الى مدير الموسسة التربوية عبد الرحمان بن رستم تمنراست

[نوال الملكة]

بتاريخ /
الموضوع /
سيدي الكريم .. إن العنف الذي يمارسه الاستاذ أو الاداري يضرب عمق العلاقات التربوية التي تهدف إكتساب مقومات أخلاقية ، إنسانية وإجتماعية والتي ليست سوى ظهراً لفشل المؤسسة التعليمية في القيام بدورها وفشل التلاميذ في التكيف مع برامجها وأنشطتها ،واساليبها التي لاتأخذ بعين الاعتبار المعطيات المتعلقة بشخصيتهم وقدراتهم ، وطموحاتهم ورغابتهم .... ويخلق لديهم أثاراً قد تتطور إلى رد فعل ضد المؤسسة وإدارتها ، مما يستدعي تحركاً صارماً من طرف المجتمع المدني لكبح جماح الأساليب الوحشية ، والألفاظ المغرضة التي يتعامل بها بعض الأساتذة مع التلاميذ ، والتي تحول بعض المؤسسات التعليمية إلى اماكن لتعذيب النفسي .
وما دفعني لأرفع قلمي وكتابة هذاالتقرير إلا لأنني عشت هذه الظاهرة ، أو بمعنى أصح أبني الطالب الثانوي الذي تعرض أمس للعنف اللفظي من أستاذه مربي الجيل ، ولم يكفيفه ذلك بل سلط عليه أكبر عقوبة تربوية وإتهامه بالغش دون سبب وجيه ، ودون دليل ملموس إذن أين الحوار والنقاش ؟ أين الانذار الذي يسبق العقوبة ؟ فأنا من خلالكم أناشد ضمير الاستاذ أين إنسانيتك .... { إرحمو من في الارض يرحمكم من في السماء } ،إسمحو لي إن قلت أستاذ فاكلمة أستاذ لها معنى إنساني وأخلاقي كبير واليوم غاب هذا المعنى بالنسبة لي
سيدي .. تتشعب الاسباب التي تجعل عنف الاساتذة على التلاميذ يتفشى أكثر داخل مؤسستنا التربوية بين أسباب مادية ، ونفسية ، وأخلاقية وتربوية وبيداغوجية وإجتماعية ، ومهنية حيث أن الضغوط القوية والارهاقات النفسية الرهيبة الذي أصبح يتلقاه الاساتذة ولدت نوعاً من الرغبة في تفريغ الكبت الذي أصبح التلاميذ هدفاً له بأعتبارهم الحلقة الاضعف ، والعنف هو الوجه الاخر لفشل المشروع التربوي وهو راجع بالاساس الى عدة نقاط أهمها :
ـ عدم معرفة جل الاساتذة بقواعد النمو السليم وبحاجات التلاميذ وإمكاناتهم ، وإفتقارهم الى التكوين في علم النفس البيداغوجي ـ العنف الذي يحضره الأستاذ معه من بيته بسبب ضغط الحياة الاجتماعية والسياسية والظروف الاقتصادية السيئة والكبت الذي لا يجد له تصريفاً إلا بإفراغه على من هم تحت سلطته وسطوته ويدفعهم بدورهم إلى تبني أسلوبه في حل المسائل العالقة بالعنف بديلاً عن الحوار والنقاش .
ـ وجود خلل في العلاقة بين الاسرة والمؤسسة ،وإنعدام الدمقراطية في الممارسة اليومية داخل المؤسسات التعليمية .
ـ الأستهزاء بالتلميذ ،و الاستهتار بأرائه وأفكاره وإهماله وعدم الأكتراث به مما يسبب له فقدان الثقة بنفسه .
ـ المكانة الأجتماعية التي جعلت من الأستاذ سلطة قامعة ومخيفة لتلميذ إذ أن أي إقتراب من الاستاذ يعني ضياع هيبته ووقاره وفقاً لنظرية التربوية التقليدية المتخلفة .
ـ العلاقات الغير السليمة داخل الهيئة التربوية بين الاساتذة والادارة ،وبين الاساتذة أنفسهم ، وبين الأساتذة والتلاميذ .
ـ عدم السماح لتلميذ بالتعبير عن ذاته وتطلعاته ذلك أن المدرسةأو المؤسسة تلقينية بالدرجة الاولى ومهمتها التقليدية هي حشو المعلومات والاستعداد للأمتحان مع إهمال الجانب الروحي والاخلاقي والانساني والنفسي .
ـ غموض وصعوبة المناهج التعليمة حتى تكاد أن تكون تعجزية في المراحل المتقدمة كذلك عدم وضوح القوانين المنظمة للعلاقات داخل العملية التربوية بصفة عامة والجهل بها من قبل الاستاذ .
كلما كان العنف قوى ،كلما كانت ردة الفعل عليه اقسى ، إن لم تكن اليوم فغداً بالتأكيد ،، فهل سنقف مكتوفي الأيدي بلا حول ولا قوة نطرح المشاكل ونترك حلها بيد الزمان ؟؟؟؟ لابد من تكاتف الجهود بين كل المعنيين من أفراد ومؤسسات وجمعيات لوضح حد للأنتهاكات الخطيرة في عدم إحترام كينونة التلميذ وإنسانيته .
وفي الاخير سيدي الكريم أشير إلى أن خلق أجواء ديمقراطية داخل المؤسسة التعليمية يسودها التعاون المثمر ، القائم على نهج الحوار وحرية إبداء الرأي والتعبير يتطلب جهوداً متعددة الجوانب منها مايتعلق بفضاء المؤسسة ومستوى تجهيزه ، ومنها مايتعلق بالبرامج وطرق التدريس وأساليب التقويم ، ومستوى التكوين الاساسي والمستمر للمربين والمدرسين ، فما نفع صرف ملايين الدراهم في تبديل المناهج الدراسية وبناء وترميم المدارس ونفوس بعض مربي الأجيال تحتاج إلى تبديل وترميم . لذلك فليكن شعارنا {{ تلميذ الامس أستاذ الغد }} .


/