر عليك و من تراكم همومه معها و ستدخل في حالة نفسة قالتة
وقتها تذكر ألا تضع ولا تلمه فأنت لم تساعده لأجل ذاته
بل كنت تساعد نفسك و تثبت لنفسك بأنك قادر على القيام بكل شيء
نعم أنت انسان قوي للغاية و ستبقى كذلك طيلة الحياة
لا تلمه فأمثال هذا الشخص كثر و كما قلت في بداية موضوع قد يكون أي واحد منا مثله ولا يشعر بالطرف الثاني
و لا تلمه ليس لهذا بل لأنه كان وفي معك
نعم فمثل هذا الشخص يسمون أوفياء الألم
نعم هم أوفياء الألم الذي اخترتهم عنوانا لموضوعي هذا
فهم أوفياء...لكن لحظة الألم فقط

تقبلوا مواضيعي ومروري
تحياتي
أختكم في الله
أثيلة