اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohand_zekrini
هذه المرة أنأى بنفسي عن الخوض في الشأن الداخلي لبلادي، هروبا عن التعليق على هؤلاء المنبوذين شعبيا، والفاشلين في المهام الموكلة إليهم، إلا أنهم لا يزالون في مناصبهم وراغبين الاستمرار فيها، والكل يعرف أنهم حجر عثرة، ورحيلهم هو إنفراجا للوضع، لأحشر أنفي والتعليق عن جريمة شنعاء استغاثت مؤخرا خطيبة الصحفي ضمير العالم بشأنها، طويت بترتيبات أقوياء العالم مع الجاني.
مقتل خاشقجي، الفعل السعودي الساذج
شهد خريف سنة 1918 جريمة نكراء ستبقى وصمة عار على جبين حكام آل سعود، بإعترف المملكة العربية السعودية بمقتل الصحفي المثير للجدل جمال خاشقجي بمقر قنصليتها باسطنبول، بعد أن كانت تنكر ذلك، حتى أن الرئيس الأمريكي ترامب نقل عن الملك سلمان أنه لا يعرف ما حدث.
إن مقتل خاشقجي لا هو جريمة شنعاء وخطأ جسيم لا يغتفر وفعل ساذج أرتكبته السلطات السعودية في حق مواطنا سعوديا ظنا منه أن من دخل بيت خادم الحرمين سلمان وولي عهده فهو أمين، إلا أن العكس هو الذي حصل ومات مغدورا.
إذ كيف للسلطات السعودية أن توقع نفسها في مثل هذا الحرج؟ وهي تعلم أن الكاميرات التركية مصوبة نحو مقر قنصليتها وتمنح فرصة في طبق من ذهب لتركيا باستباحة السيادة السعودية بدخول وخروج المحققين الأتراك مقر القنصلية بحجة التحقيق، وتعرض نفسها للضغوط دولة أردوغان حامية الإخوان وحليفة قطر.
إن الاعتراف السعودي جاء نتيجة الضغط التركي من جهة الذي اتسم بخطابين، الخطاب الرسمي كان هادئا ومتعقلا ودبلوماسيا، وخطاب موازي رهيب ومزلزل، بحيث تم تسريب تسجيلات الكاميرات التركية التي أظهرت الصحفي يدخل مقر القنصلية ولم يخرج ومن ورائه ولوج سيارات مريبة، وخطيبته التي بقيت في الخارج تنتظره تمسك هاتفها وتبلغ السلطات التركية عن الوضع المريب (يفهم أن هناك ترتيبا مسبقا بين المرأة والسلطات التركية التي تكون أخطرتها بإعتزام خطيبها زيارة سفارة بلاده)، ويعلن عن مزيد التسريبات التي بحوزته إلى غاية الكشف عن ملابسات الجريمة.
ومن جهة أخرى الضغط الدولي المتمثل في الضغط الغربي الرسمي وبالأخص الأمريكي وظهر الرئيس الأمريكي متحدثا رسميا له، تارة بحدة موجها للنواب الكونغرس والداخل الأمريكي و تلميحه إلى تورط ولي العهد في الجريمة وتارة بليونة حفاظا على المصالح الأمريكية، والضغط المجتمع المدني من وسائل إعلام وفاعلين اقتصاديين وماليين وكذا رسميين غربيين وصلت إلى مقاطعة هؤلاء لمؤتمر الاستثمار دافوس الصحراء الذي كان يعول عليه إبن سلمان.
إن الضغط والابتزاز المزدوج التركي والأمريكي لن يذهب هباءا منثورا، وإنما السعودية ستدفع مقابل سكوته ثمنا غاليا وقاسيا (العبارة التي أستعملها ترامب، عقابا قاسيا) وقد يكون وابلا على السعودية.
إن سياسة الاستقواء بأمريكا خاصة والغرب عامة التي أنتهجها حكام السعودية على جيرانها من إستعداء إيران الخميني وما بعده وعراق أواخر عهد صدام وليبيا القذافي وسوريا الأسد الابن وقطر وإحتواء اليمن وبث الفوضى في هذه البلدان بسياسة فرق تسد بين فئات أبنائها ولا إنسجام مع تركيا وسياسة الأحلاف والاصطفاف وراء المخططات الأمريكية، لم يخدم السعودية بل أضر بها.
إن السعودية كان يكفيها الثقل الروحي الذي يربط المسلمين بالحرمين الشريفين لان قلوبهم تهوى إلى الكعبة المشرفة، ولا الاستقواء بالغير، وعليها إنتهاج سياسة أخرى غير تلك.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني
|
أقول لك : الصراخ على قدر الألم ، ولكني لم اتوقع أن الألم سيكون شديدا لهذه الدرجة ، فحتى الإعلام الناعق نسي هذه القضية التي حاولوا بها إسقاط السعودية ولكنهم ردُّوا على وجوههم منكوسين وستبقى راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ترفرف رغم أنف كل حاقد
ولي ملاحظة : لا تكتب عندما تكون مندفعا ، فقولك : شهد خريف سنة 1918 يعبّر عن الكثير ، يدل على أنك متأخر بمئة سنة