معنى اسم الله تعالى الرب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنى اسم الله تعالى الرب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-01-11, 18:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 معنى اسم الله تعالى الرب

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.



روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.


اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية


معنى اسم الله : العزيز

معنى اسم الله تعالى. الحكيم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد"

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم"

معني اسم الله تعالى الكريم

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى

معنى اسم الله عز وجل المقيت

معنى اسم الله عز وجل القدوس

معنى اسم الله عز وجل الواسع

معنى اسم الله عز وجل الوكيل

معنى اسم الله عز وجل الشهيد

معنى اسم الله عز وجل الملك

معنى اسم الله تعالى الجبار

معنى اسم الله تعالى السلام

معنى اسم الله عز وجل المؤمن

معنى اسم الله تعالى المهيمن

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير

معنى اسم الله عز وجل الخالق

معني اسم الله تعالي البارئ

معني اسم الله عز وجل المصور

معنى اسم الله عز وجل الغفار

معني اسم الله تعالى القهار

معني اسم الله عز وجل الوهاب

معنى اسم الله تعالى الرزاق

معنى اسم الله تعالى الفتاح

معني اسم الله عز وجل العليم

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط

اسم الله تعالي المعز و المذل

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم

معني اسم الله عز وجل السميع

معني اسم الله عز وجل البصير

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم

هل العدل من أسماء االله تعالى

معني اسم الله تعالى اللطيف

معنى اسم الله تعالى الخبير

معنى اسم الله عز وجل الحليم

معنى اسم الله تعالى العظيم

معنى اسم الله تعالى الشكور

معني اسم الله تعالى الْعَلِيُّ

معني اسم الله تعالى الكبير و المتكبر

معنى اسم الله تعالى الحفيظ

معني اسم الله تعالى الحسيب

معني اسم الله تعالى الرقيب

معنى اسم الله تعالى المجيب

معني اسم الله تعالى الودود

معني اسم الله تعالى المجيد

معني اسم الله تعالى الحق

معني اسم الله تعالى القوي المتين

معني اسم الله تعالى الولي و المولى

معني اسم الله تعالى الحميد

معني اسم الله تعالى السيد

معني اسم الله تعالى المحصي

معني اسم الله تعالى الباعث

معني اسم الله تعالى المبدئ والمعيد

معني اسم الله تعالى الحيّ

معني اسم الله تعالى القيوم

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

معني اسم الله تعالى سُبُّوح قدُّوس





.








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-01-11, 18:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

معني اسم الله تعالى الرب

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ اللهِ (الرَّب)

أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 128).

الرَّبُّ فِي اللغةِ صِفةٌ مشبهَةٌ للموصوف بالرُّبُوبِيَّةِ

فعْله ربَّ يربُّ ربوبية

أو ربَّى يربِّي تربية.

والربُّ هو الذي يُربي غيرَه

ويُنشئه شيئًا فشيئًا.

ويُطْلَقُ على المالِك والسَّيِّد والمدَّبِّرِ والمُرَبِّي والقيِّم والمُنْعِم.

ولا يُطْلَقُ غيرَ مُضافٍ إلا على اللهِ تعالى

وإذا أُطلقَ على غيرِه أُضِيفَ

كربِّ الإبل ورَبِّ الدارِ؛ أي: مالكها

ويُطلق أيضًا على السّيدِ المطاعِ

ومنه قولُه تعالى: ﴿ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]

أي: سيدَهُ المطاعَ

ويطلق الربُّ أيضًا على المعبودِ

ومنه قولُ الشاعر:

أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانِ بِرَأْسِهِ
لقد ذَلَّ من بالتْ عليهِ الثَّعَالِبُ

فوصْفُ الرَّبِّ مِن الناحية اللغوية يكُون لمن أنشَأ الشَّيْءَ حالًا فحالًا إلى حَدِّ التمامِ

أو قام على إصلاحِ شؤونِه وتولَّي أمرَهِ بانتظامٍ


انظر بتصرُّف:

مفردات ألفاظ القرآن (ص: 336)

والنهاية في غريب الحديث (2/ 179


والرَّبُّ سبحانه وتعالى هو المتكفِّلُ بخلْقِ الموجوداتِ وإنشائِها

والقائمُ على هدايتِها وإصلاحِها

وهو الذي نظَّمَ معيشتَها ودبَّر أمْرَهَا

ودليلُ هذا المعنى ما ورد في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ

وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]

فالربُّ سبحانه هو المتكفِّل بالخلائق أجمعين إيجادًا وإمدادًا ورعايةً وقيامًا على كلِّ نفسٍ بما كسبَتْ.

قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [الرعد: 33].

وحقيقةُ معنى الربوبية في القرآن تقوم على رُكْنَين اثنين وَرَدَا في آياتٍ كثيرة:

أحدُهما: إفرادُ اللهِ بالخلْقِ.

والثاني: إفرادُه بالأَمْرِ وتدبير ما خلقَ.

كما قال تعالى عن موسى؛ وهو يُبين حقيقةَ الربوبية لفرعونَ لما سأله: ﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 49، 50]

فأجاب فرعونَ عن الربوبية بحصْرِ معانيها فِي معنيَين جامِعَين

الأول: إفرادُ الله بتخليقِ الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم حيث أعطى كلَّ شيءٍ خلْقَهُ وكمالَ وجودِهِ

والثاني: إفرادُ اللهِ بتدبيرِ الأمْرِ في خلْقِهِ كهِدايتِهم

والقيام على شؤونِهم

وتصريفِ أحوالهم

والعنايةِ بهم

فهو سبحانه الذي تَوكَّل بالخلائق أجمعين

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62


انظر في المعنى القرآنيَّ للرَّبِّ والرُّبوبية: المختصر المفيد في أنواع التوحيد للمؤلف (ص: 88 - 116)

قال اللهُ عز وجل: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

وعن العباسِ رضي الله عنه؛ أنه سَمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِي بِاللِه رَبًّا، وَبِالإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا"


أخرجه مسلم (34) في الإيمان

باب: الدليل على أنَّ مَن رضي بالله ربًّا

وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا فهو مؤمن

وإنِ ارتكبَ المعاصيَ والكبائر.


قال الحليميُّ

فِي معنى الربِّ:

"هو المُبْلِغُ كلَّ ما أبدعَ حدَّ كمالِهِ الذي قدَّرَ له.

فهو يسلُّ النطفةَ من الصُّلبِ ثم يجعلُها علقةً

ثم العلقةَ مُضغةً، ثم يخلق المُضْغَةَ عظامًا

ثم يكسو العَظمَ لحمًا، ثم يخلقُ الرُّوحَ فِي البدَنِ

ويخرجُه خلقًا آخر

وهو صغيرٌ ضعيفٌ

فلا يزال يُنميه ويُنشيه حتى يجعلَهُ رجلًا

ويكونُ فِي بدءِ أمرِهِ شابًّا

ثم يجعلهُ كهلًا

ثم شيخًا وهكذا كلُّ شيءٍ خلقَهُ

فهو القائِمُ عليه

والمُبلِغُ إياه الحدَّ الذي وضَعَه له

وجعله نهايةً ومقدارًا له.

وقال أبو سليمان

فيما أُخبرتُ عنه: قد رَوَى غيرُ واحدٍ من أهلِ التَّفْسيرِ فِي قوله جل وعلا: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]

إِنَّ معنى الرَّبِّ السَّيِّدُ

وهذا يستقيمُ إذا جعلنا العالمين معناه المميّزون دون الجمادِ

لأنه لا يصحُّ أن يُقالَ: سَيّدُ الشجرِ والجبالِ ونحوِها. كما يُقال: سَيِّدُ النَّاسِ

ومِنْ هذا قولُه: ﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ﴾ [يوسف: 50]

أي: إلى سيدك.

وقيل: إِنَّ الرَّبَّ المالِكُ

وعلى هذا تستقيُم الإضافةُ إلى العمومِ

وذَهَبَ كثيرٌ منهم إلى أَنَّ اسم العالَم يقع على جميع المكوناتِ

واحتجّوا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ﴾ [الشعراء: 23، 24]


الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 73 - 74).

والرَّبُّ: المُصلِحُ والجابِرُ والمدَبِّرُ والقائِمُ.

قال الهَرَويُّ وغيرُه:

ويقال لمن قام بمصالح شيءٍ وإتمامِهِ: قد رَبَّه يربُّه فهو رَبٌّ

ومنه سُمِّي الرَّبَّانيُّون لقيامهم بالكتُبِ وإصلاح الناس بها

ومنه الحديث "هَلْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُرَبُّهَا عَلَيْهِ"

أي تقومُ بها. ومنه قول النابغة:

وَرَبَّ عَلَيْــهِ اللهُ أَحْسَنَ صُنْعِهِ
وَكَانَ لَهُ خَيْرُ البَرِيَّـةِ ناصرًا

ورببْتُ الأديمَ: دهنتُه بالرُّبِّ قال:

فَإِنْ كُنْتِ مِنِّى أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي
فَكُونِي لَهُ كَالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأدمُ

وهو يرجعُ إلى معـنى الإصـلاح يُقال: رببتُ الزق بالـرُبِّ

والـربُّ السلافُ الخـائر مِن كـلِّ الثمـار

ويُقـال مِـن ذلك (رببت الزقَّ) بالقـير إذا أصلحْته.

والرَّبُّ المعبودُ يدل عليه حديثُ عذابِ القبرِ

يقال له: "مَنْ ربُّك"؛ المرادُ: مَنْ معبودُك.

فالله سبحانه رَبُّ الأربابِ ومعبودُ العُبَّادِ

يَمْلكُ المالكَ والمَمْلوكَ وجميعَ العبادِ.

وهو خالقُ ذلك ورازقُه

وكلُّ ربٍّ سواهُ غيرُ خالقٍ ولا رازقٍ.

وكلُّ مخلوقٍ فمُملَّكٌ بعد أَنْ لم يكُنْ

ومنتَزعٌ ذلك مِن يدِهِ

وإنَّما يَملِكُ شيئًا دونَ شيءٍ

وصِفةُ اللهِ تعالى مخالِفَةٌ لهذا المعنى

فهذا الفرقُ بين صفاتِ الخالقِ والمخلوقين.

فأما قولُ فرعونَ - لعنهُ اللهُ - إذ قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]، فإنه أراد أن يَستبدَّ بالرُّبوبيَّةِ العاليةِ على قومِهِ، ويكُونَ ربَّ الأربابِ، فيُنازِع اللهَ في ربُوبيَّته ومُلكِهِ الأعلى:

﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ﴾ [النازعات: 25].

وقد قِيلَ: إِنَّ الربَّ مُشْتَقٌّ مِن التربيةِ

فالله سبحانه مُدبِّرٌ لخلقِهِ ومُربِّيهم ومصلِحُهُم وجابِرُهم

القائِمُ بأمورِهم

قيومُ الدُّنيا والآخرةِ

كلُّ شَيءٍ خَلْقُه

وكلُّ مذكورٍ سِواه عَبْدُه

وهو سبحانه رَبُّه

لا يصلحُ إلا بتدبيرِهِ

ولا يقـومُ إلا بأمـرِهِ

ولا يربُّه سِـوَاه

ومـِن هـذا المعـنى قـوله تعـالى: ﴿ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ [النساء: 23]

فسَمَّى وَلدَ الزَّوجةِ ربيبةً لتربيةِ الزوجِ لها

فعلى أَنَّه مُدَبِّرٌ لخلقِهِ ومربيهم ومُصلحُهم وجابرُهُم يكُون صِفة فعْلٍ

وعلى أن الربَّ المالكُ والسَّيِّدُ يكونُ صِفةَ ذاتٍ.

فيجبُ على كلِّ مكلَّفٍ أَنْ يَعلَمَ أَنْ لا رَبَّ له على الحقيقةِ إلا اللهُ وَحْدَهُ

وأَنْ يُحسِنَ تربيةَ مَنْ جُعِلَتْ تربيتُه إليه

فيقومَ بأمرِهِ ومَصالحِهِ كما قام الحقُّ به

فيُرَقِّيهُ شيئًا شيئًا

وطورًا طورًا

ويحفظهُ ما استطاعَ جُهْدَهُ كما حَفِظَهُ اللهُ.

قال ابن عباس وسُئل عن الرَّبَّانيِّ؟

فقال: "هو الذي يُعلمُ الناسَ بصِغارِ الأَمْرِ قَبْلَ كبارِه".

فالعبدُ يتضرَّعُ إلى اللهِ العظيمِ

فيقول: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ﴾ [القصص: 16].

