فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 32 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-14, 18:00   رقم المشاركة : 466
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ليلة النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة

السؤال

قرأت في أحد الكتب أن صيام ليلة النصف من شعبان بدعة من البدع ، و قرأت في مصدر آخر أن من الأيام التي يستحب الصيام فيها ليلة النصف من شعبان … ما الحكم القطعي في ذلك ؟ .


الجواب

الحمد لله

لم يثبت في فضل ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة و أحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً

و قد اشتهرت تلك الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال و تنسخ الأعمار … إلخ

و على هذا فلا يشرع إحياء تلك الليلة و لا صيام نهارها و لا تخصيصها بعبادة معينة و لا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة ، و الله أعلم .

الشيخ ابن جبرين

فإذا أراد أن يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام - دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي

ولا تخصيص لها بشيء - فلا بأس بذلك ، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على أنه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر

أو لأنه يوم اثنين أو خميس إذا وافق اليوم الخامس عشر يوم اثنين أو خميس فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر آخر لم يثبت . والله تعالى أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:04   رقم المشاركة : 467
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو المقصود بالليلة الخاصة الواردة في سورة الدخان

السؤال

ما هي أهمية الخامس عشر (15) من شعبان، هل هي الليلة التي يقرر فيها مصير كل شخص للعام المقبل ؟

وما هو المقصود بالليلة الخاصة الواردة في سورة الدخان ، هل هي تلك التي في شعبان ، أم أنها ليلة القدر؟.


الجواب

الحمد لله

ليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن في تلك الليلة يكون تحديد مصير الأشخاص ، أو أقدارهم .

يراجع سؤال رقم 8907 .

أما الليلة الواردة في قول الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (3-4) الدخان ، قال ابن جرير الطبري رحمه الله

واختلف أهل التأويل في تلك الليلة ، أي ليلة من ليالي السنة هي . فقال بعضهم هي ليلة القدر ، وعن قتادة أنها ليلة القدر ، وقال آخرون هي ليلة النصف من شعبان

قال : والصواب في ذلك قول من قال : يعني بها ليلة القدر ، لأن الله جل ثناؤه أخبر أن ذلك كذلك لقوله تعالى : ( إنا كنا منذرين ) تفسير الطبري 11/221

وقوله تعالى : ( فيها يُفرق كل أمر حكيم ) : قال ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري

: وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُقَدَّرُ فِيهَا أَحْكَام تِلْكَ السَّنَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) وَبِهِ صَدَّرَ النَّوَوِيُّ كَلامَهُ فَقَالَ : قَالَ الْعُلَمَاءُ سُمِّيَتْ لَيْلَة الْقَدْر لِمَا تَكْتُبُ فِيهَا الْمَلائِكَةُ مِنْ الأَقْدَارِ

لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) وَرَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق وَغَيْره مِنْ الْمُفَسِّرِينَ بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَة وَقَتَادَةَ وَغَيْرهمْ , وَقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : إِنَّمَا جَاءَ ( الْقَدْر ) بِسُكُونِ الدَّال

, وَإِنْ كَانَ الشَّائِعُ فِي الْقَدَرِ الَّذِي هُوَ مُؤَاخِي الْقَضَاءِ فَتْحَ الدَّالِ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَمْ يُرَدْ بِهِ ذَلِكَ وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ تَفْصِيلُ مَا جَرَى بِهِ الْقَضَاء وَإِظْهَارُهُ وَتَحْدِيدُهُ فِي تِلْكَ السَّنَة لِتَحْصِيلِ مَا يُلْقَى إِلَيْهِمْ فِيهَا مِقْدَارًا بِمِقْدَار .ِ

وليلة القدر لها فضل عظيم لمن أحسن فيها العمل واجتهد في العبادة .

قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1)وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4)سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) وقد جاء في فضل هذه الليلة أحاديث كثيرة

فمنها ، ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

: ( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري ( الصوم/1768)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:08   رقم المشاركة : 468
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يصوم يوم النصف من شعبان حتى لو كان الحديث ضعيفاً ؟

السؤال

هل يجوز بعد العلم بضعف حديث أن نأخذ به ؛ وذلك من باب فضائل الأعمال " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " علماً أن الصوم نفلاً في تعبد لله وكذلك قيام الليل .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان ليس من قسم الضعيف ، بل هو من قسم الموضوع والباطل ، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها .

وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم

منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " ( 2 / 440 - 445 )

وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177 )

وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ( 124- 137 )

والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( رقم 582)

وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " ( 28 / 138 )

وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "

إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام : بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر .

وقال – رحمه الله - :

ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها

وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية : فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ ، هذا هو الصواب ، وبالله التوفيق .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 511 ) .

انظر السؤال رقم ( 8907 )

ثانياً :

وإن سلَّمنا أنها ضعيفة وليست موضوعة : فإن الصحيح من أقوال أهل العلم هو عدم الأخذ بالحديث الضعيف

مطلقاً وإن كان في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف ، ولا يُعرف تخصيص هذه الليلة ونهارها بشيء في الشرع لا عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند أصحابه .

وقال العلاَّمة أحمد شاكر: لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ .

" الباعث الحثيث " ( 1 / 278 ) .

وانظر لزيادة البيان " القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف " .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:14   رقم المشاركة : 469
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث لا أصل له يُروَى في فضائل بعض سور القرآن

السؤال


ما مدى صحة هذا الحديث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( عشرة تمنع عشرة ) : سورة الفاتحة تمنع غضب الله . سورة يس تمنع عطش يوم القيامة . سورة الواقعة تمنع الفقر . سورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة

. سورة الملك تمنع عذاب القبر . سورة الكوثر تمنع الخصومة . سورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت . سورة الإخلاص تمنع النفاق . سورة الفلق تمنع الحسد . سورة الناس تمنع الوسواس ) .


الجواب

الحمد لله

أولا :

باب فضائل القرآن الكريم من أكثر الأبواب التي وضع فيها الوضاعون أحاديثهم

ونسبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان كثير منهم يحتسب ذلك عند الله

ويظن – لفرط جهله – أنه إنما يرغب الناس بكتاب الله تعالى ، وهو في الحقيقة يرتكس في وعيد النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (1291) ومسلم (933) .

ومن أمثلة ذلك : ما رواه الحاكم في "المدخل" (54) بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم : من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة

وليس عند أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال : إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن ، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ، ومغازي ابن إسحاق ، فوضعت هذا الحديث حِسبة .

( يعني أنه يبتغي بها الثواب عند الله ) .

وقد اتفق العلماء على حرمة رواية الحديث الموضوع ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم : ( مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَِيْن ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .

قال النووي رحمه الله "شرح مسلم" (1/71) :

" يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا ، أو غلب على ظنه وضعه

فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ، ولم يبين حال روايته وضعه ، فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .

ثانياً :

أما الحديث المذكور في السؤال ، فلم نجده في شيء من الكتب ، لا الصحيحة ولا الموضوعة ، بعد البحث الشديد عنه ، فيبدو أنه لا أصل له البتة

وذلك مما يعجب له المسلم ، أن وضع الحديث لا زال مستمرا إلى أيامنا هذه ، وأن الأحاديث الموضوعة في تكاثر مستمر ، والله المستعان .

وبعض السور المذكورة في هذا الحديث لم يصح شيء من فضائلها ، وهي :

سورة يس والدخان والواقعة والكوثر .

انظر : "تدريب الراوي" (2/372) ، وكتاب "الصحيح والسقيم في فضائل القرآن الكريم"

أما الفاتحة : فقد جاء في فضائلها أحاديث كثيرة ، ليس في شيء منها أنها تمنع غضب الله .

وأما سورة الملك : فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال : (إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرآنِ ، ثَلَاثُونَ آيَةً ، شَفَعَت لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلكُ) رواه الترمذي (2891)

وقال : حديث حسن

وصححه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/277)

وابن الملقن في "البدر المنير" (3/561)

وقال ابن حجر "التلخيص الحبير" (1/382) : أعله البخاري وله شاهد بإسناد صحيح ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وأما سورة الكافرون : فالذي صح في فضلها ، ما جاء عن نوفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنها : ( إِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّركِ ) رواه أبو داود (5055)

وصححه ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/408) والألباني في صحيح أبي داود .

وسورة الإخلاص أيضا لم يأت في فضلها أنها تمنع النفاق .

والمعوذتان تمنعان من الشيطان والعين والحسد وسائر الشرور ، فقد جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تَعَوَّذ بِهِمَا

فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثلِهِمَا) رواه أبو داود (1463) وصححه الألباني في صحيح أبي دواد .

الخلاصة : أن هذا الحديث مكذوب لا أصل له .

وقد حكم عليه الشيخ ابن عثيمين بالكذب في المجموعة الرابعة من خطب الجمعة

في خطبة مسجلة بعنوان ( مسؤوليات الإمام والمأموم في الصلاة ، بعض المكذوبات عن الله تعالى ورسوله ) ، وهي مطبوعة في موقعه رحمه الله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:17   رقم المشاركة : 470
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث جابر في العبد الذي يدعو الله وهو عليه غضبان ثم يستجيب له

السؤال

أرغب في معرفة صحة الحديث التالي : ورد في " الحلية " عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (والذي نفسي بيده ، إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان ، فيعرض عنه

ثم يدعوه فيعرض عنه ، فيقول سبحانه لملائكته : أبى عبدي أن يدعو غيري ، فقد استحييت منه ، يدعوني وأعرض عنه ، أشهدكم أني قد استجبت له) .


الجواب

الحمد لله

هذا الحديث رواه الطبراني في "الدعاء" (1/28)

وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/208)

والديلمي في "مسند الفردوس" (رقم/7088)

جميعهم من طريق : عبد الأعلى بن حماد النرسي ، ثنا أبو عاصم العباداني ، عن الفضل بن عيسى الرقاشي

عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه...فذكره .

وهذا إسناد ضعيف جدا .

فيه الفضل بن عيسى الرقاشي : قال فيه أبو زرعة وأبو حاتم : منكر الحديث . وقال أحمد : ضعيف . وسئل أبو داود عن التحديث عنه فقال : لا ، ولا كرامة .

انظر: "تهذيب التهذيب" (8/284) .

وأبو عاصم العباداني : لين الحديث .

ومع ذلك ، فالإلحاح في الدعاء من أسباب الإجابة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:23   رقم المشاركة : 471
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ذكرت أم المؤمنين صفية بنت حيي في قصة الشاة المسمومة التي أهديت إلى النبي صلى لله عليه وسلم في خيبر ؟

السؤال

هل للسيدة صفية أم المؤمنين دخل من قريب أو بعيد فى سم الشاة التي قدمت إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله


قصة الشاة المسمومة التي أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ثابتة في السيرة الصحيحة ، وقد جاءت في سياقات متعددة ، أشهرها سياقان اثنان :

الأول : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِىءَ بِهَا ، فَقِيلَ : أَلاَ نَقْتُلُهَا ؟ قَالَ : لاَ . فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِى لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم .

رواه البخاري (2617) ومسلم (2190) كلاهما من طريق خالد بن الحارث ، حدثنا شعبة

عن هشام بن زيد ، عن أنس به . يقول النووي: ( لهوات ) : جمع لهاة ، هي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك ، كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره .

والثاني : رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (رقم/3169) :

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ :

( لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : اجْمَعُوا إِلَىَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ . فَجُمِعُوا لَهُ : فَقَالَ : إِنِّى سَائِلُكُمْ عَنْ شَىْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِىَّ عَنْهُ .

فَقَالُوا : نَعَمْ . قَالَ لَهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ أَبُوكُمْ ؟ قَالُوا : فُلاَنٌ

. فَقَالَ : كَذَبْتُمْ ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ . قَالُوا : صَدَقْتَ . قَالَ : فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِىَّ عَنْ شَىْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ . فَقَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِى أَبِينَا .

فَقَالَ لَهُمْ : مَنْ أَهْلُ النَّارِ . قَالُوا : نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا .

فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : اخْسَئُوا فِيهَا ، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا . ثُمَّ قَالَ : هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِىَّ عَنْ شَىْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ . قَالَ : هَلْ جَعَلْتُمْ فِى هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا

. قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ )

وليس في هاتين الروايتين – كما ترى – أي ذكر لأم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها.

وإنما ورد ذكرها في سياق آخر يرويه ابن شهاب الزهري فيقول :

( لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر

وقتل من قتل منهم ، أهدت زينب بنت الحارث اليهودية - وهي ابنة أخي مرحب - لصفية شاة مصليَّةً وسمَّتها وأكثرت في الكتف والذراع

لأنه بلغها أنه أحب أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ومعه بشر بن البراء بن معرور أخو بني سلمة ، فقدمت إليهم الشاة المصلية

فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف وانتهش منها ، وتناول بشر بن البراء عظما فانتهش منه ، فلما استرط رسول الله صلى الله عليه وسلم لقمته استرط بشر بن البراء ما في فيه

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفعوا أيديكم ، فإن كتف هذه الشاة يخبرني أن قد بُغِيتُ فيها . فقال بشر بن البراء : والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت

فما منعني أن ألفظها إلا أني أعظمت أن أنغصك طعامك ، فلما أسغت ما في فيك ، لم أكن أرغب بنفسي

عن نفسك ، ورجوت أن لا تكون استرطتها وفيها بغي . فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه مثل الطيلسان ، وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلى ما حول )

أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (4/360) قال:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أبو جعفر البغدادي ، قال : حدثنا أبو علاثة ، قال : حدثنا أبي قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا أبو الأسود ، عن عروة بن الزبير .

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، قال : أخبرنا أبو بكر بن عتاب ، قال : حدثنا القاسم الجوهري ، قال : حدثنا ابن أبي أويس ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عمه موسى بن عقبة .

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، قال : حدثنا محمد بن فليح ، قال : حدثنا موسى بن عقبة

- وهذا الإسناد مرسل ، فالزهري من أئمة التابعين ، توفي سنة (125هـ) ، ولا يُدرى عمن يروي القصة بهذا السياق ، وهو كثير الإرسال ، وقد استضعف العلماء مراسيله حتى كان يحيى بن سعيد القطان لا يعدها شيئا .

- ثم إن في الطريق إلى الزهري بعض الضعفاء كابن لهيعة ، ومحمد بن فليح ، واسماعيل بن أبي أويس ، وكلهم في تراجمهم من الطعن والتضعيف ما يوجب الشك والتردد .

- ومما يدل على عدم الوثوق بالتفاصيل المذكورة هنا أيضا الاختلاف الواقع في مرويات الزهري لهذه القصة ، مما يغلب على الظن أن الوهم فيها من شيوخ الزهري الذين أخذها عنهم وطوى ذكرهم

ويمكن مراجعة جميع روايات الزهري في هذا الأمر في كتاب "مرويات الإمام الزهري في المغازي" للدكتور محمد العواجي (2/636-646)

وعلى كل حال ، فلو ثبت هذا السياق فمعناه أن المرأة اليهودية أهدت الشاة المسمومة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأكل منها في بيت أم المؤمنين صفية بنت حيي رضي الله عنها

ولو كان لها رضي الله عنها علم بما فعلته تلك المرأة لجاء الوحي بذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاءه بخبر السم الموجود في كتف الشاة ، ولكنها رضي الله عنها كانت راغبة في الإسلام

مقبلة على الدين الجديد ، مستبشرة بزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها

وفي سيرتها من كتب التراجم ما يدل على عظيم غبطتها بزواج النبي صلى الله عليه وسلم منها بعد إسلامها مباشرة

يمكن مراجعتها في "الإصابة" لابن حجر (7/739)

وتأمل معي ، أخي السائل ، ذلك المقام العالي ، الذي أنزلها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعلم منه أدب الذبّ عن أهل بيت رسول الله وحريمه ، ومن تكون صفيّة الحسيبة النسيبة :

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ : إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ ، فَبَكَتْ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَ : مَا شَأْنُكِ ؟ فَقَالَتْ : قَالَتْ لِي حَفْصَةُ إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكِ ابْنَةُ نَبِيٍّ وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ يَا حَفْصَةُ ) رواه أحمد (11984) والترمذي (3894) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 18:31   رقم المشاركة : 472
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

أحاديث في اقتران الإجابة بالدعاء

السؤال

أرغب في معرفة صحة هذه الأحاديث :

1- روى الطبراني عن عبدالله بن مسعود مرفوعا
:
( من أعطي الدعاء أعطي الإجابة ، لأن الله تعالى يقول ادعوني استجب لكم ).

2- عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ماكان الله ليفتح لعبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة ، الله أكبر من ذلك ) . انظر : جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب معزوا للطبراني

وعزاه الهيثمي في شرح الأربعين للطبراني ، وعزاه في كنز العمال للديلمي . وفي الحلية لأبي نعيم عن أنس رضي الله عنه مرفوعا : ( ما أذن الله لعبد في الدعاء حتى أذن له بالإجابة ) انظر الفتح الكبير .

3- روى الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا فتح على العبد الدعاء فليدع ربه فإن الله يستجيب له ) .

4- روى أبو يعلى بإسناده عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( أربع خصال واحدة منهن لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي

فأما التي لي لا تشرك بي شيئا وأما التي لك علي فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ماترض لنفسك ) .


الجواب

الحمد لله


أولا :

هذه الأحاديث تتعلق بموضوع واحد

وهو باب اقتران الإجابة بالدعاء ،

وهي – وإن كانت ضعيفة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم – إلا أن القرآن الكريم جاء بمقتضى ما فيها

ويشهد لمعانيها ، حيث يقول الله عز وجل : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/186 .

غير أن الإجابة التي وعد الله بها يجب أن تسبقها بعض الشروط التي تحقق القبول عند الله عز وجل .

قال الطبراني في "المعجم الصغير" (2/198) :

" وقد افتتن جماعة ممن لا علم لهم ، بأن يقولوا ندعوا ولا يستجاب لنا ، وهذا رد على الله عز وجل ؛ لأن الله يقول وقوله الحق : ( ادعوني استجب لكم )

وقال : ( إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )

ولهذا معنى لا يعرفه إلا أهل العلم والمعرفة ، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم : روى أبو سعيد الخدري وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :

( ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا استجاب له ، فهو من دعوته على إحدى ثلاث : أما أن يعجل له في الدنيا ، وإما أن تدخر في الآخرة ، وإما أن يدفع عنه من البلاء مثلها )" انتهى .

وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/392) :

" لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة ، مع استكمال شرائطه ، وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه ، أو وجود بعض موانعه " انتهى .

ثانيا :

أما أحكام الأحاديث الواردة في هذا السؤال ، فهي على الوجه الآتي :

1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من أَعطَى أربعًا أُعطِيَ أربعًا ، وتفسير ذلك في كتاب الله :

من أعطى الذكر ذكره الله ؛ لأن الله يقول : ( اذكروني أذكركم ) .

ومن أعطى الدعاء أعطي الإجابة ؛ لأن الله يقول : ( ادعوني استجب لكم ) .

ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة ؛ لأن الله يقول : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) .

ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة ؛ لأن الله يقول : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) .

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/117-118) وفي "المعجم الصغير" (2/198)

ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/247) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/839)

ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/126)

وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" (رقم/532) ، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (1/360) لابن مردويه . وذكره الواقدي في "فتوح الشام" (266) .

كلهم مِن طريق :

محمد بن إسحاق بن موسى المروزي قال حدثنا محمود بن العباس صاحب بن المبارك قال حدثنا هشيم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن ابن مسعود رضي الله عنه به .

قال الطبراني :

لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا هشيم تفرد به محمود بن العباس .

ومحمود بن العباس هذا قد اتهمه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/77) بوضع الحديث ، وقال : "له خبر منكر . ثم ذكر هذا الحديث " انتهى.

وقال في "تلخيص العلل المتناهية" (ص/307) : باطل .

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/152) : " فيه محمود بن العباس وهو ضعيف "انتهى.

وقال ابن الجوزي : " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تفرد به محمود بن العباس وهو مجهول " انتهى .

فهذا حديث ضعيف جدا ، لا يصح بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

2- وأما حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( ما كان الله ليفتح لعبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة ، الله أكرم من ذلك )

فقد جاء من طريقين عن أنس رضي الله عنه :

الأولى : عن جعفر بن محمد بن بريق قال حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال حدثنا الحسن بن محمد البلخي عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه به .

رواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/242)

وقال : لا أصل له . وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/171)

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب الحسن بن محمد البلخي

قال فيه العقيلي : منكر الحديث ولا يتابع عليه وليس له أصل .

الثانية : عن عبد الرحمن بن خالد بن نجيح قال : حدثنا حبيب قال : حدثنا محمد بن عمران ، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن ، عن أنس مرفوعاً لكن بلفظ : ( ما أذن الله لعبد في الدعاء حتى أذن له بالإجابة ) .

رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/263) وقال : "حديث غريب من حديث ربيعة ، تفرد به حبيب كاتب مالك عن محمد عنه" انتهى.

وهذا إسناد ضعيف جدا أيضا ، بسبب حبيب بن أبي حبيب ، فهو متروك ، وكذبه بعض أهل العلم

انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (2/182)

وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح قال فيه الدارقطني : متروك الحديث

. انظر "لسان الميزان" (3/413).

ولذلك حكم الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (رقم/4416) على هذا الحديث بقوله : موضوع .

3. وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا فتح على العبد الدعاء فليدع ربه فإن الله يستجيب له ) .

فلم نجده بهذا اللفظ عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وقد عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى الترمذي

والظاهر أنه يقصد الحكيم الترمذي صاحب "نوادر الأصول" ، وليس الإمام أبا عيسى صاحب السنن ، وكتب الحكيم الترمذي تتفرد بالموضوعات والمناكير كثيرا ، فلا يعول عليها إن لم تذكر فيها الأسانيد الصحيحة .

أما صاحب السنن أبو عيسى الترمذي ، فقد روى نحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما (3548) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ) .

وهذا أيضا حديث ضعيف ، قال فيه الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القُرَشِيِّ ، وَهُوَ الْمَكِّيُّ الْمُلَيْكِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الحَدِيثِ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/145) : إسناده لين .

وضعفه الألباني في "ضعيف الترمذي".

4. وأما حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : ( أَرْبَعُ خِصَالٍ : وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي :

فَأَمَّا الَّتِي لِي : فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا .

وَأَمَّا الَّتِي لَكَ عَلَيَّ : فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ .

وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ : فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الإِجَابَةُ .

وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي : فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ )

رواه أبو يعلى في "المسند" (5/143) ، والبزار في مسنده برقم (19) "كشف الأستار" ، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (رقم/151، 533) :

كلهم من طريق صالح المري قال : سمعت الحسن ، يحدث عن أنس بن مالك به .

وصالح المري وهو ابن بشير بن وداع

جاء في "تهذيب التهذيب" (4/383) تضعيف عامة المحدثين له

قال فيه ابن معين : ليس بشيء . وقال ابن المديني : ضعيف ضعيف . وقال البخاري : منكر الحديث .

وقال النسائي : متروك الحديث .

قال الهيثمي في "المجمع" (1/51) :

" في إسناده صالح المري وهو ضعيف ، وتدليس الحسن أيضا ، والمحمل هنا على صالح بن بشير المري ، فهو ضعيف جدا ، وقد تفرد به " انتهى.

وقال ابن عدي في "الكامل" (5/96) : منكر .

فالحاصل أن هذه الأحاديث المسؤول عنها كله ضعيفة لا تصح ، ويغني عن هذه الأحاديث الآيات التي ذكرناها ، والتي فيها وعد الله تعالى من دعاه بالإجابة .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:36   رقم المشاركة : 473
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حديث من رضي من الله بالقليل من الرزق ..

السؤال

ما هي درجة حديث " مَن رضي من الله بالقليل من الرزق : رضي الله منه بالقليل من العمل " ؟.

الجواب

الحمد لله

الحديث : رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 7 / 204 ) .

وفيه : إسحاق بن محمد الفروي ، وقد ضعفه النسائي وأبو داود والدارقطني .

انظر : " ميزان الاعتدال " ( 1 / 351 )

و " تهذيب التهذيب " ( 1 / 217 ) .

وقد ضعفه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 334 ).

الشيخ محمد صالح المنجد









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-16 في 15:36.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:43   رقم المشاركة : 474
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث مكذوب في فضل سبحان الله والحمد لله

السؤال

أريد أن أعرف مدى صحة الحديث القائل بأنه : إن قال قائل سبحان الله تزرع له نخلة في الجنة ، فإن قال الحمد لله تكون أوراقها ملائكة يسألون الله لك المغفرة حتى يوم القيامة .

الجواب

الحمد لله


أولا :

جاء في الحديث الصحيح في فضل التسبيح أنها كلمةٌ تُغرس بها نخلة في الجنة .

فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ )

رواه الترمذي (3464) وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث أبي الزبير عن جابر

. وقال المنذري (2/347) : إسناده جيد . وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/104) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (حديث رقم/64)

ثانيا :

أما الأحاديث الواردة في بيان صورة النخلة التي تغرسها كلمة " سبحان الله " ، وتفصيل أوراقها وأغصانها

فلم يصح منها شيء ، وقد ورد فيها ثلاثة أحاديث مرفوعة – بحسب ما وقفنا عليه – كلها شديدة الضعف أو مكذوبة ، وهذا بيان ذلك :

الحديث الأول :

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه فقرا أو دينا في حاجة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها ينزل الله الرزق من السماء ؟

قال ابن عمر : فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟

قال فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ، وكان متكئا ، فقال :

يا ابن عمر ! تقول من طلوع الفجر إلى صلاة الصبح : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، وأستغفر الله ، مائة مرة ، تأتيك الدنيا راغمة ذاخرة ، ويخلق الله عز وجل من كل كلمة تقولها ملكا يسبح له ، لك ثوابه إلى يوم القيامة )

جاء هذا الحديث من طرق ثلاثة ، كلها كذب موضوعة :

1- من طريق إسحاق بن إبراهيم الطبري ، عن عبد الله بن الوليد العدني ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر به .
رواه ابن حبان في "المجروحين" (1/138) بسنده ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/164) ، ورواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/343)

والديلمي في "مسند الفردوس" (3731) ، ونقله الحافظ في "لسان الميزان" من إخراج الدارقطني له في "الرواة عن مالك" ، ولعل الدارقطني يرويه هنا عن ابن حبان

فإنه كذلك في سند ابن الجوزي ، وعزاه السيوطي في "الخصائص الكبرى" (2/262) للخطيب البغدادي في "

رواة مالك" ، وعزاه العراقي في "تخريج إحياء علوم الدين" (1/299) إلى المستغفري في " الدعوات " .

قلت : وهذا سند منكر جدا ، بسبب إسحاق بن إبراهيم الطبري : قال فيه ابن حبان : " منكر الحديث جدا ، يأتي عن الثقات الأشياء الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب " انتهى.

2- من رواية ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/164) عن بعض المجهولين ، حيث قال: وقد روي من طريق آخر الله أعلم بها : أنبأنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن ، أنبأنا عبد الله بن علي بن إسحاق الفقيه

أنبأنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكي ، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جابر العطار

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم الهروي ، حدثنا أبو رجاء محمد بن أحمد بن حمدويه ، حدثنا علي بن الجهم ، حدثنا عبد الله بن الوليد ، عن مالك بن أنس ، عن نافع

عن ابن عمر : " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إنى أكد في العمل ولا يأتيني إلا الجهد ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : فأين أنت عن تسبيح الملائكة ؟

قالوا : وما هو ؟ قال : أن تسبح قبل أن تصلي الفجر مائة مرة : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، أتاك الله برزقك وإن كرهت " انتهى.

3- قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (1/462):

" وله طريق آخر : قال الحاكم في " تاريخه " : حدثنا محمد بن أحمد النصرأباذي ، حدثنا العباس بن حمزة ، حدثنا أحمد بن خالد الشيباني

حدثنا عبد الله بن نافع المدني ، عن مالك به . فذكره بلفظ الطريق الأول سواء . وأحمد بن خالد : الظاهر أنه الجويباري : أحد الدجالين الكبار . والله أعلم " انتهى.

ولذلك اتفق المحدثون على ضعف هذا الحديث .

فقال عنه ابن حبان في "المجروحين" (1/138) : لا أصل له بجمله ، ولا أشك أنه موضوع على مالك " انتهى .

وقال ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/343) :

" باطل عن مالك " انتهى .

وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/164) :

" هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.

وقال العراقي في "تخريج إحياء علوم الدين للغزالي" (1/299) :

" أخرجه المستغفري في " الدعوات " من حديث ابن عمر ، وقال : غريب من حديث مالك ، ولا أعرف له أصلا في حديث مالك " انتهى.

ويقول الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/434) ، في ترجمة عبد الرحمن بن محمد اليحمدي

ويقال التميمي :

" شيخ مجهول ، روى عنه أحمد بن محمد بن غالب المعروف بغلام خليل وهو تالف ، وأخرج الدارقطني في " الرواة عن مالك " عن داود بن حبيب ، عن أحمد بن محمد بن غالب ، عنه ، عن مالك

عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله ! وذكر الحديث .

قال الحافظ ابن حجر : وأخرجه الخطيب من طريق أبي الفتح الأزدي ، عن عبد الله بن غالب ، عن غلام خليل ، عن عبد الرحمن بن محمد التميمي به .

وأخرج من طريق أبي حمة محمد بن يوسف ، عن يزيد بن أبي حكيم ، عن إسحاق بن إبراهيم الطبري ، عن مالك نحوه ، وقال : لا يصح عن مالك ، ولا أظن إسحاق لقي مالكا .

وقد رواه جماعة بأسانيد كلها ضعاف " انتهى باختصار.

وقد سبق الحكم عليه في جواب السؤال القادم









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:44   رقم المشاركة : 475
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الحديث الثاني :

أورد السيوطي في "الحاوي للفتاوي" (2/40) حديثا بهذا المعنى أيضا :

( من قال سبحان الله وبحمده ، خلق الله ملكا ، له عينان ، وجناحان ، وشفتان ، ولسان ، يطير مع الملائكة ، ويستغفر لقائلها إلى يوم القيامة )

وأروده صاحب السيرة الحلبية (1/246) ، وأيضا في "نزهة الجالس" (ص/287)

ولم نقف على إسناد لهذا الحديث .

الحديث الثالث :

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من قال : سبحان الله وبحمده : غرس الله له ألف ألف نخلة في الجنة ، أصلها ذهب ، وفروعها در ، وطلعها كثدي الأبكار ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، كلما أخذ منها شيء عاد كما كان )

رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/150) قال : ثنا حذيفة ، ثنا أبو أمية ، ثنا جعفر بن جسر بن فرقد القصاب ، عن أبيه ، عن ثابت ، عن أنس به .

قلت : وجعفر بن جسر هذا ، قال فيه ابن عدي في "الكامل" (2/150) بعد أن ذكر حديثه هذا في مناكيره :

" لجعفر بن جسر أحاديث مناكير غير ما ذكرت ، ولم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا ، ولا أدري كيف غفلوا عنه ؛ لأن عامة ما يرويه منكر

وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها ، ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه ، فإن أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء ؛ لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه " انتهى .

وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/187) :

" حفظه فيه اضطراب شديد ، كان يذهب الى القدر ، وحدث بمناكير " انتهى.

وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/833) :

" هذا حديث لا يصح " انتهى.

وضعفه ابن القيم في "المنار المنيف" (ص/43)

والحافظ الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/404)

وقد جاء من كلام شهر بن حوشب ، الراوي المعروف ، قوله :

( من قال : سبحان الله وبحمده : خلق الله من كلمته تلك ملكا ، فيذهب إلى السماء الرابعة فيغتسل في نهر يقال له الحياة ، ثم يخرج منها ، فينفض جناحه ، فيقطر منه مثل قطر السماء

فيخلق الله عز وجل من كل قطرة ملكا يسبحه ، ويقدسه ، ويثبت ذلك للعبد إلى النفخة الأولى )

رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (1/492)

قال : حدثنا الفضل بن العباس بن مهران ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب به .

والحاصل أنه لم يصح حديث في أنه إذا سبح المسلم ربه ، خلق الله تعالى ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:49   رقم المشاركة : 476
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث ضعيف فيه دعاءٌ يُقبِلُ بالدنيا على العبد

السؤال

أرغب في معرفة صحة هذا الحديث : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن الدنيا أدبرت عني وتولت . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فأين أنت من صلاة الملائكة ، وتسبيح الخلائق ، وبه يرزقون ؟

قل عند طلوع الفجر : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، أستغفر الله ، مائة مرة ، تأتيك الدنيا صاغرة ) فولى الرجل ، فمكث ثم عاد فقال : يا رسول الله ! لقد أقبلت علي الدنيا فما أدري أين أضعها .


الجواب

الحمد لله

هذا الحديث ضعيف ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (3731) ، ونقله الحافظ في "لسان الميزان" وقال : أخرجه الدارقطني في "الرواة عن مالك" ، وعزاه السيوطي في "الخصائص الكبرى" (2/262) للخطيب البغدادي في "رواة مالك" .

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/434)

في ترجمة عبد الرحمن بن محمد اليحمدي ، ويقال التميمي : " شيخ مجهول

روى عنه أحمد بن محمد بن غالب المعروف بغلام خليل وهو تالف ، وأخرج الدارقطني في " الرواة عن مالك " عن داود بن حبيب

عن أحمد بن محمد بن غالب ، عنه ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رجل : يا رسول الله ! وذكر الحديث

قال الحافظ ابن حجر :

وأخرجه الخطيب من طريق أبي الفتح الأزدي ، عن عبد الله بن غالب ، عن غلام خليل ، عن عبد الرحمن بن محمد التميمي به .

وأخرج من طريق أبي حمة محمد بن يوسف ، عن يزيد بن أبي حكيم ، عن إسحاق بن إبراهيم الطهوي ، عن مالك نحوه ، وقال : لا يصح عن مالك

ولا أظن إسحاق لقي مالكا . وقد رواه جماعة بأسانيد كلها ضعاف " انتهى باختصار.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية كثيرة فيها سؤال الغنى ، والبركة في الرزق ، فليدع المسلم بها ويجتنب الأحاديث الضعيفة ، منها :

1- عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ

فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي ، قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟ قَالَ : قُلْ : (اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ) رواه الترمذي (3563) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

2- روى الترمذي (3500) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي

وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي. قَالَ : فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا؟) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي

3- وفي دعاء القنوت المشهور : (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ) رواه الترمذي (646) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

ولتعلم أخي السائل أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس ، وليس كثرة المال

روى البخاري (6446) ومسلم (1051) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:52   رقم المشاركة : 477
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل ورد حديث صحيح في فضل عنترة بن شداد ؟

السؤال

هل صح ورود حديث عن فضل عنترة بن شداد ، فيه أنه اجتمع فيه صفات الرجل المسلم.

الجواب

الحمد لله

يقول الزركلي في ترجمة عنترة :

" عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية ابن قراد العبسي : أشهر فرسان العرب في الجاهلية ، ومن شعراء الطبقة الأولى . من أهل نجد . أمه حبشية اسمها زبيبة ، سرى إليه السواد منها .

وكان من أحسن العرب شيمة ، ومن أعزهم نفسا ، يوصف بالحلم على شدة بطشه ، وفي شعره رقة وعذوبة . وكان مغرما بابنة عمه " عبلة "

فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها . اجتمع في شبابه بامرئ القيس الشاعر ، وشهد حرب داحس والغبراء

وعاش طويلا ، وقتله الأسد الرهيص أو جبار بن عمرو الطائي . ينسب إليه " ديوان شعر - ط " أكثر ما فيه مصنوع . و " قصة عنترة - ط " خيالية يعدها الإفرنج من بدائع آداب العرب

وقد ترجموها إلى الألمانية والفرنسية ، ولم يعرف واضعها . وللمستشرق الألماني ( توربكي ) كتاب عن " عنترة " طبع في هيدلبرج سنة 1868 م

ولمحمد فريد أبي حديد " أبو الفوارس عنتر بن شداد - ط ، " ولفؤاد البستاني " عنتر بن شداد - ط " " انتهى.

"الأعلام" (5/91)

ولم يرد في كتب السنة والآثار – فيما علمنا - أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنترة بن شداد العبسي (المتوفى سنة 22 قبل الهجرة) في حديث واحد

ومع ذلك وجدنا بعض الناس ينقلون أن النبي صلى لله عليه وسلم يقول : ( لم أسمع وصف عربي أحببتُ أن أقابله أكثر من عنترة )

ولكن هذا أيضا لا أصل له ، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز التحديث به إلا على وجه الرد والتضعيف .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 16:02   رقم المشاركة : 478
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث الأعرابي الذي يقول إن سألني لأسألنه

السؤال

أود أن أستفسر عن حديث الأعرابى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فى كلامه عن الله عز وجل : ( إن سألني لأسألنه : إن سألني عن ذنوبي سألته عن مغفرته )

وأظن حضراتكم تعلمون بقية الحديث . هل هذا الحديث صحيح ؟


الجواب

الحمد لله

هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم المنتشرة بين الناس .

وقد سئل عنه الشيخ حاتم الشريف فقال :

" إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب

وفيه من ركاكة اللفظ ، وضعف التركيب ، وسمج الأوصاف

ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم أجده بهذا اللفظ

وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه .

على أن أبا حامد الغزالي على عادته رحمه الله قد أورد حديثاً باطلاً في "إحياء علوم الدين" (4/130) قريباً في مضمونه من الحديث المسؤول عنه

وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! من يلي حساب الخلق يوم القيامة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : الله تبارك وتعالى ، قال : هو بنفسه ؟ قال : نعم ، فتبسم الأعرابي

فقال صلى الله عليه وسلم : ممَّ ضحكت يا أعرابي ؟ قال : إن الكريم إذا قدر عفا ، وإذا حاسب سامح.. إلى آخر الحديث .

وقد قال العراقي عن هذا الحديث :" لم أجد له أصلاً " وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً

( تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466 ، وطبقات الشافعية الكبرى : 6/364)

ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله تعالى وعظيم عفوه عز وجل وقبوله لتوبة التائبين واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة .

قال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82

وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25

وقال تعالى : ( ورحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف/156

وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي) والله أعلم " انتهى .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2018-12-16 في 16:30.
رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 16:33   رقم المشاركة : 479
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : (إن نقدت الناس نقدوك)

السؤال

الرجاء إفادتنا بدرجة صحة الحديث المروي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إن نقدت الناس نقدوك ، وإن تركتهم تركوك) وأين نجده ؟

قيل لي إنه يوجد في كتاب صحيح البخاري لكنني لم أجده.

الجواب

الحمد لله


حديث أبي الدرداء المذكور ليس في "صحيح البخاري".

وله عدة ألفاظ منها : (إن نافرت الناس نافروك ، وإن هربت منهم أدركوك , وإن تركتهم لم يتركوك . قال : كيف أصنع ؟ قال : هب عرضك ليوم فقرك) وهو مخالف للفظ الوارد في السؤال .

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق "(47/ 178،179) من طريق فَرَج بن فَضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء به .
وسنده ضعيف فإن فَرَج بن فَضالة ضعيف , ولقمان بن عامر روايته عن أبي الدرداء منقطعة.

انظر :

"تهذيب التهذيب" (8/456) ,

"التقريب" (2/107).

ثم إنهم اضطربوا فيه فروي بالسند نفسه من قول أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا عليه ، وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه ابن عساكر في"تاريخ دمشق" (47/178).

ثم رواه ابن عساكر (47/179) من طريق أنس بن عياض عن يحي بن سعيد قال : قال

أبو الدرداء به موقوفا عليه من قوله.

وسنده منقطع , قال ابن المديني عن يحي بن سعيد الأنصاري : "لا أعلمه سمع من صحابي غير أنس" .

"التهذيب" لابن حجر (11/223).

وورد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه .

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/126) رقم (7575) وأبو عمرو الداني في"السنن الواردة في الفتن" (219) وابن عساكر في تاريخ دمشق (24/17).

وسنده ضعيف ، فيه بقية بن الوليد وهو يدلس تدليس التسوية , وصدقة بن عبد الله السّمين ضعيف .

انظر : "مجمع الزوائد" للهيثمي (7/285).

وورد عند الداني وابن عساكر بلفظ : (إن نافذتهم نافذوك) قال ابن الأثير: "أي : إن قلتَ لهم قالوا لك ، ويُروى بالقاف والدال المهملة" . أي : ناقدتهم.

"النهاية" (5/92) .

وإنما يثبت هذا الأثر من قول أبي مسلم الخولاني ، قال : (كان الناس وَرَقاً لا شوك فيه ، وإنهم اليوم شوك لا وَرَق فيه ، إن ساببتهم سابوك ، وإن ناقدتهم ناقدوك ، وإن تركتهم لم يتركوك) .

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/206) وابن أبي عاصم في "الزهد"(1/367)

وأبو نعيم في "الحلية" (2/123) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/228).









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 16:39   رقم المشاركة : 480
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث أم سلمة فيمن لم يطف طواف الإفاضة يوم العيد حتى غربت الشمس

السؤال

سمعت أن طواف الإفاضة لا بد أن يكون يوم العيد قبل غروب الشمس ، وأن من لم يطف قبل غروب الشمس فإنه يرجع إلى الإحرام مرة أخرى ولا يجوز له لبس المخيط ولا التطيب .. حتى يطوف . فهل هذا صحيح ؟

الجواب

الحمد لله


قد ورد في ذلك حديث رواه أحمد (25321) وأبو داود (1708)

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مساء يوم النحر : (إِنَّ هَذَا يَوْمٌ رُخِّصَ لَكُمْ إِذَا أَنْتُمْ رَمَيْتُمْ الْجَمْرَةَ أَنْ تَحِلُّوا يَعْنِي مِنْ كُلِّ مَا حُرِمْتُمْ مِنْهُ إِلَّا النِّسَاءَ

فَإِذَا أَمْسَيْتُمْ قَبْلَ أَنْ تَطُوفُوا هَذَا الْبَيْتَ صِرْتُمْ حُرُمًا كَهَيْئَتِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطُوفُوا بِهِ) .

إلا أن هذا الحديث ضعفه أكثر العلماء ، وحُكي الإجماع على عدم العمل به .

وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن هذا الحديث ، فأجاب :

"سؤالكم عن حديث أم سلمة رضي الله عنها أن من لم يطف طواف الإفاضة قبل غروب الشمس من يوم العيد عاد محرماً .
أفيدكم بأنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة ، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

وذلك من وجوه :

الأول : من جهة سنده ، فإن مداره عند الإمام أحمد وأبي داود وابن خزيمة على محمد بن إسحاق صاحب السير المعروف ، قال : أخبرنا أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه وعن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها

وفيه : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (إذا أنتم أمسيتم قبل أن تطوفوا بهذا البيت عدتم حرماً كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به) .

فأما ابن إسحاق ففي مفاريده بعض النكارة ، فقد سئل الإمام أحمد عن الحديث ينفرد به ابن إسحاق تقبله؟

قال : لا والله . وقال محمد بن يحيى : حسن الحديث عنده غرائب . وقال الدارقطني : اختلف الأئمة فيه، وليس بحجة ، وإنما يعتبر به اهـ "تهذيب" (9/39-46) . ولعل هذا الحديث من مفاريده المنكرة .

وأما أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال فيه في "التقريب" (2/448) : مقبول من الثالثة .

وقال فيه في "المحلي" (7/142) : ليس معروفاً بنقل الحديث ، ولا معروفاً بالحفظ ، ولو صح يعني : حديث أم سلمة لقلنا به مسارعين إلى ذلك .

وقد أخرج الطحاوي في شرح "معاني الآثار" (2/228) نحو حديث أم سلمة لكنه عن طريق عبد الله بن لهيعة

قال فيه في "التقريب" (1/144) : صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما اهـ قلت : وقد ضعفه بعض الحفاظ مطلقاً ، وبعضهم فيما روى عنه غير العبادلة .

فإذا كان هذا سند الحديث لم يروه إلا من في روايتهم نظر ومقال

وأعرض عنه الأئمة الكبار من نقلة الحديث وحفاظه من رجال البخاري ومسلم وأمثالهم مع أنه في أمر تعم البلوى به ، وتتوافر الدواعي على نقله ، كان ذلك دليلاً على أنه لا أصل له .

الوجه الثاني : من جهة متنه ، فمتنه شاذ ، لأن الأحاديث في الصحيحين وغيرهما ظاهرة متضافرة في أن التحلل الأول يحصل قبل الطواف بالبيت

بدون قيد وقوعه قبل الغروب ، مثل قول عائشة رضي الله عنها : (كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف بالبيت) ولا يمكن أن تقيد بمثل هذا الحديث الشاذ

ولهذا قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/229) لما ذكر حديث عائشة رضي الله عنها :

"فقد عارض ذلك حديث ابن لهيعة الذي بدأنا بذكره في هذا الباب ، فهذه أولى ، لأن معها من التواتر وصحة المجيء ما ليس مع غيرها مثله " اهـ .

الوجه الثالث : من جهة العمل به ، إذ لم يعمل به من الأمة [من] أئمتها وعلمائها إلا نفر قليل من الصحابة

. إن صح النقل عنهم . فقد قال الطبري في كتابه "القرى لقاصدي أم القرى" (ص472) حين ذكر الحديث : "وهذا حكم لا أعلم أحداً قال به" اهـ .

ونقل النووي في "شرح المهذب" (8/165)

عن البيهقي قوله : "لا أعلم أحداً من الفقهاء قال به . قلت (النووي) : فيكون منسوخاً

دل الإجماع على نسخه ، فإن الإجماع لا يَنْسخ ولا يُنْسخ ، لكن يدل على ناسخ اهـ فوافق البيهقيَّ النوويُّ على نفي العلم بالمخالف ، بل جعله إجماعاً دالاً على نسخ الحديث ، يعني

: لأن الأمة لم تعمل به ، لكن في كلام النووي رحمه الله نظر ، لأن دعوى النسخ تستلزم ثبوت المنسوخ ، والحديث لم يثبت أصلاً حتى يدعى فيه النسخ .

هذا وقد نقل بعض الناس عن عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة أنه قال به ولعله فهم ذلك من قوله فيما نقله عنه الطبري في كتابه "القرى" (ص470) إنه لا يحل الطيب لمن لم يطف بالبيت بعد عرفة وإن قصر

. أخرجه سعيد بن منصور . وإنما قلت ذلك لأنه يبعد جداً أن يكون عروة بن الزبير قال بمقتضى حديث أم سلمة ثم يخفى قوله على مثل الطبري والبيهقي .

وعلى هذا ؛ يكون معنى قول عروة : إنه لا يحل له الطيب حتى يطوف بالبيت

وهذا قول مشهور والنزاع في هذا معروف ، والفرق بينه وبين مقتضى حديث أم سلمة بل صريحة أن حديث أم سلمة يدل على أنه يحل قبل الطواف بالبيت لكن إن أخر الطواف عن غروب الشمس يوم العيد عاد محرماً .

أما ما نقله الطبري عن عروة فيدل على توقف حل الطيب على الطواف وبين هذا وذاك فرق ظاهر .

الوجه الرابع :

أن مقتضاه مخالف لمقتضى الأصول الشرعية والقواعد المرعية ، فإن مقتضاها أن العامل متى حل من العبادة لم يعد إليها إلا بنية جديدة

وهذا مما يضعف ثبوت الحديث ، ولو ثبت لكان القول به واجباً ، وكل قاعدة لها مستثنيات"

انتهى من فتوى مكتوبة بخط الشيخ رحمه الله بتاريخ 5/12/1415هـ .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc