ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات عامة للترفيه و التسلية > منتدى النكت و الأخبار الطريفة

منتدى النكت و الأخبار الطريفة نكت و طرائف... للترفيه عن النفس

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-07, 02:28   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse الأمير وورقة الآس

القصة رقم 12

الأمير وورقة الآس(1)
قرأت في سِيرَ العجم أن أردشير سار إلى الحَضْر، وكان ملك السواد(2)
متحصِّناً فيها. فحاصره فيها زماناً لا يجد إليه سبيلاً، حتى رَقِيَت(3) ابنة الملك يوماً فرأت أردشير فعشقتْه. وأخذت نُشَّابة(4) وكتبت عليها:
إن أنت شَرَطْتَ لي أن تتزوجني، دَلَلْتُك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيلة وأخفّ مؤونة.
ثم رمت بالنُّشّابة نحو أردشير. فكتب الجواب في نُشّابة:
لكِ الوفاءُ بما سألتِ.
ثم ألقاها إليها. فكتبت إليه تدلّه على الموضوع، فأرسل إليه أردشير فافتتحه، ودخل هو وجنوده، وأهل المدينة غافلون، فقتل ملكها وتزوّجها.
فبينما هي ذات ليلة على فراشه، أنكرتْ مكانَها(5) حتى سهرت لذلك عامة ليلتها. فنظروا في الفراش فوجدوا تحت الحشيّة ورقة من ورق الآس(6) قد أثّرت في جِلْدِها. فسألها أردشير عند ذلك عما كان أبوها يغذوها به، فقالت:
كان أكثر غذائي الشّهد والزّبد والمخ.
فقال أردشير:
ما أحدٌ ببالغٍ لك في الحِباء والإكرام مبلغ أبيك. ولئن كان جزاؤه عندك على جُهد إحسانه مع لُطف قرابته وعِظَم حقِّه جُهْدَ إساءتك، ما أنا بآمن لمثله منك.
ثم أمر بأن تُعْقَد قرونُها بذنب فرس شديد المِراح جَموح، ثم يُجْرَى. ففُعِل ذلك حتى تساقطت عضواً عضواً.
ـــــــــــــ

(1) استخدم هانس أندرسن هذه القصة في قصته (الأميرة وحبة البِسِلَّى).

(2) السَّواد: الريف والقرى.

(3) رَقِيت القصر: صعدت إلى سطحه.

(4) النُشَّابة: السّهم.

(5) أنكرت مكانها: المعنى هنا أنها استخشنته وأرقت بسببه.

(6) الآس: الريحان، نبات ذو ورق دائم الخضرة، كان عنوان النصر عند قدماء اليونان.








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-04-08, 02:20   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تقويم الكلام

القصة رقم 13

تقويم الكلام
كان بسجستان(1) شيخ يتعاطى النّحو. فقال يوماً لابنه:
إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك، وفكّر فيه بجهدك حتى تقّومه، ثم أخرج الكلمة مقّومة.
فبينما هما جالسان في بعض الأيام في الشتاء، والنار تتّقد، وقعت شرارة في جُبَّة خزّ كانت على الأب، وهو غافل والابن يراه. فسكت الابن ساعة يفكِّر ثم قال:
يا أبت، أريد أن أقول شيئاً، فتأذن لي فيه؟
قال أبوه:
إنْ حقاً فتكلم.
قال: أراه حقاً.
فقال: قل.
قال: إني أرى شيئاً أحمر.
قال: ما هو؟
قال: شرارة وقعت في جُبَّتك.
فنظر الأب إلى جبُبَّته وقد احترق منها قطعة. فقال للابن:
لِمَ لَمْ تُعْلِمْني سريعاً؟
قال:
فكرت فيه كما أمرتني، ثم قوَّمت الكلام وتكلمت فيه.
فحلف أبوه بالطلاق أن لا يتكلم بالنحو أبداً!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سجستان: إقليم في وسط آسيا بين إيران وأفغانستان.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-09, 04:01   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse أيسر محفوظاته كتاب الأغاني

القصة رقم 14


أيسر محفوظاته كتاب الأغاني
حدّث الوزير الأندلسي أبو بكر محمد ابن الوزير أبي مروان عبد الملك ابن زهر، قال:
بينما أنا قاعد في دهليز دارنا وعندي رجل ناسخ أمرته أن يكتب لي (كتاب الأغاني) لأبي فرج الاصفهاني، إذ جاء الناسخ بالكراريس التي كتبها، فقلت له:
أين الأصل الذي كتبَ منه لأُقابل(1) معك به؟
قال: ما أثبت به معي.
فبينما أنا معه في ذلك إذ دخل الدهليز علينا رجل بذُّ الهيئة(2)، عليه ثياب غليظة أكثرُها صوف، وعلى رأسه عمامة قد لاثها(3) من غير إتقان لها.
فحسبته لما رأيته من بعض أهل البادية. فسلَّم وقعد، وقال لي:
يا بنّي، استأذن لي على الوزير أبي مروان.
فقلت له: هو نائم. هذا بعد أن تكلّفتُ جوابه غاية التكلّف؛ حملني على ذلك نزوةُ الصبا، وما رأيتُ من خشونة هيئة الرجل ثم سكت عني ساعة وقال:
ما هذا الكتاب الذي بأيديكما؟
فقلت له: ما سؤالك عنه؟
فقال:
أحسب أنِ أعرف اسمه، فإني كنت أعرف أسماء الكتب!
فقلت: هو كتاب الأغاني.
فقال: إلى أين بلغ الكتاب منه؟
قلت: بلغ موضع كذا.
وجعلت أتحدث معه على طريق السخرية به. فقال:
وما لِكَاتِبك لا يكتب؟
قلت:
طلبتُ منه الأصل الذي يكتب منه لأُعارض به هذه الأوراق، فقال: لم أجئ به معي.
قال: يا بنّي، خُذ كراريسك وعارض.
قلت: بماذا؟ وأين الأصل؟
قال: كنت أحفظ هذا الكتاب في مدة صباي.
فتبسَّمتُ من قوله، فلما رأى تبسُّمي قال:
يا بنَّي، أمسك عليّ.
فأمسكت عليه، وجعل يقرأ، فو الله إن أخطأ واواً ولا فاءً، قرأ هكذا نحواً من كراستين، ثم أخذت له في وسط السِّفر(3) وآخره، فرأيت حفظه في ذلك كله سواء.
فاشتَّد عجبي، وقمت مسرعاً حتى دخلت على أبي فأخبرته بالخبر، ووصفت له الرجل. فقام كما هو من فَوْره، وكان ملتفاً برداء ليس عليه قميص، وخرج حاسر الرأس، حافي القدمين، لا يرفُقُ على نفسه، وأنا بين يديه، وهو يُوسعني لوماً، حتى ترامى على الرجل وعانقه، وجعل يقبّل رأسه ويديه ويقول:
يا مولاي اعذرني، فو الله ما أعلمني هذا الجِلْفُ إلا الساعة.
وجعل يسبّني، والرجل يُخَفِّض عليه ويقول: ما عرفني. وأبي يقول:
هَبْه ما عرفك، فما عُذره في حسن الأدب؟
ثم أدخله الدار وأكرم مجلسه، وخلا به فتحّثا طويلاً. ثم خرج الرجل وأبي بين يديه حافياً حتى بلغ الباب. وأمر بدابته التي يركبها فأُسْرِجتْ، وحلف عليه لَيْركَبَنَّها ثم لا ترجع إليه أبداً.
فلما انفصل(4) قلت لأبي:
من هذا الرجل الذي عظَّمته هذا التعظيم؟
قال لي:
اسكت ويحك! هذا أديب الأندلس وإمامها وسيّدها في علم الآداب. هذا ابن عبدون، أيسرُ محفوظاته كتاب الأغاني!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) يقابل: يراجع.

(2) بذّ الهيئة: زري الملبس.

(3) لاثها لفّها.:

(3) السِّفر: الكتاب.

(4) انفصل: خرج.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-10, 02:55   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse عند نخّاس الدّواب

القصة رقم 15


عند نخّاس(1) الدّواب

قال الهيثم بن عديّ:
بينما أنا بكُناسة(2) الكوفة، إذا برجل مكفوف البصر قد وقف على نخّاس من نخّاسي الدواب. فقال له:
أبْغِنِي حماراً ليس بالصغير المحتقَر، ولا بالكبير المشْتًهًر، إذا خلا له الطريقُ تدفّق، وإذا كثُر الزِِّحام ترفّق، وإن أقللتُ علفَه صَبَر، وإن أكثرتُه شكَر، وإذا ركبتُه هام، وإن ركبه غيري نام!
فقال له النخاس:
يا عبد الله اصبر، فإذا مسخ الله القاضي حماراً أصبتَ به حاجتك إن شاء الله!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) نخاس الدواب: بائعها.

(2) الكناسة: موضع إلقاء القمامة.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-10, 10:01   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
كاتيا27
عضو جديد
 
الصورة الرمزية كاتيا27
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-10, 14:12   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتيا27 مشاهدة المشاركة


بارك الله فيك

وفيك بارك الاخت
اهلا وسهلا









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-10, 22:24   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
نايل الهضاب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نايل الهضاب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي











رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 02:15   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايل الهضاب مشاهدة المشاركة


الله يعفيك أستاذ نايل
أهلا وسهلا









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-11, 02:18   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse شهادة الحمير

القصة رقم 16
شهادة الحمير
كان بمكة رجل يجمع بين الرجال والنساء، ويحمل لهم الشراب فشُكِيَ إلى عامل مكة، فنفاه إلى عرفات، فبنى بها منزلاً، وأرسل إلى إخوانه فقال:
ما يمنعكم أن تعاودوا ما كنتم فيه؟
قالوا: وأين بك وأنت في عرفات؟
فقال: حمار بدرهم، وقد صِرتم على الأمن والنُّزهة.
ففعلوا، فكانوا يركبون إليه حتى فسدت أحداث مكة.(1) فعادوا بشكايته إلى والي مكة، فأُرسل إليه وأُتيَ به. فقال الرجل:
يكذبون عليّ، أصلح الله الأمير.
فقالوا: دليلنا على ما نقول أن تأمر بحمير مكة فتُجمع وتُرسَل بها أمناءُ إلى عرفات، ثم يرسلونها،(2) فإن لم تقصد لمنزله من بين المنازل كعادتها إذا ركبها السفهاء فنحن غير مبطلين.
فقال الوالي: إن في هذا لدليلاً وشاهداً عدلاً.
فأمر بحمير من حمير الكراء(3) فجُمعت ثم أُرسلت، فصارت إلى منزله كما هي من غير دليل. فأعلمه بذلك أمناؤه، فقال:
ما بعد هذا شيء. جَرِّدوه!
فلما نظر الرجل إلى السّياط قال:
لابدّ أصلحك الله من ضربي؟
قال: نعم.
قال: والله ما في ذلك شيء هو أشدّ عليَّ من أن يشمت بنا أهلُ العراق ويضحكوا منا ويقولوا: أهل مكة يجيزون شهادة الحمير!
فضحك الوالي وخلّى سبيله.

(1) أحداث مكة: شبابها.

(2) يرسلونها: يطلقونها وحدها.

(3) الكراء: الأجرة.













رد مع اقتباس
قديم 2009-04-12, 02:25   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse العدل المرغوب عنه

القصة رقم 17

العدل المرغوب عنه
شكا أهل بلدة إلى المأمون والياً عليهم، فقال:
كذبتم عليه. صحَّ عندي عدلُه فيكم وإحسانُه إليكم.
فقال شيخ منهم:
يا أمير المؤمنين، فما هذه المحبّة لنا دون سائر رعيّتك؟ قد عدل فينا خمس سنين، فانْقُلْه إلى غيرنا حتى يشمَل عدلُه الجميع، وتربح معنا الكل!
فضحك المأمون وصرفه عنهم.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-12, 15:07   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
راعي الفتك
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ممم ششش ككك ووو ررر










رد مع اقتباس
قديم 2009-04-13, 01:43   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse رغيف بألف دينار

القصة رقم 18


رغيف بألف دينار

في أيام المستنصر الفاطمي، وقع بمصر الغلاء الذي فَحُش أمرُه، وشنع ذكره. وكان أمده سبع سنين، وسببه ضعف السلطنة، واختلال أحوال المملكة، واستيلاء الأمراء على الدولة، واتصال الفتن بين العربان، وقصور النيل.
وقد استولى الجوع لعدم القوت حتى بيع الإردب من القمح بثمانين ديناراً، وأُكِلت الكلاب والقطط، فبيع كلب ليؤكل بخمس دنانير.
وتزايدت الحال حتى أكل الناسُ بعضهم بعضاً. وكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها ومعهم حبال فيها كلاليب(1)، فإذا مرَّ بهم أحد ألقوها عليه، ونشلوه في أسرع وقت، وشرّحوا لحمه وأكلوه. وجاء الوزير يوماً إلى الخليفة على بغلته، فأكلتها العامة، فشنق طائفة منهم، فاجتمع عليهم الناس فأكلوهم.
ومن غريب ما وقع أن امرأة من أرباب البيوتات أخذت عِقداً لها قيمته ألف دينار، وعرضته على جماعة في أن يعطوها به دقيقاً. وكان يُعتَذَر إليها إلى أن رحمها بعض الناس، وباعها به كيس دقيق. فلما أخذته أعطت بعضه لمن يحمله ويحميه من النهّابة في الطريق. فلما وصلت إلى باب زويلة، تسلّمته من الحُماة له ومشت قليلاً. فتكاثر الناس عليها وانتهبوه نهباً. فأخذت هي أيضاً مع الناس من الدقيق ملء يديها، لم ينُبها غيره. ثم عجنته وشوته، فلما صار قرصة أخذتها معها، وتوصَّلت إلى أحد أبواب القصر، ووقفت على مكان مرتفع، ورفعت القرصة على يديها بحيث يراها الناس، ونادت بأعلى صوتها:
يا أهل القاهرة ! ادعوا لمولانا المستنصر الذي أسعد الله الناسَ بأيامه حتى تقّومت عليّ القرصة بألف دينار !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكُلاّب: حديده معطوفة الرأس كالمخلب.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-14, 18:30   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse الرشيد وهدايا خرسان.

القصة رقم 19

الرشيد وهدايا خرسان.
ركب يحي بن خالد البرمكي يوماً مع هارون الرشيد، فرأى الرشيد في طريقه أحمالاً، فسأل عنها، فقيل له:
هذه هدايا خرسان بعث بها إليك واليها علّي بن عيسى بن ماهان.
وكان ابن ماهان وَليهَا بعد الفضل بن يحي البرمكي. فقال الرشيد ليحي:
أين كانت هذه الأحمال في ولاية ابنك ؟!
فقال يحي:
كانت في بيوت أصحابها.
فأفحم الرشيد وسكت.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-16, 01:21   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse الشاعر المُغَنِّي

القصة رقم 20

الشاعر المُغَنِّي
كان حُنَين شاعراً مُغَنِّيناً فحلاً من فحول المغنِّين(1). وكان نصرانياً يسكن الحِيرة(2)، ولم يكن بالعراق غيره، فاستولى عليه في عصره. وقَدِم ابنُ مُحْرِز المغني إلى الكوفة، فبلغ خبرُه حُنَيْناً، فخشي أن يعرفه الناسُ فَيَسْتَحْلُوه ويستوليَ على البلد فيسقُط هو. فتلطّف له حتى دعاه، فغنّاه ابنُ مُحرز لحناً، فسمع ما هاله وحيّره. فقال له حنين:
كم مَنَّتْك نفسك من العراق؟
قال: ألفَ دينار.
فقال: فهذه خمسمائة دينار عاجلة، فخُذها وانصرف، واحلف لي أنك لا تعود إلى العراق.
وكان ابنُ مُحْرِز صغير الهمّة، لا يحبّ عِشرة الملوك، ولا يُؤْثر على الخَلْوة شيئاً. فأخذها وانصرف.
ثم قدم الحِيرةَ ابن سُريج المغني ومعه ثلاثمائة دينار. فأتى بها منزل حُنين، وقال:
أن رجل من أهل الحجاز، بلغني طِيبُ الحيرة وجَودة خمرها، وحُسن غنائك، فخرجت بهذه الدنانير لأنفقها معك وعندك، ونتعاشر حتى تنفذ وأنصرف.
فسأله حنين عن اسمه ونَسَبه، فَغَيرَّهما، وانتمى إلى مخزوم. فأخذ حنين المال منه وقال:
مُوَفَّرُ مالُك عليك، ولك عندنا كلُّ ما يحتاج إليه متلُك ما نَشِطْتَ للمُقام عندنا، فإذا دَعَتْكَ نفسُك إلى بلدك جَهَّزناك إليه، ورددنا عليك مالك.
وأسكنه داراً كان ينفرد فيها، فمكث عنده شهرين لا يعلم حنين ولا أحد من أهله أنه يُغَنّي، حتى انصرف حنين من دار الوالي في يوم صائف مع قيام الظَّهيرة، فصار إلى باب الدار التي كان أَنزل ابنَ سُريج فيها، فوجده مغلقاً. فارتاب بذلك، ودقَّ الباب فلم يُفتح له ولم يُجبه أحد.
فصار إلى منازل الحُرَم فلم يجد فيها ابنتَه ولا جواريها، ورأى ما بين الدار التي فيها الحُرَم ودار ابن سُريج مفتوحاً. فانتضى سيفه ودخل الدار ليقتل ابنته، فلما دخلها رأى ابنته وجواريها وقوفاً على باب السرداب وهنَّ يُومِئْنَ إليه بالسكوت وتخفيف الوطء. فلم يلتفت إلى إشارتهن لِمَا تدخله، إلى أن سمع تَرَنُّم ابن سريج. فألقى السيف من يده، وصاح به ـ وقد عرفه من غير أن يكون رآه، ولكن بالنَّعْت والحِذْق:
أبا يحي، جُعلتُ فداءك، أتيتنا بثلاثمائة دينار لتنفقها عندنا في حِيرتنا! فوحقِّ المسيح لا خرجتَ منها إلا ومعك ثلاثمائة دينار وثلاثمائة دينار وثلاثمائة دينار، سوى ما جئت به معك!
ثم دخل عليه فعانقه ورحّب به، ثم صار معه إلى الوالي فوصَلَه بعشرين ألف درهم.
وكان المغنون في ذلك العصر ربعة نفر: ثلاثة بالحجاز هم ابن سريج والغَرِيض ومَعْبَد، وحُنين وحده بالعراق. فاجتمع الثلاثة بالحجاز فتذاكروا أمر حنين، وقالوا: ما في الدنيا أهلُ صناعة شرّ منا؛ لنا أخ بالعراق ونحن بالحجاز، لا نزوره ولا نستزيره(3)؟! فكتبوا إليه، ووجّهوا إليه نفقة، وكتبوا يقولون:
نحن ثلاثة وأنت وحدكَ، فأنت أولى بزيارتنا.
فَشَخَص إليهم(4). فلما كان على مرحلة من المدينة بَلَغَهم خبرُه، فخرجوا يتلقَّوه. ودخلوا المدينة، فلما صاروا في بعض الطريق قال لهم معبد: صِيروا إليَّ. فقال له ابن سريج: إن كان لك من الشرف والمروءة مثلُ ما لمولاتي سُكَينة بنت الحسين عَطَفْنا إليك. فقال: ما لي من ذلك شيء.
وعَدَلوا إلى منزل سكينة. فلما دخلوا إليها أَذِنَت للناس إِذْناً عاماً، فَغَصَّت الدارُ بِهم ليسمعوه، وصعِدوا فوق السطح وازدحموا عليه، فسقط الرِّواق على مَن تحته فمات حنينُ تحت الهدم.
ـــــــــــــــــــ

(1) من فحول المغنين: من عظمائهم.

(2) الحِيرة: بلدة في العراق بين النجف والكوفة.

(3) نستزيره: نطلب منه زيارتنا.

(4) شخص إليهم: رحل قاصداً إياهم.









رد مع اقتباس
قديم 2009-04-16, 01:28   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse ويل للمكذِّبين

القصة رقم 21

ويل للمكذِّبين
لما غضب هارون الرشيد على ثمامة بن أشرس المعتزلي(1)، دفعه إلى سلام الأبرش، وأمره أن يضيّق عليه، وأن يدخله بيتاً ويطين عليه ويترك فيه ثقباً. ففعل دون ذلك، وكان يدسّ إليه الطعام. فجلس سلام عشيةً وهو يقرأ في المصحف، فقرأ (ويل يومئذٍ للمكذَّبين). فقال ثمامة:
إنما هو (المكذِّبين). وجعل يشرح ويقول: (المكذَّبون) هم الرُّسُل، و(المكذِّبين) هم الكفار.
فقال سلام:
قد قيل لي أنك زنديق ولم اُصدَّق!
ثم ضيّق عليه أشدّ الضيق.
ثم رضي الرشيد عن ثمامة فجالسه. فقال له يوماً:
أخبرني عن أسوأ الناس حالاً.
قال ثمامة:
عاقل يجري عليه حكم جاهل.
فظهر الغضب في وجه الرشيد. فقال ثمامة:
يا أمير المؤمنين، ما أحسبني وقعتُ بحيث أردت.
قال: لا والله، فاشرح.
فحدّثه بحديث سلام، فضحك الرشيد حتى استلقى.
ــــــــــــــــــــــــــ

(1) ثمامة ابن أشرس: إمام أهل الفكر الحر في العصر العباسي الأول.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc