أبناء وبنات ........... - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أبناء وبنات ...........

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-05, 22:45   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي المصروف وأثره في تربية الطفل

المصروف وأثره في تربية الطفل


من حق الطفل أن يحصل من والديه، أو ممن يعوله على مصروف مناسب، لمن هم في مثل سنه، والطفل الذي لا يعطى مصروفا، أو يعطى مصروفا أقل بكثير من متطلباته، قد يلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتلبية رغباته، أو للظهور أمام أقرانه بالمظهر اللائق؛ ذلك لأن شعور الحرمان الذي يشعر به الطفل، شعور قاس، يحاول جاهدا أن يدفعه عن نفسه، فقد يلجأ مثلا إلى الكذب على زملائه؛ بغرض أن ينفي عن نفسه ما يشعر به من عوز وحاجة.

كما قد يلجأ إلى السرقة؛ لامتلاك أشياء ضرورية بالنسبة له، لكنه لا يستطيع الحصول عليها بالطريق الشرعي الصحيح؛ فمثلا الطفل الذي يهمل والداه في تلبية متطلباته المدرسية، قد يلجأ لسرقة بعض الأدوات من زملائه، كذلك إن لم يعط مصروفا مناسبا قد يلجأ لسرقة بعض (البسكوتات) مثلا من أقرانه، أو قد يلجأ إلى القسوة والعنف؛ للاستيلاء على حاجة الغير، إن كان له القدرة على ذلك، ووجد العوامل والظروف المناسبة، هذه الظروف والتي قد تختلف من بيئة لأخرى، وقد تساعد عليها عوامل خارج نطاق الأسرة، بعيدة عن الوالدين.

ومما يولد لدى الطفل الشعور بالحرمان، وجود هذا الطفل وسط مجموعة من الأطفال يختلفون عنه في الوسط الاجتماعي والاقتصادي، وعلى سبيل المثال الأب الذي يلحق ابنه بإحدى المدارس الخاصة المرتفعة المصاريف، ثم هو يدفع مصاريف المدرسة بالكاد، ومستواه المادي لا يرقى لمستوى أولياء أمور من هم في مثل هذه المدرسة، هذا الأب بالتأكيد لن يعطي ابنه المصروف المناسب، والذي يحصل عليه أقرانه، ومن ثم سيشعر الطفل بالفرق الواضح، والتباين الكبير بينه وبين أقرانه، فلا هو يستطيع تقليدهم أو مجاراتهم في سلوكيات الإنفاق، ولا يستطيع أن ينقطع عن التعامل معهم، وسيشعر بمدى حاجته بالمقارنة بزملائه.

إن وجود الطفل في محيط طلابي قريب من مستواه يساعد على نشأته نشأة صحية سليمة، بعيداً عن المشاعر السلبية التي تؤثر على نفسيته بالسلب، وتصيبه ببعض المشكلات النفسية، والتي قد لا يدركها الوالدان، لكن قد تظهر آثار هذه المشكلات في أمور أخرى، كالتأخر الدراسي مثلا أو الميل إلى العدوان والتخريب، أو إكثار المشاغبة داخل الفصل المدرسي، أو غير ذلك من المشكلات، والتي قد يعجز المعلم والوالد عن علاجها، وهي في الأصل ليست إلا أعراضا لمشكلات نفسية بداخل الطفل، تحتاج إلى الغوص في أعماق الطفل للبحث عنها وعلاجها، وقد يكون سببها الوالد؛ لأنه دفع طفله للعيش في محيط مرتفع كثيرا من الناحية المادية عن محيط ومستوى طفله؛ فالتقارب في المستوى المادي بين الزملاء مطلوب خصوصا في المراحل الأولى للطفل، والتي لا يدرك فيها الطفل كثيرا من المعاني اللازمة؛ لكي يستوعب مثل هذه الأمور.

إن كثيرا من المدارس في المراحل الأولى تفرض على تلاميذها زيا واحدا؛ حتى يبدو المظهر الخارجي واحدا، وحتى لا يمثل التباين فيه نوعا من التميز بين التلاميذ وبعضهم البعض؛ إلا أن المظهر الخارجي ليس إلا أحد العوامل التي تشعر بالتميز، بيد أن هناك عوامل أخرى قد توحي بهذا الأمر، مثل الفارق الهائل في المصروف المعطى لأحد الطلاب في هذه المرحلة عن بقية زملائه، وهذا ما ننبه عليه، بأن يؤخذ في الحسبان، من قبل ولي الأمر؛ لأن هذا الأمر لن تستطيع المدرسة التحكم فيه، وليس من سلطاتها، وهو أمر نسبي، ولكن كل والد يعرف ما يحتاجه بالضبط ابنه، وما يحتاجه من هم في مثل سنه، وليحذر الأب من البخل والشح على ولده؛ فإن عاقبته وخيمة.

المصروف الزائد عن الحد:
وكما أن المصروف القليل الذي لا يكاد يفي بحاجات الطفل، يعد دافعا له نحو السلوك المنحرف؛ فإنه وبنفس الدرجة يمثل إعطاء الطفل مصروفا زائدا عن الحد أحد أهم عوامل الانحراف السلوكي للطفل.

إن إعطاء الطفل مصروفا زائدا بدرجة كبيرة يعوده الإسراف، واللامبالاة، وعدم تقدير أهمية المال، أو تقدير قيمته، كما يشعره بالتميز الكبير عن زملائه، ويولد لديه إحساسا بالتباين والفرق الواضح، مما يدفعه لسلوكيات سلبية، تجعله يشعر بالزهو والافتخار، وكل هذه الأمور ليست في مصلحته، وإن كبرت معه، فسوف نجد شخصيته غير سوية، شخصية إن عصمتها الظروف من الانحراف، فستكون شخصيته على الأقل غير محبوبة من المحيطين؛ لأن الناس غالبا لا تحب الشخص المتكبر، ولا المتعالي عليهم، هذا فضلا عن أن التكبر في حد ذاته عائق كبير للشخص في طريق حصوله على العلم وغيره من القيم العليا والمثل.

ويكفي أن الكبر أحد الذنوب التي يستحق صاحبها دخول النار والعياذ بالله، وإن سلم هذا الشخص من الكبر وغيره من هذه المشاعر السلبية الناتجة من إحساسه بالتميز؛ لحصوله على مصروف زائد جدا عن حاجته، وإن سلم من الإسراف، فلن يسلم من أصدقاء السوء الذين سيجدون طريقهم إلى الطفل سهلا؛ لإيجاد الطريق لإنفاق ما معه من المال، فيتعلم الطفل ومن سن مبكرة التدخين ـ خصوصا إذا كان أبوه من المدخنين- فمصروفه سوف يساعده على ذلك، وأصدقاء السوء سوف يرشدونه لما هو أسوأ، ومع كبر سن الطفل وتعرفه على الحياة أكثر، سيعرف طريق الانحراف ويدخله من أوسع أبوابه؛ لأن ما معه من مال، سيساعده وييسر له أدواته.

ولقد وجد أن أكثر المدخنين تعرفوا على التدخين في سن مبكرة، وأن مدمني المخدرات من الشباب كانت السمة المميزة لهم أنهم كانوا يحصلون على مصروف زائد عن حاجتهم بالمقارنة بمن هم في مثل سنهم من الطلاب.

المصدر: كتاب " احتياطات.. حتى لا ينحرف الأبناء "









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:45   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أبناؤنا والشتائم

أبناؤنا والشتائم

نسمع الشتائم في كل مكان وفي أحوال مختلفة بين الوالدين وأبنائهما، حيث تنتشر في البيئات البعيدة عن هدي القرآن، وتربية الإسلام، وإنني أرى كما يرى مختصون ومراقبون غيري أن من الأسباب التي تقود إلى ذلك:

ـ غياب القدوة الحسنة: فتربية الأولاد تربية إسلامية جيدة، لن يتم إلا بأن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهما وبناتهما، وذلك بالتحلي بأخلاق القرآن والسنة، والسير على النهج النبوي القويم، قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) (الأحزاب:21).

فالأبوان هما أساس التربية ووجهة القدوة عند الأبناء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... » (رواه البخاري)، لهذا كله وجب علينا- كآباء ومربين- أن نعطي الأولاد القدوة الصالحة في حسن الخطاب وتهذيب اللسان، وجمال اللفظ والتعبير.

- ومن حسن القدوة مثلا ألا يبتسم الوالدان إذا نطق الصغير بكلمة خارجة أو بعيدة عن الأدب، وتمرير مثل هذه الكلمة مرة يجعل الصغير يعيدها، بل وأشد منها، فيجب أن نحذره ونعاتبه، ونعلّمه أن الولد المحترم لا يقول مثل هذه الكلمات، ولا يعاقب الطفل أول مرة عقابا شديدا، لأنه كلام جديد في حياته.

فإذا تكرر هذا الكلام فعلى الوالدين أن يتريثا ويتمهلا، فالعلاج يجب أن يكون بالرفق واللين بعد أن يعاد عليه الكلام من غير الثورة العارمة التي نراها من الوالدين، فنشعره بالألفة والحنان حتى وهو مخطئ، كما علمنا نبي الرحمة- صلى الله عليه وسلم- بقوله «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» رواه مسلم .

ـ رفقاء السوء : فالولد الذي يلقى للشارع ويترك لقرناء السوء، ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتلقى منهم لغة اللعن والسباب والشتم، لذا وجب على الوالدين أن يحفظا أبنائهما، وأن يتابعا دائما من يصادقونهم ويتعاملون معهم، فالمرء على دين خليله.

المعالجة الخاطئة للسلوكيات المنحرفة :

كثيراً ما نجد الأبناء يخطئون بقصد أو بغير قصد، فيبادر الوالدان بكيل الشتائم والكلمات التي تريح نفسية الوالدين، لكنها تؤرق الأبناء وتزعج مزاجهم وتشعرهم بالحقارة، والصحيح أن نقابل التصرف الخاطئ بكلمات توجيهية ودعائية لتصحيح المسار مثل «جعلك الله من الصالحين»، «بارك الله فيك» وغير ذلك من العبارات المهذبة التي تُحرج الطفل وتجعله يعيد التفكير في أفعاله، لا العناد والاستمرار عليها.

و يجب على المربين أن يلقنوا أولادهم من القرآن والسنة ما يعلمهم حسن الخلق وجزاء السب والشتم، وأن يُبيّنوا لهم ما أعد الله للمتفحشين واللاعنين من إثم كبير وعذاب أليم عسى ان يكون ذلك زاجرا لهم.

ومن الأحاديث التي تنهى عن السباب وتحذر من الشتائم :
- " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه " رواه البخاري وأحمد.

- " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

- " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم " رواه البخاري.

- " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " رواه الترمذي.

المصدر: الوعي الإسلامي ( 350 ) .










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:46   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي كيف تكون صديقاً لأولادك ؟

كيف تكون صديقاً لأولادك ؟


للعلماء تعريفات طريفة للصداقة تدل على مدى أهميتها، يقول أبوهلال العسكري: " الصداقة: اتفاق الضمائر على المودة، فإذا أضمر كل واحد من الرجلين مودة صاحبه فصار باطنه فيها كظاهره سميا صديقين ".

وقال أيضًا: " الصداقة قوة المودة، مأخوذة من الشيء الصدق، وهو الصلب القوي، وقال أبو علي- رحمه الله-: الصداقة: اتفاق القلوب على المودة " .

فمحور الصداقة وما يقوم عليه هو المودة المتبادلة، وهي أمر غير متكلّف، لأنه أمر قلبي، فإن اكتفيتَ باللسان عن التعبير عن الصداقة فهي صداقة واهية لا تصمد أمام الأحداث.

والصديق هو من صدق المودة والنصيحة للصديق، فالصداقة ليست مودة فحسب، ولكنها مودة ونصيحة، فبالنصيحة تقوم العيوب التي قد توجد في الصديق، ولكنها نصيحة مغلفة بغلاف من المودة والرفق، وليست نصيحة غليظة جافية تنفِّر القلوب وتباعد بين الأبدان.

تربية الأبناء بين الإفراط والتفريط :
تقع تربية الأبناء على الوالدين أولا، ثم على المربين والمؤدبين، وليست التربية أن تطعِم ولدك وتكسوه فقط، فالتربية أعظم من ذلك وأجلّ، يقول الإمام الغزالي: «الصبي أمانةٌ عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ساذجة، خاليةٌ عن كل نقشٍ وصورة، وهو قابل لكل ما نُقِش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلمٍ له ومؤدِّب، وإن عوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والوالي له».

أما الأب الذي يكدح في الدنيا وكل همّه أن يوفر لولده المأكل والمشرب الحسن، والملبس الجميل لا غير، مهملًا تربية ولده على الأخلاق الحميدة، فإن ولده يعتبر يتيمًا، وصدق أحمد شوقي حين قال:

ليس اليتيمُ من انتهى أبواه من همِّ الحياةِ وخلَّفاه ذليلًا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًّا تخلَّت أو أبًا مـشغولًا

وقد يقع من الآباء والمربين أثناء تربية أولادهم إفراط أو تفريط، فمثلًا يربي أحدهم ولده على الجبن، وذلك بكثرة تخويفه من الغيلان أو أمثالها، أو يقوم الآخر بتربية ولده على التهور، بل والاعتداء على الآخرين بدعوى أن تلك هي الشجاعة، والأمر على عكس ذلك.

أو يربي أحدهم ولده على الترفه والتنعم فلا يرد له طلبًا، ويقتّر الآخر على ولده أشد التقتير، حتى يشعر ولده بالنقص عن الآخرين.. أو يربي أحدهم ولده بالقسوة والشدة والغلظة، والآخر بالتساهل الشديد، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ولكن التوسط في الأمور هو الصواب، فلا إفراط أو تفريط، وكما قيل: «خير الأمور أوساطها».

أثر صداقة الأبناء في التربية السليمة:
كل مرحلة سنية لها ما يناسبها من مراحل التربية، وقد فطن لهذا عبدالملك بن مروان فقال: «لاعب ولدك سبعًا، وأدبه سبعًا، واستصحبه سبعًا، فإن أفلح فألق حبله على غاربه».

فآخر مرحلة من مراحل التربية هي الصحبة أو الصداقة، وتكون بعد أن كبر الولد ونما عقله، وأصبحت له شخصيته المستقلة التي يحاول إبرازها وإظهارها بين الناس، وتلك هي مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حرجة وحساسة في حياة الأولاد، لأنه يكون متقلب المزاج، حاد الطباع، ويكون التمرد والعناد سمة ملازمة له، ففي هذه المرحلة لا يكون النصح والتوجيه بطريقة الأمر والإلزام؛ لأن الولد قد لا يستجيب، ولكن الصداقة هاهنا هي التي تحل المشكلة، وتجعلك قريبًا من ولدك، يُسِر إليك بمشاكله، يرجو أن يكون عندك الحل لها، فإنك إن لم تقترب منه آنذاك فإنه يبحث عمن يفضفض معه، ويتجاذب معه أطراف الحديث، وقد يكون من يفضي إليه ليس هو الاختيار المناسب، فتقع المشاكل وتزداد.

كيف تصبح صديقًا لابنك؟
يقول أبو الفضل الوليد:
أراني ضعيفًا في الصداقةِ والهوى إذا ضنَّ أحبابي أجودُ وأسمَح
وإن بعدوا عنّي دَنوتُ مُصافحًا وإن أذنبوا عمدًا فأعفو وأصفَح

لقد عرف هذا الشاعر مفاتيح الصداقة، فإن لكل شيء مفتاحًا ينفتح به، فإذا أخطأت المفتاح ظل الباب مغلقًا عليك، وإذا قسوت انكسر المفتاح أو الباب، وعندئذٍ تكون الخسارة، لأنه من الصعوبة أن يعود الأمر كما كان.

وقلنا: إن مرحلة الصداقة تكون في طور مرحلة المراهقة، وهي مرحلة التمييز لدى الأولاد التي يشعرون فيها بذواتهم، ويريدون أن يظهروا بين زملائهم بأحسن لباس وأجوده، فهنا على الوالد الصديق ألا يبخل على ولده، أو يظنه طفلًا فيختار له ما لا يرغب ولده فيه.. وهذه بعض الأمور التي نرى أنها تجعل الآباء أصدقاء لأولادهم :

1- اترك له مساحة من الحرية، فالطفل في مراحله المتقدمة مثلًا يلبس ما يُلبسه إياه أبواه، وما يشتريانه له، ولكن هاهنا اترك لولدك حرية الاختيار، مع التوجيه غير المباشر، إن وجدتَ سوءًا في الاختيار.

2- اجعل الحوار سمة الحديث بينكما، فالولد في هذه المرحلة يحتاج إلى من يتجاذب معه أطراف الحديث، فكن أنت أيها الوالد وأيتها الوالدة هذا الطرف، وابدأ أنت مع ولدك فكلّمه عن أخبارك وأحوالك، ومشاكلك في العمل، ورؤيتك للتعامل مع المستقبل، وكيفية تدبيرك للبيت، فلا تكن كأنك محقق مع ولدك، وتريد أن يكتب لك تقريرًا عن حياته ومشاكله، ولكن ببدئك بالحكاية تجد ولدك تلقائيًّا يبدأ في الحديث عن نفسه وعن مشاغله واهتماماته ومشاكله.

3- لا تسفّه آراءه.. فإذا تكلم ولدك معك فلا تسفه رأيه دائمًا، وتظهره دائمًا بمظهر من لا يفهم الأمور ولا يدركها، ولكن وضّح له الأمور، وأظهر له ما كان غافلًا عنه.

4- لا تهوّن من إمكاناته، فولدك في هذه المرحلة يمكن الاعتماد عليه إلى حدٍّ ما، فوسّد إليه بعض الأعمال، وشجعه على أدائها، ولكن لا تظهره بمظهر العاجز الذي لا يستطيع فعل شيء بدونك.

5- شجّعه على تصرفاته الحسنة، فالكلمة لها مفعول السحر، والكلمة الطيبة والثناء الحسن يدفعان ولدك لبذل ما في وسعه لأداء ما طُلب منه، والكلمة المحبطة تقعده عن العمل، وتسبب له جرحًا في نفسه قد لا تداويه الأيام، لذا وسّد له بعض الأفعال التي يقدر على فعلها، ثم شجعه إن أحسن، ولا تعنفه إن أخطأ.

6- إياك والضرب، يخطئ كثير من الآباء الذين لا يزالون يضربون أبناءهم في هذه المرحلة، فالطفل قد تضربه في صغره للتأديب، ثم إن أحسنت إليه وأرضيته نسي ما قد ضرب عليه، ولكن الضرب في هذه المرحلة يترك جرحًا غائرًا قد يدفع الولد للرد على أبيه بغلظة، أو يترك له البيت، أو يزداد في عناده فلا ينتهي عما أمره أبوه بالانتهاء عنه. ثم هل يضرب الصديق صديقه؟ فهذا غير معقول.

7- أشركه في قرارات البيت.. في تلك المرحلة حمّل ولدك المسؤولية، فمثلًا أشركه في قرارات البيت المصيرية كزواج أخته، فتسأله عن رأيه في المتقدم لخطبة أخته، أو تشركه في ميزانية البيت، فيعرف مقدار الدخل فيحاول أن يصرف على قدر الطاقة.

8- لا تحرجه أمام زملائه، فكثيرًا ما يخطئ الآباء بتجريح أبنائهم بالسب والشتم أو الضرب أمام زملائهم، وهذا يجعل الولد ساخطًا على أبيه أو أمه، وعليه.. إذا أخطأ ولدك فعاتبه بنظرة أو بكلمة أو ما شاكل ذلك فإنه يعي الأمر.

9- عامله كما تعامل أصحابه، من المفارقات العجيبة أن الآباء يكونون قريبين من أصحاب أبنائهم، فيشكُون إليهم ويفيضون في الحديث معهم، ويترفقون في الكلام معهم، على العكس مما يفعلون مع أبنائهم، لذا فإن ابنك أولى برفق الحديث ولينه من صاحبه.

المصدر: مجلة الوعي ( 560 ) .











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:47   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي لأبناء والقراءة

لأبناء والقراءة

يقولون: أنت لا تستطيع معرفة اهتمامات الناس حين يكونون مشغولين، لكن أعطهم وقتاً حراً، أو اجعلهم في موقف ينتظرون فيه حدوث شيء، ثم تأمل في الأمور التي ينشغلون بها، وهذا صحيح.

وقد رأيت أن الانتظار مدة أربع أو خمس ساعات في المطارات الدولية بين رحلة ورحلة يكشف فعلاً عن اهتمامات الناس، وقد رأيت ذلك مرات عديدة، كما رآه غيري؛ فالأوربيون ـ والغربيون عموماً تكون معهم ـ غالباً ـ كتبهم وحاسباتهم الشخصية، وبها يملؤون وقت الانتظار بين رحلة وأخرى.

أما أبناء ما يُسمّى بالدول النامية فإنك ترى معظمهم حائرين في ملء الفراغ الذي أتيح إليهم؛ فمنهم من ينام على كرسيه، ومنهم من يذهب إلى مكان تناول القهوة والشاي، ومنهم من يقلِّب نظره في الجالسين والعابرين.. ولا شك أن الفارق بين هؤلاء وأولئك لم يأت من الموروث الجيني، وإنما من التربية والتنشئة والبيئة.

لو تساءلنا عن أساليب تحبيب القراءة إلى الصغار، فإن الجواب سيُغرقنا بالعشرات من التفاصيل الصغيرة، فلنتحدث إذن عن المبادرات والأساليب الأساسية، وهي أيضاً كثيرة، ولعل أهمها الآتي:

1ـ أسرة مهتمة: الخطوط العميقة في شخصية الطفل تُرسم في السنوات الست الأولى من عمره، ولهذا فإن الأسرة هي التي تتحمل العبء الأكبر في صناعة رغبات الطفل، ومنها الرغبة في القراءة.

إن الأسرة هي التي ترجَّح ما أمام الطفل من خيارات، وهي التي توجِد في نفسه الميل إلى القراءة والرسم والتلوين والكتابة، كما أنها هي التي تتيح له أن يتعود الانغماس في اللهو واللعب والخروج مع الرفاق وتتبع الأمور التافهة؛ ولهذا فإن اهتمام الأسرة بتعويد أطفالها على القراءة هو شرط أولي وأساسي، ولطالما كان الاهتمام أباً لمعظم الفضائل.

2- أسرة قارئة: الأسرة القارئة ليست هي الأسرة المتعلمة، لكنها الأسرة التي يمارس أفرادها القراءة كل يوم؛ إذ إن الطفل حيثما التفت وجد أباً ممسكاً بكتاب، أو أخاً يرسم شيئاً، أو أماً تشرح لأخيه شيئاً غامضاً في أحد المقررات الدراسية.

إن مشاهدات الطفل لهذه الأنشطة تجعله يوقن بأن العيش مع الكتب والورق والأقلام هو العيش الطبيعي، وقد أجرت الرابطة الأمريكية لمجالس الآباء استطلاعاً حول موضوع القراءة لدى الصغار، وقد تبين من ذلك الاستطلاع أن (82%) من الأطفال الذين لا يحبون القراءة لم يحظوا بتشجيع آبائهم وأمهاتهم. ولا ريب أن التشجيع على القراءة لا يكون بالحث ولكن بإيجاد جو، يقتدي فيه الصغار بالكبار؛ ولهذا يمكن القول: إن أطفالنا لا يمارسون نشاط القراءة؛ لأننا نحن الكبار لا نفعل ذلك.

3- المكتبة المنزلية:
حين تدخل إلى بيوت معظم الغربيين تجد الكتاب في كل ركن من أركان المنزل، ولهذا فإن الطفل يألف وجود الكتب، ويألف رؤية من يقرؤها في كل وقت. كثير من بيوتنا خالٍ من أي مكتبة، وبعضها فيه مكتبات، ولكنها أشبه بالمتاحف؛ إنها لتزيين المنزل، وليست لنفع أهله، لهذا لا تمتد إليها أي يد!
المطلوب أن تكون هناك مكتبة تغذي عقول الصغار والكبار، ويشترك جميع أفراد الأسرة في اختيارها، وهي تحتاج إلى تجديد وتغذية مستمرة.

4- ضبط استخدام وسائل التقنية:
قد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن التلفاز والإنترنت والجوّال والألعاب الإلكترونية قد أضعفت القدرة على التركيز لدى الناشئة، وجعلت معظم اهتماماتهم قصيرة الآجال، وهذا مضادّ لكل عمليات التثقف الرصين، ومن هنا فإن على الأسرة ألاّ تسمح بدخول "الكتاب" في منافسة مع الأدوات الإلكترونية؛ لأن هزيمة الكتاب ستكون حينئذ محقَّقة.

ولهذا فإن من المهم جداً ألاّ يُسمح للأطفال باستخدام "النت" والجلوس أمام التلفاز إلاّ مدة ساعة أو ساعتين يومياً، وحينئذ سنجد أن الأطفال يتجهون إلى قراءة القصص والروايات والكتب بوصفها المخرج الوحيد من الملل والسأم، ومع الأيام يشعرون بمتعة القراءة وتتعلق قلوبهم بالكتب.

إن صغارنا سيتملكون الرغبة في القراءة حين ندرك نحن الكبار أن مسؤوليتنا تجاه تثقيفهم وتغذية عقولهم لا تقل عن مسؤوليتنا في تغذية أجسامهم؛ وعلى الله قصد السبيل.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:48   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي السرقة عند الأطفال

السرقة عند الأطفال

يقصد بالسرقة: امتلاك الطفل شيئاً ليس من حقه، بعيداً عن عيون أصحابه، وبغير إذنهم، وتنتشر السرقة البريئة بشكل كبير في مرحلة الطفولة المبكرة، وتصل إلى ذروتها ما بين (5 إلى 8) سنوات، حيث يستحوذ الطفل على أشياء لا تخصه في سنوات عمره الخمس الأولى، وإذا استمر ظهور هذه الظاهرة بعد سن (5 سنوات) فنحتاج أن نعتني بها ونعالجها.

ما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة؟.

- في مرحلة الطفولة المبكرة فإن الطفل لا يستطيع أن يميز بين ما يملكه وما لا يملكه، كما أن نموه لا يساعده على معرفة أن الاستيلاء على أشياء غيره أمر سيحاسب عليه.

- بعض الأحيان تكون السرقة تعويضاً رمزياً لغياب الحب الأبوي وقلة الإحساس بالاهتمام والاحترام والمودة، ومن المحتمل أن يكون السبب أيضاً وفاة أحد الوالدين أو غيابه لفترة طويلة.

- وقد تكون السرقة بسبب الحاجة والفقر والعوز والحرمان، فالطفل يسرق كي يسد الرمق أو يدفع غائلة الجوع.

- وقد تكون السرقة علامة على التوتر الداخلي، مثل الشعور بالاكتئاب أو الغيرة من ولادة طفل جديد داخل الأسرة.

- وقد يسرق الطفل الذي يعيش في جو أسري متقلب ومضطرب، تنعدم فيه الرقابة الأسرية، ويفتقر إلى دعائم الأمن والعطف والحنان، أو في أسرة متصدعة اجتماعياً، مهتزة القيم، ومستواها الاقتصادي منخفض.

- أحياناً يكون الدافع للسرقة المبالغة من قبل الوالدين في الاحتياطات الآمنة في حفظ الأشياء الغالية والرخيصة، فيود الطفل كشف السر مدفوعاً بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف، فإذا عوقب على ذلك عاد إلى السرقة بدافع الانتقام والتشفي.

- وقد يسرق الطفل تقليداً لنموذج سيئ اقتدى به؛ كأحد الأبوين أو الأصدقاء أو الإخوة.

- من الأسباب التي تعمق مشكلة السرقة لدى الأطفال، الإسراف في العقوبة دون النظر إلى الحالة النفسية والظروف التي دفعت الطفل للسرقة.

- كذلك فضيحة الطفل أمام الآخرين بأنه لص وسارق تجعله أحياناً عنيداً، فيستمر في السرقة رغبة في التحدي.

* ما هو العلاج؟.

- أولاً: تربية الطفل وتعليمه القيم الأخلاقية والدينية وغرسها في نفسه، ليفرق بين الحلال وبين الحرام، ويشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة ميسرة خطورة جريمة السرقة، فيشيروا إلى حدّ السرقة، وهو قطع اليد الخائنة التي تتعدى على حقوق الآخرين بشروط معلومة. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

- ونحدثه عن فضيلة الأمانة وآداب الاستئذان.. ونقدم له من الحياة قصصاً نرويها للطفل لأولئك الأشخاص الفقراء الذين يجدون مبالغ طائلة ولا تحدثهم أنفسهم بسرقتها.

- ونشرح لهم أن هؤلاء الذين يتمتعون بضمير حي ويعلمون أن الله - سبحانه وتعالى - رقيب عليهم في كل حين، هم الذين يجازيهم الله - تعالى - أحسن جزاء.

ـ أيضاً من الوسائل المهمة إشباع حاجات الطفل المتعددة عن طريق مصروف منتظم يُعطى له، مع الإشراف المباشر عليه؛ من يصادق؟ فيم أنفق ما معه؟ وكيف؟ ولا يكون ذلك بأسلوب تسلطي شرطي، بل من خلال علاقة حميمة مع الطفل لا بد من إقامتها معه ومعاملته بها.

ـ الأب القدوة الأمين والأم كذلك التي تحترم ممتلكات الغير وتحافظ عليها تعليم أولادها الأمانة.

- نعلم الطفل كيف يحفظ للآخرين حرمة ممتلكاتهم، وذلك بأن تخصص له أشياؤه وممتلكاته ونساعده في المحافظة عليها.

ـ بث الثقة في نفس الطفل عن طريق الحديث إليه وإزالة الحواجز بينه وبين والديه، فيبوح بأسراره لهما وينصتان إليه باهتمام.

ـ ينبغي مواجهة الطفل وتبصيره بمشكلته ومخاطر هذا السلوك، وأن يفسر الوالدان للطفل لماذا يعتبر هذا السلوك غير مناسب، وأنهما لن يقبلا منه هذا العمل.

ـ ينبغي في المدارس ورياض الأطفال دراسة كل حالة على حدة للتعرف على الأسباب وطرق العلاج الناجحة.

ـ ينبغي غرس قيمة الأمانة في نفوس الأطفال ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة.

ـ في المجتمع بصفة عامة: لا تركز وسائل الإعلام على وصف السرقات وحوادث النصب والاحتيال، مع الاعتناء بنشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:50   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي من وحي التربية النبوية

من وحي التربية النبوية


إذا كـانـت مـعـظـم الحضارات السالفة التي ازدهرت قبل ظهور الإسلام ، قد عرفت ألواناً مـتـعـددة من التربية طبعت حياتها بطابع يعكس فلسفة كل أمة من تلك الأمم.

فإن الأمة الإسـلامـيــة قــد انفـردت عن غيرها من الأمم بنظام تربوي متميز قادر على تكوين أجيال مـسـلـمـة مـتوازنة ، قادرة على تحمل المسئولية الكاملة في تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو المربي الأول الذي قام بهذه المهمة التربوية فرسم نماذج تـربـويــة للـطـفـولة لم يسبق لها مثيل في عالم الرعاية بالأطفال ، حيث كان يـشــرف بنفسه وبأسلوبه الفريد في تنشئة تلك البراعم التي لم تتفتح ، والأغصان التي لم يشتد عودها بعد.

ولم تكن هذه التربية النبوية قاصرة على مـن يعيش في كنف النبي الكريم -صلي الله عليه وسلم- ، أو من يعيش تحت سقف بيته ، بـل كـان ذلك مبدءاً تربوياً ينتهجه لأمته عامة ، ويرسخه لكل الأجيال من بعده ليقتفوا أثره ويـسـيـروا على منهجه التربوي عملاً بقوله تعالى : ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ)) [الأحزاب:21].

ولو تتبعنا مراحل المنهج التربوي النبوي في عالم الطفولة لرأينا أن مرحلة التربية تبدأ منذ أن يكون الطفل سراً في عالم الغيب ، وذلك ليضمن الأصـل الـصـالـح ، والـمنبت الطيب ، والمحضن الأمين ، فدعا الزوج لاختيار الزوجة الصالحة التي ستكون مصدر عـزة الطـفـل ومربيته على الفضائل.

قد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( تخيروا لنطفكم ، فأنكحوا الأكفاء وانكحوا إلـيـهـم ) وقـال -عليه السلام- : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظـفـر بـذات الـديـن تربـت يـداك) متفق عليه.

كما دعا -عليه الصلاة والسلام- المرأة وبنفس القوة إلى إيثار الزوج الصالح الذي سـيـكـون أبـاً لأطفالها وقدوتهم ومصدر عزتهم ، فقال تعالى(ولَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ ولَوْ أَعْجَبَكُمْ)) [البقرة:221].

كما قال -صلى الله عليه وسلم-: " إذا جـاءكـم من ترضون دينه وخلقه فأنكحـوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفـســاد ، قـالـوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جـاءكـم من ترضون دينه وخلقه فـانـكـحـوه .. ثلاث مرات " أخرجه الترمذي.

وما أن يتم عقد الزوجية حتى يتمثل الزوجان قول الله عز وجل: ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ واجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَاماً)) [الفرقان:74].

وقبل المباشرة يردد الزوج ما أرشده إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- :" بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا " متفق عليه.

وهـذا مـن بــاب الأخــذ بأسباب التربية الصالحة التي تبعث في الزوجين الطمأنينة على مستقبل أطفال أصحاء روحياً وجسدياً.

وما إن تستقر النطفة في رحم المرأة ، وتبدأ مرحلة تكوين الجنين في بطن أمه حتى يوصي الإسلام بالعناية بالحامل عناية كبيرة من أجل سلامتها وسلامة جنينها ، فيأمرها بالأخذ بالأسباب العلاجية ، والوقائية ، والنفسـيــة ، والروحية ، لدرجة أنه يعفيها من فريضة الصيام أثناء الحمل إذا خافت على نفسها أو ولدها من الضرر.

كما أنه يحثها على قراءة القرآن ، والدعاء المستمر ، فقد أثبتت التجارب العلمية والعملية أن المرأة المتزنة، والمطمئنة نفسياً ، يتصف وليدها بطبيعة هادئة ومتزنة على عكس المرأة المضطربة نفسياً والتي تمارس العادات السيئة.

وبـعـد الـولادة حـيث يستقبل الطفل بالفرح والبشارات ومع بداية هذه المرحلة الهامة من حـيـاة الـطـفـل الذي يكون فيها جاهزاً لكل ما يعرض عليه من مكارم الأخلاق ، ومحاسن الـصـفـات ، سنَّ لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نبدأ هذه المرحلة بغرس جذور الـعـقـيدة وكلمة التوحيد والشهادة من خلال الأذان في أذن المولود اليمنى؛ فقد أذن النبي الكريم في أذن الحسين بن علي ، فعن عبيد الله بن أبي رافع قال : " رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة " أخرجه أحمد والترمذي .

وحين يبلغ الطفل يوم سابعه يوصي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتكريمه والاحتفاء به حين يقول : " مع الغلام عقيقته ، فأهريقوا عنه دماً ، وأميطوا عنه الأذى " أخرجه البخاري .

فـيـأكـل الفـقـير والأقارب من هذا الاحتفال بقدوم المولود ، ويحلق شعره ليماط الأذى عن رأسه ، ويـتـصـدق بوزنه من الفضة على الفقراء ، والمساكين ، والمحتاجين ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة - رضي الله عنها - حـيـن ولـدت الحسين : " احلقي رأسه فتصدقي بوزنه من الورق على المساكين " أخرجه أحمد.

وفي هذا اليوم أيضاً ندب -عليه الصلاة والسلام- تسمية الطفل واختيار الاسم الحسن له حيث قال -عليه أفـضـل الصلاة والسلام- : " أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله ، وعبد الــرحــمـن " أخرجه مسلم ، فـكـانت هـذه أيضاً مكرمة للطفل تساعده على الابتهاج حين يدعى باسم حسن، وتجنبه الاعتزال والخجل فيما لو أسماه اسماً قبيحاً.

ومن أجل ذلك حرص - عـلـيه الـسلام - على إبدال الأسماء القبيحة بأسماء حسنة ، كما بين لنا أحب الأسماء وأصدقها ، وأقبحها.

وهكذا تتدرج العناية بالطفل والاهتمام به ، وتربيته بكل أنواع التربية الشاملة من خلال توجيهات نبوية كريمة في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل نفسياً ، وجسدياً ، - بدءاً من التربية العقدية السليمة ، ومروراً بالتربية الاجتماعية والخلقية ، والعاطفية.

ولكن المهم الذي لا بد من ذكره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان نموذجاً فريداً للأبوة الكريمة في حـيــــاة البشرية؛ يفرح بقدوم الأطفال ، ويشارك في اختيار أسمائهم ، ويحنو عليهم فيمازحهم، ويلاعبهم، ويضمهم إلى صدره الكريم ، ويقبلهم بفمه ، فإن هذا يعطيهم الجو النفسي للحياة الإنسانية السوية ، رحمة ، وحباً ، وإخاء .

وبـذلـك كـــان من ثمار هذه التربية الفذة أن أنشأت جيلاً مثالياً حقاً في إيمانه، وعبادته، وتفكيره ، وأخلاقه ، ومعاملته.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 22:51   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي أطفالنا والإلكترونيات الحديثة

أطفالنا والإلكترونيات الحديثة


التلفاز والحاسب والإنترنت والألعاب الإلكترونية (بلاي ستيشن، جيم بوي، بي إس بي .. وغيرها) من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة في تربية أبنائها في وقتنا الحاضر..

وكثير من الأسر تحتار في الموقف الذي تتخذه تجاه هذه المستجدات، فإما أن تمنعها وتحارب وجودها في البيت، أو أنها تنساق وراء كل جديد وتترك الطفل يتعامل معها دون قيد أو شرط، وكلا الموقفين مجانب للصواب؛ لأننا في الحالة الأولى لا يمكن أن نحرم أبناءنا أن يعيشوا زمانهم، وأن يكونوا أبناء عصرهم، لأننا سنواجه ضغوطًا كثيرة منهم وممن حولنا، وفي النهاية سنرضخ للواقع. وهذا ما يحدث لكثير من الأسر التي منعت في البداية لكنها عادت ورضخت للضغوط..

أما الحالة الثانية فخطرها أعظم؛ لأنها تركت الباب مفتوحًا لخطر جسيم يمكن أن يداهمها، ويؤثر على قيمها ومبادئها.

وكما يقال: خير الأمور الوسط، والتجربة أثبتت أن سياسة المنع لا تنجح أبدًا؛ لأنها لا تنتج أبناء أقوياء يثقون بأنفسهم ويتشبثون بقيمهم؛ لأنه متى مازال المنع فإنهم ينساقون وراءها، بل يكون أثرها عليهم أشد وأبلغ، وبالمقابل فإن خطر تركها دون رقيب وحسيب يؤدي إلى آثار سلبية كثيرة يطول الحديث عنها، من أهمها:

الآثار الصحية (السمنة، العصبية، عدم التركيز، ضعف النظر ...إلخ)، والآثار النفسية (الانسحاب والعزلة، وعدم التفاعل مع الأسرة والمجتمع، والكسل، والعنف...)، والآثار الأخلاقية (تبنّي قيم سلبية، الانسياق وراء العلاقات المحرمة من حب وصداقة..)

ضوابط الاستخدام :
ومن المهم أن نتذكر – قبل أن نتخذ أي سياسة أسرية حيال هذا الموضوع – أن التلفاز والحاسب والإنترنت والألعاب الإلكترونية وغيرها ما هي إلا أدوات وكيفية استخدامها هو الذي يحدد حكمنا عليها بالفائدة أو الضرر، وبالمنع أو السماح.

ومن المهم أيضًا أن تتعامل الأسرة مع هذا التحدي كما تتعامل مع أي مشكلة تربوية أخرى، وذلك بأن تقدر حاجة الطفل إلى الضبط، فالطفل يحتاج أن يضبط سلوكه في التعامل مع هذه المستجدات، وعملية الضبط تحتاج إلى عدة شروط لكي تكون فعالة وهي:

(1) ضرورة وضوح الضوابط التي تحكم استخدام هذه المستجدات، أي أن نتحدث مع أطفالنا قبل شراء الجهاز عن الضوابط التي يجب أن يسيروا عليها ليُسمح لهم باستخدامه.

(2) نشترك مع أطفالنا في وضع هذه الضوابط، ونحاور، ونقنع، ونعلل، والطفل يستجيب أكثر إذا فهم وشعر بمشاركته في القرار.

(3) ضوابط الاستخدام يجب أن تشمل الوقت (عدد ساعات الاستخدام، متى يمكن استخدام الجهاز، هل يسمح باستخدامه أثناء الأسبوع أو في نهاية الأسبوع، قبل أداء الواجبات أو بعد ...)، وتشمل أيضًا المحتوى، أي المضمون في اللعبة أو البرنامج أو الموقع.. ويجب ألا نتهاون في صرف أطفالنا عن ألعاب العنف، أو تلك التي تحتوي على ما يخالف قيمنا ومعتقداتنا، وإقناعهم بذلك.

(4) ضرورة الثبات والاستمرارية في تطبيق الضوابط التي تم الاتفاق عليها مع الأطفال.. والتذبذب يؤدي إلى عدم إحساس الطفل بالأمن، وانعدام ثقته بوالده؛ لأنه لا يعرف ما الذي يريده.

(5) لابد من الحزم عند عدم الالتزام بتطبيق الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع تكراره مستقبلاً، كالمنع من اللعب مدة يوم، وغير ذلك، وبالمقابل التشجيع عند الانضباط.

(6) لابد من التدرج والمرونة، خاصة إذا كان الأمر في السابق متروكًا دون ضوابط.

(7) لابد من استخدام المراقبة والمتابعة عن بعد، ودون أن يشعر الطفل بذلك؛ خاصة استخدام الإنترنت.

يتفق كثير من الآباء والأمهات على ضرورة التقليل من جلوس أطفالهم أمام التلفاز أو الفيديو، أو استخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة، ولكنهم يتساءلون عن كيفية تحقيق ذلك. وقد أشرنا إلى أهم الضوابط التي ينبغي للأسرة أن تراعيها عند السماح بدخول مثل هذه المستجدات إلى البيت، ولكن لابد من التنبيه إلى أننا لا يمكن أن نقلل ساعات مشاهدة التلفاز إذا كان مفتوحًا طوال الوقت، أو إذا كان موجودًا في غرف النوم! ولا يمكننا التحكم باستخدام جهاز الحاسب أو الإنترنت وهو موجود في غرفة النوم.

لابد أن نضع هذه الأجهزة في مكان عام في البيت (صالة البيت، المكتبة، غرفة اللعب..) أي في مكان تصعب فيه خلوة الطفل مع الجهاز.

بدائل تقلل التعلق بالإلكترونيات :
ثم لابد أن نفكر ببدائل مغرية نقدمها لأطفالنا عوضًا عن الوقت الذي يقضى مع تلك الأجهزة، ويجب أن نشاركهم في قضاء أوقات أكثر معهم مهما كانت مشاغلنا، وفيما يأتي بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد الوالدين لتقديم بدائل ممتعة ومفيدة لأطفالهم.

1- اكتشف هوايات طفلك وطورها: ابحث عن ميول طفلك وشجعها، وكل طفل لديه اهتمام في جانب معين، طور هذه الاهتمام ليصبح هواية، وابحث عن دورات أو كتب أو معلمين، ولا تبخل بشراء الأدوات التي تعزز هذه الهواية.

2- قراءة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم: اشتر كتابًا في السيرة النبوية، واقرأ فيه مع أطفالك، وخصص لذلك وقتًا حسب قدرتك، وبعد الانتهاء من سيرة الرسول يمكن القراءة في سير الصحابة والملوك وعظماء التاريخ.

3- في المطبخ: عوّدي طفلتك على دخول المطبخ والاستمتاع بإعداد الوجبات الخفيفة.. ويمكنك شراء كتاب طبخ خاص بالأطفال.

4- جهز منطقة للعمل: حدد مكانًا في أي ركن في المنزل ليكون منطقة عمل لأطفالك.. ضع فيه طاولة صغيرة وكراسي، وسلة للمهملات، وألوان، ومقص، وصمغ، وأوراقًا ملونة.. جدد في الخامات التي يمكن أن يبتكر منها طفلك.. علب الكرتون الفارغة، لفات مناديل ورق الحمام، علب البلاستيك، كرتون البيض، مجلات قديمة، سيقضي طفلك فيها أطول الأوقات وأمتعها.

5- مجلة أو صحيفة أسرية: يعد الطفل مجلة شهرية أو أسبوعية للأسرة تحتوي على أخبار الأسرة وقصص ومنوعات، ويمكن توزيعها على نطاق الأسرة الكبيرة (الجد والأعمام والأخوال)، وإذاعة متنقلة، وفر لطفلك جهاز تسجيل مع سماعة، ليجري مقابلات مع أفراد الأسرة أو يسجل أناشيد أو يتلو القرآن.

6- معرض للرسوم: لتشجيع طفلك على الرسم، يمكن أن تحدد موعدًا لإقامة معرض لرسوم أطفال العائلة أو الجيران.. خصص جوائز واعرض أعمال المشتركين واجعله حدثًا أسريًا.

7- حوض رمل للصغار: املأ حوضًا كبيرًا بالرمل في فناء المنزل، وضع فيه ألعابًا بلاستيكية واترك الأطفال يقضون وقتًا ممتعًا.

8- الرياضة: شجع أطفالك على ممارسة الرياضة، ويمكنك ممارستها معهم.. امش، العب كرة السلة أو الطائرة.

9- تعرف على معالم المدينة: خصص يومًا في الشهر أو الأسبوع لزيارة مَعْلم من معالم المدينة التي تسكنها: متحف، سوق قديم، حديقة، مكتبة.. وخطط للرحلة.

10- يوم للصدقة: خصص يومًا لأطفالك في الشهر أو الفصل للتخلص من الزائد من الملابس والألعاب.. واجمعها للصدقة، واجعل طفلك يشارك في الجمع والترتيب.

11- عَوّد طفلك استخدام الموسوعات والمعاجم: إذا مرت على الطفل أي لفظة غريبة أو سألك عن معلومة.. لا تقدم له كل شيء، شجعه على البحث عنها وشاركه ذلك.

12- عوّد طفلك على كتابة مذكراته: يكتب الطفل في دفتر صغير أهم ما حدث له في يومه، ويدون التاريخ والشهر والسنة، ويمكن أن يزينه برسوم، ويساعد هذا على أن يتعود الطفل التفكير في يومه، وتحديد مشاعره، والتنفيس عنها بطريقة إيجابية.
ستجد أفكارًا كثيرة يمكن تنفيذها مع أطفالك، وتقضي أجمل الأوقات معهم، أوقات تحفر في ذاكرتكم جميعا.

المصدر: مجلة الأسرة (152 ) .











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:06   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي دع طفلك يلعب

دع طفلك يلعب

هل يلعب طفلك ؟ أم تزعجك الفوضى التي يخلفها من جراء اللعب ؟ وما مدى معرفتك لدور اللعب في حياة طفلك ؟.

كل هذه التساؤلات تدفعنا للقول: دع طفلك - عزيزي الأب - الأم- يلعب!

إن جهل الكثيرين بأهمية اللعب في حياة أطفالهم آت من اعتقاد سائد لديهم مفاده أن اللعب غير ذي فائدة أو أنه مجرد مضيعة للوقت، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن اللعب يعتبر المفتاح الذهبي لنمو الطفل الجسمي والوجداني والثقافي، فهو طريقة لاكتشاف عالمه واكتسابه لخبرات عديدة عن نفسه وعن محيطه.

والحقيقة أن الدراسات الحديثة لسيكولوجية الطفل أبطلت هذه المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة لدى البعض، حيث كانت ترى في شراء الألعاب للأطفال هدراً للمال ومضيعة للوقت، في حين يرى البعض الآخر أنها عبارة عن مجسمات لا فائدة لها وإن كانت تفرح أطفالهم لأن مصيرها الكسر وسلة المهملات، جاهلين بأن اللعب- على اختلاف آليته ومهما كان مصيره- نافذة تطورية خلاقة لأطفالنا، تتكون من خلالها رؤيتهم عن العالم المحيط، وتعد فرصة ثمينة لبناء شخصية سوية.

لذلك نكرر قولنا بكل ثقة: دع طفلك يلعب.

ولكن عليك أن تعلم أن طفلك يحتاج مكاناً خاصاً يضع فيه أشياءه، ويمارس اللعب بحرية متاحة وإن اختلفت ماهية هذه الألعاب حسب ما تراه ثقافة المجتمع أو قدرات الطفل ورغباته.

وكثيراً ما يتبادر إلى أذهاننا تساؤل العديد من الآباء والأمهات عن آلية التعامل مع أطفالهم وقدراتهم.

ولكن الجدير بالذكر أنه في حال لاحظت أيها المربي أن هناك بعض الأطفال الذين يمتلكون قدرات عالية تمكنهم من التعامل مع ألعاب مجهزة بتقنية مرتفعة كحل الألغاز أو تركيب وتحليل ألعاب صعبة في حين يفتقر طفلك لكيفية التعامل مع هذه النوعية من الألعاب، فاعلم أن هذا لا يعني بالضرورة أن الطفل سيكون قادراً على فعل كل ذلك أو أنه يتوجب عليه القيام بذلك، فلا تدع عجزه عن ذلك يدفعك إلى الإحباط والتقليل من شأنه.

ولتعلم أن لكل طفل قدراته وميوله الفكرية وإمكانياته وخبراته المكتسبة من بيئته الحياتية وبالتالي يتطلب منا كآباء ومربين أن نقوم باختيار الألعاب التي من شأنها تنمية فكر طفلنا وذكائه وتفريغ انفعالاته بدلاً من توجيه اللوم له، وإن كان مصيرها الكسر والتخريب أو الفوضى.

ولا سيما أن اللعب بالإضافة إلى دوره الترويحي الهام في نمو قدرات الطفل فهو مرآة تعكس حالته النفسية أيضا، فعندما يضرب الطفل لعبته المتمثلة بطفل صغير " بي بي " فإنما هو بذلك يسقط إحساسه بالغيرة من المولود الجديد الذي أخذ مكانه على ألعابه متمنيا ضربه وإبعاده ومظهراً بذلك إشارة مهمة لنا عما يعانيه طفلنا من ألم، وبالتالي يتطلب منا تغيير معاملتنا لهذا الطفل والاهتمام به أكثر.

وانطلاقاً من كل ما سبق، نصل إلى حقيقة مفادها أن اللعب يعتبر منفذا طبيعيا لدى الطفل، حيث يفرغ الطفل انفعالاته ويستهلك طاقته الزائدة والتي تعطيه الفرصة للحركة، فضلاً عن كونه وسيلة جيدة لفتح شهيته للطعام وتشجيعه على النوم الهادئ والطبيعي، وهذه أمور مهمة أيضا في حياة الطفل، غالبا ما تنصب شكاوى الأهالي حولها.

وأخيراً: يمكننا القول إن الدور المهم للعب يتمثل في تحويل الطفل من مخلوق يركز في ذاته إلى إنسان اجتماعي يشارك الآخرين في لعبهم، وهذا بالضبط ما يدفعنا للطلب منك مجددا: دع طفلك يلعب.

المصدر: مجلة الوعي. العدد ( 523 ) .














رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:07   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مسئولية التربية

مسئولية التربية


لم يعد أمر تربية الأبناء ذو شأن في حياة الوالدين على الرغم من أهميته بل إن الملاحظة - مع الأسف - أنه في أقصى قائمة اهتمامهم.

فالأب مشغول.. أرهقه الجري واللهث وراء حطام الدنيا، والأم تضرب أكباد الإبل للأسواق ومحلات الخياطة، ولا يجد أي منهما وقتاً للتفكير في أمر فلذات الأكباد سوى توفير الغذاء والكساء .

أما ذلك الطفل المسكين، فإنه أمانة مضيعة، ورعاية مهملة، تتقاذفه الريح وتعصف به الأهواء، عرضة للتأثيرات والأفكار والانحرافات، في حضن الخادمة حيناً وعلى جنبات الشارع حيناً آخر، وتلقى القدوة المسيئة ظلالاً كالحة على مسيرة حياته.

بعض أطفال المسلمين لم يرفع رأسه حين يسمع النداء للصلاة.. وما وطأت قدمه عتبة باب المسجد ولا رأى المصلين إلا يوم الجمعة أو ربما يوم العيد، وإن أحسن به الظن فمن رمضان إلى رمضان.

أما حفظ القرآن ومعرفة الحلال من الحرام فأمر غير ذي بال .

قد يخالفني الكثير في ذلك التشاؤم ولكن من رصد واستقرأ الواقع عرف ذلك.

وهاك- أخي القارئ- مثالين أو ثلاثة لترى أين موضع الأمانة، ومدى التفريط.

الأول : كم عدد أطفال المسلمين الذي يحضرون صلاة الجماعة في المسجد؟ - والله - كأننا أمة بلا أطفال، وحاضر بلا مستقبل.

أنحن أمة كذلك ؟! كلا.. هؤلاء تملأ أصواتهم جنبات الدور والمنازل والمدارس ويرتفع صراخهم في الشارع المجاور للمسج، ولكن أين القدوة والتربية .

الثاني: من اهتم بأمر التربية وشغلت ذهنه وأقلقت مضجعه - أو ادعى ذلك - إذا وجد كتابا فيه منهج إسلامي لتربية النشء ، أعرض عنه لأنه ثمين وغال.. وهو لا يتجاوز دراهم معدودة وأخذ أمر التربية اجتهاداً وحسب المزاج وردة الفعل.

وهذه اللامبالاة نجد عكسها تماماً في واقع الحياة .. فإن كان من أهل الاقتصاد فهو متابع للنشرات الاقتصادية ويدفع مبالغ طائلة لشراء المجلات المتخصصة..

ويحضر الندوات ويستمع المحاضرات ولا تفوته النشرة الاقتصادية في أكثر من محطة إذاعية وتلفاز و..؟! وإن كان من أصحاب العقار فهو متابع متلهف لا تفوته شاردة ولا واردة ..

ولنر الأم في أغلب الأسر.. كم أسرة لديها كتاب حول التربية الإسلامية للطفل ؟!

- الثالث : يعطي الأب من وقته لبناء دار أو منزل أوقاتا ثمينة فهو يقف في الشمس المحرقة، يدقق ويلاحظ ويراقب ويتابع .. ويزيد وينقص .. ونسي الحبيب .. من سيسكن في هذه الدار غداً؟!

أيها الأب الحبيب:
ستسأل في يوم عظيم عن الأمانة لماذا فرطت فيها؟! ولماذا ضيعتها؟!

إنهم رعيتك اليوم وخصماؤك يوم القيامة إن ضيعت، وتاج على رأسك إن حفظت.

قال صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها.. » الحديث.

وقال أنس رضي الله عنه ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أم ضيعه ).

وكما تقي فلذات كبدك من نار الدنيا وحرها وقرها عليك بقول الله جل وعلا { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة }.

أصلح الله أبناء المسلمين وجعلهم قرة عين وأنبتهم نباتا حسنا.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:10   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مشكلة الانطواء عند الأطفال

مشكلة الانطواء عند الأطفال



الانطواء مشكلة متشابكة معقدة، فهي نتيجة طبيعية لعدة مشكلات أخرى تتضافر وتتوحد لتنتج لنا طفلا منطويا ومنعزلا اجتماعيًا، وقد تظهر تلك المشكلة في فترات متفرقة من عمر الطفل وبشكل متدرج؛ فتبدأ من سن السنتين، وتتوهج في مرحلة المراهقة، وفي حالة تركها بلا علاج فعال قد تستمر مع الطفل مدى الحياة، وتصبح العزلة والانطواء سمة ملازمة للفرد طوال عمره، وهي مشكلة نسبتها أعلى بين الإناث قياسًا بانتشارها بين الذكور؛ نتيجة لاختلاف الطبيعة النفسية لكل منهم، وحساسية المرأة ورهافة نفسيتها.
ويظهر الانطواء على شكل نفور من الزملاء أو الأقارب، وامتناع أو تجنب الدخول في محاورات أو حديث، وهي مشكلة تسبب خلل في التفاعل الاجتماعي للفرد مع من حوله، مما يؤثر على سلوكه العام، بل ونموه العقلي أيضا.
ويمكن تعريف العزلة الاجتماعية ( الانسحاب المجتمعي ) : هي شكل متطرف من الاضطراب في العلاقة مع الآخرين، فالفرد يميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي، نتيجة لافتقاره لأساليب التواصل المجتمعي، وبذلك ينفصل عن رفاقه ويبقى منفرداً معظم الوقت ولا يشارك أقرانه بالنشاطات الاجتماعية المختلفة.
ويختلف هذا الاضطراب في السلوك من فرد لأخر، فقد يتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران؛ إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث فيها.
أسباب الانطواء:
1- أسباب فسيولوجية أو جسمية:
قد يُظن أن السبب الأساسي للانطواء هو الأسباب الاجتماعية الخاصة بالمجتمع، أو التربوية التي قد تتمثل في طريقة تعامل الأسرة مع الطفل المنطوي فقط، ولكنها ترجع أيضًا لعوامل بيولوجية !! فهي مشكلة مرتبطة بعوامل وراثية.
فالتكوين البيولوجي للفرد، والوظائف الفسيولوجية للقشرة الدماغية؛ يسهم في ظهور مثل تلك المشكلة؛ فالفرد الذي يتمتع بدرجة استثارة سريعة وقوية نسبيًا غالباً ما ينزع إلى ممارسة سلوكيات ذات صبغة انطوائية.
وقد ترجع أسباب الانطواء والعزلة إلى شعور الفرد بالنقص، نتيجة لوجود عاهة أو مرض مزمن لديه، مثل إصابته بمرض البهاق أو غيره من الأمراض التي تغير من شكل الطفل، وتؤثر على تفاعل الأطفال الآخرين معه نتيجة لشكله، أو قد ترجع العزلة لوجود عيب في النطق أو التحدث يمنع من تواصل الطفل الفعال مع من حوله من أقرانه.
2- أسباب مجتمعية:
فالمجتمع الذي يتيح للطفل فرص للتفاعل المجتمعي مع أقرانه، بل ومع من هم أكبر منه سناً ( لنقل الخبرات )، هو مجتمع يشعر من خلاله الطفل بمتنفس يستطيع من خلاله التفاعل بشكل سليم وفعال، وتحت رعاية مجتمعية تعمل على حمايته من أخطار قد يتعرض لها.
أما حين يشعر الطفل بأنه مهمش وسط المجتمع الذي يعيش فيه ولا رأي له، يفقده ذلك الثقة في نفسه، مما يفقده الشعور بالأمان، ويدفعه ذلك للعزلة والانطواء بعيدا عن أقرانه ، هربا من العقاب أو التجاهل. وقد يؤدي تغيير الموطن إلى مثل تلك العزلة، والتي يجب أن تعالج وفورا حتى لا تتفاقم.
3- أسباب أسرية تربوية:
وهي التي تستحوذ على النسبة الكبرى من الأسباب:
فالأسرة هي البيئة المجتمعية الأولى التي يتفاعل فيها الطفل، وهو فيها يكتسب ثقافته وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه، فهو يتعلم من خلالها طرق التعبير عن نفسه، وتبنى فيها اللبنات اللغوية الأولى والخبرات المجتمعية التي تتيح له دخول المجتمع الذي يعيش فيه والتفاعل معه، فالأسرة تصبغ طفلها بسمات المجتمع الذي يحيا فيه، فهي عامل الوصل بين الطفل والمجتمع، حيث يكتسب الطفل من خلالها أنماطاً اجتماعية مشتركة مع الأطفال الآخرين، مما يتيح وجود نوع من أنواع الثقافة المشتركة بين أفراد المجتمع ككل، تتيح لهم التفاعل مع بعضهما البعض وفقًا لتلك الثقافة والعوامل المشتركة، فينتج نوع من أنواع التوافق الفكري والعقلي – إلى حد ما – بين الأفراد، مما يسهل عملية التواصل والتفاعل.
ولكن هناك بعض الظواهر الأسرية التي تمنع وجود ذلك النوع من التوافق، فالبعد العاطفي والاجتماعي بين أفراد الأسرة، وأيضًا بين الأسرة ككل والمجتمع المحيط بها؛ ووجود خلل في العلاقات الأسرية، بحيث أن العلاقات السائدة داخل الأسرة لا يسودها الود والألفة، بل العراك والمشاحنات، يساهم بشكل مباشر في ظهور الانطواء عند الطفل.
فالطفل يحتاج إلى الحب والشعور بالأمان داخل أسرته منذ الأسابيع الأولى في حياته، فالحب والأمن هما عاملان أساسيان في نمو الطفل اجتماعيًا وفسيولوجيًا وعقليًا بشكل سليم وصحي. تقول المرشدة الاجتماعية " ثناء الرز ": ( إن علاقات الحب التي يكونها الطفل مع أمه وأبيه ومجتمعه الصغير في البيت، مسئولة إلى حد كبير عن تكيفه للمجتمع خارج نطاق الأسرة؛ حيث أن الطفل يخرج إلى الحياة ومعه ما تراكم في نفسه من آثار تلك الحاجة القوية إلى الحب ومدى نجاحه في إشباعها.. ).
وقد تتطور تلك المشاعر السلبية بداخل الأسرة لتتحول إلى تعرض الطفل للعنف الجسدي، مما يسبب له عدة مشاكل نفسية وسلوكية تدفعه بشكل مباشر للعزلة.
والأسوأ من ذلك هو تعرض الطفل للعنف المعنوي، الذي يعد أخطر بكثير من العنف الجسدي توجيه كلمات قاسية وجارحة للطفل كعقاب له وهذه الكلمات يكون لها تأثير حد السيف في نفس الطفل فهي تفقده ثقته بنفسه وتجعله أكثر ضعفا وتدفعه ليس للعزلة وحسب بل تدفعه إلى الكبت النفسي والعاطفي وكبت المهارات.
وكذلك الحال مع الرقابة الصارمة من الأسرة على سلوكيات وأفعال أطفالهم، فالنقد والتعنيف الشديد لأخطائهم، تجعلهم يتجنبون التفاعل الاجتماعي مع من حولهم، تجنبًا للوقوع تحت طائلة العقاب كما ذكرنا من قبل ، وكذلك التفريق بين الأطفال داخل الأسرة يسبب لهم نوعا من الانطواء والعزلة.
وقد يكون أحد الوالدين – والمقرب للطفل بالتحديد – منطويا أصلا ، فهو يقلده حتى ينال استحسانه، كما أن دعم الوالدين لانطواء الطفل على أنه أدب وحياء من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.
خطوات للعلاج:
تبدأ خطوات العلاج بالتعرف على السبب الرئيسي لانطوائه ومحاولة علاجه وبشكل فعال:
1- التربية الاستقلالية هي الحل الفعال، فكما قلنا كما أن لعامل الحب داخل الأسرة دور مهم في علاج الانطواء لدى الأطفال، وأنه بدون الحب والمودة في الأسرة تزيد نسبة تعرض الطفل للانطواء، إلا أن زيادة الحب والتدليل الزائد عن الحد يؤدي لجعل الطفل معتمد على والديه عاجزًا عن الاعتماد على الذات، فيقف ذلك العجز حاجزًا بينه وبين التفاعل مع أقرانه، لهذا على الوالدين حماية أبنائهم من التدليل وتربيتهم تربية استقلالية مما يفتح لهم أبواب المجتمع كافة ليدخلوا من أيهم شاءوا، مع مراعاة أن يكون ذلك بالتدريج.
2- يعمل الوالدين على إعادة الثقة للطفل المنطوي في نفسه، فالطفل المنطوي حساس لدرجة كبيرة، لذا يجب على الوالدين تهيئة الجو الأسري المناسب لنخرجه من حالة الانطواء وفقدان الثقة تلك، فيبدأ الوالدين بالتأكيد على حريته في التعبير عما يجيش في صدره بدون خوف أو تردد، مع إعادة تعريفه بنفسه وبنقاط القوة لديه والتأكيد عليها، ومحاولة الإعلاء من نقاط الضعف لديه أو تجاوزها.
وكذلك ينبغي على الوالدين الاهتمام بميول واهتمامات طفلهم، ويعملوا على أن يمارسها وهو يشعر بالأمان بعدم خوفه من العقاب في حالة إن أخطأ أو فشل، والتهدئة من انفعالاتنا نحوه في حالة إن أخطا، وبهذا يتحول الوالدين إلى عامل دفع ايجابي لثقة طفلهم في نفسه وفيمن حوله، فيبدأ في التفاعل معهم.
3- فتح الباب له لتكوين صداقات جديدة ، فتواصل طفلك مع من حوله وفي سنه له فوائد نفسية وعقلية وجسمية وروحية، تنعكس على توازن نمو شخصياتهم وهم في طور النمو، لذا حاول أن تشجع أطفالك على عقد صداقات مع من حولكم من الأقارب والمعارف حتى تكون مطمئنا على نوعية وطبيعة تلك الصداقات، مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه، مع ضرورة الاطمئنان علي حسن اختيار الطفل للصديق.
4- تعليم الطفل لمهارات اجتماعية محددة مثل تعليمه مهارة الاتصال وخاصة كيفية الإصغاء والاستماع، وكيفية إقامة صداقات مع الزملاء، وكيفية توجيه التحية والسلام والسؤال عن المعلومات، ومن ثم تعليمه مهارة تقبل الرفاق والزملاء.
5- على الوالدين الاهتمام بميول طفلهم الرياضية بالتحديد؛ لأنه معروف أن الرياضي اجتماعي بطبعه، ومحاولة جعله ينتمي إلى إحدى فرق الألعاب الجماعية ( ككرة القدم، أو اليد .. )، لكي يتعلم روح الفريق والتعاون.
6- عدم تحميل الطفل فوق طاقته وقيامه بأعمال تفوق قدراته؛ وذلك حتى لا يشعر بالعجز مما يجعله يستكين ويزداد عزلة عن الناس، بل ننمي قدراته وقيامه بالأعمال التي تناسب قدراته وعمره الزمني.
7- إذا كان سبب شعور الطفل بالنقص اعتلال أحد أعضاء جسمه فينبغي تدريب العضو المعتل لأن التدريب يزيد من قوة العضو المعتل، وبذلك يتخلص من شعوره بالنقص وتتحقق سعادته.
8- الاعتماد على اللعب التعبيري ( التمثيلي ) لتوصيل كيفية أن العضو الفعال في المجتمع محبوب ومحترم لدى الآخرين، وكذلك الاهتمام بالألعاب الجماعية التي يشترك فيها مجموعة من الأطفال، حتى يحتك مع أطفال آخرين من ثقافات مختلفة.
9- في بعض الحالات يكون تربية الحيوانات الأليفة المنزلية لها عامل كبير على تحسن التفاعل والنمو الاجتماعي لدى الطفل، فقد نشرت أحدى الصحف البريطانية كيف أن ببغاء صغير نجح في كسر عزلة طفل بريطاني يعاني صعوبة في النطق؛ حيث لقنه أول كلمات يتفوه بها بعد بلوغه من العمر أربع سنوات.
وحسب الصحيفة فإن الأطباء يتوقعون أن يبدأ الطفل ديلان في تعلم كلمات من مقطعين من الببغاء، وترجع هذه الظاهرة إلى شعور الطفل بالسعادة في وجود الببغاء فالببغاء نجح في لفت انتباه الطفل إليه والذي حاول بدوره تقليد أصوات الببغاء.












رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:11   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مواهب أطفالنا.. كيف نرعاها؟

مواهب أطفالنا.. كيف نرعاها؟


إن كثيراً من حضارات العالم القديم لم تهتم بالأطفال الاهتمام المنشود, كفئة اجتماعية مستقلة، ويعود ذلك إلى الاختلافات الاجتماعية والثقافية بينها, وسيادة المفاهيم الشعبية المتخلفة لتحصينهم من الأرواح الشريرة.
وبعد بزوغ فجر الإسلام كان له أكبر الأثر في اكتشاف المواهب الطفولية, ورعايتها مما أنتج عظماء في التاريخ, تركوا بصماتهم الجلية في ميادين العلم والسياسة.



وأحسن مثال على تعاهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- للموهوبين, تعاهده لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حتى كان يبيت معه في داره، ولحديث "احفظ الله يحفظك" خير شاهد على ذلك.



وقد استشفّ الصحابة هذا الأمر منه حتى أكمل مسيرته عمر بن الخطاب حين ضمّه لمجلس الأكابر من الصحابة، وقال له: لا تتكلم حتى يتكلموا! ثم يُقبل عليهم فيقول: ما يمنعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستوِ شؤون رأسه.
ولهذا لما رآه الشاعر الحطيئة أُعجب بمنطقه، وقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنّه، وعلاهم في قوله.



وانظر إلى تعاهد والده العباس لهذه الموهبة الفذّة؛ إذ قال: يا بني! إني أرى هذا الرجل أكرمك, وأدناك فاحفظ عني ثلاث خصال: لا تفشينّ له سراً, ولا تكذبنّه, ولا تغتابنّ عنده أحداً.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم يختص فقط عبد الله بن عباس, بل أفسح المجال للصغار لحضور مجالسه؛ مما حدا البخاري أن يبوّب: باب إذا لم يتكلم الكبير فهل للصغير أن يتكلم.



دور الأم في توجيه الموهوب:
يقع العبء الأكبر في توجيه الابن على عاتق الأم, وذلك لكثرة مخالطتها لابنها, ولانشغال الأب بطلب الرزق, فإن هي وضعت هذا الأمر ديدنها وشغلها الشاغل, بلّغها الله ما أرادت!!
فهاهي أم الشافعي, عندما ولدته في اليمن, لأنها أزْديّة وهو قرشي خافت عليه الضيعة, فقالت له: الحقْ بأهلك فتكون مثلهم, فإني أخاف عليك أن تغلب على نسبك, فجهّزته إلى مكة, فقدمها وهو يومئذ ابن عشر سنين, وجعل يطلب العلم!!



دور الأب في توجيه الموهوب:
كم من القدرات العلمية خبت في سِن مبكرة, بسبب الحاجة وسوء الحال, وإصرار الوالدين على ترك مقاعد الدراسة مبكراً لطلب الرزق, وهنا تكمن مسؤولية الوالد في تفريغ ابنه لهذا الشأن.



فعلى سبيل المثال كان والد هشيم بن بشير يصنع الكوامخ والمخلّلات, ويمنع ابنه من الطلب حتى ناظر أبا شيبة القاضي وجالسه! فمرض هشيم! فجاء القاضي يعوده, فمضى رجل إلى بشير فقال: الحق ابنك فقد جاء القاضي يعوده! فجاء, فقال: متى أملّت أنا هذا فقد كنت أمنعك يا بني، أما اليوم فلا أمنعك.



وهذا النووي شارح صحيح مسلم, وعمره عشر سنين يهرب من الصبيان, ويبكي لأنهم يُكرهونه على اللعب، ويقرأ القرآن في تلك الحال, وجعله أبوه في دكان فجعل يشتغل بالقرآن.
فرآه أحدهم, فقال لأبيه: هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه, وينتفع الناس به, فحرص عليه أبوه إلى أن ختم القرآن!



ملاحظة أحوال الموهوب الشخصيّة:
الطفل الذي تبدو عليه سمات الإبداع, يمكن تميّزه, شريطة عدم تجاهله أو إحباطه, إذا ما أراد إظهار شخصيته غير العاديّة.



فهذا ابن الجوزي يحكي عن نفسه قائلاً: إني أذكر نفسي ولى همّة عالية وأنا ابن ست سنين, فما أذكر أني لعبت في طريق مع الصبيان قط! ولا ضحكت ضحكاً خارجاً قط، وكنت -ولي سبع سنين- أحضر حلقة المسجد, فأحفظ جميع ما أسمعه, وأذهب إلى البيت فأكتبه، ولقد كان الصبيان ينزلون إلى دجلة، ويتفرجون وأنا آخذ جزءاً, وأقعد بعيداً عن الناس وأتشاغل بالعلم.



فهذا الوعي بالتوجيه من هذه السنّ هو ما استدلّ عليه مؤخراً العالم الإنجليزي (بيرت)؛ إذ يقول: إن الطفل يستطيع ابتداءً من سنّ السابعة أن يفكر تفكيراً منطقياً, لذا يجب تدريبه منذ هذه السنّ على الاستدلال العلمي والمناقشة المنطقية!



أمثلة على نبوغ القادة السياسيين منذ سنّ مبكرة:
هم قادة عظماء تميّزوا بالهمة العالية, وقوة الشخصية, ونفاذ البصيرة, وهذا لم يكن وليد الساعة!! بل أثبت التاريخ موهبتهم الفذة منذ الصغر, فهذا يعقوب الصفار الذي ملك البلاد، وكان وهو غلام يتعلم عمل الصُّفْر "النحاس" قال معلمه: لم أزل أتأمّل بين عينيه، وهو صغير ما آل أمره إليه؟ قيل له: كيف ذلك؟ قال: ما تأمّلته قط من حيث لا يعلم بتأملي إيّاه إلا وجدته مطرقاً إطراق ذي همة وفكر ورويّة!! فكان من أمره ما كان.



وكذلك التفت معن بن زائدة إلى ابن أخيه يزيد الشيباني وما فيه من علامات الفطنة والذكاء, فقدّمه على أبنائه, مما حدا بزوجته أن تعاتبه على ذلك، فقال لها: سأريك في هذه الليلة؟ وفى ساعة متأخرة قال: يا غلام, ادعُ لي أبنائي. فأقبلوا عليه جميعهم عليهم الثياب المطيّبة، ثم قال: يا غلام ادعُ لي يزيد! فلم يلبث إلا قليلاً أن دخل عجلاً, وعليه سلاحه, فوضع رمحه بباب المجلس, ودخل عليه! فقال: ما هذه الهيئة؟ قال: إني قلت إنك لا تطلبني في هذه الساعة إلا لأمر مهم. فقالت زوجته: قد تبيّن لي عذرك.

كيف أكتشف موهبة طفلي:
يجب أن تُكتشف الموهبة عند الطفل، ومن ثم يتم توجيهها التوجيه الصحيح, والذي يكون كالتالي:

(1) توجيهه إلى مجالس العلم:
لم يكن إحضار الصبيان إلى مجالس العلم, أمراً مستنكراً, بل كان هذا الأمر متواتراً عند السلف.
فلم تُثبط الأم أو الأب من همّة ابنهما بدعوى تعقيده! أو حرمانه من اللعب! بل جنَوْا مكاسب عظيمة, ونجنيها نحن بدورنا, وهي علماء ربانيّون بلغت مؤلفاتهم الآفاق.

قال الإمام الرازي: أحضرني أبي إلى مجلس أبي حاتم, وأنا إذ ذاك ابن خمس سنين, وكنت أنعس فقال لي والدي: انظر إلى الشيخ؛ فإنك تحكيه غداً!! فرأيته!

(2) توجيهه إلى المجالات الأخرى:
قد لا يقتصر نبوغ الموهوب على الناحية الدينية, بل يمتد إلى مجالات أخرى، كالأدبية مثلاً، ومنها على سبيل المثال: الشعر, فقد كان بشار بن برد يقول الشعر وهو صغير, أعمى , وكان لا يزال قوم يهجوهم, فيشكونه إلى أبيه, فيضربه! حتى رقّ له من كثرة الضرب, فلما طال عليه ذلك, قال له : يا أبت لِمَ تضربني, كلما شكوني إليك؟ قال: فما أعمل؟ قال : احتج عليهم بقول الله تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) فجاؤوه يوماً يشكونه، فقال لهم هذا القول؟ فقالوا: فقه بُرد أضرّ علينا من شعر بشار.

ومما يستظرف في هذا أن الكميت وقف على الفرزدق, وهو ينشد فقال: يا غلام، أيسرّك أني أبوك؟ فقال: أما أبي فلا أبغي به بديلاً، ولكن يسرني أن تكون أمي!! فحصر الفرزدق وقال: ما مرّ بي مثلها!!

(3) حاجته إلى الدعم المالي :
خوفاً على هذه المواهب أن تتوارى خلف ستار الفقر والحاجة, وتشجيعاً للموهوب بتعزيز ثقته بنفسه, وكسراً لحاجز الخجل من الإفصاح عما يعتمل في خاطره من إبداعات, كانت الحاجة إلى الدعم المالي:

وهذا القاضي أبو يوسف في صغره, وكان أهله فقراء, فقال له أبوه: يا بني لا تمدنّ رجلك مع أبي حنيفة, فأنت محتاج.
فآثرت طاعة أبي, فأعطاني أبو حنيفة مئة درهم, وقال: الزم الحلقة! فإذا نفِدت هذه فأعلمني ثم بعد أيام أعطاني مئة.
ثم تسير أم سفيان الثوري بالركب لتقول كلمتها الحاسمة في توجه ابنها إلى العلم: اذهب فاطلب العلم، وأنا أعولك بمغزلي.

أين مواهبنا اليوم؟
فمن لأبناء المسلمين الذين خبت مواهبهم, واندثرت, ما بين وطأة العمل وتطلّب الرزق, أو تحت وطأة معلمين جهله همّهم أن يحفظ الطالب ما بين دفتي الكتاب دون أن ينظر إلى ما تحويه عقلية الطالب من إبداعات, واجتهادات, حيث يتحمل المعلم كل شيء ولا يقوم فيها المتعلم بشيء.

فهي تقدم للصغار من الطلاب مشكلات الكبار بدعوى أن هذه هي الطريقة المُثلى لإعدادهم للمستقبل والتمرس بحياة الكبار, فعطّلت نموهم وألحقت بهم الضرر, فكان مثلها كمثل الأُ م التي تتعجل في إطعام رضيعها مأكولات الكبار من لحم وخضار بدلا من الحليب!!

وقد قال ( نيوتن) بأنه غير صحيح أنه اكتشف الجاذبية بمجرد رؤيته تفاحه تسقط - كما يظن الكثيرون- بل لأنه كان يفكر فيها دائماً, وأن نتائج بحوثه ترجع إلى العمل والكدّ الدائب الصبور.
ثم نحن نكُب ّ على التراث الغربي ونتلقفه بكل مساوئه, ونندب أحوال المسلمين ونراها بلا إبداعات.













رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:12   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الكذب لدى الأبناء

الكذب لدى الأبناء


الكذب شؤمه معروف ومستقر لدى أصحاب العقول السليمة قبل أن يأتي الشرع بذمه، وليس أدل على ذم الكذب من أن أكذب الناس لا يرضى أن ينسب إليه.

ويتضايق كثير من الآباء والأمهات من كذب أطفالهم لكنهم غالبا ما يصنفون الكذب لدى الطفل في دائرة واحدة، ويتعاملون معه تعاملا واحداً.

أنواع الكذب لدى الأطفال:

الكذب الذي يصدر من الطفل ليس واحدا، وله تصنيفات عدة، ومن أشهرها تصنيفه على أساس الغرض الذي يدفع الطفل لممارسته.

1- الكذب الخيالي: غالباً ما يكون لدى المبدعين أو أصحاب الخيال الواسع. فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة.

ومن أمثلة ذلك: أن طفلا عمره ثلاث سنوات أحضر أهله خروفا للعيد له قرنان، فبعد ذلك صار يبكي ويقول إنه رأى كلباً له قرنان.

وهذا اللون لا يعتبر كذبا حقيقاً، ودور الوالدين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل، ومن الخطأ اتهامه هنا بالكذب أو معاقبته عليه.

2- الكذب الالتباسي: يختلط الخيال بالحقيقة لدى الطفل فلا يستطيع التفريق بينهما لضعف قدراته العقلية، فقد يسمع قصة خرافية فيحكيها على أنها حقيقة ويعدل في أشخاصها وأحداثها حذفا وإضافة وفق نموه العقلي .

وقد يرى رؤيا فيرويها على أنها حقيقة، فأحد الأطفال رأى في المنام أن الخادمة تضربه وتكسر لعبته فأصر على أن الأمر وقع منها.

3- الكذب الادعائي: يلجأ إليه للشعور بالنقص أو الحرمان، وفيه يبالغ بالأشياء الكثيرة التي يملكها، فيحدث الأطفال أنه يملك ألعابا كثيرة وثمينة، أو يحدثهم عن والده وثروته، أو عن مسكنهم ويبالغ في وصفه.

ومن صور الكذب الادعائي التي تحصل لدى الأطفال كثيراً التظاهر بالمرض عند الذهاب إلى المدرسة.

والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الادعائي أمران: الأول: المفاخرة والمسايرة لزملائه الذين يحدثونه عن آبائهم أو مساكنهم أو لعبهم.

والثاني: استدرار العطف من الوالدين، ويكثر هذا اللون عند من يشعرون بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم أو أخواتهم.

وينبغي للوالدين هنا تفهم الأسباب المؤدية إليه وعلاجها، والتركيز على تلبية الحاجات التي فقدها الطفل فألجأته إلى ممارسة هذا النوع من الكذب، دون التركيز على الكذب نفسه.

4- الكذب الغرضي: يلجأ إليه الطفل حين يشعر بوقوف الأبوين حائلاً دون تحقيق أهدافه، فقد يطلب نقوداً لغرض غير الغرض الذي يريد.

ومن أمثلة ذلك أن يرغب الطفل بشراء لعبة من اللعب ويرى أن والده لن يوافق على ذلك، فيدعي أن المدرسة طلبت منهم مبلغا من المال فيأخذه من والديه لشراء هذه اللعبة.

5- الكذب الانتقامي: غالباً ينشأ عند التفريق وعدم العدل بين الأولاد، سواء في المنزل أو في المدرسة، فقد يعمد الطفل إلى تخريب أو إتلاف ثم يتهم أخاه أو زميله، والغالب أن الاتهام هنا يوجه لأولئك الذين يحضون بتقدير واهتمام زائد أكثر من غيرهم.

6- الكذب الوقائي: يلجأ إليه الطفل نتيجة الخوف من عقاب يخشى أن يقع عليه، سواء أكان العقاب من الوالدين أو من المعلم، وهذا النوع يحدث في مدارس البنين أكثر منه في مدارس البنات.

وهو يحصل غالبا في البيئات التي تتسم بالقسوة في التربية وتكثر من العقوبة.

7- كذب التقليد: قد يرى الابن أو البنت أحد الوالدين يمارس الكذب على الآخرين فيقلدهم في ذلك، ويصل الأمر في مثل هذه الأحوال إلى أن يمارس الطفل الكذب لغير حاجة بل تقليداً للوالدين.

8- الكذب المرضي أو المزمن: وهو الكذب الذي يتأصل لدى الطفل، ويصبح عادة مزمنة عنده، ويتسم هؤلاء بالمهارة غالبا في ممارسة الكذب حتى يصعب اكتشاف صدقهم من كذبهم.

أي هذه الأنواع أكثر رواجا؟
دلت أغلب الدراسات التي أجريت على كذب الأطفال أن أكثر هذه الأسباب شيوعا الكذب الوقائي ويمثل 70%. و10% كذب التباسي و20% يعود إلى الغش والخداع والكراهية.

- العلاج:
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الإنسان إنما يتعلمه ويكتسبه، ومن هنا كان لابد للوالدين من الاعتناء بتربية أولادهم على الصدق، والجد في علاج حالت الكذب التي تنشأ لدى أطفالهم حتى لا تكبر معهم فتصبح جزءاً من سلوكهم يصعب عليهم التخلي عنه أو تركه.

ومن الوسائل المهمة في علاج الكذب لدى الأطفال:

أولاً: تفهم الأسباب المؤدية للكذب لدى الطفل، وتصنيف الكذب الذي يمارسه، فالتعامل مع الكذب الخيالي والالتباسي يختلف عن التعامل مع الكذب الانتقامي والغرضي أو المرضي المزمن.

ثانياً: مراعاة سن الطفل، ويتأكد هذا في الكذب التخيلي والالتباسي ، فالطفل في السن المبكرة لا يفرق بين الحقيقة والخيال كما سبق.

ثالثاً: تلبية حاجات الطفل سواء أكانت جسدية أم نفسية أم اجتماعية، فكثير من مواقف الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وعدم تلبيتها له.

رابعاً: المرونة والتسامح مع الأطفال، وبناء العلاقة الودية معهم، فإنها تهيء لهم الاطمئنان النفسي، بينما تولد لديهم الأساليب القاسية الاضطراب والخوف، فيسعون للتخلص من العقوبة أو للانتقام أو استدرار العطف الذي يفتقدونه.

خامساً: البعد عن عقوبة الطفل حين يصدق، والحرص على العفو عن عقوبته أو تخفيفها حتى يعتاد الصدق، وحين يعاقب إذا قال الحقيقة فهذا سيدعوه إلى ممارسة الكذب مستقبلا للتخلص من العقوبة.

سادساً: البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك من ذلك، فقد يبدو في أحد مواقف الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب الوالدين أو ضحكهما، فيعزز هذا الاستحسان لدى الطفل الاتجاه نحو الكذب ليحظى بإعجاب الآخرين.

سابعا: تنفير الطفل من الكذب وتعريفه بشؤمه ومساويه، ومن ذلك ما جاء في كتاب الله من لعن الكذابين، وما ثبت في السنة أنه من صفات المنافقين، وأنه يدعو إلى الفجور...إلخ.

ثامنا: تنبيه الكفل حينما يكذب، والحزم معه حين يقتضي الموقف الحزم –مع مراعاة دافع الكذب ونوعه- وقد يصل الأمر إلى العقوبة؛ فإنه إذا استحكم الكذب لديه صعب تخليصه منه مستقبلا، وصار ملازما له.

تاسعاً: القدوة الصالحة؛ بأن يتجنب الوالدان الكذب أمام الطفل أو أمره بذلك، كما يحصل من بعض الوالدين حين يأمره بالاعتذار بأعذار غير صادقة لمن يطرق الباب أو يتصل بالهاتف.

ومما يتأكد في ذلك تجنب الكذب على الطفل نفسه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" رواه أحمد وأبو داوود.

عاشرا: الالتزام بالوفاء لما يوعد به الطفل، فالطفل لا يفرق بين الخبر والإنشاء، وقد لا يقدر عذر الوالدين في عدم وفائهما بما وعداه به ويعد ذلك كذبا منهما.

- المراجع:
أسس الصحة النفسية. عبدالعزيز القوصي.
الكذب في سلوك الأطفال. محمد علي قطب وآخرون. مكتبة العبيكان
لماذا يكذب الأطفال. ملاك جرجس. دار اللواء.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:13   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي مواقف تربوية

مواقف تربوية




إن من أهم عوامل نجاح فن التعامل مع الأطفال و التواصل معهم هو معرفة الخصائص العمرية لهم وبماذا تتميز كل مرحلة عمرية .

وهذه الخصائص العمرية تعطي تفسيراً مناسباً لماذا يتصرف الأطفال بهذه الطريقة التي هم عليها ومن ثم نستطيع أن نفهم مشاعرهم, وهناك عدة عوامل تساعد على فهم مشاعر الأطفال:

أولاً: الإصغاء إليهم و بانتباه .. وهناك فرق بين الإصغاء والاستماع..
الإصغاء.. أن تصغي إلى طفلك بكل حواسك.
الاستماع.. أن تسمع له وأنت تقرأ جريدة مثلاً.
مثال : عندما يلجأ الطفل إليك في أي مشكلة تواجهه, بدلاً من نصف الإصغاء يجب أن تعطي الطفل اهتمام و انتباه كامل , ومن ثم تجعل الطفل هو يفكر و يجد الحل المناسب للمشكلة لأنه عند الإصغاء و تحليل ما جرى معه تنحل نصف المشكلة مهما كانت.

ثانياً: إظهار الاعتراف بمشاعرهم مع كلمات ملائمة .
مثل: صحيح, لقد فهمت , نعم , حسناً, وما شابه ذلك؛ لأن هذه الكلمات و الإجابات تعطي الطفل دعوة أن يتحرى أفكاره و مشاعره وقد يصل إلى حلول مناسبة بمفرده.

ثالثاً: إعطاء أسماء لمشاعره التي يشعر بها الطفل.
مثل :- إذا سقط الطفل أو تألم أو فقد شيئاً بدلاً من أن نقول له أنت كبير لا تبكي..هذا لا يؤلم..أو سوف أشتري واحدة بدلاً عنها، من الضروري أن نعطي ما يشعر به اسما, حتى يسمع الطفل كلمات تعبر عن ما عاناه وأحس به, ومن ثم فإنه يشعر بالراحة لأن هناك أحد اعترف بتجربته الباطنية.

رابعاً: امنحهم ما يجنح إليه خيالهم مع تمنيات:
عندما يريد الأطفال شيئا لا يستطيعون الحصول عليه , عادة يشرح لهم الكبار لِمَ لا يستطيعون الحصول عليه بأسلوب تفسير منطقي, و كلما كان الشرح أعمق كلما كان الرفض أعمق، ولكن بمجرد فهم الطفل ومدى لهفته للحصول على ما يريد يجعلك تتحمل عدم الحصول عليه بصورة أسهل.

مثلاً:إذا طلب الطفل نوع من البسكويت أو العصير غير موجود حالياً، بدلاً من منطق الكبار: لا يوجد عندنا بسكويت بالشوكلاته يا حبيبي..عندما يصرخ الطفل ويبكي طلبا لذلك؛ يكون الرد الصحيح كالتالي:
- أعرف أنك تريده.
- يا ليت عندي قوة كبيرة وأجيب لك علبة كبيرة من بسكويت الشوكلاته.
هنا يمكنك أن تعطي الطفل أمنياته خيالاً.

أخيراً: كثيرا ما نسمع من الطفل عبارات مثل:"أنت لئيمة", "أنا أكرهك", "أنا ما أحبك ".

هذه العبارات مزعجة, لذلك أخبر ولدك بذلك بقولك :"أنا لم يرق لي ما سمعته لتوي منك, إذا كنت غاضبا من أمر ما أخبرني بذلك بطريقة ربما أستطيع أن أساعدك".

النصيحة النهائية: هي التحلي بالصبر, لأن الصبر ثمرة من ثمرات الإيمان , وتربية الأولاد جهاد يجدر بالوالدين احتساب الأجر فيه من الله سبحانه وتعالى.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:14   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تعزيز الثقة لدى الطفل

تعزيز الثقة لدى الطفل


وذلك من خلال إعطاء الطفل بعض المهمات التي يختارها هو دون ن نفرضها عليه، وذلك لشعوره بالقوة والثقة بالنفس والإحساس بالفخر في إنجاز ما يختاره من أعمال ـ وأن نبتعد عن الفكرة القائلة بأنهم لا يستطيعون ذلك .

فالأطفال لم يولدوا كذلك بل لديهم قدرات مختلفة ، بل عبارة ما أصعب هذا العمل استوحوها من المدرسة لذا فنبتعد عن زج الأطفال في أعمال لا معنى لها لأن هذا يدمر مبادئهم ويحرمهم من مشاعر الجدارة والتقدير، فتقدير الذات عند الأطفال يعتبر أحد المواقع القوية للسلوك. فمعاملة الطفل بالقمع والإذلال والسخرية تعد مدمرة لذات الطفل وبالتالي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات مع الأطفال ما يسمى بالعدوانية أو الاعتداء على الآخرين باعتبار أن ذلك يجلب له شيئًا من الشهرة والذيوع وتحقيقًا للذات.

إن افتقاد الطفل للحب مع إهمال الآخرين له، وعدم احترامهم وتقديرهم له يترتب عليه انسحاب الطفل من المجتمع الذي يعيش فيه وشعوره بالإحباط، وينجم عن ذلك ترديه في كثير من المشكلات التي تشير إلى عدم التوافق مثل اضطراب النطق والتلعثم في الكلام والعسرة في القراءة والجنوح إلى الكذب والسرقة .. الخ.

ومن هنا فإن الإسلام يقرر دور الأسرة القوي باعتبارها الخلية الأولى التي تستقبل الإنسان أول عهده بالدنيا، وهي المحضن الذي تتشكل فيه إلى حد كبير شخصية الفرد وتبنى فيها ذاته.

فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك إشارة صريحة حيث قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وهذا الحديث الشريف يبين لنا مدى استطاعة الأبوين ـ وهنا ركنا الأسرة ـ النادر في بناء شخصية الطفل وفي شعوره تجاه ذاته وتجاه الآخرين.

ونلاحظ أيضًا أن القرآن الكريم قد ضرب لنا أروع الأمثلة في كيفية التعامل مع النفس الإنسانية متمثلاً في كيفية معاملة الآباء لأبنائهم والقدرة على مخاطبة الوجدان المفعم بالحس الإيماني الصادق في قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.. } [الآيات 13 ـ 19 لقمان].

وأخيرًا نستطيع القول إن الطفل المحقق لذاته هو شخص فاعل، يدرك الواقع بفعالية ويرى العالم والناس على حقيقتهم، وما يهمنا في هذا المجال هو الاهتمام بالنوازع الفطرية التي تهدف إلى تنمية قدرات الفرد بطريقة تخدم عملية تعزيز الذات لديه والمحافظة عليها، فالطفل لديه حاجة طبيعية نحو الشعور بالتقدير الإيجابي من قبل الآخرين في شكل مشاعر حب عميق وتقبل.

وعادة ما تظهر هذه الحاجة ويتم تطويرها خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي يعتمد فيها الطفل كلية على غيره من أجل المحافظة على حياته، وعن طريق إظهار الحب للطفل والاهتمام به، وتوفير متطلباته ورعاية أمره، يبدأ في الشعور.











رد مع اقتباس
قديم 2013-09-05, 23:15   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الحاجات النفسية في مرحلة الطفولة

الحاجات النفسية في مرحلة الطفولة


إن الوقوف على حاجات الطفل وعلى كيفية تحقيقها وإشباعها شيء ضروري وهام ؛ لكي ينمو ويتفتح بشكل متزن في جوانب شخصيته المختلفة :الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية والروحية.

و يتولد عن الحاجات دوافع تكون هي المسئولة عن اختلاف سلوك الأطفال بعضهم عن بعض ؛ولذا فإن فهم طبيعة هذه الدوافع وعلاقتها بنمط شخصية الطفل يساعد الآباء على وضع إستراتيجية للتعامل مع أبنائهم .

ما هي الدوافع؟
عند الغزالي الدوافع هي: كل ما يدفع إلى النشاط النفسي أو السلوك مهما كان نوعه حركياً أو ذهنياً ،وإذا كان الغالب على الدافع أن لا يشعر به،فإن شعرنا به كان رغبة،وإن قوي واستقر كان عاطفة،فإن الغزالي يستعمل الدوافع بالمعنى الشعوري غالباً ، وتبدو العواطف من دوافع السلوك الهامة عنده.

ويرى الغزالي أن لكل سلوك دوافع وبواعث وغايات وأهداف، وأن الدوافع داخلية تستثار بمثيرات خارجية أو بمثيرات داخلية (إن مدخل الآثار المتجددة في كل قلب إما: من الظاهر عن طريق الحواس الخمس،أو من الباطن عن طريق الخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان،والمقصود أن القلب في التغير والتأثر دائماً من هذه الأسباب) .

أهمية الدوافع:
من وجهة نظر الغزالي:
1. إن طبيعة الإنسان لا تخلو من مجموعة من الدوافع يقول الغزالي: (اضطررت إلى أن يكون لك ميل إلى ما يوافقك يسمى شهوة).
2. إن الفكر لا يعمل دون باعث من دافع (فلو خلق الله العقل المعرف بعواقب الأمور ولم يخلق هذا الباعث على مقتضى العقل لكان حكم العقل ضائعاً على التحقيق) .
3. إن الإرادة لا تنجزم دون دافع (وكلما كان هذا الدافع قوياً أوجب جزم الإرادة و انتهاض القدرة).

ما هي الحاجة؟
هي نقص يعتري الإنسان في جانب ما ،يسبب حالة من التوتر،وينتج عنها دوافع تحرك السلوك نحو تحقيق الهدف فتحدث التوازن والهدوء.

هدي القرآن في الحاجات:
أقر القرآن الحاجات على اختلاف أنواعها ووضع لها ضوابط تعمل على تهذيبها وإشباعها بطريقة تضمن تحقيق التوازن والاعتدال والاستقرار للإنسان ، وتضمن له بلوغ مستويات من الصحة النفسية، وقد صنفت الحاجات عند علماء النفس ضمن مجوعتين أساسيتين وهما:

1. حاجات فسيولوجية:
يولد الوليد وهو مزود بمجموعة كبيرة من الحاجات ذات أهمية في نموه،وهي حاجات فطرية مثل الحاجة للطعام ،والماء،والنوم،والراحة، والأكسجين ،وتنظيم درجة حرارة الجسم،والإخراج، ويتوقف بقاء حياة الوليد على إشباع هذه الحاجات، ويكون إشباعها في هذه المرحلة ذاتي التنظيم،بدون ضبط إرادي ، أو مشاركة نشطة من الطفل أو الآخرين.

وهناك حاجات بيولوجية لا تشبع ذاتياً مثل الجوع والعطش وإنما تشبع بمساعدة الآخرين ،وإذا لم يحدث هذا مباشرة تزداد توترات الرضيع وآلمه ،والعلاقات الاجتماعية في إشباع هذه الحاجات من أكثر خبرات الطفل المبكرة أهمية وتكون لها آثار ثابتة في نمو الشخصية،( فالشخصية هي أسلوب في التوافق الذي ينتج عن التفاعل بين حاجاته العضوية والبيئة من حوله،سواء كانت هذه البيئة مشبعة أو محبطة لهذه الحاجات ، خلال توسط جهاز عصبي مركزي مرن متكيف).

2. حاجات نفسية:
تنمو مع الفرد مجموعة كبيرة من الدوافع المكتسبة تشتق من الدوافع الأولية تسمى الدوافع الثانوية،وتُكتَسَب هذه الدوافع من خبراتنا في البيئة وتفاعلنا مع الآخرين، فكما يسعى الإنسان لحفظ التوازن البيولوجي عن طريق التوازن البدني، فإنه كذلك يسعى لحفظ التوازن النفسي عن طريق التوازن الانفعالي، وذلك بإشباع الحاجات الشخصية والاجتماعية التي تستجد على الحاجات البيولوجية نتيجة خبرات التعلم المبكرة.

وتصبح هذه الدوافع المكتسبة عاملاً مؤثراً هاماً في سلوك الفرد وفي بناء شخصيته،وتحل محل الدوافع الأولية وتقوم بوظيفتها وتسمى دوافع سيكولوجية اجتماعية ولا يمكن للفرد أن يحتفظ بتكامل شخصيته إذا لم ينجح في إشباع تلك الحاجات النفسية والاجتماعية.

ومن أمثلتها:الحاجة للأمن ،وجوهر هذا النوع من الحاجة هو الاهتمام المتواصل بحفظ الظروف التي تؤكد إرضاء الحاجات أو إشباعها ،سواء كانت طبيعة هذه الحاجات بيولوجية أو سيكولوجية .

وأكثر حاجات الأمن أهمية هو " الأمن الانفعالي " وينشأ عن شعور الفرد بأنه سوف يكون قادراً على حفظ علاقات متزنة مرضية مع الناس الذين لهم أهمية عاطفية في حياته.

ومن الدوافع الاجتماعية الهامة " الحاجة إلى التقدير الاجتماعي " وهي تتضمن الحاجة إلى إقامة علاقات مع الآخرين،وتشمل الحاجة إلى الحب ،والانتماء ،والقبول الاجتماعي ،والزمالة والرضا،و التبعية،والحاجة إلى المكانة الاجتماعية واحترام الذات ،وتحقيق الذات،والحاجة للعب، وللضحك،وللمعرفة.

ومن الدوافع الاجتماعية أيضاً:دافع الثناء واللوم،دافع السيطرة والمنافسة،ودافع جذب الانتباه،ودافع التقليد والتعاطف...إلخ.

وفي هدي القرآن إضافة لم يُسْبَق إليها في مجال دراسة موضوع الحاجات وهي:

الحاجات الروحية:
ومن أمثلتها:
* الحاجة للدين: ويتولد عنها الميل للطاعة والعمل الصالح والعبودية بكل صورها،قال تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } الروم:30.

* الحاجة للتأمل: وهي ضرورية لزيادة الإيمان وتحفيز الهمم،وتصفية الذهن وتنشيطه وللمبادرة إلى العمل،قال تعالى :{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } الأنعام:75.

* الحاجة للمتعة والجمال: لها أثرها على نفسية الفرد وشعوره بالارتياح والبهجة والمسرة قال تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } الأعراف:32.
ويقول ماسلو: ( إن الفرد السوي الذي يتمتع بالصحة النفسية السليمة ينزع إلى البحث عن الجمال بطبيعته،ويفضله كقيمة مطلقة ومستقلة عن أي منفعة مادية).

الآثار الحسنة لإشباع الحاجات:
هذه الحاجات عوامل هامة في ضبط السلوك،حيث أنها تنشأ تحت ضغوط اجتماعية للثقافة التي يعيش فيها الفرد.

والتطور الاجتماعي للدوافع يؤدي إلى الفعل الإرادي وضبط النفس ومن بين الدوافع الأكثر كموناً والتي تعمل على ضبط أفعال الإنسان هو ما يستحث الثناء والمديح،وما يحرص على الهرب من النقد والتوبيخ.ويعتمد كل من الضبط والنمو الأخلاقي على هذه الدوافع الاجتماعية.

وإشباع الحاجات يتولد عنه شخصية إيجابية مرنة قادرة على الإنجاز والتفاعل مع الآخرين بسلام،حسنة التوافق مع المواقف والصعوبات.

الآثار السلبية لعدم إشباع الحاجات:
* إذا لم تشبع حاجات الطفل الفسيولوجية سبب ذلك إحباطاً أساسياً من حاجات النمو الوجداني والاجتماعي وهي الحاجة للأمن.
* عدم إشباع الحاجة للحب والعطف تؤثر تأثيراً سلبياً على نموه الجسمي والعقلي والوجداني.

* إن عدم إشباع الحاجات الفطرية يعرض الطفل للهلاك أو الأمراض،وعدم إشباع الحاجات النفسية يعرضه للاضطرابات والأمراض النفسية.
* وعدم إشباع الحاجات الروحية يجعله فتنة لأمراض القلب.

إن أفضل علاج في مثل هذه الأحوال يبدو في تعويض نقص التدريب أثناء الطفولة،وذلك بما يلي:
* بناء رغبات قوية للحب والعطف والاحترام.
* توفير الوسائل التي تشبع بها تلك الرغبات وأهمها زيادة وتقوية صلة الطفل بربه.

وبذلك يكون الخوف من فقدان تلك الجزآءآت أو المكافآت هو الوسيلة للتنظيم الذاتي الأخلاقي كما يحدث في الفرد السوي.

نماذج من مواقفه صلى الله عليه وسلم في إشباع الحاجات:
إن الحاجة للسرور والفرح من الحاجات الضرورية للأطفال في البناء العاطفي؛لأنها تؤثر في أنفسهم تأثيراً قوياً ،وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحريك هذا المؤثر في نفوس الأطفال لأنه يورث في النفس الانطلاق والحيوية،كما أنه يجعل النفس مرنة لتقبل أي أمر أو ملاحظة أو إرشاد.

وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال أساليب شتى منها التقبيل،إلقاء التحية،حمل الطفل ووضعه في حجرة،المسح على الرأس،وتقديم الطعام والأكل معهم،نداءهم بأحب الأسماء إليهم مثل قوله:يا عمير ما فعل النغير....ومن هذه الحاجات:

الحاجة للعب:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرى مجموعة من الأطفال يلعبون فلا يفرقهم، ولا يفسد عليهم لعبهم،بل يشجعهم على هذه الروح الجماعية والمتابعة في اللعب ( يقول يعلى بن مرة : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام فإذا حسين يلعب في الطريق ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه ، والأخرى في رأسه ثم اعتنقه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، الحسين سبط من الأسباط ) الأدب المفرد .

وعن جابر- رضي الله عنه- قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه سلم وهو يمشي على أربع- أي على يديه ورجليه- وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول:نعم الجمل جملكما،ونعم العدلان أنتما) رواه الطبراني.
الحاجة للتنافس والمكافأة:

إن التنافس يحرك في الطفل مشاعر وطاقات مكنونة لا يعرفها إلا عندما يضع في نفسه منافسة غيره من الأطفال ليتفوق عليهم والرسول صلى الله عليه وسلم يثير في نفوس الأطفال روح المنافسة ليحرك هذه الطاقة الهائلة فيهم،ومن أمثلة ذلك:

المنافسة الفكرية التي طرحها صلى الله عليه وسلم بحضرة الأطفال،أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من شجر البوادي شجر لا يسقط ورقها وإنها المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: وقع في نفسي أنها النخلة...

ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي النخلة) وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله بني العباس ثم يقول من سبق إليّ فله كذا وكذا فيتسابقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم.

إن المنافسة تنشط الأطفال وتثير هممهم وتنمي مواهبهم وتزيد معرفتهم وتنمي روح الجماعة وتدخل السرور والنشوة لديهم وتكسبهم الثقة بأنفسهم وتدربهم على مواجهة المواقف الصعبة وروح المنافسة وتكسبهم المعرفة بحدود قدراتهم الحقيقية.

الحاجة للتشجيع:
إن التشجيع المعنوي أو الحسي عنصر ضروري في تربية الطفل؛لما للتشجيع من دور كبير في نفس الطفل وفي تقدم حركته الإيجابية البناءة ،وكشف طاقاته الحيوية ،واستمراره في العمل ،وفي تتمة حديث ابن عمر السابق (قال :فلما خرجت مع أبي ،قلت يا أبتاه وقع في نفسي النخلة ،قال وما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إليّ من كذا وكذا،قال ما منعني إلا أني لم أراك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت) رواه البخاري.

الحاجة للإيمان بالله:
اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الحاجة عند الأطفال وحرص على إشباعها بطريقة سوية حتى لا يشوبها المعتقدات الخاطئة؛ ولذا أرشد الغلام الذي كان ردفه على الدابة بقوله : ( يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).

هذه غيض من فيض لحكمته صلى الله عليه وسلم في إرضاء الأطفال وتطييب نفوسهم وإراحتهم بدفع أسباب توترهم وإشباع حاجاتهم الروحية والنفسية والبدنية.

جزى الله نبينا خير ما جزى نبياً عن أمته، ورزقنا إحياء سنته ،وحشرنا في زمرته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أثناء, أرجوا, التثبيت, نبؤات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc