إذا بليت فثق بالله وارضَ به ** إن الذي يكشف البلوى هو الله

[ابو-علي]

أحيانا يبلغ الهم مبلغا لا يسعه القلب ، فيثقل كاهل الصدر بما لا يستطيع تحمله من هموم
وتسكن الآلام القلب ويعتريه الحزن اللامتناهي ، ليرسم في دواخلنا لوحات حزينة وكئيبة
تختلط ألوانها القاتمة والمظلمة بكل ما هو جميل و يخترق النسيان أفئدتنا ويمزق الألم أرواحنا ويفتح للجراح أبوابا كانت في وقت مضى مندملة فيتسع عمق الحزن فيها و يصبح بكاء الماضي من ذكريات السنين .
فتعلمت أن ألمي لا يحس به غيري وان البكاء لا يفيدني في شيء .

هكذا خيل لي أن العالم سوف ينتهي في لحظة وصل فيها اليأس نقطة اللاعودة
و أن القلوب حين تضعف يضغف معها التفكير ويشل فيها الطموح ، و أي طموح مادام كل شيء قد توقف في نقطة البداية وعجزت الأحاسيس والمشاعر عن كشف مكنوناتها إلا ما يحبط النفس ويذكرك بما هو وجع و ألم .

بين كل هذه المشاعر والمكبوتات يبقى هناك بصيص من الأمل يتراى في الأفق البعيد كسراب في طريق طويل ، يتموج في نهايته خلف ذلك السراب .
هكذا هي قلوبنا المسكينة ... تضعف لمجرد أول عثرة ... و تفتش عن أعذار ... أعذار أي كانت ، حينها تتمسك بالأوهام تارة وبالأمل تارة أخرى .

ولان أعماقنا فيها من المتناقضات ما تصوره لنا على انه قوة فإننا نتمنى لو أن الكره رصاصة نغتال به من حاول إيذائنا .
نستفيق ويتراى لنا كل ذلك أوهام وقسوة وجفاء فنمد ايدينا ونفتح قلوبنا ونعترف أن الألم ولو كان مريرا فحتما سنفتح اعيننا على غد افضل
وحتى لا تغرق سفينة الأمل ولا تصطدم بصخور الالم واليأس كان لا بد لها من مرفأ ترسو فيه ولا بد لليل عاتم أن ينجلي ولا بد لنهار الامل والفرح واليسر أن يكون قريبا ، حينها تيقنت واقتنعت بما قاله الامام الشافعي رحمه الله :

يا صاحب الهم إن الهم منفرج ** أبشر بخير فإن الفارج الله

اليأس يقطع أحيانا بصاحبــــه ** لا تيأسن فإن الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميســــرة ** لا تجزعن فإن القاسم الله

إذا بليت فثق بالله وارضَ به ** إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله مالك غير الله من أحــد ** فحسبك الله في كلٍ لك الله

آمل ان تكون كل أيامنا فرج وفرح وخير إن شاء الله ... تحياتي ... أخوكم أبو علي .