lمسرحيات رائعة لتلاميذ السنة الخامسة للنسخ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

lمسرحيات رائعة لتلاميذ السنة الخامسة للنسخ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-06, 21:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Aboumakmen
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Linkicon lمسرحيات رائعة لتلاميذ السنة الخامسة للنسخ

الشخصيات :
- أحمــد : طفل في الثانية عشر من عمره، طيب، متخلق ومهذب، متفوق في دراسته.
- مصطفى : صديق أحمد، في الثانية عشر من عمره، متعاون، مؤدب ذو شخصية اجتماعية، محبًا لمساعدة الآخرين .
- يونـس : زميل أحمد, في الثانية عشر من عمره, يغلب عليه طابع الاندفاع لكنه سهل المعاشرة في الأخير .
- قاســم : صديق أحمد, في الثانية عشر من عمره، يحب التطوع والتعاون مع الآخرين.
- فريــد : طفل في الحادية عشر من عمره، سهل المعاشرة ومتعاون .
- إليـاس : زميل أحمد, في الثانية عشر من عمره، شخصية ضعيفة، لا يستقر على رأي.
- رقيـة : أخت أحمد، إحدى عشرة سنة تقدر الجميل والمعروف، هادئة .

مشاهد المسرحية
- المشهد الأول : الحريق
- المشهد الثاني : مأساة وأمل
- المشهد الثالث : دموع وشموع
- المشهد الرابع : أبناء الجزائر

- المنظر العام للركح:
- منظر لساحة تطل عليها أبواب منازل الحي.
- كل المشاهد تدور أحداثها أمام هذا المنظر.

المشهد الأول
المكان شارع متصل بساحة يلتقي فيها الأطفال الذين تطل منازلهم عليه. يتخذون من اللعب بالكرة متنفسًا لهم، الوقت صباح يوم عطلة.
الأطفال في الشارع، يتحاورون، يلعبون. أحمد لم يظهر بعد.
الأطفـال : قاسم – مصطفى – إلياس – يونس
مصطفى : أين أحمد؟ لم يأت للعب معنا هذا اليوم.
يونــس: هكذا أنت دائما يا مصطفى .
مصطفى : كيف يا يونس؟
يونــس: إنك لم تتذكر سوى أحمد.
مصطفى : لم أفهم.
إليــاس: « بحنق وغضب» كأنه لا يوجد...غير أحمد حتى تسأل عنه وحده.
مصطفى : « مؤنبا» إنه زميلنا في المدرسة.
قاســم : وقبل هذا... فهو جارنا.
يونــس: « يضحك ساخرًا » ماذا ما قلت... جارنا «يردف قائلا متجها بالحديث إلى إلياس»
أسمعت يا إلياس: أحمد.... جارنا . «.يضحك مستهزأ»
إليـاس : هذا... الذي سكن بالأمس في حينا.
يونـس : « بسخرية » أرأيت?!... لقد أصبح جارنا.
قاســم: حتى وإن كان كذلك فمن واجبنا السؤال عنه.
مصطفى: بل وزيارته إذا لزم الأمر...
يونـس : « مقاطعا مصطفى» أنت بالذات يا مصطفى... لا أريدك أن تكلمني عن أحمد.
مصطفى: لماذا ؟!
إلـياس : لأنك تفضله علينا جميعا.
مصطفى: لم أفضله على أحد.
قاســم: إنه واحد منا.
يونـس : لا أعرفه.
إليـاس : بل لا أريد حتى الحديث عنه.
مصطفى: لماذا يا إلياس ؟
إليـاس : لأنه غريب عن حينا.
يونـس : كما أننا لا نطيقه .
مصطفى: هلا أجبتني بصدق يا يونس ؟
يونـس : أجيبك!
مصطفى: لماذا لا تطيقه؟
يونـس : لأنه متكبر ومغرور.
مصطفى: وكيف هذا ؟
يونـس : ألم تره كيف يغدو مسرورًا فرحًا... بالعلامات الجيدة التي يتحصل عليها
في مادتي الرياضيات واللغة؟
مصطفى: « مندهشًا » أبدًا... لم ألاحظ منه غرورًا و لا تكبرًا.
قاســم: « معللا» طبيعي أن يفرح بتفوقه ونجاحه في دراسته.
إليـاس : حتى المعلمين يبالغون في مدحه.
مصطفى: ذلك جزاء من ثابر واجتهد.
يونـس : بل من خلال حديثه المعسول معهم.
إليـاس : إنك لا تكاد تسمع له صوتًا وهو يحدثهم .
قاســم: ذاك هو التلميذ المؤدب المهذب .
يونـس : أما مدير المدرسة ...
قاســم: « مقاطعا يونس » آه يا يونس لم ينج منك حتى المدير.
إليـاس : نعم... لقد شكره وشجعه أكثر من مرة .
مصطفى: يستحق ذلك لأنه نشيط ومجتهد .
يونـس : « في خبث» سيبقى غريبا دخيلا علينا مهما قلتم فيه.
إليـاس : « معاندًا» لن نقبل به صديقا و لا زميلا.
قاســم: ذلك لأنكم تكرهون نجاحه وتفوقه.
يونـس : نكره أو نحب فهذا أمر يعنينا.
مصطفى: هكذا أنت دائمًا لن تتغير.
قاســم: ثم إن ... «يلتفت إلى شماله»
« تدخل ليلى وفريد مسرعين يصرخان »
ليلــى: « تلهث من الجري» مصطفى ! مصطفى!
مصطفى: « يلتف في حيرة» ما بك يا ليلى ؟
ليلــى: « تأخذ نفسا عميقا» أحمد يا مصطفى أحمد...
قاســم: «يتقدم نحو ليلى » ماذا حدث لأحمد يا ليلى؟!
مصطفى: « مفجوعا» تكلمي يا ليلى... أرجوك.
ليلــى: « في حزن» لقد شب حريق في بيت جارنا أحمد.
مصطفى: «وكأنه غير مصدق» ماذا قلت حريقا؟
ليلــى: نعم يا مصطفى حريق مهول. « تتنهد»
قاســم: يا إلهي... حريق في بيت أحمد!
ليلــى: « في فتور» ولم يستطع أحد إخماد النار .
مصطفى: ولكن أين هم رجال الإطفاء ؟
ليلــى : لم يصلهم خبر الحريق إلا متأخرا.
فريــد : « بحسرة وحزن» لقد أكلت ألسنة النار... كل شيء.
مصطفى: ولكن أين كان أفراد العائلة؟
ليلــى : الأب كان في مكان عمله.
قاســم : والأم أين كانت؟
ليلــى : كانت في الحمام تغسل الملابس.
فريــد : أما أحمد ورقية فكانا في غرفتيهما.
مصطفى : وكيف حدث الحريق؟
ليلــى : كانت الطفلة وداد تلهو بأعواد الثقاب في المطبخ.
قاســم : فهي التي أشعلت النار إذا؟
ليلــى : نعم... يقولون ذلك.
مصطفى: وأين هم الآن؟!
ليلــى : لقد نقلوا جميعهم إلى المستشفى.
فريــد : يقولون إن الطفلة وداد في حالة خطيرة.
قاســم: وأحمد... ؟
مصطفى: هل كان معهم وقت الحادث يا فريد؟
فريــد : قد أصيب بحروق هو الآخر مع أخته رقية... لكنها بسيطة.
ليلــى : وقد نقلا إلى المستشفى مع بقية الأسرة.
قاســم : « متأثرا» مسكين يا أحمد...
مصطفى: « ملتفتا إلى أصدقائه» هيا يا أصدقاء فلنذهب لزيارته.
قاســم : « يلتفت إلى يونس» هلا أتيت معنا يا يونس؟
يونـس : « في لا مبالاة» اذهبوا... اذهبوا... سألحق بكم.
ليلــى : « تلتفت إلى إلياس» هيا يا إلياس فلتذهب معنا.
إليــاس: سأصطحب يونس وسألحق بكم.
« ينصرف الأطفال ,يبقى يونس و إلياس على الركح لوحدهما».
يونــس: « متقدما نحو الجمهور» اذهبوا... اذهبوا لزيارته أيها الحمقى.
إليــاس: اذهبوا إليه فلن تخفف زيارتكم حروق أحمد ولن تداويها.
يونــس: إني أكرهك يا أحمد... أكرهك.
إليــاس: لقد جئت من مدينة بعيدة عن مدينتنا.
يونــس: كنت تستحوذ على اهتمام كل المعلمين والتلاميذ.
إليــاس: حتى أطفال الحي يحبونك أكثر مني.
يونــس: لماذا أقوم بزيارتك؟!
إليــاس: ولماذا أسأل عليك؟!
يونــس: إنك غريب... وستبقى الغريب.
إليــاس: « ملتفتا الى يونس» هل ستذهب لزيارته يا يونس؟
يونــس: مستحيل... لن أذهب أبدًا ، لن أذهب... وأنت؟
إليــاس: لا لن أذهب إليه أيضا.
يونــس: « منصرفاً» لن يرى مني غير البغض والكراهية والحقد.
* ينتهي المشهد الأول*
 المشهد الثاني
« يدخل الطفلان مصطفى وقاسم وهما في تأثر شديد »
قاســم : « في حزن» أريت كيف أصبح حال أحمد؟
مصطفى : مسكين أنت يا أحمد.
قاســم : لقد ازدادت آلامه... بموت أخته وداد.
مصطفى : أرأيت لباس أحمد وأخته رقية.
قاســم : تفحمت... وتمزقت من جراء الحريق.
مصطفى : « بفتور» رب الأسرة المسكين... حزين جدا.
قاســم : ما الذي سيصنعه؟
مصطفى : لن يستطيع فعل شيء.
قاســم : الأم المسكينة لم تكف عن البكاء.
مصطفى : يكفيها حزنا أنها فقدت ابنتها الصغيرة وداد.
قاســم : « بمرارة » لقد أكلت النيران كل شيء... كل شيء.
مصطفى : « في حيرة» معناه أن العائلة المسكينة لم تعد تملك شيئا.
«يدخل فريد مهرولا».
« يدخل يونس و إلياس خلسةًًًًًًًً ليستمعا ما يدور من حديث بين الأطفال... »
فريــد : أهلا أصدقائي «يأتي وعلامة التأثر بادية على وجهه »
قاســم : أهلا فريد ... هل رأيت أحمد اليوم؟
فريــد : لا لم أره ... يقولون إنه حزين جدا.
مصطفى : لذلك فقد لزم بيتهم.
فريــد : إنه لا يقوى على المشي كثيرا.
مصطفى : أتدرون يا أصدقائي... ما الذي أفكر فيه الآن؟
قاســم : ما الذي تفكر فيه؟!
مصطفى : أفكر في أن نقف كلنا اليوم مع أحمد.
فريــد : كيف ذلك؟
قاســم : لم نفهم ما تعنيه ، أفصح ...
« يظهر الطفلان يونس و إلياس قليلا لسماع ما يدور من حديث بين الأطفال ».
مصطفى : ما رأيته اليوم... أن النار قد أكلت كل شيء في بيت أحمد.
قاســم : لقد أصبح كل ما في البيت رمادًا.
مصطفى : ثم إن العيد على الأبواب.
فريــد : صحيح... لم يبق عليه سوى أسبوعين.
مصطفى : واجبنا اليوم تخفيف ألآلام عن أحمد.
قاســم : كيف هذا؟
مصطفى : علينا التضامن و التكافل معه.
فريــد : حقا... كيف غابت عني هذه الفكرة؟!
قاســم : فعلا... إنها فكرة صائبة وسديدة.
مصطفى : علينا أن نتبرع بمصروفنا هذه الأيام لأحمد.
فريــد : نستطيع حينها شراء ملابس جديدة له.
قاســم : بل سنحاول شراء بعض اللوازم لبيتهم إن استطعنا.
مصطفى : نعم يا قاسم، نعم.
فريــد : « متحمسًا» سنعرض هذه الفكرة على كل أصدقائنا وزملائنا في المدرسة.
قاســم : « بلغة الواثق » لا أظن أننا سنجد من يعارضها.
مصطفى: سأبدأ حالا في هذا الأمر... « ويهم بالخروج.»
فريــد: سأذهب معك لأساعدك.
قاســم: سآتي معكما... هيا بنا.
« وينصرف الأطفال »
« يونس وإلياس يخرجان من وراء الستار، تطفأ الأنوار فلا يرى على الركح
غيرهما...»
يونـس : « بغضب» ما الذي ينوي فعله... هذان الغبيان؟
إليـاس : « بسخرية» ومن هذا أحمد... حتى يتضامنوا معه.
يونـس : « بدهشة» ثم كيف سيتضامنون معه.
إليـاس : ذاك هو الطفل الغريب عن حينا.
يونـس : إنهم لا يعرفون حتى من أية جهة من الوطن هو.
إليـاس : أهو من شرق البلاد أم من غربها؟!
يونـس : بل لا يعرفون أي مدينة كان يقطن!
إليـاس : يتحدثون عن أحمد... وكأنه قريب لهم.
يونـس : بل عن... أخ لهم.
إليـاس : أيعقل... أن أتضامن مع كل واحد من أبناء وطني!؟
يونـس : أيعقل... أن أحرم نفسي من مصروفي لفائدة أحمد!؟
إليـاس : كلا، وألف كلا.
يونـس : أيعقل أن أحرم نفسي... من هذه الحلوى أو هذه الشكولاطة.
« يخرج قطعا من الحلوى والشكولاطة »
إليـاس : « في مكر» أرأيت يا يونس!
يونـس : « يسلمه بعض الحلوى » خذ يا يونس ذق طعمها.... تلذذ مذاقها.
إليـاس : أممم ... «يأكل بنهم» ما أحلاها... « يحدق في شكلها ولونها»
يونـس : كل يا إلياس... كل وتذوق «هنا يظهر مشهد الطفلين يأكلان بنهم ويتحدثان، يضحكان، يقهقهان. حتى أنه لم يعد يفهم ما يقولانه »
يونــس: أرأيت...! لن أشبع منها أبدًا.
إليــاس: حقًًا ... حقًا يا صديقي.
يونــس: إني لا أشبع منها ولو أكلت كل ما يجلبه "عمي محمود" إلى متجره.
خذ يا إلياس ... تمتع. « يسلمه قطعة شكولاطة »
إليـاس : « يأكل ضاحكا » ما أشذى عطر هذه الشكولاطة.
يونـس : أنظر إلى لونها, أليس جميلا.
إليـاس : جميل... «يمضغ وينظر إلى الحلوى والشكولاطة بإعجاب» بل رائع.
يونـس : لو كان أحمد من مدينتنا... لفكرت في الأمر.
إليـاس : لو كان من سكان حينا لتضامنا معه ولكنه ... « يقاطعه يونس»
يونـس : غريب...«يأكل بتلذذ» و سيبقى غريبًًا.
إليـاس : في المساء سأشتري مصروفي كله حلوى و شكولاطة.
يونـس : لا تنسني يا إلياس.
إليـاس : كيف أنساك يا صديقي، كيف أنساك... ؟!
سنقضي معًا مساءًا جميلاً ... إلى اللقاء.
« ينسحب الطفلان يقهقهان » وينتهي المشهد الثاني *

 المشهد الثالث
« يدخل أحمد وأخته رقيه وآثار الحروق بادية على مواقع كثيرة من لباسهما. رقية
تبكي وأحمد يواسيها»
« تدخل رقية باكية ليلحق بها أحمد . تصاحبهما موسيقى حزينة تنخفض عندما
يتكلم أحمد وترتفع عندما تتكلم رقية, وذلك لأن رقية أكثر حزنا من أخيها أحمد»
أحمد : هيا رقية... كفاك بكاءً!.
رقية : قد حاولت كثيرا... لكني لم أستطع. «يعلو بكاؤها«
أحمد : أعلم يا أختي.
رقية : ذلك المشهد الرهيب... لن أنساه أبدا... «تبكي«
أحمد : ومن يستطيع أن ينساه يا أختي.
رقية : كانت أختي وداد... تصرخ وتصيح أمي أنقذيني... رقية ساعديني... « تجهش بالبكاء»
أحمد : ولكن أمي... لم تستطع إنقاذها.
رقية : وأنا لم أستطع... حتى الاقتراب منها لقوة اللهب . « تبكي«
أحمد : لقد جازفت و اقتربت... لكن النيران حالت بيني وبينها.
رقية : ما إن وصل أبي إلا كانت وداد المسكينة قد ... « تبكي»
أحمد : لقد أسرعوا بها إلى المستشفى ولكن ... « يبكي»
رقية : يا إلهي يا وداد كم كنت جميلة وكم كنت أحبك. « يعلو صوت بكائها من جديد»
أحمد : « ماسحا دموعه» تأكدي يا ليلى أننا لن ننساها أبدا.
رقية : صورتها لا تفارق خيالي... « تبكي» وهي تصرخ وتستغيث.
« تمسح دموعها »
أحمــد : تلك مشيئة الله يا أختي.
رقيــة : ماتت المسكينة وهي تنادي أمي... أمي.
أحمــد : ذاك هو قدرها.
رقيــة : كيف سنستطيع العيش وأبي المسكين لم يعد يملك شيئا .تجهش بالبكاء
أحمــد: سيتولى أمرنا الله.
رقيــة: ثم كيف نستطيع الذهاب إلى المدرسة بهذه الملابس. « آخذة بأطراف ملابسها »
أحمــد: ولكن ... تقاطعه رقية ولكن ماذا؟
« تنسحب رقية باكية . يعلو صوت الموسيقى الحزينة ليعم المكان.»
« يناديها أحمد فلا تجيبه »
« في هذه الأثناء يدخل الأطفال على أحمد»
مصطفى – قاسم – فريد – يونس وإلياس
مصطفى: كيف حالك اليوم يا أحمد؟
أحمــد: ما يؤرقني... حالة أختي رقية.
مصطفى: لا تحمل هما يا أحمد... سنساعدك إن شاء الله.
قاســم: لقد اتفقنا أن نتبرع لكم بمصروفنا الأسبوعي.
أحمــد: « في يأس » لا أريد أن أنقص من مصروف أحدكم شيئا.
فريــد: لا تقل هذا يا أحمد .
مصطفى: نحن جيران... وزملاء وأصدقاء.
قاســم: وهذا أقل ما يجب فعله تجاهك.
أحمــد: لا أريد أن أثقل عليكم يا إخواني.
فريــد: لقد قررنا هذا... ولن نتراجع يا أحمد.
أحمــد: أشكركم يا أصدقائي ولكن ...
مصطفى: « مقاطعا أحمد» لا تقل شيئا يا أحمد.
قاســم: لن ندعك هكذا .
فريــد: سنحاول فعل كل شيء من أجلك.
مصطفى: لا تظن... أن واحدًا منا سيعارض هذا.
قاســم: أكيد يا مصطفى... فعلينا جميعًا أن نتعاون الآن.
فريــد: إنك واحد منا يا أحمد.
أحمــد: لا أعرف ما الذي سأقوله.
مصطفى: لا تقل شيئا ... سنتبرع لك كلنا.
قاســم: إنه واجبنا كلنا... كلنا.
فريــد: وكل الأصدقاء مستعدون لذلك... بدون استثناء.
« وهنا يتكلم يونس»
يونـس : إلا أنا... فلست مستعدًا.
قاســم: كفاك مزاحًا يا يونس.
يونـس : إنها الحقيقة.
فريــد: وأية حقيقة هذه يا يونس؟!
يونـس : لأني لا أملك ولو... سنتيمًا واحدًا.
مصطفى: « بغضب» لا تملك سنتيمًا... إنك تكذب.
يونـس : ها هو ذا إلياس إسألوه إن شئتم.
إليـاس : صحيح... إنه لا يملك نقودًا.
قاســم: إنك كاذب مثله.
يونـس : « بغضب» قلت لكم... إني لا أملك شيئا.
قاســم: ما الذي تقوله.
يونـس : الذي سمعته.
فريــد : أتحسبنا أغبياء لا نعرف كم يعطيك أبوك كمصروف يومي.
مصطفى : إنك تجمع من النقود في الأسبوع... ما لا نستطيع جمعه كلنا.
يونــس: حتى وإن كنت كذلك فلن أتبرع لأحمد.
قاســم : هلا أفهمتنا السبب يا يونس.
يونــس: لأن أحمد ليس من سكان حينا.
قاســم : بل هو من سكان حينا.
يونــس: منذ متى؟
قاســم : منذ سنوات.
يونــس: قلت منذ سنوات...فهو ليس من حينا إذًا.
إليــاس: « ينظر إلى يونس بمكر» بل ليس من مدينتنا.... إنه من مدينة بعيدة.
مصطفى : « بتمعن» وكأنك لا تريد التبرع كذلك يا إلياس.
إليــاس: إذا لم يكن عند يونس نقودًا... فكيف سيكون لي.
مصطفى : هكذا إذا!؟
إليــاس: هل تعرف من أية جهة من البلاد أتى أحمد وعائلته.
مصطفى : لا يهمني... بقدر ما تهمني حالة أحمد و عائلته.
إليــاس: لست مستعدًًا أن أتضامن مع الغرباء عن مدينتنا و حينا.
مصطفى : أأنت الذي تقول هذا يا إلياس .
إليــاس: إنها الحقيقة التي يجب عليكم معرفتها.
يونــس: ثم... « يقاطعه أحمد »
أحمــد : اذهبا فلست ممن ينتظر صدقة من أحد.
يونــس: سأذهب ولن أتضامن معكم أبدا.
إليــاس: ولن أتبرع لأي كان حتى يكون أخي من أبي وأمي.
« يهم إلياس ويونس بمغادرة الركح يستوقفهما مصطفى »
مصطفى: انتظر يا يونس... عليك أن تعرف أننا لا نتضامن مع أحمد لأنه جارنا وزميلنا فحسب... ولكن قبل هذا وذاك فهو إنسان في محنة يتطلب منا مساعدته ومؤازرته.
« يبدأ نشيد *جزائرنا يا بلاد الجدد* بصوت منخفض مصاحبًا لتمثيل الأطفال»
قاســم : ولأنه واحد من أبناء هذا الوطن الواحد... الذي ننتمي إليه كلنا.
فريــد : إنه واحد من بلدنا الجزائر بلد المليون ونصف المليون من الشهداء.
مصطفى : أولئك الشهداء الذين قاموا بتلك الثورة التي أذهلت العالم كله.
فريــد : لم تكن لتنجح تلك الثورة إلا بالاتحاد والتعاون.
قاســم : لقد التف كل مجاهدي الوطن حول راية واحدة.
مصطفى : همهم الوحيد هو تحرير أرض الوطن من الاحتلال.
فريــد : لم يكن لديهم هذا التفكير.
قاســم : لم يكن لديهم هذا مجاهد من الغرب أو من الشرق
مصطفى : كانوا يقتسمون الرغيف الواحد ولو كان صغيرًا، يلتحفون غطاءً واحدا وإن كان ضيقًا.
فريــد : كانوا يصطفون جنبًا إلى جنب في ميادين الشرف.
قاســم : فكانت دماؤهم الطاهرة الزكية تمتزج وتختلط.
مصطفى : كأن لسان حالهم يقول لعساكر العدو المحتل: إن هذه دماء تفجرت من عروق جسد واحد لا حياة لعضو دون العضو الآخر.
فريــد : ذلك ما تعلمناه من أجدادنا يا يونس .
قاســم : تعلمنا أن التعاون والإتحاد قوة لا تضاهيها قوة.
فريــد : اذهب يا يونس ستندم لا محالة .
مصطفى : هيا يا أصدقائي فلنتركهما وشأنهما.
« وهنا تدخل ليلى مهرولة ومستبشرة »
ليلــى : أصدقائي أبشروا لقد استجابت الصديقات لندائنا.
مصطفى : شكرا لك يا ليلى على مجهودك.
ليلــى : لقد جمعت بعض التبرعات على أن أكمل ما تبقى في المساء ... خذ هذا الذي جمعته هذا الصباح.
فريــد : جازاك الله خيرا يا ليلى.
قاســم : هيا أصدقائي فليقم كل بدوره.
مصطفى : هلموا يا إخواني.
« وينصرف الأطفال ويبقى يونس و إلياس لوحدهما »
يونــس: يا الهي ما الذي فعلناه يا إلياس؟
إليــاس: أرأيت، أنحن أغبياء إلى هذه الدرجة!
يونــس: كيف نترك أحمد ولا نساعده؟
إليــاس: فعلا لقد غابت عنا هاته الفكرة.
يونــس: إننا أبناء وطن واحد, مهما ابتعدت عنا المسافات.
إليــاس: حقيقة كيف لم ندرك هذا ؟
يونــس: نعم... من واجبنا أن نتعاون.
إليــاس: حتى لا يبقى بيننا مصاب ولا محتاج.
يونــس: كيف أنسى أن أجدادنا قدموا الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.
إليــاس: ونحن نبخل اليوم ببعض الدراهم على أحمد المسكين.
يونــس: يا إلهي ما الذي نستطيع فعله الآن.؟
إليــاس: نتبرع له كما تبرع له بقية الجيران والأصدقاء.
يونــس: بل سأفعل أكثر من هذا.
إليــاس: ما الذي ستفعله؟
يونــس: سأطلب من أبي أن يتبرع لعائلته.
إليــاس: جميل جدًا.
يونــس: حينها سيحذو حذوه كبار حينا.
إليــاس: فعلا لقد أصبت.
يونــس: هيا بنا.
« ينتهي النشيد« « وينسحب الطفلان»
وينتهي المشهد الثالث *
 المشهد الرابع
« يدخل مصطفى وفريد وقاسم يدخلون وعلامات الفرح بادية على وجوههم»
فريــد : هل رأيتم أحمد اليوم.
مصطفى: نعم, إنه ممنون لكم على مساعدتكم إياه.
قاســم: لقد كان عملاً رائعًًا حقًا.
مصطفى: الحمد لله أننا استطعنا مساعدته .
فريــد: وجمعنا الكثير من المال.
قاســم: لقد كان الجيران في المستوى.
مصطفى: كبار الحي كانوا كرماء.
قاســم: إنهم أحرار الجزائر.
فريــد: النسوة دورهم كان مميزًا.
مصطفى: أنهن حرائر الجزائر.
قاســم: « يضحك» المتسولون اختفوا هذه الأيام.
فريــد: عرفوا أن هناك من هم أحق منهم بالمساعدة.
مصطفى: صحيح, عائلة أحمد تستحق كل خير.
« في هذه الأثناء يظهر أحمد وأخته رقية وقد لبسا لباسًا جديدًا يحملون بأيديهم محفظات جديدة »
« فور ظهورهم على الخشبة ينطلق الأطفال نحوهم مستبشرين برؤيتهم »
أحمــد: لا أعرف كيف سأشكركم.
مصطفى: لا داعي لهذا الكلام يا أحمد.
أحمــد: صنيعكم هذا لن أنساه أبدًا.
مصطفى: لم نفعل غير الواجب.
أحمــد : لقد كنتم بحق نعم الجيران والأصدقاء.
رقيــة : حقا لقد قمتم بالكثير من أجل عائلتنا.
قاســم : هوني عليك يا رقية « يظهر عليه بعض الخجل، فيطأطئ رأسه»
رقيــة : بحق، عائلتنا مدينة لكم بالكثير.
مصطفى : ما أعجبني التفاف كل الجيران حولكم.
رقيــة : لقد كان موقفًا عظيمًا إذ أخرجنا من محنتنا.
قاســم : ما كنا لنترككم لوحدكم.
فريــد : كان لزامًا علينا الوقوف بجانبكم
« يدخل يونس و إلياس وليلى »
يونــس: أحمد كيف الحال؟
أحمــد: أشكر الله وأشكركم لما قدمتموه من معروف تجاهنا.
إليــاس: أظن أن العائلة أفضل حالا الآن.
« يتقدم قاسم بجانب أحمد وينهره »
قاســم : لماذا تكلمهما يا أحمد؟... إنهما لم يتبرعا لكم.
أحمــد : بلى يا قاسم أنهما قاما بواجبهما وأكثر.
رقيــة : خاصة يونس... إنه السبب في وقوف كبار الحي معنا.
قاســم : صحيح.
مصطفى : لقد تغيرا يا قاسم.
فريــد : لقد تبدلا فعلا خاصة يونس.
قاســم : أحسنت صنيعا يا يونس... «يستدرك» وأنت كذلك يا إلياس.
يونــس: « بغضب» أعلم يا قاسم أنني ربما كنت جاهلا أو غافلا.
إليــاس: لكننا لم نكن يوما بليدين.
يونــس: ولن نكون أبدا.
إليــاس: وقوفكم مع أحمد علمنا الكثير.
يونــس: علمنا أنه من واجبنا أن نتعاون.
إليــاس: لأننا أبناء وطن واحد.
يونــس: نساعد أيًا كان من أبناء وطننا.
إليــاس : سواء أكان من شرق البلاد أومن غربها، من جنوبها أو من شمالها.
يونــس: أيقنت أن رقينا باتحادنا وتعاوننا.
إليــاس: بالتضامن نحقق أسمى مراتب الرفعة والازدهار.
يونــس: نعم أخطأنا ونحن ...
«يقاطعه أحمد ويربت على كتف يونس»
أحمــد : لا تغضب يا صديقي لا تغضب.
يونــس: ألم تسمع ما قاله؟
أحمــد : بلى... إنه يجهل الأمر.
قاســم : عذرا يا إخوتي لقد أخطأت في حقكم.
فريــد : سامحنا يا يونس سامحنا.
يونــس: سامحتكم.
« ويتعانق الطفلان وينضمان إلى إلياس, ليتعانق الجميع في الأخير وأغنية رابح درياسه * أولاد بلادي* تعم المكان »
أحمــد: أيقنت أننا ببلد الخير.
مصطفى: أو ليس بلد المليون ونصف المليون من الشهداء.
فريــد: لن تعصف رياح التشتت ببلدنا، لن تعصف.
قاســم: سيبقى متماسكاً... تماسك جبال الأوراس.
مصطفى: شامخاً... شموخ نخيل الجنوب.
فريــد: معطاء... عطاء أشجار التين الجزيل.
ويصطف الأطفال مستقبلين الجمهور، واضعين أيديهم
في أيدي بعض ويقولون مرة واحدة.
تـــحيا الجزائر
و يسدل الستار معلنا النهاية *

التلميذ والكتاب
N :
انتهت السنة الدراسية فحمل التلميذ محفظته وجلس على حافة الرصيف ثم فتح المحفظة وبدأ في إخراج الكتب والكراريس واحدا تلو الآخر، تصفحهم قليلا، نظر إلى كراس القسم وتأمل ملاحظات المعلم التي كان قد وضعها أثناء تصحيحه لأعمال التلاميذ فكان يمعن النظر في العلاقات المرتفعة ويبتسم لها ويغض الطرف على العلامات الضعيفة وكأنه لم يرها وتساءل في نفسه.
التلميذ : من المؤكد أنني أنتقل إلى القسم الموالي وما فائدة هذه الكتب فقد انتهت فائدتها فهم بحرقها، أخذ كتاب القواعد.
الكتاب : أنت ممن لا يقر بالجميل، هكذا نطق الكتاب في يده.
التلميذ : اندهش واضطربت حالته وقال في فزع كتاب يتكلم!!!...
الكتاب : طول دهري صامتا والألسنة تترجم كلامي.
التلميذ : ومن الذي أنطقك الساعة؟
الكتاب : أنت، أنت كنت السبب في نطقي.
التلميذ : أنا أنا السبب في نطقك معاذ الله كيف؟
الكتاب: ألم تقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه..." قد نطقت بلساني لأنهاك عن منكر. وهو حرق الكتب.
التلميذ : لكن لا فائدة لي منها بعد اليوم.
الكتاب : ألم أقل لك أنك لا تقر بفضل الجميل عليك من الآخرين!
التلميذ : أي جميل تقصد ؟
الكتاب : كم لازمتني من الوقت ؟
التلميذ : ثمانية أشهر وبضعة أيام، كيف كانت الحالة التي اشترتني عليها.
التلميذ : كنت جديدا
الكتاب : أنظر إلى حالتي اليوم ممزق مطوي الأوراق لم تحفظني حتى بغلاف.
التلميذ : قد حرصت عليك مدة السنة الدراسية
الكتاب : أعرف لأن مصلحتك في تلك الفترة هي الاستفادة من معلوماتي ولكن لا جدوى من صداقتك.
التلميذ : وهل للكتاب صداقة؟
الكتاب : ألم تقرأ "وخير جليس في الأنام كتاب"؟!
التلميذ : لكن أين هي دلائل الصداقة في الكتاب؟
الكتاب : مع من كنت تقضي أوقات فراغك ومن كان يزودك بالمعلومات.
التلميذ : الكتاب طبعا.
الكتاب : أيعقل أن تغدر بمن كان أليفا في وحدانيتك ورفيقا.
التلميذ : لا، لا أعاهدك أن لا أفعل قد اعترفت بخطئي لن أحرق كتابا بعد اليوم أو أمزقه.





الشارع والمدرسة
الراوي:
المدرسة هي الأم الثانية التي يتربى بين أحضانها الأطفال فهي ترعاهم وترعى طموحاتهم وتوجههم نحو ما فيه صلاحهم، فلاحظت أنها كلما بنت لهم فكرة هدمها الشارع وكلما غرست فيهم خصلة حميدة قابلها الشارع بصفة قبيحة مسحت أثارها، فانتفضت غاضبة متذمرة نحو الشارع!
المدرسة: اسمع أيها الشارع إلزم نفسك وابتعد عن تلاميذي.
الشارع : وما يهمك أنت في التلاميذ؟
المدرسة: هم أبنائي وأخاف عليهم من تأثيرك السحري عليهم.
الشارع : وهل يضرك أنت تأثيري عليهم؟
المدرسة: نعم أنت نفقدهم كل ما استفادوا به مني.
الشارع : كيف أفقدهم ما استفادوا به منك؟
المدرسة: أنت تحطم كل ما غرسته فيهم من خصال حسنة.
الشارع : وكيف أحطمه؟
المدرسة: تحطمه بأفكارك السيئة وتصرفاتك الهدامة، معهم.
الشارع : وهل لك أنت تصرفات أحسن مني.
المدرسة: أنت أصلا ليست لك أي تصرفات حسنة وأنا بالطبع أحسن منك.
الشارع : أي تصرفات لك وأي أخلاق تتحدثين عنها؟
المدرسة: أنا أعلمهم العلم والصدق والإخاء والمواضبة والصداقة.
الشارع : أنا كذلك أعلمهم الصداقة فهم يجتمعون في بأعداد كبيرة.
المدرسة: صداقتك التي تعلمها لهم خالية من المبادئ.
الشارع : كيف تكون صداقتي خالية من المبادئ؟
المدرسة: قد تتحول هذه الصداقة بينهم إلى شجار في لحظة قصيرة.
الشارع : وأنت كيف تكون صداقتك ؟
المدرسة: الصداقة التي أعلمها لهم تكون صداقة العمر كله.
الشارع : ولكنهم يقضون أوقاتهم في الشارع أكثر من المدرسة.
المدرسة: أنت تزين لهم سوء الأعمال ولهذا يلجأون إليك.
الشارع : أي سوء الأعمال ؟
المدرسة: أنت تعلمهم الانحراف والتدخين والشجار والشتم.
الشارع : وأنت ماذا تعلّمينهم ؟
المدرسة: أنا أعلمهم المعرفة والنظافة والجد والمثابرة وحسن المعاملة.
الشارع : وما الفرق بيننا ؟
المدرسة: أنا أوجههم نحو ما يفيدهم في حياتهم مدة ملازمتهم لي، وأنت لا فائدة لهم منك.
الشارع : ألا ترين أن البعض منهم يقضون أوقاتهم معي ويفرون منك ؟
المدرسة: هؤلاء هم الكسالى والمهملون الذين تربوا في أحضانك !
الشارع : إذن كل له رفاقه.
المدرسة: حتى الكسالى قد يحرصون على ذكرياتهم في المدرسة ولا يتذكرونها مع الشارع .
الشارع : إذن هم لا يوطدون علاقتهم معي .
المدرسة: نعم إن شئت نسألهم من يفضلون منا نحن الاثنين ؟
التلاميذ : نفضل المدرسة نفضل المدرسة ....!!!
النظافة والوسخ
الــراوي:
النظافة شرط أساسي في حياة البشر ودليل على اعتنائهم بمحيطهم الذي هو جزء منه وفطانة منهم على محاربة الأوساخ التي هي مصدر حتمي للعلل والأوبئة، فالنظافة رداء أبيض لا يقبل الدنس الذي يفسد مظهرها بالنجاسات أو الروائح الكريهة.
فبينما هي تنعم بالمحيط النظيف إذ شعرت بشيء تعافه النفس يقترب منها.
النظافة: ما مصدر هذه الروائح الكريهة وما هذه القاذورات ؟
الوسخ : لا دخل لأحد في مس كرامتي، فأنا الوسخ.
النظافة: أسكت أيها الوقح وهل لك أنت كرامة تفتخر بها.
الوسخ : أعتقد أن كلا له كرامة ؟!
النظافة: صحيح كل شيء له كرامة إلا الوسخ.
الوسخ : ومن تكوني أنت حتى تقرري الكرامة لغيرك ؟
النظافة: أنا .. أنا النظافة صاحبة الشأن الرفيع.
الوسخ : ومن ألهمك الشأن الرفيع ؟
النظافة: الذي ألهمني الشأن الرفيع هو النقاء والطهارة.
الوسخ : حتى أنا يمكنني أن أنال الشأن الرفيع الذي تتحدثين عنه.
النظافة: وهل يكون للقاذورات والنجاسات شأن رفيع.
الوسخ : وكيف لا !؟
النظافة: ابتعد عني لا تقترب مني فأنت مصدر الأوبئة وقبح من الشيطان.
الوسخ : أنا مصدر الأوبئة ؟
النظافة: نعم مصدر الأوبئة والأمراض.
الوسخ : وأنت مصدر ماذا ؟ إذن
النظافة: أنا مصدر الإيمان.
الوسخ : ومن قال هذا ؟
النظافة: الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان".
فوالله ما دمت على وجه الأرض فأنا في محاربتك.
"يهرب الوسخ يجري هاربا".

الوقاية والعلاج
N
تقول الحكمة "الوقاية خير من العلاج" فالوقاية هي المحافظة والحماية وصيانة الجسم قبل الإصابة بالمرض، فطرقها سهلة ووسائلها بسيطة ونتائجها مضمونة وأكيدة فلا بد منها.
الوقاية : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم من العلاج ؟!!!
العلاج : نعم أنا العلاج مالك تتعوذين مني؟
الوقايـة: ابتعد. ابتعد..! لا تقترب مني
العـلاج: لماذا مالك تفزعين مني؟
الوقاية : أنت مصدر العدوى ومصدر الكثير من الأمراض.
العلاج : لكني أكافح الأمراض وأنا في صراع مع الزمن معها.
الوقاية : أنا لا أتحمل حتى كلمة "علاج" لأنها قد لا تكون مؤكدة في كثير من الأحيان.
العلاج : لا تكون مؤكدة ؟ كيف؟
الوقاية : أسأل نفسك فأنت أدرى بالإجابة.
العلاج : ولكن كيف عرفت ذلك ومن أخبرك؟
الوقاية : أنا أكون حيث لا تكون أنت ومجرد تحل أبرح المكان.
العلاج : ومن تكونين أنت؟ وما علاقتك بي!؟
الوقاية : أنا الوقاية التي أصون وأحمي الجسم من المرض!
العلاج : لكن أنا الذي يلجأ إلي الناس بعد إصابتهم بالمرض وأشفيهم.
الوقاية : لا..لا هذا غير صحيح.
العلاج : كيف وأنا صاحب القرار والتجربة.
الوقاية : ليس كل مصاب بمرض يعالج فيشفى منه فقد تعجز أحيانا عن شفاءه.
العلاج : على الأقل أنا أفضل منك أكافح المرض رغم الصعوبة في الشفاء.
الوقاية : أنا لا أترك المرض حتى يقترب منه ألم تسمع بالحكمة "الوقاية خير من العلاج"؟
العلاج : هذا مجرد تلفيق للحقيقة.
العلاج : لكن الواقع يثبت ذلك.
العلاج : كيف ؟ أثبتي ذلك؟
الوقاية : قل لي متى يحتاجك الناس ومتى تقف بجانبهم؟
العلاج : أقف بجانبهم بعد الإصابة بالمرض لأعالجهم.
الوقاية : أنا ألازم الناس قبل الإصابة بالمرض وما دمت بجانبهم تأكد أنه لن يقدر المرض على الوصول إليهم.
العلاج : وأنا ألازمهم مدة المرض بالأدوية والحقن ومختلف وسائل العلاج.
الوقاية : أنت وسائلك مكلفة شراء الأدوية والحقن وملازمة الأطباء.
العلاج : أنا أوفر لهم الراحة مدة بتجرع الأدوية وملازمة المستشفيات.
الوقاية : أنا لا أحتاج إلى كل ما تقول.
العلاج : وكيف تحمينهم من المرض وما هي وسائل؟
الوقاية : وسائلي هي النظافة واتباع الإرشادات.
العلاج : فأنا أقلل لهم من نسبة انتشار المرض في الصحة.
الوقاية : أنت طرقك مكلفة وهناك من لا يقدر على علاج نفسه أما أنا فلست مكلفة.
العلاج : هذا صحيح، هذا صحيح.
الوقاية : والشيء الأكيد أن ليس كل معالج يشفى من مرضه أما أنا فكل واق لنفسه ضامن لنتائج وقايته.
العلاج : الأهم من ذلك أن كل من اعتصم بك لا يحتاج لي أن أقف معه.

الثورة والمدرسة
الـرواي:
لا شك أن المدرسة لعبت دورا أساسيا في إشعال فتيل الثورة حيث كانت المنطلق الرئيسي للوعي الوطني والمزود الرئيسي للفداء ونشر اللوائح وميدانا يدفع المعلمين والمصلحين لإحباط إذاعات فرنسا.
المعلـم: إن ما تدعيه فرنسا بأن الجزائر قطعة من فرنسا كذب.
التلاميذ: وهل لغتنا الرسمية هي الفرنسية.
المعلـم: لا..لا الفرنسية لغة الفرنسيين ونحن لغتنا العربية لغة القرآن الكريم.
التلاميذ: وهل الأعلام التي نراها على البنايات هي علم وطننا.
المعلـم: لا.. هذا ليس علم وطننا هذا علم المستعمرين وسيأتي اليوم الذي نحرقه.
التلاميذ: وهل الكنائس التي يشيدها الحكام هي للعبادة فيها.
المعلـم: لا.. مكان عبادتنا نحن المسلمين هو المسجد وليس الكنيسة.
التلاميذ: ولماذا تنفق فرنسا على أرضنا كل هذه الأموال ما دام وطننا.
المعلـم: لا.. بالعكس، فرنسا تأخذ أموالا أكثر مما تنفق وهي تنهب خيرات الأرض.
أحد العمال: إنتبه الخطر قادم، الخطر قادم.
الــرواي: يقتحم العسكريون الفرنسيون المدرسة ويتوجهون للقسم لبحث المعلم لأنهم يشكون في عمله السري مع الثورة واتصاله الدائم مع المجاهدين وهنا يتفطن التلاميذ وينقذونه من التهمة الموجهة إليه من عذاب وسجن أو قتل أكيد.
العسكريون: قف مكانك لا تتحرك.. حول ماذا كان يتحدث لكم
التلاميــذ: كان يتكلم لنا عن ما تنفقه فرنسا من أموال من أجلنا.
العسكريون: وعن ماذا كذلك؟
التلاميــذ: وعن اللغة الفرنسية وعن العلم الفرنسي وكنائس العبادة.
العسكريون: هذا رائع واعلموا أن الجزائر قطعة فرنسية جنسية المواطن فيها فرنسية.
المعلــم : أنا أقوم إلا بواجبي وما يُمليه علي ضميري.
العسكريون: الآن بدأنا نثق فيك.
المعلــم : مسؤولية الوطن تحتم علينا ذلك.
العسكريون: أين تقضي وقت فراغك ؟
المعلــم : في مكتبة البلدية مع بقية المعلمين.
العسكريون: ما هي مطالبكم في المدرسة ؟
المعلــم : عليكم أن تزودونا بمعلومات حول شروط التجنيد في صفوف الجيش الفرنسي وكم جزائري هو مجند وتفتحوا أمامنا مراكز التدريب للإطلاع أكثر.
العسكريون: سوف نزودكم بما تحتاجون وسنفتح لكم مراكز التدريب فورا.
الــراوي: بعد تقديم المعلم لمطالبه التي من ورائها يهدف للحصول على معلومات تخدم الثورة ـ تسمح القوات الفرنسية للمعلم والتلاميذ بزيارة مراكز التدريب في المنطقة ـ فتعرف المعلم على مخازن الأسلحة وعلى نقاط الحراسة وعلى منافذ التسلل لتلك الثكنات فيحملها لزملائه المجاهدين ويرسم لهم مخططا مفصّلا لكل مراكز التدريب ـ وقبل اقتحام تلك الثكنات قرر المعلم توديع تلاميذه والالتحاق بصفوف المجاهدين في الجبل.
المعلــم : ثقوا أيها التلاميذ أن وطننا سينعم بالحرية والاستقلال في القريب العاجل.
التلاميـذ: كيف يمكن للمجاهدين الانتصار على أسلحة فرنسا المتطورة ؟
المعلــم: ننتصر عليها بقوة الإيمان والإرادة وحب الشهادة وأخذ الحق.
التلاميـذ: من هم المطالبون بالشهادة وأخذ الحق ؟
المعلــم: كلنا مطالبون الطفل والمرأة والرجل.
التلاميـذ: وهل نحن ملزمون أيضا بذلك ؟المعلم : نعم كلكم مطالبون بدوركم في الثورة وتأدية واجبكم الوطني.
التلاميـذ: إذن وجهنا نحو تأدية هذا الواجب.
المعلــم: أنا مهمتي ستنتهي معكم اليوم فقد جئت لأودعكم قد قررت الصعود إلى الجبل.
التلاميـذ: سنصعد معك كلنا.
المعلــم: لا من لا يقوى على حمل السلاح وتحمل المشاق عليه أن يؤدي دوره داخل المدينة.
التلاميـذ: وماذا نعمل نحن الضعفاء.
المعلــم: أنتم لستم مشتبهين تنخرطون في صفوف المسبلين والفدائيين لنقل الأخبار ووضع القنابل في مراكز العدو.
التلاميـذ: وماذا يجب علينا مقابل هذا ؟
المعلــم: عليكم بالالتزام بالعهد الذي أقسم عليه الشهداء وحفظ أسرار الثورة.
التلاميـذ: سنعاهدك على ما تقول ـ جزائرنا أعطيناك عهدا على تحريرك وعلى مسيرة ثورة البناء والتشييد بعد الاستقلال.


الجهل والعلم
العلـم : من أنت ؟
الجهـل: أنا الجهل
العلـم : وماذا تفعل هنا ؟
الجهـل: أردت الدخول إلى المدرسة فمنعوني.
العلـم : لماذا منعوك ؟
الجهـل: الحقيقة أن الطلبة كلما اقترب منهم رفضوني.
العلـم : لماذا ؟
الجهـل: قالوا لي بأن صديقنا ورفيقنا نحن هو العلم.
العلـم : أين تعيش أنت ومع من ؟
الجهـل: أنا أعيش مع الأميين والمتخلفين والذين لا يدرسون
العلـم : وهل ذهبت إلى مكان آخر ؟
الجهـل: نعم ذهبت إلى المسجد والجامعة ورفضوني.
العلـم : أنت لا تصلح هنا ولا نقبلك عندنا.
الجهـل: لماذا ؟ وما شأنك أنت ؟
العلـم : ومن تكون أنت حتى تحطمني ؟
العلـم : أنا العلم! أنا العلم الذي يحبني كل متعلم وأشفي من تصيبه بمرضك.
الجهـل: آه. أنت العلم عدوى ويحي قد هلكت، ويهرب يجري.....
العلـم : إني أحذرك أن تقترب من كل شبر أبسط فيه جناحي.

قيمة الوالدين
N
لا يخفى على أحد مكانة الوالدين عند الله وفضلهما علينا لما قدماه لنا طيلة الحياة.
كان أحد الأطفال يخرج من البيت ولا يعود إليها إلاّ في وقت متأخر من الليل فيُحدث ضجيجا بعد أن يجد الكل قد نام فلا هو يراجع دروسه ولا هو ينام مبكرا فنهرته أمه يوما ووبخه أبوه فخرج من البيت في حالة غضب ولم يعد إلى البيت فبقي في الشارع ثم توجه إلى أحد زملائه فسأله زميله.
أحمـد : لماذا جئت في هذا الوقت من الليل أتحتاج إلى كتاب ؟
عبد الله: لا، خرجت غاضبا من البيت وقررت ألا أعود إليه.
أحمـد : لماذا لا تعود إلى البيت ؟
عبد الله: نهرتني أمي ووبّخني أبي.
أحمـد : لماذا نهرتك ؟
عبد الله: لأنني أخرج من البيت ولا أعود إليه إلا في وقت متأخر من الليل.
أحمـد: فهما ينهرانك من أجل مصلحتك فقط.
عبد الله: أنا لم أعد أتحمل التوبيخ من أحد.
أحمـد: حتى من والديك ؟
عبد الله: حتى من والدي.
أحمـد: أنت مخطئ من كان يسهر عليك عند مرضك ؟ ومن كان يحضر لك الإفطار قبل الذهاب للمدرسة.
عبد الله: أمي طبعا.
أحمـد: ألا تقرّ بهذا الجميل فهم ربّياك وتحمّلا المتاعب من أجلك فقد قال الله تعالى :"وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقلْ لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما..."
عبد الله: هذا صحيح أنا مخطئ أحسنت يا أحمد نبّهتني إلى خطئي سأعود حالا لأعتذر لهما.

العلم والتربية
N
قال الشاعر حافظ إبراهيم :
والعلم إن لم تكتنفه شمائـل
تعليه كان مطية الإخفاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده
مـا لم يُتوج ربـه بخــلاق
حقيقة أن العلم لا يساوي شيئا إذا لم يكن المتعلم صاحب أخلاق وتربية.
فقد اجتمع العلم والتربية دون سابق تعارف وصداقة ودار بينهما حوار واحتدّ النقاش لمعرفة الأهم من المهم فلمن تكون المكانة الأسمى يا ترى ؟
العلـم : من أنت ؟
التربية : ومن أنت حتى تسألني ؟
العلـم : أنا العلم الذي أغذي العقل كما تغذى الأبدان بالأكل !
التربية : أنا التربية التي يحتاجني كل من غذيته.
العلـم : أنا العلم الذي أحيي الشخص الذي كان ميتا في حياته قبل مماته.
التربية : أنا التربية التي أصف طبع من أحييته.
العلـم : أنا العلم الذي بواسطتي يميز الشخص بين الصحيح والخطأ وبين الحقيقي والمزيف والنافع والضار والحسن والخبيث.
التربية : أنا التربية التي أكون في أحسن صفة مما ذكرت من حسن وحقيقي ونافع.
العلـم : إذن فنحن متلازمان فلا بد من التحاكم لمعرفة الأهم من المهم ولمن تكون المكانة الأسمى... فلنتحاكم فأنا على حق وأنا الأهم.
التربية : لا ... هيهات
تدخل الثقافة وتجدهما في شجار فتقول:
الثقافـة: ما خطبكما تتجادلان هكذا ؟!
العلـم : انا حيثما وجدت ادعت تلك التربية بأنها أهم مني .
الثقافـة: هل هذا صحيح ؟
التربية : نعم
الثقافـة: كيف ذلك أثبتي قولك !
التربية : هذا العلم حتى وإن وصل إلى نتائج فهي جوفاء بدوني لا فائدة منها.
العلـم : محال هذا ... محال ...
التربية : اسأله ... اسأله فكم من علم يحمل دمارًا للإنسانية وكم سمومًا سببها التجارب التكنولوجية.
العلـم : أنا العلم الذي نزلت في حقي أول آية في القرآن الكريم : " اقرأ باسم ربك ..." فلم تدع للتربية.
التربية: النبي الذي نزلت عليه هذه الآية كان متصفا قبلها بالتربية قبل علمهم.
الثقافة : إذن فقد سبقتك ... وكلمتك فهي الأهم.

الحكيم والمخدرات

سار أحد الحكماء يوما في المدينة فصادفه شبح على هيئة أخطبوط على شكل امرأة في زي حسن من مظهرها.
فقال الحكيم بسم الله الرحمن الرحمين من أنت؟
المخدرات: أنا، أنا المخدرات.
الحكيــم: ومالك تزينت بهذا الشكل ؟
المخدرات: أنا إن لم أظهر في مظهري الخداع وانكشفت بمظهري الحقيقي لا يرتادني الناس.
الحكيــم: لا يرتادك الناس ؟ ولماذا؟
المخدرات: أتسمع بخضراء الدمن ؟! أنا وخضراء الدمن واحد الجميلة في منبت السوء.
الحكيــم: اسكتي أيتها اللعينة !
المخدرات: أتعاتبني بعدما أعجب بي الكثير من سكان العالم وتخلوا عن نصيحتك.
الحكيــم: سوف استمر في نصحهم ليبتعدوا عنك.
المخدرات: لن تقنعهم ولن يستمعوا إليك بعدما تغلغلت في صحتهم وجريت في عروقهم وأدمنوا علي.
الحكيم : الضعفاء منهم فقط من لا يسمعون نصيحتي.
المخدرات: إذا كنت قد نسجت عليهم خيوطا كخيوط العنكبوت وأذهبت صحوة عقلهم فبما تقنعهم ؟
الحكيــم: أقنعهم بالإرادة وقوة العزيمة بالابتعاد عنك.
المخدرات: لا. لا تستطيع . ذوي النفوس الضعيفة نفوسهم تعينني على السيطرة عليهم.
الحكيــم: تعينك نفوسهم وقد علمت بمضارك ؟
المخدرات: النفس أمارة بالسوء. من كانت نفسه ضعيفة لا أجد صعوبة في السيطرة عليه.
الحكيــم: وما علاقتك بالآخرين والمبتدئين منهم خاصة ؟
المخدرات: أنا لم أضرب أحدا على يده ليتعاطاني والناس تجر بعضها البعض.
الحكيــم: ألا تندمين على سوء فعلتك وعواقبها الوخيمة ؟.
المخدرات: كل من لازمني دهرا حاولت التخلص منه لكن هو لا يقبل.
الحكيــم: ولماذا ؟
المخدرات: لأنني أذهب عنهم صحوة العقل فلا يستطيع مفارقتي حتى الموت.
الحكيــم: حتى الموت ؟!
المخدرات: نعم حتى الموت لأن المدمنين لا يشعرون بالمضرة إطلاقا.
الحكيــم: ألا تخافين من قهرك؟
المخدرات: لا أخاف أحدا إلا الوعي في نفوس المجتمع من محاربتي.
الحكيــم: سأجند الوعي في المجتمع للقضاء عليك.

المجتهد والكسول
حاول أحد التلاميذ المجتهدين أن يقنع زميله الكسول الذي حاول الانقطاع عن الدراسة وما كان إلا أن أرجعه إلى رشده فانتقل معه بعد مثابرته في الفصل الأخير من الدراسة.
المجتهد : السلام عليك يا فريد.
الكسول : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا حسين.
المجتهد : اسمع يا فريد إن المعلم سأل عنك ؟
الكسول : ولماذا يسأل عني فأنا قد قررت الانقطاع عن الدراسة.
المجتهد : ولماذا قررت الانقطاع عن الدراسة ؟
الكسول : لأن نتائجي ضعيفة في الفصلين الأول والثاني، ولا فائدة من العمل في الفصل الثالث.
المجتهد : لا فالمعلم وجميع الزملاء يصرون على مساعدتك على الاجتهاد لإنجاحك والانتقال معنا إلى الثانوية.
الكسول : لكن معدلي ضعيف وأنا قررت العمل في ورشات البناء.
المجتهـد : يا فريد عضلاتك لا تقوى على العمل في هذه الورشات اسمع نصيحتي.
الكسول : قل لي يا حسين كيف تحصلون أنتم على النتائج الحسنة ؟
المجتهــد : نحصل عليها بتنظيم أوقاتنا ... الدراسة ثم اللعب والمراجعة وهكذا.
الكسول : كيف توفقون بين الدراسة واللعب والمراجعة ؟ فأنا كل أوقاتي في اللعب.
المجتهــد : هذا هو السبب في ضعف نتائجك.
الكسول : هو السبب؟!
المجتهــد : نعم هو السبب
الكسول : فماذا أفعل إذن؟
المجتهــد : تهتم بالدراسة تفهم الدرس أثناء شرحه وما لم تفهمه تسأل المعلم عنه.
الكسول : ثم ماذا؟
المجتهــد : ترفه عن نفسك قليلا باللعب مع الأصدقاء، ثم المراجعة.
الكسول : وهل تساعدني أنت في المراجعة؟
المجتهــد : نعم أساعدك في كل ما استطيع.
الكسول : إذن هيا بنا إلى المدرسة.
الـراوي : يعود فريد إلى المدرسة ويجد في دراسته ثم يتحصل على معدل جيد وينتقل إلى الثانوية.


رموز الوطنية
N
لا شك أن الكثير منا يعلم معنى الوطنية تلك المشاعر الباطنية التي تكمن في وجدان المواطن الصالح وهذه الوطنية لها رموز هي التي تمثل السيادة في ذلك الوطن لا يمكن أن تكون له السيادة بدونها.
إلتقت على مسرح الأحداث رموز الوطنية فجاءتهم فتاة جميلة كاملة الأوصاف والصفات في مكان مميز فقالت لمجموعة من الواقفين، من أنتم؟ فقالوا جميعا نحن رموز الوطنية.
العلــــم: أنا العلم، أنا العلم الواني تشكل أروع لوحة فنية. أرفرف في العلا فوق الأبنية.
الفتاة الجميلة: وأنت؟
اللغة العربية: أنا، أنا اللغة العربية صنعت مجد الإنسانية ودونت بآيات قرآنية.
الفتاة الجميلة: وأنت؟
الدين الإسلامي: أنا الدين الإسلامي جئت بأحكام بيانية، لإتباع التعاليم الربانية.
الفتاة الجميلة: وأنت؟
الجنسيــة: أنا، أنا الجنسية أفخر بحب الوطن في كل عمل أساسه النية وبأبطال تصدوا للأطماع العدوانية.
الجماعـة : ومن أنت؟
الجزائـر : أنا، أنا الجزائر قطر على خريطة الأرض الكونية صنعت مجدا لأحفادي عبر التاريخ اسألوا الآثار العمرانية.
فمرحبا برموز الوطنية مرحبا برموز الوطنية.
ثم تحتضنهم برداء كبير يمثل خريطة الجزائر بعلمها.
فضل المعلم
N
التلميذ النجيب هو ذاك الذي يعترف بفضل معلّميه عليه ويبادر بالإحسان إليهم بالاحترام الذي يكنه لهم، مرض أحد المعلمين ولم يسمع التلميذ بخبر مرضه فأخبره أبوه بذلك.
الأب : هل زرت شيخك وأستاذك يا بني ؟
التلميذ : لا لم أسمع بمرضه.
الأب : إذن عليك بزيارته يا ولدي.
التلميذ : وهل هذا واجب إلزامي.
الأب : نعم واجب وله حق عليك.
التلميذ : الذين لهم حق علينا هما الوالدين فقط.
الأب : للوالدين حق وللمعلم حق أو أكثر.
التلميذ : لماذا له حق أكثر ؟
الأب : إذا فقدت الرعاية من الوالدين يمكن أن ينوب عليك غيرهما وإن فقدت معلمك ولم يكن والداك متعلمين لا تجد من يعلمك.
ليس اليُتم يتم الأم والأب *** إن اليتم يتيم العلم والأدب
التلميذ : صحيح يا أبي أنا آسف قد أخطأت في حق معلّمي.
الراوي: يتوجه التلميذ في حينه إلى زيارة شيخه فما كان إلا أنه وجد الشيخ في انتظار تلاميذه لزيارته لأنه كان يؤمن أنهم هم أول من يزوره، اعترافا بجميله وفضله عليهم.
التلميذ : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الأستاذ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
التلميذ : كيف حالك يا شيخنا ؟
الأستاذ: أنا بخير والحمد لله وأنتم كيف حالكم مع الدراسة ؟
التلميذ : كما تعلم نحن في مواظبة تامة.
الأستاذ: عليكم بالحرص أكثر على العلم والجد أكثر وإن احتجتم إليّ تعالوا إلى بيتي.
التلميذ : ولكنك مريض يا شيخنا !
الأستاذ: سأعمل كل ما في وسعي لإنجاحكم وسأفتخر بكم.
التلميذ : أنت مدان لنا يا شيخنا شكرا لك على ما بذلته طيلة حياتك.
الأستاذ: لا شكر على واجب.

مكانة اللغة العربية
N
الكثير من المنتمين إلى اللغة العربية يحطون من قيمتها والكثير من غير العرب يرونها لغة الانحطاط والتحجر فيقولون أنها لا تصلح لمواكبة العصر.
فجاءت اللغة الفرنسية التي أخذ علماؤها علومهم من العربية تفتخر بنفسها وتستهين بالعربية.
الفرنسية: أنا لغة الحضارة والعلم.
العربية : وأنت لا أثر لك في العلم.
العربية : العلوم التي تكتبين بها أخذت من لغة العرب.
الفرنسية: أتهزئين من علماء الإفرنج والغرب؟!
العربيـة : نعم علماء الغرب قد تتلمذوا على يد علماء عرب.
الفرنسية: لا أصدق لا أصدق؟
العربية : انظري في كتاباتك تجدين.
الفرنسية: ماذا أجد؟
العربيـة : تجدين النهضة الأوروبية استمدت علومها من العرب.
الفرنسية: هذا ليس صحيحا.
العربيـة : بل هو الواقع والأكيد.
الفرنسية: لنا الفضل في الحساب وفروعه من جبر وهندسة.
العربيـة : هذا ليس حسابكم. هذه الأرقام أخذتموها من العرب.
الفرنسية: أرقام اليونان قبل العرب.
العربيـة : أرقام اليونان لا تقبل الضرب ولا القسمة ولا يوجد فيها الصفر حتى! ولهذا أهملت.
الفرنسية: مكانتي في العالم أفضل منك!
العربيـة : مكانتي عند الله أفضل.
الفرنسية: ما الدليل على أن الإله فضلك؟
العربيـة : أنزل آخر الأديان وآخر الكتب بالعربية وبعث آخر الأنبياء من قوميتي.


الأمير عبد القادر
N
لا أحد ينكر دور الأمير عبد القادر في تأسيس الدولة الجزائرية والبطولات التي أبداها في مقاومته المستعمر حيث أذاقهم شر هزيمة فكان بطلا مغوارا حكيما في أسلوب مقاومته، حين جاءت العشائر إلى أبيه محي الدين لمبايعته على الإمارة رفض لأنه لم يكن يقدر على تلك المسؤولية نظرا لكبر سنه فاختاروا ابنه عبد القادر
جماعة العشـــائر: السلام عليكم.
محـــي الديــن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جماعـــة العشائر: جئناك لمبايعتك أميرا عنا لمواجهة الاستعمار.
محـــي الديــن: أنا لا أقدر على هذه المسؤولية العظيمة فأنتم ترون تقدمي في السن.
جماعة العشائـــر: لم نجد في وسطنا من هو خير منك لتحملها فدلنا على من تراه الأصلح ؟!
محـــــي الديــن: اسألوا عبد القادر إن رضي بها.
الأمير عبد القادر: أنا لا أرضى أن أنصب نفسي أميرا على قوم لم يبايعوني بها.
جماعة العشـــائر: بايعناك بالرضا والقبول.
الأمير عبد القادر: هذا حمل ثقيل كلفتموني به والله لو لم يكن في عزة وكرامة الوطن لما قبلت به.
جماعة العشـــائر: نحن أتباعك في ما تراه نصرا لنا.
الأمير عبد القادر: اعلموا أني لا أخص نفسي دونكم بشيء، وأني لا أكلفكم بمهمة في معركة إلا كنت أوّلكم فيها.
الـــــراوي: يقبل الأمير عبد القادر ويذهب لزوجته ويخبرها أنه تفرغ لنداء الوطن فإن شاءت بقيت في بيته وإن شاءت ذهبت لبيت أبيها.
ثم يخوض المعارك من نصر إلى نصر فيوحّد الصفوف ويهزم العدو فكان
يوصي جيشه بالرفق بالأسرى.
الجماعة من المجاهدين: أيها الأمير لقد قبضنا على مجموعة من الأسرى ومعهم قائدهم.
الأمير عبد القادر: هاتوا لي قائدهم.
المجاهـــــــدون: احذر ملاقاته أيها الأمير إن في عينيه ما يوحي بالغدر.
الأمير عبد القادر: أأنت قائد المستعمرين ؟
القائد الأسيـر : نعم وما شأنك أنت ؟ أنا لا أحادث الجنود ؟ أين قائدكم ؟
الأمير عبد القادر: أنا قائد المجاهدين.
القائد الأسيـــر: أأنت قائد الجيش الذي ألحق بنا الهزيمة ؟
الأمير عبد القادر: نعم أنا قائدهم بالمبايعة على بركة الله ـ وواحد من المقاتلين أتقدم الصفوف قبلهم.
القائد الأسيــر: أتقاتل معهم ؟ قائدنا لا يقاتل معنا ؟
الأمير عبد القادر: لا أفضل نفسي عنهم ولا أخصها بشيء دونهم.
القائد الأسيــر: لما أتيت بي إلى هنا ؟
الأمير عبد القادر: لأبعث بك إلى مسئوليك الذين تعهدوا معي ثم نقضوا العهد بوقف القتال.
القائد الأسيــر: أردنا الغدر بك لنقضي على جيشك لأننا لم نستطع مواجهتك ولم نعرف سر انتصارك عنا ونحن نملك أحدث الأسلحة.
الأمير عبد القادر: لا ولن تعرفوا سر الانتصار نحن لنا إرادة الحرية وحب الشهادة والإقدام والشجاعة والصبر على نصر الحق.
القائد الأسيــر: إن رضيتم بدخولنا بلادكن جلبنا لكم الخيرات من فرنسا.
الأمير عبد القادر: لا حاجة لنا بخبراتكم ارحلوا عن أرضنا فأنتم جئتم لتنهبوا خيراتنا.
القائد الأسيــر: لو أطلقت سراحي لقتلك الآن.
الأمير عبد القادر: أنا لا أقاتلك ما دمت لم تكن في وسط المعركة.
القائد الأسيــر: ما قولك في المسيحيين ؟
الأمير عبد القادر: هم عباد الله نحسن معاملتهم ونحترم دينهم ونقر لهم بالجوار.
القائد الأسيـــر: ألا تكرهونهم ؟
الأمير عبد القادر: نحن لا نكره أحدا، لم يؤذنا أو لم ينتهك حقوقنا.
القائد الأسيــر: متى تستسلم لنا ؟
الأمير عبد القادر: أنا لا أستسلم إما النصر أو الشهادة. ما دمت على الحق.
القائد الأسيــر: وكيف يكون نصر الحق ؟
الأمير عبد القادر: أن لا تظلم أحدا ولا تتعدى على ضعيف ولا تسلب منه كرامته.
القائد الأسيــر: أنت قائد عظيم أتقبلني في صفوف جيشك ؟
الأمير عبد القادر: سأنظر في حالك !.... أحسنوا معاملتهم ....



الأخلاق الحسنة والآفات
N
نصبت الآفات الاجتماعية شبكة أو كمينا في مكان ما وجاءت الأخلاق فوجدت الشبكة منصوبة بحكمة ماكرة للإيقاع بالضحايا فيها، فأزاحتها من الطريق التي تعود الناس أن يسلكوها.
فجاءت الآفات فوجدت الشبكة أزيحت من مكانها، فقالت.
الآفـات : يا ويلتاه ... وا مصيبتاه ...، خسرت الصيد اليوم أزاحوا شبكتي فسمعت الأخلاق صراخها فقالت ...
الأخلاق: ما بك تصرخين ماذا حل بك ؟
الآفـات : أزاحوا شبكتي التي تعودت نصبها لصيد المغرورين والأغبياء.
الأخلاق: أنا أزحت الشبكة.
الأخلاق: ولماذا أزحت الشبكة : لأنها كانت في الطريق الذي تعوّد أحفادي وأقاربي أن يسلكوه.
الآفـات : ومن تكوني أنت حتى تزيحي الشبكة ؟
الأخلاق: أنا الأخلاق الحسنة صاحبة الخصال الحميدة.
الآفـات : إذن أنت التي تقطعين الطريق عن أتباعي.
الأخلاق: ومن أنت ... ؟ ومن هم أتباعك ؟
الآفـات : أنا الآفات بكل أنواعها وأتباعي هم الذين يتلذذون المساوئ.
الأخلاق: إذن أنت التي أفسدت من كان طبعهم حسن!
الآفـات : أنا لا أرحم من وقع في الفخ.
الأخلاق: إياك أن تقتربي مرة أخرى من المنطقة التي أكون فيها!
الآفـات : كلما وجدت فرصة للإيقاع بالغافلين في كميني لن أتردد عنه.
الأخلاق: إياك والتقرب من أحفادي أيتها التعيسة الشريرة.
الآفـات : ومن هم أحفادك ؟
الأخلاق: هم الصدق، والكرم، والعفة، والإحسان، والجود، والعفو، ... هم كثيرون لا أستطيع عدهم.
الآفـات : إذن هم الذين صعب عليّ ضمهم إلى أحفادي.
الأخلاق: ومن هم أحفادك ؟
الآفـات: أحفادي هم السرقة، والظلم، والرشوة، والربا، والتدخين، والخمر، والمخدرات، والكذب، والحسد...
الأخلاق: إذن أنت التي تفسدين مجتمعنا بأحفادك وسمومك.
ترفع الأخلاق عصا غليظة فتهاجم بها الآفات فتضربها فتسقط.

اتفاقيات أيفيان
N
بعد أن حققت ثورة نوفمبر الخالدة بقيادة جيش التحرير الوطني انتصارات باهرة أرهقت العدو، وألحقت به الهزائم وبعد تدويل القضية الجزائرية لجأت فرنسا إلى المفاوضات تحت الضغط المتواصل بقوة السلاح مع الجزائريين فدارت بينهم مفاوضات عديدة منها مفاوضات إيفيان، التي كان فيها الطرف الجزائري صارما في قراراته.
الوفد الفرنسي: قضية الجزائر قضية الجميع فعلينا أن نجد لها حلا يرضينا ويرضيكم.
الوفد الجزائري: ماذا تقصدون بقضية الجميع ؟
الوفد الفرنسي: معناه قضيتنا وقضيتكم.
الوفد الجزائري: قضية الجزائر ومصيرها قضية تخص الجزائريين فقط ولا دخل لأحد فيها.
الوفد الفرنسي: علينا أن نتباحث على حل يرضي الطرفين.
الوفد الجزائري: نحن نبحث عن حل يرضي الجزائريين فقط.
الوفد الفرنسي: عليكم أن توقفوا القتال أولا وبعدها نتفاوض.
الوفد الجزائري: لن نوقف القتال إلا بعد أن تكون لكم نية صادقة في الخروج من أرضنا.
الوفد الفرنسي: نعدكم أننا سوف نخرج لكن بعد مدة من الوقت.
الوفد الجزائري: نحن لا نقبل ببقائكم يوما واحدا، بعد اليوم في الجزائر.
الوفد الفرنسي: نترك جيشنا في الجزائر في ثكناته دون قتال.
الوفد الجزائري: هيهات، ولا تعيدون هذا الطرح.
الوفد الفرنسي: نتعاون معكم على جيش موحد.
الوفد الجزائري: لن يكون هذا مطلقا.
الوفد الفرنسي: نقسم الجنوب الجزائري، عن الشمال ونترك به الجيش الفرنسي.
الوفد الجزائري: لن يبقى في أرض الجزائر جندي فرنسي نمهلكم 15 يوما.
الوفد الفرنسي: نترك المعمرين يستغلون أراضيهم ومنتجاتهم تؤخذ لفرنسا.
الوفد الجزائري: لا لن يبقى أي معمر فرنسي في الجزائر وسوف توزع الأراضي على الجزائريين.
الوفد الفرنسي: تبقى الشركات الفرنسية في الجزائر وتستغل المحروقات وتأخذ فوائدها.
الوفد الجزائري: نسمح للشركات الفرنسية كغيرها من الشركات العالمية بالتنقيب واستغلال آبار البترول والغاز بالاشتراك مع الشركات الجزائرية على أن يؤمم فيما بعد.
الوفد الفرنسي: اسمحوا لنا بتسيير الموانئ فنحن لنا القدرة على ذلك.
الوفد الجزائري: تسيير الموانئ مناصفة بين الجزائريين والفرنسيين تحت إدارة جزائرية.
الوفد الفرنسي: اسمحوا لنا بفتح مدارس فرنسية خاصة بالجزائر.
الوفد الجزائري: نسمح لكم بذلك على أن يكون لنا نفس الطلب بفرنسا.
الوفد الفرنسي: عليكم أن تقبلوا إدارتنا المفوضة بالجزائر، ويرفع العلم الفرنسي على مبانيها.
الوفد الجزائري: لا نقبل بالإدارة المفوضة في بلادنا ولا نقبل برفع العلم الفرنسي في الجزائر إلا على مبنى سفارتكم أو قنصليتكم إن قبلتم بسفارتنا في بلادكم.
الوفد الفرنسي: هل قراراتكم قابلة للنقاش أو التنازل عن بعضها
الوفد الجزائري: لا هذا كل ما أكدناه ولا رجعة عنه.
الوفد الفرنسي: هذه وطنية أكثر من اللازم.
الوفد الجزائري: هذا جزء من وطنيتنا ولا نقبل رأي أحد فيها.


الجزائر والأطماع الاستعمارية
N
الجزائر وطن مقدس في أعين أبنائها وليست الوطنية حديثة النشأة بينهم وليست معالمها أقل قيمة واعتبارا من غيرها من الأوطان، بل جذورها ضاربة في أغوار التاريخ، مرت بسواحلها يوما جيوش التحالف وفكروا مجددا في استعمارها ـ فقالوا:
الحلفاء : لا نجد أرضا أفضل ملاذا من الجزائر خيراتها كثيرة وثرواتها عديدة وموقعها ممتاز.
فسمعتهم الجزائر وكان بجانبها التاريخ والحضارة، فقال:
الجزائر : أنا الجزائر من لا يعرفني يبحث في حضارة الأمم وتاريخها يجد جوابا لما يتبادر في ذهنكم.
الحلفاء : ألك حضارة ؟
فأجابتهم الحضارة قائلة:
الحضارة: ابحثوا في الأنقاض البالية وفي المعالم الأثرية، تخبركم المسارح، والقلاع والحصون المشيدة ـ وتفسحوا تيمقاد وشرشال في الشمال والطاسيلي في الجنوب.
الحلفاء : وهل لك تاريخ ؟
فأجابهم التاريخ.
التاريخ : قلّبوا صفحاتي ابحثوا في العصور الغابرة في العصر الحجري، وقبل وبعد ميلاد عيسى، تجدون معارك الصمود الشاهدة، وبطولات المجد الخالدة. اسألوا عن ماض مجده يوغرطة ومسينيسا وحنبعل.
الحلفاء : نحن نعترف بالتاريخ الحديث.
الجزائر : اسألوا غيركم من الطامعين السابقين.
التاريخ : اسألوا غيرك من الرومان والاسبان والبزنطيين.
تعرفون كيف انتحروا على سواحل الجزائر.
الحلفاء : هذا قديم لا عهد لنا به.
الجزائر : اسألوا الأساطيل تخبركم إن كانت تجرؤ أن تقترب مني.
التاريخ : اسألوا عن بطولات بدأها الأمير، رنّت لها موسيقى السيوف وقرعت طبولها البنادق والمدافع.
وغنت لها القبائل والعروش الجزائرية بالتكبيرات.
وتزين لها الآلاف في 08 ماي 45.
وزغردت لها ثورة المليون ونصف المليون شهيد.
الجزائر : اسألوا فرنسا تخبركم إن صدقت عمالقته بوحدة شعب قال: لا للمستعمر.


المناظرة العلمية
N
التقى وفد علماء الغرب الذين ينكرون فضل علوم العرب عليهم مع علماء مسلمين وحاولوا إقناعهم بأن الحضارة الغربية وأن الاكتشافات والاختراعات من علمهم وعمل أيديهم ولا علم لنا بها.
علماء الغـرب: نحن لنا الحضارة وأنتم ما زلتم في تخلفكم ولا علم لكم باختراع السيارة والطائرة ؟
علماء المسلمين: قال الله تعالى : [والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون ...]
ذكر لنا الله ذلك منذ نزول القرآن منذ ألف وأربعمائة سنة.
علماء الغـرب: نحن اخترعنا الفلك.
علماء المسلمين: قال الله تعالى مخاطبا نوح : [وأوحينا إليه أن اصنع الفلك] وقال أيضا [والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس...]
علماء الغـرب: ما بالكم لا تدركون الصعود إلى القمر ...؟
علماء المسلمين: قال الله تعالى [يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان] وهم المعلم !
علماء الغـرب: وقد وجدنا باكتشاف البحور نهرين يلتقيان واحد مالح والآخر حلو ولا يختلطان.
علماء المسلمين: قال الله تعالى : [ بينهما برزخ لا يبغيان...]
علماء الغـرب: أنتم لا تدركون مهمة وسبب وجود الجبال في الأرض وهو تثبيتها من فعل الجاذبية .
علماء المسلمين: قال الله تعالى : [وجعلنا الجبال أوتادا]
علماء الغـرب: حتى موقع الخطأ والكذب قد اكتشفناه بدماغ الإنسان !
علماء المسلمين: قال الله تعالى : [بالناصية ناصية كاذبة خاطئة]
علماء الغـرب: ما بال كتابكم هذا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها !؟
علماء المسلمين: قال الله تعالى : [ ما فرطنا في الكتاب من شيء]
علماء الغـرب: من كتب كتابكم هذا ؟
علماء المسلمين: كتاب أنزل من الله على لسان جبريل وهو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم وكلام الله عز وجل المنزل عليه.
علماء الغـرب: إن أريتمونا إلهكم منزل هذا الكتاب بين أعيينا آمنا به واتبعناكم.
علماء المسلمين: أين تعيش شعوب العالم ؟!
علماء الغـرب: في الكون.
علماء المسلمين: وماذا يحكمها ؟!
علماء الغـرب: نظم وقوانين
علماء المسلمين: وإذا انعدمت هذه القوانين ما ذا يحدث ؟
علماء الغـرب: تحل الفوضى ويعم الفساد.
علماء المسلمين: كيف هو هذا الكون الذي نعيش فيه مع النظر إلى مظاهره؟
علماء الغـرب: منظم يسير بانتظام محكم.
علماء المسلمين: هل تستطيع مظاهر الكون أن تنظم نفسها ؟! من ليل ونهار وتعاقب الفصول وشروق الشمس وغروبها ؟
علماء الغـرب: لا بالطبع لا !
علماء المسلمين: إلى من يحتاج هذا الكون بأرجائه ؟
علماء الغـرب: يحتاج إلى من ينظمه.
علماء المسلمين: هل يمكن للبشر أن ينظموا هذا الكون بشساعته وعظمة مخلوقاته ؟
علماء الغـرب: لا. لا يمكن لأي إنسان أن ينظمه مهما كانت قوته.
علماء المسلمين: إذن هل عرفتم من هو خالقه ومنظمه ومسيره ؟
علماء الغـرب: لا لا
علماء المسلمين: [هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم] : [تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير]...
علماء الغـرب: إذن أرونا إلهكم جهرة لنؤمن به ؟!
علماء المسلمين: يأتون بكأس حليب ويقول : ما هذا ؟
علماء الغـرب: حليب.
علماء المسلمين: ماذا نستخرج منه ؟
علماء الغـرب: نشتق منه اللبن والزبدة والسمن ومشتقات كثيرة.
علماء المسلمين: صنفوا لنا داخل الكأس، اللبن والزبدة والسمن ؟
علماء الغـرب: لا لا نستطيع أن نميز جزءا عن جزء آخر ولا نستطيع إدراكه بأبصارنا بل هو موجود.
علماء المسلمين: كذلك الله هو موجود حيثما بحثتم ولكن لا تدركه الأبصار وهو بدرك الأبصار.
علماء الغـرب: الآن حصحص الحق أنتم على حق ونحن على باطل... آمنا بما تقولون...!!

أحمـــد زبانا
N
يزخر التاريخ الجزائري بعظماء الرجال، وتفخر الجزائر بأبنائها البررة المخلصين الذي قدموا أنفسهم فداء للوطن، وسجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب ما زال يتداولها الأجيال جيلا بعد جيل.
وما عبد القادر الجزائري أو لا لا فاطمة نسومر أو العربي بن مهيدي أو غيرهم والكثيرين منهم إلا رمزا للبطولة التي شهدتها الجزائر.
ونعرج على مشهد بطولي صنعه أول شهيد ثورة نوفمبر كان مبتهجا يوم استشهاده وخلدته كلماته التي قالها قبل أن تفارق روحه جسده.
اهتزت لها معالم المقاومة بعده حتى أصبحت لغزا يعجز عن تفسيره الكثيرون ففي يوم 18 جويلية 1955 أخرجه المستعمر من زنزانته وقادوه للمقصلة ليكون أول شهيد يحكم عليه بالإعدام.
فقال : يردد نشيد بربروس.
زبانا : أعصفي يا رياح واقصفي يا رعود
واثخني يا جراح واحقدي يا قيـود
نحــن قوم أبــاة ليــس فينا جبــان
لا نمـل الكفــاح لا نمـل الجهــــاد
في سبيـل الوطـن
ولما قدم للمقصلة طلب من جلاديه أن يسمحوا له بصلاة ركعتين ولكنهم رفضوا
ولما تدخل محاميه لدى ضابط فرنسي سمحوا له بالصلاة.
فقال زبانا: إني مبتهج "بأن أكون أول من يصعد إلى المقصلة فبنا أو بدوننا ستتحرر الجزائر يا أنذال ـ وسنريكم بعزيمتنا كيف ينتصر الأبطال.
فسمعه السجناء فانطلقت حناجرهم مرددة: إننا سنتبعك إلى المقصلة لا يهم فبنا أو
بدوننا ستتحرر الجزائر...
زبانــا : بسخرية واحتقار...: ليس من عادتنا أن نطلب بل من عادتنا أن ننزع منكم استقلال الجزائر إما عاجلا أم آجلا.
القاضـي: ألا تخاف المقصلة؟
زبانــا : ما أنا بالذي يخاف المقصلة أعدت منبرا لأمثالي بل المقصلة سترتعد من وقفتي بعد قليل!!
ثم تقدم له الإمام: ليسأله.
الإمــام: هل لك وصية توصي بها؟!
زبانــا : لقد كنت تصلي بالناس، فوصيتي لك اليوم أن أكون إماما لتصلي ورائي...!! أي أن تقتدي بي في الجهاد والاستشهاد على مذبح الحرية.
الضابـط: قل آخر كلمة وخلصنا.
زبانــا : اعلموا أني أحب الموت كما تحبون الحياة وأن موتي سيزلزل من تحت أقدامكم الأرض.

اشنقوني فلست أخشى حبـــالا واصلبوني فلست أخشى حديـدا
واقض يا موت في ما أنت قاض أنا راض إن عــاش شعبي سعيدا
أنا إن مت فالجــــزائر تحيــــا حـــرة مستقلــــــة لن تبيـــدا

أهمية الشجرة
مصطفى: السلام عليكم يا محمد
محمـد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مصطفى: ماذا تفعل يا محمد ؟
محمـد : اغرس هذه الشجرة !
مصطفى: وهل تفيد هذه الشجرة في شيء ؟
محمـد : نعم. تفيدنا في أشياء كثيرة.
مصطفى: لماذا لا تأتي لنا بها لنشعل بها النار ونتدفأ بها ؟
محمـد : أنت من أعداء الشجرة.
مصطفى: ومن هم أعداء الشجرة ؟
محمـد : الذين يقطعونها ويحرقونها
مصطفى: وهل لها فائدة أخرى غير الحرق ؟
محمـد : نعم لها فوائد كثيرة.
مصطفى: ما هي هذه الفوائد ؟
محمـد : الشجرة تأتي بالثمار، تلطف الجو، وتوفر الظل، ونصنع منها الأبواب.
مصطفى: ماذا ؟ ماذا" هذا كله من الشجرة ؟
محمـد : نعم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"
الإثنين معا:
احذر احذر أن تقطــع شجـــرة احذر احذر أن تكـسر شجـــرة
احذر احــذر أن تحــرق شجـــرة أحرص أحرص أن تغرس شجرة
أحرص أحرص أن تسقي الشجرة أحرص أحرص أن تحمي الشجرة
************************************************** ***:mh31:
كُفَّ عن المخدّرات...أبَتِي


الفصل الأوّل

 المشهد الأول: ( داخل القسم )
قسم السنة الثالثة ابتدائي، فيه ثلاثون تلميذا وتلميذة، ومعلمة صغيرة السّن. سليم تلميذ من هذا القسم، وقد تغيّب عن المدرسة أكثر من أسبوع، عندما دخل إلى القسم،ارتفعت أصوات التلاميذ ( ضاحكين وساخرين ) عليه. أمـا المعلّـمة، فقد قامت بتوبيخه، دون أن تأخذ بعين الاعتبار وجهه المصفّر، ويداه المرتعشتان اللتان تجران محفظة ثقيلة. يسقط سليم أرضا من شدّة الإعياء والتعب، ومن ثمّ تسرع المعلّمة وكافة الزملاء لتقديم المساعدة.
وهذا ما جرى بينهم من حوار......
المعلمة: ( بسخرية ) أهلا أيّها التلميذ المجتهد، قد وصلت باكرا اليوم إلى المدرسة. (وترفع صوتها) قل لي لماذا تغيّبت يوم أمس وقبله؟.
سليـم : ( بصوت هادئ لا يكاد يسمع ) لم يسمح لي أبي بالمجيء.
المعلمة: (بغضب) لا تكذب عليّ، لم أسمع في حياتي أنّ أبًا يمنع ابنه من الذهاب إلى المدرسة. وأنتم يا تلاميذ، هل سمعتم بهذا ؟
التلاميذ: ( بسخرية وبقهقهة عالية ) نعم، سمعنا ذلك من سليم؟ لا تقسي عليه معلّمتنا، إنّه رضيع يخاف عليه والده، فهو لم يعرف بعد الطريـق إلى المدرسة.
سليـم: ( بوجه محمّر من شدّة الخجل ) أمّي مريضة، لهذا لم يسمح لــي والدي بالمجيء.
المعلمة: لا أريد أكاذيب أخرى.. هيا اجلس قبل أن يزداد غضبي عليك.
يجرّ سليم رجليه الثقيلتين وقبل أن يصل إلى مكانه يسقط أرضا، وتتبعثر أدوات محفظته، فتندهش المعلمة مما ترى، أما التلاميذ، فيحومون حول سليم (يبكون ويصرخون)، مهما يكن، فسليم صديقهم. تبعث المعلمة "سمير"، ليستدعي المديرة، وما أن تدخل إلى القسم حتى تصرخ، وتأمر التلاميذ بالجلوس بعد أن عمّت الفوضى.
المديرة: اجلسوا، عودوا إلى أماكنكم، حتى أرى ماذا حدث؟.
المعلمة: سليم.. سليم، أُغمي عليه، يبدو أنه مريض.
المديرة: ما الذي أوصله إلى جانب المصطبة؟ هل كان يكتب على الصبورة؟ هل طلب إذنًا بالخروج أم ماذا؟
التلاميذ: (يقاطعون المعلمة والمديرة)، لقد تأخر، فوبّخته المعلّمة.
المعلمة: (بدهشة) لا دخل لتوبيخي في الأمر، فقد كان مريضا، ووجهه كان مصفرّا منذ دخوله باب القسم.
المديرة: (آمرة بعض التلاميذ) اصطحبوه إلى طبيب المدرسة، سألحق بكم بعد قليل.
المديرة: هل ضربتِه؟
المعلمة: (بخوف شديد وقبل أن تسألها المديرة) حالته سيّئة من بداية السنة.
المعلمة: لم أفعل له أي شيء، فليشهد التلاميذ. وبّخته فقط، لأنه تغيّب عن دروسه أكثر من أسبوع، وتأخر اليوم كثيرا. وليست المرّة الأولى التي يفعل فيها هذا.
المديرة: (بغضب واستغراب) ماذا قال سليم بعدها؟
المعلمة: قال إنّ: "والدي منعني من المجيء لأنّ أمّي مريضة، لذا كنت مرغمًا على البقاء بجانبها.

المشهد الثاني: ( عند طبيب المدرسة )
نُقل سليم إلى طبيب المدرسة، وهو في غيبوبة تامة، لا يعرف شيئا مما يحدث. يقيس الطبيب ضغطه، ويحقنه بحقنة تمكّنه من استعادة وعيه وقوته. وتلتحق المديرة والمعلمة بالطبيب، فيهرع إلى مساءلة سليم.
الطبيب: ( بلطف وبذكاء أيضا ) قد أخَفتَنا يا بطل. كيف يُغمى على شخص قوي مثلك. (كان الطبيب قد تعمّد أن لا يُشعر سليم بالحرج حتى يجعله يتكلّم ) ماذا أكلت؟ هيا قل لي؟ أريد أن أكون قويا مثلك؟
سليـم: ( بسذاجة طفل صغير ) لم آكل ولم أشرب شيئا هذا الصباح.
الطبيب: ( مندهشا) ماذا؟ أنت لم تأكل شيئا؟ هذا غير ممكن؟
سليـم: ( بعينين ذابلتين، تكاد الدموع تخرج منهما ) أمي مريضة.
المديرة: كنت أتوقع ذلك.
الطبيب: مريضة؟ بماذا؟ ولماذا؟
سليـم: ( يصمت قليلا ) أبي ضربَها.
المديرة: لماذا؟
سليـم: ( بخجل ) لأنها دافعت عن جدّتي، عندما أراد أبي ضربها.
المعلمة: لما يريد والدك ضرب أمّه؟
سليـم: لأنها رفضت إعطاءه المال، لتمنعه من شراء المخدرات.
الطبيب: ( بصوت خشن ) المخدرات؟ لا تقل إنّ والدك يتعاطاها.
المديرة: لا تقلق يا سليم، سنقوم باستدعائه.
سليـم: ( ينهض بسرعة من السرير) أرجوك سيّدتي المديرة، لا تفعلي ذلك، سيضربني والـدي إن عرف أني أخبرتك.
المديرة: لن نستدعيه لوحده، وإنما سنستدعي أيضا أولياء كل التلاميذ.
المعلمة: سنقوم باستدعاء مجموعة من الأطباء ليحدثوهم عن أضرار المخدرات على صحتهم وعلى نفسية أولادهم.

 المشهد الثالث: ( في البيت )
يدور حوار بين أفراد العائلة، يسمعهم الوالده، فينهال ضربا على سليم ووالدته.ويتسبب ذلك في غيابه عن المدرسة ثانيةً.
سليم: لن أعود مرة أخرى إلى بيت خالي، تعبت من التّرحال المستمّر.
الأم : من يتكفل بمصاريفك، لو بقيت هنا، أنت تعرف أننا بعثنا بك إليه، حتى ينفق على أكْلِك ولباسِك.
سليم : أنا تعبتُ من أبي الذي لا يعمل، إنّه بصحة جيّدة، لكنه يسرق مال جدّتي.
الجدّة: أسكت يا ولدي، سيضربك والدك، إن سمعك.
سليم : لابد أن نواجهه كلّنا، أو نذهب من هنا ونترك له البيت لوحده.
الأب : (يدخل مسرعا وغاضبا يبدو أنه سمع الحوار يوجه الكلام مباشرة لوالدة سليم) ستذهبون وتتركونني لوحدي، هذا رائع، لكن هذا ليس خطأه، أنت من علّمه هذا.
الجدّة: لا يا ولدي ابنك قد كبُر، وأصبح يخجل بك أمام زملائه.
الأب : سأريه الآن كيف يخجل الأبناء بآبائهم.
ينهال الأب ضربا على سليم وأمه، فيصيبه في عينه ويسيل الدم، ويسقط أرضا مغـميا عليه دون حراك بينما الأم والجدّة تصرخان ويجتمع الناس حولهم.

 المشهد الرابع:(فـي المدرســة)
غاب سليم- ثانية - أكثر من أسبوع عن المدرسة، فقلق عليه زملاؤه وجميع المعلمين، والمديرة.
المديرة: (تدخل إلى القسم ) من رأى منكم سليم، فقد تغيّب أكثر من أسبوع.
كريـم : سليم جاري، وعرفت من أمي أن والده ضربه لأنه قرر ألا يعود لبيت خاله، كان يريد أن يكون إلى جانب أمه ليتصدّى لعنف والده على أمه.
المديرة: مسكين هذا الولد.كيف هو الآن؟وأين هو؟
كريـم : هو الآن في المستشفى، لأن والده كاد يسقط له عينه، ولم يتركه إلا بعد أن أغمـي عـليه أرضا واجتمع الجيران لإنقاذه.
المديرة: سنقوم بجمع التبرعات لعائلته، فلابدّ على كل واحد منكم أن يقدّم ما يقدر عليه من المال مـن 1 دج إلى 10 دج وما فوق لمن أراد ذلك.سأذهب الآن لإخبار الأقسام الأخرى بهذا.
المعلمة: اسمحي لي سيّدتي المديرة، لديّ اقتراح آخر.هل بإمكاننا الذهاب مع التلاميذ إلى المستشـفى في حملة تضامنية لزيارة سليم.
المديرة: أجل إنها فكرة رائعة، إذن هيئوا أنفسكم ليوم الغد مساء، لنذهب معا إليه.

الفصل الثانــي

المشهد الخامس: ( في ساحة المستشفى )
وصل التلاميذ جميعا والمعلمون والمديرة كذلك إلى ساحة المستشفى، وقام التلاميذ بإخراج شعاراتهم التي سهروا طول الليل لتحضيرها والتي كتبوا عليها شعارات مختلفة منها:" لا للمخدرات..أبَتِي"، "كُفَّ عن المخدّرات..أبتَِي"، "ستُشفى يا سليم". راحت المديرة تخاطبهم وتوصيهم على حسن المعاملة مع زميلهم سليم وكذا جميع المرضى.
المديرة: سيروا مثنى مثنى، وبهدوء، ولا تصرخوا أو تتكلموا بصوت مرتفع.
التلاميذ: إذن لن نردد هذه الشعارات يا سيدّتي المديرة؟ نحن نريد أن يسمعنا والد سليم إن وجدناه عنده.
المديرة: لا تقلقوا لأجل ذلك، سيقرؤها من دون شك، فقد كان أستاذا في الثانوية قبل أن يتخلى عن عمله منذ عامين.
التلاميذ: من منا سيحمل علبة التبرعات سيّدتي المديرة؟
المديرة: سيحملها كريم لأنه جاره، ولأن سليم يحبه كثيرا.
كريم: شكرا لك سيّدتي، لكن لا أريد أن آخذها أنا، من الأحسن أن تحمليها أنت حتى يفرح أكثر.
المديرة: شكرا لكم جميعا يا تلاميذ ويا مَعشَر المعلّمين.والآن هيا انطلقوا بانتظام وبحذر أيضا.

 المشهد السادس: ( في غرفة المستشفى )
دخل الجميع إلى غرفة سليم ووجدوه مستلقيا على سريره الأبيض وبجانبه والداه وجدته، ولم يستطع إخفاء فرحه، رغم تعبِه الشّديد الذي يظهر في عينيه المضمحلتين وجسده المنْكوب من شدّة السَقْمِ (المرض).
سليـم: (موجها كلامه لأمه وجدته) هذه مديرتي، والأخرى معلّمتي، وهؤلاء زملائي.
المديرة: (موجهة الكلام لعائلة سليم) أتيتُ بزملائه وبقيّة المعلّمين لأنهم يريدون زيارته.
الأب : ( مصطنعاً الهدوء والحزن) أهلا بكم.
التلاميذ: سَتُشفى يا سليم، وستعود إلى الدراسة بيننا.هيا تشجّع وعد إلينا بسرعة، نحن نحبك.
المعلمة: لا تقلق يا سليم، سأعيد لك شرح كل الدروس التي فآتتك والتي تغيبت عنها.
نظر والد سليم إلى الشعارات في أيدي التلاميذ، فاحمّر وجهه وشعر بالخجل والحيرة، فنزّل عينيه أرضا دون أن يقول شيئا. فلاحظَت المديرة ذلك، لذلك طلبت منه إذنا لمرافقتها إلى شرفة الغرفة، لأنها تريد أن تحدّثه في أمر ما.
المديرة: هل بإمكانك أن ترافقني إلى الشرفة لأني أريد محادثتك.
الأب : (بخجل) أنا آت في الحال.
 المشهد السابع: (في شرفة المستشـفى)
خرجت المديرة إلى الشرفة، وبقيت منتظرة حوالي دقيقتين إلى أن لحقها الوالد، ونظرت إليه بنظرة تفيض بالغضب والاشمئزاز
الأب : (في خطًا بطيئة) ها قد أتيت.
المديرة: (مباشرة وبغضب) لا تظن أنني لا أعرف ما الذي أوصل سليم إلى هذا المكان
الأب : (بتكبُّر) كان مريضًا.
المديرة: لم يكن مريضا أنتَ ضربتَه.
الأب : يستحقُ ذلك.
المديرة: (بصوت مرتفع هذه المّرة) لا تقل هذا، فأنا أعلم أنك تتعاطى المخدّرات.سليم أخبرني بذلك.
الأب : (متلعثما) يكذب.. يكذب.. يكذب.
المديرة: لا تستهزئ بي. أخبرتني المعلمة التي تدرّسه، أنه كلما طلبت من التلاميذ كتابة موضوع إنشائي عن الأسرة أو الآفات الاجتماعية، كان سليم يكرر نفس العبارة دائما حين يكتب عن المخدرات، من بداية السنة إلى آخرها. كان يكتب"كفّ عن المخدّرات.. أبتي"، "وأحيانا أخرى "نحن نحبك يا أبي، فلماذا تقسو علينا".
اندهش الوالد ولم يصدق ما قيل له، إذ طأطأ رأسه.
الأب : (بلهفة) أحقا ما تقولين؟
المديرة: أجل؛ سليم تلميذ مجتهد، لكنه في الفصل الأخير أصبح شارِد الذّهن منعزلا وحزينا دائما، أٌغميَ عليه مراراً ، لأنه لا يأكل جيدا. تصوّر الآن لو أنّه مات بسبَبِكَ، أو ماتت والدته. فماذا ستفعل؟ ستندم ولن ينفعك النَّدمُ بعدها.
يصمت الوالد فترة من الزمن، إذ يبدو أنه يفكر في كلام المديرة، واضعا يديه على حافة الشرفة ورافعا عينيه نحو السماء مرددا بعض العبارات غير المفهومة.
الأب : (بصوت لا يكاد يسمع) أستغفر الله، غفرانك يا رب..
المديرة: سليم نموذج للتلميذ المجتهد والمثابر والصبور أيضا.لماذا تفعل بعائلتك كل هذا؟ إنّك تَضِّر بنفسِك وتضرّهم معك.
الأب : أعرف ذلك، ولكن المشاكل هي التي دفعتني إلى المخدرات.
المديرة: (بلهجة غضب) لماذا تصرّ على تدمير عائلتك بهذه الطريقة، لا دخل للمشاكل في تعاطي المخدرات، ما من أحد إلاّ والمشاكِل معه. ماذا استفدت منها هل أعادت لك صحتك؟ هيا قل لي؟ أريد أن أتأكَّد...
الأب : (باكيا) لا أبدا... سامحيني من فضلك، سامحيني، لا أعرف ما الذي أوصلني إلى هذا الطريق؟
المديرة: أنا سامحتك، لكن هل ستسامحك عائلتك؟ هل سيسامحك سليم؟. لا تبحث عن السماح فقط، لكن لابد أن تتخلى عنها نهائيا.

المشهد الثامن: (في غرفة المستشفى)
تدخل المديرة وتترك والد سليم خارجا في الشرفة، وبعد لحظات فقط يتبعها.
المديرة: هيا يا تلاميذ، هيئُوا أنفسكم للذهاب. سليم سيُشفى قريبا.
الأم : نشكركم على هذه الزيارة، فقد سعد ابني بمجيئكم.
المديرة: (محدّثة الجدّة بصوت منخفض جدًا) إن ابنك قد ندِم وسيأتي لطلب السماح، فلا تَصُدّيه.
التلاميذ: إلى اللقاء يا سليم سنلتقي في المدرسة.
يخرج الجميع من الغرفة ما عدا العائلة، فيدخل الوالد وعينيه تدْمعَان. مُمسكًا الجدّة من يديها ويقبّلهما طالبا السماح منها ومن أم سليم.
الأب : سامحيني أمي..سامحاني أرجوكما، سامحيني أنت (لوالدة سليم).
الجدّة : سامحتك يا ولدي سامحتك، لكن بشرط ألا تعود إليها
الأب : أعدُكُما بذلك.
الأم : (دون أن تُكلّف نفسها كثيرا لأنها لم تصدّقه) يُسامحك الله.
الأب : (آخذا سليم في حضنه) سامحني يا ولدي، سامحني أرجوك. لن أمدّ يدي إليك مرّة أخرى إلاّ بلمْسَة حنان الوالد، وأعدُك بأني سأجاهد لأعوض لك كل ما فات.
سليم: (باكيا محدقاً في وجه والده سائلاً ماذا يحمِل له الغد؟)... وهل سيسامح سليم والده أم لا يا ترى؟









 


قديم 2013-01-06, 22:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمود العمري
أستاذ، مراقب منتديات التعليم الابتدائي
 
الصورة الرمزية محمود العمري
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء مميزي الأقسام العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2015-01-04, 21:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hanine belhouchet
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على هدا المجهود










قديم 2015-01-05, 00:04   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
batta2
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الكريم










قديم 2016-11-12, 10:58   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أمّ علي
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لمنشد, لتلاميذ, الخامسة, السنة, lمسرحيات, رائعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc