شرح كتاب التوحيد :باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسدّه كل طريقٍ يُوصل إلى الشرك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح كتاب التوحيد :باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسدّه كل طريقٍ يُوصل إلى الشرك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-18, 20:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي شرح كتاب التوحيد :باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسدّه كل طريقٍ يُوصل إلى الشرك

وقول الله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128].

عن أبي هريرة  قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليَّ، فإنَّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه أبو داود بإسنادٍ حسنٍ، رواته ثقات.

وعن علي بن الحسين: أنه رأى رجلًا يجيء إلى فرجةٍ كانت عند قبر النبي ﷺ فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أُحدثكم حديثًا سمعتُه من أبي عن جدي عن رسول الله ﷺ؟ قال: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليَّ، فإنَّ تسليمكم يبلغني أين كنتم رواه في "المُختارة".









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-08-18, 20:52   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيخ: يقول رحمه الله: "باب ما جاء في حماية المصطفى ﷺ جناب التوحيد" يعني: جانبه "وسدّه كل طريقٍ يُوصل إلى الشرك"، فهو ﷺ اجتهد في حماية جناب التوحيد وسدّ الذرائع الموصلة إلى الشرك، وحمى حماه، كما يأتي في آخر الكتاب أيضًا، حمى حمى التوحيد أيضًا، حمى جنابه وحماه، كل ذلك سدًّا لباب الشرك وذرائعه ووسائله، ونُصحًا لأمته عليه الصلاة والسلام حتى لا يقعوا في الشرك؛ ولهذا قال الله في حقِّه:*لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ*عليه الصلاة والسلام، فوصفه بهذه الصِّفات الحميدة الدالة على غاية النُّصح والمحبة للخير لهذه الأمة:*لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ*تعرفون نسبه ومدخله ومخرجه منكم، معروف ليس مجهولًا، وكان يُلقب بالأمين، معروف بالصدق والأمانة حتى قبل النبوة عليه الصلاة والسلام،*عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ*يعني: يشقّ عليه ما يعنت أمته، يعني: شاقٌّ عليه عنتكم،*مَا عَنِتُّمْ*يعني: عنتكم والمشقة عليكم،*حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ*يعنى: على ما ينفعكم، على هدايتكم وإنقاذكم من النار، وبهذا نشر الدَّعوة، وصبر على الأذى في مكة والمدينة عليه الصلاة والسلام،*بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ*رأفته بأهل الإيمان، وغلظته على أهل الكفر والنفاق كما قال تعالى:*يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ*[التوبة:73]، وقال تعالى:*وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ*[الحجر:88]، فهو*بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ، لكنه على أعداء الله غليظ إذا استكبروا عن الحقِّ وعاندوا؛ ولهذا صبر على الدَّعوة ليلًا ونهارًا، وسرًّا وجهارًا، في الشدة والرَّخاء، مع الأذى العظيم في مكة، وهكذا في المدينة صبر مع وجود الأذى من المنافقين واليهود، صبر واجتهد حتى بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، حتى أظهره الله، وأعلى دينه، ونصره على أعدائه.
ومن حرصه على الأمة ونجاتها سدّه طرق الشرك، وحمايته حمى التوحيد، والنهي عن وسائل الشرك وذرائعه؛ حتى لا تقع فيه أمته، ومن هذا ما ذكر في حديث أبي هريرة: يقول ﷺ:*لا تجعلوا قبري عيدًا، وصلُّوا في بيوتكم، وصلُّوا عليَّ، فإنَّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم*هذا من حمى التوحيد، وسدّه طرق الشرك، الإنسان لا يتّخذ بيته قبرًا، بل يُصلي في بيته، يقول ﷺ:*اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتَّخذوها قبورًا، وقال:*لا تتَّخذوا قبري عيدًا، والعيد ما يتكرر في السنة، وفي الشهر، وكل أسبوع، يقال له: عيد.
المقصود تحذيرهم من الغلو، فإذا تيسرت الزيارة زار من غير أن يكون هناك اجتماع وتحديد كما يكون في العيد، يزور كما يزور القبور، ويُسلم عليها عليه الصلاة والسلام عند القبر من غير اتِّخاذه عيدًا.
ولا بيوتكم قبورًا، يعني: لا تُعطلوها من الصلاة فيها والقراءة فيها كالقبور، البيت تُصلَّى فيه النافلة، يتهجد فيه، يُصلي فيه الرواتب، يقرأ فيه القرآن؛ ولهذا في الحديث الآخر:*اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم*يعني: ما هو بلازم أن تجيء وتُصلي عند القبر، صلِّ عليه ولو في الطائرة، ولو في السيارة، ولو في الشام، ولو في اليمن، ولو في أمريكا، في أي مكانٍ صلِّ عليه كما أمر: اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ .. إلى آخره، في أي مكانٍ، ليس من لازم ذلك أن تأتي عند القبر؛ ولهذا قال:*وصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، وفي الحديث الصحيح:*إنَّ لله ملائكةً سيَّاحين يبلغوني عن أمتي السلام.
وهكذا الحديث الثالث: حديث علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدِّه، يقول ﷺ:*لا تتَّخذوا قبري عيدًا .....، وصلوا عليَّ، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم، ولما رأى علي بن الحسين إنسانًا يدعو عند القبر نهاه، وخشي عليه من الغلو، وذكر له الحديث، وقال في اللفظ الآخر: ما أنت ومَن في الأندلس إلا سواء، تدعوه هنا، أو في أقصى المغرب، أو المشرق، الله يقول:*ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ*[غافر:60]،*وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ*[البقرة:186] في الشام، في اليمن، في أمريكا، في المغرب، في المشرق، في أي مكانٍ، ليس هناك حاجة إلى أن تأتي عند القبور، أو عند قبره عليه الصلاة والسلام وتدعو، صلِّ عليه أينما كنت، وسلِّم عليه أينما كنت عليه الصلاة والسلام، واتبع السنة، خذ بالسنة واستقم عليها، واحذر البدع والغلو الذي يجرّ إلى الشرك: من قصد القبور، والدعاء عندها، أو القراءة عندها، أو الصلاة عندها، من وسائل الشرك، فلا قبر النبي ولا غيره.
هكذا البناء عليها واتِّخاذ المساجد عليها من وسائل الشرك: إسراجها، واتِّخاذ القباب عليها كل هذا من وسائل الشرك الذي نهى عنه النبيُّ ﷺ:*لا تتخذوا البيوت قبورًا وصلوا عليَّ، وقال:*لعن الله اليهود والنصارى؛ اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال:*لا تتخذوا قبري عيدًا.
فهذا يدل على أنه ﷺ سدَّ الذرائع الموصلة للشرك، وحمى جانب التوحيد؛ حتى لا تقع الأمة فيما يُغضب الله عليها.
وهكذا بقية القبور إنما تُزار للدعاء لها، للتذكرة، لا للغلو فيها، يقول ﷺ:*زوروا القبور؛ فإنها تُذكركم الآخرة، وكان يُعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا:*السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين*هكذا السنة، لا تُدعا، ولا يُصلَّى عندها، ولا يُقرأ عندها، ولا يُطاف بها، كل هذا مما حرَّمه الله: دعاؤها، والاستغاثة بها، والقراءة عندها تقرُّبًا إليها شرك أكبر، أما الطواف بها لأنه يظنها مشروعةً هي بدعة، والقراءة عندها بدعة، والصلاة عندها بدعة، أما إذا صلَّى لها أو طاف لها للأموات، أو استغاث بهم، أو نذر لهم، هذا شرك أكبر، وهكذا البناء عليها من وسائل الشرك، سواء مسجد، أو قبَّة، أو غير ذلك.
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.










رد مع اقتباس
قديم 2019-08-18, 20:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فيه مسائل:
الأولى:*تفسير آية براءة.
الثانية:*إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.
الثالثة:*ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته.
الرابعة:*نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص، مع أن زيارته من أفضل الأعمال.
الخامسة:*نهيه عن الإكثار من الزيارة.
السادسة:*حثه على النافلة في البيت.
السابعة:*أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة.
الثامنة:*تعليله ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب.
التاسعة:*كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc