بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد :
لاشكّ أنّ لكل مجتمع خصوصياته وتركيبته التي تختلف عن تركيبة باق المجتمعات ولهذا كان من السفاهة نقل تجربة ناجحة من مجتمع إلى مجتمع آخر أو الإعراض عن تجربة فاشلة لمجتمع آخر كما أن لكل مجتمع ظروف خاصة تحيط به .
لقد شهدت بلادنا الجزائر على غرار باق البلدان حراكا كان الصوت فيه واحدا وهو لا للعهدة الخامسة ، فما كان هذا الحراك يهتف باسقاط نظام ولا باسقاط رئيس كسب 8 ملايين صوت عندما كان مقعدا ولا يستطيع القيام ، ولكن أصبح ظاهرا لكل عاقل أن رئيس البلاد كان غائبا عن السياسة منذ مرضه أي منذ 6 سنوات والعهدة الرابعة ما كانت يجب أن تكون لعدم قدرة الرئيس على القيام بمهامه وواجبات مما حوّل الدولة إلى حكم عصابات ، فلو كان الحراك يهدف إلى إسقاط الرئيس أو إسقاط النظام لتحرك قبل 2019 ولكن حراكه كان في فترة الإنتخابات تعلن عن رفضها لترشح الرئيس لأن هذا لم يكن معقولا عند أحد ، أن رئيسا في مستشفى في الخارج يعالج وهنا في الداخل من يرشحه ويتكلم بإسمه ، و أكثر ما إستفز الناس صورة الكادر التي كانوا يأتون بها بدل الرئيس .
بعدما تبين أن البلاد كانت تحت حكم عصابة زاد الشعب في مطالبه وقال : يجب أن تسقط العصابة ، ولكن سرعان ما إكتشف أن هناك عصابتين : عصابة السعيد بوتفليقة وعصابة الجنرال توفيق ، ووافق هذا كون أن العصابتين مختلفتين ، فلم يكن لعصابة السعيد مرشحا سوى بوتفليقة الذي هو على تلك الحال و رشحت عصابة التوفيق اللواء المتقاعد علي الغديري .
وبما أن عصابة السعيد هي التي كانت تتصدر الواجهة في السلطة دخلت عصابة التوفيق كمعارضة وصدرت للحراك أسماءا لتتكلم بإسم الشعب مثل : كريم طابو ومصطفى بوشاشي
.........
ولكن سرعان ما عمل الغيورين على بلادهم على فضح هؤلاء الشرذمة وكان الجيش متعهدا بمرافقة الحراك و حماية العدالة لتأخذ مجراها وحرص على أن لا تسقط قطرة دم واحدة ، فكان موقفه يعتبر تاريخيا ، فشتان بين قيادة الجيش الآن و قيادته في التسعينات ، وشتان بين قيادة جيشنا الآن وقيادة بشار الأسد في سوريا
فكان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى الجيش الذي عمل على منجلة كلا العصابتين والقائهما في غيابات السجون ، فعصابة التوفيق في المحكمة العسكرية وعصابة السعيد في سجن الحراش عموما .
وفي هذه اللحظات إنقسم الحراك إلى حراكين :
الحراك الأول الذي كان ضد العصابة بكل انواعها فكان في صف الجيش ومع الجيش قلبا وقالبا فانسحب من الحراك وإختار خيار الإنتخابات في 12 دسمبر وهؤلاء هم الأغلبية على حسب ما يبدو .
الحراك الثاني هو الذي مازال مستمرا إلى الآن والذي تقوده أذناب عصابة توفيق وبعد المبردعين والمغسول أدمغتهم يهتفون ضد الجيش وضد قياداته ويسعون إلى مرحلة انتقالية يتم فيها إغتصاب البلاد كما لم يحلموا من قبل .
وبعد القنوات الداعمة لهذا تنقل هذا على أساس أنه حراك شعب وطبعا هو حراك شعب ضد حراك شعب وهذه هي الدمقراطية ( خلطها تصفى )
ولكن الذي يستحق الشكر بعد الله سبحانه وتعالى على نعمة الأمن وعلى النعمة التي من المتوقع أن نعيشها مستقبلا من خلال علاماتها الظاهرة هو الجيش ، نسأل الله أن يحفظه ويوفقه ويجعله دخرا للبلاد والعباد .
كان الجيش قادرا على أن يساند عصابة السعيد بكل سهولة وكان قادرا على أن يخرج للشارع وكان قادرا على أن ينتهج النهج الليبي والسوري وكان قادرا على أن يفرّق الحراك بالرصاص ولكنه لم يسلك إلا المسلك الذي يحمي فيه الشعب ويخلصه من حكم العصابتين .
وبعد هذا كله يأتي الحمقى ليرجعوا الفضل إلى الشعب وإلى حراكه ، وطبعا لا ندري هل يتكلمون عن الشعب الأول أم الشعب الثاني ، و لو كان إبن الجوزي رحمه الله حيا لأضاف هؤلاء إلى كتابه المسمى : الحمقى والمغفلين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .