|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2017-04-29, 15:40 | رقم المشاركة : 7441 | ||||
|
|
||||
2017-04-30, 07:43 | رقم المشاركة : 7442 | |||
|
|
|||
2017-04-30, 07:44 | رقم المشاركة : 7443 | |||
|
|
|||
2017-05-01, 07:59 | رقم المشاركة : 7444 | |||
|
شرح الآية 54 من سورة الرحمن- مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ.
|
|||
2017-05-01, 08:02 | رقم المشاركة : 7445 | |||
|
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ: عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ [مَا اسْتَعَاذَ بِكَ] [مِنْهُ] عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا)) |
|||
2017-05-01, 16:13 | رقم المشاركة : 7446 | |||
|
فضل العلم تعلما وتعليما لله--من رياض الصالحين
قال اللَّه تعالى (طه 114): {وقل رب زدني علماً}. وقال تعالى (فاطر 28): {إنما يخشى اللَّه من عباده العلماء}. وقال تعالى (الزمر 9): {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. وقال تعالى (المجادلة 11): {يرفع اللَّه الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. 1376- وعن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 1377- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه اللَّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.--والمراد بالحسد: الغبطة وهو: أن يتمنى مثله. 1378- وعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني اللَّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع اللَّه بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين اللَّه ونفعه ما بعثني اللَّه به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى اللَّه الذي أرسلت به) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 1379- وعن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. 1380- وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. 1381- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة) رَوَاهُ مُسلِمٌ. 1383- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رَوَاهُ مُسلِمٌ. 1384- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر اللَّه تعالى وما والاه، وعالماً أو متعلما) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.-- قوله (وما والاه): أي طاعة اللَّه تعالى. 1386- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. 1387- وعن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إن اللَّه وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. 1388- وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ. 1389- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (نضّر اللَّه امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح. 1391- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه اللَّه عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعني ريحها. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح. . 1392- وعن ابن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ |
|||
2017-05-02, 15:59 | رقم المشاركة : 7447 | |||
|
عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللَّه حتى يرجع) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. |
|||
2017-05-02, 16:00 | رقم المشاركة : 7448 | |||
|
عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. |
|||
2017-05-02, 16:00 | رقم المشاركة : 7449 | |||
|
وعن أبي هريرة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. |
|||
2017-05-02, 16:01 | رقم المشاركة : 7450 | |||
|
وعنه أيضاً رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: (من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رَوَاهُ مُسلِمٌ. |
|||
2017-05-02, 19:01 | رقم المشاركة : 7451 | |||
|
خذوا العبرة من أصحاب الجنة -- الشيخ محمد جمعة الحلبوسي
|
|||
2017-05-03, 07:13 | رقم المشاركة : 7452 | |||
|
يروي يحيى بن يَعْمَر البصري عن أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: ((أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)). |
|||
2017-05-03, 07:16 | رقم المشاركة : 7453 | |||
|
يروي الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البَختَري عن أبي ذر قال: |
|||
2017-05-03, 23:05 | رقم المشاركة : 7454 | |||
|
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجَر ما نهى الله عنه))؛ متفق عليه. |
|||
2017-05-06, 08:19 | رقم المشاركة : 7455 | |||
|
تحفة الأكياس ببيان سوء الظن وحسنه للناس-- أبوبكر يوسف لعويسي
تعريف الظن في اللغة : الظن يطلق على الشك واليقين ، إلا أنه ليس بيقين عيان ، وإنما هو يقين تدبر، فأما يقين العيان فلا يقال فيه إلا علم، وقد يجيء الظن بمعنى العلم ، ومنه قوله تعالى : ] إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ( ( الحاقة : 20). أي علمت .وكذلك قوله تعالى: ] حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا( سورة يوسف : (12) أي : علموا أن قومهم قد كذبوهم. أما بمعنى الشك : فمنه قوله تعالى : ] إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا( [الجاثية :32].وفي الحديث قال رسول الله e: << إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ >>[1]. قال محمد فؤاد عبد الباقي - رحمه الله- : إياكم : كلمة تحذير . والظن : المراد النهي عن ظن السوء . قال الخطابي : هو تحقيق الظن وتصديقه ، دون ما يهجس في النفس ، فإن ذلك لا يملك . ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ، ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ، فإن هذا لا يكلف به .فإنما أراد به الشك يعرض للمرء في الشيء فيحققه ويحكم به . وقيل : أراد إياكم وسوء الظن ، وتحققه دون مبادئ الظنون التي لا تملك ، وخواطر القلوب التي لا تدفع .. ولذلك جاء النهي عن تحقيقه : فقد روي مرفوعا : <<إذا ظننت فلا تحقق>> [2] والضنة التهمة ، والضنين المتهم [3].قال ابن الجوزي :- رحمه الله - : [4] الظن في الأصل : قوة أحد الشيئين على نقيضه في النفس ، والفرق بينه وبين الشك : أن الشك هو التردد في أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر .والتظني إعمال الظن. والأصل التظنن، والظنون قليل الخير، ومظنة الشيء موضعه ومألفه ، والضنة التهمة ، والضنين المتهم ، ثم ذكر -رحمه الله - عن أهل التفسير أن الظن في القرآن على خمسة أوجه فقال : الوجه الأول : بمعنى الشك ومنه قوله تعالى : (( وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) (البقرة :7.وفي الجاثية : (32) : (( إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ )). الوجه الثاني: بمعنى اليقين .ومنه قوله تعالى : (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) [البقرة :46] وفيها أيضا [آية :249] . (( قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ .. )) البقرة : (249) . الوجه الثالث : بمعنى التهمة. ومنه قوله تعالى : ((وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ )) التكوير : [24] أي بمتهم . الوجه الرابع : الحسبان . ومنه قوله تعالى: (( وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ )) أي حسبتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وفي (الانشقاق :14) (( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)) أي حسب . الوجه الخامس: بمعنى الكذب.ومنه قوله تعالى: (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )) (النجم : 28 ). قاله الفراء . أنواع الظن شرعا:ونستخلص من كلام ابن الجوزي أن الظن يحمل على معنيين متناقضين هما : الشك الذي هو التردد في أمر لا مزية لأحدهما على الآخر ، واليقين الذي هو قوة أحد الأمرين على نقيضه وتيقنه في النفس .ويمكن أن يحمل على الظن الراجح وهو علبة أحد الأمرين .هذا بالنسبة لمعانيه ، وله معان أخرى كما ذكر أهل التفسير ، أما بالنسبة لمتعلقاته فله معنيان متقابلان، أحدهما الظن الحسن ، والثاني الظن السيئ ، والمقصود منه هو : المعنيان الأخيران ، حسن الظن ، وسوء الظن ، ولا بأس أن نشير في صلب الموضوع إلى معانيه الأخرى إن اقتضى الحال ، وله أسباب كثيرة بسطتها في رسالتي (( تحفة الأكياس بحسن الظن بالله ثم بالناس يسر الله إخراجها)) وأبدأ بسوء الظن بالناس . سوء الظن بالناس : إن من أخلاق المسلم الحق أنه لا يظن بالناس ظن السوء ، ويسمح لنفسه أن يطلق لها عنان الخيال والتصورات التي تصم الناس بالعيب ، وتنسب إليهم التهم ، وهم منها براء ، ولقد اشتد الهدي النبوي الكريم في التحذير من سوء الظن ورجم الناس بالغيب بعيدا عن الحقيقة والثبوت والمؤاخذة ، فقال e :<< إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث >> (5). لقد عد النبي e الظن أكذب الحديث ، والمسلم الحق الصادق الذي يقدر العواقب لا يجري على لسانه حديث فيه الكذب ، لأنه خصلة قبيحة جدا ، فكيف يقع في أكذب الحديث .