الإيمان برسل الله - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإيمان برسل الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-27, 15:41   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ويقول الآلوسي رحمه الله :

" ما نسب إلى بعض الكاملين من أرباب الأحوال من رؤية النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعد وفاته ، وسؤاله ، والأخذ عنه ، لم نعلم وقوع مثله في الصدر الأول .

وقد وقع اختلاف بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم من حين توفي عليه الصلاة والسلام إلى ما شاء الله تعالى في مسائل دينية وأمور دنيوية ، وفيهم أبو بكر وعلي رضي الله تعالى عنهما ، وإليهما ينتهي أغلب سلاسل الصوفية الذين تنسب إليهم تلك الرؤية ، ولم يبلغنا أن أحدا منهم ادعى أنه رأى في اليقظة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأخذ عنه ما أخذ .

وكذا لم يبلغنا أنه صلى الله تعالى عليه وسلم ظهر لمتحير في أمر من أولئك الصحابة الكرام فأرشده وأزال تحيره .

وقد صح عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال في بعض الأمور : ليتني كنت سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام عنه .

ولم يصح عندنا أنه توسل إلى السؤال منه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الوفاة نظير ما يحكى عن بعض أرباب الأحوال .

وقد وقفتَ على اختلافهم في حكم الجد مع الإخوة ، فهل وقفتَ على أن أحدا منهم ظهر له الرسول فأرشده إلى ما هو الحق فيه ؟!

وقد بلغك ما عرا فاطمة البتول رضي الله تعالى عنها من الحزن العظيم بعد وفاته صلى الله تعالى عليه وسلم ، وما جرى لها في أمر " فدك "، فهل بلغك أنه عليه الصلاة و السلام ظهر لها كما يظهر للصوفية فَهَوَّن حزنها وبين الحال لها ؟!

وقد سمعت بذهاب عائشة رضي الله تعالى عنها إلى البصرة وما كان من وقعة الجمل ، فهل سمعت تعرضه لها قبل الذهاب وصده إياها عن ذلك لئلا يقع أو تقوم الحجة عليها على أكمل وجه؟!

إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصي كثرة .

والحاصل أنه لم يبلغنا ظهوره عليه الصلاة والسلام لأحد من أصحابه وأهل بيته ، وهم هم مع احتياجهم الشديد لذلك .

وظهوره عند باب مسجد قباء كما يحكيه بعض الشيعة افتراء محض وبهت بحت .

وبالجملة: عدم ظهوره لأولئك الكرام ، وظهوره لمن بعدهم : مما يحتاج إلى توجيه َيقنع به ذوو الأفهام" انتهى.

"روح المعاني" (22/38-39)

ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله :

" قد علم من الدين بالضرورة وبالأدلة الشرعية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يوجد في كل مكان ، إنما يوجد جسمه في قبره فقط في المدينة المنورة , أما روحه ففي الرفيق الأعلى في الجنة , وقد دل على ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عند الموت : ( اللهم في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم توفي )

وقد أجمع علماء الإسلام من الصحابة ومن بعدهم أنه عليه الصلاة والسلام دفن في بيت عائشة رضي الله عنها المجاور لمسجده الشريف ، ولم يزل جسمه فيه إلى حين التاريخ .

أما روحه وأرواح بقية الأنبياء والمرسلين وأرواح المؤمنين فكلها في الجنة , لكنها على منازل في نعيمها ودرجاتها حسب ما خص الله به الجميع من العلم والإيمان , والصبر على حمل المشاق في سبيل الدعوة إلى الحق .

أما ما يظنه بعض الصوفية من علمه بالغيب ، وحضوره صلى الله عليه وسلم لديهم في أوقات احتفالهم بالمولد وغيره ، فهو شيء باطل لا أساس له , وإنما قادهم إليه جهلهم بالقرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح .

فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية مما ابتلاهم به , كما نسأله سبحانه أن يهدينا وإياهم جميعا صراطه المستقيم إنه سميع مجيب " انتهى باختصار.

"مجموع فتاوى ابن باز" (3/381-383)

و الله اعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:38   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



السؤال :

برجاء توضيح أدلة أن محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم الرسل والنبيين معاً

فإن جميع الأدلة تدل على ختم النبوة فقط

ولا تشير من قريب أو بعيد إلى ختم الرسالة .


الجواب :


الحمد لله

اختلف العلماء رحمهم الله في الفرق بين النبي والرسول ، وجمهور العلماء على أن النبي هو من أوحي إليه من الله ولم يؤمر بالتبليغ ، والرسول هو من أوحي إليه وأُمر بالتبليغ .

ولكن .. مع هذا الاختلاف فإنهم اتفقوا على أن الرسول أفضل من النبي ، وأن الرسول قد حاز شرف النبوة وزيادة ، ولذلك قالوا : كل رسول فهو نبي ، وليس كل نبي رسولا .

وبهذا يتضح أن كل ما ورد في أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، أنه يدل على أنه لا رسول بعده أيضاً ، لأنه لن يكون هناك رسول إلا وهو نبي .

ولو جاء النص على أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل ، لم يكن هذا النص نافيا لوجود نبي بعده ، لأنه يحتمل أن يوجد نبي وليس برسول .

لكن .. قد جاء النص بأن الرسول صلى الله عليه ومسلم هو خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده ، فهذا ينفي وجود نبي بعده ، وكذلك ينفي وجود رسول بعده .

قال ابن كثير رحمه الله :

"(ولكن رسول الله وخاتم النبيين) ...فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى ، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس" .

"تفسير ابن كثير" (3/645) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وإذا كان خاتم النبيين فهو خاتم الرسل قطعاً ، إذ لا رسالة إلا بنبوة ، ولهذا يقال : كل رسول نبي ، وليس كل نبي رسول" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/250) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:39   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

خرج في هذه الأيام فيلم هولندي فيه إساءة للإسلام وأهله

واصفاً لهم بالإرهاب

فما هو توجيهكم للمسلمين حيال هذا الموضوع ؟


الجواب :

الحمد لله

أولاً:

إن الصراع بين الحق والباطل قديم ، وما يزال جنود الباطل يقفون في وجه الحق في كل عصر ومصر ، فيخذلهم الله تعالى بقوة الحق ، ويقذف الله تعالى بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق .

ومنذ أن خُذل إبليس وترك استجابة أمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام بدأ الكيد للحق وأهله ، وطلب إبليس من ربِّه الإنظار ، لا ليتوب ، بل ليكيد ، وليُكثر من أتباعه ، فيدخل وإياهم نار الله تعالى ، وهناك سيقف خطيباً فيهم ويقول : ( إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إبراهيم/ 22 .

ثانياً:

قد تعرَّض الإسلام لمكائد كثيرة وكبيرة ، ولكنَّ الله تعالى تكفَّل بحفظ دينه ؛ لأنه جعله خير الأديان وخاتمتها .

ثالثاً:

نقف هنا مع حدَث حديث ، لن يكون الأخير ؛ لوجود شياطين الإنس والجن ، ومحاولاتهم اليائسة البائسة للنيل من هذا الدين ، وكتابه المقدس والنبي العظيم صلى الله عليه وسلم.

وهذا الحدَث هو ما صنعته يد الإثم والبهتان المسمَّى " غيرت فيلدرز " ، زعيم حزب " الحرية " ، وهو يميني هولندي متعصِّب ، أراد أن يطعن في هذا الدين العظيم ؛ ليُعرف، وليحصِّل مكاسب سياسية ، لكنَّ الله تعالى خذله ، وسيُخذل أكثر وأكثر ، إن شاء الله ، فأنتج ذلك الحاقد " فيلماً " قصيراً لا يتجاوز 17 دقيقة عن الإسلام والقرآن ملأه بالأكاذيب والافتراءات ، وقد سمَّاه " فِتنة " ! ، ولو عُرض ما قاله وقاءه على معهد أو جامعة " أكاديمية " : لكان حقه التوبيخ والإهانة ؛ لعدم موضوعيته ؛ ولتحريفه وتزويره للحقائق .

وقد بدأ فيلمه وأنهاه بوضع صورة مشينة للنبي صلى الله عليه وسلم مما رسمته اليد الآثمة المجرمة ، يد الرسام الدنماركي ، وهي تمثل في أول الفيلم قنبلة على عمامة صورة للنبي صلى الله عليه وسلم – في زعمه – وهي في أول اشتعالها ، وفي آخر الفيلم تصل الشعلة لنهايتها ، وتنفجر ! وهو يريد بذلك إيصال رسالة خسيسة بأن الإسلام جاء للدمار والخراب ، وأن السكوت عنه سيؤدي إلى زوال الحضارات والأمم غير المسلمة ! .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:39   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعاً:

يمكننا تقسيم وقفاتنا مع ذلك الفيلم السيئ إلى عدة أقسام :

1. آيات مقتطعة عن سياقاتها ، ومحرَّفةٌ معانيها .

ومن أمثلة ذلك :

أ. أول الآيات في فيلمه قراءة هي قوله تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ ) الأنفال/ 60 .

وقد أوصل القراءة إلى هذا الحدِّ ، ولم يُكملها ، وأراد إثبات لفظ ( تُرهِبون ) للدلالة على أن الإسلام هو الإرهاب ، وهو ما يسعى كثيرون من الحاقدين والجهلة للصقه بالإسلام.

ولسنا نخجل مما في كتاب ربنا تعالى ، ولسنا ننكر هذه الآية ، بل نتعبد الله بقراءتها ، ونسأله التوفيق للعمل بها ، ونرد على استدلاله بهذا المقطع بوجهين اثنين – خشية الإكثار وخروج الرد عن منهج الموقع - :

الأول :

أن هذا الذي أنكره على الإسلام هو ما تفعله الدول الكبرى والعظمى ، فهي تنتج الأسلحة الفتاكة ، والقنابل النووية والذرية ، والطائرات ، والغواصات ، وغيرها ؛ حماية لنفسها ؛ وإرهاباً لأعدائها خشية أن يتعدى أحد عليها ! وهو المراد بهذه الآية ، ولم يطمع الكفار المحتلون ببلاد المسلمين إلا عندما عطَّلوا العمل بهذه الآية ، ومن آخر أمثلة ذلك : العراق ، حيث ضغطوا على حكومته لتدمير أسلحته ، وصواريخه ، فلمّا تمَّ ذلك ، وتأكدوا منه : غزوا البلد ، واحتلوه ، وساموا أهله سوء العذاب .

الثاني :

أن تكملة سياق الآية بعدها يفسِد عليه ما أراده من إلصاق الإرهاب – بمفهومه هو وعصابته – بالإسلام ، والآية التي بعدها مباشرة : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) الأنفال/ 61 .

ب. وثاني آية مسموعة في ذلك الفيلم : قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/ 56 .

ومن تدليس هذا المخرج أنه جاء بهذه الآية ليبين للمشاهدين أن الإسلام يأمر بحرق المخالفين له حتى تنضج جلودهم ! وأن هذا من تشريع الله لهم .

والرد عليه من جهتين :

الأولى :

أن فعله تدليس أخرق ؛ لأن الله تعالى يذكر فيها عقوبة الكفار يوم القيامة ! وليس هي في الدنيا ، وقد جاء بعدها ذِكر جزاء المؤمنين الموحدين ، فقال : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً ) النساء/ 57 .

والثانية :

أن أدنى تأمل في الآية يبين به كذب وافتراء وتدليس هذا المخرج ، ففي الآية قول الله تعالى ( بدَّلْنَاهم جُلُوداً غَيْرَهَا ) وهل يملك المسلمون تبديل جلود من احترقت جلودهم في الدنيا ؟! .

2. صورٌ مفبركة ، أو غير دالة على مراده ، أو هي منكرة في الإسلام أصلاً .

ومن أمثلتها :

أ. صور لمجموعة من الرافضة – الشيعة – تجرح نفسها وأبناءها بالآلات الحادة ، فتُدمى رؤوسهم ، في منظر بشع سيء ، وهذا ليس من ديننا ، وإنما يفعله بعض المنتسبين إلى الإسلام جهلاً منهم وضلالاً .

والصورة التي فيها سيوف مرفوعة عليها دماء : أيضاً هي من صور الرافضة في مناسبات عندهم ، وقد أفهم المخرجُ الكذابُ النّاسَ أنها لمسلمين ! وأنهم للتو قد انتهوا من حفلة تقطيع رؤوس للكفار ! .

ب. ومن الصور المضحكة الواضحة الكذب : صور لنساء مسلمات منتقبات يرفعن لوحات كُتب عليها " بارك الله في هتلر " ! .

ونقول : وهذا واضح أنه كذب وتدليس ، فإن ديننا يمنعنا من الدعاء لمن مات كافراً ، قال الله تعالى : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) التوبة /113 ، فكيف تدعو نساء منتقبات ملتزمات بأحكام الإسلام لهتلر بالبركة .

3. مقاطع مرئية ، بعضها يحتوي حقّاً لا ريب فيه ، وبعضها تزوير للحقائق ، وتدليس على المشاهدين .
ومن أمثلة ذلك :

أ. لقاء مفبرك مع طفلة صغيرة ، وواضح أنهم لم يحسنوا تمثيلها ، ولا فبركتها

وذلك من وجهين :

الأول :

أنها محجبة ، وهم يسألونها عن دينها ! فلم التلبيس والتدليس وكأنه أمر طبيعي غير مفبرك ؟! .

والثاني :

أن الطفلة الممثلة ! سئلت عن رأيها في اليهود والنصارى ، فقالت : قردة وخنازير .

وهذا ليس من ديننا ، فليس فيه أن اليهود والنصارى قردة وخنازير ، وإنما فيه أن طائفة من اليهود السابقين احتالوا على شرع ربهم ، فعاقبهم الله تعالى فمسخهم قردة ، قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) البقرة/ 65 ، وقال تعالى : ( فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) الأعراف/ 166 .

ب. ومن المقاطع المرئية المقطوعة عن سياقاتها : مقطع ذلك الخطيب الذي يُخرج السيف ، ويتوعد الكفار ! .

وهذا الشيخ معروف ، وهو عراقي ، رفع السيف في خطبته تهييجاً للناس على الجهاد ضد الكفار المحتلين لبلده - وقد قتله الرافضة عليهم من الله ما يستحقون - ، وماذا يراد من المسلمين إذا احتلت بلادهم ؟ التسليم لأموالهم وأعراضهم ، وانتظار القتل ، أو الرضا والعفو عن المحتل المجرم ؟! بل الإسلام دين العزة ، والكرامة ، والمسلمون يأبوْن الذل ، ولا بدَّ من قتال المحتل ، وهذا مؤيد من أديان الأرض وشرائعه جميعاً ، بل رأس الاحتلال نفسه قال : لو احتلت بلدي لقاتلت المحتل ، وعلى فرض تصديقه أنه يقاتل ولا يفر : فهو لم يقل إلا الحقيقة والواقع ، أي : أن المحتل يقاتَل .

فما هو المنكر في جهاد المسلمين لمن احتل أرضهم ؟









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:40   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خامساً:

انصبت الأفكار الرئيسية جميعاً على الطعن في الإسلام ، من خلال : السخرية والاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ومن خلال الطعن في القرآن ، وأنه كتاب " فاشي " ! كما قال في الفيلم ، ومن خلال التنبيه على خطر المساجد ، وكل ذلك حاوله المخرج في فيلمه القصير عن طريق المقاطع المرئية ، والصور المؤثرة ، ومن خلال الموسيقى المصاحبة لهما ، لكنه فشل فشلاً ذريعاً ؛ لاستعماله الكذب ، والتزوير ، والتدليس ، وهو ما لن يقبله منه المشاهد ، حتى لو كان كافراً .

وقد أرجع الله تعالى مكر المخرج على نفسه ، فقد انكبَّ الناس في " هولندا " على الكتب الإسلامية ، وعلى المصاحف ، لشرائها ، والنظر فيها ، وسيرون فيها ما يبين كذب وتزوير ذلك المخرج الفاشل ، وقد حصل بالفعل ، فقد أسلم ثلاثة أشخاص من تلك البلاد بعد عرض الفيلم ، وقد هددت شركات هولندية برفع قضايا على النائب المخرج إذا قاطعت الدول الإسلامية منتوجاتها ، وسيبوء ذلك النائب المخرج بالخزي والعار ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله .

سادساً:

قد نصر الله تعالى دينه نصراً مبيناً ، فمنذ الإعلان عن قرب عرض الفيلم والمؤسسات والحكومات والأفراد من غير المسلمين ينكرون على النائب فعله ، ويبينون عدم ربط الإسلام بالعنف والإرهاب ، وأن المسلمين هم ضحايا للإرهاب مثل غيرهم ، ومن هؤلاء المنكرين الرافضين لفعل ذلك النائب المخرج : رئيس وزراء هولندا ، وله كلام قوي في إنكاره ورفضه ، وسكرتير هيئة الأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، وجمع من الساسة ، والقادة ، والدول ، وقد رفضت المحطات الفضائية العامة والخاصة عرض هذا الفيلم ، ولم يجد إلا موقعاً في " الإنترنت " لينشره .

وجاء في " مفكرة الإسلام " ( السبت 22 ربيع الأول 1429هـ ، 29 – 3 - 2008م ) :

" ففي بروكسل : أدان البرلمان الأوروبي هذا الفيلم المسيء ؛ حيث هاجم رئيس البرلمان " هانز غيرت بوتيرنغ " بشدة النائب الهولندي " فيلدرز " قائلاً في بيان له : إن محتوى الفيلم " يبدو مصمماً لاستفزاز الحساسية الدينية للمسلمين في هولندا وأوروبا والعالم " .

وأضاف قائلاً : " نيابة عن البرلمان الأوروبي أرفض بشدة تأويل الفيلم بأن الإسلام ديانة عنيفة " ، مشيراً إلى أنه يصادق تماماً على بيان الحكومة الهولندية الرافض لفيلم ( فتنة) " .

وكذلك أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا اعتبر فيه الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة " معادياً للإسلام " و " مهيناً " و " ينشر الكراهية " انتهى .

وأما المسلمون فقد تحركوا في الإنكار ، والشجب ، وإخراج البيانات والتحذيرات من الاستمرار في الإساءة لشعائر ديننا ورموزه ، وقد هددت بعض الدول بقطع علاقاتها مع هولندا ، وطالب نواب في بعض الدول بطرد السفير الهولندي ، ومقاطعة البضائع الهولندية ، وعلى الضعف والتفرق الذي يعيشه المسلمون يعتبر هذا نصراً عظيماً للإسلام ، حيث يوجد من يدافع عن ديننا من الكفار والمسلمين ، وقد بعث رئيس وزراء هولندا نفسه رسالة لشيخ الأزهر يبين له فيها رفض حكومته لإنتاج هذا الفيلم وعرضه ، وأن هناك قضية مرفوعة في المحاكم الهولندية .

فكيف سيكون الأمر والحال لو أن المسلمين كانوا على قلب رجل واحد ، وكان لهم من القوة ما يهابهم الحاقدون الأفاكون بسببها ؟! .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:46   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سابعاً:

الذي تبين لنا أن ذلك النائب الكاذب أراد تحقيق أهداف من خلال فيلمه ذاك ، ومنها :

1. كسب شخصي ، للشهرة ، والفوز بالانتخابات .

2. إرضاء اليهود ، وقد وضح ذلك في فيلمه في عدة مقاطع يُظهر فيه الشفقة عليهم ! وهم محتلون مجرمون ، وفي الوقت الذي تكلَّم فيه عن القتل عند المسلمين :

نسي أو تناسى أمرين :

الأول :

أن الذي حرق الملايين من اليهود : نصراني ! وهو هتلر ! وقد ذكر في كتابه " كفاحي " أن هذا كان بأمر الله ! .

والثاني :

أن اليهود قتلوا وشردوا من المسلمين أعداداً كبيرة ، ولم يخجلوا من أنفسهم في معركتهم الأخيرة على " غزة " أن يسموا فعلهم " محرقة " ! .

3. تنبيه الغرب على ارتفاع نسبة المسلمين في بلادهم ، وأن كثرة أعداد المسلمين تشكل خطراً على أوربا ! .

4. تنبيه أوربا عموما ، وهولندا على وجه الخصوص من انتشار المساجد فيها ، وقد بان ذلك من خلال نشره لصور مساجد في هولندا ؛ ليحذر من وجودها .

5. محاولة منع المصحف من التداول في أوربا ، ومقارنة القرآن الكريم بكتاب هتلر " كفاحي " ! ومن هنا فقد وصف القرآن بـ " الفاشي " ! وهو مصطلح يشير إلى العنف والقسوة .

وقد خذل الله هذا النائب المخرج بذلك العمل الهزيل ، المليء بالكذب ، والافتراء ، وسيرى الناس الفرق بين الكذب والحقيقة عندما يطلعون على القرآن الكريم ، وعلى ما كتب عنه وعن الإسلام من عقلاء أقوامهم ، وسيكون هذا الفيلم دافعاً لهم لتلك القراءة ، وذلك الاطلاع ، إن شاء الله ، ولعله يكون سبباً لإنقاذ كثيرين من الضلالة .

ثامناً:

وصفُ الإسلام بالإرهاب والعنف : هو الرسالة الأصلية لهذا الفيلم ، وهذا : ليس إلا إفكاً مفترىً ، فالإسلام دين الرحمة ، والعدل ، والإنسانية ، وهو الذي أنقذ أهل الأديان من جور حكامهم ، ومخالفيهم ، كما كان الحال في " الأندلس " ، وفي " مصر " وغيرهما من البلدان التي كان يسام فيها أهل المخالفة سوء العذاب ، حتى اليهود منهم ! .

قال " إسرائيل ولفنسون " :

" إن الخسارة القليلة التي لحقت بيهود بلاد الحجاز ضئيلة بالقياس إلى الفائدة التي اكتسبها اليهود من ظهور الإسلام ، لقد أنقذ الفاتحون المسلمون آلافاً من اليهود كانوا منتشرين في أقاليم الدولة الرومية ، وكانوا يقاسون ألواناً من العذاب " .

" اليهود والتحالف مع الأقوياء " الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائي ، بواسطة مقال الأستاذ خالد جودة " الفارق الإنساني بين حضارة الإسلام وثقافة الغرب " .

وليس الإسلام دين ذل وهوان ، فالجهاد في سبيل الله من شعائره ، ومن أعظم الأعمال فيه ، وهو مشروع لحماية المسلمين من عدوهم ، ولتبليغ دين الله تعالى ، ونشر كلمة التوحيد في آفاق الأرض ، وليس في الإسلام أنه يُكره الناس على دخوله ؛ لأن من شرط الإسلام الصدق والإخلاص

فإذا لم يتصف بهما فسيكون منافقاً بين صفوف المسلمين، ولا يحرص الإسلام على وجود هذا الصنف الدنيء بين أفراده ، بينما نجد القساوسة والرهبان قد ساهموا في إجبار الناس على اعتناق النصرانية في أوربا وغيرها ، حتى بلغ القتلى من أجل ذلك الهدف أعداداً مهولة ، قال المؤرخ " بريفولت " إنها من 7 – 15 مليوناً ! .

ومن الظلم البيِّن الالتفات إلى أخطاء بعض المسلمين مما ينكره علماؤه وأئمته من قتل الأبرياء ، ونسبة ذلك للإسلام – كما جاء في بعض مقاطع في الفيلم نحو تفجير قطارات لندن ومدريد وأمثال ذلك ، فهذا كله أنكره أهل العلم مع أنه لم يكن ابتداء من أحد ، وإنما كان ردة فعل من الظلم والقهر

- وفي الوقت ذاته يغفل هؤلاء عن قتلى الحرب العالمية الأولى والثانية والتي مات فيهما عشرات الملايين – قتلى الحرب الأولى : 14 مليوناً ! وقتلى الثانية : 55 مليوناً ! - ولم تكن بين المسلمين والنصارى ، بل كانت بينهم أنفسهم ، وعن قتلى اليابان من القنبلة الذرية الأميركية ، وقتلى الهنود الحمر من الأمريكان ، وقتلى الشعوب الآسيوية من الأمريكان أيضاً ، وقتلى المستعمرين المحتلين .

ويغفلون عن الدمار والإرهاب الذي جاءت به الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ، ويغفلون عما تفعله أمريكا وحلفاؤها اليوم في أفغانستان ، والعراق ، وما فعله الصرب بمباركة القساوسة في المسلمين في " البوسنة " ، وغير ذلك الكثير والكثير ، وإن نسي التاريخ أشياء : فإنه لا ينسى " محاكم التفتيش " ، وخاصة تلك التي كانت في " إسبانيا ".

قال " غوستاف لوبون " في كتابه " حضارة العرب " :

" وعاهد " فرديناند " العربَ على منحهم حرية التدين ، واللغة ، ولكنه في سنة 1499م : لم تكد تحل : حتى حلَّ بالعرب دور الاضطهاد ، والتعذيب الذي دام قروناً ! والذي لم ينته إلا بطرد العرب من " أسبانية " ، وكان تعميد العرب كرهاً فاتحة ذلك الدور ، ثم صارت " محاكم التفتيش " تأمر بإحراق كثير من المعمَّدين على أنهم من النصارى ، ولم تتم عملية التطهر بالنار إلا بالتدريج ، لتعذر إحراق الملايين من العرب دفعة واحدة ! .

ونصح كردينال طليطلة التقي ! الذي كان رئيساً لمحاكم التفتيش بقطع رؤوس جميع من لم يتنصر من العرب ، رجالاً ، ونساءً ، وشيوخاً ، وولداناً ، ولم ير الراهب الدومينيكي " بليدا " الكفاية في ذلك ، فأشار بضرب رقاب من تنصر من العرب ، ومَن بقي على دينه منهم ، وحجته في ذلك : أن من المستحيل معرفة صدق إيمان من تنصر من العرب ، فمن المستحب إذن قتل جميع العرب بحد السيف ؛ لكي يحكم الرب بينهم في الحياة الأخرى ، ويُدخِل النار من لم يكن صادق النصرانية منهم ! ....

ولا يسعنا سوى الاعتراف بأننا لم نجد بين وحوش الفاتحين من يؤاخذ على اقترافه مظالم قتل كتلك التي اقترفت ضد المسلمين .

" حضارة العرب " ( ص 270 – 272 ) باختصار .

ومن يتأمل الآن يجد أن أهل الإرهاب هم أهل الأديان الأخرى من النصارى ، واليهود ، والهندوس ، والسيخ ، ويجد أن المسلمين هم ضحايا هذا الإرهاب ، فمتى يستيقظ النيام من نومهم ؟! ومتى يصحو الغافلون من غفلتهم ؟! .

ونقول لهذا النائب الكاذب الذي يدعونا لتمزيق آيات إرهابية من القرآن الكريم – على حد زعمه - : تعال لنر كتابك المقدَّس ماذا فيه من الإرهاب - بنفس زعمك - :

إن كنت يهوديّاً تؤمن بالعهد القديم : فهاك ما فيه مما ينسب إلى الرب تعالى مما قاله لموسى :
في " سفر التثنية " ( 20 ، 10 – 17 ) : " إذا دَنوتَ منَ القرية لتقاتِلهم ادعُهم أوّلاً إلى الصّلح... فأمّا القرى التي تعطَى أنت إيّاها فلا تستحيِ منها نفسًا ألبتّة ، ولكن أهلِكهم إهلاكًا كلَّهم بحدِّ السيف الحَيثِيّ والأموري والكنعاني والفرزي ، كما أوصاك الربّ إلَهُك " .

وإن كنت نصرانيّاً وأردت شيئاً من العهد الجديد : فهاك بعض ما فيه :

في " متَّى " ( 10 / 34 – 36 ) : يروى فيه عن عيسى عليه السلام قال : " لا تظنّوا أني جِئت لأحمِلَ السلام إلى العالم ، ما جِئتُ لأحمل سلاماً بل سَيفاً ، جئتُ لأفرّق بين الابن وأبيه ، والبنتِ وأمّها ، والكَنَّة وحماتها ، ويكون أعداء الإنسان أهل بيته " .

وللاستزادة : ينظر كتاب " السيف بين القرآن والكتاب المقدس " للدكتور حبيب عبد الملك :









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:46   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تاسعاً:

الواجب على المسلمين الآن :

1. عدم إحداث مشكلات في بلادهم ، من مظاهرات تُحطم فيها الممتلكات ، أو تراق فيها الدماء .

2. إرجاع الأمر إلى العلماء والحكماء لمعالجة الأمر ، هذا أو غيره مما يشبهه .

3. السعي نحو التمسك بالإسلام قولاً وعملاً ، فهذا من جهة يساهم في انتشار الإسلام ، ومن جهة أخرى يغيظ الكفار الحاقدين على الإسلام وأهله .

4. الدعوة إلى الله بحكمة وعلم ، وتوزيع المصاحف المترجمة ، والكتب الإسلامية الميسرة على غير المسلمين ، والاستعانة في ذلك بالمؤسسات الإسلامية الموثوقة ، والعلماء الثقات .

والله الهادي









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:48   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

أرغب في معرفة الدليل على عدم وفاة نبي الله عيسى عليه السلام

وهل صح قوله عليه السلام في إنجيل متى " لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام
وثلاث ليال

هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال " ؟

وهل هذا دليل من الإنجيل على عدم وفاة نبي الله عيسى ؟

وهل ظل نبي الله عيسى على الأرض للمدة نفسها التي قضاها يونس في بطن الحوت ؟

وفقًا لمعلوماتي أن عيسى قضي يومين وليلتين فقط ( ليلة السبت ويوم السبت ، وليلة الأحد ويوم الأحد ، ثم لم يجدوه في قبره ، وفقًا لكلامهم ) ؟


الجواب :


الحمد لله

أولاً:

لا تستطيع أمة من الأمم ـ سوى أمة الإسلام ـ أن تثبت إسناد قصصها وتاريخها إلى نبيها ؛ ذلك أن الله تعالى لم يتكفل بحفظ كتب الأديان التي قبل القرآن ، وليس يوجد أمة من الأمم عنيت بالأسانيد قبل أمة الإسلام ، لذا فإن كل ما ينقلونه من حوادث وأخبار عن نبيهم وتاريخهم السالف فهو مما لا يمكن إثباته ، ولذا فإن دياناتهم اعتراها التحريف ، والتقول ، والكذب .

وأما أمَّة الإسلام فإن الله تعالى قد أطلعها على شيء من أخبار من سلفها من الأمم ، وعن بعض أحوال الأنبياء والرسل السابقين ، وهي أخبار صدق ، ليس ثمة ما يضادها إلا الافتراء والكذب .

ومن الأخبار الغيبية التي عندنا خبرها الموثَّق ، والتي اختلفت فيها الأقوال عند غيرنا : هو ما حصل مع نبي الله عيسى عليه السلام ، حيث أخبرنا الله تعالى أنه لم يُقتل ، ولم يُصلب ، وأنه تعالى قد ألقى شبهه على غيره ، وأن هذا الآخر هو الذي قتلوه ، وصلبوه ، وليس عيسى عليه السلام

وقد أخبرنا ربنا تعالى أنه رفعه إليه ، وأنه سينزل في آخر الزمان ، يقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويحكم بالإسلام ، وأما غيرنا ممن يدعي أنه من أتباعه فقد اختلفوا فيه اختلافاً عظيماً ، فمنهم من قال عنه إنه هو الله ! ومنهم من زعم أنه ابن الله ! وطائفة قليلة هم الذين شهدوا رفع عيسى عليه السلام وإلقاء الشبه على غيره ، وهم الذين لم يعتقدوا فيه أكثر من النبوة والرسالة .

قال ابن كثير رحمه الله في " تفسير ابن كثير " ( 2 / 47 ) :

" فإن المسيح عليه السلام لمَّا رفعه الله إلى السماء : تَفَرَّقت أصحابه شيَعًا بعده ، فمنهم من آمن بما بعثه الله به على أنه عبد الله ، ورسوله ، وابن أمَته ، ومنهم من غلا فيه فجعله ابن الله ، وآخرون قالوا : هو الله ، وآخرون قالوا : هو ثالث ثلاثة ، وقد حكى الله مقالاتهم في القرآن ، ورَدَّ على كل فريق ... " انتهى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:49   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانياً:

عدم صلب المسيح عيسى عليه السلام ، وعدم قتله : عقيدة عند أهل السنَّة والجماعة ، ومصدر هذا الاعتقاد نصوص القرآن الواضحة البيِّنة ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل الإسلام ، ومن خالف فيه كان مرتدّاً .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

هل عيسى بن مريم حي أو ميت ؟

وما الدليل من الكتاب أو السنَّة ؟

إذا كان حيّاً أو ميتا : فأين هو الآن ؟

وما الدليل من الكتاب والسنَّة ؟ .

فأجابوا :

" عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام حيٌّ ، لم يمت حتى الآن ، ولم يقتله اليهود ، ولم يصلبوه ، ولكن شبِّه لهم ، بل رفعه الله إلى السماء ببدنه وروحه ، وهو إلى الآن في السماء ، والدليل على ذلك : قول الله تعالى في فرية اليهود والرد عليها : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء/ 157 ، 158 .

فأنكر سبحانه على اليهود قولهم إنهم قتلوه وصلبوه ، وأخبر أنه رفعه إليه ، وقد كان ذلك منه تعالى رحمةً به ، وتكريماً له ، وليكون آية من آياته التي يؤتيها من يشاء من رسله ، وما أكثر آيات الله في عيسى ابن مريم عليه السلام أولاً وآخراً ، ومقتضى الإضراب في قوله تعالى : ( بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ )

: أن يكون سبحانه قد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام بدناً وروحاً حتى يتحقق به الرد على زعم اليهود أنهم صلبوه وقتلوه ؛ لأن القتل والصلب إنما يكون للبدن أصالة ؛ ولأن رفع الروح وحدها لا ينافي دعواهم القتل والصلب ، فلا يكون رفع الروح وحدها ردّاً عليهم ؛ ولأن اسم عيسى عليه السلام حقيقة في الروح والبدن جميعاً

فلا ينصرف إلى أحدهما عند الإطلاق إلا بقرينة ، ولا قرينة هنا ؛ ولأن رفع روحه وبدنه جميعاً مقتضى كمال عزة الله ، وحكمته ، وتكريمه ، ونصره مَن شاء مِن رسله ، حسبما قضى به قوله تعالى في ختام الآية ( وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ) .

الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد الرزاق عفيفي , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ عبد الله بن قعود .

" انتهى "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 3 / 305 , 306 ) .

وانظر تفصيلاً أوفى في المرجع نفسه : ( 3 / 299 – 305 ) .

ثالثاً:

أما فيما يتعلق بقبر المسيح وخروجه منه ، وتشبيه تلك الآية بآية يونس عليه السلام : فقد تولَّى نقد هذه المسائل ، وبيان ضلالها ، وتنقضها : علماؤنا المختصون فبيَّنوا ما فيها من جهل ، وتناقض .

قال الهندي – رحمه الله – معلِّقاً على الفقرة الواردة في السؤال - :

فطلب الكتبة والفريسيون معجزة ، فما أظهرها عيسى عليه السلام في هذا الوقت ، وما أحالهم إلى معجزة صدرت عنه فيما قبل هذا السؤال ، بل سبَّهم ، وأطلق عليهم لفظ " الفاسق " و " الشرير " ، ووعد بالمعجزة التي لم تصدر عنه ، لأن قوله " كما كان يونان في بطن الحوت الخ " : غلط ، بلا شبهة - كما علمت في الفصل الثالث من الباب الأول - .

وإن قطعنا النظر عن كونه غلطاً : فمطلق قيامه لم يره الكتبة ، والفريسيون بأعينهم ، ولو قام عيسى عليه السلام من الأموات : كان عليه أن يُظهر نفسه على هؤلاء المنكرين الطالبين آية ليصير حجة عليهم ، ووفاء بالوعد ، وهو ما أظهر نفسه عليهم ، ولا على اليهود الآخرين ، ولو مرة واحدة ، ولذلك لا يعتقدون هذا القيام ، بل هم يقولون من ذاك العهد إلى هذا الحين : أن تلاميذه سرقوا جثته من القبر ليلاً .

" إظهار الحق " ( 4 / 1312 ) .

وللشيخ أحمد ديدات رحمه الله ثلاثة كتب في الباب نفسه ، وهي : " ماذا كانت آية يونان ؟ " و " قيامة أم إنعاش ؟ " و " من دحرج الحجر ؟ " ، فانظرها .

وليس ثمة قيمة – أصلاً – لنقولاتهم ، فقد دخلها التحريف والتبديل ، وقد احتوت على الافتراءات والأباطيل ، ومع ذلك فقد أبان علماؤنا عن عوارها .

وأخيراً :

ننصح الأخ السائل – وغيره ممن يقرأ هذه الكلمات – أن ينشغل بتعلم دينه ، ويتقوى في طاعة ربه تعالى ، وأن يصرِف نفسه عن تتبع ضلالات الفرَق والأديان ، فتلك معركة لها فرسانها ، ولا مانع أن يكون منهم ، لكن يحتاج هذا لخبرة علمية ، وطول نفس في طلب العلم ، ومعرفة الحق بدليله ، ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لما فيه خير دينهم ودنياهم .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:50   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل عاش نوح عليه السلام (950) سنة

ولماذا ذكر قي القرآن أنه عاش ألف سنة إلا خمسين عاما

حيث ميز بين السنة والعام ؟


الجواب :

الحمد لله

في عمر نوح عليه السلام العظة والعبرة البالغة :

فهي قرون طويلة قضاها في قومه يدعوهم إلى الله تعالى ، يشفق عليهم من عذابه ، ويرجو لهم رحمته ، ولم يصبه اليأس ولا أخذه القنوط ، بل رجا أن يهديهم الله على يديه وإن طال الزمان، فكانت سنوات عمره دروسا للدعاة والمعلمين والمربين في الصبر والعزيمة والإيمان.

كما أن فيها من العظة والعبرة لكل إنسان ، ليدرك أن الموت آت وإن طال الزمان ، وأن العمر إنما هو أيام تتقضى مع غروب شمس كل يوم ، لتسدل الستار على قصة روحه التي منحت فرصة نيل السعادة الأبدية في الجنة ، فيا فوزها إن كان سعيها في تحصيل هذه السعادة ، ويا خسارها إن قصرت وفرطت .

روى ابن أبي الدنيا في "الزهد" (رقم/358) بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام ، فقال : يا أطول النبيين عمرا ! كيف وجدت الدنيا ولذتها ؟ قال : " كرجل دخل بيتا له بابان ، فقام في وسط البيت هنيهة – القليل من الزمان - ، ثم خرج من الباب الآخر " انتهى .

والمسلم الحصيف هو الذي يلتفت إلى هذه المعاني والعبر ، فتبعث في نفسه العزيمة وتحثها على العمل ، ولا ينبغي أن يشغل باله كثيرا بتفاصيل التاريخ التي لم يلتفت إليها الوحي في بيانه ، ولم يثبت فيها شيء من أدلة الشريعة المعتمدة .

ومن ذلك السؤال عن تحديد عمر نوح عليه السلام ، فقد ورد فيه عدة أقوال لعلماء للسلف من الصحابة والتابعين ، ولم يثبت فيه شيء من الكتاب والسنة الصريحة كي يجزم بأحد هذه الأقوال ، ولكننا نسرد هذه الأقوال هنا من باب زيادة العلم بما تنقله كتب السلف :

القول الأول : (950) سنة : وهو قول قتادة .

جاء في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (6/268) :

" وقال قتادة : يقال إن عمره كله كان ألف سنة إلا خمسين عاما ، لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ، ودعاهم ثلثمائة ، ولبث بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة " انتهى .

روى نحوه ابن أبي حاتم في "التفسير" (رقم/18041)

القول الثاني : (1050) سنة : قاله ابن عباس .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

" بعث الله نوحا وهو ابن أربعين سنة ، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا " انتهى .

عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (6/455) لكل من ابن أبي شيبة (7/18) ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم (9/251) ، وصححه وابن مردويه .

القول الثالث : (1020) سنة : قول كعب الأحبار .

روى ابن أبي حاتم في "التفسير" (رقم/18043) حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا أبو رافع إسماعيل بن رافع، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن كعب الأحبار، في قول الله: " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما " ، قال:"عاش بعد ذلك سبعين عاما".

القول الرابع: (1400) سنة : يحكى عن ابن عباس ، وهو قول وهب بن منبه :

انظر "تفسير القرطبي" (13/332)

القول الخامس : (1650) سنة : قول عون بن أبي شداد .

عن عون بن أبي شداد ، قال :

" إن الله تبارك وتعالى أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مائة سنة ، فدعاهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مائة سنة "

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (رقم/18044) والطبري في "جامع البيان" (20/17)

القول السادس : (1700) سنة ، قول عكرمة .

عن عكرمة رضي الله عنه قال :

" كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث ألفا وسبعمائة سنة " انتهى .
عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (6/456) لعبد بن حميد

قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (6/268) بعد أن استغرب الأقوال السابقة :

" وقول ابن عباس أقرب " انتهى .

ثانيا :

اختلف المفسرون أيضا في الحكمة من استعمال لفظي " السنة " و " العام " ، على قولين :

القول الأول :

ذهب بعض المفسرين إلى أنها حكمة لفظية فحسب ، لأن تكرار اللفظ نفسه فيه ثقل على اللسان ، فجاء بلفظ مرادف مغاير ، وهو " عاما " لتحقيق الخفة المطلوبة .

يقول الزمخشري في "الكشاف" :

" فإن قلت : فلم جاء المميز أوّلاً بالسنة وثانياً بالعام ؟ قلت : لأنّ تكرير اللفظ الواحد في الكلام الواحد حقيق بالاجتناب في البلاغة ، إلا إذا وقع ذلك لأجل غرض ينتحيه المتكلم من تفخيم أو تهويل أو تنويه أو نحو ذلك " انتهى .

وبنحوه في "التحرير والتنوير" (20/146)

القول الثاني :

أن استعمال لفظ " السنة " جاء للدلالة على صعوبة السنوات التي قضاها نوح عليه السلام في دعوة قومه ، فهي سنوات عجاف من حيث الخير والمطر والبركة ، ومن حيث مشقتها أيضا على نوح عليه السلام في أمر الدعوة ، حيث واجهه قومه بالإعراض والأذى ، ثم عاش بعد الطوفان وهلاك الكفر من الأرض أعواما من الخصب والنعيم والرخاء ، والعرب تطلق لفظ " السنة " على أيام الجدب والقحط ، و لفظ " العام " على أيام الرخاء والنعيم .

يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن" (2/140) :

" العام كالسنة ، لكن كثيرا ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب ؛ ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة ، والعام بما فيه الرخاء والخصب ، قال : ( عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) يوسف/49 ، وقوله : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) العنكبوت/14 ، ففي كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة .

وقال برهان الدين البقاعي "نظم الدرر" (14/404) :

" وعبر بفلظ " سنة " ذما لأيام الكفر ... وقال : " عاما " إشارة إلى أن زمان حياته عليه الصلاة والسلام بعد إغراقهم كان رغدا واسعا حسنا بإيمان المؤمنين ، وخصب الأرض " انتهى .

ونحوه توجيه الإمام الزركشي في "البرهان في علوم القرآن" (3/386)

وجمع بعض أهل العلم بين هذين القولين ، إذ لا مانع من اعتبار الحكمتين من هذه المغايرة : اللفظية والمعنوية ، وأقوال المفسرين - إن لم تتعارض - فالأخذ بها جميعها أولى من اطراح بعضها :

يقول ابن عادل في "اللباب" (12/429) :

" وقد روعيت هنا نكتة لطيفة ، وهو أن غَايَرَ بين تَمْيِيزي العَدَد فقال في الأول " سنة " وفي الثاني " عاماً " ، لئلا يثقل اللفظ ، ثم إنه خص لفظ العام بالخمسين إيذاناً بأن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما استراح منهم بقي في زمن حسن ، فالعرب تعبر عن الخَصْب بالعام ، وعن الجَدْب بالسنة " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-30, 01:52   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

هل يمكنكم ذكر قائمة بكل أو معظم معجزات النبي صوات الله وبركاته عليه؟

الجواب :

الحمد لله :

معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة متعددة ، وقد جاوزت الألف ، كما صرح بذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في "إغاثة اللهفان" (2/691)

وهذه المعجزات منها ما حصل وانتهى ، ومنها ما هو باق إلى أن يشاء الله تعالى ، وهو المعجزة العظمى

والآية الكبرى على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي القرآن العظيم

الآية الباقية الدائمة التي لا يطرأ عليها التغيير والتبديل

وهو معجز من وجوه عديدة :

من جهة لفظه ، فقد تحدى الله فصحاء العرب أن يأتوا بمثل سورة منه فعجزوا.

ومعجز بما فيه من أخبار مستقبلة وقعت كما أخبر عنها ، كقوله تعالى : (الم * غُلِبَتْ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ) الروم/1-3 .

ومعجز بما فيه من تشريعات محكمة ما كانت البشرية كلها تهتدي لمثلها .

ومعجز بما فيه من علوم وأخبار عن أسرار هذا الكون ، والذي لا يزال العلم الحديث يكتشف يوماً بعد يوم شيئاً فشيئا من هذه الأسرار.

وأما المعجزات التي حصلت وانتهت فهي كثيرة كما قلنا ومن أشهرها:

1- معجزة الإسراء والمعراج ، وقد جاء القرآن بذكر الإسراء صراحة والإشارة إلى المعراج ، وجاءت الأحاديث من السنة الصحيحة المستفيضة ببيان المعراج وما كان فيه.

2- معجزة انشقاق القمر ، وقد ورد القرآن بذكرها ، وتواترت بها السنة ، كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى ، وأجمع على ذلك المسلمون.

3- تكثير القليل من الطعام بين يديه صلى الله عليه وسلم حتى كان يأكل منه من معه من الجيش، وتبقى منه بقية ، والأحاديث في ذلك في الصحيحين وغيرهما.

4- نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وتكثير الماء حتى يشرب منه جميع الجيش ويتوضؤون والأحاديث في ذلك أيضاً في الصحيحين.

5- إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمور الغيبية المستقبلة ثم تقع كما أخبر ، وقد حدث مما أخبر به شيء كثير ، ولا نزال نرى أشياء تحدث مما أخبر به صلى الله عليه وسلم.

6- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر . والحديث في صحيح البخاري.

7- تسليم الحجر عليه وهو في مكة . والحديث رواه مسلم.

8- إبراء المرضى ، والأحاديث في ذلك كثيرة في الصحيحين وغيرها .

والمعجزات كما قلنا كثيرة وهذا طرف منها، وقد أَلَّف العلماء في جمع معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مؤلفات عديدة كدلائل النبوة للبيهقي، وأعلام النبوة للماوردي، وكتب العقيدة مملوءة بذكرها في مبحث الإيمان بالرسل.

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:29   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال :

عندي بعض الأسئلة عن الشخص الذي صلب بدلا من عيسى عليه السلام

فقد قرأت أنه الشخص الذي خان عيسى (ص) وكان شبهه وأنه صلب بدلا منه

وفي مكان آخر قرأت أنه من أصحاب عيسى ضحى بنفسه وصلب بدلا من عيسى. فما هي الحقيقة؟


الجواب :

الحمد لله :

ورد القرآن ببيان أن عيسى عليه السلام لم يصلب ولم يقتل وأنه رفع إلى السماء ، ولم يرد نص من الوحي يبين لنا تفاصيل ما جرى يوم شُبِّه على اليهود ما شُبِّه عليهم ، لكن صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المسيح عليه السلام قال لمن كان معه من أصحابه في البيت : (أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ؟ فقام شاب من أحدثهم سنا ، فقال له : اجلس . ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشاب ، فقال : اجلس . ثم أعاد عليهم ، فقام ذلك الشاب فقال : أنا , فقال : أنت هو ذاك .

فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء).

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (4/337) معلقا على هذا الأثر :

"وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس ، وكذا ذكر غير واحد من السلف أنه قال لهم : أيكم يلقى إليه شبهي فيقتل مكاني وهو رفيقي في الجنة" انتهى .

ثم قال رحمه الله (4/341):

"واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على جميع أصحابه" انتهى .

وهذا وارد في أثر عن وهب بن منبه رواه ابن جرير رحمه الله وذكره ابن كثير (4/337) وفيه أنهم لما أحاطوا بعيسى وأصحابه ودخلوا عليهم : ( صورهم الله عز وجل كلهم على صورة عيسى ، فقالوا لهم : سحرتمونا ليبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا ) حتى خرج إليهم واحد منهم بعدما وعده عيسى عليه السلام بالجنة فأخذوه وصلبوه .

لكن قال ابن كثير بعده : "وهذا سياق غريب جدا" انتهى .

وقال أيضا رحمه الله (4/341) :

"وبعض النصارى يزعم أن يودس زكريا يوطا ـ وهو الذي دل اليهود على عيسى ـ هو الذي شبه لهم فصلبوه ، وهو يقول : إني لست بصاحبكم أنا الذي دللتكم عليه . فالله أعلم أي ذلك كان" انتهى .

هكذا ختم ابن كثير رحمه الله هذا البحث بقوله : "فالله أعلم أي ذلك كان" .

والعلم بهذا ليس من ورائه كبير فائدة ، ولو كانت لنا إليه حاجة لبينه لنا نبينا صلى الله عليه سلم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:29   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

هل الكعبة أفضل أم قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب :

الحمد لله :

إطلاق كثير من العلماء على النبي صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق ، فيدخل في عموم كلامهم أنه أفضل من الكعبة .

وهذا التفضيل إنما هو للنبي صلى الله عليه وسلم نفسه ، وليس للقبر الذي دفن فيه .

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجلين تجادلا ، فقال أحدهما :

إن تربة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من السماوات والأرض . وقال الآخر : الكعبة أفضل ، فمع من الصواب ؟

فأجاب:

"الحمد لله ، أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه ، وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام ، بل الكعبة أفضل منه ، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض ، ولم يسبقه أحد إليه ، ولا وافقه أحد عليه ،

والله أعلم" انتهى .

"الفتاوى الكبرى" (4/411) و "مجموع الفتاوى" ( 27/38) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:30   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

قصة الغرانيق المذكورة في تفسير سورة الحج هل ثبت منها شيء ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أصل هذه القصة حادثة وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة في بداية الدعوة ، أنه حين أوحيت إليه سورة النجم قرأها على جمعٍ من المسلمين والمشركين ، فلما بلغ آخرَها حيث يقول الله تعالى : ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ . وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ . فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ) النجم/59-62 سجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وسجد معه جميعُ مَن حضر من المسلمين والمشركين ، إلا رجلين اثنين : أمية بن خلف ، والمطلب بن وداعة .

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ ) رواه البخاري (1071)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ( أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ ( وَالنَّجْمِ ) قَالَ : فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ ، إِلاَّ رَجُلاً رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا ، وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَف ) رواه البخاري (3972) وأيضا برقم (4863) ورواه مسلم (576)

ثانيا :

جاءت بعض الروايات تفسِّرُ سبب سجود المشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وسببَ استجابتهم لأمر الله تعالى ، حاصلُها أن الشيطان ألقى في أثناء قراءته كلماتٍ على لسان النبي صلى الله عليه وسلم فيها الثناء على آلهتهم ، وإثبات الشفاعة لها عند الله ، وهذه الكلمات هي: " تلك الغرانيق العُلى ، وإن شفاعتهن لَتُرتَجَى " وأن المشركين لما سمعوا ذلك فرحوا واطمأنوا وسجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .

والغرانيق : جمع غرنوق : وهو طير أبيض طويل العنق . قال ابن الأنباري : " الغرانيق : الذكور من الطير ، واحدها غِرْنَوْق وغِرْنَيْق ، سمي به لبياضه ، وقيل هو الكُرْكيّ ، وكانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من الله عز وجل ، وتشفع لهم إليه ، فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء " انتهى .

لسان العرب (10/286)

قالوا : فكانت هذه القصة سبب نزول قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الحج/52

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا القول في "منهاج السنة النبوية" (2/243) :

" على المشهور عند السلف والخلف مِن أن ذلك جرى على لسانه ثم نسخه الله وأبطله " انتهى









رد مع اقتباس
قديم 2018-04-01, 02:31   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وبعد تتبع الآثار الواردة في هذه القصة ، تبين أن مجموع السلف الذين يُحكى عنهم هذا القول يبلغ نحو ثلاثة عشر ، وتبين أنه لم يثبت بالسند الصحيح إلا عن خمسةٍ منهم ، وهم : سعيد بن جبير ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وأبو العالية ، وقتادة ، والزهري .

أما الباقون فلا تصح نسبته إليهم ، لما في الأسانيد إليهم من ضعف ونكارة ، وهم : ابن عباس ، وعروة بن الزبير ، ومحمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن قيس ، وأبو صالح ، والضحاك ، ومحمد بن فضالة ، والمطلب بن حنطب .

انظر تخريج هذه الآثار والحكم عليها في رسالة الشيخ الألباني "نصب المجانيق" (10-34)

ثانيا :

إلا أن طائفة كبيرة من المحققين من أهل العلم ، نفوا وقوع هذه القصة ، ولم يأخذوا بإثبات مَن ذكرها من السلف ، واستدلوا على ذلك بأن قالوا : مَن ذكرها مِن السلف لم يدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكروا مصادرهم للحادثة ، فدخل الشك فيها ، وساعد عليه ما في ظاهرها من طعن في النبوة ، إذ كيف يُدخل الشيطان في الوحي كلماتِه الباطلة ، مع أن الله تعالى حفظ وحيَه من التحريف والتبديل والزيادة ، وعَصَمَه من الخطأ والزلل .

يقول القاضي عياض في "الشفا" (2/126) :

" فأما من جهة المعنى : فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم ، ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة ، إمَّا مِن تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله وهو كفر ، أو أن يتسوَّرَ عليه الشيطان ويشبِّهَ عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ، ويعتقد النبي صلى الله عليه وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام ، وذلك كله ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم .

أو يقول ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من قبل نفسه عمدا - وذلك كفر - ، أو سهوا وهو معصوم من هذا كله ، وقد قررنا بالبراهين والإجماع عصمته صلى الله عليه وسلم من جريان

الكفر على قلبه أو لسانه لا عمدا ولا سهوا ، أو أن يتشبه عليه ما يلقيه الملك مما يلقى الشيطان ، أو يكون للشيطان عليه سبيل ، أو أن يتقول على الله لا عمدا ولا سهوا ما لم ينزل عليه ، وقد قال الله تعالى : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ) الآية ، وقال تعالى ( إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) الآية " انتهى باختصار .

وقد عد الشيخ الألباني في رسالته "نصب المجانيق" (46-48) أسماء عشرة من العلماء المتقدمين والمتأخرين في نفي صحة هذه الحادثة ، أكثرها يؤكد نفي وجود السند المتصل المرفوع بها ، ومنافاتها لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم .

ثالثا :

والمسألة فيها نوع اشتباه ، يصعب الجزم فيها بأمر ، ولكن يمكننا القول بأن الجزم بنفي هذه الحادثة فيه نظر ، وأن اعتبارها منافية لأصول العقيدة ومهمات الدين فيه نظر ، أيضا ، فقد صحت القصة من طريق جماعة من السلف مِن قولهم ، وهي وإن كانت مرسلة ، فكثرتها تبعث على الاطمئنان بوقوعها ، ولو كان فيها شيء مناقض لعصمة الوحي لَما نطق بها كبار أئمة التابعين كسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم .

يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/439) في تخريجه لهذه القصة :

" كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا ... - ثم نقل تضعيف ابن العربي والقاضي عياض القصة ثم قال - : وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد ، فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا ، وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح ، وهي مراسيل يَحتجُّ بمثلها مَن يحتجُّ بالمرسل ، وكذا من لا يحتج به ، لاعتضاد بعضها ببعض " انتهى .

وليس في القصة أي طعن في عصمة التبليغ والرسالة ، لأن النسخ والتصحيح جاء بوحي من الله ، وسواء كان الخطأ من النبي صلى الله عليه وسلم أو بإيهام الشيطان على أسماع المشركين ، فإن المآل واحد ، هو وقوع الحق وزهوق الباطل ، والإخلال بمقتضى الرسالة لا يكون إلا باستمرار الباطل واختلاطه بكلام الله تعالى ، وذلك ما لم يكن ولن يكون .

يقول شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (10/290) :

" وهذه العصمة الثابته للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة... فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين .

ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم الله آياته ؟ هذا فيه قولان : والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك .

والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله : " تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى " وقالوا : إن هذا لم يثبت .

ومن علم أنه ثبت قال : هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول .

ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا ، وقالوا في قوله : ( إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) هو حديث النفس .

وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا : هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه ، والقرآن يدل عليه بقوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ . وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) الحج/52-54

فقالوا : الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث ، والقرآن يوافق ذلك ، فإن نسخ الله لما يُلقي الشيطان ، وإحكامه آياته ، إنما يكون لرفع ما وقع في آياته

وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها ، وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ، إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا في النفس ، والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ ، من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الآخر من النسخ ، وهذا النوع أدل على صدق الرسول وبعده عن الهوى من ذلك النوع ، فإنه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه - وكلاهما من عند الله وهو مصدق في ذلك -

فإذا قال عن نفسه إن الثاني هو الذي من عند الله وهو الناسخ ، وإن ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك ، كان أدل على اعتماده للصدق ، وقوله الحق ، وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها : ( لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) .

ألا ترى أن الذي يُعَظِّمُ نفسَه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ ، فبيان الرسول أن الله أحكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان ، هو أدل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب ، وهذا هو المقصود بالرسالة ، فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كان تكذيبه كفرا محضا بلا ريب " انتهى .

والخلاصة أن إثبات أصل القصة قول متجه ، وهو أقرب إلى التحقيق العلمي إن شاء الله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ركن من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc