العبادة الغائبة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العبادة الغائبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-06, 22:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aamifi
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي العبادة الغائبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




العبادة الغائبة


خالد بن عبد الله المصلح



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



بعث الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة، بشيرًا ونذيرًا، بعثه الله تعالى ليخرج الناس من الظلم ات إلى النور ***64831;رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً***64830;(الطلاق : من الآية11).

ولا غرو أن من أهم ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إصلاح الأخلاق وتكميل مكارم الخصال، روى الإمام أحمد (8939) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) وفي رواية عند الحاكم (4221) قال(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )).

فإصلاح الأخلاق من أبرز ما دعا إليه النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يدرك ذلك كل من عرف دعوته، فهو من العناوين الكبر ى في دعوة الإسلام، روى البخاري في صحيحه (3861) أن أبا ذر قبل إسلامه بعث أخاه ليستعلم له خبر النبي صلى الله عليه وسلم، وينظر ما الذي جاء به محمد؟ فرجع بخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((رأيته يأمر بمكارم الأخلاق )).

إن الإسلام بعقائده وأحكامه جاء لينقل البشر في خطوات فسيحة، وقفزات كبيرة من الرذائل بأصنافها إلى الفضائل بأنواعها، فمحاسن الأخلاق ليست من نوافل القربات، بل هي من أصول الطاعات، فهي تتبوأ منزلة عليا في طريق السير إلى الله، روىالبخاري (6035) ومسلم (2321) من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا)) فبقدر ما معك من الأخلاق الكريمة بقدر ما يعلو نصيبك من التدين الصحيح، فالدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين(1). يشهد لذلك ما رواه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً))، قال الفضيل رحمه الله: من ساء خلقه ساء دينه.

فدين المرء منقوص حتى يكمل محاسن الأخلاق ، ويستقيم مع الخَلْقِ في معاملته، فيبذل الخير لهم ويكف الشر عنهم، ويسارع إليهم في الإحسان. وتأكيد النبي صلى الله عليه وسلم ارتباط حسن الخلق بكمال التدين الصادق جاءت به أحاديث كثيرة، منها مارواه أحمد (7879) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)) فمن كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم، فسيكون ذلك من عادته في نعمة الله تعالى وشكره، فلا عجب أن يدرك المؤمن بحسن خلقه درجة الصائم القائم، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، وقد قال الشاعر:

ولو أني خُيِّرت كل فضيلة ما اخترت غير مكارم الأخلاق

إن جمال محاسن الأخلاق وبهاءها لا يقتصر على تعدادها وذكر فضائلها والإشادة بها، وبأهلها، بل الجمال الحقيقي لمكارم الخلاق هو في العمل بها، وترجمتها واقعًا حياً في أخلاق الناس وعلاقاتهم.

كثر هم أولئك الذين يطربون لمحاسن الأخلاق ، فيعجبهم الكرم، ويأسرهم الجود، ويمتدحون الصبر والحلم، والرفق والأناة، والشجاعة والنجدة، وحسن الجوار وصلة الأرحام، والوفاء بالوعد والصدق في الحديث،وغير ذلك من خصال البر وطيب السجايا، لكن ما أكثر من يقتصر حظه من هذه الأخلاق على الإعجاب بها والإطراء لها.

ما أعلم الناس أن الجود مكسبة للحمد لكنه يأتي على النشب

فكم نسمع من مدح للجود باللسان وإيثار الشح بالفعل، وتمجيد الكرم بالقول ومفارقته بالعمل، وإطراء سائر مكارم الخلال ومحاسن الخصال وتعطيل ذلك في الفعال.

وصدق القائل: الجود يفقر والإقدام قتال.

إننا ندعو إلى أن نترجم حسن الخلق في واقع أعمالنا، وأن نغالب أنفسنا على التخلق بالمكارم وتخطي العوائق، وهذا يتطلب منا مراجعة فاحصة لسلوكنا، وعيناً باصرة في معاملاتنا، واجتهاداً متواصلاً تقويماً وتصحيحاً، وعملاً دائباً لإدراك المحاسن وإحياء المكارم.

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل.

إننا نشاهد في حياتنا اليومية من أنفسنا وممن حولنا مخالفات كثيرة، وانتهاكات عديدة لطيب الأخلاق وكريم الخصال، وإنني أزعم جازماً أن أكثر تلك الانتهاكات ليست عن جهل بالفضائل وعدم علم بالمكارم؛ لكنه التواني عن العمل بها، والفشل في حمل النفوس عليها.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-11-07, 00:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المولع بابنته
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على الموضوع، فعلا إن مكارم الأخلاق من أهم الأمور التي دعا إليها ديننا الحنيف، وهذا مما نكاد نفتقده في أيامنا هذه. وإن سمحت أثري موضوعك بذكر أحاديث صحح بعضها الشيخ الأباني رحمه الله :

روى أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". وصححه الألباني.
ونحوه حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المسلم المسدَّد، ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله -عز وجل-؛ لكرم ضريبته وحسن خلقه" رواه أحمد، وصححه الألباني. وضريبته: أي طبيعته وسجيته، كما في (النهاية).
وعن أنس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل جهنم وهو عابد. رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وقال: إسناده حسن. اهـ. وقال العراقي في تخريج الإحياء: أخرجه الطبراني، والخرائطي في مكارم الأخلاق، وأبو الشيخ في كتاب مكارم الأخلاق، وأبو الشيخ في كتاب طبقات الأصبهانيين، من حديث أنس بإسناد جيد. اهـ.

وهذا التخريج مقتبس من موقع إسلام ويب.










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-07, 18:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
boumediene22
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

والله موضوع رائع جدا










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-08, 22:30   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الغائبة, العبادة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc