سكرة الحركيين بخمرة الثوريين الشيخ حامد العلي كنموذج - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سكرة الحركيين بخمرة الثوريين الشيخ حامد العلي كنموذج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-10, 23:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs down سكرة الحركيين بخمرة الثوريين الشيخ حامد العلي كنموذج

بسم الله الرحمان الرحيم:

اسم الكتاب: سكرة الحركيين بخمرة الثوريين الشيخ حامد العلي كنموذج

المؤلف: الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق
نبذة عن الكتاب: رد وتعليق على مقالات حامد العلي الأخيرة كمقال((حصاد الأنام في الخروج على الحكام)) وغيرها من مقالاته التي تنصب في واد واحد.


رابط تحميل الكتاب:
https://islamancient.com/ressources/docs/547.doc








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-10, 23:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سكرة الحركيين
بخمرة الثوريين
الشيخ حامد العلي كنموذج

كتبه
مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بحي العزيزية بالرياض
حمد بن عبدالعزيز العتيق
في العشرين من جمادى الثانية لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن الله يقول: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ، أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".

هذه الآيات العظيمة تصف بغير زيادة ولا نقصان ما يقوم به اليوم ثلة من الحركيين، وما يحدثه كلامهم في كثير من أتباعهم، قال ابن سعدي في تفسيره عن هذه الآيات:

يقول تعالى -مسلياً لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم- وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك، ويحاربونك، ويحسدونك، فهذه سنتنا، أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق أعداء، من شياطين الإنس والجن، يقومون بضد ما جاءت به الرسل.
{يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} أي: يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل، ويزخرفون له العبارات حتى يجعلوه في أحسن صورة، ليغتر به السفهاء، وينقاد له الأغبياء، الذين لا يفهمون الحقائق،ولا يفقهون المعاني، بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة، والعبارات المموهة،فيعتقدون الحق باطلاً والباطل حقاً، ولهذا قال تعالى: { وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ } أي: ولتميل إلى ذلك الكلام المزخرف { أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } لأن عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة، يحملهم على ذلك، { وَلِيَرْضَوْهُ } بعد أن يصغوا إليه، فيصغون إليه أولاً فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة، رضوه، وزُين في قلوبهم، وصار عقيدة راسخة، وصفة لازمة، ثم ينتج من ذلك، أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ما هم مقترفون، أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل، ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة، فهذه حال المغترين بشياطين الإنس والجن، المستجيبين لدعوتهم،وأما أهل الإيمان بالآخرة، وأولو العقول الوافية والألباب الرزينة، فإنهم لا يغترون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التمويهات، بل همتهم مصروفة إلى معرفة الحقائق، فينظرون إلى المعاني التي يدعو إليها الدعاة، فإن كانت حقا قبلوها، وانقادوا لها، ولو كسيت عبارات ردية، وألفاظا غير وافية، وإن كانت باطلا ردوها على من قالها، كائنا من كان، ولو ألبست من العبارات المستحسنة، ما هو أرق من الحرير.
ومن حكمة الله تعالى، في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصاراً قائمين بالدعوة إليه، أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان، ليتميز الصادق من الكاذب، والعاقل من الجاهل، والبصير من الأعمى.
ومن حكمته أن في ذلك بياناً للحق، وتوضيحاً له، فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه. فإنه -حينئذٍ- يتبين من أدلة الحق، وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه، ما هو من أكبر المطالب، التي يتنافس فيها المتنافسون.
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا}أي: قل يا أيها الرسول {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا} أحاكم إليه، وأتقيد بأوامره ونواهيه. فإن غير الله محكوم عليه لا حاكم. وكل تدبير وحكم للمخلوق فإنه مشتمل على النقص، والعيب، والجور، وإنما الذي يجب أن يتخذ حاكماً، فهو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر.
{ الَّذِي أَنزلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا } أي: موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكماً ولا أقوم قيلاً لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة، وأهل الكتب السابقة، من اليهود والنصارى، يعترفون بذلك { ويَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنزلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ } ولهذا، تواطأت الإخبارات { فَلا } تشُكَّنَّ في ذلك ولا { تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }.
ثم وصف تفصيلها فقال: { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا } أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأمر والنهي. فلا أصدق من أخبار الله التي أودعها هذا الكتاب العزيز، ولا أعدل من أوامره ونواهيه { لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } حيث حفظها وأحكمها بأعلى أنواع الصدق، وبغاية الحق، فلا يمكن تغييرها، ولا اقتراح أحسن منها.
{ وَهُوَ السَّمِيعُ } لسائر الأصوات، باختلاف اللغات على تفنن الحاجات. { الْعَلِيمُ } الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والماضي والمستقبل.
ثم يقول تعالى، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، محذرا عن طاعة أكثر الناس: { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } فإن أكثرهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم، وعلومهم. فأديانهم فاسدة، وأعمالهم تبع لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق، ولا إيصال لسواء الطريق.
بل غايتهم أنهم يتبعون الظن، الذي لا يغني من الحق شيئا، ويتخرصون في القول على الله ما لا يعلمون، ومن كان بهذه المثابة، فحري أن يحذِّر الله منه عبادَه، ويصف لهم أحوالهم؛ لأن هذا -وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم- فإن أمته أسوة له في سائر الأحكام، التي ليست من خصائصه.
والله تعالى أصدق قيلاً وأصدق حديثاً، و { هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ } وأعلم بمن يهتدي. ويهدي.فيجب عليكم -أيها المؤمنون- أن تتبعوا نصائحه وأوامره ونواهيه لأنه أعلم بمصالحكم، وأرحم بكم من أنفسكم.
ودلت هذه الآية، على أنه لا يستدل على الحق، بكثرة أهله، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق، بل الواقع بخلاف ذلك، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً، الأعظمون -عند الله- قدرا وأجرا، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل، بالطرق الموصلة إليه.ا.هـ
إنه تشخيص دقيق وعلاج ناجع لما نعيشه اليوم مع أولئك الحركيين في كلمات يسيرة تغني عن جمل كثيرة:
1
-فهم يزخرفون باطلهم بالعبارات المنمقة والكلمات المزوقة، كما قال تعالى: "يـُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا".
2-وهم في ذلك يكذبون حين ينسبون الضلال والفساد إلى شريعة رب العباد، كما قال سبحانه: "فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ".
3-ويسارع في اتّباعهم على هذا الباطل من اتبع هواه وترك ما دل عليه كتاب ربه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: " وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ".
4-ونهانا الله أن نلتفت لزخرفهم، وأمرنا بإزاء ذلك أن نحكم بكتابه وشريعته، لأنه الحق، وأن لا نشك في ذلك فقال: "أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ".
5-وبين الله العلة في اتباع كتابه: فهو أصدق الكتب في الأخبار، وأعدلها في الأحكام، كما قال تعالى: " وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
6-ثم أبطل الله حجة هي من أقوى ما يموه به الحركيون اليوم على الحق، ويُضلون به الخلق، وهو الكثرة، لكن الحقيقة هنا عند أولي البصيرة إنما هي كثرة الهالكين، وقلة الناجين، فبين سبحانه أن هذه الحجة من الظن الباطل الذي لا يأبه به إلا أهله الخراصون فقال سبحانه: " وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ".
7- ثم ختم الله هذه الآيات بأحسن ختام وأروع بيان، فتوعد المفترين الضالين، ووعد المؤمنين الصادقين فقال: "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، أي:{ إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ } أي عالم { مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين } فيجازي كلاًّ منهم بعمله.
وعوداً على بدأ، فقد عبَّ الحركيون من خمرة الثورة حتى ثملوا، فصاروا اليوم تحت تأثير أم الخبائث:
يهرفون بما لا يعقلون،
وينكرون ما كانوا يُوجِبون،
ويوجبون ما كانوا به يُكَفِّرُون،
ويقررون شيئاً ثم له ينقضون،
فتراهم سكارى وما هم بسكارى، ولكن تأثير خمر الثورة عليهم شديد.
وإن كانت هذه دعوى أدعيها، فهذه براهينها، امتثالاً لأمر الله تعالى: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".

وستكون البراهين من بعض مقالات الشيخ حامد العلي –رده الله من الغواية للهداية- الذي سكر كغيره من الحركيين بخمر الثورات العربية الحديثة، حتى طاش عقله بل كاد أن يغيب، والعياذ بالله، وما هو إلا نموذج من عشرات الحركيين، بل حامد العلي أشد ضلالاً وغواية –كشيخه عبدالرحمن عبدالخالق- لأنه عرف كثيراً من المنهج السلفي لما صحب السلفيين حيناً من الدهر، حتى أفسده عبدالرحمن عبدالخالق، ربيب جمعية إحياء التراث الكويتية، فمال حيث مال، فأضله الله بعد علم، فصار مثله كالذين قال الله عنهم: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ". وسبب تشبيه الله لهم بذلك، أنه لا يختلف حالهم قبل النصيحة عن ما بعدها، وكذلك الكلب لا يختلف حاله، فهو يلهث في كل وقته حال حركته وسكونه، والعياذ بالله، ولقد طالعت وأنا أكتب هذه الكلمات رداً بديعاً للعلامة الشيخ سعد الحصين على عبدالرحمن عبدالخالق في تأييده للثورة في مصر، وعنوان الرد (عبد الرحمن عبد الخالق بين الحور والكور) موجود على الشبكة العنكبوتية في موقع الإسلام العتيق.
وإليك أيها القارئ ومن ابتغى الحق بدليله، براهين الدعاوى التي سقتها عن سكارى الثورات:

-أما كون هؤلاء السكارى يهرفون بما لا يعقلون، فبرهانه قول حامد العلي، في مقال له بعنوان "حصاد الأنام في الخروج على الحكام" في موقعه: إندحـار فكر الانبطاح، وثقافـة الخنـوع، وسقوط رموز هذه الفرقة المرجئـة الضالـّة التي انتشرت ديدانهُـا _ التي تقتات من مستنقع فكر الهزيمة _ في العقد الماضي مع انتشار مكاتب ألـ (سي آي إيه) في بلادنـا!
فقـد خَـرِأت عليها الشعـوب العربية، وهي في طريقها إلى التغييـر، ولما رجعـت الشعوب من إنتصارها على الطغـاة، وجدتـها ولمـَّا تـزلْ في حفـرة خرائها فأكمـلت عليهـا تارة أخـرى، حتى لا يخرج هذا الفكر من هذا المستنقع أبـد الدهـر، فهذا هو مكانه الطبيعي أصـلا، ما كان ليغادره.
وإنما كـان قـد تصدَّر هذا الفكـر المريض بقوة السلطة الطاغية، وبأمـر استخباراتها الباغيـة، فهنـاك كانت تُبلَّل وتُزيـَّن لحاهـُم النتنة في مراكز البوليس، وتعيـَّن مناصبهم الدينية بالتنسيق بين المكاتب الأمنيّة وإبليس!
لا بقدرته على الإقنـاع بالحـجج، ولا بما يشتمله الخطاب من قـوة المنطـق في وضوح البَلـَج.
لقد باتت الأمـَّة اليوم من شرقها إلى غربها، لا ترى ولا تسمع إلاّ عناوين العـزة: التحرُّر، والتغيير، والتضحية، والشهداء، والكرامـة، وتحقيق العدالة، وإسقاط الطغاة، ومحاربة الظلم، وعبـارات: يسقط الطـغاة، إرحـل أيها الطاغيـة، الشعب يريد إسقاط النظام...إلخ
وقد ارتبطت هذه العناوين الآلقـة المشرقة بالخيـر بيوم الجمعة المبارك عيد الإسلام، وصارت أسماءَ هذا اليوم العظيـم: جمعة التحرير، جمعة الإصرار، جمعة الثبات، جمعة الشهداء، جمعة الدماء، جمعة الرحيل..إلخ
لقد باتت أنشودة الشعوب العربية هي: إذا الشعب يوما أراد الحيـاة.
وليس الهتاف بحياة الزعيـم الأبـدي!
وداس الناس بأقدامهم عناوين الذلّ، والتلبيس التي يسوِّق لها حشرات الفكر الإرجائـي: اخنعوا للسلطة وإن بغـت! إياكم والخروج وإن استُعبدتـم! الخروج عما ألفتموه من الذلّ للطواغيـت هو الإجرام وليس طغيانهـم! أطيعوا ولاة أموركم مهما أجرموا بكـم! من عصى الطاغيـة فقد عصى الله!! والمظاهرات محرمة، والمسيرات مجرَّمـة، والمتمرُّد على سوط الطاغية أعظم جرما من الطاغية إلـخ
وولـَّى هذا الفكـر وعناوينه البائسة، أمـام أمواج التغييـر، ولـَّى وله ضـراطٌ، كما يفعل الشيطان عندما يسمع الأذان
".انتهى كلامه.

وكلامه المليء بأنواع من القاذورات والفجور في الخصومة ينبئ عن غلٍ عظيمٍ في صدره تجاه الدعوة السلفية وأهلها، فالله حسيبه.
وبيان كون هذا المسكين -الذي أزرى بنفسه قبل أن يزري بغيره- صار يهرف بما لا يعرف بسبب سُكرِه بخمرة الثورات العربية أنه نسب منهج أهل السنة والجماعة في الصبر على الولاة، وعدم الخروج عليهم حين ظلمهم، نسب هذا المنهج إلى المرجئة، وهذه بلاهة وحماقة من جهتين:
الأولى: أن هذا المنهج الذي ينكره ويصم أتباعه بالمرجئة هو المعروف المتواتر عن أهل السنة والجماعة، من وقت سلفنا الصالح وأولهم وقدوتهم رسولنا عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، يعرف ذلك الصغير والكبير، والذكي والغبي، ولو أردت ذكر القليل عنهم في هذا الباب لطال بنا المقام، فكيف لو ذكرت أكثره، ومن ذلك ما أخرج مسلم عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا من ولي عليه وال فرآه يأتى شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة".
و أخرج مسلم في" صحيحه" وبوب عليه النووي فقال: - باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق - عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال: يا نبي لله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة؟ فجذبه الأشعث بن قيس، وقال: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم". فهذا كلام صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقرار سول الله صلى الله عليه وسلم له.
فهل رسول الله مرجئ وكذا صاحبه يا حامد العلي؟!
وأخرج البخاري عن نافع قال لما خلع أهلُ المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة"، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله –يعني يزيد بن معاوية-، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله، ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
فهذا ابن عمر ينهى عن المشاركة في الثورة على يزيد مع ظلمه وبغيه، مع أن الثائرين ولا شك كانوا أصلح حالاً من يزيد،
فهل عبد الله بن عمر الفاروق مرجئ يا حامد العلي أم سلفي؟
وأما أئمة الدين بعد الصحابة فيكفي في النقل عنهم النقل عن إمامهم ومقدمهم أحمد بن حنبل.
فيقول ابنه حنبل - رحمه الله تعالى -: "اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله - يعني: الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى-، وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا - بعنون ظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك) ولا نرضى بإمارته، ولا سلطانه فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويُستراح من فاجر. وقال: ليس هذا - يعني: نزع أيديهم من طاعته - صواباً، وهذا خلاف الآثار".ا.هـ."الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/195-196)؛ وأخرج القصة الخلاّل في "السنّة" (ص133).
فمن هو الواثق؟
إنه أحد أئمة الجور والظلم الذين امتحنوا أهل السنة وأئمتهم للقول بخلق القرآن، والقول بخلق القرآن أعظم عند الله وعند عباده المؤمنين من قتل العباد فضلاً عن أخذ أموالهم وسجنهم ومصادرة حقوقهم السياسية والمالية والإعلامية كما يقال اليوم.
وهذا الموقف من الإمام أحمد لم يكن زلة عُذر بها الإمام أحمد عند أهل السنة، بل كان غرة في جبين مسيرة أهل السنة، يذكرونه فيشكرونه، فما قول حامد العلي في موقف الإمام أحمد هذا؟!
فضلاً عن من دون الإمام أحمد كابن تيمية، ومحمد بن عبدالوهاب، وابن باز وابن عثيمين والألباني، وغيرهم من أئمة الهدى ومصابيح الدجى، الذين كانوا إلى أن ماتوا وهم يقررون منهج أهل السنة في الصبر على أئمة الجور والظلم، وإن كان حامد العلي شجاعاً كما يدعي ذلك كل من واجه الحكام الطغاة، فليسم لنا من هم المرجئة الذين يقولون بالصبر على الولاة، وهل ابن باز وابن عثيمين منهم، والله الذي لا إله غيره إنه لا يجرأ لأنه يعلم أن البقية الباقية معه من عامة الناس، سينفضون أيديهم منه ومن هذيانه.
وليختر حامد العلي بعد ذلك أن يكون مع السنة وأئمتها، أو أن يكون مع الخوارج وأذنابهم.
الجهة الثانية في ضلال نسبة حامد العلي منهج الصبر على أئمة الجور إلى المرجئة: أن القول بالصبر على أئمة الجور لا مدخل له من قريب أو بعيد في مذهب المرجئة الضال، فالذين يقولون بالصبر على أئمة الجور، هم الذين يقررون أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فأي تلازم بين القول بالصبر على الولاة الظالمين وبين مذهب المرجئة الخبيث؟!
الصحيح الذي لا مرية فيه أنه لا تلازم بينهما لا من قريب ولا من بعيد.
وإنما مَثَل حامد العلي في ذلك كمثل القائل: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فالحركيون السروريون ويأزهم من ورائهم الإخوان المسلمون رموا أهل السنة بالإرجاء لينفروا الناس منهم، وممن تولى كبر هذه الفرية والترويج لها الدكتور سفر الحوالي في كتابه (ظاهرة الإرجاء) الذي قدم له وأشرف عليه شيخ الحركيين والإخوان المسلمين: محمد قطب.
وحامد العلي ما هو إلا واحد من هؤلاء الحركيين، الذي يرددون كلام شيوخهم ومنظريهم بلا تدبر ولا أناة، فلم يسكتوا بعقل وحلم، ولم ينطقوا ببينة وعلم، عافانا الله من ذلك.