ولا يتحلَّى به

ولا يَصِفُ نفسَه به

فقد صَحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلَا يَقُلِ المَمْلُوكُ: رَبِّي وَرَبَّتِي، وَلْيَقُلِ المَالِكُ: فَتَاتِي وَفَتَايَ، وَلْيَقُلِ المَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي؛ أَنْتُمُ المُمَلَّكُونَ وَالرَّبُّ الُله"


صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد (210)

وأبو داود (4975) في الأدب

باب: لا يقول المملوك: (ربِّي) و (ربك)

وأحمد في مسنده (2/ 423)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو في الصحيحين بلفظٍ قريبٍ منه،

وقال الألباني في صحيح سُنن أبي داود: صحيح.


ذكرَهُ ابنُ العربي

الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (1/ 396).

وقال ابنُ الأنباري

هو الإمام الحافظ اللغوي ذو الفنون، أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن الأنباري، المقرئ النحوي.

قال الخطيب: كان ابنُ الأنباري صدوقًا دَيِّنًا مِن أهل السُّنَّةِ.

قال الذهبي: له كتاب الوقْف والابتداء، وكتاب المُشْكِل، و غريب الحديث النبوي، وغيرها

تاريخ بغداد (3/ 181 - 186)

السير (15/ 274).


"الرَّبُّ ينقسِمُ على ثلاثةِ أَقْسام

النهج الأسمى (1/ 410 - 418).

يكونُ الرَّبُّ المالِكَ

ويكونُ الربُّ السِّيدَ المُطاعَ

قال الله تعالى: ﴿ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 41]

أي: سَيِّدَهُ.

ويكون الربُّ المُصلِحَ،

ربَّ الشيءَ إذا أصلحَه"


اللسان (3/ 1547)

وقد ذكر الطبري هذه الوجوهَ الثلاثةَ في تفسيره (1/ 47 - 48)

والزجاجي (ص: 32)

والخطابي في شأن الدعاء (ص: 99 - 100)

والقرطبي في الأسنى (ورقة 370 ب، 371 أ)

وزاد معنى رابعًا وهو: المعبود.


وقال الراغبُ:

"الربُّ في الأصلِ التربيةُ

وهو إنشاءُ الشَّيءِ حالًا فحالًا إلى حدِّ التَّمامِ"


المفردات (ص: 184).









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-11, 18:36   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

وُرُودُه فِي القرآنِ الكريمِ:

وَرَدَ هذا الاسمُ في القرآنِ مَرَّاتٍ كثيرةً جدًّا، أما عن ورُودِهِ مفردًا فقد وَرَدَ في إحدى وخمسينَ ومائةِ مَرَّةً، منها:

قولهُ تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

وقولهُ: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131].

وقولهُ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

وقولهُ: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 164].

وقولهُ: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

وقولهُ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [الدخان: 8].

وقال: ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴾ [الرحمن: 17].

وقال: ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29].

وغيرها من الآيات الكثيرة.


المَعْنَى فِي حَقِّ الله تَعَالَى:

قال الطبريُّ

بعد ذكرِهِ للوجوهِ الثلاثةِ التي تقدَّمَتْ في معنى الرَّبِّ:

"وقد يتصرَّفُ أيضًا معنى الربِّ في وجوهٍ غيرِ ذلك

غيرَ أَنَّها تعُودُ إلى بعضِ هذه الوجوهِ الثلاثةِ

فربُّنا جلَّ ثناؤُه السَّيِّدُ الذي لا شِبْهَ له ولا مِثْلَ في سُؤْددِهِ

والمصْلحُ في أمْرِ خلْقِهِ بِما أسبغَ عليهم مِنْ نِعَمِهِ

والمالِكُ الذي له الخلْقُ والأمْرُ"


جامع البيان (1/ 48).

قال ابنُ الأثير:

"الرَّبُّ يُطْلَقُ في اللُّغةِ على المالكِ والسَّيِّدِ والمدَبِّرِ والمُرَبِّي والقيِّم والمُنْعِمِ.

ولا يُطلقُ غيرَ مضافٍ إلا على اللهِ تعالى

وإذا أُطْلِقَ على غيرِهِ أُضيفَ

فيقال: رَبُّ كذا"


النهاية (1/ 179).

قال ابنُ كثيرٍ:

"والرَّبُّ هو المالِكُ المتصرِّفُ

ويُطلقُ فِي اللُّغةِ على السَّيِّدِ وعلى المتصرِّفِ للإصْلاحِ

وكلُّ ذلك صحيحٌ في حقِّ اللهِ تعالى.

ولا يُستعملُ الربُّ لغيرِ اللهِ

بل بالإضافةِ

تقولُ: رَبُّ الدارِ، رَبُّ كذا

وأما الربُّ فلا يُقال إلا للهِ عز وجل"


التفسير (1/ 23)

وانظر: البغوي (1/ 21)

والاعتقاد للبيهقي (ص: 67)

وفتح القدير للشوكاني (1/ 21).


وقال عبد الرحمن السعدي:

"(الربُّ) هو المُرَبِّي جميع عباده بالتدبيرِ وأصنافِ النِّعَمِ.

وأَخَصُّ مِن هذا: تربيتُه لأصْفيائِهِ بإصْلاحِ قلوبِهم وأرواحِهم وأخلاقِهم

ولهذا كَثُر دعاؤهم له بهذا الاسمِ الجليلِ

لأنهم يَطلبون منه هذه التربيةَ الخاصَّةَ"


تيسير الكريم الرحمن (5/ 298).


وهذا واضح وجلي فيما ذكره الله

– عز وجل –

في كتابه الكريم عن أنبيائه

– عليهم الصلاة والسلام

وأوليائه الصالحين حيث صدروا دعاءهم بهذا الاسم الكريم ومن ذلك.

- دعاء الأبوين – عليهما السلام –

بقولهما: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23].

- دعاء نوح – عليه الصلاة والسلام –

بقوله: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ... الآية [نوح: 28]

وقوله: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي [هود: 54].

ودعاء موسى – عليه الصلاة والسلام –

بقوله: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ [الأعراف: 151]

وقوله: رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ الأعراف: 155[.]

- ودعاء يوسف عليه الصلاة والسلام:

رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف: 33]

وقوله: رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ... الآية [يوسف: 101].

- ودعاء زكريا عليه الصلاة والسلام:

رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً [آل عمران: 38].

- ودعاء أيوب عليه الصلاة والسلام:

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي [ص: 35].

ودعاء امرأة عمران في قولها:

رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا... الآية [آل عمران: 35].

- ودعاء عباد الله الصالحين في قولهم:

رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران: 193-194]

وقولهم: رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [الفرقان: 65].

- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الله كثيراً باسم (الرب)، ويمجده ويعظمه به

فمن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((ألا أدلك على سيد الاستغفار، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت...))


رواه البخاري (6306).

من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه.


وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه

يقول: ((اللهم رب السماوات، ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن...))


رواه مسلم (1035).

وكان إذا افتتح صلاته من الليل

قال: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض...))


رواه مسلم (770).

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب

بقوله: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم))


رواه البخاري (6345)، ومسلم (2730).


والنصوص الواردة في ذلك كثيرة.

وهذا يدل على اختصاص هذا الاسم بمعان عظيمة كريمة يتضمنها هذا الاسم الكريم أو يستلزمها.









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-11, 18:37   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

ثمراتُ الإيمان بهذا الاسمِ:

1- إِنَّ اللهَ سُبحانه هو الربُّ على الحقيقةِ

فلا رَبَّ على الحقيقةِ سِواهُ وهو ربُّ الأربابِ ومالكُ المُلكِ

ومَلِكُ الملوكِ سبحانه وتعالى.

قال القرطبيُّ:

"فالله سبحانه ربُّ الأربابِ

ومعبودُ العُبَّادِ

يَمْلكُ الممالِكَ والملوكَ


في الكتاب الأسنى: المملوك، ولعل الصواب ما أثبتناه.

وجميعَ العبادِ

وهو خالقُ ذلك ورازِقُهُ

وكلُّ ربٍّ سواه غيرُ خالقٍ ولا رازقٍ

وكلُّ مخلوقٍ فَمُمَلَّكٌ بعد أَنْ لم يَكُنْ

ومُنتَزَعٌ ذلك مِن يدِهِ

وإنما يملكُ شيئًا دون شيءٍ.

وصفةُ اللهِ مخالفةٌ لهذا المعنى

فهذا الفرقُ بين صفاتِ الخلْقِ والمخلوقين.

فأما قولُ فرعونَ لعَنَهُ اللهُ إِذْ قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [النازعات: 24]

فإِنَّه أرادَ أن يَستبدَّ بالربُوبيةِ العاليةِ على قومِهِ،

ويكونَ ربَّ الأرباب فيُنازِع اللهَ في ربوبيتِهِ ومُلكِهِ الأعلى ﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ﴾ [النازعات: 25].

وقد قِيلَ إنَّ الربَّ مُشتقٌّ مِنَ التربيةِ

فاللهُ سُبحانَهُ مدبِّرٌ لخلقِهِ ومُربِّيهم ومُصلحُهم وجابرُهُم والقائِمُ بأمورِهم

قيُّومُ الدُّنيا والآخرةِ، كلُّ شيءٍ خَلْقُه

وكلُّ مذكورٍ سِوَاه عبدُهُ وهو رَبُّه

لا يصلحُ إلا بتدبيرِه

ولا يقومُ إلا بأمْرِهِ، ولا يَرُبُّه سِواهُ.

ومنه قولُه تعالى: ﴿ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ﴾ [النساء: 23]

فَسَمَّى ولدَ الزَّوجةِ ربيبةً لتربيةِ الزَّوجِ لها.

فعلى أَنَّه مدبرٌ لخلقِهِ ومُربِّيهم ومُصلِحُهُم وجابرُهم يكونُ صفةَ فعلٍ

وعلى أَنَّ الربَّ المالكُ والسيدُ يكون صفةَ ذاتٍ" اهـ


الكتاب الأسنى (ورقة 371 أ – ب).

ويُبيِّنُ الحليميُّ

أن اللهَ سُبحانه يَرْعى العبادَ ويربيهم في أحوالِهم وأطوارهم المختلفةِ

فيقولُ: "(الربُّ) وهو المُبَلِّغُ كلَّ ما أبدعَ حدَّ كمالِهِ الذي قَدَّرَهُ له.

وهو يَسُلُّ النُّطفةَ من الصُّلبِ ويجعلُها علقةً

والعلقةَ مُضْغةً

ثم يجعلُ المُضْغَةَ عِظامًا

ثم يكسو العظامَ لحمًا

ثم يخلُق في البَدَنِ الرُّوحَ

ويخرجُهُ خَلقًا آخَرَ

وهو صَغِيرٌ ضَعِيفٌ، فلا يزال يُنميه ويُنشِئُه حتى يجعلَه رَجُلًا

ويكونُ في بدءِ أمرِهِ شابًّا ثم يجعلُه كهلًا ثُمَّ شيخًا. وهكذا كلُّ شيءٍ خلَقَهُ فهو القائِمُ عليه به

والمُبلغُ إيّاهُ الحدَّ الذي وصَفَهُ وجعلَهُ نهايةً ومقدارًا له"


المنهاج في شعب الإيمان (1/ 205)

وقد ذكره في الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه

وكذا البيهقي في الأسماء (ص: 94).


2- فمَنْ عَرَفَ ذلك لم يَطلبْ غَيرَ اللهِ تعالى له ربًّا وإلهًا

بل رَضِيَ به سبحانه وتعالى ربًّا

ومَنْ كانت هذه صِفَتَهُ ذاق طعمَ الإيمانِ وحلاوتَهُ

كما قال صلى الله عليه وسلم: "ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمدٍ رسولًا"


رواه أحمد (1/ 208)

ومسلم (1/ 62)

والترمذي (5/ 14)

عن العباس بن عبد المطَّلب.


قال القاضي عياضٌ رحمه الله:

"معنى الحديثِ: صَحَّ إيمانُه

واطْمَأنَّتْ به نفسُه

وخامَر باطِنَهُ

لأنَّ رضاه بالمذكوراتِ دليلٌ لثبوتِ معرفَتِهِ

ونفاذِ بصيرتِهِ

ومخالَطَةِ بشاشتِهِ قلبَهُ

لأنَّ مَنْ رَضِيَ أمْرًا سَهُلَ عليه

فكذا المؤمنُ إذا دَخَلَ قلبَهُ الإيمانُ سَهُلَ عليه طاعاتُ اللهِ تعالى

ولذَّتْ له، واللهُ أعلم"


شرح مسلم للنووي (2/ 2).

3- وقد تكلَّم العلَّامةُ ابنُ القَيِّمِ عن ارتباطِ اسم (الربِّ) باسمِ (اللهِ) و (الرحمن) كلامًا جيدًا حيثُ يقولُ:

"وتأمَّلْ ارتباطَ الخَلْقِ والأمْرِ بهذه الأسماءِ الثلاثةِ

وهي (الله، والربُّ، والرَّحمنُ)

كيف نشأ عنها الخلْقُ

والأمرُ، والثوابُ والعِقَابُ؟

وكيف جَمَعتِ الخلْقَ وفرقتْهُم؟

فلها الجمْعُ، ولها الفَرْقُ.

فاسمُ (الربِّ) له الجمْعُ الجامعُ لجميعِ المخلوقاتِ. فهو ربُّ كلِّ شَيءٍ وخالِقُه

والقادِرُ عليه لا يخرجُ شيءٌ عن ربوبيتِهِ

وكلُّ مَنْ فِي السماواتِ والأرضِ عَبْدٌ له فِي قبضتِهِ

وتحتَ قَهْرِهِ

فاجتمعوا بصفةِ الربوبيةِ

وافترقوا بصفةِ الإلهيَّةِ

فَأَلَّهَهُ وَحْدَهُ السُّعداءُ

وأقرُّوا له طوعًا بأَنَّه اللهُ الذي لا إلَهَ إلا هو، الذي لا تنبغي العبادةُ

والتَّوكُّلُ، والرَّجاءُ، والخوف، والحبُّ، والإنابة، والإخْبَات، والخشية، والتذلُّل، والخضوع له.

وهُنا افترقَ الناسُ، وصاروا فريقين: فريقًا مشرِكين في السَّعيرِ،

فريقًا موحِّدينَ فِي الجَنَّةِ.

فالإِلهيَّةُ هي التي فَرَّقَتْهُم

كما أَنَّ الرُّبوبيةَ هي التي جمعَتْهُمْ.

فالدِّينُ والشَّرعُ، والأَمرُ والنَّهيُ - مَظهرُه وقيامُه - مِن صِفَةِ الإِلهيَّةِ

والخَلْقُ والإيجادُ والتدبيرُ والفعلُ مِن صِفةِ الربوبيَّةِ

والجزاءُ بالثوابِ والعقابِ والجَنَّةِ والنَّارِ مِن صِفةِ المُلكِ

وهو مَلكُ يومِ الدِّينِ.

فأمَرهُمْ بإلهيتِهِ

وأعانَهُمْ ووفَّقَهُم وهَداهم وأضلَّهم بربوبيتِهِ.

وأَثابَهم وعاقَبَهُمْ بمُلْكِهِ وعَدْلِهِ. وكلُّ واحدةٍ من هذه الأمورِ لا تَنْفكُّ عَنِ الأخرى.

وأما الرَّحمةُ: فهي التعلُّقُ

والسَّببُ الذي بَيْنَ اللهِ وبَيْنَ عبادِهِ.

فالتأليهُ منهم له

والرّبوبيةُ منه لهم

والرَّحمةُ سَبَبٌ واصلٌ بينه وبَيْنَ عبادِهِ

بها أرسلَ إليهم رُسُلَهُ

وأنزلَ عليهم كُتُبَهُ

وبها هَداهم، وبها أسكنَهم دارَ ثوابِهِ

وبها رَزَقَهم وعافاهم وأَنْعَمَ عليهم

فبيْنهم وبيْنَهُ سَببُ العُبوديةِ

وبيْنَهُ وبيْنهم سَببُ الرَّحمةِ.

واقترانُ ربوبيتهِ برَحْمتِهِ كاقترانِ استوائِه على عرشِهِ برحمتِهِ.

فـ ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]،

مطابقٌ لقوله: ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 2، 3]

فإِنَّ شُمولَ الرُّبوبيَّةِ وسَعتَها بحيثُ لا يخرجُ شيءٌ عنها أقصى شمولٍ الرَّحمةِ وسَعتَها

فوَسِعَ كلَّ شيءٍ برحْمَتِه وربوبيتهِ

مع أَنَّ في كونِهِ ربًّا للعالمين ما يدلُّ على عُلُوِّهِ على خلْقِهِ

وكونهِ فوق كلِّ شيءٍ

كما يأتي بيانُه إِنْ شاءَ اللهُ" اهـ


مدارج السالكين (1/ 34 - 35).

4- قال القرطبيُّ رحمه الله:

"فيجبُ على كلِّ مُكلَّفٍ أَنْ يَعلمَ أَنْ لا ربَّ له على الحقيقةِ إلا اللهُ وَحْدَهُ

وأَنْ يُحسِنَ تربيةَ مَنْ جُعلتْ تربيتهُ إليهِ

فيقُومُ بأمرِهِ ومَصالحِهِ كما قامَ الحقُّ فَيُرَقِّيَه شيئًا شيئًا

وطورًا طورًا، ويحفظُه ما استطاع جُهْدَه

كما حفظه الله.

فالعالِمُ الرَّبانيُّ هو الذي يُحقِّقُ عِلْمَ الرُّبوبيةِ وربَّى النَّاسَ بالعلمِ على مقدارِ ما يحتمِلُوه

فبذَلَ لخواصِّهم جوهَرَهُ ومكنونَهُ

وبذل لعوامِّهم ما ينالون به فَضْلَ اللهِ ويُدركونه" اهـ[


الكتاب الأسنى (ورقة 371 ب).


5 وقد نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم العبدَ أن يقولَ لسَيِّدِهِ (رَبّي)

فقال: "لا يَقُلْ أحدُكم: أطعِمْ ربَّك، وَضِّئْ ربَّك، ولْيَقُلْ: سَيِّدِي مَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي"


رواه البخاري (5/ 177)

ومسلم (4/ 1765)

عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ به.


قال الحافظ ابنُ حَجرٍ:

"وفيه نهيُ العبدِ أن يقول لسيِّدِهِ ربِّي

وكذلك نهيُ غيرِهِ فلا يقولُ له أحدٌ ربّك

ويدخلُ في ذلك أَنْ يقولَ السَّيِّدُ ذلك عن نفسِهِ

فإِنَّهُ قد يقولُ لعبدهِ اسقِ ربَّك

فيضعُ الظاهرَ مَوْضِعَ الضميرِ على سبيلِ التعظيمِ لنفسِهِ.

والسَّببُ في النهيِ أَنْ حقيقةَ الرُّبوبيَّةِ للهِ تعالى

لأَنَّ الربَّ هو المالِكُ القائِمُ بالشَّيءِ

فلا تُوجَدُ حقيقةُ ذلك إلا للهِ تعالى

قال الخطابيُّ

: سَبَبُ المنعِ أَنَّ الإنسانَ مربوبٌ مُتَعَبَّدٌ بإخلاصِ التوحيدِ للهِ

وتَرْكِ الإشراكِ معه

فكُرِهَ له المضاهاةَ في الاسمِ لئلا يَدخلَ في معنى الشّركِ

ولا فرْقَ في ذلك بين الحُرِّ والعبدِ، فأما ما لا تَعَبُّدَ عليه مِن سائرِ الحيوانات والجماداتِ فلا يُكرَهُ إطلاقُ ذلك عليه عند الإضافة كقوله: رَبُّ الدَّارِ، ورَبُّ الثوبِ.

قال ابنُ بطالٍ:

لا يجوزُ أَنْ يُقالَ لأحدٍ غيرِ اللِه: ربٌّ، كما لا يجوزُ أَنْ يُقالَ له: إِلهٌ".

وتَعقَّبَهُ الحافظُ بقولِهِ: "والذي يختصُّ باللهِ تعالى إطلاقُ الرَّبِّ بلا إِضافةٍ، أما مع الإضافةِ فيجوزُ إطلاقُهُ كما في قولِهِ تعالى حكايةً عن يُوسفَ: ﴿ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ ﴾ [يوسف: 42].

وقوله: ﴿ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ ﴾ [يوسف: 50].

وقوله عليه الصلاةُ والسلامُ في أشراطِ السَّاعةِ: "أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا"؛

فدلَّ على أَنَّ النهيَ في ذلك محمولٌ على الإطلاقِ

ويُحتملُ أَنْ يكونَ النهيُ للتنزيهِ

وما وَرَدَ مِن ذلك فلِبَيانِ الجوازِ.

وقِيْلَ هو مخصوصٌ بغيرِ النبي صلى الله عليه وسلم

ولا يَردُّ ما في القرآنِ

أو المرادُ النهيُ عن الإكْثارِ مِنْ ذلك

واتخاذِ استعمالِ هذه اللفظةِ عادةً

وليس المرادُ النهيَ عن ذِكْرِها في الجُمْلةِ" اهـ


الفتح (5/ 179).

قلتُ: وتَرْكُ استعمالِ هذه الكلمةِ لِوُرُودِ النهيِ عنها أَسْلَمُ وأَحْوَطُ،

واللهُ أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2020-01-15, 10:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
aza5978
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc