'يديعوت أحرونوت': مسودة خطاب أوباما ستشمل مفاوضات مباشرة وتنازلا فلسطينيّا عن إعلان الاستقلال

[المعزلدين الله]

'يديعوت أحرونوت': مسودة خطاب أوباما ستشمل مفاوضات مباشرة وتنازلا فلسطينيّا عن إعلان الاستقلال
زهير أندراوس:
2011-05-17




الناصرة ـ 'القدس العربي' في توقيتٍ لافتٍ للغاية، أيْ بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، في الكنيست، بـ 12 ساعة، وقبل خطاب الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، يوم غدٍ الخميس، حول خطته السياسيّة، وقبل ثلاثة أيام من وصول نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة، دأبت مصادر سياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب على التسريب للمحلل السياسيّ في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، شيمعون شيفر، الخطوط العريضة لما أسمتها الصحيفة بمبادرة الرئيس الأمريكيّ لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال شيفر، أمس الثلاثاء، استنادًا إلى مصادر مقربّة جدًا من محيط نتنياهو إنّ الرئيس أوباما سيعبر في خطابه الخميس المقبل عن تأييد لانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967 في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، وعن معارضته لإعلان دولة فلسطينية مستقلة من دون مفاوضات.
وقالت الصحيفة العبريّة إن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور وسلفه في المنصب عوزي أراد استمعا لهذه المواقف الأمريكية خلال محادثاتهما مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية تمهيدًا لزيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن.
يشار إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ سيتوجه إلى العاصمة الأمريكيّة غدًا الخميس وسيلتقي مع أوباما يوم الجمعة، وسيلقي خطابًا أمام الكونغرس يوم الاثنين المقبل، وخطابًا ثانيًا أمام مؤتمر (إيباك) أقوى التنظيمات الصهيونيّة في الولايات المتحدّة الأمريكيّة. وساقت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّها حصلت على مسودات لخطاب أوباما قد تتغير حتى موعد إلقاء الخطاب مساء الخميس، لكنّها أضافت أنّه يظهر منها أن الرئيس الأمريكي سيدعو إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى العودة للمفاوضات التي يرى أنه فقط بواسطتها بالإمكان التوصل إلى اتفاق دائم.
وبحسب 'يديعوت أحرونوت' فإنّ الرئيس أوباما سيرفض الخطوة التي بادرت إليها السلطة الفلسطينية بالتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل على اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة بحدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وقبولها كعضو دائم في المنظمة الدولية. وشددت الصحيفة، نقلاً عن المصادر السياسيّة ذاتها، على أنّه في المقابل سيشدد أوباما على أن الدولة العبريّة ملزمة بوقف البناء في المستوطنات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة المحتلّة، والامتناع عن القيام بأية خطوة أحادية الجانب تهدف إلى تغيير الوضع الميداني. علاوة على ذلك، زادت الصحيفة قائلةً إنّه يُتوقع أنْ يطرح أوباما قضية القدس والإعلان عن أن الولايات المتحدة الأمريكيّة ترى بالقدس عاصمة للدولتين إسرائيل وفلسطين اللتان تعيشان جنبا إلى جنب بسلام، يشار في هذا السياق إلى أنّ أمريكا لم تعترف حتى اليوم بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وما زالت سفارتها في تل أبيب حتى اليوم. ورجحّت الصحيفة أن يتبنى أوباما مسار حل الصراع الذي وضعه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بشأن القدس والقاضي بضم الأحياء ذات الأغلبية السكانية الفلسطينية للدولة الفلسطينية والأحياء ذات الأغلبية السكانية اليهودية وبضمنها المستوطنات إلى إسرائيل.
وزاد المحلل شيفر، نقلاً عن مصدر اطلع على المحادثات التي أجراها مبعوثا نتنياهو قوله إنّ أوباما سيصف المستوطنات في الضفة الغربية على أنها غير قانونية، لكن ليس معروفًا بعد موقفه من الكتل الاستيطانية، التي أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أمس الثلاثاء، في خطابه بالكنيست الإسرائيليّ أنّ هذه الكتل الاستيطانيّة ستبقى تحت السيطرة الإسرائيليّة في أيّ حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين، كما أنّ نتنياهو أكد على أنّ تل أبيب لن تتنازل أبدًا عن أنّ القدس الموحدّة بجزأيها، الغربيّ والشرقيّ، ستكون العاصمة الأبديّة للدولة العبريّة، على حد تعبيره.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ عميدرور وأراد، وهما مبعوثا نتنياهو، حاولا إقناع نظرائهم الأمريكيين بتغيير بعض الصياغات في خطاب أوباما، بادعاء أنّ مسار الحل الذي سيطرحه الرئيس الأمريكي لن يسمح بإجراء مفاوضات حقيقية وأنه عمليًا يتبنى الموقف العربي. بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله لمبعوثي نتنياهو 'إنكما تعرفان مواقف الإدارات الأمريكية، كما أنّ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تحدثت بالتفصيل حول تفاصيل التسوية الإسرائيلية الفلسطينية في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي'. وزادت الصحيفة قائلةً إنّ مستشاري الرئيس الأمريكيّ أوباما يعتقدون أنه لن يحدث أي شيء دراماتيكي من شأنه أن يضر بالعلاقات الامريكية الإسرائيلية المميزة في أعقاب خطاب أوباما.
بموازاة ذلك، قال مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة العبريّة إنّ المقربين من أوباما يدلون بنصوص لا تروق الأذن الإسرائيلية وخصوصا أنها لن تروق لرئيس الوزراء نتنياهو، كما أشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ قد يجد عزاء بأن أوباما سيقول في خطابه إنّ الجانب الفلسطيني الذي سيفاوض إسرائيل سيكون ملزمًا بالموافقة على شروط الرباعية الدولية المتمثلة بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الأمريكي أوباما سيلقي يوم الأحد خطابًا أمام لوبي المنظمات اليهودية الأمريكية (إيباك) وبعد ذلك سيتوجه إلى عدد من الدول الأوروبية ما يعني أنه لن يكون حاضرا في الكونغرس خلال خطاب نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن أوباما سيلتقي ملك الأردن عبد الله الثاني يوم الخميس وقبل إلقائه الخطاب الذي سيتناول فيه الثورات والتحولات التي تشهدها الدول العربية. ويتبين من مسودة مواقف أوباما، كما أوردت الصحيفة الإسرائيليّة، أنها تتعارض مع المواقف التي عبّر عنها نتنياهو خلال خطابه في الكنيست أمس الأول. وكان نتنياهو قد عرض الاثنين، شروطه لاتفاق سلام مع الفلسطينيين قائلاً: أولاً على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل على أنها دولة القومية اليهودية، وثانيًا يوجد إجماع حول موقفي بأن الاتفاق بيننا يجب أن يؤدي إلى نهاية الصراع وانتهاء المطالب، وثالثًا يجب حل قضية اللاجئين خارج حدود دولة إسرائيل.
وأضاف: رابعًا يجب أن تقوم الدولة الفلسطينية فقط من خلال اتفاق سلام وتكون منزوعة السلاح وبضمن ذلك الوجود إلاسرائيليّ على ضفة نهر الأردن، وخامسًا علينا الحفاظ على أن الكتل الاستيطانية يجب أن تبقى في تخوم إسرائيل وسادسًا أنا أصر على أن تبقى القدس العاصمة الموحدة والخاضعة لسيادة إسرائيل.
جدير بالذكر أنّ رئيسة المعارضة الإسرائيليّة وزعيمة حزب (كاديما) ردّت على خطاب نتنياهو بالقول إنّه يبحث عن مصالحه الشخصيّة فقط، ولا يبحث عن مصلحة إسرائيل، وعبّرت عن قلقها العارم من أنْ تؤدي مواقف نتنياهو المتزمتة إلى إقامة دولة حماستان، نسبة إلى حركة حماس، على حد تعبيرها.