-وأما كون الحركيين بسبب سُكرهم بخمر الثورات صاروا ينكرون ما كانوا يُوجِبُون، فبرهانه: أن الحركيين كالإخوانيين وكالسروريين ومنهم حامد العلي، قد صموا الآذان بالدعوة للحكم بالشريعة والجهاد في سبيل الله، حيناً من الدهر، ومن ذلك مقالات وفتاوى لحامد العلي التي لا تعد ولا تحصى في موقعه تقرر ذلك، فكان الحركيون ومنهم حامد العلي يوجبون الحكم بالشريعة، وأنه الخيار الوحيد للحاكم والمحكوم، ويرون أن الجهاد في سبيل الله هو الوسيلة المثلى للوصول إلى عز الأمة وتمكينها، هذا كان حالهم قبل أن تُدار فوق رؤوسهم أقداح خمرة الثورة.
وأما اليوم فإنهم ينكرون ذلك من حيث لا يشعرون، كيف لا وهم مخمورون بل ثملون.
وذلك أن السلفيين -الذين يعيرهم حامد العلي وأمثاله بالإرجاء- كانوا ولا زالوا بتوفيق الله لهم يحكمون بالشريعة فيما تحت أيديهم ويأمرون بها، في هذه الفتنة وغيرها، فالتغير عندهم للحاكم بالطريقة الشرعية، والجهاد في سبيل الله بالطريقة الشرعية ليكون الدين لله، أما الحركيون فلم يحكموا الشريعة في هذه الفتنة، فالتغيير للحاكم عندهم بالطريقة الغربية، والجهاد الذي أيدوه في تونس ومصر باختلاط الرجال بالنساء المتبرجات، ورقصهم وغناؤهم سوياً يقبل الذكر الأنثى -الأجنبية عنه- ويحملها على كتفيه، لتصرخ (الشعب يريد إسقاط النظام) كما شاهد ذلك العالم كله، وليس من غاياتهم تحكيم الشريعة، بل كان الثوريون العرب ولا زالوا يتبرؤون من ذلك، كأنها وصمة عار عليهم والعياذ بالله، فصار الحركيون ينكرون على السلفيين القول بفساد هذه المظاهرات في وسائلها وغاياتها، وينكرون على السلفيين القول بأن القتال والقتل للحرية والديمقراطية، ليس من الجهاد في سبيل رب البرية، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
-وأما كون الحركيين بسبب سُكرهم بخمر الثورات صاروا يوجبون ما كانوا به يُكَفِّرُون، فبرهانه: أن الحركيين كالإخوانيين وكالسروريين ومنهم حامد العلي، كانوا يُكَفِّرُون بالديمقراطية، والحكم بالدساتير الوضعية، وكتب حامد العلي الكثير في موقعه عن ذلك كمقاله: (كشف الستور في حكم الدستور) الذي قال فيه: " خلفيّة تاريخيّة وعقديّة للاّدينيّة التي انبثقت منها الدساتير الوضعيّة" وله عدة فتاوى في ذلك ومنها فتوى في: حكم التصويت على دستور يجعل الشريعة مصدراً أساسياً للحكم، وفتوى في: الفروق بين جعل عمر رضي الله عنه الأمر شورى بعده وعملية الانتخابات: قال فيه: "الديمقراطية بمفهومها الأصلي لها جانب فلسفي مناقض لعقيدة التوحيد من أساسها، ذلك أنها لا تقيم وزناً لشريعة الله، بل تجعل سلطة الأمة مطلقة لا تقيد حتى بالوحي الإلهي، وهذا هو الكفر بعينه، ولا فرق بين هذه الفكرة وعبادة الأصنام أصلاً، فاتخاذ المشرعين مع الله، الذين لهم حق التشريع ولو خالفت أحكامهم حكم الله تعالى، مثل عبادة الأصنام سواء، لا فرق بينهما في دين الأنبياء والمرسلين أجمعين".ا.هـ
بل ذهب إلى أن الديمقراطية وجه آخر للديكتاتورية –وهي الظلم والاستبداد في الحكم- فقال: " ثم إنها –أي الديمقراطية- لما انتشرت هذه الفكرة، آلت إلى أنها تحصر الوصول إلى السلطة بمن يملك القدرة على شراء أصوات الناخبين، سواء بالمال الذي يمكنه به أن يمول حملته الانتخابية، أو يشتري أصواتهم، بطريق مباشر أو غير مباشر عن طريق خدمات يقدمها إليهم، أو بانتسابه إلى حزب أو عصبة يمكنها أن تحصد له الأصوات بطريقة ما.
فكأن الأمر انتقل من ديكتاتورية الملك إلى دكتاتورية الطبقة الغنية القادرة على الاستفادة من اللعبة الديمقراطية، ولكن الفرق أن هذه الطريقة الثانية استطاعت أن تخدع الناس فتسكتهم، فإن نازع أحدٌ ذوي السلطة الذين ملكوها باللعبة الديمقراطية قالوا: نحن منتخبون، و لك أن تدخل اللعبة وتجرب حظك أو لتصمت، هذا هو الفرق الوحيد، فلا يملك الاعتراض على تسلطهم، ثم هم قادرون أن يملكوا الإعلام بنفوذهم وتسلطهم، فيسخرونه لهم، فيعود الأمر كله إلى ديكتاتورية مبطنة، كما هو الحال في أمريكا تماما، كما نراه هذه الأيام.
ولينظر العاقل مثلاً إلى ما يحصل في أمريكا، فإنه لا ينجح في ديمقراطيتهم إلا من يرضى عنه اللوبي الصهيوني، فيمدُّون حملته الانتخابية بالمال والإعلام ويصطنعون له استبيانات خادعة، ويشترون له ذوي النفوذ، والسابق يمهد للاحق، فتحول الأمر إلى دكتاتورية اللوبي الصهيوني الذي يحكم أمريكا بلعبة الديمقراطية الزائفة، التي أصبحت فائدتها الوحيدة أنه من يعترض على تسلطهم، يقال له إن السلطة جاءت بانتخاب ولم يحرمك أحد من أن ترشح نفسك، ولكنه يعلم أن ترشيح نفسه لن يوصله إلى شيء، لأنهم ملكوا بطريق غير مباشرة، كل الخيوط التي يمكن التوصل بها إلى السلطة، هذه هي خدعة الديمقراطية التي يغتر بها أكثر الجهال وهم لا يشعرون
".ا.هـ
هذا كان كلامه وكلام الحركيين حال الصحو، فلما لعبت خمرة الثورات برؤوسهم تبدل الكفر إلى الإيمان، والحرام إلى الحلال، بل إلى الواجب، وهم لا يشعرون، كيف لا؟ وهم مخمورون والعياذ بالله.
فقال في مقال له بعنوان (بيان بشأن الثورة المصرية): "وهاهي مصـر العظيمة، مصر الحضارة، مصر القيادة، مصـر التغيير، مصـر الإباء، مصر العـزة، مصـر المجـد، والفخـر، والحريـّة هاهـي تنتفض فتقـود الأمـّة إلى عهـد جديد:
تسترجع فيه الأمّـة مكانتها، وتعيد إليها حقوقها، وتحيي كرامة شعوبها، وتسـترد ما اغتصـب منها، وتضع كلَّ الأمـور في نصابها الصحيـح وتوقـظ العمـلاق الإسـلامي لينهض على قدميه من جديـد، حامـلاً شعـلة الحضارة الرشيدة، لتقـود البشـرية إلى عهد العدل، والحـقّ، والنـور فيا أيها الشعب المصري البطل، استمر في ثورتك المباركة حتى: تعيد مكانة مصر القيادية، والرياديّة في العالم العربي كما كانت وحتى تسحق الظـلم، والفقر، والجوع، و البطالة، والبؤس، والتعذيب، وإهدار حقوق الإنسـان. وحتى تصنع نظام جديدا، تسلِّمه أنت بإرادتك الحرة مؤسسات الدولة، ليكون خادماً للشعب، حارساً على مصالحه، راعيـاً لضعفائه، قائماً على حاجاته، موصلاً حقّ الفقير إليه قبل الغني، والضعيف قبل القوي، والصغيـر قبل الكبير وحتى تجعل المؤسسات الأمنية لأمن الوطن، والسهر على راحته، ولتمتُّعه بحقوقه كاملة، وليس لأمـن النظام، ولحمايـة فساده، بتخويف الناس، وإرهابهم، ومراقبتهم، والتجسُّس عليهم، ثم تعذيبهم، وقتلهم، ورميهم جثثا في الشوارع !!
وأخيـراً -وهو أهـم شيء- حتـى تحفظ كرامة الأمة كلَّها، بحفظ دينها أولاً، وطرد المستعمر الجديد من بلادهـا، والوقوف مع قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحتى يُجـبر الغرب المنافق الحامي لكل الاستبداد، والظلم في بلادنا، يُجـبر على احترامنا، و يكفُّ عـن احتقار أمتنا، واغتصاب أرضنا، وتقسيم بلادنـا، وسفك دمائنا، ونهـب ثرواتنا، ويا أيها الشعوب العربية من الخليج إلى المغـرب، اقتدوا بمصـر، وثـوروا حتى تحققـوا هذه الأهداف كلها"
.ا.هـ
و والله الذي لا إله غيره لو سمع أحدٌ هذا الكلام ممن لا يعلم حقيقة الأمر وما كان يطالبُ به الثائرون في ميدان التحرير بمصر، وما آلت إليه الأمور، ومن آلت إليه الأمور، لظنَّ أن الثائرين قد أجمعوا على المطالبة بالحكم بالشريعة وأهمها التوحيد والسنة ونبذ ما سواها وأهمه الشرك والبدعة، ولظنَّ أن الأمور آلت لعودة التوحيد والسنة والحكم بالشريعة بعد سقوط طاغية مصر، ولظنَّ -من يسمع هذا الكلام المزخرف الذي نطق به مخمور بخمر الثورة- لظنَّ أن الذي تولى عليهم بعد سقوط طاغيتهم هو عمر بن عبدالعزيز أو مثله، فكيف والواقع عكس ذلك تماماً.
فالثائرون قد أجمعوا على نبذ الشريعة حالاً ومآلاً، فلم يطالب أحدٌ منهم بهدم القباب والأضرحة، وترك البدع والمحدثات، ولم يرفع واحدٌ منهم لافتة تطالب بالحكم بالشريعة، ولمــَّا أراد النظام البائد أن يطلق يده على الثائرين ألصقهم بالإخوان المسلمين، ورماهم بمحاولة إقامة دولة دينية، فتوالت ردود فعل الثائرين في ميدان التحرير لنفي ذلك حالاً، وأنهم إنما يريدون الحرية والديمقراطية مآلاً.
فأما ما آلت إليه الأمور: فالحكم بغير الشريعة باقٍ، والشرك والبدع ظاهرة.
وأما الحاكم الجديد الذي خلف الغابر فلم ينطق ولو خطأ بالحكم بالشريعة، ولم يرفع بالتوحيد والسنة رأساً، والفرق إنما هو ذهب فلان ومجيء علان، فالله المستعان.
والسلفيون الذين يعيرهم حامد العلي بالمرجئة، هم الذين أنكروا هذه الثورات، لأنها باطلة في حالها ومآلها، غربية في طريقتها وأهدافها، فهي للشعوب المسلمة كالمستجير من الرمضاء بالنار.
وإن كنت تريد مزيد أمارة على أن هذه الثورات لا تمت للشرع والدين بصلة، فانظر من الذي أيدها وباركها وسار في ركابها، لقد فعل ذلك كل صاحب ملة ونحلة، فسار فيها الصوفيون والقبوريون والعلمانيون والاشتراكيون، بل والنصارى عباد الصليب، فضلاً عن الفجار من المغنين والمغنيات، والممثلين والممثلات، والراقصين والراقصات.
فهل يرضي ذلك رب الأرض والسموات؟! وهل هذا مما أمر به رسولنا محمد عليه من ربه أفضل الصلوات؟!
فانظر يا رعاك الله كيف صارت الديمقراطية الكفرية –عند حامد العلي- شيئاً من الواجبات الشرعية، التي يعير حامد العلي بالنهي عنها السلفيين، وما ذلك إلا بسبب الخمرة الثورية، نعوذ بالله رب البرية.
وأما كون الحركيين بسبب سُكرهم بخمر الثورات صاروا يقررون شيئاً ثم له ينقضون، فبرهانه: أن بعض الحركيين كالإخوانيين وكالسروريين في الخليج ومنهم الشيخ حامد العلي، حضوا الناس ودعوهم إلى الثورة، وكتب حامد العلي الكثير في موقعه لتقرير ذلك، بل حاول أن يأز شباب بلاد الخليج عموماً وبلاد الحرمين خصوصاً لذلك في مقال له بعنوان: (بيـان هـام يا أبناءَ جزيرةِ العَرب وأحفادَ المجـْد دونكمْ التارِيخ فاصْنعـوُه)، وكان مما قال: " وعارٌ عليكم وأنتـم أبناء هذه المواطـن العظيـمة المقدسَّـة ، وأحـفاد أولئك العمالقة المؤسِّسة ، أن تكونوا في آخـر الركب ، ويسبقكم الناس إلى ما أنـتم أولى به منهـم ويحكـم !! .. اليـوم قومــوا إلى مجـدكـم هيـا .. يا أسـود العـزّ .. ضعـوا على رؤوسـكم تاج الحريـّة وانزلـوا ساحـة التغييـر الأكبـر ، وأطلقـوا صيحة: الشعـب يريد أن تكون النهضـة الكبـرى من هنــا".ا.هـ
ثم لما قام بعض الثوار من الشيعة في البحرين للمطالبة بإسقاط حكام البحرين آل خليفة، سارع حامد العلي وغيره من الذي باركوا الثورات في تونس ومصر وليبيا، إلى إنكار ذلك، وكتب حامد العلي مقالاً بهذا الخصوص بعنوان (بيان في وجوب نصرة أهل البحرين وكفّ عادية (القرامطة) -أهل المظاهرات هناك- عنهـم)، والعلة عند حامد العلي وأمثاله أن الرافضة ستستفيد، وهذا تناقض ظاهر.
فإذا كان حامد العلي يقرر أن الحكومات في البلاد العربية طاغوتية، ويقرر جواز المظاهرات والثورات والخروج عليها، حتى سمى هذا العام في مقال له (عام الخروج على الحكام) فلماذا يستثنى البحرين والشيعة من هذا الحكم، أليست البحرين من الحكومات العربية، وشيعة البحرين جزأ من الشعب المظلوم، الذي يريد حقوقه.
فإن قال حامد العلي وأمثاله: إن الشيعة مبتدعة، وأهدافهم طائفية، وهذه الثورة في البحرين ستزيدهم قوة ونفوذاً.
فنقول لهم: والصوفية والإباضية والقبورية والشيوعية والاشتراكية والنصارى بل حتى الشيعة في تونس ومصر والشام وليبيا، ألن تستفيد من تلك الثورات، وأهدافهم حزبية وطائفية، فلماذا أيدتم هذه وأنكرتم تلك، هل المبتدع أو الكافر التونسي والمصري والليبي يختلف عن المبتدع والكافر البحريني (أكفاركم خير من أولئكم)؟!
وبعض الحركيين من الإخوان المسلمين كالدكتور طارق السويدان، أراد أن يكون حكمه على هذه الثورات على نسق واحدٍ، فأيد الثورة في البحرين، وقال مستنكراً بالحرف الواحد: "في البحرين أقلية سنية تحكم، وأكثرية شيعية لا تحكم" ثم صار يهرف بكلام مؤيدٍ لثورتهم، فقامت عليه الدنيا في الخليج ولم تقعد، فسحب كلامه، واعتذر من ذلك، لأنه بزعمه: تبين له أن أهداف الثورة في البحرين أهداف طائفية، مما أضحك به الثكالى على نفسه، فالحمد لله الذي جمَّل أهل السنة السلفيين بالشرع والعقل.
وأخيراً: إلى كل مسلم عاقل عموماً وإلى أتباع الشيخ حامد العلي خصوصاً، هذه هي مواقف شيوخ الحركيين المضطربة، وهذه مواقف السلفيين المنضبطة، وصدق الله وهو أصدق القائلين حين قال عن الحركيين وأمثالهم: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)، فأي الفريقين أحق بالذم أوالمدح إن كنتم مؤمنين، وهي دعوة لحامد العلي وأتباعه أن يفيقوا من سكرتهم ويستيقظوا من رقدتهم، ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم بفهم سلفهم الصالح إن كانوا سلفاً لهم حقاً، حفظ الله البلاد والعباد من فتن أهل البدع إنه على كل شيء قدير، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه
حمد بن عبدالعزيز العتيق
في العشرين من جمادى الثانية لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة.











رد مع اقتباس
قديم 2011-06-11, 07:07   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك اللــه خيـــر أخي الفاضـل
على هذا النقل الطيب والادلة
القوية


وجزى الله المؤلف: الشيخ حمد بن عبدالعزيز العتيق



ولا شك هذا ما يميز أهل السنة والجماعة من هم على الأثر
ومتابعتهم وانتهاجهم بما كان عليه السلف الصالح
رحمهم الله

لا شك أن صفة التكسب ليست بغريبة على التكفيريين
وأعني دعاتهم دعاة الزيغ والضلالة
فهم لايظهرون رؤوسهم إلا إذا رأوا أن الأمور أتت لصالحهم
وما إن تأتي ضدهم يختفون فجأة إلي جحورهم
أمثال التكفيري حامد العلي
وشيخه عبد الرحمن عبد الخالق يخذرون ويسكرون العقول ثم
يختفون

؟؟؟
نحن رأيناهم بكثرة وشعاراتكم تسبق أفعالكم
فعندما نسمع هذه الترهات أتصوركم بيني وبين نفسي
أنكهم مرابطون على جبهات القتال
والبندقية والكلاشنكوف لا تفارق ظهوركم
!!!!!!!!!!!!









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-11, 07:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أم دجانة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم دجانة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وبارك الله في من ألف الكتاب










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-11, 09:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*أم سلمى*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *أم سلمى*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثوريين, الدركيين, بخمرة, سكرت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc