*** أين حب الطبيعة يا عباد ؟ ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
أيها الأحبة : لم أكن أتوقع يوما أن مثل هذا يحدث ، غابات جميلة وكرا لمخلوقات الله من أمة الحيوان والطير وحتى الإنسان ينعم يدفئها وخيراتها
تصبح عرضة لنار محرقة ومفسدة أكلت الأخضر واليابس، لتصبح قاحلة
والعيش فيها ينعدم ، أي شرور هذا؟ .
كل يوم تشرق فيه الشمس تنعم أيها الإنسان بسخاء الطبيعة، وتنعشك
رائحة الصنوبر والكليل و الزعتر و الشيح والزعفران و الفيجل وغيرها من النباتات التي كلها طبية ومفيدة لصحتك أخي الإنسان ، فإن كنت فعلتها فأعلم أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وأعلم أنك بفعلك هذا أردت القضاء على الحياة لكل الكائنات التي كانت تعيش بهذه الغابات وأعلم انك دمرت أشجارا قد تكون عمرها أكثر من عمر أجدادك، أخي الإنسان أيها الحقود ، على نفسك وعلى الطبيعة ، الله يعلم بفعلتك وسوف تعثر ويعلم بك الناس وأنا أطلب من أولى الأمر القصاص ، هذه حياة كائنات و ناس وليس مزحة بل هي أساس .
وإن كنت فعلتها يا فارغ الرأس فخذ مني هذه الأبيات النثرية لتكون في قلبك كالرصاص.
*** زرعت يا شجيرة وكان أبي وجدي يضع لكي الأساس ***
*** وبعدها أخي سقاك وجر لكي الماء بالمجرفة و الفأس***
*** كبرت وصار لعلوك شموخ وأنت رافعة الرأس***
*** وبسخاء ملأتني و الكل بحب وجمال و إحساس ***
*** فجاء اليوم الذي حرقت ربما من فارغ الرأس ***
*** وتكوني رمادا وغبارا تطير به الرياح وتراه كل الناس ***
*** لهيب أحرق الأخضر فيك واليابس فجرد كي من اللباس ***
*** فيا رب أحمي الشجيرة من شر أؤلائك العباس ***
*** فإن ثورتنا كانت منها بداية وأصبحت للعالم نبراس ***
*** ولقد شكوت لكي رب عن ظلم قد أصبت به بغفلة من الحراس ***
*** إن كان الظلم من بشر فاللهم أكشفه لنعلم من أي الأنجاس ***
*** ويحق فيه من أولى الأمر القصاص و لا يفرح لفتنته وتقرع له الأجراس ***
*** لكي ولنا الله يا غابة احتمى بك أجدادنا واستشهدوا وأنت شامخة بأحلى لباس***
أحبتي لقد ألمني ما رأيت في شاشات التلفزة من حرق لغابات في العديد من ولايات الوطن
فإن كان الأمر فيه تدبير لفتنة وحرق لقلوبنا فادعوا الله عليه حتى يكشفه المولى عز وجل وتأخذ الدولة بحقنا منه لأن الغابة ملكنا جميعا وحبنا جميعا وفوائدها علينا جميعا .
(اللهم أحفظ الجزائر وأرض الجزائر وثروات الجزائر من شر كل فتان حاسد مسرف شرير كافر بكل النعم ، اللهم أحفظ البلاد والعباد آمين ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.