من على صفحة Le quotidien d'Algérie الإلكترونية قرأت مقالا لـ"أسامة وحيد" جاء فيه نمذجة واقعية تشفي الغليل لما صاحب شطحات إعلامية مغفلة خلال الشهر الفضيل لا أعرف شخصيا التصورات والقناعات الصبيانية التي صاحبت أصحابها وهم يقررون تخصيص مساحات ورقية على جرائدهم الوهمية ثم يبعثوا بها لواقع الشعب المغلوب على أمره ... الأفضل أن أترككم والمقال ...
ببلادة ليست بعدها من استخفاف و«استبغال» لعقل شعب يعيش فوضاه الكهربائية والمائية و«القففية»، تناقلت «سخفنا» وصحفنا الذائعة «الانحسار»، خبرا ثوريـا، من مواقع الكترونية مجهولة الهوية، مفاده أن جهاز الموساد بشحمه ولحمـه ودمه، يرتعب، كما يتوقع إنزالا جزائريا مفاجئا على تل أبيب، حيث القدس ومسجدها الأقصى ينتظران من دون شعوب الإسلام والعرب كلها شعب جزائري قالت الموساد إنه من طينة خاصة، لذلك فلا غرابة أن سمعنا، حسب ما هو منسـوب لخبراء الموساد من مخاوف وارتعاب، بثا مفاجئا من إذاعة تل أبيب ..مفاده.. هنا الجزائر.. لقد حررنا القدس وسنصلي في الأقصـى، صلاة الماء وصلاة الكهرباء وصلاة المليون قفة والمليون سكن والمليـون احتجاج والمليون انفجار والمليون سيف منتشر في شـوارع وأسواق.. إنها جزائر ما بعد الخمسين عاما من الاستغفـال البشع لثورة سقيت شجرتها بمليون ونصف مليون شهيد، فإذا بها بعد نصف قرن من حريتـها تفقد «العظمة» وتحتفظ بالنفخ في جسد عنتر مسكين، حيث عنتر كما يعرفون جميعا في جزائر الكبار، «جيفـة» منذ زمن دولة زالت بزوال بومدينها..
الخبر السـاذج، الذي نسب للموساد، وقدم من طرف صحافة النفخ في الرماد و «الزناد» على أساس أنه سبق وفتح عظيم قد يرفع من شأن وطن، لم يعد فيه من شؤون إلا يوميات مبتورة عن كهرباء عاجزة وماء مفقود وقفة تتأبطها حكومة وجوه «البخـص» والنهش في الفراغ، ذلك الخبر الساذج، أثار حتى الموساد، التي سارع خبيـره المنسوب إليه تصريح الخوف، لتكذيب من تلاعبوا باسمه ليشوهوا سمعته، بناء على ملاحم الكترونية يصنعها مراهقون وهواة، فتتلقف صحافتنا عبث الصغار لتجعل منه ملاحما من ورق أساءت لوطن مسكين حولته سذاجة العجزة وجماعة «النفخ» في عنتـر وفي»بومدين» المفقود للعبة أسالت الكثير من الضحك على أذقان، أننا الأمة التي على رأسها الريش، فهي العظيمة وهي القوية وهي الغنية وهي الكريمة وهي محور دوران الشمس و«زحل».. بالله عليكم، هل هناك إساءة أكبر لتاريخنا أكبر من أن «الموساد» نفسه تضرر من كذبنا ومن تخاريفـنا ومن عبث صغارنا، بعد أن استقطع خبير من جهازه بعض من وقته في عز أزمة إسرائيل بعد حادثة سيناء الدموية، حيث المخاض هنالك حربي بحت، ليرد على قصف عشوائي جزائري الكذب نسب إليه مما دفعه للخروج عن صمته حتى يسترد اسمه من صحافة «أنبح تربـح»..
لهذا الوطن قدرة كبيرة على اختلاق الكذب وتصديقه ثم ترويجه، ولساسته وصحافته وعلمائه قدرة أكبر على ابتلاع ما تم اختلاقه، فالحكاية برمتها صارت كيف «تكذب» ومتى تصدق كذبتك، فحتى من نسميهم مشايخ، لم يتردد «شمس الدين» منهم في عز شهر التوبة والغفران للترويج لخرافة إعلامية قرأها على ملايين الناس على أساس أنها حقيقة مطلقة، وذلك بعدما أشهر في وجه متتبعي حصته الدينية المتلفزة، قصاصة من صفحة فايس بوكية عبارة عن حوار وهمي بين بطل العدو «مخلوفي» وصحيفة تلغراف البريطانية، والذي نسب فيه لمخلوفي أنه «ثأر» للنشيد الوطني بعدما قال «خوارق» في ذلك الحوار، لينخدع الشيخ المتخصص في فتاوى «النكـاح»، ويقوم بالتهليل والتكبير والنصرة لمخلوفي ولميدالية مخلوفي التي قهرت الملكة إليزابيت..
إنها الشعوذة، والدجل وزمن الدراويش من وضع شرف الجزائر في مأزق أضحك عليها المتتبعون، بعد أن أصبح لا تنتـج من المحارق إلا خوارق الكذب، لتخدر قبل الناس نفسها، فهل بعد الذي رأينـا من تهاو لا يزال هناك من يؤمن بقدر جزائري صنع في زمن الرجال ثورة فإذا به في زمن «الدجل» المتفشي على كافة مستوياته الرسمية والشعبية، يبدع خزعبـلات، تباع لمن فقد العيش الكريم، على أساس أنها ملاحم وطن، ليس فيه اليوم من ملحمة إلا «مفحـمة» دار النقود التي طالها، كما طال البلد، حريق أخل بمقومات من نسبوا للموساد بأنها «كابوس» اسرائيل، فإذا بها مجرد هاجـس ورقي لمجموعة من دكاكين الكذب المروجة للعظمة غير الموجودة إلا في كتاب ينفخون في «عنتر» و«عنتر» جيفة.. فمتى نحمي البلد من الدروشة الإعلامية والسياسية، ونسن قوانين تحصن كرامة وشرف البلاد من ملاحم الفايس بوك وتويتر وفوق ذلك من صحافة ذكرت مصادرنا الفايس بوكية أن «رابيـن» لا ينام ولا يأكل ولا يذهب لبيت الخلاء خوفا من ولد عباس ومن دعوات «غلام الله»..
بكل قرف وخجل، لقد قرأت مثل الكثيرين هذا الخبر في كبريات الصحـف الجزائرية، حيث طربت مع بقية المستهلكيـن، حين طالعت ما نسب لخبير من خبراء الموساد، عن رعب إسرائيلي من جزائر يمكنها فجأة أن ترمي بإسرائيل في النهر، وذلك لما تميزت به حكومتها من قدرة عجيبة في نشر الظلام بقطع الكهـرباء في عز شهر الصيام، خاصة أن «المناورة» الكهربائية التي تابعها العالم أثبتت أننا حقا أقوى أمـة تمارس الظلمة وتأكل في الظلمة.. سنقطع الكهرباء على اسرائيل، وسـوف نجفف الحنفيـات، ثم نساوم اليهود على الخروج من القدس مقابل قفة رمضانية لكل مستسلم.. تبا لكم اقترفتم فينا كما قتلتم داخلنا كل أمل في غد أقل ظلاما ولطما.. فالكذب بلـغ عنان الموسـاد وهاهم اليهود أنفسهم يقولون لكم عبر خبيرهم «خلونا اترانكيل» فلسنا في مستوى كذبكم.
الصفحة الألكترونية لجريدة Le quotidien d'Algerie