قال ابن حجر الهيثمي (6): ومن الكبائر : سوء الظن بالناس .. إلى أن قال : وكل من رأيته سيء الظن بالناس طالبا لإظهار معايبهم ، فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته، فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه ، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه. سوء الظن بالناس وأسبابه : قال أبو حاتم البستي - رحمه الله - : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص125): الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس وسوء الظن بهم ، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه ، وتحسين الظن بإخوانه ، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره ، أراح بدنه ، ولم يتعب قلبه ، فكلما اطّلع على عيب نفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه ، وأن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه واتعب بدنه ، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه ، وأن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم ، وأعجز منه من عابهم بما فيه ، ومن عاب الناس عابوه ، وقد أحسن الذي قال :إذاأنتعبتالناسعابواوأكثروا.. عليك وأبدوامنكماكانيستروقد قال في بعض الأقاويل قائل ... له منطق فيه كلام محبر إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم... فلا عيب إلا دون ما منك يذكر فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم ... فذاك عند الله والناس أكبر وإن عبت قوما بالذي فيك مثله ... فكيف يعيب العور من هو أعور ؟وكيف يعيب الناس من عيب نفسه ... أشد إذا عد العيوب وأنكر ؟متى تلتمس للناس عيبا تجد لهم ... عيوبا ، ولكن الذي فيك أكثر فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ... بعيبك من عينيك أهدى وأبصر وقال - رحمه الله - : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص126).والعاقل يحسن الظن بالناس وينفرد بغمومه وهمومه ، وأحزانه ، كما أن الجاهل يسيء الظن بإخوانه ولا يفكر في جناياته وأشجانه ، وقد أحسن القائل :ما يستريح المسيء ظنا ... من طول غم وما يريح .وقال الشافعي -رحمه الله - : في ديوانه .إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى... وحظك موفور وعرضك صين لسانك لا تذكر به عورة أمريء ... فكلك عورات وللناس أعين وعينك إن أبدت إليك معايبا ... فصنها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ... وفارق ولكن بالتي هي أحسن .قال أبو حاتم - رحمه الله -: روضة العقلاء [ص127]. سوء الظن على ضربين :أحدهما : منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وسلم والضرب الآخر ، مستحب .فأما الذي نهى عنه : فهو استعمال الظن بالمسلمين كافة على ما تقدم ذكرنا له ، لأن الظن إنما يحصل في النفس بما يلقيه الشيطان ، وأسوأ ما يكون من حديث النفس هو ظن السوء بالآخرين .وأما الذي يستحب من سوء الظن فهو كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكروه فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده، ومكره لئلا يصادفه على غره ، بمكروه فيهلكه. اهـ .وقال بعض الفضلاء : أما الظن المبني على القرائن أو كان على وجه الحذر وطلب السلامة من شر الناس فلا بأس به ، ولا يأثم به المرء ، وقد قال الله عز وجل : (( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) (الحجرات :12). قال ابن جرير الطبري- رحمه الله – (22/303-304)يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، لا تقربوا كثيرا من الظنّ بالمؤمنين، وذلك إن تظنوا بهم سوءا، فإن الظانّ غير محقّ، وقال جلّ ثناؤه : (( اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ )) ولم يقل: الظنّ كله، إذ كان قد أذن للمؤمنين أن يظن بعضهم ببعض الخير.فقال جل وعز: (( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ )) فأذن الله جلّ ثناؤه للمؤمنين أن يظنّ بعضهم ببعض الخير وأن يقولوه، وإن لم يكونوا من قيله فيهم على يقين. ثم نقل ما يؤيد ما ذهب إليه عن ابن عباس، قوله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ )) يقول: نهى الله المؤمن أن يظنّ بالمؤمن شرّا.وقوله : (( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) يقول: إن ظنّ المؤمن بالمؤمن الشرّ لا الخير إثم، لأن الله قد نهاه عنه، ففعل ما نهى الله عنه إثم.قال القرطبي - رحمه الله – في تفسيره (16/331) قال علماؤنا: فالظن هنا وفي الآية هو التهمة.ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها، كمن يتهم بالفاحشة أو بشرب الخمر مثلا ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك. ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قول تعالى :{ وَلا تَجَسَّسُوا} وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداء ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه، ويتبصر ويستمع لتحقق ما وقع له من تلك التهمة. فنهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.وإن شئت قلتَ : والذي يميز الظنون التي يجب اجتنابها عما سواها، أن كل ما لم تعرف له أمارة صحيحة وسبب ظاهر كان حراما واجب الاجتناب .وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح، وأُونست منه الأمانة في الظاهر، فظن الفساد به والخيانة محرم، بخلاف من اشتهر بين الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث. الثالثة - للظن حالتان: حالة تعرف وتقوى بوجه من وجوه الأدلة فيجوز الحكم بها، وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن، كالقياس وخبر الواحد وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات. والحالة الثانية - أن يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده ، فهذا هو الشك ، فلا يجوز الحكم به، وهو المنهي عنه على ما قررناه آنفا. انتهى كلامه .قلت: ولعل هذا من باب الحذر والحيطة ، وأفضل منه أن يحسن الظن به ويتغافل عن مكره ومكائده، ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. قال تعالى :{ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. الآية : (43) فاطر .أي لا يحيقُ ضرَرُ المكرِ السيّئِ إلاَّ بفاعلهِ ، والمكرُ السيِّئ هو العملُ القبيح ، وقولهُ تعالى { وَلاَ يَحِيقُ } أي ولا يحِلُّ ولا ينْزِلُ إلاَّ بأهلهِ.وفي الحديث عن النبي e أنه قال :<< يحرم على النار كل هين ليّن قريب سهل >>(7).وقال e :<< المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم >> (. ومعناه أن المؤمن المحمود من طبعه الغرارة والتغافل ، وقلة الفطنة للشر بين إخوانه المؤمنين ، وترك البحث عنه ، وليس ذلك منه جهلا ، ولكنّه كرم وحسن الخلق ، فهو يتغافل لسلامة صدره وحسن ظنه ، فترى الناس منه في راحة ، لا يتعدى إليهم منه شر،(9) والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . نتيجـة الظنـون السيئـة:إنّ الظنون السيئة تنشأ عنها المكائد؛ والطعن في الأنساب ،والأعراض، وبسببها تنصب حبال المكر وشباك الخديعة، فتحصل الفرقة ، والشحناء ، ويذل العباد ، ويتمكن الأعداء ، وتطغى الأنانية وتنزع الثقة الضرورية، وتسود العداوة. أيها المحب في الله : لقد أدى سوء الظن وعدم التثبت في الأخبار إلى أهوال ما بعدها أهوال ، ومفاسد ما بعدها مفاسد ، أزهقت بسببها نفوس ونفوس ، وضاعت أموال كثيرة ، وتشتت أســر وفقدت الثقة في المجتمع ، وخاصة العلماء ورثة الأنبياء ، وخربت بيوت وبيوت وقطعت الأرحام ، وقطعت العلاقة الوطيدة بين الأخوة في النسب وفي الله ، وكُفِّر الكثير من النّاس وضلل الكثيـر بغير بينه ولا دليل ، بل بمجرد سوء الظن ، وإعماله دزن روية ولا تأني .إن التعجل وعدم التأني في هذه القضايا الخطيرة من الناشئة والشباب المتهورين المندفعين بجرأة عجيبة يفسد على أهل العقول عقولهم ، ويذهب برويتهم وتفكيرهم فيصبح العيش مريرا والحياة سعيرا وسط سفينة المجتمـع التي كادت أن تغرق بهـذه الأسباب التي كان نشأت عن مجرد الظنون السيئة والأوهام والشكوك الباطلة، ثم ما لبثت أن صارت حقائق ، وأن الظن إذا تكرر تقرر وأصبح حقيقة يتهم بها الأبرياء .قال بعض الفضلاء : إن ظن السوء – كغيره من الآفات – له أثر سيء على عبودية المرء لربه ، وذلك أن الشريعة الإسلامية ليست إلا بذلا وكفا ، ولا يتبين صدق العبودية إلا بذلك ، وكف سوء الظن عن الآخرين ، جانب ديني ، وخلق إسلامي ، وسلوك سوي ينبئ عن صفاء السريرة ، ونقاء الطوية .وآثره على فاعله أنه يجلب له كل بث وحزن ، وحزازة في النفس ، قد تبين الأسى في وجه صاحبه ، تراه كئيبا ، قلق الخاطر ، حرج الصدر ، قد انطوى على نفسه ، يبيت ليله يساور الظنون ، متقلبا على القتاد ، لا يستطيع نوما ، ولا يجد راحة وطعما .ومن آثره عليه ، أنه يشعل حربا يدور رحاها في نفسه ، تجعل الناس ينفضون من حوله مخافة أن يحمل تصرفاتهم على المحمل السيئ ، وهم يعلمون أنهم مخطئون لا محالة ، وهذا شيء ملازم لبشريتهم .. فيؤثرون عدم معاشرته ، ويتركون مجالسته ، اتقاء لهذه الظنون السيئة التي يرمي بها ظلما وجزافا ؛ فهذا فحش من نوع آخر ، ترك صاحبه من أجله .ومن أثاره - أيضا -أنه يدع قلب المرء فارغا من العزم على مغالبته ، قد انطلقت ظنونه من غير حابس لها ، ولا رادع ، فذهبت به كل مذهب ، تقسّمته الهموم ، وتشعبته الغموم ، قدَّر الراحة فتعب وأراد الطمأنينة فلم يصب ، ولو اجتهد في تزكية نفسه ، وتطهير قلبه ، وتحسين الظن بإخوانه على الجادة مستعينا على ذلك بربه ، لعاش قرير العين مسرورا ، ووجدت به جذلا وحبورا .ولكن ما يستريح مسيء الظن وما يريح .عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال: كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسه للتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيت من عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه.شعب الإيمان. للبيهقي (2103/).قال جعفر بن محمد - رحمه الله - :إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه . شعب الإيمان البيهقي (6 / 323 ).قال حمدون القصار - رحمه الله- : إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله . آداب الصحبة (ص 45). حسـن الظـن بالـنّـاس : إذا كان الله سبحانه وتعالى يأمرنا باجتناب كثير من الظن لأن بعضـه إثـم ، بمعنى معصية لله تعالى ، فإن من معنى الآية أيضا أن بعض الظن حَسـن، وهو من أحسن العبادة لله تعالى . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :<< حسن الظن من حسن العبادة >>[10]. قال صاحب عون المعبود - رحمه الله - [11 ] : وحسن الظن بالله تعالى، وبالمسلمين من حسن العبادة أي من جملة حسن العبادة التي يتقرب بها إلى الله تعالى ، وفائدة هذا الحديث الإعلام بأن حسن الظن عبادة من العبادات الحسنة كما أن سوء الظن معصية لله تعالى . أ ـ هـ .إنّ حسن الظن بالمسلمين يعتبر من أعظــم العبادات التي كانت سببا كافيا نال به مسلمٌ من الجيل الأول جائزة عظيمة وهي البشارة بالجنة ، فعن أنس قال : بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :<< سيطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة .. >> الحديث وقد مضى.فكان هـذا المسلم طاهر القلب حسن الظن بجميع المسلمين ، لذلكم فاز بهذه البشارة ، لا لكثرة عمل من صلاة وصيام وقيام ، وصدقة ،وإحسان ولكن بطهارة القلب من الحسد والبغضاء والشحناء وجميع الأدواء التي تنتـج عن سوء الظن .وإذا كان الله تعالى قد بين لنا أن الشيطان عدو مبين للمؤمنين ، وأنه لا يهدأ له بال؛ ولا يرتاح له حال حتى يوقع بيننا العداوة والبغضاء ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بين لنا أن الشيطـان يجري من الإنسان مجـرى الدم ليقذف في قلوب الناس الشر لبعضهم البعض . أخرج أبو داود عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : << كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته فقمت أنقلب ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسـامة بن زيـد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله أسرعا : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : << على رسلكما إنها صفية بنت حيي؟ >> قالا :سبحان الله ! يارسول الله : قال : << إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا >>[12 ] .ولما كان الشيطان كذلك كان رسول الله حريصا أشد الحرص علينا من شره ، فبين لنا قواعد إيمانية وأسس أخلاقية لحسن الظن بالنّاس ، والتي بها يمكن أن نرد كيد الشيطان الضعيف إن كيده كان ضعيفا ، وبها يمكن أن نحافظ على كيان هذه الأمة ووحدتها ، من التمزق والتفرق ، وبها يمكن للأمة أن تنتصر على أعدائها ، فإن الأخوة بين المؤمنين من أعظم القواعد التي اهتم بها الرسول في بناء الملة المنشودة فوضعها لبنة أساسية لترابط المجتمع وتماسكه . فإذا التزمها كل فرد مسلم من أفرادها متقربا بها إلى الله كان في عبادة من أعظم العبادات ، وكانت روابط قوية لتماسك وترابط العلاقة الوطيدة بين أفراد المجتمع المؤمن ، ولك أن تتأمل في هذا الحديث قبل أن ترمي بنفسك مضحيا من أجل تحقيق هذه الغاية وهو قوله e : << ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى >> [13] .قال الحافظ في الفتح (10/439) : وقوله:<< وتعاطفهم >> قال بن أبي جمرة : الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف فأما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر، وأما التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي ، وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا كما يعطف الثوب عليه ليقويه . اهقال النووي (8/395) : هذا صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض ، وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه .فنسأل الله تعالى أن يروقنا حسن الظن بالمسلمين المستقيمين على جادة الطريق القويم والصراط المستقيم أهل السنة والجماعة بعامة وأتباع السلف الصالح بخاصة إنه ولي ذلك والقادر عليه , والحمد لله رب العالمين . الهوامش : 1- جزء من حديث متفق عليه ..اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ج3/ص247] [ح1660]. 2- ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لابن ماجة، وهوفي ضعيف الجامع وزيادته للشيخ الألباني برقم (687) ورمز إليه بالضعف، وفصل القول فيه في كتابه : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، حديث (302) والحديث في معجم الطبراني الكبير (ج1/ 330/1 ) بلفظ : << ثلاثة لا يسلم منهن أحد ، الظن ، والطيرة والحسد .فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فلا ترجع، وإذاحسدت فلا تبغ >>. 3– لسان العرب لابن منظور (ج6/ ص 2762 - 2763). 4 – نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي [ص242- 426]. 5- متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان محمد فؤاد عبد الباقي ، (ح1660) وفي فتح الباري شرح صحيح البخاريح6064) . 6- الزواجرعن اقتراف الكبائر (1/86). 7 - الحديث ذكره ابن عدي في الكامل من حديث أبي هريرة [ج6/ص2173]. والخطيب التبريزي في المشكاة [5084] ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: << ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم النار عليه على كل هين لين قريب سهل >> . قال الشيخ الألباني في تحقيقه له، رواه أحمد والترمذي الذي قال فيه حديث حسن غريب، والحديث في صحيح الجامع [ح 2606] .وعزاه لأبي يعلى عن جابر، والترمذي والطبراني عن ابن مسعود، وقال صحيح، وأنظر له السلسلة الصحيحة [ 935 ] فقد حررالبحث فيه فلا زيادة عليه فالحديث صحيح. 8 - أخرجه أبوداود [ح4790] والترمذي [ح1964] أنظرالسلسلة الصحيحة [ح935] للشيخ الألباني فقد حكم عليه بالحسن . 9- النهاية في غريب الحديث لابن الأثير :[ج3/353]. 10 ـ رواه أبوداود (ح 4995 ) وقال : مهنأ ثقة بصري ، وأحمد (2/297) والحاكم (4/ 241و256) وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي . قال المنذري [4/215 ]: فيه مهنأ بن عبد حميد أبوشبل البصري سئل عنه أبوحاتم الرازي فقال : هومجهـول، ومع ذلك حسن إسناده، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج المشكاة [4/453] حسن كما قال في المقدمة،وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند [15/104] إسناده صحيح . وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (3150)ضعيف . 11 ـ عون المعبود للشمس الحق العظيم آبادي [ المجلد : 7 / ص 230 ]. إن حسن الظن بالله تعالى يعد من أعظم العبادات،وكذلك الظن الحسن بالنّاس فقد جاء في الحديث القدسي قال الله فيه :<< أنا عند حسن ظن عبدي بي .. >> حديث صحيح،مضى تخريجه. 12 ـ متفق عليه . اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ح1404] وليس في لفظهما : << .. أو قال شرا >>. 13- متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان [ح 1671] وفي لفظ مسلم << مثل المؤمنين >> |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc