من يقف وراء تسخين جبهتي " ادلب " وملف سجناء مصر " ولماذا ؟

[الزمزوم]

من يقف وراء تسخين جبهتي " ادلب " وملف سجناء مصر " ولماذا ؟

.
هناك تسخين غير مسبوق لجبهتي " ادلب " وملف " السجناء والمعتقلين " في مصر قبل انطلاق مؤتمر برلين للأزمة الليبية في ألمانيا بساعات ، فهل التصعيد في الملفين جاء صدفة أم له خلفيات سياسية وماهي تلك الخلفيات ومن يقف وراءها ؟
الحقيقة أن تنظيم الإخوان المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين وأردوغان وقطر وعبر وسائل اعلام هذا المحور وبخاصة على قنوات ذات الانتشار الواسع من مثل الجزيرة تشن منذ مدة ليست بالقصيرة حملة مسعورة وغير مسبوقة على مصر وروسيا في موضوعين هما :
الأول ، وهو الأحداث الجارية في مدينة " ادلب " الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية في دمشق والخاضعة لاحتلال القوات التركية والجماعات الايدلوجية والعرقية التابعة لها ، وتركز وسائل اعلام هذا المحور في تقاريرها اليومية على القصف الذي قامت به القوات الحكومية وحليفها الروسي على الجماعات الايدلوجية المسلحة والتي تعمل قنوات هذا المحور على الرفع من بورصة ووتيرة " الضحايا المدنيين " و" والمهجرين " فيه بشكل غير مسبوق وعلى غير عادتها في الفترة الماضية على الأقل ومحاولة المتاجرة بملف النازحين والقتلى المدنين والأطفال والسبب في هذا التصيد يعود إلى :
1 – تصريح رجب طيب أردوغان الذي قال فيه أنه سيفتح ملف " ادلب " في برلين وهو لا يزمع الذهاب إلى هناك دون أن يمتلك ملفا ثقيلا وزخما إعلاميا مؤثرا لتحقيق نقاط على الحكومة السورية وحليفتها روسيا ويضمن له وضعا قويا على التفاوض وفرض وجهة النظر التركية الإخوانية لهذا الموضوع ، فهو يعرف جيدا كما الجميع أن روسيا ستحضر هذا المؤتمر وسيكون له دور كبير في النتائج التي سيخرج بها المؤتمر هذا أولا .
2 - أن طيب رجب أردوغان هو وجماعة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي يريدون من خلال هذه الحملة الاعلامية غير المسبوقة يريدون الضغط على الروس فيما يتعلق بالملف الليبي والدفع بهم للضغط على حليفهم المشير خليفة حفتر المعين من برلمان طبرق المعترف به دوليا للتنازل على الكثير من القضايا في المخرجات النهائية للمؤتمر هذا ثانيا .

والثاني ، أن تسخين جبهة " المعتقلين في سجون مصر " ضد حكومة عبد الفتاح السيسي في هذا الوقت بالذات من طرف الحلف المذكور آنفا هو لتحقيق هدفين :
الهدف الأول ، متوسط المدى فبعد ستة أيام بعد انعاد مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية ستمر الذكرى الثامنة لانطلاق ما يسمى بالثورة المصرية كان ذلك في 25 يناير 2011 والحديث عن ملف حقوق الإنسان وما تعلق بموضوع السجناء والمعتقلين في سجون مصر يتم تسخينه منذ مدة والتصعيد فيه من أجل دعم دعوة الفنان والمقاول الهارب إلى الخارج (اسبانيا) لتفجير ثورة ثانية ضد مصر ، فالحديث عن هذا الملف هو دعم معنوي قوي لتعبئة وشحن وحشد الناس للإطاحة بنظام حكم عبد الفتاح السيسي يوم 25 يناير 2020 وهو اليوم الذي يصادف الذكرى الثامنة لاندلاع ثورة الإخوان واليسار على النظام السابق لمحمد حسني مبارك .
والهدف الثاني، قريب المدى وهو ما تعلق بليبيا والدور المحور لمصر في هذا الملف ، فالجميع يعرف أن مصر تقف مع اتفاقية الأمن العربي المشترك وهي من هذا المنطلق تقف إلى جانب برلمان طبرق المعترف به دوليا وحكومته المنبثقة عنه في المنطقة الشرقية ومن جيش ليبيا الوطني الذي يتبع لهذا البرلمان والذي يقف على قيادته المشير خليفة حفتر، فالضغط على مصر في هذا الوقت بالذات سيحقق بعض التنازل من حليفها المشير حفتر لصالح إخوان ليبيا والتنظيم الدولي وتركيا أردوغان والدفع بحاكم ليبيا القوي للموافقة على مخرجات مؤتمر برلين يوم 19 جانفي 2019 بألمانيا مهما كانت نتائجه حتى لو كانت في غير صالح مصر وما تعلق بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، وحتى لو كانت النتائج المترتبة عن هذا المؤتمر الدولي تقلل من أهداف مصر التي تحاول ضمان حقوق الأمة العربية وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة .
لكن الشيء اللافت في الموضوع بعد التصعيد وتسخين الجبهتين : " ادلب " ضد حكومة سورية وحليفها الروسي و" ملف السجناء والمعتقلين في مصر " ضد حكومة مصر وحليفها المشير خليفة حفتر اعلاميا هو دخول المنظمات الدولية والمنظمات الحقوقية غير الحكومية الغربية على الخط بقوة مثل : منظمة العفو الدولية ومنظمة " هيومن رايتس وتش " ... فهل هذه المنظمات دولية وغير حكومية غربية هي جمعيات خيرية ..؟ وهل أصبحت منظمات تعنى بمظلومية العرب والمسلمين وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين ونحن لا ندري ؟ ودخول شخصيات غربية من الحزب الديمقراطي وغير ديمقراطي من المؤسسات الأمريكية على الخط هي الأخرى يمكن وضعه في الاطار نفسه ؟؟
فهل أصبح هؤلاء محامون يرافعون عن القضايا العربية والإسلامية ومدافعين عن حقوق الإنسان في " ادلب " وعن المصريين من جماعة الإخوان المسلمين ؟ وأنهم يقومون بذلك العمل من بواعث أخلاقية ووازع من ضمير ؟ لماذا لم نرهم يرافعون يوما عن الفلسطينيين وعن سكان غزة المحاصرين والذي يتعرضون لإبادة جماعية تجويعا وتقتيلا من طرف " الملائكة " الصهاينة إذن ؟؟؟
إن دخول هؤلاء الرهط الذي يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان ليذكرنا بأولئك الذين على شاكلتهم الذين تدخلوا بقوة إلى جانب معارضي نظام صدام حسين "الديكتاتوري" قبيل الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله وإسقاط نظامه الوطني القومي العروبي سنة 2003 ... وتنصيب عملائه ووكلائه من المرتزقة الذين كانوا يعيشون كمعارضة للنظام في بلاد الغرب على نفقات مخابرات " سي أي أي " و"أم أي 6" ...إلخ .
الجميع يتذكر كيف اصطفت كل قنوات العالم الغربي وأذنابها وما يسمى بالهيئات الدولية التي تتحكم فيها أمريكا والغرب تمويلا وتحتضن مقراتها على أراضيها ... وما يسمى بمنظمات غير حكومية الحقوقية الغربية ووسائل اعلام عربية وليدة ووقوفها إلى جانب المعارضة العراقية التي كانت تعيش في الدول الغربية ضد الرئيس الراحل للعراق " صدام حسين " وتسويق بضاعتها للرأي العام الدولي واختراقها للوعي العربي الوطني والقومي وتخريبه وأنه وعندما تم اسقاط نظام صدام حسين ... شاركت كل هذه المنظمات في الجرائم الانسانية والاجتماعية والتاريخية والثقافية التي لحقت بالعراق حضارة ودولة وشعبا ومؤسسات وشاركت في نهب وسرقة ثروات وأموال العراق وتغاضت عن جرائم مموليها في حق العراقيين ... وأنه بعد انتهاء مهمتها مع هؤلاء وفي هذا الموضوع ... نجد هذه الهيئات نفسها تدين اليوم حكومات العراق الطائفية القائمة على المحاصصة وتقف ضد هذه الطبقة السياسية العراقية الحاكمة الآن والتي وصلت إلى حكم العراق على ظهر دبابات الحاكم المدني الأمريكي " بول بريمر " وبدعم اعلامي من وسائل اعلام العرب والغرب وبتأييد من هذه المنظمات الإنسانية التي هي في الحقيقة محلات تجارية تبيع وتشتري في حقوق الإنسان للذي يدفع أكثر ... وسبب انقلاب هذه المنظمات اليوم هو أن أمريكا والغرب تتهم هذه الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 الحاكمة في بلاد الرافدين التي نهبت واستباحت سيادة العراق لصالح الغرب بالأمس هي اليوم حليفة لعدو إسرائيل الأول وللغرب ونعني بها ههنا جمهورية ايران ... بل هي عدو كبير لأمريكا بعد أن تغيرت استراتيجية أمريكا مع هذه الدولة لحسابات تتعلق بأمن وحماية الكيان الصهيوني فقط .
بقلم: الزمزوم .

[فاصلة]

جزاك الله خيرا على الطرح