موضوع مميز ذاكرة الأمكنة و سؤال يزعج فضولي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > قسم يومياتي

قسم يومياتي يهتم بالحياة اليومية للعضو : تجارب .. حوادث .. فضفضة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذاكرة الأمكنة و سؤال يزعج فضولي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-01-24, 17:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
•~ندية الجوري~•
مشرفة منتدى الاسرة و المجتمع و منتدى التصميم
 
الصورة الرمزية •~ندية الجوري~•
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز وسام المركز الثاني المرتبة الثانية وسام التميز سنة 2012 المرتبة الأولى النـص الذهبـي الأول وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










vb_icon_m (2) ذاكرة الأمكنة و سؤال يزعج فضولي


السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...~

عسى جميع روّاد قِسمِ يوميّاتي بخير و على خير

--



كل البدايات الجميلة تجذبني لإكمال القراءة ...
و للأسف لم أوّفق لتكون لي بداية جميلة لموضوعي ...
سأوجز


حَدثَ و أن كان لـ مدينتنا ماء شروب مُستطاب...غير أنّه و قبل سنوات
تغيّر مسار المنبعِ إلى منطقة أخرى ...و زارَ حنفياتنا ماء غير مستساغ ...
زَنخٌ به ملوحة و طعم تُراب ... لا يروي عطشاً و لا يبل ريقاً...
و من نِعم الله على بلدنا أن رزقنا بـتلك الينابيع الطبيعيّة العذبة ...
فكنّا نقصدها بين الحين و الآخر لنعود مُحمّلين بقوارير ماءها لذيذ سائغ زلال

و
لبعض الطّرقات أسرار ... كانت أمسيّة أوتية ٍ[شهر أوت] ليومِ
جُمعــة
و في منتصفِ الطَريق حــانَ موعدُ صلاة العصر ...
فتجاوزنــا ينبُوع المــاءِ حيث تركناه خلفنــا ... و صعدت بنا السّيارة قليلاً في ذلك الجبـــل ... في منطقة ريفيّة بها مسجد ٌ
صغير منقطع
كان الجامع مرتفعاً في الوسط يُحيطــه ســور يُرى منه الذّاهب و الآتي
و لم يكن من ذاهبٍ للدّاخل إلاّ زوجي الذي ابتعد و حنى رأسـه حين رأى
عجوزاً و إمرأة تخرجان بصحبة طفلٍ من المسجد ..
!!!!
و استغربت المشهد فـ بقيتُ أتابعه من خلفِ ال بـربـريـز ..
كمن يتلصّص من شقٍّ صغير و الشّمس تُعمي عيني في إنعطافها جهة الغرب
ما شدّني حينها طول المرأة غير الإعتيادي و مشيتها المُنحنية حينا
و المهرولة حيناً آخر كان شكل المرأة و مشيتها إزعاجاً صارخـاً
مُنافٍ لقوانين فكري ... لكن ما جذبني حقاً خمارها الزّهري الطّويل
و هي تغطّي به وجهها كاملاً ... إلاّ جزءاً يسيرا لترى طريقها
[كنت أحبّ اللّون الوردي قبل ذلك]
و حتى العجوز كانت تغطي وجهها بخمارها بشكل [بوعوينة]
تقدموا قليلاً ثم قليلاً فـ أكثر... حتى توقّفـوا عند الشيـvــرولي
المُتقابلة وجهاً لوجه مع سيارتنا ... و لم يكن غيرهما [السّيارتين]

عُذراً سأكثر من استغربت و شدّني ...لم أجد في جعبتي غيرهما الآن

فتح الطّفل أبواب السّيارة ..ركبت العجوز في الأمام ...و المرأة في الخلف
...بقي الطّفل واقفا خارجاً قليلاً ينظُر في كلّ الجهات ...

كان أمر عادي جداً ....
قلت رُبما ينتظر والده أن يخرج من المسجد ... من سيقود السّيارة في نظري
حتماً ثمّــة رجل هُم بإنتظاره ...
لكن حين عادَ نظري معي من أمام باب المسجد ...وجدت أنّ جبهة الطّفل فقط من تظهر من خلفِ المقود ... قلت غير معقول
كيف لصاحب الإحدا عشر أو الإثنا عشر سنة أن يمشي بسيارة كبيرة
لم أستوعب بصراحة أو قلت أنّ أشعّة الشّمس السّاقطة على الزّجاج الأمامي حجبت عنّي الرُؤية ؛؛ بعدها
نزعت العجوز خمارها و بدا لي أن لا شعر على رأسها أو رُبما حلقته لشيء ألمّ بها
استغربتُ أكثر و بدا لي أنّه يوم الإسغراب التّاريخي
...
فمددت يدي إلى نظّارتي الطّبية وضعتها فوق عيوني
و ليتني ما فعلت

كان عجز في إستعابي تاماً ناتج عن إعصارٍ مؤقت أخلّ بــ نُظمي...
حاولت أن أفركَ عيني عَلِّي أرى بوضوح دون أن يلبس نظري مسٌّ من شكٍ

إنّـــه شيخ ستيني إو أكثر بقليل ... و كان قبل قليلٍ عجوز
بالكادِ تسير بصعوبة مُتّكِأة على كتف الطّفل

شعرتُ بــ شيءٍ أشبه بهوسٍ عقلي لا أظن أنه يُشبهني أيَ أحد آخر وقتها
في تلك اللّحظة التي بدأت المرأة في خلف السّيارة بكثرة الإلتفاتِ ثمّ قامت بنزعِ الخمار الزّهري عن رأسها .. هل تُراه لا بأس أن نكون من غير حِجاباتٍ داخل السّيارة !!!! ...
ليكون رَجلاً آخر ... قارب الأربعين

في هذا المكان و هذا الزّمان ..
ربما تحتاج رشفة ماءٍ مالحة أو رُبما كنت أحتاج عقلاً آخر
إنها الأشياءُ عندما تُرى ولا توعى.... بدأت أعدّ أصابعي
أتفقَّد الأشياء الَّتي كانتْ لي أو التي كانت معي أو أتفقد نفسي ..
أين أنــا و من همْ ...من أين سقطو و لماذا يلبسون هكذا ...
كلّ الأسئلة تراكمت حولي و ظننتُ أنّي متخفيّة تماماً بإستفساراتي فلا يروني

و لمّا عاودت العجوز أقصد الشّيخ الذي كان عجوز فتح باب السّيارة
عرفت أن أسئلتي في ذهني فقط و لا تُخفي منّي شيئا ...
لم أدري بحالي ...
فقط حينها ستشعر بأنك من المبشِرين بنهاية لا يجب أن تُذكر.... معاذ الله ...اللّهم احفظنا دائماً
لم يترجّل الحمد لله ... بل أغلق الباب بإحكام و انطلق الصّغير بسيارة كبيرة
بسرعة البرق ....
كنت أحمد الله كثيراً ... أنّ السّيارة لا يظهر من زجاجها شيء
بسبب الشّمس التي زاد حبّي لها
بقيَ الكلام معقود فوق لساني
و يُرعبني الوقت المُمتد بيني وبينَ الباب المُغلق في المسجد
و بيني و بين السّاعة التي تفصلني عن بيتي

أصفّر ... أصفّر ... أصفرّ .. هكذا بدا وجهي
كـ هشيم
لاتقوى العواصف على نفضـه
و لا أسئلة زوجي المتوالية على محـوِّ خوفـه و تعجّباته
كلّ ما أستطعته حينها قول؛؛؛ انطلق ...انطلق و دعنا لا نعود هنا أبداً
بقيت أحبسُ أنفاسي و أزفرها في هدوءٍ تام
لعلي أعيد التّوازن و الإستعاب لعقلي
حتى إذا وصلنا إلى منبـــع الماء ...و كان قبله منعرجاً
رأيت الثّلاثة يملؤون الماء كــ نساء...
و توسّلت أن لا نتوقف أن نواصل فقط إلى بيتنا
من قال أنّ الماء المالح غير صالح للشّرب ...حتى طعم التّراب و لا أحلى
إنّه يذكّر الخلايا في منشئها و أصلها ...
لكن المستمرآت أو المُستنسآت لا أدري كيف أسميهم
انتبهوا أن سيارة كانت ستنعرج ثمّ عادت أدراجها فجأة ..
فارتعبت أكثر ...كان كل قولي أسرع ...أسرع ...لنخرج من هذا
الفراغ إلى مكانٍ عامر ....
و إلى ذلك الوقت لم أروي لـــه ما رأيت
فقط حالتي كانت تخبره أن يفعل ما أطلبُ منه
و بقيت طوال ســاعــة الطّريق أرى نفس نوع السّيارة
فأسأل ما رقم ولاية هاته السّيارة و من أيّ سنة
لأن ذلك كل ما علق في ذهني .... و ما أكثر ذلك اللّون و النّوع يومها
حتى إذا ما وصلنا الشّارع و أمام بيتنا مُباشرة
كانت نفس الشيــvـرولي بنفس اللّون و بـنفس رقم الولاية
و السّنــة


كان ذلك أكثر قبل سنة

.













 


آخر تعديل نور لاتراه 2018-01-28 في 17:34.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc