يقول مهاتير محمد صانع النهضة الماليزية في إجابته عن سؤال صحفي عربي :
- هل معنى ذلك أن البقاء فى السلطة لم يكن هدفا فى حد ذاته بالنسبة لك؟
ـ بقائى فى السلطة لم يكن أبدا هدفا فى حد ذاته. كانت عندى فكرة وهدف أردت تحقيقهما فى ماليزيا وعندما رأيت أننى نجحت قلت يجب أن أستقيل، وإذا أردت أن أخدم ماليزيا فيمكننى أن أفعل ذلك أيضا وأنا خارج السلطة.
- ولكن ظروفكم فى ماليزيا صعبة جدا وكنا متقدمين عليكم بصورة كبيرة ومع ذلك سبقتمونا وتحولتم إلى معجزة؟
ـ إذا كنت تريد أن تعرف لماذا ينجح حاكم ويفشل آخر فنصيحتى أنه يجب أن يكون واضحا جيدا فى رأس أى حاكم وخصوصا فى العالم الثالث الإسلامى ما الذى يريده من البقاء فى السلطة، هذا الشيء قد يبدو سهلا فى الظاهر ولكنه صعب التطبيق لأنه دون أن يسأل الحاكم لماذا أنا هنا؟ بصفة دائمة فإن سوء الحكم وسوء الإدارة وحب البقاء فى السلطة هو النتيجة التلقائية، علاوة على ذلك كلما كان حاكم العالم الثالث شخصا يتمتع بخيال إصلاحى كان ذلك شيئا مهما لأن دول العالم الثالث فى تقدمها تحتاج فى البداية إلى حاكم مصلح صاحب فلسفة فى التنمية والتطور.
- إذن قل لنا ماذا كنت تريد عندما توليت الحكم فى 1981؟
- كنت ما أريده معروفا للجميع حتى قبل أن أتولى السلطة. قبل رئاسة الوزارة قمت بتأليف كتابى الشهير المشكلة الماليزية وكان ذلك تقريبا فى أعقاب الاضطرابات العرقية التى اجتاحت البلاد عام 1969. وقد تعرضت للطرد من الحزب الحاكم حزب أمنو أو حزب المنظمة القومية الماليزية المتحدة، لأننى انتقدت أسلوب الحكم الذى كان سائدا فى عهد تونكو عبدالرحمن الذى كان رئيسا للوزراء فى ذلك الوقت. فى هذا الكتاب حددت مشكلة ماليزيا الرئيسية وسبل مواجهتها.
هذا الرجل المفكر صنع أمة عصرية و ذهب للإستراحة و هو مطمئن .
أما عندنا ...جهال يقودون أمة ..لا حول و لاقوة إلا بالله ......الله يهديهم .