حين يتحول التلميذ الى ضحية

[just do it]

بسم الله الرحمن الرحيم

من منا نحن البشر لا يطمح أن يكون ماهرا في كل شيء ’مثقفا في شتى الميادين ,عالما بمختلف المواضيع,إن الطبيعة البشرية و الغريزة الإنسانية تدفع الأنسان من أجل الحصول على ما يريد بغض النظر عن حكم ذاك الطريق و لهذا جاءت الأديان في جزء منها و هو مايسمى بفقه المعاملات منظمة لحياة الإنسان تبين له الطريق السوي من الطريق المعوج , وموضوع حديثنا هنا هو الدراسة فمن منا لايطمح أن يصل إلى أعلى المستويات و ينال أصعب الشهادات ولكن تذكر أن هناك دوما طريق سوي وطريق معوج فأن تصل بالغش و الإحتيال و الكذب والمكر فخير لك أن تبقى في منزلك لأن الكثير من التلاميذ في وقتنا الحالي تجد همهم الوحيد هو الحصول على العلامة و لايهم كيف كان ذلك و ليس من العدل أن نوقع اللوم هنا على التلميذ و حسب بل اللوم يقع أيضا على الأساتذة الذين يشجعون على ذلك بطريقة أو بأخرى و أن لاأتهم بغير دليل لأن ماأقوله هنا يعلمه الكل حتى الأستاذ نفسه و لكن أنا لا أتهم جميع الأساتذة ولا جميع التلاميد فالحمد لله لازال يوجد الكثير من المنضبطين المستقيمين

والآن لنصارح أنفسنا, أليس إقناع الأستاذ للتلميذ بأن الغاية من الدراسة هو الحصول على أعلى النقاط هو تشجيع له على الغش ؟

ألم تصبح النقاط حاليا وكأنها نقود في جيب الأستاذ يصرفها كيف شاء؟ فطيلة جلوسك في القسم لا تسمع إلا زائد نقطتان و ناقص نقطتان . يا سبحان الله كيف للتلميذ أن يعرف مستواه الحقيقي و نقاطه غير منضبطة بل لربنا صار رصيد نقاط التلميذ في فصل ما أكثر من علامة العشرين فيصبح الأستاذ مدينا للتلميذ في الفصل الموالي و أحيانا في العام الدراسي الموالي ,إنها طامة كبرى ,و لكم كنا نفرح حين تقترب نهاية أحد الفصول و يأتي يوم الحساب فيخرج الأستاذ دفتر الحسابات التجارية و يأتي التلاميذ كل بمقدار دينه فترى النقاط تتضاعف وتزيد. نعم لقد كنا نفرح و لكن كان الأجدر أن نبكي لأن هذا الفعل هو بحد ذاته غش للتلميذ .ثم بعد هذا ينتقل الأستاذ إلى لائحة الذين سينتقم منهم إن صح التعبير فينادي على رؤوس التلاميذ فلان ابن فلان ناقص نقطتان , فلان ابن فلان ناقص أربع نقاط , وهلم

هكذا .فكم من تلميذ أعاد السنة من أجل أن الأستاذ اقتطع من رصيده نقطة واحدة , نعم نقطة واحدة قد تبدو لاشيء بالنسبة للأستاذ و لكن انظر أضرارها بالنسبة للتلميذ فقد تسببت له بإعادة السنة و ضياع عام من حياته سدى , ثم لربنا لأجلها كره التلميذ الدراسة و أخذ الانحراف يعمل عمله لدى التلميذ , أو لربنا قرر التلميذ أو قررت الإدارة فصل التلميذ فيفتح عالم الانحراف في المجتمع أحضانه لهذا التلميذ ثم ما تلبث أن تراه مترصدا لمعلمه يريد الثأر لنفسه حتى تقرأ في الأخبار مقتل الأستاذ فلان

ربما لو لم يخصم الأستاذ تلك النقطة من رصيد التلميذ لأصبح ذاك التلميذ أشهر أستاذ أو أشهر داعية أو أعظم مؤلف أو مخترعا أو مكتشفا ولا تقل هذا محال لأنك إذا قرأت سير العظماء أمثال أينشتاين وغيره كثير لعلمت صحة ما أقول. ولكنه بدل ذلك قد أصبح أعتى مجرم ,قد أصبح أذكى سارق ,قد أصبح أشهر قاطع طريق

قد يعاتبني الأستاذ هنا فيقول إن المنظومة التربوية قد منعت الضرب و لابد من طريقة تحفيزية

فأقول نعم معك حق و إن ركزت جيدا في مقالي هذا فأنا لم أقل إن هته الطريقة غير مجدية البتة ولكن ما قلته هو أن بعض الأساتذة لا يعرف كيفية التعامل بها فتراه يزيد النقاط لأتفه الأسباب و يخصمها بناء على هواه الشخصي أعجبه خط فلان زائد نقطة و ما ذنبي إن كان خطه أجمل من خطي.كتابك بدون تغليف ناقص نقطتان , لسانك فصيح زائد نقطتان ,أعددت الواجب و نسيت إحضاره لأني بشر أنسى و لست آلة لاتنسى ناقص نقطة . يبدو أني أوضحت وجهة نظري وهي أن الأستاذ لا يتعامل مع هذا التحفيز كما يسميه من منطلق دراسي بل من منطلق شخصي و حتى نحن التلاميذ قد أدركنا هذا فتجدنا نتوقع جميع حركات الأستاذ ما يعجبه وما لا يعجبه كي يغدق علينا من فضله , أهذا هو الجيل الذي تعول عليه بلادنا , أهكذا نطمع أن نلتحق بالركب و نصير مع أوائل الأمم , والله لن نزيد شيئا في الحياة بل بالعكس سوف نكون نحن زيادة في هذه الدنيا , إنها المنظومة التربوية التي تسرق الأفكار من العالم الغربي و تنسى أن تسرق كيفية التعامل بها .إن أي مبدأ في العالم وأي وسيلة وأي نظام وأي وأي وأي .... إلا وهو سلاح ذو حدين كما يقول المثل المشهور فالإنترنت مثلا إذا تصفحها الإنسان بغرض البحث والمعرفة و الإكتشاف كان في ذلك الخير الكثير أما إذا كان العكس فإنها ستهوي به في عالم الانحراف وتغير من سلوكياته وربما حتى من معتقداته الدينية , كذلك بالنسبة للتلفاز و الهاتف و غيرها من الوسائل التي يخترعها الغرب لأجل تسهيل حياته ونكون نحن العرب سباقين إلى اكتشاف و استخدام جميع سلبياتها

وحتى لا أخرج عن الموضوع أعود وأقول أني لا أعيب على المنظومة التربوية اقتباسها من العالم الغربي لأن الجميع يعرف الحالة المزرية التي مرت بها بلادنا ولازالت تمر بها لحد الساعة ولكن ما أقوله هنا هو أن سوء تطبيق الأفكار ينتج عنه نتائج كارثية يصعب تداركها لاحقا وهو ما ذكرت نبذة عنه في أول هذا المقال .

بعد هذا أتطرق إلى غش من نوع أخر و طبعا غش الأستاذ للتلميذ و هو الطرد من القسم ,لم تحضر الكتاب ,أخرج, لم تلبس المئزر ,أخرج, لم تكتب الدرس ,أخرج وهكذا دواليك. حتى أنه قد وصل الحال ببعض التلاميذ انك تراه دوما خارج القسم بل الأدهى و الأمر أنه قد وصل الأمر ببعض الأساتذة إلى الإتفاق مع هذا النوع من التلاميذ على ألا يريه وجهه مرة أخرى مقابل ألا يسجله في عداد الغائبين , أهذا هو أستاذ القرن الواحد والعشرين يغريني أنا التلميذ الذي أفرح أن أكون خارج القسم بأن ييسر لي سبل ذلك لأني لازلت لا أدرك مصلحتي جيدا و سيأتي اليوم الذي أفيق من غفلتي ولكن يوم لا تنفع حسرة ولا ندم. ألم يفكر الأستاذ أن ذلك الدرس قد يكون الدرس الذي ربما سيغير مجرى حياتي, سيغير نظرتي إلى المجتمع,سيحول الامي إلى امال وأتراحي إلى أفراح ومشكلاتي إلى حلول , ألم يفكر الأستاذ أن ذاك الدرس ربما يكون الدرس الذي ينقصني لأجل أن أشرع في اختراع شيء ما . ثم بعد أن يطرد الأستاذ التلميذ فبرايكم إلى أين سيذهب هذا الأخير هل سيذهب لإحضار ما طرد لأجله ؟ كلا والله ,هل سيقضي ذاك الوقت الضائع في حل التمارين واستدراك ما فاته ؟ من المستحيلات السبع حدوث ذلك.إنه في أغلب الأحيان سوف ينظم إلى أمثاله المطرودين وفي رأيكم ماذا ستفعل شلة من المراهقين لا أحد يراقبها لك أن تتخيل وكل شيء تخيلته عن الإنحراف فهو مقبول ,تدخين,مخدرات,خمر,معاكسات,شجارات.....قولوا لي بربكم أليس هو عين الغش؟ أهذا هو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كاد المعلم أن يكون رسولا

إن الأمة التي تسعى إلى النهوض لن تنهض إلا بالشباب و الشاب الذي نشأ في شتى أنواع الأنحرافات ليس هو الشاب المطلوب و قد أدرك اليهود عليهم لعنة الله هذا الأمر و لك أن تنظر إلى الغزو الثقافي الذي يجتاح بلادنا قنوات فضائية تعرض فيها شتى أنواع البرامج الماجنة ,غناء رقص مسلسلات أفلام ...حتى أنه اليوم قد أطلقت قنوات تدعو إلى المسيحية على القمر الصناعي النايل سات .ثم انظر إلى أنواع الملابس التي يرتديها الشباب,ملابس تخجل أن تنظر إليها عوض أن تلبسها .تسريحات الشعر حدث ولا حرج ,طريقة المشي لاتدري أتضحك منها أم تتأسف لحالها ,نعم لقد سيطر علينا اليهود حينما تمكن من قلوب الشباب ونحن لازلنا ندفع بالشاب دفعا إلى طرق الضلال _اسف إن خرجت عن الموضوع_

أعود لأقول إن كل أستاذ حر في التعامل مع تلامذته و لكن ليس على حساب مستقبل التلميذ لأنك يجب أن تتأكد أيها الأستاذ الذي يطرد التلميذ من القسم أن ذلك هو جل ما يريده أي تلميذ فأنت توفر عليه حجة الغياب حتى أن بعض التلاميذ يتعمد فعل السبب كي يطرد.

والأن كفانا حديثا عن وزارة التربية ولننتقل إلى وزارة التعليم العالي نعم إنها الجامعة , ستقولون ماذا حتى الجامعة لم تسلم من كتاباتك ؟ فأقول لك أن الجامعة هي الطامة الكبرى ,لقد كانوا يكذبون علينا في التعليم الثانوي فيقولون لي ولك . الجامعة شيء مختلف ورائع و أفضل من الثانوية بعشرات المرات ولكن ما لاحظته هو أن الثانوية أفضل من الجامعة بمئات المرات

أعرف أن كل تلميذ سيقول لي أن هذا غير صحيح لأني كنت تلميذا و كانت الجامعة انذاك تبدو لي كما هي تبدو لك الأن ولكن سرعا ن ما صدمني الواقع المر,

[فاطمة شلف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
موضوع قيم مشكور
والله اخي الكريم كلامك معقول ورائع اخالفك الراى بالنسبة للجامعة فعلا احسن من الثانوي والعكس صحيح اصبحت النقاط تعطى لابن فلان او صاحب المظهرالانيق
اصبحنا نعاني معانة كبيرة باعوا ضمائرهم الشيئ المحير في بعض الحالات يوجد من يعمل بجد عمل شاق ومتعب ولا يتحصل على علامة كاملة والبعض الاخر
ممكن يحضر او ميحضرش ممكن يعمل او مايعمل يتحصل على احسن نتيجة وهنا ارتكبوا اخطاء فضيحة في حق الطالب سمحهم الله والله لا يضيع حق المظلوم
عندي كلام كثير اريد ان اقوله بعد ردود المشاركين
جزاك الله خيراعلى هذه الكلمات الرائعة والمفيدة
سلام