تفجير خمس ملايير من المفرقعات في 7 دقائق

[أم عاكف ( الأم المعلمة )]

أصيب غالبية القسنطينيين بالحسرة والغضب أيضا سهرة الخميس، عندما ظلوا يتفقدون وينتظرون الإعلان عن مكان إقامة الألعاب النارية، وأيضا موعد تفجيرها ليتمتعوا لبضع دقائق بالمشاهد التي لم تعرفها المدينة سوى مرة واحدة خلال الاحتفال بعيد الاستقلال الخمسين. وهي الألعاب النارية المستوردة من الصين والتي أسالت الكثير من الحبر وأيضا من المال، حيث بلغت تكاليفها قرابة الخمسة ملايير سنتيم، وبينما كانت الوفود العربية في فندق ماريوت بصدد أكل الشخشوخة ال قسنطينية وشباح الصفراء والمشلوش، وغيرها من الأطباق التي أصرّ السيد عبد المالك سلال أن تتنوع وألا تخرج عن التقليدي القسنطيني.
فاجأ المشرفون على التظاهرة الثقافية القسنطينيين في حدود التاسعة ليلا بتفجيرات الألعاب النارية التي دامت سبع دقائق فقط، ولأن المكان المختار هو ساحة بجامعة منتوري، فإن الفرجة لم تكن لسوى القليل من القسنطينيين، إلى درجة أن الكثيرين لا يعلمون إلى حد الآن بأن هاته الألعاب النارية قد زينت سماء المدينة، ومنهم من جاء إلى قسنطينة من مدن مجاورة خصيصا لرؤيتها، ولولا صوت الدويّ خلال التفجيرات لما انتبه أحد، وهي نقطة سوداء لأن الكثير من العائلات هرعت بنقل أبنائها والبحث عن مكان عال يطل على جامعة منتوري، وبمجرد أن وجدته حتى انتهى العرس الناري، فخاب سعيها. وهذا ما جعل الكثيرين يعربون عن غضبهم من انعدام الإشهار للحدث وتضارب الأخبار عن مكانه وعن زمانه، واختصر المواطنون التعليق على الحدث وهم غير رافضين للألعاب النارية، بأن الجزائر أحرقت خمسة ملايير من المفرقعات من دون أن يراها أحد في السرّ والكتمان على أمل أن يكون الإشهار للسنة الثقافية والعروض المقدمة مختلفا، حتى لا تضيع 700 مليار كما ضاعت الخمسة الأولى دون أن يستفيد منها الجزائريون ثقافيا وفنيا، في الوقت الذي أسفرت التحقيقات الأمنية في ضياع بعض الألعاب النارية، عن اكتشاف اختفاء 25 شمروخا مما قلص مدة الاحتفالية، التي كانت مقررة في الأول بعد تقديم الملحمة وعلى الجسر العملاق قبل نقلها يوم الأربعاء إلى جامعة منتوري.