الحوار في القرآن الكريم - سورة البقرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحوار في القرآن الكريم - سورة البقرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-18, 16:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
MEDOUL
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية MEDOUL
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 الحوار في القرآن الكريم - سورة البقرة



مقدمة :
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) ، الحمد لله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام و كفى بها نعمة ، وأنزل علينا القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، أضاء طريقنا و لساننا و حفظ البقاء للغتنا ، وصلي اللهم على سيدنا محمد و على آله وصحبه و من تبعه بإحسان الى يوم الدين ، كما أن لهذا الكتاب من تأثير عميق في نفوسنا إرتأينا أن نتوج مرحلة دراستنا الجامعية بموضوع لا ينفصل عن كتاب الله جل وعلا .
إنما الذي قصدنا إليه هو أن ننال رجفة من بحر هذا البيان الإلهي و قبضة من علومه نمتع بها النفس والخاطر ، ونسعد بهما الخيال و الفكر و حسبنا ان نقف من وراء ذلك وقفة المتأمل و الخاشع عند شاطئ هذا اليم ، نمتع الأبصار و نرهف السمع لهذا الذي سجد لبيانه البيان .
فإخترنا مجال " البلاغة وعلوم القرآن " و من ثم كان هذا الموضوع ، ورغم تحذيرنا من سعته و عدم القدرة على التحكم فيه ، إلا ان ذلك لم يزدنا إلا إصرارا على خوض غمار هذه التجربة ، وذلك إدراكا لأهمية الموضوع و ثقل وزنه في مجال دراسات " علوم القرآن " ، إذ تعد هذه الدراسة في علوم القرآن بمثابة قطرة من بحر لا شاطئ له ، حاولنا فيه ان نركز على إحدى البنى التى تمثل عمود القرآن الكريم ن وهو أسلوب الحوار و صدق من قال : (( الحوار لغة القرآن الكريم و السنة النبوية )) ، إذ لا تكاد تخلو أية سورة من سوره من جماليات هذا الأسلوب البالغ الروعة ، وبناء على هذا جاء عنوان مذكرتنا على الشكل التالي : (( آليات الحوار وأساليبه في القرآن الكريم )) .
و قد كان اختيارنا لهذا البحث نابع من سببين إثنين :
1- السبب الاول : دافع شخصي و هو حبنا لكتاب الله تعالى و رغبتنا في ان نخوض فيها قليلا للإقتراب منه لذلك حين سنحت لنا الفرصة باشرنا بدون تردد في التوجه نحوه على الرغم مما تكتنفه من الصعوبات و مزالق ليست بالهينة منها على سبيل المثال لا للحصر .
تحذيرنا الشديد من السقوط في موضوع القصة في القرآن الكريم اذ موضوعنا الحوار فحسب دون الخوض في عناصرها المتبقية و هذا لا ينفي أننا تطرقنا للقصة بإعتبار الحوار عنصرها الأساسي .
2- السبب الثاني : لا أحد ينكر مدى اسهام الدارسين في البحث والتنقيب في الأساليب القرآنية إلا اننا لا نكاد نجد حسب علمنا دراسة متخصصة دقيقة وتفصيلية لموضوع الحوار في القرآن الكريم إلا ما ورد في جانب القصص القرآنية بإعتبار الحوار عنصرا مهما فيه و من هذا عزمنا على القيام بهذه الدراسة المتواضعة التي تضمنت دراسة تطبيقية لسورة البقرة لما إشتملت عليه من محاورات تنوعت بتنوع المقامات .
وهكذا اقتضى موضوعنا ان نتتبع الخطوات التالية :
مدخل ضمناه تعريفا بالحوار لغة و اصطلاحا ، ثم الجدل لغة و اصطلاحا و نبذة عن أهمية الحوار و مراحل الحوار و علاقة الحوار بالتواصل و الحوار بالحجاح ...
وانتقلنا الى الفصل الأول لرسم معالم هذا الأسلوب في رحاب القرآن الكريم ، دراسة نظرية ألفتنا النظر فيها الى أهم عناصر منها ، أطرافه ، اتجاهاته و أشكاله و أنواعه و أهميته و لنلج في غمار الفصل الثاني الذي تضمن رسالة تطبيقية لأسلوب الحوار في سورة البقرة كنموذج ، ولا يفوتنا أن نشير الى المناهج المعتمدة في بحثنا إذ بدأنا أولا بالتاريخ و الوصف و هذا ما يتجسد في المدخل و يتواصل في الفصل الأول الذي طعمناه بنوع من الاستقراء و الإحصاء ، و يظهر ذلك في رصد أهم أنواع الحوار والنماذج التوضيحية لذلك ، ثم انتقلنا الى إسقاط بعض الجوانب النظرية على النموذج التطبيقي معتمدين بالدرجة الأولى على منهج الإحصاء ثم التحليل ، و في الأخير حاولنا أن نتوج هذا بأهم النتائج و الملاحظات التي تضمنتها الخاتمة .
أما المراجع فأننا سعينا في تنويعها ما استطعنا فمنها الادبية و منها الدينية ومنها اللغوية و هما لا شك فيه أن أي عمل من هذا القبيل لا يخلو من المصاعب التي لا تنفك ان تكون كثيرة امام الدارسين نذكر منها : إتساع الموضوع ، ندرة الدراسات الحديثة فيه ، ضيق الوقت ... إلخ
و رغبة منا في ان تكون بالحورة دراستنا خدمة للقرآن الكريم و لغته فإننا حاولنا تجاوز كل تلك العقبات و تخطيها و كانت لنا هذه الثمرة التي تمت بعون الله فالحمد لله والشكر له
ونسأل الله التوفيق

المدخل :
1- تعريف الحوار :
أ‌- التعريف اللغوي : ورد في معجم لسان العرب لإبن منظور في فصل الحاء حرف الحاء " ح،و،ر " و كلمة فما رجع الى حورا و حوارا و محاورة و حويرا و محورة بضم الحاء بوزن مشورة أي الجواب ، و أحار عليه جوابا و ما احار بكلمة و الاسم من المحاورة ، نقول : سمعت حورهما و حوارهما و المحاورة المجاوبة و التحاور المجاوب ، وتقول كلمته فما احار الي جوابا و ما رجع الي حويرا ولا حويرة و لا محورة و لا حوارا أي مارد جوابا و أحاره أي استنطقه و تقول ما رد الي جوابا ... والمحاورة مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة و قد حاوره المحورة : من المحاورة مصدر كالمشاورة من المشاورة كالمحاورة .
ب‌- التعريف الإصطلاحي : عرف الدكتور محمد مصايف الحوار بانه " وسيلة فنية مواتية للإيضاح و التحليل كما هي مواتية لابداء وجهات النظر المختلفة .
يرى الأستاذ محمد حسين فضل الله أن الحوار يتمثل في "إدارة الفكرة بين طرفين مختلفين أو أطراف متنازعة
وعليه نفهم من هذا ان على المؤلف ان يختفي وراء شخصياته و يفتح امامها مجال التحادث و التحاور و هذا حتى لا يشعر المتلقي بأنه بصدد مواجهة قوالب جاهزة وضعت أمامه بتصنع و افتعال ليضمن المؤلف بذلك بلوغ عمله الأدبي درجة الكمال ، فاتحا المجال للشخصيات لتمثل الحوادث بحرية و انطلاق و لا يقحم نفسه بتعليق او تعقيب ، وهذه الوسيلة اوثق صلة بالحياة و أصدق تعبيرا عن النفس الانسانية .
جاء في قاموس مصطلحات التحليل السيميائي أن الحوار dialogue هو الوحدة الخطابية ذات الطابق التلفظي ، ونحصل عليها بواسطة إسقاط بنية التبليغ داخل الخطاب الملفوظ ، يطلق على فواعل الحوار المرسل / المرسل إليه اسم المتكلمين او بشكل انفرادي المتكلة و المخاطب و يتميز عن الراوي والمروي له في انهما ليسا نائبين مباشرين مستقرين في صلب خطاب اللافظ والملفوظ له ، بل أنهما فواعل السرد الممتلكين الكفاءة الالسنية .
يحتوي الحوار في اغلب الاحيان على الاحاطة و يحتوي العنصر المحيط الذي تشير وظييفته الى الحدث الكلامي و هو حدث بدني ( قال ، أضاف قائلا ) على اخبار خاصة بموضوع الحوار ( بصوت منفعل ، بتوتر ) ينبغي ان تعطى له اهمية أثناء التحليل ، بشكل العنصر المحاط من مقطوعات ، ردود متقاطعة ، تقيم فيما بينهما ، على المستوى الخطابي علاقات إشارية عائدة ( حسب الثابتات الألسنية من نوع : سؤال / جواب / إثبات / نفي الخ ...)
ويعطى المحاط الحواري المعتبر كظاهرة سطحية على المستوى السردي ، برامج سردية كما يمكن أن يشكل عنصرا منها .
بينما جاء في المصطلحات المفاتيح تحليل الخطاب ان الحوار : (( هناك استعمالات عديدة لهذا المصطلح ، وقد يستعمل للدلالة من حيث تضاده مع المناجاة monologue على أي مراجعة الكلام بين المتكلمين و هذا التعريف يقترب من تعريف علماء العربية تبادل للكلام بين شخصين في اغلب الاحيان غير ان الكثيرين يؤثرون استعماله للاحالة على أشكال التخاطب أكثر رسمية من الحديث حيث توجد إرادة متبادلة لبلوغ بتيجة بعينها و هكذا يتحدث عن الحوار بالنسبة للمسرح والفلسفة ..الخ
فالحوار ينحو إذن للاتصاف بقيمة اخلاقية : (إن الحوار يروم الإبتعاد عن حقل القوى و المصالح ... إن متعة الحوار ليست تلك التي تتأتى من الغجماع بل من الاثارات التي لا تنتهي )
2- تعريف الجدل :
أ‌- التعريف اللغوي : ( يبدو ان الجدل يطلق في الاصل للغوي على معنيين :
1. الشد ، الفتل ، الإحكام ، جاء في مفردات الراغب ، جدلت الحبل أي احكمت فتله ن وجدلت البناء أي احكمته .
2. الإلقاء والإسقاط على الجدالة التي هي الارض الصلبة ، جاء في أساس البلاغة جدله أي ألقاه على الجدالة .
أصل اشتقاقه من الجدل ، بسكون الدال ، وهو شدة الفتل قال ابن سيده : جد الشيء يجدله جدلا ، احكم فتله . فكأن كلا من المتجادلين يريد فتل الآخر عن رأيه
ب‌- التعريف الاصطلاحي :
قال ابو بقاء في كتاب الكليات : " الجدل هو عبارة عن دفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجة أو شبهة و هو لا يكون لا بمنازعة غيره "
و الجدل القرآني هو براهينه و ادلته التي اشتمل عليها وساقها لهداية الخلق و الزام المعاندين في جميع ما هدف اليه من المقاصد التي يريد تحقيقها و ترسيخها في أذهان الناس من جميع اصول الشريعة وفروعها "
ويطلق الجدل على المشادة الكلامية التي تهدف الى تحقيق الغلبة ، لما اعتنق من مذهب ، ولما اتخذ من رأي ، والحاق الهزيمة بالمخالف و من هنا قالو :
الجدل : هو المفاوضة على سبيل المنازعة و المغالبة .
و قد ذكره الله في القرآن الكريم على أنه من طبيعة الإنسان في قوله تعالى : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا )) سورة الكهف الآية 54 .
و رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ان يجادل المشركين بالطريقة الحسنة في قوله تعالى بعد ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ چ النحل الآية 125
و أباح مناظرة اهل الكتاب بتلك الطريقة في قوله تعالى بعد ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ چ العنكبوت 46 ، ومثل هذا من قبيل المناظرة التي تهدف الى إظهار الحق ، وإقامة البرهان على صحته ، و هي الطريقة التي يشمل عليها جدل القرآن الكريم في هداية الكافرين و إلزام المعاندين بخلاف مجادلة أهل الاهواء فإنها منازعة باطلة ، ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ چ الكهف 56
3- صفات الحوار :
إن نجاح أي عمل ادبي سواء اكان قصة أم رواية أم مسرحية ، إنما يتوقف على جودة الجوانب الفنية في هذا العمل ، والتي من اهمها الحوار و لكي يكون هذا الأخير جيدا لا بد ان يتسم ببعض المواصفات الجمالية ، فماهي هذه المواصفات ؟
"تعرض الأدباء و النقاد في مستهل دراستهم لأسلوب الحوار الى الصفات الواجب توفرها فيه ليكون جيدا ، من مرونة في التعبير وعفوية و إيجاز غير مخل بالمعنى و الغبتعاد عن التكليف و الإطناب و التكرير و التصنع ، وهذا يقتضي من الكاتب ان يكون واعيا لكل ما يكتب في حواره بحيث يتمكن من الوصول الى تحقيق وظائف الحوار الراقي التي من بينها : رسم صورة واضحة للشخصية المتحاورة بحيث نكشف عن اعماقها و بذلك نحدد نطاق أو مجال تفكيرها و بهذا يصل الكاتب الى رسم الأبعاد الثلاثة للشخصية (البعد الجسمي ، النفسي ، الاجتماعي )
الحوار الجيد إذن هو ما استطاع رسم الصراع الدائر بين المتحاورين و كلما تمكن الكاتب من رسم هذا الحوار اقوى و أجود فنيا و أقدر على تحريك الاحداث و البلوغ بها الى النهاية ، ومن هنا تظهر الصفات الاساسية للحوار المتمثلة فيمايلي :
1. جدلية الحوار : إذ ينبغي ان يكون الحوار مثيرا ، تدفعنا كل عبارة فيه الى ما يليها فتترأى للقارئ ايديولوجيات و مذاهب أطراف المحاورة .
2. المرونة في التعبير و التركيز الشديد : في المعاني التي تقتضي الإقتضاب و الايجاز و التفصيل في المعاني التي تقتضي الشرح و الاطناب ن وهذا ما يستوجب الفطنة و الوعي بكل كلمة من كلمات الحوار ، وذلك بمطابقة الكلام لمقتضى الحال " لكل مقام مقال "
3. إندماج الحوار في صلب العمل : حيث يتغلغل الى صميمه و يتضامن مع بقية العناصر تضامنا عفويا ختى لا يبدو للمتلقي انه عنصر دخيل متطفل على الشخصيات .
4. يجب ان يكون الحوار سلسا و رشيقا : يتلائم مع الشخصيات و المواقف المعبرة عنها واضحا بوضوح الهدف الذي يصبو اليه الاديب من خلاله .
5. الاعتماد على الحوار الفني المتقن البعيد عن الثرثرة و الهذر ، خاصة و أن الكاتب ان يمتلك ادوات فنية اهمها حسن الاختيار ، فله حرية التنقيح و الاختيار و إعادة النظر فيما يجري على لسان شخصياته من احاديث
6. ملائمة الحوار للشخصيات المتحاورة و المواقف .
7. عفوية الحوار و بعده عن التكلف والتصنع : حتى لا تتجلى فيع سرعة الخاطر فتجعله مشابها لما يدور في الحياة العادية .
و الاديب البارع هو الذي يستطيع ان يجمع بين هاته الصفاة في حواره دون إحذاث تناقض بينها فتكون لكل صفة عنصر قوة ومظهرا من مظاهر الجمال الفني و تاكيدا للصفات الاخرى و بالتالي يكون الحوار اقدر على تادية وظائفه في العمل الادبي .
4- وظائف الحوار :
إن اهم ما يستهدفه الاديب من توظيفه لفن الحوار كاداة رئيسية في عمله هو تخليص العمل الإبداعي من الرتابة ن وذلك بالخروج عن روتينية السرد ، ومن هنا تظهر وظائف الحوار الاساسية ، والمتمثلة فيمايلي :
1. رسم صورة واضحة للشخصيات المتحاورة ، فتظهر بذلك الأبعاد الثلاثة لهذه الشخصيات " البعد الجسمي ، البعد النفسي ، البعد الإجتماعي "
2. الكشف عن الصراع الذي يدور بين الشخصيات المتحاورة : كلما تمكن الكاتب من التعبير عن هذا الصراع في حواره كان الحوار اقوى و اجود من الناحية الفنية .
3. الكشف عن الارتباط بين الشخصيات وشرح عواطفها ن وطرييقة تفكيرها و معتقداتها حيث يرفع الحجاب عن عواطف الشخصية و شعورها الباطن إتجاه الحوادث أو الشخصيات الاخرى و هو مايسمى عادة بالبوح او الاعتراف على ان يكون بطريقة تلقائية تخلو من التعمد و الصنعة و الافتعال
4. المساهمة في سير الحدث و دفعه للأمام للوصول به الى نقطة التركيز الشديدة التي تشعر بقرب النهاية المستهدفة .
5. تجسيد الموقف امام ناظري القارئ فيشعر من خلال الحوار بالحياة المتحرمة و ذلك بالانتقال من موقف الى موقف ومن جو الى آخر فيعيش بذلك الاحداث الماضية متخيلا أبطال العمل يتحركون أمامه بمختلف اوضاعهم و ادوارهم كما لو كان حاضرا معهم ، و لا يقتصر ذلك على الكلمات بل يمتد الى اشعور بالجو الذي يخلقه الحوار للموقف ، حيث يندمج القارئ بالإيحاء مع الكلمة و بالإحساس الخفي مع الحركة .
6. تبسيط الفكرة في جميع مجالاتها بتوضيحها ودفع الغموض و الابهام عنها ، لان كل طرف من اطراف الحوار يحاول اثارة القضايا و الامور التي يؤمن بها و يدافع عنها .
يقول توفيق الحكيم عن الحوار ووظائفه : (( و العجيب في الحوار ان يؤدي هذه المهام كلها في الوقت عينه ، فقد يرسل العبارة من عباراته إرسالا على لسان شخص فإذا هذه العبارة محملة بمختلف المهام ، ففيها إخبار بحادثة و فيها تكوين لشخصية و فيها خلق لجو ، وفيها تلوين لروح مظلم أو مفرح مثلها في ذلك مثل العبارة الموسيقية التي تنطلق محملة بالنغم الذي يروى و يلون و يكون و يثير ... مثلها مثل البيت في القصيدة الشعرية الذي ينطلق حاملا الى النفس عذوبة ووزنا و فكرا و معنى و صورا و كل هذا في لحظة واحدة " .
5- شروط الحوار :
لا بد للحوار من مناخ يعيش فيه من اجل ان يتحول الى طريقة عملية منتجة بدلا من ان يكون عملا ضيقا عميقا في الشكل و المضمون .
اهم الشروط التي يجب توفرها في الحوار :
1. شخصية المحاور الذي يدور الحوار : لنصل الى النتائج المرجوة من الحوار يجب ان يكون لكل طرف من المتحاورين حرية الحركة الفكرية و عدم وقوع المحاور تحت ما اسماه " محمد حسين فضل الله بالإرهاب الفكري و الفني " وهذا لكي لا تتضائل ثقته بنفسه و يفقد بذلك قابليته على ادارة الحديث و يصبح جامدا يتلقى اكثر مما يلقي .
2. شخصية الطرف الآخر للحوار : لا بد له من ان يهيأ نفسه للاقتناع بنتائج الحوار حتى و إن لم تكن في صالحه ن والا انقلب الموقف الى جدل عقيم لا يراد منه الا تسجيل المزيد من مواقف عرض العضلات الكلامية .
3. خلق الجو الهادئ للتفكير الكستمر و ذلك بالابتعاد عن الاجواء الانفعالية و التي قد ينطلق فيها الانسلان باندفاع و حماسة وتأييدا لموقف او فكرة جماعة ما .
4. معرفة موضوع الحوار : وهذا كي يتسنى لكل طرف الخوض في لب الموضوع و معايشة اجواءه العامة ن والبالتالي يكتسب الموقف الحواري حركة وحيوية .
5. أسلوب الحوار : يجب ان يكون الحوار مناسبا للشخصيات و أقدر على تصويرها ، فيلائم بساطتها و بلائم انفتاحها ومدى تثقفها ، كما يجب ان يرتبط بحوادث الجو العام لانه يصور المواقف الغنسانية و يثير الشعور و الفكر معا .
6. تحقيق الفائدة : اذ يجب ان يحقق الحوار فائدة ملموسة في تصوير الحوادث او تقوية عنصر الدراما فيها و هو الى جانب هذا يرسم الشخصيات و يكشف عن مواقفها ان الحوار الذي لا يؤدي وظيفة من هاتين الوظيفتين يعتبر في نظر الفن غريبا عن العمل القصصي ونشير الى انه إذا انعدم احد الشرطين الاولين و هو وجود طرف محاور او طرف محاور فان الحوار قد يتم بين الشخصية ونفسها فيكشف عن أهم خصائصها وطبائعها و التي تكون قد اخفيت من خلال الحوار الخارجي الذي يدور بينهما و بين طرفين او أكثر .
7. التواضع : اذا انتقى هذا الشرط في احد المتحاورين غاب الحوار ، و اذا توافر في احدهم كان مرفوع القدر و عظيم الشأن ، فلا اكراه ولا مكابرة و لا عناد مع خلق التواضع
8. العلم والمعرفة بالعالم : فاذا كان الأصل في الحوار هو الاختلاف كما يقول طه عبد الرحمان فانه يقتضي ان يكون الشركاء على درجة كبيرة من الاحاطة علميا و معرفيا بالعالم و بموضوعات محل المناظرة ، فالجهل متراس أمام سيرورة التواصل .
9. نبذ سوء الضن : لعل من الاسباب المباشرة في صعوبة التواصل و انعدام الحوار هو سوء الظن بالآخرين بفعل المتخيل الذي تحمله توهما عنهم ، و عليه فان نجاح التواصل مشروط بخسن الظن بالآخرين و فشله عائد الى سوء الظن بهم .
10. نبذ العنف والعناد : قد يدرك الشركاء عن طريق العلم بالمراد الذي يستنبط بالامارات والدلائل حقيقة ما يرافع حول الشريك و يعلم في النهاية قوة استدلالاته و بيان حجته ، ولكن مرض العناد يحول بينه و بين الانصياع الى الحق و الاقرار بالخطأ لا يحققق العنف مقاصد الحوار ، لأن سبيله الاكراه والاكراه نقيض الاقناع ذلك لان خطاب العنف يتمخض عن حالة العنف والعجز في التواصل و الحوار .
11. حسن الإصغاء : أن الحوار سبيله الفهم السليم ، وان هذا الفهم لا يتم الا بحسن الاصغاء الذي يسمح بالتعرف الى أفكار ا لىخرين و آرائهم و عقائدهم وإنشغالاتهم .
12. التسليم بحرية الآخر : عندما لا تكون الحرية مكفولة للجميع بالتساوي يختل نظام الحوار ، فيسود الاستبداد و يعن الفساد ، وكل ذلك راجع الى عدم تحكيم الفطرة التي شيد على اثرها "جون لوك " نظريته في هذا ال صدد ، حيث تصبح القوانين مستوحاة من سلطان العقل ، وعليه فإن ا لقوانين الخلقى و الطبيعي سابق على كل مواضعة كما تعتقده فلسفة " هوبز " فلا حوار بدون حرية .
13. إلتزام الطرق المنطقية السليمة لدى المناظرة و الحوار ، ويدل على هذه القاعدة عموم الأمر بان يكون الجدال بالتي هي احسن ، ومن إلتزام الطرق المنطقية مايلي :
• تقديم الادلة المثبتة والمرجعة للأمور المدعاة .
• إثبات صحة النقل للأمور المنقولة المروية .
أخذ العلماء قاعدتهم المشهورة التي تقول :
(( عن كنت ناقلا فالصحة ، او مدعيا فالدليل ))


الحوار والتواصل :
لا احد يجادل اليوم في كون التواصل من المجالات التي أصبحت تكتسي أهمية قصوى في الىونة الاخيرة ، نظرا لاكتساحه كل مظاهر الحياة الانسانية عبر اللغات المنطوقة و الإيمائات و الحركات ...الخ الحد الذي أصبح فيه التواصل اصبح الآن الحاضن الاساسي للعلوم الحديثة ن بإعتبار تحظراته عبر هاته العلوم ضمن هذا المنظور يرى شارل كولي هورتن horten cooly charles أن التواصل يشكل " الميكانيزم الذي بواسطته توجد اعلاقات الغنسانية وتتطور " ، إنه يتضمن كل انظمة التواصل الاكثر طبيعة و تلقائية الى أكثر المجريات الثقافية تعقيدا .
ترتبط سيرورة التواصل بفعالية الحوار ارتباطا تمليه مقتضيات سيميائية و اعتبارات فلسفية و حضارية ، وتحركه عواطف واحاسيس إنسانية معقدة تستجيب للمواضعات التي تستدعيها تلك السيرورة التواصلية في القديم والحديث على السواء .
يعد الحوار ركيزة التواصل الانساني ، فهو موصول بخبرات موضوعية حيث يضفي عليه بهاء نسقيا و هباء سيميوزيسيا ، ذلك لان الحوار يعد إستجابة لتمظهرات لسانية تتناسل تناسلا لا نهائيا لا تحبسه أي ارادة خارجية .
إن فعالية الحوار تتوافر على قدرة غير محدودة من القواعد التي تحاول التداوليات بعامة و السيميائيات التداولية بخاصة ضبطها من اجل طلب الوضوح في فهم آليات التواصل و تحسين أداء الحوار .
إن التواصل ينشد عن طريق و اصطناع منطق الاقناع و الاتيان بالحجة و تغيير الذهنيات و تلاقح الافكار وترقية الشراكة الانسانية من التدافع الى التعاون و التكامل .
نظرية التواصل :
لقد اسهمت نظرية التواصل في دفع اللسانيات الى اعادة ترتيب المفاهيم الواردة في محاضرة دوسوسير ، وذلك بغية إخراج مفاهيم مثل : اللسان و الكلام من السياج النظري المحض الى دائرة التفعيل الاجرائي .
اهتم مهندسو الاتصالات السلكية بالشروط المادية التي تنتقل فيها المعلومات او الاخبار او العلامات من مرسل الى مرسل اليه ن وتحتاج عملية الاتصال إلى مصدر المعلومة او الخبر (م خ )و مرسلة (مر) يوجهها باث(ب) بعد دراستها قبل بثها الى المستقبل (مس) ، حيث تحول هذه المرسلة الى اشارات مسننة تكون قابلة للإدراك ن ويتم بثها عبر قناة ، ثم تستقبل الاشارة بعد فك سننها من قبل المرسل اليه .
لقد اعطت النظرية الرياضية للاعلام دفعا قويا لنظرية التواصل التي كان لها تاثير كبير في الدراسات اللسانية و السيميائية ، ولكنها لم تول أي اهمية للمعنى كما هو الشان بالنسبة الى علماء السيسبرينطيقا ، لان مايبث هو شكل و ليس بمعنى ، وهذا ما انتهى اليه دوسوسير من ان اللسان شكل و ليس بجوهر ، و اكدته اللسانيات الجلوسيماتية في أبحاث يامسيلف ن حينما اطلع ياكبسون على اعمال مهندسي التواصل السلكي و الاسلكي لا سيم ماكاي و شانون ، لم يجد صعوبات في التأقلم مع مفاهيمهم و مصطلحاتهم ا لعلمية كالشفرة ن الرسالة ، القناة ، التشويش ...الخ ، لان مثل هذه المصطلحات كانت متداولة في اللسانيات و المنطق ( لغة ، الكلام ، نسق لساني ،) وفي هذا السياق عبر ياكبسون عن إرتياحه و سعادته بمدى انسجام اعمال اللسانيين و مهندسي التواصل ، سنعرض هنا خطاطة ياكبسون اللسانية التي تبرز بشكل واضح البعد اللساني للتواصل ، حيث نلمس ذلك من خلال جعل هذه الخطاطة غير قابلة للفهم و التاويل إلا في غطار اللسانيات و قد صاغ ياكبسسون هذه الخطاطة اللسانية على اشكل الآتي :
السياق ( المرجع )
المرسل ..................... الرسالة ...................... المرسل اليه
الشفرة (السنن )
وعليه يفضل بول ريكور أن يستدرج الخطاطة التواصلية التي اقترحها ياكبسون ليبسط الإشكالية الجدلية الجدلية القائمة بين علاقة المعنى بالواقعة في الخطاب عن في الكلام و عن في الكتابة على السواء .
المرسل : ينبغي ان ينظر الى عنصر المتكلم او البات او المرسل داخل الخطاطة التواصلية على انه كيان نظري قبل ان يكون بالضرورة شخصية انسانية كما ينصرف الى ذلك اعتقاد السواد الاعظم ن وعلى الرغم من ان ياكبسون أضفى عليه قيمة مهيمنة اذا قيس ببقية عناصر الخطاطة الاخرى إلأا أن وظيفته لا تبرح ان يكون لها قصد صريح و رغبة اكيدة في توصيل معلومة محددة لطرف آخر ، إن الكلام مشروط بمقتضياته التداولية و منها مراعاة احوال المتكلم وارادته و قصد ه و اعتقاده و كل الامور التي ترجع اليه سواء اكانت حقيقة ام تقديرا .
ظل مطلب المعنى رهن مقصدية المتكلم (الكاتب ) ، وبمعرفة هذه الإرادة تتحدد – في تصورهم – مقصدية المؤلف ، وكثيرا ما يرادف القصد في أدبيات الثقافة العربية " المراد " و "النية " و " العزم " و "الارادة " و" القول " و ما الى ذلك ، عن للقصد منزلة كبيرة في الشريعة الإسلامية التي تجعل النية اساس العمل ، القائل يختار ان يتلفظ بهذه الجملة او تلك وفق مقاصده التواصلية – هذا لا ريب فيه – و لكنه ليس حرا في إختيار أية بنية لجملته وهكذا فغن التركيب مستقل عن مقاصد القائل او مقام التواصل ـ وتبعا لذلك مستقل عن الواقع .
المرسل اليه : عن ما سقناه سالفا حول المرسل او المتكلم يمكن ان ينطبق الى حد ما على المرسل اليه أو المتلقى او المستقبل على تعدده مصطلحاته في أدبيات الثقافة اللسلنية و السيميائية الغربية و العربية على السواء ، إذ يعد هو الىخر كيانا نظريا ، ولا يتوقف عند حدود الشخص الطبيعي المعلوم ، وغن حضور ه ليس شرطا ضروريا في أثناء زمن انتاج المرسلة ، ويمكن أن نسوق مثالا على ذلك فالكاتب عندما يؤلف عمليا ادبيا لا يستدعي كل قرائه أمامه ، وان كان ياخذهم في حسبانه .
الرسالة : يقصد بالرسالة تلك المعلومة او ذلك الخبر الذي يشكل حلقة و صل بين العنصرين الاساسين المرسل و المرسل إليه في العملية التواصلية ، والمقصود بالرسالة هنا بإعتبارها حاملة للمعنى ، وتهدف هذه الرسالة الى استيضاح الجانب الملموس للعلامات ، ولكن المسألة تتعلق على وجه التعميم بـ " أثر المعنى " بين المرسل و المرسل اليه .
قنوات التواصل :
تؤدي قنوات التواصل دورا مهما في تحديد معالم العلامات ، وتمارس في مثير من الحالات بمعنى الإكراهات الطبيعية على عملية التواصل ، ولا سيما ان القناة تضطلع بدور الحامل لللمعلومة السيارة كما تبدو في الظاهر ، وتنطوي على ابعاد ثلاثة منها ك البعد الاول المتمثل في جملة المثيرات التي تاتي الى المداخل الحسية ةو ترتبط بالحامل الذي يتيح نقل المرسلة و البعد الثاني المتمثل في خصائص جهاز نقل هذه المرسلة و البعد الثالث المتمثل أيضا في اجهاز استقبال هذه المرسلة ، و كل مرسلة تتحد سلفا بهذه الاجهزة التي تنقلها فهي الحامل الطبيعي لها ، ومن هنا تصبح القناة داخل السيرورة التواصلية بابعادها الثلاثة قابلة للتعليل .
الاسنن :
يرتبط مفهوم السنن بمبدا المواضعة ليغدو نسقا صريحا وواضحا يتحكم في طبيعة الانساق السيميائية ، ولكنه كثيرا ما يستخدم على نحو مغاير مختلف لدى بعض الباحثين ن ولا سيم انه يتلبس ببعض المصطلحات الدارجة في الاستعمال مثل القانون المدني code civil التي لاتمد بصلة الى المقاربة .
عن السنن نسق من العلامات او الإشارات او الرموز التي تستند قبليا الى المواضعات ، إذ بدون و جود سنن يتعذر نقل المعلومات و الاخبار من أ الى ب أي من جهاز الارسال الى جهاز الاستقبال ، لا ينبغي ان يلتبس مفهوم السنن بمفهوم المرجع .
السنن اوسع من مجرد الإرتباط بين العلامات و الشيء الذي تحيل عليه هذه العلامات ، لان السنن حتى يتخذ أبعادا سيميائية يجب أن يخضع الى شروط المواضعة بيد ان هذه المواضعة تتم بطريقة عفوية ن وليست منظمة تنظيما عقلانيا على الرغم من انه يمكن الوقوف على مواطن التعليل .




الحوار والحجاج :
إذا جاز ان " الحوار " يستند الى نماذج تنتمي الى المجال التداولي ، جاز معه أنها تسلك من سبل الاستدلال ماهو اوسع و اغنى من بنيات البرهان الضيقة ، كان يعتمد " المحاور " في بناء النص الصور الاستدلالية مجتمعة الى مضامينها اوثق اجتماع ـ وكان يطوي الكثير من المقدمات و النتائج ، و ان يسوق الدليل على قضية بديهية أو مشهورة ، كل ذلك لأنه يؤخذ بمقتضيات الحال من معارف مشتركة و معتقدات موجهة ومطالب إخبارية وأغراض علمية ، و اللباس الحواري تتحد على مستواه صحة الاستدلال بأمكان تحصيل مدعيها على المتحاورين طريقة مشروعة لإلزام خصمه ، غير ان بيرلمان حاول تحديده بأنه ذلك" المجموع يريد المتكلم التأثير فيهم بواسطة حجاجه " أي مجموع الاشخاص الذين يراهم الخطيب امامه و هو يلقي بخطبته مراعيا في ذلك احوالهم و اقدارهم و مراتبهم و هم يتحاورون معه ، بهذا فالمستمع كما يقول " بلانتان " شريك واقعي للحوار .
وضمن هذا التصور الذي يرفض الفصل بين الحوار والحجاج ، على إعتبار ان وظيفة كل منهما التاثير في المتلقي .

نظرية الحجاج :
تسجل البلاغة الحجاجية في الدراسات المعاصرة نفسها ضمن علوم اللغة لانها غالبا ما تستعمل الادوات اللسانية ، ورغم الاهمية التي تكتسبها البلاغة الحجاجية في الدراسات اللغوية المعاصرة ، فإن تدريسها يبقى محصورا على بعض الجامعات ( الامريكية والكندية ) حيث يتم تدريس البلاغغة ونظريات الحجاج في المقررات الدراسية بشكل رسمي ، أما في الدراسات الفرنسية فغن الاهتمام بالبلاغة و الحجاج لا يتجاوز حدود بعض الابحاث العلمية المتعلقة بتاريخ البلاغة ، ولا تختلف الصورة بشكل كبير عن موقع البلاغة والحجاج في الجامعات العربية ، حيث يتم تدريس البلاغة بمعزل الحجاج بعيدا عن سياقها التواصلي ، أما الشأن في الدراسات الانجلوساكسونية ( الامريكية و الكندية ) التي نجحت في إقحام البلاغة الحجاجية في المساجلات السياسية و المرافعات القانونية و الحوارات التلفزية وكل الانشطة الفكرية القائمة على الاقناع بواسطة اللغة والخطاب فما المقصود بالحجاج ؟
يرى بعض الباحثين ان الحجاج الغربي ارسطي او صيغ صياغات حديثة ، و هو بذلك يخالف الحجاج العربي الذي وجد الباحث نفسه فيه تعقيدا مرده طبيعة اللغة و الثقافة العربية ، وإذا كان الحجاج يقوم على إستمالة المخاطب ( او المحاج : في صيغة اسم المفعول ) و توجيهه وجهة ما ، فإن اجلى الخطابات الحجاجية هي تلك التي تهتم بالدعاية و الاشهار ، ومن ثمة فقد إنبرى عدد من الباحثين يحاولون الكشف عن خصائص البنية الحجاجية للخطاب الاشهاري إنطلاقا من العمل على توصيف الحجاج والاشهار بوصفهما عمليتين لسانيتين و عقليتين تعتمدان مبدأ استمالة الآخر .
يرى دوكرو أن ا لحجاج عند فعل لغوي وليس فعل خطاب لانه يقوم على بناء معنى الملفوظ إن ديكرو يفرق بين معنيين لللفظ الحجاج argumentation المعنى العادي ، والمعنى الفني او الاصطلاحي ، و الحجاج موضوع النظر في التداولية المدمجة وهو المعنى الثاني ، ويعني الحجاج بمناه العادي طريقة عرض الحجاج و تقديمها ، ويستهدف التأثير في السامع ، فيكون بذلك الخطاب ناجعا فعالا ، و هذا معيار أول لتحقيق السمة الحجاجية ، غير أنه ليس معيارا كافيا ، إذ يجب ألا تمهل طبيعة السامع (او المتقبل ) المستهدف فنجاح الخطاب يكمن في مدى مناسبته للسامع و مدى قدرة التقنيات الحجاجية المستخدمة على إقناعه ، فضلا على استثمار الناحية النفسية في المتقبل من اجل تحقيق التأثير المطلوب فيه .
أما الحجاج بالمعنى الفني ، فيدل على صنف مخصوص من العلاقات المودعة في الخطاب والمدرجة في السان ، ضمن المحتويات الدلالية ، والخاصية الاساسية للعلاقة الحجاجية أن تكون درجية (scalaire) ياو قابلة للقياس بالدرجات ، أي ان تكون واصلة بين سلالم حجاجية .
اما الحجاج البلاغي فهو كل ما له علاقة بالاستدلال و بفن الاقناع بواسطة اللغة مع ا لتذكير بالقطيعة التاريخية بين فن الاستدلال و فن الاقناع من جهة و بين فن القول من جهة اخرى هذا التميز بين فن الاقناع وفن القول قد تم اعادة تشكيله ابتداءا من سنة 1970 من خلال اتجاهين بلاغيين جديدين و متعارضين ، الاتجاه الاول تمثله المدرسة البلجيكية التي اسسها برلمان و تتخذ من التراث الأرسطي منطلقا لها ، كما تنظر الى البلاغة باعتبارها مجموعة من الوسائل التعبيرية القادرة على الاقناع ، أما الاتجاه الثاني فتمثله جماعة مة البلجيكية group m التي تقترح مقاربة بنيوية في الدراسة الصور تطلق عليها بلاغة عامة .
ويؤرخ بعض الباحثين للدراسات الحجاجية بالرجوع الى بريلمان و تيتيكاه حيث تطلق كلمة argumentation على العلم و موضوعه ، ومؤداها درس تقنيات الخطاب التي تؤدي بالذهن الى التسليم ، وربما كانت وظيفته محاولة جعل العقل يذعن لما يطرح عليه من افكار ، أو يزيد في درجة ذلك الإذعان فيبعث على العمل المطلوب .
ويحدد بريلمان c. perelman الحجاج باعتباره مجموعة من التقنيات الخطابية الموجهة الى اقناعا لمتلقي او الرأي العام سواء كان المتلقي فردا ام جماعة ، ولا يختلف الامر بالنسبة للبلاغة التي توجه أيضا للمستمعين سواء تعلق الامر بالحجج الموجهة الى المتلقي ، ام بالحجج التي يوجهها الشخص الى نفسه في مقام حوار ذاتي ، ومن هنا تم النظر الىا لحجاج باعتباره بلاغة شديدة تشمل الخطاب في كليته بصرف النظر عن نوعية المستمع الذي يتوجه الخطاب إليه .
لما كان مقدار البلاغة عند بيرلمان على الحجاج و محاجة الخصم لاقناعه و انتزاع موافقته ، فقد انحصر تعريف الحجاج ليصبح " دراسة التقنيات الخطابية الموجهة لتحريض أو زيادة في موافقة النفسيات أو الفرضيات المعروضة على رضا / المستمع / القارئ ." .
نفهم من هذا التعريف أن محال الحجاج و، هو دراسة التقنيات الخطايية ن واضعين في الاعتبار ان المحاجة تشير الى نمط خطابي ، يتمثل في العملية التي يقوم الفرد من خلالها بالدفاع على آرائه حول مواقف معينة ، فضلا عن انتقاده و هجومه على الآراء المخالفة لآرائه كما يقول ( رانسي 1997 ).
لهذا كان الحجاج اصل في كل تفاعل بين المدعي و المعترض او غيرهما ، إن تبادلا للتأثير أو تناقلا للتغييير، أو ترابطا وظيفيا او حتى تجاوبا وجدانيا و ل يحدد " طه عبد الرحمان بقوله : هو كل منطوق له ن موجه الى الغير لافهامه دعوى مخصومه يحق له الاعتراض عليها " ، وهذا حد مجمل لما قد فصله عن الحجاج في قول سابق بانع فعالية تداولية جدلية ، فهو تداولي لان طابعه الفكري مقامي و إجتماعي ، إذ يؤخذ بعين الاعتبار مقتضيات الحال من معارف مشتركة و مطالب إخبارية و توجهات ظرفية و يهدف الى الاشتراك جماعيا في إنشاء معرفة علمية ، إنشاء موجها بقدر الحاجة و هو ايضا جدلي لأن هذفه إقناعي بلوغه قائم على التزام صور استدلالية اوسع و اغنى من البنيات البرهانية الضيقة .


أصناف الحجاج :
ان من بين أصناف الحجاج التي ننقلها عن بعض الدارسين :
1- حجة التبرير argumentation gasspillage و اداتها " بما أن" .
2- حجة الاتجاه direction و غرضها التحذير من انتشار شيء ما .
3- الحجة التواجدية : تبنى على علاقة الشخص بعمله و يمكن أن نمثل لها بقوله صلى الله عليه و سلم " من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه " إذ يمكن ان نقول بان المتعلم بوصفه شخصا في جوهره ليس فضوليا ـ و عمل ترك ملا لا يعنيه من تجليات حسن الاسلام .
4- الحجة الرمزية : للرمز قوة تأثيرية في الذين يقرون بوجود علاقة بين الرامز و المرموز اليه كدلالة العلم في نسبته الى وطن معين .
5- حجة المثل : ان الغاية من اعتماده حجاجيا هو التاسيس للقاعدة و البرهنة على صحتها .
6- حجة الاستشهاد : غايته توضيح القاعدة و تكثيف حضور الافكار في الذهن و ربما كان الاستشهاد اداة لتحويل القاعدة من طبيعة مجردة الى اخرى محسوسة ، ولعل القرآن الكريم فيما يقدم لنا من امثلة حجاجية اهم مصدر لهذه الاشكال الحجاجية ، على ان العناية بالإستشهاد القائم على التمثيل مقيد بجملة من القيود لعل أهمها عدم إطنابه ، ومن الحجج المعتمدة أيضا المعطيات العددية الناتجة عن الإحصاء .

اهمية الحوار :
عن للحوار فضائل خاصة أصبحت تعد اليو عنوانا على وعي الامة و تقدمها ، ويكفي ان نذكر منها مايلي :
1/ ان الحوار لا يوجد إلا حيث يوجد الاختلاف في طريق البحث ، فالراجح أن طريق الوصول الى الحق ليس واحد لا ثاني له ، و إنما طرق شتى لا حد لها ، لإن الحق هو نفسه ، على خلاف الراي السائد ليس ثابتا لا يتغير ، بل اصله أن يتغير و يتجدد ، وماكان في اصله متجددا ، فلابد ان يكون الطريق الموصول اليه متعددا ، وحيثما وجد التعدد في الطرق ، فثمة حاجة الى قيام حوار بين المتوسلين بها أو السالكين لها .
2/ إن تواصل الحوار بين الاطراف المختلفة فئات و أفراد ، يفضي مع مرور الزمن الى تقلص شقة الخلاف بينهم ، و ذلك لدخول هذه الاطراف في استفادة بعضها من البعض ، حيث إن هذا الطرف او ذلك قد ياخذ في الإنصراف عن رأيه متى تبين له ، عند مقارعة الحجة بالحجة ، ضعف أدلته عليه ، ثم يتجه تدريجيا الى القول برأي من يخالفه او يأخذ على العكس من ذلك ، في تقوية أدلته متى تبين له قوة رأيه ، مستجلبا مزيد من الإهتمام به من لدن مخالفه حتى ينتهي هذا المخالف الى قبوله و التسليم به ، و هكذا فإذا أنزل الخلاف منزلة الداء الذي يفرق ، فإن الحوار ينزل منزلة الدواء الذي يشفى منه .
3/ ان الحوار يسهم في توسيع العقل و تعميق مداركه بما لا يوسعه و لا يعمقه النظر الذي لا حوار معه ، إذ الحوار هو بمنزلة نظر من جانبين ، وليس النظر من جانب واحد كالنظر من جانبين إثنين ، فمعلوم ان العقل يتقلب بتقلب النظر للأشياء ، وأنه على قدر تقلبه ، يكون توسعه و تعمقه ، و العقل الذي لا يتقلب ليس بعقل حي على الإطلاق و العقل الذي يبلغ النهاية في التقلب هو العقل الحي الكامل ، إذن الحوار يسلهم في توسيع العقل وتعميق مداركه .


1 الحوار والجدل في القرآن الكريم :
لقد حاولنا في الصفحات السابقة تقديم لمحة عامة عن أصول الحوار في الجانب التواصلي واللغوي من خلال التعرض له لتعريفه وصفاته وشروطه و التعرض لنظرية التواصل وتحليلها و تبيان مدي دوره الفعال فيها ، ولكن هذا لا ينفي أن اسلوب الحوار قد وجد عند العرب منذ جاهليتهم ضمن تراثهم القصصي الا انه لم يرقى الى المستوى الذي جاء القرآن الكريم فصار بذلك مصدرا لا يضاهيه نظير تفتحت من خلاله مواهب العرب و سجاياهم إذ لولاه لما كان لهذه اللغة عز و لا شأن هذا الكتاب المقدس الذي نزل بلسان عربي مبين لطالما تنوعت سيقه الرائعة التي تقلدت القمم بفصاحتها وسلامتها ، مما يؤكده كل ذي قلب سليم و عقل منير وفكر منطقي من أن اية صيغة من صيغ الحوار التي تصدر عن أفصح وابرع الكتاب ، لن ترقى الى مستوى الحوار الماوي و حينئذ يكون الاسلوب هو لغة كتاب الله سبحانه وتعالى و الذي حول العقيدة كلها الى موقف مستمر للحوار .
ما دمنا في معرض الحديث عن اساليب الحوار في القرآن الكريم علينا ان نلفت النظر في قضية " الجدل " التي تكفل القرآن الكريم بذكرها و استعمالها في عدة مقامات في صيغ متنوعة و مضامين متقاربة حينا و متباعدة أحيانا ، بلغت تارة تسعا و عشرين تضمنتها سبعا وعشرين آية إنتسبت الى ست عشرة سورة .
و لعل السر في هذا لاستعمال الواسع يعود الى الواقع العلمي الذي عاش فيه الإنسان حيث واجه الكثير من القضايا والتحديات ولذلك نجده يستعمل الجدل القائم على الحوار المباشر الذي يطرح الفكرة في ميدان الصراع .
فقد كان لهاته الكلمة الحظ الأوفر في طرح المواقف والأحداث و ذلك لإعتبارات عدة نكر منها على سبيل المثال لا الحصر أن الجدال في الواقع الانساني من الوسائل التي تستخدم لنشر الأفكار والإقناع بتا ، وكان الانسان اكثر شيء جدلا ، والجدال سلاحه للدفاع عن أفكاره .
تحولا لجدل الى صناعة يقصدها لكثير من أجل الهجوم والدفاع والتدريب في مجالات الصراع الفكري لغاية تختلف بإختلاف المواقف بحسب ما يتطلبه العقل كان يمهل خصمه، ويصل معه الى قناعة أو يرتقي و إياه الى محك الواقع والحقيقة ، وعلى هذا فإن كلمة " الجدل " تتجلى في هذا و بالأخص تأخذ مدلولها الأقصى من الصراع و إذا جئنا الى كلمة الحوار ، فلا نجد ذكرا لها إلا في آيات ثلاث ، جاءت إثنان منها في سورة الكهف و و احدة في سورة المجادلة ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ چ الكهف: 34
و ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ الكهف: 37 - 38
و ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ چ المجادلة: 1
وهناك عبارات تدل على الحوار بوضوح و إن لم ترد فيها كلمة حوار مثل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ چ الشورى: 38
و كذلك ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ آل عمران: 159
وغيرها كثير غي القرآن الكريم و لكن رغم قلة ورود كلمة الحوار في القرآن الكريم إلا أنها أوسع مدلولا من مفهوم الجدل .

2 الحوار في القرآن الكريم :
يعتبر الحوار من وسائل الاتصال الفعالة و تزداد أهميته في الجوانب التربوية خاصة و لأن الخلاف صبغة بشرية فإن الحوار من شأنه تقريب النفوس وترويضها وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة ومعاييرها و يتطلب الحوار مهارات معينة و آداب تحكم سيره و ترسم له الأمر التي من شأنها تحقيق الأهداف المرجوة بأن في ثنايا الحوار فوائد جمة نفسية ودينية وتربوية واجتماعية و تحصيلية تعود على طرفي الحوار بالنفع كونها تسعى الى نمو شامل و تنهج نهجا حضاريا ينشده الكثير من الناس .
القرآن الكريم أولى للحوار أهمية بالغة في مواقف الدعوة و التربية ، وجعله الإطار الفني لتوجيه الناس و إرشادهم ، إذ فيه جذب لعقول الناس و راحة لنفوسهم لان الحوار القرآني بعيد عن كل الفلسفات المعقدة بل يمتاز بالسهولة فالقصة القرآنية تطفح بألوان من الأسايب حسب عقول ومقتضيات أحوال المخاطبين الفطرية والاجتماعية و تلف تارة الأساليب بلين الجانب وتحويل الجدل الى حوار إيجابي يسى لتحقيق الهدف ذبأحسن الألفاظ و ألطف الطرق ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ چ طه: 43 – 44
و قوله تعالى في موقف نوح مع إبنه ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ چ هود: 42 – 43
و لكي نثبت أن لغة القرآن لغة حوارية بكل تفاصيلها و محوياتها و مقاصدها و مستوياتها ، وسنحاول الإجابة عن السؤال التالي : هل القرآن الكريم دعوة الى الحوار ، أم دعوة الى التبليغ التلقيني المتعالي و هو عكس الحوار ؟
يقرر بعض المفكرين ان القرآن الكريم ما ادعى دعوى إلا كان له من نفسه عليها دليلا ، أي أن القرآن مستغن بذاته عن خارجه و إنه لا شيء في القرآن كدعوة أو منهج أو شعار إلا و مادة القرآن تقدم عليه امثلة وتطبيقات و نماذج ، وهذه اشارة الى أن القرآن الكريم يدعو الى الحوار و من مستلزمات ذلك الاعتراف بالطرف الآخر و بحقه في الوجود و يبحقه في التعبير عن رأيه و الاختلاف مع الآخر ، و يرى الدكتور طه عبد الرحمان )) لا يخفى على أحد ماجاء به القرآن الكريم من أساليب و نماذج في المحاورة كثيرة وتنوعة ، حسبنا شاهد عليها ورود مادة " القول " " ق، و ، ل " بصيغ صرفية مختلفة في مواضيع جد متعددة و قد ورد ذكر هذه المادة في القرآن الكريم أكثر من ألف و سبعمائة موقع 1700 مرة نذكر منها صيغ على سبيل المثال لا الحصر " قال ، قالت ، قالا ، قالوا ، قلت ، قالتم ، أقول ، تقول ، تقولون نقول ، يقولون ، قل ، قولا ، قولوا ، قيل ويقال " (( .
و لكننا نجدها متوزعة على تسعة و أربعين إشتقاقا تتوزع على كل أطراف الحوار ، من متكلم و مخاطب و مستمع و محاور و مقاطع وغائب و حاضر ، ومذكر و مؤنث و مثنى وجمع ، ومعلوم انه لا شيء بلغ مبلغ القرآن في إحاطة تأثيره بمختلف دوائر المعرفة الإسلامية ومنه نلخص أن القآن الكريم كله حوار ، و أن لغة القرآن لغة حوارية وهي راقية و دالة على إستحضار الطرف الآخر و إبداء رأيه لا على إقصائه و التعالى عليه .
3 - الحوار من المنشأ الى مجيء علماء الإسلام :
حتى نفصل القول أكثر في أسلوب الحوار في القرآن الكريم ارتأينا أن نقدم لمحة تاريخية تبدا بنشوء الانسائية الى مجيء القرآن ...و كان الملائكة يسبحون الله تعالى في خشوع و أخلاص و يشاء المولى تبارك وتعالى ان يخلق الانسان ليكون خليفة في الأرض ، فتتم ه\ه المشيئة الحاسمة و تنطلق الحركية الفعالة في الأرض مع خلق آدم عليه السلام لتتغير فيما بعد أنظمة الحياة وتحول الوجود من مجرد فرد الى جماعة ، ومن الجماعة يأتي هذا لمجتمع الذي أفرزته عوامل متعددة و ينشأ الطلب بحسب الحاجة و يكون ذلك بوسائل تقتضيها سنن الحياة من إختلاف في رغبات وميول و كان قد وقف افراد هذا المجتمع في صراع ليقاتلوا و يحاربوا كأسلوب إحتذوه للتعبير على مراميهم و رغباتهم الشخصية ...
فنجد قابيل يقتل هابيل لأجل تاكيد نزعته الذاتية و ليعبر عن رغبته الفردية فإتخذ القتل سبيلا الى ذلك و لم يختر الكلمة عندئذ ليعبر بتا عما يختلج بداخله ، فأتى الله بالأنبياء ليلقنوا البشرية دروسا في تاريع الحياة فيما يحل مشكلاتهم و يعالج تناقضاتهم و خلافاتهم
وإذ تساءلنا عن الأسلوب الذي خاضه الانبياء في ذلك نقول انه أسلوب الحوار الذي يعد لونا من ألوان الصراع و تنازع البقاء و أسلوبا من أساليب القول ، كما يعد أداة هامة تنعقد بتا الصلات بين التماس و توثيق العلاقات بينهم .
فقد أوضح الله عزوجل لنا أنه أرسل رسله بلغة أقوامهم حتى يخاطبوهم بما يفهمون بأن المخاطب أو الممتلقي ، إن لم يفهم ما ارسل اليه فحاله عند التلقي و بعده سواء .
ولذلك قال في محكم تنزيله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ںں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہہ ہ ہ ھ ھ چ إبراهيم: 4 .
وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ چ النحل: 64.
وعلى العموم فإن رسائلهم الإلاهية موجهة للبشر قد اقحمتهم منذ البداية في مجال الحوار الذي يحمل من القضايا والشؤون ما يتحدى به جهلهم و ما يوسع به آفاقهم الضيقة فتتسع بديهتهم و يعرفون قيمة هذا العقل الذي أودعه الله فيهم فأثار أمامهم ما يتطلب المواجهة ليسألوا و يناقشوا و يبحثوا و يجردوا ... ويتطلعوا الى النور الآتي منى الله عزوجل لأنه عمل على إجابتهم جوابا جامعا واقفا بهم عند حدود ما تصل إليه معرفتهم ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ چ البقرة: 30
غير أن عجلة الانسان صارت به الى طريق الخطأ واقتراف ما حرمه الله، و لكن شيئا فشيئا بدأ يستدرك هذا الخطأ ، و يحاور الأنبياء بحوار يوضح فيه أسباب قلقه وتمرده ، وقد سعى الأنبياء الى محاولة إقناع الإنسان المؤمن للإنتصار على نفسه من خلال الرفض والإبتعاد عن ماحرمه الله ...
و هكذا تمت مسيرة الحوار بطريقة منظمة ىنية ، فالبداية تختلف عن النهاية بإختلاف الزمن و ما يوافقه من ظروف .
و قد جاء القرآن القرآن الكريم كله معجزا ببيانه ولغته وفصاحته و في ميادينه الغيبية و العلمية ومن ثمة كان كل نزول يتضمن تحديا و إعجازا ورد في معظمه بأسلوب الحوار و من ذلك النزول التدريجي الذي كان على حساب الوقائع و التساؤل ، فكان الناس يزدادون بصيرة وقناعة في قبول الحلول و المعالجات .
ولا يخفى على أحد أن الإسلام انطلق من قاعدة أصيلة في تفكيره باعتماده على العقل الذي لا بد له من حركة دائبة تجادل و تحاكم و تحاور .
و كانت آليات الحوار موزعة في كثير من العلوم التي يدخل فيها الجدل كالمنطق و الفلسفة و علم الكلام و علم اصول الفقه و علم الفقه و اختلاف المذاهب فيه و غير ذلك.
وبرز هذا فعلا لدى كثير من كبار العلماء المسلمين ، نلاحظ ذلك في مثل مناظرات الامام الشافعي للفقهاء في عصره ، و مناظرات الامام أبي حنيفة ، ومناظرات سائر الأئمة والفقهاء و غيرهم و كثر الجدال بين علماء التوحيد و بينهم و بين غيرهم من الفلاسفة و الملاحدة و انصار ديانات مخالفة للإسلام ، وكثر الجدال أيضا بين الفقهاء و الأصوليين حول الخلافات الفقهية و أصولها ، واقتضى الأمر ضبط المحاورة بين المتجادلين ، ووضع قواعد و آداب لها لتكون مثمرة مؤدية هدف الوصول الى الحق،أو إقناع الفريق الآخر به .
فكان أول من افرد هذا بالتأليف ركن الدين أبو حامد محمد العميدي الفقيه الحنفي المتوفي 615 هـ ووضع فيها كتابا حسنا سماه " الإرشاد " ثم تبعه الناس فألفوا في هذا كتبا متعددة ، وزادوا على ما كتبه العميدي بعض الزيادات ، و للأمام الرازي المتوفي 606 هـ و هو معاصر للعميدي زيادات فيه .
و اشهر الكتب في هذا الفن كتاب ألفه شمس الدين محمد بن أشرف الحسيني الحكيم السمرقندي المتوفى 600 هـ و قد اعتنى العلماء من بعد بهذا الكتاب ، فكتبوا عليه تعليقات كثيرة .
4 –اتجاهات الحوار في القرآن الكريم :
كان على الدين الذي يحترم العقل أن يفسح له المجال فيما يقدم فلأجل ذلك كان الحوار فيه على اتجاهين :
أ‌. يرتبط أحدهما بحركة الدعوة في افكار المعاندين لها .
ب‌. و يرتبط الإتجاه الثاني بحركة الدعوة في الحياة من حيث إفساحها للطريقة العقلية في التفكير لتأخذ مسارها الى جانب فكري من مرحلة تاريخية يكون فيها مجال للمنهج العقلي في التفكير .
فلقد انبنت الرسالة القرآنية على تفاعل أمرين مضطردين يتماثلان في الأصل أي ما كان سائدا آنذاك من ديانة من جهة ، ومن جهة أخرى الفرع المتغير و هو ظهور الدين الجديد الذي كان ذو طابع حواري مستديم ليذيع ويصل الى كل متلقي في كل زمان و مكان .
و ما تواتر الافتتاحيات الاستفهامية في بعض السور القرآنية إلا دليل على منحى الحوار الذي سلكه القرآن في نشر الرسالة ذلك ان صيغة الإستفهام تقتضي بديهية أن يتقرر بصداها رد إما بواسطة المستفهم ذاته أو من خلال جواب أخر و غي كلتا الحالتين فغن إطار المحاورة يضل ثابتا .
5 – أطراف الحوار و شروطه في القرآن :
و الحديث في هذا الصدد يقودنا الى اعطاء صورة عامة عن أطراف الحوار وشروطه وهي :
أ - شخصية المحاور الذي يدير عملية الحوار .
ب – شخصية الطرف الآخر للحوار .
ج – خلق الجو الهادئ للتفكير المستقل .
د ـ معرفة المتحاورين " الفكرة – موضوع الحوار "
هـ- أسلوب الحوار .
ونحن هنا في محاولة جادة للحديث عن هاته العناصر في إطار التصوير القرآني لخصائصها العامة والخاصة :
فلا بد للحوار من مناخ يعيش فيه حتى يتحول الى طريقة علمية ومنتجة ، فالحوار يقوم على شخصية المحاور يبين عملية الحوار و يقودها ، وشخصية الطرف الثاني للحوار ، ثم لا بد من توفر شروط طبيعية لدى الطرفين كأن يعرف ما تدور عليه فكرة الحوار بجميع مستلزماتها العامة والخاصة ، وأن يملك كل منها حرية الحركة الفكرية التي يمكلك معها ثقته بنفسه ، فعلى المحاور الذي يدير عملية الحوار أن لا يكون واقعا تحت رحمة الإرهاب النفسي و الفكري ، الذي يشعر معه بالإختلال في شخصيته من خلال ما يحس به من عظمة في شخصية الطرف الثاني المدير للحوار فيفقد عند ذلك ثقته بنفسه ، وتدنو قابليته في ان يكون طرفا للحوار لذلك حاول الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من موقف أن يبين الطرف الآخر الذي يدير عملية الحوار بأنه بشر مثلهم و ذلك ما جاء في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ چ الكهف: 110
أما شخصية الطرف الآخر للحوار فلا بد عليه قبل أن يدخل في عملية الحوار أن يكون مستعدا من كل الجوانب مهيئا نفسه لعواقب هذا المحاورة و إلا انقلب الى جدل عقيم لا فائدة فيه الا عرض مفارقات كلامية لا تقدم الموضوع و لا تؤجله ، و قد ركز القرآن الكريم في هذا الجانب ، فعرض لأولئك الذين لا يريدون أن يؤمنوا في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ٹٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ البقرة: 6 - 7
ثم يعطينا سورة أخرى عن إبراهيم عليه السلام ليجسد لنا فيه طبيعة الانسان الذي يريد ان يؤمن بل يتجاوز الايمان ليصل الى الاطمئنان الروحي ، وهو قوله تعالى ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پپ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ البقرة: 260 فمن خلال هذه الآية الكريمة نلتمس الحوار السائر الى طريق الايمان حيث مثل سيدنا إبراهيم الطرف الثاني الذي يسعى من خلاله الوصول الى الحق
و قد يكون الهدف العام منها هو توضيح بعض المواقف من الحياة ومن الرسالة و اثارة القضايا المرتبطة بهما في حوار طويل او قصير ، فلكي يصل الحوار الى هدفه لا بد من خلق أجواء هادئة للتفكير الذاتي المستقل و الابتعاد كل بعد عن الأجواء الانفعالية التي تترك الانسان يبتعد عن نفسه وتفكيره وينزاح الى ما تمليه اليه الجماعة بجو إتفعالي لتاكيد فكرة ما ، و عندئ\ يفقد إستقلالية الفكر ، وكذا ما يميز شخصيته عن غيره ، و قد صور لنا القرآن الكريم ذلك في ما ميز أسلوب النبي عليه الصلاة والسلام مع خصوم العقيدة عندما إتهموه بأنه مجنون فأول ما دعانا اليه هو الابتعاد عن الجو الانفعالي في كل موقف .
فالأسلوب العلمي هو مناقشة أطراف الحوار بالمنهج الذي يجعلهم يتحررون من الخضوع لشعورهم و يدعوهم الى القوة والحرية و أن يتمسكوا بأفكارهم و يعملوا على إيجاد مناخ هادئ و ملائم يصلون فيه الى هدف الحوار التعرف على الفكرة التي ينطلقان منها لإثباتها او نفيها ، لأن عدم المعرفة بها يحول الحوار الى اسلوب مهارات و اللامبالاة ، بينما تجعل المعرفة المسبقة كلا منهما واعيا بما يفعل و هذا ما تشير اليه الآية الكريمة ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ چ يونس: 39 نفهم من الآية الكريمة أن هؤلاء وقفوا للأنبياء والرسالات السماوية بالمرصاد ، أنهم يدخلونها بدون سلاح بمراد باطل لأنهم يفتقدون الى الحجة والبرهان و حتى الإحاطة بالموضوع الذي يرفضونه ، بل مجرد كلام فضا لا طائل من ورائه و هذا ما ينقص من فاعلية الحوار و مصداقيته .
أما أسلوب الحوار فقد لاحظ الإسلام من خلال ما يحدثنا به القرآن الكريم أن هناك طريقتين للحوار الفكري أو الصراع في جميع مجالاته فهناك طريقة العنف التي تستعمل فيها الكلمات القاسيبة و المؤثرة الخصم ، وطريقة اللاعنف التي تعتمد اللين أساسا للصراع و قد ركز الاسلام على هذه الطريقة في كل أساليب الحوار والجدل .
وهذا ما أدى الى تعدد مناهج القرآن الكريم في ارساء البنية الحوارية و ذلك بحسب المقام أي مقتضى الحال ، فتارة يعرض الاحداث بسرعة و اختصار مع ازاحة التفاصيل و تارة اخرى بفصل الامر ، وفيما بينهما تفاوت في الايجاز و التفاصيل و كلمحة خاطفة نجد ان المشهد في الحوار القرآني يعرض بطريقة تجعل القارئ يحس بحضور الموقف امامه اذ يصوره الله عزوجل بجميع جوانبه ، واحيانا يترك بعضها لدلالة الحال عليها
فالحقيقة التي لا مراد فيها ان الخطاب القرىني خطاب تواصلي يصدر عن ادبية تقريرية إقناعية لذلك كان الحوار من ابرز فعالياته التبليغية و المواقف القرآنية تنزع بصورة عامة الى الافضاء و التقرير بواسطة القول و التقويل و تواتر فعل قال و قل في النص القرىني و توزيعاتها السردية والاسنادية المحيلة على المتخاطبين دليل عن اهمية هذه الوسيلة التقريرية القرىنية القائمة على الحوار .
و لعله يتجلى لنا ان الخطاب القرآني خطاب قد جمع بين الغاية الدينية و الغاية الفنية في صدد عرضه للمشاهد و الصور حيث جعل من الجمال الفني لغة لمخاطبة حاسة الوجدان الدينية و وسيلة لفسح المجال امام المتلقى إزاء التاثيرات الدينية و هكذا نجد المتبصر في القرآن الكريم يقف منبهرا امام ذلك النظم الفصيح ، والمعنى المترابط و المتناسق ناهيك عن السرد العذب و التعبير المصور المشخص الذي كثيرا ما يشترك فيه الوصف والحوار و جرس الكلمات و نغم العبارات و مرسيقى السياق في إبراز صورة من الصور تتلاها العيز والحس .
الحوار في القصة القرآنية :
يعتبر القص فعل انساني تعبيري، يجسم من خلاله بواسطة القول الملفوظ او المكتوب عينة من وقائع الحياة ، بأسلوب تصريحي او تلميحي " رمزي و بفنية بسيطة ، في محيط واقعي ، أو بطرح تجنيحي يخرج عن منطقة العلية و يتمسرح في جدلية مكانية زمانية اسطورية ...
و يعرف بعض المؤلفين القصة الفنية بقولهم هي عرض لفكرة مرت بخاطر الكاتب أو تسجيل لصورة تاثرت بها مخيلته ، أو بسط لعاطفة اختلجت في صدره فأراد ان يعبر عنها بالكلام ليصل بها الى أذهان القراء ، وحاولا أن يكون أثرها في نفوسهم مثل أثرها في نفسه .
و يعد الحوار المحور الأساسي في القصة في سرد احداثها و مضامينها .. إذ نستطيع أن نؤكد ان القصة كانت اول رفيق صحب الإنسان منذ خطواته الاولى على الارض فانست وحشه و اوصلت ما بين عالمه المائج في كيانه و بين الطبيعة و ما وراءها من م جهول لذلك تحرك على قصص مثيرة يقصر عن تصويرها أبرع خيال لإنسان في يومنا هذا .
مما لشك فيه ان القرىن الكريم قد غتخذ من القصص و سيلة ناجعة لتبليغ مقاصده و مراميه المتماثلة أساسا في الهداية والدعوة الى الايمان عن طريق محاورات هادفة تعمل اولا و اخيرا على الاقناع العقلي و الاطمئنان القلبي لمحاجة الناس و ابعادهم عن الجدل .ويقول الأديب القصصي المرحوم محمد تيمور في كتابه " الأدب الهادف " لا غرو أن يروع القرآن امة العرب بنحو خمسين قصة و ان تسمى باسم القصص إحدى السور .
وقد ورد الحوار في القصة القرآنية بطريقتين :
أ‌- طريقة عرض الاحداث بشكل تقريري تنتقل فيه الحكاية من مرحلة الى مرحلة حتى تبلغ نهايتها .
ب‌- طريقة الحوار الذي يحاول ان يمثل فيه كل طرف من اطراف القصة و لكل بطل من ابطالها دوره الذي يعبر عنه بأسلوب واضح و يثير فيه بعض القضايا التي يقف إزاءها البطل الآخر ليعبر عن دوره بكل أمانة ووضوح .
و تكمن قيمة هذه الطريقة التي قدرتها على ايضاح الافكار في شتى المجالات حتى لا يبقى أي جانب فيها غامضا لان كل اطراف الحوار تعمل على إثارة الجوانب التي تساير فكرتها أضف الى ذلك انها تجسد المواقف و كأنها ماثلة أمامنا كما لو كنا حاضرين بينهم .
وما طرق التوصل بين شخصياتها الا سبيلل ينمي فاعليتها و هذا ما يشكل بنية الحوار فيها، فالعلاقة الحوارية في القصة القرآنية تؤطر القصة وتشيع فيها حيوية سردية ، تجعل من الموضوع القصصي بنية واضحة المعالم حيال ذهن المتلقي يتملاها عن سائر جوانبها ن خلال وظيفة الحوار الكشفية فهو دعامة لها أثرها و خطرها في امداده بالحياة و عمادا له أثره في تلوينه و تنويعه فالقصص بغير حوار معنى جامد يسد منافذ الشعور و يزحم النفس .
و الجملة في الحوار وضعت أصلا لتقال و ينطلق بها الشخوص ليست كالمحاكاة او الوصف او السرد ، وانما ايقاعها من نوع مخالف يتراوح بين الطول و القصر و الايجاز و الاطناب لملائمة المواقف التي تقال فيه. فالحور اذا فعل من الافعال به يزداد المدى النفسي عمقا و يحتدم الصراع و يتأزم الموقف الامر الذي يبعث الحركة و الحيوية في فنية القصة .
و نحب أن ننبه هنا الى مدى تعقيد تعقيد أسلوب الحكاية بالرغم من سهولته في تصوير الأحداث فلو اطلعنا على القصص الذي يلتزم بالسرد عند حدود ما يذهب اليه القائلون كان ذلك شبيها بالتصوير الفوتوغرافي مع إهمال الملابسات المحيطة بالمواقف بينما نجد العكس في القصص القرآني الذي تجري فيه المواقف و الاحداث على ألسنة أصحابها كانما يقدم و ثيقة لفظية و صورة صوتية معتمدة كدليل للحكم بالصدق قياسا عليها .
و على كل فان القصص القرآني يتفق مع سائر القصص في انه لا بد له من شخصيات و احداث في احيان عدة نجد أنه يبتعد عن ذكر أسماء الشخصيات لعدم الجدوى منها لذلك وجدناه يقتصر على تبيان المعنى و توضيحه و ذكر صفاته بحسب ما تقتضيه الحاجات و مثال ذلك ما ورد في قصة ثمود ، ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ چ الشمس: 11 - 12
فهنا نجده يركز على بلورة الحدث دون ذكر إسم رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن العبرة هنا هي الردع لمن لا يؤمن بآيات الذكر الحكيم ويكذب بها .

7 – خصائص الحوار في القصة القرآنية :
و ناتي الآن على ذكر اهم خصائص الحوار القرآني على النحو التالي :
1. هناك خاصية توسيعية تميز الحوار القرآني تتمثل في نزوعه نحو الإستراد و الخروج عن نطاق هويته الحوارية الى نطاق هوية اخرى تعبيرية إضفائية من ذلك قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ چ طه: 52 و هنا تدخل قضية المناجاة .
2. إنه يضيء الحدث و يوصله بمساره القصصي و يحشد فعالية السرد لاختراق و قائع جديدة تطورا بالحديثة الى منتهاها السردي .
3. مذلك من مزايا الطرح الحواري الموضوعية .
4. الحوار الذاتي في القصةا لقرآنية له سمة خاصة هي الصدق الذي يمثل منطق الشخصية و تفكيرها و منازها الأخرى .
5.اتسامه الى جانب ذلك بالحركة و الفاعلية أي انه يتضمن في طياته حركة المواقف و الاحداث المادية بالإضافة الى السير بالعواطف و الاحاسيس الى الأمام ... ويكون هذا الطرح للحركات المادية و المعنوية بحسب ما تقتضيه المضامين و الأحداث التاريخية .
هذا ما يسلمنا للقول بان الاعجاز القرآني غنما يأتي من جراء ضبط للحركات النفسية و المادية في آن واحد ضبطا متناسقا محكما يجلي ما تخفيه الصدور و يكشف الحجب عما تتطلع اليه الانفس و السير بالأحداث وفقا لما تقتضيه نواميس الحياة معتمدا في ذلك بعدة الحوار الذي يقصر دونه الوصف .
و هكذا يتضح فضل القرآن الكريم في ملئ الفراغات التي تقع بين ثنايا الحوار و التي تترك احيانا عن حكمة و تدبير ليتحرك فيها القارئ بعقله و خياله و ليكون لنفسه في القصة موقفا خاصا بها و يشده اليها مع عدم الالتزام بمنهج واحد في إقامة الحوار .
8 – اهم انواع الطرح الحواري في القرآن الكريم :
إن المطلع علىكتاب الله العزيز يلحظ تنوعا واضحا في المطارحات الحوارية التي غالبا ما تتالف من ثنائية تقوم فيها الفواعل بوظائفها و ادوارها وفق عملية تفاعلية يصدر فيها الخطاب القرآني عموما على الفاعل " الله ن النبي ، ... " و يوجه الى المخاطب " مفرد ، جمع ، حاضر غائب إنس جن ، إلخ " بأسلوب حواري مستديم و تجدر الإشارة هنا الى ان الخطاب القرآني ياخذ احيانا منحا سرديا و لكنه سرعان نا يعود الى الحوار كما هو الحال في سورة الشعراء ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ چ الشعراء: 32 – 33
وهذا التنوع في المطارحات يمكن تلخيصه في النقاط التالية :
- المخاطب و المخاطب : هذا الاخير الذي يكون :
ا- هو الانا ذاته وهذا ما يرد في مواقف النجوى مثل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ چ يس: 27
ب- و قد يكون المخاطب هو الله مثل قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ چ يوسف: 101
ج- وقد يكون فالعلا آخر مثل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ چ الكهف: 60
2- المخاطب واد والمخاطبين إثنين :
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ چ طه: 43 – 44
3- المخاطب والمخاطب جماعة :
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے چ الأعراف: 48
4- و قد يكون العكس أي المخاطب واحد والمخاطب جماعة :
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ چ هود: 69
5- كما يمارس الخطاب القرآني حوارا ذاتيا مثل الموقف القائم على السؤال و الجواب
مثل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ چ الشعراء: 221 – 222


9 – اهم مضامين الحوار في القرآن الكريم :
و رغبة في التوضيح الامر أكثر ارتاينا ان نتطرق الى بعض مضامين هاته الانواع بتلخيصها في العناصر التالية :
1. الحوار الأعظم : ز هو حوار الله مع الملائكة إ\ انبأ الله ملائكته بأنه سيجعل آدم خليفته على الأرض فقالوا ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ فاخبرهم الله تعالى بانهم ليسوا على دراية بشأن إستخلاف آدم و انه أتاه بعلم ما لا يعلمون ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ چ البقرة: 30
ثم اراد سبحانه و تعالى ان يبين للملائكة ان آدم الذي قللوا من شانه اعتنى الله به و اعطاه ما لم يعطه لغيره فعلمه أسماء المسميات التي تقع تحت حسه و عرضها على الملائكة و طالبهم بأسمائهم فلم يعرفوا الغجابة و طلب من آدم ان ينبا الملائكة بأسمائهم ففعل و هذا ماجاع في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ چ البقرة: 31 - 33
2. حوارا لله مع ابليس في القصص المتعلقة بخلق آدم : و يكشف لنا القرآن الكريم بأسلوب فريد من نوعه على طبيعة إبليس – لعنه الله – وما يكنه في داخله من ابغض الاوصاف إطلاقا من حسد و كبر و تسلط ... وغيرها من الطبائع الشريرة فيه و التي تجسدت في عصيانه لامر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم ، وكان الله له بالمرصاد فتوعده بجهنم و هذا ما يتجلى في قوله عزوجل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ چ الحجر: 28 – 35
فكانت حجته في عدم السجود انه مخلوق من نار و انه من الظلم أن يؤمر بالسجود لكتلة من الطين ، فأصبه الكبر و نسب الظلم الى الله فاخبره الله بانه مطرود من الجنة و ماواه جهنم لإستكباره و نسبه الظلم الى الله ، فطلب من اله ان يؤجله الى يوم الدين و توعد بالثأر من الإنسان ال\ي كان سببا في تلك اللعنة و ان يغويه إلا المخلصين لله ، وه\ا ما تجسد في الآية في ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ چ الحجر: 35 – 40
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پپ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک کک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ چ الاعراف 11 18 .
يقول صاحب الظلال سيد قطب رحمه الله ان الخلق قد يكون معناه الانشاء و التصوير و قد يكون معناه إعطاء صورة و الخصائص ... و هما مترتبان في النشأة لا مرحلتان ، فإن3 ثم قد لا تكون للترتيب الزمني و لكن للترقي المعنوي ... على اية حال لقد اعلن الله بذاته العليا الجليلة ميلاد هذا الكائن في حفل حافل من الملأ الاعلى ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ، فأما الملائكة و هم الذين لا يعصون لله امرا فقد سجدوا مطعين ... واما إبليس فقد غمتنع عن تنفي\ امر الله سبحانه وتعالى ، لقد جعل ابليس له رأيا مع النص و جعل لنفسه حقا في أن يحكم نفسه ... إنه الكفر معا لعلم و الاعتقاد فإبليس لم يكن ينقصه العلم و لا الاعتقاد ... لقد طرد من الجنة و طرد من رحمة ربه و حقت عليه اللعنة و كتب عليه الصغار ... وهاهو يسال ربه ان ينظره الى يوم يبعثون ... ولقد اجابه الله الى طلبه و ها يعلن ابليس – لعنه الله – في تبحح أنه سيقعد لآدم و \ريته على الصراط الله المستقيم و يردهم عنه .
لقد اجيب أبليس الى ملتمسه – لأن مشيئة الله اقتضت ان يترك الكائن البشري يشق طريقه بما ركب في فطرته من استعداد للخير والشر ن ويعلن طرد ابليس طردا لا معقب عليه مذموما مقهورا .
3- من حركة الحوار مع المشركين : في بداية نشر الرسالة السماوية تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم مشكلة الشرك بالله إذا كانوا يقدسون الأصنام لدرجة انهم يرفضون أي موقف يعارضهم و هذا ما أخذه الاسلام بعين الاعتبار فراح يستعمل الاساليب الهائلة الوديعة من خلال البراهين المقنعة الواضحة لتحقيق الهدف ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منهم أن يقدموا الأدلة على مواقفهم و هذا ما تعبر عنه الآيات الكريمة الآتية ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ چ الأحقاف: 4
ثم ينتقل الموقف في الحوار الى تاكيد فكرة التوحيد في الغسلام فالمشركون لم يجدوا دليلا لإثبات ما ذهبوا اليه ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ چ الإسراء: 42
ثم صور لنا القرآن الكريم أسلوبا جديد في طريقة الحوار بين النبي و المشركين بارتقاء الجانب العقلي فيه ، فهو في البداية رفض ألوهيتهم لتجردها من صفات الالوهية ثم يمعن في ذلك ليوحي للإنسان بان هذه الأصنام هي في موضع سخرية و بيس لها أي نوع من انواع الاحترام وهذا ما يتضح في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ چ الفرقان: 3
هذه بعض النماذج عن الأسلوب الحواري الذي سلكه النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المشركين ومع انتشار الاسلام في مجتمعا لشرك الا دليل على نجاح أسلوب الدعوة .
4- من حركة الحوار مع الملحدين:
الإلحاد هو قضية فكرة تواجد فكرة وان امتدت في مجتمعات مختلفة ، إلا ان امتدادها في المجتمع الذي نشأت فيه الرسالة لم يكن مباشرا فقد كانت هناك ظاهرة عبادة الشركاء ليقربونهم الى الله و في هذه الىية الكريمة خير مثال ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮆ ﮇ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ںﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ چ الزمر: 3 و هذا لتبرير عباداتهم لتلك الأصنام .
ولهذا نجد جزءا كبيرا من مناقشات القرآن الكريم تهدف الى تصحيح فكرة الألوهية في وعيهم و تذليله على فقدان الشركاء لصفات الألوهية يوحي ببطلان الوهيتهم و هذا ما يؤكد وحدانية الخالق عزوجل .
5 - من حركة الحوار مع المنكرين للميعاد :
لقد حاول الاسلام رد المعارضات التي أنكرت فكرة البعث و اليوم و الآخر دون حجة او برهان إلا الظن و الاستبعاد فمنهج الرآن الكريم طرقا عدة للبرهنة على خطا ما يزعمون منها الطريقة العقلية في الحوار معهم كقوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ گ گ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ چ يس: 68 – 82
و اما الطريقة الحسية و فيها يحاول وضع فكرة البعث مع ما يشابهها في الحياة كحركة التجدد في خلق الغنسان والنبات ... حتى يقربها للفهم من خلال ه\ه المشاهدات الحسية اليومية و ه\ا ما جاء في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ چ الحج: 5 – 7
فهن يوضح لنا الخالق القادر كيف ينتقل الغنسان في كل مرحلة من العدم الى الوجود و كذا في خلق النبات الذي يموت ويحيا من جديد تبعث الحياة بذوره المتناثرة وهكذا يبعث الانسان بعد موته و بعد ان يصبح ذرات ترابية و ثالث طريق لرد فكرة البعث هي التاكيد على قدرة الله وعظمته التي تنفي الإستبعاد والاستحالة فالله قادر على كل شيء و ليست فكرة البعث باعظم من خلق السماوات والارض و باقي مظاهر العظمة مصداقا لقوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ چ الأحقاف: 33
ثم ينطلق الحوار في اتجاه طرح قضية الحكمة من الوجود فلكل تكليف نتائج و إلا أصبحنا أمام العبث و اللغو و هذا لا يتلائم و عظمة الخال و كماله .
ومما سبق ذكره نستنتج ان الإسلام فتح الباب امام مخالفيه و معارضيه فحاورهم و ناقشهم و جادلهم بالتي هي احسن
6 – الحوار ز فكرة افكار النبوة :
واجه الرسول عليه الصلاة والسلام فكرة عدم التصديق بالنبوة بأسلوب حواري هادئ ليصحح مفهومهم الخاطئ و هذا ما تتضمنه الآيات الكريمة الآتية ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ چ الفرقان: 7 - 9 ، ويواصل القرآن الكريم اجانب الثاني من الحوار في نفس السورة في ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ چ الفرقان: 20 ، حيث تساؤلوا في البداية عن شخصية النبي الذي يجب ألا يكون بشرا مادامت النبوة حدثا غير عادي ترتبط بغير عالم البشر ... وحتى إن سلمنل أنه بشر فلا بد ان يكون إنسان غير عادي يتسم بقدرات خارقة ، فقد ادار العلاقة بين النبوة و البشرية للنبي صلى الله عليه وسلم ، كما صورها الله في القرآن الكريم في اسلوبين :
1- محاولة عرض الفكرة من خلال تاريخ النبوات و كيف جرى الحوار بين الانبياء السابقين و خصوم الدعوة .
2- محاولة غجراء الحوار بشكل مستقل حول الفكرة التي تتحدى النبوة من خلال هذا التصور المنحرف في شخصه و قد مثلنا لهذا الاسلوب بالآيات السابقة الذكر .
7 – حوار الله مع بعض الرسل :
- مع آدم عليه السلام : و يظهر ذلك في ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ چ البقرة: 35 - 39
- حوارا لله مع نوح عليه السلام : و نوح عليه السلام اول رسول بعد آدم عليه السلام و أطول الرسل حوارا مع قومه ، ولكننا نحاول في هذا العنصر أن نورد ماجرى بينه و بين الله عزوجل من حوار فمنه ماورد في سورة نوح و ذلك في ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک چ نوح: 1 ، فنفذ ما امره الله به و بذل كل ما في وسعه و لكن بدون جدوى فعصوا امر الله و حاق بهم العذاب فأغرقهم الله بالطوفان فادخلهم في النار و حين انزل على نوح قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ چ هود: 36دعى عليهم نبيهم نوح ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ چ نوح: 26 - 27
ثم دعى بالمغفرة له ولوالديه وكل من دخل بيته مؤمنا و لكل المؤمنين والمؤمنات و ختم بالدعاء بالهلاك للظالمين ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ چ نوح: 28

ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ هود: 46 – 48

9 – حوار الله مع موسى عليه السلام :
و ماهو ثابت ان النبي موسى عليه السلام اوخي اليه بالتكليم من وراء حاجب ، و ها ما توصله الآيات القرآنية لاكثر من مرة كقوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ چ طه: 11 – 14
10- حوار الله سبحانه وتعالى مع إبراهيم الخليل :
يتجلى في قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پپ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ البقرة: 260
فهذا إبراهيم يكشف عما يدور بداخله من الشوق و الرغبة في التطلع لرؤية أسرار الصنعة الإلهية في قلوب اقرب المقريبين ، وقد كان الله يعلم إيمان عبده و خليله فإستجاب لما في قلبه من شوق و منحه التجربة الذاتية المباشرة .
11- حوار بعض الانبياء مع اقوامهم :
أ- حوار نوح عليه السلام مع قومه :
نجد ان نوح يدعو قومه و يحذرهم من العذاب الذي سيلحق بهم ازاء عنادهم واستكبارهم و اعتراضهم عن طاعة الله والايمان به اذ هم لم يستجيبوا للدعوة و في هذا يلجا نوح عليه السلام كل السبل و الطرق عسى أن يهدي الله قومه و لكن طبيعة الملأ المتعجرف و كيفية استقبالهم لها تقف دون ذلك في بعض الأحيان ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ چ هود: 25 – 26و نجده عليه السلام يخاف عليهم و هم يرمونه بالإفك و الزور والتكذيب ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ چ هود: 27و في سورة الاعراف ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ چ الأعراف: 59 – 60 فهنا اتى السياق القصصي – في جملته – حواريا تقريبا ثم تورد السردية ذات الموضوع في سورة يونس بسياق اخبار خال من الحوارية ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹچ چ چ چ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گگ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ چ يونس: 71 - 73
ونجدهم في موضع آخر يتعجبون منه و يخسدونه على هذه المكانة فيرد الله سبحانه وتعالى عليهم في قوله ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ چ الأعراف: 63
و لكن طبيعتهم النكدة لا تقبل التدبير والتفكير ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ چ الأعراف: 64 و ينتهي هذا الدور من قصة سيدنا نوح عليه السلام بالنداء الالهي الذي منحه الله له بركاته وألطافه ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ هود: 48
ب- حوار هود عليه السلام مع قومه :
يواجه هود عليه السلام قومه الحفاة والعراة المتمردين عبد الاصنام و الأوثان ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ھ ھ ے ےﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ چ هود: 50 - 51
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ چ هود: 52 ويحاول خود هنا تحريك أحاسيسهم و عواطفهم عندما يمنحهم الله الماء الذي كانوا يتطلعون اليه و يتمنونه على أرضهم الصحراوية و هذا دليل على أن الاستغفار يجلب الرزق ويدر الغيث و لكنهم لم يسمعوه و ما كان جوابهم؟ إلا أن قالو بعد بسم الله الرحمان الرحيم چ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پپ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ چ هود: 53 – 54
وهكذا ينتهي الحوار بين هود وقومه الى طريق مسدود ، كما إنتهى اليه نوح و قومه ، و جاء امر ربك و حقت كلمة العذاب ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ چ الحاقة 08 فقد وقع العذاب نهارا و لم ينفعهم في ذلك لا مالهم و لا جاههم .
ج- حوار صالح عليه السلام مع قومه :
و نجد هذه القصة لا تختلف عن سابقاتها في ظروفها و طريقة الحوار في رفض الدعوة فلم يكن موقفهم مشرفا إ\ كانوا أسوء من قوم هود و قوم نوح ، فقد حاول المستكبرون التشكيك في الرسالة فخاطبهم باسلوب ذكي إعتمد فيه على إثارة سؤال ساذج أمامهم لمعرفة الحقيقة التي صدوا عنها و ذلك لتنبيههم الى إعادة النظر فيها ذهبوا اليه و لكنهم اعرضوا عنه مستدلين لذلك بقوتهم ليؤكدوا أن لهم أسلوبا قويا مما زاد الامر سوءا و كشف عن هويتهم المفتوحة على العناد والكفر و الضلال ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چچ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ چ الأعراف: 75 - 76
و نلمس الى جانب ذلك محاولة الكافرين إثارة جانب الكرامة الاجتماعية في نفس صالح ما جاء به من دعوة قد افقده مركزه و مكانته لديهم بل وثقتهم به و إعتمادهم عليه ...ليكون هذا كحافز ليتراجع على ما أقبل على فعله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ چ هود: 62
ولكنهم يواجههم بمنطق الفقه وما تقتضيه الرسالة بانها ستعوضع كل ما فقده من تقديرهم و ثقتهم ، ثم أنهم لا يستطيعون تقديم أي شيء ماداموا في عتوهم و تكذيبهم .
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ چ هود: 63
سنكتفي بهذا القدر من التمثيل بعد أن بينا فيما سبق أن حوارات الانبياء مع أقوامهم متعددة ، ولكن غرضنا في ذلك مراعاة التسلسل الزمني و ما نلحظه من خلال دراستنا لمواقف الحوار ان اغلبية العوارض السردية كانت و جيزة ، ترتبط مستويات القصة بفاعلية الحوار فنجد هذه الأخيرة قد توطدت في الخطاب القرآني على الصعيد السردي و اضطلعت بوظيفة إيجازية تأثيرية فجاء مركزا ، موصلا بالمقصد التربوي الذي اتبعته الدعوة القرآنية تبليغا لمبدئها .

10- الحوار الذاتي في القرآن الكريم :
و نضرب لذلك مثلا من خلال ابراهيم عليه السلام وحواره مع داخله أي مع ذاته من خلال تامله في الكوكب و القمر والشمس و الذي كانت نتيجتها الهداية الى طريق الخالق فاطر السماوات و الأرض و هذا ما ورد في قوله ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ چ الأنعام: 75 – 79
و هنا نستطيع القول ان شخصية الخليل تمثل الشخصية الدينية للطرف لثاني للحوار الذي يرغب في الوصول الى الحق .
فلقد كانت قصص الانبياء من اهم المؤشرات النفسية و الروحية و التي لجا اليها القرآن الكريم في معرض حديثه عن الجدل مع من خالفه في الدعوة و الوعد و التح\ير من عدم الايمان به ، والقرآن الكريم يعرض لقصص الانبياء نجده يأخذ دعائم و مواد هذا القصص من الواقع و الاحداث التاريخية و لكنه أثناء العرض يطرحها مطارحة أدبية و على كل فان الحوار لا يؤتي ثماره الا اذا كان هناك توافقا بينه و بين الجو العام الذي جاءت لأجله القصة و مراعاة للمجتمع السائد و ما يحتويه من سلوكات و عادات .
وحينما يتناول القرآن الكريم محاورات الانبياء مع اقوامهم يصرح بطرف من معجزاتهم و كما يقول شيخ محمد الغزالي " ليس الغرض من ذلك استقراء الوقائع و لا تحديد الازمان و لا تناول الظروف و الملابسات و لا تسجيل مجرد للحوادث و الاشخاص و لا البحث التاريخي الإصلاحي و الفني و إنما الغرض من ذلك الهداية و العظة و العبرة و تقرير قواعد هذه الهداية في النفوس .
و قبل ذلك ارتاينا ان نقدم تصنيفا إحصائيا قام به الغمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تضمن جانبين أما الاول فهو احوال السالكين و من ذلك قصص الانبياء و الاولياء كقصة آدم ونوح و ابراهيم و موسى و هارون ... و اما الجانب الثاني فهو احوال الجاحدين المنكرين كقوم نمرود و فرعون ، وعاد و قوم لوط ... و قد جاء الحوار في هذا القسم الفائدة الترهيب و الوعيد اما القسم الاول فقد إشتمل على رموز إشارات فيما تحتاج الى اعمال الفكر لفهمها .
وعلى مدى تنوع المشاهد الحوارية نرى الوحدة مجسمة في الواقع يتملكها أصحاب الجاه و السلطان في رفض قاطع احيانا للخضوع الى الدين بل اكثر من ذلك انهم أخذوا الرسل ماخذ إستهزاء و افتراء فيتعرضون لهم بالعتاب و محاولة الاطاحة بهم و السطو عليهم زعما منهم بان الرسل إنما جاءوا ليتربعوا على الملك و هكذا نسجل ظاهرة عرفناها عن قصص الانبياء بلا غستثناء من نوح الى عيسى بصفة مطلقة مع اتباعهم في هذا الصراع الذي كان بينهم و بين أقوامهم ، وما صوره الى أعداد لا حصر لها بحكم أنه يمثل واقعا كان حقا بحذافيره في الماضي السحيق فهو صراع دائم بين بين الخير و الشر او الإيمان و الكفر غالبا ما يكون منسجما معه المغزى العام للقصة و يتمثل ذلك في الهداية و الدعوة الى طريق الخير و عن لم يظهر ذلك لمجرد الرؤية الخارجية فان هدفه كذلك في جمع القصص ، فأحيانا يرد هذا الصراع .
1. نفسي و تتضح صورة هذا اللون في مواقف موسى عليه السلام مع السحرة و في قصة صاحب الجنتين .
2. صراع الإنسان مع الانسان كقصة إبني آدم .
3. صراع بين الانسان و الطبيعة و ذلك مثل موقف إبراهيم من الشمس و القمر و الكواكب و جانب من قصة يوسف عليه السلام يتعلق بالرؤية التي رآها ملك مصر .
و إذا كان للصراع من اثر فإنه يظهر في ربطه للاحداث من جهة او الشخصيات من جهة أخرى و الحوار من جهة ثالثة من جميع جهاتها و يستولي عليها ثم يمضي بها الى غايته المرسومة .
11 – الحوار و ظاهرة الاستطراد السردي :
كما هناك خاصية توسيعية تميز الحوار القرآني تتمثل في نزوحه نحو الاستطراد ، والخروج من هويته الحوارية عن نطاق هوية أخرى تعبيرية إضافية .
ويتحول الحوار احيانا الى خطاب مناجاة ، كما هو الحال في قصة يوسف اثناء حديثه مع السجناء ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پپ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ڈ ڈ ژ ژڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ چ يوسف: 37 - 40
وكذا في سورة الشعراء نجد حوار إبراهيم مع قومه سرعان ما يتحول الى مناجاة متواجدة بالله و قدرته ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ چ الشعراء: 75 – 83
فالحوار بهذا الاستراط المتواجد – تتعمق وظيفته التعبيرية الموصلة بالوجدان ، فالخطاب بها يأخذ منحنى عاطفي ، ويعكس العقيدة التي تسكن أعماق الفرد و تجرد الخلاص من أجل تمثيلها ، ويترادف القول احيانا في سياق واحد دون ان يفرقه ذلك السياق سواءا كان عارضي كلامي او سردي ، ومن ذلك ما جاء في سورة النمل على لسان الملكة بلقيس ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ چ النمل: 29 – 32
فالخطاب يصل مقول كلامها مصدرا بالحديثة " قالت " مرتين متتاليتين دون أن ينبو السياق بهذا الترادف المباشر ، و لو أن المقول الاول قد افاد الإخبار يوصلون الكتاب و كشف عن نحو هذا الكتاب ، الامر الذي اعطى لهذه الغفادة وظيفة سردية فاصلة بين سياقي المقولين .
و السردية تعتمد أحيانا على الخبر حكاية ، واحيانا تنفتح على الحوار فتسوق الوقائع من مستوى تصريح ، بحيث لا تكاد تصريحات المتحاورين تنقطع ، أو يتخللها عارض سردي خبري إتماما .و قد إستخرجنا العوارض السردية التي توجه الحوار ، في قصة موسى مثلا لرأينا الكيفية المختزلة التي يتتبعها الخطاب في إستخدام تلك المداخلات السردية لان منحنى السردية في هذا المقام كان منحنى حواريا ، و الافادات تعتمده بصورة أساسية في إضاءة أبعاد القصة ، ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ چ الشعراء: 32 – 33
ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ : فالحدث هنا يكون قد تحقق حركيا دون ان يصحبه قول ، فاللحظة لحظة الحسم البرهاني . چ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ چ
چ پ ﭚ ﭛ ﭜ چ چ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ چ
چ ڈ ڈ ژ چ فالسرد يطوي الوقائع و يعرضها دون تفصيل و المساقات السردية تاتي بصيغة قولية تمضي بالقصة نحو مغزاها .
چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ چ
فأغلبية العوارض السردية كانت و جيزة ، ترتبط مستويات القصة بفاعلية الحوار .
إن الفاعلية الحوارية قد توطدت في الخطاب القرآني على الصعيد السردي ، و إضطلعت بوظيفة إيعازية تاثيرية ، فجاء مركزا .
لقد فاعل الخطاب القرآني العقل بواسطة المداخلات الحوارية بصورة مطردة الامر ال\ي جعل من النص القرآني في جوهره ، إطارا حواريا مفتوحا على الوجوه و على ميتافيزيقيته ، وعلى إطرادية حضارية ، وصرامة نظمه الإلهية التي لا تفتا تعصف بالكينونات البشرية كلما زاغ الاجتماع الإنساني عن ثوابها .



12 – مميزات الحوار في القرآن الكريم :
نجد في القرآن الكريم الكثير من النماذج البشرية المتنوعة التي صورها القرآن الكريم في اسلوب الحوار لتكون مثلا لنحتذي به او نتوقف عليه و قد ابرز لنا كثيرا من هؤلاء في مواقع الغيمان و الكفر ، في الغنحراف الفكري أو العلمي و حاول أن يوضح لنا الملامح الأصيلة التي تميزهم ، فلقد كان هذا من الأساليب الرائعة التي نهجها القرآن الكريم في اطار الحوار " أسلوب تصوير الشخصيات " و يتمثل هذا في كل من قصة قابيل و هابيل ابني آدم و قصة طالوت وجالوت ن و قصة قارون .
من خلال ما سبق من الحديث عن انواع الحوار و مضامينه توصلنا الى نتيجة هي تعدد صيغ الحوار في القرآن الكريم .
أ- إختصار للأحداث : مثل قصة قابيل وهابيل إبني آدم ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ چ المائدة: 27 – 30 .
ب – عرض سريع تطوى فيه التفاصيل : و هذا ما يلمسه الدارس في حوار موسى وأخيه هارون و بني إسرائيل ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ چ طه: 86 - 89
نجد السياق هنا يكشف عن الفتنة بين موسى و قومه و لكنه أخر التفاصيل لتظهر في المشهد الذي يقوم به موسى و نجد هارون حاسما في هذا الأمر ليكون خليفة اخيه ... و هنا قام الحوار بوصف مشهد المشاهدة بين موسى و اخيه هارون ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ چ طه: 94
ويختم المشهد بطرد موسى عليه السلام للسامري من جماعة بني إسرائيل ووكل أمره لله
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ چ طه: 95 – 97 .
ج- ومن الوان الحوار كذلك تفصيله للامور و هذا ما ورد في آية واحدة و هي ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ القصص: 23
فقد جمع الله سبحانه وتعالى كل جزئيات الحدث وصور المشهد مفصلا كان هذا بين نبي الله موسى عليه السلام و ابنتي شعيب بعد وصوله الى ماء مدين .فهو حوار قصير صور المشهد بكامله .
د- كما ورد الحوار في مشاهد طويلة لم يتقص فيها النص القرىني في كل جزئيات الاحداث و هذا ما يتجلى في قصة يوسف و دخوله بيت العزيز ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ چ چ چچ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ چ چ چ چﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک کک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ چ يوسف: 22 – 33
غذ جاءت كلمات الحوار بين يوسف و امرأة العزيز قصيرة جدا و لكن من خلال المواقف المختلفة نشعر بان هناك حوارا صامتا من جهة و حوارا طويلا ومتنوعا يتجلى في التجارب الفاشلة التي قامت بها امراة العزيز ...
و نجد تلك المعاني القرآنية بمعلم قرآني يكشف عن براعة الغنتقال من السرد الى الحوار من جهة ثم العودة الى السرد من جهة اخرى دون ان نشعر بهذه النقلة و هذا ما جاء على ذكره سليمان عشراتي في قوله " ينحو الخطاب أحيانا منحنى سلبيا اخباريا و لكنه سرعان ما يسترجع حواريته كشفا للمواقف أو تنويرا له من الداخل بإيراد تصرفات الفاعلين .
و اجمل مثال لذلك ما ورد في الآيات الكريمة من سورة مريم ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ےﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ چ مريم: 16 – 32
و التي تشمل على المواقف الحوارية النابضة بالحيوية و الحركية حيث يتم الإنتقال المتبادل بين الحوار و السرد و يمضي بسهولة دون إشعار القارئ بذلك كما تعددت فيه الشخصيات و بروز مريم العذراء كشخصية رئيسية ...يدور بينها و بين جبريل عليه السلام حوار ينتهي بإخبارها بأنها سترزق بطفل – ولدا – و أن ذلك على الله – سبحانه وتعالى – سهل ويسير دون أن يشير السياق إلى ما جرى بعد ذلك لنجد انفسنا من جديد أمام حوار مريم ووليدها ثم ينتقل إلى حوارها مع قومها في مشهد مثير ليأتي بعد ذلك حوار آخر جرى بين الطفل – عيسى عليه السلام – و قومه .
فكل هذا الانتقال من السرد إلى الحوار و من الحوار إلى السرد ياتي في براعة و يسر و قراءة هذه الآيات تغني عن كل تفسير و توضيح .

13 – أهمية الحوار في القرآن الكريم :
نوجز اهمية الحوار في القرآن الكريم في النقاط التالية :
1. التنبيه إلى أن هذا الدين الذي جاء به الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو دين واحد و من ذلك القصص الذي تناول قصة عاد و ثمود و أهل مدين في سورة الأعراف .
2. تثبيت قلب الرسول صلى الله عليه و سلم أثناء الدعوة و حمله على الصبر بقدر إستطاعته على الرغم من أذى و طغيان و عناد قومه .
3. بيان أن الله سبحانه و تعالى ينصر رسله مهما حل عليهم البلاء والعذاب
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ چ الأحقاف: 35

لا يخفى على أحد أنه لولا فضل القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين ، لما كتب للغتنا العربية البقاء والصمود و الإستمرار على ارغم مما مرت به من تعاقب الحضارات و الأجيال ، وتعدد اللهجات و اختلافها من بيئة الى اخرى ، بل و ما كان لها هذا التنوع الذي سادها في كل الميادين سواء العلمية منها او الأدبية المعرفية .
لقد كان لاسلوب القرآن الكريم الأثر الكبير فيما وصل اليه العلماء و المبدعون لا سيما في المجال الأدبي الذي ورد فيه احيانا بطريقة مباشرة و احيانا بمنحى غير مباشر و هذا إنما يدل على مدى إستمراره اللامتناهي بتأثيره الذي يلمسه كل قارئ و متذوق للأدب على وجه الخصوص .
يقول إبن القيم الجوزية : (( إنما يعرف فضل القرآن من عرف كلام العرب فعرف علم اللغة و علم العربية وعلم البيان ، ونظر في أشعار العرب و خطبها و مقولاتها في مواطن إفتخارها ورسائلها ... فإذا علم ذلك و نظر في هذا الكتاب العزيز و رأى ما أودعه الله سبحانه وتعالى فيه من البلاغة و الفصاحة و فنون البيان فقد اوتى فيه العجب و القول الفصل اللباب و البلاغة الناصعة التي تحير اللباب )).
هذا ما يؤكده شوقي الضيف في قوله : (( فهو الاسلوب البالغ الروعة الذي ليس له سابقة و لا لاحقة في العربية فهو الذي أقام عمود الادب العربي منذ ظهوره ، فعلى هديه أخذ الخطباء و الكتاب والشعراء يصوغون آثارهم الأدبية ...و كان العرب لا يزالون يحفظونه ، فهو معجمهم اللغوي و الأدبي الذي ساروا على هداه مهما إختلفت انظارهم )).
هذا تبيان فضل القرآن الكريم فيما أبدعه العرب في تراثهم الادبي الوافر ، سنحاول التركيز على احد مقومات اللغة العربية ألا وهو جانب الأساليب إذا وقع إختيارنا في هته الدراسة على أسلوب الحوار ، قمنا في هته الدراسة المتواضعة بتحليل آيات الحوار من سورة البقرة كجانب تطبيقي للدراسة السابقة النظرية .


1 - تعريف السورة :
سورة البقرة جميعها مدنية بلا خلاف ، و هي من أوائل ما نزل ، و آياتها مائتان و ثمانون و سبع آيات ، وهي أطول سور القرآن على الإطلاق و هي من السور المدنية التي تعنى بجانب التشريع ، شأنها شان سائر السور المدنية ، التي تعالج النظم و القوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الإجتماعية .
و فيها آخر آية أنزلت على الإطلاق وهي قوله ٹ ٹ چ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ چ البقرة: 281 ن فقد كانت هذه الآية آخر ما نزل من القرآن الكريم ، و بنزولها كمل الوحي و ختم الدين ، وأتم الله النعمة على المؤمنين ، سميت هذه السورة بـ " سورة البقرة " لما فيها من ذكر تلك القصة الغريبة ، والمعجزة العجيبة التي ظهرت في زمن نبي الله " موسى عليه السلام " ، و كانت معجزة فائقة تدل على قدرة الله عزوجل في الإحياء بعد الإماتة .
وخلاصة القصة – كما ذكرها المفسرون – حيث قتل شخص من بني إسرائيل و لم يعرفوا قاتله ، فعرضوا الأمر على موسى لعله يعرف القاتل ، فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة معطيا أوصافها للنبي موسى عليه السلام ، وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله و يخبرهم عن القاتل ، وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت ، وستأتي القصة مفصلة في موضعها إن شاء الله .
2 – أهم محتوياتها و مضامينها :
إشتملت سورة البقرة على معظم الاحكام التشريعية في العقائد والعبادات و المعاملات و الاخلاق ، وفي امور الزواج و الطلاق و العدة و غيرها من الاحكام الشرعية .
تناولت الآيات في ا لبدء الحديث عن صفات المؤمنين و الكافرين و المنافقين فوضحت حقيقة الإيمان و حقيقة الكفر و النقاق للمقارنة بين اهل السعادة و اهل الشقاء . ثم عن بدء الخليقة و خلق الإنسان الاول " آدم " عليه السلامٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ چ البقرة: 30, وبخلق آدم كرم الله النوع الانساني ، فأمر الملائكة بالسجود له ٹ ٹ چ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ چ البقرة: 34 وبذلك كان ىدم جديرا بالخلافة في الارض ... وقد تناولت السورة الكريمة الحديث بالإسهاب عن اهل الكتاب ، وبالأخص اليهود لانهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة المنورة ن وقد تناولت الحديث عنهم ما يزيد عن ثلث السورة بدءا من قوله ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ چ البقرة: 40 ثم تتابعت الىيات تنبه المؤمنين الى خبث اليهود و مكرهم ، و ما تنطوي عليه نفوسهم الشريرة من لؤم و غدر وخيانة و نقض للعهود و المواثيق ، فمع كثرة النعم التي انعم اللع بها عليهم حيث قتلوا الانبياء ن وكفروا بآيات الله ، وكذبوا على الله فزعموا أنهم أبناء الله و أحباؤه ، أما بقية السورة الكريمة فقد تناولت جانب التشريع ، لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين الدولة الإسلامية ، وهي في امس الحاجة الى المنهاج الرباني ، و التشريع السماوي الذي يسيرون عليه في حياتهم سواء في العبادات او المعاملات ، و لذا فغن جماع السورة يتناول الجانب التشريعي وهو باختصار كمايلي احكام الصوم ، أحكام الحج و العمرة ، أحكام الجهاد في سبيل الله ، شؤون الأسرة و ما يتعلق بها من الزواج و الطلاق ، و الرضاع و العدة ن وتحريم نكاح المشركات ... والى غير ما هنالك من احكام تتعلق بالأسرة ، لأنها النواة الاولى الأولى للمجتمع الاكبر .
ثم تحدثت السورة الكريمة عن " الربا " التي تهدد كيان المجتمع و تقوض بنيانه و حملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ، واعقبت ىيات الربا التحذير من ذلك اليوم الرهيب ، الذي يجازى فيه الإنسان على عمله خيرا فخير و عن شرا فشر ، و ختمت السورة الكريمة بتوجيه المؤمنين الى التوبة و الإنابة و التضرع الى الله عزوجل برفع الأغلال و الآصار ، وطلب النصرة على الكفار ، والدعاء لما فيه سعادة الدارين ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ چ البقرة: 286 ن وهكذا بدات السورة باوصاف المؤمنين ، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام ، و يلتئم شمل السورة أفضل التئام .
تناولت السورة الكريمة كذلك بعض القصص القرآني ، مثل قصة الملأ الذين خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فأماتهم الله ثم احياهم و القصة رمز " الى ان الحذر لا يؤخر القدر ، و ان الاجل مكتوب من الازل ، وهذه القصة كالحث و التحريض للمؤمنين ليجاهدوا في سبيل الله ، فإن الجهاد شعار هذا الدين ، والقصة الثانية لبني إسرائيل حين طلبوا من نبيهم ان يأذن لهم بالقتال ، فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم و الله عليم بالظالمين و هي تهدف الى نفس الغرض السابق
3 – رصد آيات الحوار في سورة البقرة :
* ٹ ٹ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ چ البقرة: 30 – 33 حوار الله مع الملائكة .
* ٹ ٹ چ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہھ ھ ھ ھے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ چ البقرة: 67 – 73 حوار إبراهيم مع النمرود
* ٹ ٹ چ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ چ البقرة: 259 حوار الله مع الرجل الصالح .
ٹ ٹ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پپ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ البقرة: 260
حوار الله مع إبراهيم عليه السلام .

4 – تحليل آيات الحوار في سورة البقرة :
ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک کگ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ چ البقرة: 30 – 33
أ- المناسبة :
لمل إمتن الله تعالى على العباد بنعمة الخلق و الإيجاد و أنه سخر لهم ما في الأرض جميعا ، واخرجهم من العدم الى الوجود ، اتبع ذلك ببدء خلقهم ، وإمتن عليهم بتشريف أبيهم و تكريمه بجعله خليفة و إسكانه دار الكرامة ، وإسجاد الملائكة تعظيما لشأنه ، ولا شك أن الإحسان الى الأصل إحسان الى الفرع و النعمة على الآباء نعمة على الابناء ن ولهذا ناسب ان يذكرهم بذلك ، لأنه من وجوه النعم التي انعم بها عليهم .
ب- التحليل اللفظي :
-" خليفة" من يخلف غيره و ينوب منابه ، فعيل بمعنى فاعل و التاء للمبالغة ، سمي خليفة لأنه مستخلف عن الله عزوجل في إجراء الاحكام و تنفيذ الاوامر .
- " يسفك الدماء " السفك : الصب و الإراقة ولا يستعمل إلا في الدم .
-" نسبح بحمدك " التسبيح : تنزيه الله و تبرئته عن السوء .
-" ونقدس لك " التقديس : التطهير و تقديس الله معناه : تمجيده وتعظيمه و تطهير ذكره عما لا يليق به .
- " أنبئوني " أخبروني و النبا : الخبر الهام ذو الفائدة العظيمة .
- " و تبدون " تظهرون " تكتمون " تخفون .
تحليل الحوار :
نوع الحوار : هو حوار الله للملائكة
* ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ إيراد واو العطف هنا لأجل إظهار وإستقلال هذه القصة في حد ذاتها في عظم شأنها أي اذكر يا محمد حين قال ربك للملائكة و أقصص على قومك ذلك . " ﭕ پ پ پ پ" أي خالق في الارض و متخذ فيها خليفة يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها و هو آدم و المقصود من خطاب الله لهم مبدا العبرة ما تضمنه من تشريف آدم و تعليمه بعد الإمتنان بإيجاد أصل نوع الناس الذي هو مناط العبرة ، وقوله الله هذا موجه الى الملائكة على وجه الغخبار الى معرفة فضل الجنس الانساني على وحه يزيل ما علم الله .
خاتمة :
بعد هذه الدراسة التي قمنا بها و هذه الجولة الروحانية في كتاب الله عز وجل و استشفاف معاينه و روائعه ، لا يسعنا إلا ان نقول أن القرآن الكريم كتاب زاخر بالعجائب مملوء بالدرر و الجواهر ، يطالعنا بين حين و آخر بما يبهر العقول و يخير الألباب ، لما فيه من الإشراقات الإلهية و التحفات النورانية و إنه لا يمكن لأي كان يحيط علما بكلام رب العزة جل وعلا و ان يدرك أسراره و دقائقه و إعجازه ، وان يزعم انه أوفى أو وصف إلى درجة الكمال ، فما هذه الدراسة إلا غيض من فيض، وما هي إلا قطرة أو دون ذلك من بحر عميق وافر و سفر قصير في ثنايا كتاب الله و إن اهم ما يمكن الخروج به من خلال هذه الدراسة لأسلوب الحوار في القرآن الكريم مايلي :
1. إن الحوار كاسلوب ادبي عرف عنه الادباء منذ القدم ، وغن وجوده لضارب في التاريخ و لكن أسلوب الحوار كفن بما تحمله هذه الكلمة من معان لم يعرف إلا من خلال القرآن الكريم .
2. إن لغة القرآن لغة حوارية .
3. مما لا شك فيه مهما بلغ هذا الأسلوب من الروعة في كلام البشر فإنه لم و لن يرقى إلى ما جاء به القرآن الكريم في هذا الصدد ، سواء ناحية الشكل أو المضمون، إذ إحتوى على تعابير و صيغ بالغة الروعة دقيقة التصوير ، لا نكاد نجد لها نظيرا ، وغيرها من الفنيات والجماليات التي تعبر عن المنح الإعجازي فيه .
4. ندرة الدراسات التي تناولت الحوار كوحدة فنية و أسلوب مستقل بذاته إلا ما ورد في بعض الكتب التي عالجت موضوع القصة القرآنية ، بإعتبار الحوار عنصرا اساسيا فيها .
5. اسلوب الحوار غالبا ما يؤدي بصيغة قل ، قال ، قالوا ولكن هذا لا ينفي انه احيانا ياتي بطريقة غير مباشرة يكشف عليها السياق .
6. اغلب المحاورات التي وردت في سورة البقرة قصصية و هذا ما ورد كما سبق إلى إشتمال هذه السورة على جملة من قصص الانبياء ، تنوعت السياقات المقالية والمقامية فيها .
و في الأخير أملنا أن نكون قد وفقنا في هذه الدراسة المتواضعة التي كان هدفنا الاول و الأخير فيها خدمة كتاب الله العزيز فنفيد و نستفيد بإذن الله .
فالحمد لله رب العالمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-10-18, 16:11   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
MEDOUL
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية MEDOUL
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اعتذار

عذرا لأن الخط الذي كتبت به الآيات الكريمة لم يتم التعرف عليه من طرف الموقع










رد مع اقتباس
قديم 2010-10-22, 14:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



















رد مع اقتباس
قديم 2010-11-16, 16:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
MEDOUL
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية MEDOUL
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا شكر على واجب










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-16, 19:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-11-24, 17:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حسن بدر الدين
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البقرة, الحوار, القرآن, الكريم, صورة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc