نهاية التسجيلات الجامعية الأولية لحاملي بكالوريا 2011
بكـالوريـــــا بـ14 من 20 لا تكفـي للحصــــول على الرغبـــة الأولــــى
عاشور علي
ميزت التسجيلات الجامعية لحاملي شهادة البكالوريا 2011 فوضى لا متناهية وقلق وسط الناجحين بعد انقضاء الآجال المحددة لهذه التسجيلات مساء أمس التي امتدت من 12 إلى 20 جويلية الجاري خصص فيها الثلاثة أيام الأخيرة للتأكيد النهائي من تصنيف الرغبات العشرة المعبر عنها من قبل الطلبة الجدد، في انتظار بداية مرحلة الطعون التي ستمتد على مدار 3 أيام ابتداء من 27 جويلية الجاري وستسمح للطلبة غير المقتنعين من الاختصاص الذي تقرر توجيههم إليه في السنة الأولي جامعي من إعادة النظر في ترتيب رغباتهم العشرة وفق ما يسمح لهم المعدل المتحصل عليه في امتحان شهادة البكالوريا وعليه تتم وعلى مدار ستة أيام ابتداء من اليوم بالمعهد الوطني للإعلام الآلي في مقاطعة الحراش بالجزائر العاصمة عملية توجيه الطلبة الجدد إلى مختلف الجامعات والمعاهد كل واحد حسب التخصص المعلن عنه في المرحلة السابقة مع الأخذ بعين الاعتبار المعدل العام المحصل عليه في البكالوريا وستلي عملية الطعون المرحلة النهائية من التسجيلات من 30 جويلية إلى 4 أوت المقبل.
جاءت التسجيلات الجامعية للحاصلين على شهادة البكالوريا سنة 2011 بنسبة 62.45 أعلى نسبة في تاريخ الجزائر المستقلة وتمثل هذه النسبة 518 220 ناجح منهم 64 ناجحا بتقدير ممتاز ـ 18 فما فوق ـ في حين لم يتجاوز عددهم في السنة الماضية 49 ناجحا، في حين بلغ عدد المتفوقين الذين تحصلوا على البكالوريا بتقدير 000 96 ناجح أي 46 بالمائة من الناجحين مقارنة بالعدد الإجمالي الذين تحصلوا على هذه الشهادة، ما سيخلق دون شك عدة مشاكل لهؤلاء الناجحين في اختيار رغباتهم في السنة الأولى جامعي.
ارتفاع نسبة المعدلات بدرجة تقدير دفعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الى رفع معدلات التحاق الناجحين الجدد بالتخصصات التي تستهوي جميع الطلبة في مختلف الشعب على غرار الطب، الصيدلة، جراحة الأسنان إلى جانب المدارس الوطنية العليا بالنسبة للتخصصات العلمية كالمدرسة العليا للإدارة، الترجمة والصحافة بالنسبة لشعبة آداب وفلسفة من جهة ومن جهة أخرى ستخلف عملية تسجيل الرغبات العشرة المعبر عنها من قبل الطلبة الجدد التي تمت عبر الأنترنت وفي حيز زمني قال عنه الطلبة جد ضيق بسبب تعثر العنوان الإلكتروني الخاص بالعملية من حين لأخر ما يترجم عدم التحكم الجيد فيه من قبل الجهات التي تسيره.
ارتفاع نسبة الناجحين بتقدير يقابله مـحدودية المقاعد البيداغوجية
وفي سياق امكانية حرمان عشرات المئات من الناجحين الجدد في بكالوريا 2011 الحصول على رغباتهم الأولي رغم معدلاتهم الجيدة التي تفوق 14 من 20 في مختلف الشعب، مثال ينطبق على الراغبين في الالتحاق بكليات الطب الثلاثة ـ تخصص طب، صيدلة، جراحة الأسنان ـ رغم طمأنة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جميع الحاصلين على معدل 14 فما فوق أنه بإمكانهم التسجيل ودراسة هذه التخصصات تبقى هذه الآمال جد ضئيلة استنادا إلى عدد الناجحين بدرجة تقدير وعدد المناصب البيداغوجية المفتوحة، فمثلا في كلية الطب بالجزائر العاصمة حددت الوزارة الوصية عدد المقاعد البيداغوجية للموسم الجامعي المقبل بـ 5000 مقعد يقابله عدد الراغبين في الالتحاق بهذا التخصص يقدر بـ 7000 أي 2000 منهم سيحولون إلى تخصصات أخرى قد تكون غير مرغوب فيها وهنا تدخل عملية العمل ترتيب الحاصلين على معدلات أحسن وأعلى وقد لا يتمكن الحاصلون على معدل 14 من الالتحاق بتخصص الطب في فروعه الثلاثة، في حين سبق وأن حاولت الوزارة في 2010 طمأنة جميع الطلبة الحاصلين على معدل يعادل أو يفوق 13 من 20 أنهم بإمكانهـــــم دراسة نفس التخصص، لكن في نهاية المطاف لم تلتزم بوعودها، حيث رفعت معدل الالتحاق بكلية الصيدلة الى 15.95، فيما قفز معدل التسجيل في كلية الطب الى 15.35 وجراحة الأسنان الى 15.27.
واستنادا إلى التطور الكمي والنوعي لنتائج بكالوريا 2011 مقارنة بالسنوات الماضية، حيث ارتفع عدد الناجحين بمعدل 18 فما فوق بـ 15 طالب مقارنة بـ 2010 وهو ما جعل المتتبعين لشؤون الجامعة في الجزائر يعتقدون ان معدل الدخول الى الفروع الثلاثة المذكورة سابقا سيرتفع الى 16 من 20 فما فوق، مما سيقضي على أحلام الكثير من المتحصلين على معدلات 14 و15 من 20.
نفس الإشكال سيطرح على مستوى المدارس الوطنية العليا خاصة في التخصصات العلمية التي تتطلب معدلات عالية، فعلي سبيل المثال المدرسة العليا للتكنولوجيا التي أعلن الوزير رشيد حراوبية السنة الماضية لدى تقديمه حصيلة التسجيلات الجامعية الأولية أن معدل الالتحاق بها سيكون ابتداء من 13 من 20، لكن لم يلتزم بوعوده تماما، حيث قفزت المعدلات الى درجة لم ينتظرها الحالمين دخول المدارس الوطنية العليا،حيث بلغت 17.03 لحاملي بكالوريا علوم ومعدل 15.46 بالنسبة لشعبة الرياضيات، أما بالنسبة للراغبين في الالتحاق بالمدرسة العليا للإعلام الآلي فوصلت المعدلات المطلوبة الى 17.16 شعبة العلوم الطبيعية، هذه المعدلات أيضا مرشحة للقفز هذه السنة استنادا الى النتائج المحصل عليها في دورة جوان 2011 بدرجة تقدير جيد جدا وجيد بنسبة 44 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية،وضع سيتأزم أكثر إذا طبقت وزارة التعليم العالي الطريقة التي أعلنت عنها السنة الماضية حول هذه المدارس وهي احتساب المعدل العام زائد معدل الرياضيات ومعدل الفيزياء يقسم على 3 يوجه بعدها الطالب وفق المعدل الجديد، مع العلم أن الحائزين على شهادة البكالوريا بتقدير 14 فما فوق في الشعب الأدبية غير مسموح لهم التسجيل في الأقسام التحضيرية للالتحاق بهذه المدارس كونها مقتصرة فقط على التخصصات التقنية والعلمية.
نظام أل .أم .دي ... الحل الوحيد
قصد تغطية العجز في التكفل الأمثل بالكم الهائل من الناجحين في البكالوريا هذه السنة، خاصة المتحصلين على معدل يفوق 14 من 20 والتوجيه الصحيح لهم حسب الرغبات المدونة في بطاقة الرغبات، لن تجد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سوى دفــــــــــــع هؤلاء الى تخصصات النظام الجديد أل .أم .دي ، بعد تقليص التخصصات التي كانت تتيحها في النظام الكلاسيكي، إذ نجد هذه السنة أن مصالح رشيد حراوبية لم تشترط معدلات محددة للدخول إلى مختلف فروع النظام الجديد، حيث يتم الترتيب للدخول عن طريق ترتيب المعدل العام المتحصل عليه، ما يعني أنه بإمكان جميع الحاصلين على امتحان شهادة البكالوريا 2011 الحصول على التخصصات المرغوب فيها، حيث نجد الوصاية حددت نقاط الرياضيات، الأنجليزية والفرنسية على أنها مهمة للالتحاق ببعض التخصصات ضمن نظام أل .أم .دي وعليه اشترطت علامة تساوي 12 من 20 في الرياضيات بالنسبة لتخصصات رياضيات، إعلام آلي... كما حددت ذات الوزارة معدل 10 من 20 في بعض المواد مثل الانجليزية للالتحاق بتخصص آداب و لغة أنجليزية في النظام الجديد دون اشتراط معدل عام في البكالوريا، نفس الشيئ بالنسبة لتخصص آداب لغة فرنسية.
اتحادية أولياء التلاميذ تدخل الخط وتطالب
قال أمس رئيـــــس الاتحادية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد أن الأولياء يتابعون عن قرب طريقة ســـــــير التسجــــــــيلات الجامعية منذ بدايتها وأن جميع الأولياء على اطلاع بكــــــل صغيرة وكبيرة كما هو حال أولادهم الناجحين في شهادة البكالوريا هذه السنة وفي هذا السياق طالب خالد أحمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي احترام رغبات وخيارت الطلبة الجدد خاصة ممن تتوفر فيهم الشــــروط، قائلا في حديث مع وقت الجزائر أنه من غير المعقـــــــول توجيه حائز على البكالوريا الى تخصـــــص لم يدرجه في رغباته العشرة خاصة و إذا كان معدله يسمح له الحصول على ذلك التخصص ، معتبرا مدة 3 أيام المخصصة لفائدة الطلبة الجدد لتقديم الطعون في حالة عدم رضاهم بالتوجيه الجامعي قصيرة قد لا تسمح بدراسة متأنية لهذه الطعون من طرف الجهات المختصة، داعيا الأخذ بجدية رغبات الطلبــــــــة وطعونهم لأن الأمر يتعلق حسب خالد أحمد بمشوار دراسي قطعه التلميذ طيلة 12 سنة ورغبته في التخصص في مجال ما كان بمثابة حلم يراوده طيلة هذه المدة.
من جهة أخرى طالب المتحدث باسم أولياء التلاميذ الوزير رشيد حراوبية الالتزام بوعوده في توفير المقاعد البيداغوجية لجميع الناجحين في بكالوريا هذه السنة إلى جانب الاستفادة من الخدمات الجامعية دون تمييز.
نسخة pdf
أرسل إلى صديق
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-07-21, 05:31
محدودية المقاعد البيداغوجية أدت الى رفع معدلات القبول
العرض العادي
